تفسير سورة الرعد

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة الرعد من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

ومن سورة الرعد
٢ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها: أي: بعمد لا ترونها «١». بل معناه: بغير عمد وترونها كذلك «٢».
و «العمد» جمع «عمود» «٣» وعمدته: أقمته.
ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ: استولى بالاقتدار ونفوذ السلطان «٤».
كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى: في أدوارها وأكوارها «٥».
(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١٦/ ٣٢٣، ٣٢٤) عن ابن عباس، ومجاهد، وذكره الفراء في معانيه: ٢/ ٥٧، فقال: «خلقها بعمد لا ترونها، لا ترون تلك العمد. والعرب قد تقدم الحجة من آخر الكلمة إلى أولها يكون ذلك جائزا».
(٢) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٣/ ١٣٦.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٣١٥ عن قتادة، وإياس بن معاوية.
قال الطبري في تفسيره: ١٦/ ٣٢٥: «وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال كما قال الله تعالى: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها فهي مرفوعة بغير عمد تراها، كما قال ربنا جل ثناؤه ولا خبر بغير ذلك، ولا حجة يجب التسليم لها بقول سواه».
(٣) في تفسير الطبري: ١٦/ ٣٢٢: «والعمد» جمع عمود، وهي السّواري، وما يعمد به البناء،... وجمع «العمود» عمد، كما جمع «الأديم» أدم، ولو جمع بالضم فقيل «عمد» جاز، كما يجمع «الرسول» رسل، و «الشكور» شكر».
وانظر المفردات للراغب: ٣٤٦، وتفسير البغوي: ٣/ ٥، وتفسير الفخر الرازي:
١٨/ ٢٣٦.
(٤) ينظر تفسير «الاستواء» فيما سبق ٧٨، ومذهب السلف في «الاستواء» أنه معلوم والكيف مجهول.
(٥) قال الراغب في المفردات: ٤٤٣: «كور الشيء إدارته وضم بعضه إلى بعض ككور العمامة، وقوله: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ فإشارة إلى جريان الشمس في مطالعها وانتقاص الليل والنهار وازديادهما».
وانظر الصحاح: ٢/ ٨١٠، واللسان: ٥/ ١٥٦ (كور).
٣ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ: نوعين اثنين من الحلو والحامض، والرّطب واليابس، والنافع والضار ولهذا لم يقع الاكتفاء ب «الزوجين» عن «الاثنين» «١».
٤ صِنْوانٌ: مجتمعة متشاكلة «٢». قيل «٣» : هي النخلات، أصلها واحد، وركيّتان «٤» صنوان إذا تقاربتا ولم يكن بينهما حوض.
و «المثلات» «٥» : العقوبات يمثّل بها «٦»، واحدها «مثله» / [٤٩/ أ] ك «صدقة» و «صدقات» «٧».
٨ وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ: تنقص من مدة الولادة، وَما تَزْدادُ عليها.
أو ما تغيض من استواء الخلق، وما تزداد من الحسن والجثّة.
(١) عن تفسير الماوردي: ٢/ ٣١٦.
وأورده المؤلف في كتابه وضح البرهان: ١/ ٤٧٢، وأضاف: «فهو من مشاكلة النقيض للنقيض، لأن الأشكال تقابل بالتناقض أكثر مما تقابل بالنظائر».
وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٣٢١، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٢٤، وتفسير الطبري: ١٦/ ٣٢٩، وتفسير القرطبي: ٩/ ٢٨١. [.....]
(٢) ذكره نحوه الماوردي في تفسيره: ٢/ ٣١٧، وقال: «قاله بعض المتأخرين».
(٣) عزاه المؤلف في وضح البرهان: ١/ ٤٧٢ إلى ابن عباس رضي الله عنهما.
وأخرجه الطبري في تفسيره: (١٦/ ٣٣٥- ٣٣٨) عن البراء بن عازب، وابن عباس، ومجاهد، وقتادة.
وذكره الفراء في معاني القرآن: ٢/ ٥٨، وأبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٣٢٢، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٢٤.
(٤) الركيّة: البئر.
الصحاح: ٦/ ٢٣٦١، واللسان: ١٤/ ٣٣٤ (ركا).
(٥) من قوله تعالى: وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ... [آية: ٦].
(٦) ينظر تفسير الطبري: ١٦/ ٣٥٠، ومعاني القرآن للنحاس: ٣/ ٤٧٢، وتفسير الماوردي:
٢/ ٣١٨، وتفسير القرطبي: ٩/ ٢٨٤.
(٧) معاني القرآن للفراء: ٢/ ٥٩، وتفسير الطبري: ١٦/ ٣٥٠.
وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ: أي: كل ما يفعله- تعالى- على مقدار الحكمة والحاجة بلا زيادة ولا نقصان.
١٠ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ: مخف عمله في ظلمة اللّيل «١».
وَسارِبٌ: ذاهب سارح «٢». وقيل: [هو] «٣» الداخل في سربه، أي: مذهبه «٤». مستتر فيها.
١١ لَهُ مُعَقِّباتٌ: الملائكة «٥»، يتعاقبون بأمر الله في العالم، يأتي بعضهم في عقب بعض.
عقّب وعاقب وتعقّب وتعاقب. وفي الحديث «٦» :«كان عمر يعقّب
(١) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٢/ ٣٢٠.
وانظر تفسير الطبري: ١٦/ ٣٦٦، وزاد المسير: ٤/ ٣٠٩.
(٢) عن تفسير الماوردي: ٢/ ٣٢٠، ونص كلامه: «والسارب: هو المنصرف الذاهب، مأخوذ من السّروب في المرعى، وهو بالعشي، والسروح بالغداة... »
.
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٢٥، والمفردات للراغب: ٢٢٩.
(٣) عن نسخة «ج».
(٤) في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٣٢٣: «مجازه: سالك في سربه، أي: مذاهبه ووجوهه، ومنه قولهم: أصبح فلان آمنا في سربه، أي في مذاهبه وأينما توجه».
وانظر تفسير الطبري: ١٦/ ٣٦٧، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ١٤١، وتفسير البغوي:
٣/ ٩، والمفردات للراغب: ٢٩٩..
(٥) ينظر تفسير الطبري: ٢١٦/ ٣٧٠، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ١٤٢، وتفسير البغوي:
٣/ ٩، وزاد المسير: ٤/ ٣١٠.
وفي الحديث المرفوع: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون».
صحيح البخاري: ١/ ١٣٩، كتاب مواقيت الصلاة، باب «فضل صلاة العصر».
صحيح مسلم: ١/ ٤٣٩، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب «فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما».
(٦) أخرجه أبو داود في سننه: ٣/ ٣٦٤، كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب «في تدوين العطاء».
وانظر غريب الحديث لابن الجوزي: ٢/ ١١٠، والنهاية: ٣/ ٢٦٧.
الجيوش كل عام»، أي: يردّ قوما ويبعث آخرين.
يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ: بما أمرهم الله به، تقول: جئتك من دعائك، أي: بدعائك «١».
١٣ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ: يدعو إلى تسبيح الله بما فيه من الآيات «٢».
وَالْمَلائِكَةُ: الملك على مفهوم دين نبينا- صلوات الله عليه- جسم رقيق «٣» هوائيّ حيّ على الصورة المخصوصة ذات الأجنحة «٤»، اصطفاه الله تعالى لرسالته وعظّمه على غيره.
والرّعد: اصطكاك أجرام السحاب بقدرة الله «٥».
والصّاعقة: نار لطيفة تسقط من السماء بحال هائلة «٦».
(١) ذكره الفراء في معانيه: ٢/ ٦٠، وقال: «كما تقول للرجل: أجبتك من دعائك وإياي وبدعائك إياي».
وانظر تفسير الطبري: ١٦/ ٣٨٦، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ١٤٢، وزاد المسير:
٤/ ٣١١.
(٢) الأولى إجراء التسبيح على ظاهره، ولا حاجة لمثل هذا التأويل، فالقرآن أثبت التسبيح للجمادات جميعا، قال تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ.
وقال الشوكاني في تسبيح الرعد: «أي» : يسبح الرعد نفسه بحمد الله، أي ملتبسا بحمده، وليس هذا بمستبعد، ولا مانع من أن ينطقه بذلك... ».
ينظر فتح القدير: ٣/ ٧٢. [.....]
(٣) وهم مخلوقون من نور كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه:
٤/ ٢٢٩٤، كتاب الزهد والرقائق، باب أحاديث متفرقة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار... ».
(٤) يدل عليه قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ... [آية: ١ من سورة فاطر].
(٥) تفسير الفخر الرازي: ٢/ ٨٧.
(٦) قال الفخر الرازي في معنى الصاعقة: «إنها قصف رعد ينقض منها شعلة من نار. وهي نار لطيفة قوية لا تمر بشيء إلا أنت عليه إلا أنها مع قوتها سريعة الخمود». تفسيره: ٢/ ٨٨.
شَدِيدُ الْمِحالِ: عظيم الحول والقوة «١»، أو المكر وهو العقوبة «٢» على وجه الاستدراج.
١٤ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ: أي: لله دعوة الحقّ من خلقه، وهي شهادة أن لا إله إلّا الله على إخلاص التوحيد «٣».
وقال الحسن «٤» : الله الحق فمن دعاه دعا بحق «٥».
١٥ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً: أي: السجود واجب الله، فالمؤمن يفعله طوعا والكافر يؤخذ به كرها «٦».
أو الكافر في حكم الساجد وإن أباه، لما فيه من الحاجة الداعية إلى الخضوع. وأما سجود الظل «٧» فيما فيه من التغيّر الدّال على مغيّر غير متغيّر.
وَالْآصالِ: جمع «أصل»، و «أصل» جمع «أصيل» وهو ما بين
(١) أخرج الطبري في تفسيره: ١٦/ ٣٩٦ عن مجاهد قال: «شديد القوة»، كذا أخرجه عن ابن زيد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٣٣٣، والبغوي في تفسيره: ٣/ ١١، وابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ٣١٦ عن مجاهد أيضا.
(٢) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٣٢٥، وذكره البغوي في تفسيره: ٣/ ١١، وابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ٣١٦.
(٣) أخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره: ٢٦٠ عن ابن عباس، وقتادة.
وأخرجه الطبري في تفسيره: ١٦/ ٣٩٨ عن ابن عباس، وقتادة، وابن زيد.
واختاره الطبري رحمه الله.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٦٢٨، وزاد نسبته إلى الفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٤) ينظر قوله في الكشاف: ٢/ ٣٥٤، وزاد المسير: ٤/ ٣١٧، وتفسير الفخر الرازي:
١٩/ ٣٠، وتفسير القرطبي: ٩/ ٣٠٠.
(٥) في «ج» : الحق.
(٦) ينظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ٦١، وتأويل مشكل القرآن: ٤١٨، وتفسير الطبري:
١٦/ ٤٠٣، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ١٤٤، وتفسير الماوردي: ٢/ ٣٢٥.
(٧) من قوله تعالى: وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ.
العصر إلى المغرب.
١٧ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ يعني القرآن فإنه في عموم نفعه كالمطر «١».
٢٩ طُوبى لَهُمْ: نعمى «٢»، أو/ حسنى «٣» «فعلى» من الطيّب، [٤٩/ ب] تأنيث الأطيب.
٣١ وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ: حين سألت قريش هذه المعاني «٤»، وحذف جوابها ليكون أبلغ عبارة وأعمّ فائدة.
أَفَلَمْ يَيْأَسِ: لم يعلم ولم يتبين «٥»، سمّي العلم يأسا لأنّ العالم يعلم ما لا يعلم غيره فييأس منه، أو هو اليأس المعروف «٦»، أي: لم ينقطع
(١) معاني القرآن للفراء: ٢/ ٦١.
وقال الماوردي في تفسيره: ٢/ ٣٢٧: «وهذا مثل ضربه الله تعالى للقرآن وما يدخل منه في القلوب، فشبه القرآن بالمطر لعموم خيره وبقاء نفعه، وشبه القلوب بالأودية يدخل فيها من القرآن مثل ما يدخل في الأودية من الماء بحسب سعتها وضيقها».
(٢) نقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ٣٢٨، عن عكرمة.
وكذا القرطبي في تفسيره: ٩/ ٣١٦، وأبو حيان في البحر المحيط: ٥/ ٣٨٩.
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٦/ ٤٣٥ عن قتادة.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٣٣٠، والبغوي في تفسيره: ٣/ ١٨، وابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ٣٢٨ عن قتادة أيضا. [.....]
(٤) سألت قريش إحياء الموتى، وتوسيع أودية مكة. وغير ذلك.
ينظر ذلك في تفسير الطبري: (١٦/ ٤٤٧- ٤٥٠)، وأسباب النزول للواحدي: ٣١٦، وتفسير ابن كثير: ٤/ ٣٨٢، والدر المنثور: (٤/ ٦٥١- ٦٥٣).
(٥) نص هذا القول في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٣٣٢، واختاره الطبري في تفسيره: ١٦/ ٤٥٥.
ينظر هذا القول- أيضا- في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٢٧، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ١٤٩، ومعاني النحاس: ٣/ ٤٩٧.
قال النحاس: «وأكثر أهل اللغة على هذا القول». ونقل النحاس عن الكسائي أنه قال: «لا أعرف هذه، ولا سمعت من يقول: يئست بمعنى علمت».
(٦) هذا قول الكسائي كما في معاني القرآن للنحاس: ٣/ ٤٩٨، وتفسير الماوردي: ٢/ ٣٣١، وزاد المسير: ٤/ ٣٣٢. وانظر معاني القرآن للزجاج: ٣/ ١٤٩، وتفسير الفخر الرازي:
١٩/ ٥٥.
طمعهم من خلاف هذا علما بصحته، أو أفلم ييأسوا من إيمانهم في الكافرين.
٣٣ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ: أي: صفوهم بما فيهم ليعلموا أنها لا تكون آلهة «١».
أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ: أي: ب «الشريك»، أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ: باطل زايل «٢».
وقد تضمنت الآية إلزاما تقسيميا، أي: أتنبئون الله بباطن لا يعلمه أم بظاهر يعلمه؟ فإن قالوا: بباطن لا يعلمه أحالوا، وإن قالوا: بظاهر يعلمه قل: سمّوهم ليعلموا أنّه لا سميّ له ولا شريك «٣».
٣٥ مَثَلُ الْجَنَّةِ: صفتها «٤»، كقوله «٥» : وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى: أي:
صفته العليا، أو: مثل الجنّة أعلى مثل فحذف الخبر «٦».
(١) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٢/ ٣٣٢.
وانظر تفسير البغوي: ٣/ ٢١، وزاد المسير: ٤/ ٣٣٣.
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٦/ ٤٦٦ عن قتادة، والضحاك.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٣٣٣، وابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ٣٣٣ عن قتادة.
(٣) ينظر ما سبق في تفسير القرطبي: (٩/ ٣٢٢، ٣٢٣).
(٤) معاني القرآن للفراء: ٢/ ٦٥، وذكره الطبري في تفسيره: ١٦/ ٤٦٩ عن بعض النحويين البصريين، فنقل ما نصه: «معنى ذلك: صفة الجنة، قال: ومنه قوله تعالى: وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى، معناه: ولله الصفة العليا. قال: فمعنى الكلام في قوله: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أو فيها أنهار، كأنه قال: وصف الجنة صفة تجري من تحتها الأنهار، أو صفة فيها أنهار، والله أعلم».
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٣/ ١٥٠، ومعاني النحاس: ٣/ ٥٠١، وتفسير البغوي:
٣/ ٢١، والمحرر الوجيز: ٨/ ١٧٦، والبحر المحيط: ٥/ ٣٩٥.
(٥) سورة النحل: آية: ٦٠.
(٦) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: (١/ ٣٣٣، ٣٣٤).
وانظر البيان لابن الأنباري: ٢/ ٥٢، والتبيان للعكبري: ٢/ ٧٥٩، والبحر المحيط: ٥/ ٣٩٥.
٣٦ وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ: يعني أصحاب محمد «١».
وَمِنَ الْأَحْزابِ: اليهود والنصارى والمجوس «٢».
٣٩ يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ: من الأعمال التي يرفعها الحفظة، فلا يثبت إلا ما له ثواب أو عليه عقاب «٣».
وعن ابن عباس «٤» رضي الله عنه: إنّ الله يمحو ويثبت مما كتب من أمر العباد إلا أصل السعادة والشقاوة فإنه في أمّ الكتاب. وإثبات ذلك ليعتبر المتفكر فيه بأن ما يحدث على كثرته قد أحصاه الله.
٤١ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها: بالفتوح على المسلمين من أرض الكافرين «٥».
(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٦/ ٤٧٣ عن قتادة.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٣٣٣ عن قتادة وابن زيد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٦٥٨، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن أبي حاتم عن قتادة.
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٦/ ٤٧٤ عن ابن زيد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٦٥٨، وزاد نسبته إلى أبي الشيخ عن ابن زيد أيضا.
(٣) ذكره الفراء في معانيه: ٢/ ٦٦، وأورده النحاس في معاني القرآن: ٣/ ٥٠٢ من رواية أبي صالح.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٣٣٥ عن الضحاك. وابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ٣٣٨ عن الضحاك، وأبي صالح.
(٤) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره: ٢٦٣، والطبري في تفسيره: ١٦/ ٤٧٧.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٣٣٤ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٦٥٩، وزاد نسبته إلى الفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في «الشعب» عن ابن عباس أيضا.
(٥) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٢٩، وأخرجه الطبري في تفسيره: ١٦/ ٤٩٤ عن ابن عباس، والحسن، والضحاك. ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٣٣٥.
وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ٣٤٠، وقال: «رواه العوفي عن ابن عباس».
ورجح الطبري هذا القول، وكذا ابن كثير في تفسيره: ٤/ ٣٩٣. [.....]
وقيل «١» : بموت العلماء وخيار أهلها.
لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ: لا رادّ لقضائه.
٤٢ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً: أي: جزاء المكر «٢».
٤٣ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً: دخول الباء لتحقيق الإضافة من جهة الإضافة وجهة حرف الإضافة.
وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ: مثل عبد الله بن سلام، وتميم الداري «٣»، وسلمان الفارسي.
(١) ذكره الفراء في معاني القرآن: ٢/ ٦٦، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٢٩.
وأخرج نحوه الطبري في تفسيره: ١٦/ ٤٩٧ عن ابن عباس، ومجاهد.
وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره: ١/ ٢٦٤ عن مجاهد.
وأخرج الحاكم في المستدرك: ٢/ ٣٥٠، كتاب التفسير، «تفسير سورة الرعد» من طريق الثوري عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل:
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها قال: «موت علمائها وفقهائها».
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، وتعقبه الذهبي بقوله: طلحة بن عمرو. قال أحمد: متروك».
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٦٦٥، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، ونعيم بن حماد في الفتن، وابن المنذر، وابن أبي حاتم- كلهم- عن ابن عباس بنحوه.
(٢) تفسير الفخر الرازي: ١٩/ ٧٠، وتفسير القرطبي: ٩/ ٣٣٥، والبحر المحيط: (٥/ ٤٠٠، ٤٠١).
(٣) تميم الداري صحابيّ جليل، منسوب إلى الدار، بطن من لخم. أسلم تميم سنة تسع للهجرة، ومات بالشام، رضي الله تعالى عنه.
ترجمته في الاستيعاب: ١/ ١٩٣، وأسد الغابة: ١/ ٢٥٦، والإصابة: ١/ ٣٦٧.
ينظر القول الذي ذكره المؤلف في تفسير الطبري: ١٦/ ٥٠٣، وزاد المسير: ٤/ ٣٤١، والتعريف والإعلام: ٨٥، ومفحمات الأقران: ١٢٧.
Icon