مكية
وآياتها خمس وثمانون
كلماتها : ١١٩٩ ؛ حروفها : ٤٩٧٠
ﰡ
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ حم( ١ ) ﴾ربما تكون اسما للسورة١، أو يقال فيها ما قيل في معنى فواتح السور التي تكون حروف تهج مثل ( ألم ) و( طس )، ومنه : لعل المراد بها التحدي، إذ الحاء والميم يتكون منها ومن غيرها الكلام الذي يتكلمونه ومع ذلك عجزوا عن الإتيان بمثل القرآن الكريم المكونة كلماته من هذه الحروف، فقامت بذلك حجة الله أن الكتاب العزيز ليس من كلام البشر، وإنما هو كلام الحكيم الحميد.
إيحاء هذا القرآن من المعبود بحق الذي أعجز البلغاء كلامه، وعلا على كل سلطان سلطانه ؛ وجعل الذكر الحكيم تبيانا لكل شيء فعلّم به وهدى ؛ وموحيه-جل علاه- محيط بكل شيء علما.
ومع قهر الملك المهيمن فوق عباده، ومع إحاطته بأعمالهم وأقوالهم وأحوالهم –وكذا سائر ما برأ وذرأ- فإنه يستر الذنب ويقبل رجعة من أقلع عن الغواية، وأقبل على طريق الهداية، وتشتد١ بطشته ونكاله بمن طغى واستحب العمى على الهدى، وإن عطاءه ينال من يحب ومن لا يحب-ولا يعطي الدين إلا من أحب- وإنه الرب على الحقيقة ولا معبود بحق سواه، وكل من في السماوات والأرض راجع إليه، موقوف بين يديه، مجزي بما قدم في دنياه.
نقل القرطبي٢عن ابن عباس :﴿ غافر الذنب ﴾ لمن قال لا إله إلا الله ﴿ وقابل التوب ﴾ ممن قال لا إله إلا الله ﴿ شديد العقاب ﴾ لمن لم يقل لا إله إلا الله.. ﴿ ذي الطول ﴾ ذي الغنى عمن لا يقول لا إله إلا الله.
٢ كما قال: وقال أهل الإشارة:﴿غافر الذنب﴾ فضلا ﴿وقابل التوب﴾ وعدا ﴿شديد العقاب﴾ عدلا ﴿لا إله إلا هو إليه المصير﴾ فردا. وروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه افتقد رجلا ذا بأس شديد من أهل الشام، فقيل له: تتابع في هذا الشراب، فقال عمر لكاتبه: اكتب من عمر إلى فلان؛ سلام عليك، وأنا أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ﴿بسم الله الرحمن الرحيم حم. تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم. غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير﴾ ثم ختم الكتاب وقال لرسوله: لا تدفعه إليه حتى تجده صاحيا؛ ثم أمر من عنده بالدعاء له بالتوبة؛ فلما أتته الصحيفة جعل يقرؤها ويقول: قد وعدني الله أن يغفر لي، وحذرني عقابه؛ فلم يبرح يرددها حتى بكى ثم نزع فأحسن النزع وحسنت توبته. فلما بلغ عمر أمره قال: هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أحدا قد زل زلة فسددوه وادعوا الله له أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه..
ما يجادل جدال المماري في آيات ربنا، وما يصدّ عنها ويسعى لإطفاء نورها إلا الخاسر الفاجر المعاند الجاحد، ويشهد لهذا المعنى ما بينته الآية التالية :﴿ .. وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق ﴾، أما الجدال لإقامة الحجة فهو منهاج القرآن :﴿ .. قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ﴾١-لأنه لا يظهر الفرق بين الحق والباطل، إلا بظهور حجة الحق ودحض حجة الباطل، وجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الكتاب وباهلهم٢ بعد الحجة ؛ وفي قول الله عز وجل :﴿ .. فلما تحاجون فيما ليس لكم به علم.. ﴾٣ دليل أن الاحتجاج بالعلم مباح سائغ لمن تدبر.
[ فأما الجدال فيها لإيضاح ملتبسها، وحل مشكلها، ومقادحة أهل العلم في استنباط معانيها، ورد أهل الزيغ بها وعنها، فأعظم جهاد في سبيل الله٤ ] ؛ فلا تلتفت لاستدراجهم مهما أمهلتهم ومهما يسرت لهم من تقلب في البلاد، وانتشار في أرجائها، وسعة في الرزق وزخرف الدنيا ومتاعها، فإني لن أمهلهم بل سأبطش بهم كما فعلت بالطاغين من قبلهم، قوم نوح ومن على شاكلتهم ؛ كذبوا مثل تكذيبهم، وأرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم، وشرع كل قوم في التنكيل برسولهم، لكني عجلت في الدنيا النكال بهم، وقضيت أن يُرَدّوا في الآخرة إلى عذاب النار مخلدين في سوء مصيرهم.
٢ المباهلة: أن يجتمع قوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا لعنة الله على الظالم منا..
٣ سورة آل عمران: من الآية ٦٦..
٤ ما بين العارضتين مما أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن..
الملائكة المقربون حملة العرش ومن حول العرش-وهم أشراف الملائكة وأفضلهم- يقرنون بين تسبيح المولى تقديسا له عن النقائص، وبين التحميد المقتضى لإثبات الكمال والجلال، وصفات المدح للكبير المتعال، المحمود على كل حال ؛ فهم ينزهون الله ويثنون عليه ويقرون بالله أنه لا إله سواه، ويسألون ربهم-واسع الرحمة والعلم- أن يغفر للذين أقروا بمثل إقرارهم من توحيد الله، والبراءة من كل معبود سواه، وأن يحفظهم من حر السعير وسوء المصير.
( وقد روعي التناسب في قوله :﴿ .. ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا.. ﴾.. وفيه أنهم بعد التعظيم لأمر الله يقبلون على الشفقة على خلق الله ولا سيما المؤمنين، لأن الإيمان جامع لا أجمع منه، يجذب السماوي إلى الأرضي، والروحاني إلى العنصري ]١.
يا من ربيت وأصلحت ! رحمتك التي وسعت كل شيء تتسع لذنوبهم وخطاياهم، وعلمك الذي أحاط بكل شيء نافذ إلى جميع أقوالهم وأفعالهم وحركاتهم وسكناتهم، وخوفهم ورجائهم- وفيه أن الحمد والثناء ينبغي أن يكون مقدما على الدعاء٢-فاصفح اللهم عن جرم من تاب من الشرك بك من عبادك فرجع إلى توحيدك واتبع أمرك ونهيك، وأقلع عن العصيان وسلك منهاج القرآن، ودعوة ثالثة لأهل الإيمان بالله : يا ربنا أدخلهم بساتين الإقامة٣ التي وعدت أهل الإنابة إلى طاعتك أن تكون لهم مستقرا ومقاما، وأدخل معهم من عمل صالحا من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم [ قال أهل السنة : المراد بمن صلح : أهل الإيمان منهم وإن كانوا ذوي كبائر ؛ ثم ختم الآية بقوله :﴿ إنك أنت العزيز الحكيم ﴾ لأنه إن لم يكن غالبا على الكل لم يصح منه وقوع المطلوب كما يراد، وإن لم يكن حكيما أمكن منه وضع الشيء في غير موضعه[ وحاشا ]٤.
والقرآن يسوق في آيات أخرى بشرى الله للمتقين بتنعيم آباءهم وذرياتهم وأزواجهم معهم في دار الخلد والكرامة، وذلك قوله تبارك اسمه-﴿ أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب. الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق. والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب. والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار. جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ﴾٥. كما جاء الوعد من الله الذي لا يخلف الميعاد :﴿ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم.. ﴾٦.
ورابعة دعوات الملائكة للمؤمنين ضراعة إلى الله أن يجنبهم ما يسوءهم من العقوبات وعذاب السيئات ؛ ومن تصرف عنه يا ربنا عاقبة سيئاته يوم القيامة فقد رفقت به ولطفت، فنجيته من عذابك وأدخلته الجنة، فقد أفلح وربح وأدرك غاية الفوز، وهذه تشمل طلب الوقاية من عذاب الموقف، وعذاب الحساب، وعذاب السؤال.
أليس من سابغ فضل الله علينا وعظيم منته أن ألهم ملائكته الكرام الدعاء لنا، والمداومة على سؤال الله إمتاعنا وإسعادنا ؟ يدعون للمؤمنين بظهر الغيب، فهل آن للذين آمنوا أن يُوَادُّوا أحبابهم من أهل الملأ الأعلى وأن يَتَوَلَّوْهم، بدلا من موالاة العدو المبين إبليس اللعين، ومن على شاكلته من أبالسة الجن والآدميين ؟ !
٢ في الحديث القدسي عن رب العزة:(من شغله القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين)..
٣ نقل أبو عبد الله القرطبي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لكعب الأحبار: ما جنات عدن؟ قال: قصور من ذهب في الجنة يدخلها النبيون والصديقون والشهداء وأئمة العدل. أهـ..
٤ ما بين العارضتين مما أورد صاحب تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان..
٥ سورة الرعد الآيات من: ١٩إلى ٢٤..
٦ سورة الطور من الآية. ٢١..
﴿ إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون( ١٠ )قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل( ١١ )ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير( ١٢ )هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب( ١٣ ) ﴾.
بعد آيات البشرى للمؤمنين بدعاء حملة العرش أن يغفر الله لهم ويقبل توبتهم، وينعمهم وأهلهم، ويصلح بالهم ؛ جاءت هذه تفصل ما توعد الله به الكفار في الآية السادسة :﴿ أنهم أصحاب النار ﴾. وبينت أحوالهم حين يَلْقَوْنَ في جهنم خبالهم ؛ فمع حر السعير يتجرعون النكال والتحسير، فينادون من الخزنة أو من المؤمنين مقولا لهم : لَكَراهية الله إياكم وسخطه عليكم أكبر من كراهيتكم لأنفسكم وعن مجاهد والحسن :﴿ لمقت الله ﴾ إياكم في الدنيا ﴿ إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ﴾ ﴿ أكبر من مقتكم أنفسكم ﴾ اليوم، وقال قتادة : المعنى :﴿ لمقت الله ﴾ لكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ﴿ أكبر من مقتكم أنفسكم ﴾ إذ عاينتم النار.
فإن قيل كيف يصح أن يمقتوا أنفسهم ؟ ففيه وجهان : أحدهما أنهم أحلوها بالذنوب محل الممقوت، الثاني : أنهم لما صاروا إلى حال زال عنهم الهوى، علموا أن نفوسهم هي التي أبقتهم في المعاصي مقتوها١.
و﴿ مقت ﴾ مصدر مضاف إلى الاسم الجليل إضافة المصدر لفاعله، وكذا إضافة المقت الثاني إلى ضمير الخطاب...
[ وكان التعبير بالمضارع للإشارة إلى الاستمرار والتجدد.. لأنكم دعيتم مرة بعد مرة إلى الإيمان وفي كل مرة تأبون وتجحدون فتكرر منكم الكفر٢ ] فصدقوا بما كانوا يُدْعَوْن إليه من أصول الإيمان، لكن بعد فوات الأوان، وأقروا لربهم بأنه المحيي والمميت ؛ وشهدوا أن الله أماتهم إماتتين اثنتين، وأحياهم إحياءتين اثنتين٣، خلقهم أمواتا، ثم أحياهم بنفخ الروح فيهم، ثم أماتهم عند انقضاء أعمارهم، ثم يعيد إليهم أرواحهم يوم بعثهم، فلم يبق إلا أن يشهدوا على أنفسهم بأنهم أمعنوا في الفساد، والبغي والعناد ؛ فهل يأذن ربهم لهم بالعودة إلى الدنيا ليسلكوا سبيل الرشاد ؟ ! [ وليس المقصود به الاستفهام، وإنما قالوه من فرط قنوطهم تعللا أو تحيرا أو تمنيا٤ ] ؛ فأقنطهم الله تعالى من تحقيق ما تمنوا، كما بين ذلك في آيات أخر كريمات :﴿ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين. ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون. قال اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾٥ ﴿... ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ﴾٦وجازاهم الله بمثل ما اقترفوا، فكما استمروا على الشرك والإفك، يستمر عذابهم وخزيهم، ﴿ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ﴾٧ ﴿ وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ﴾٨ ﴿ أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ﴾٩ ﴿.. وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفورا ﴾ ١٠.
فاليوم يفصل١١ في مصيركم المعبود بحق، العلي الأعلى، وهو الملك المهيمن، وله الكبرياء ؛ ولقد أعذر إليكم فبث الآيات الأنفسية والآفاقية الكونية، وأنزل الوحي والآيات المتلوة القرآنية، فما وعيتم ولا تدبرتم، ولكن صددتم وأعرضتم ؛ وأفاض عليكم الرزق، وساق لكم الغيث، وما زادكم بيان الآيات إلا غيا وبغيا ؛ واعتبر بها من كان قلبه حيا، واتخذ من دعوة الحق منهاجا وهديا.
﴿ إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون( ١٠ )قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل( ١١ )ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير( ١٢ )هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب( ١٣ ) ﴾.
بعد آيات البشرى للمؤمنين بدعاء حملة العرش أن يغفر الله لهم ويقبل توبتهم، وينعمهم وأهلهم، ويصلح بالهم ؛ جاءت هذه تفصل ما توعد الله به الكفار في الآية السادسة :﴿ أنهم أصحاب النار ﴾. وبينت أحوالهم حين يَلْقَوْنَ في جهنم خبالهم ؛ فمع حر السعير يتجرعون النكال والتحسير، فينادون من الخزنة أو من المؤمنين مقولا لهم : لَكَراهية الله إياكم وسخطه عليكم أكبر من كراهيتكم لأنفسكم وعن مجاهد والحسن :﴿ لمقت الله ﴾ إياكم في الدنيا ﴿ إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ﴾ ﴿ أكبر من مقتكم أنفسكم ﴾ اليوم، وقال قتادة : المعنى :﴿ لمقت الله ﴾ لكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ﴿ أكبر من مقتكم أنفسكم ﴾ إذ عاينتم النار.
فإن قيل كيف يصح أن يمقتوا أنفسهم ؟ ففيه وجهان : أحدهما أنهم أحلوها بالذنوب محل الممقوت، الثاني : أنهم لما صاروا إلى حال زال عنهم الهوى، علموا أن نفوسهم هي التي أبقتهم في المعاصي مقتوها١.
و﴿ مقت ﴾ مصدر مضاف إلى الاسم الجليل إضافة المصدر لفاعله، وكذا إضافة المقت الثاني إلى ضمير الخطاب...
[ وكان التعبير بالمضارع للإشارة إلى الاستمرار والتجدد.. لأنكم دعيتم مرة بعد مرة إلى الإيمان وفي كل مرة تأبون وتجحدون فتكرر منكم الكفر٢ ] فصدقوا بما كانوا يُدْعَوْن إليه من أصول الإيمان، لكن بعد فوات الأوان، وأقروا لربهم بأنه المحيي والمميت ؛ وشهدوا أن الله أماتهم إماتتين اثنتين، وأحياهم إحياءتين اثنتين٣، خلقهم أمواتا، ثم أحياهم بنفخ الروح فيهم، ثم أماتهم عند انقضاء أعمارهم، ثم يعيد إليهم أرواحهم يوم بعثهم، فلم يبق إلا أن يشهدوا على أنفسهم بأنهم أمعنوا في الفساد، والبغي والعناد ؛ فهل يأذن ربهم لهم بالعودة إلى الدنيا ليسلكوا سبيل الرشاد ؟ ! [ وليس المقصود به الاستفهام، وإنما قالوه من فرط قنوطهم تعللا أو تحيرا أو تمنيا٤ ] ؛ فأقنطهم الله تعالى من تحقيق ما تمنوا، كما بين ذلك في آيات أخر كريمات :﴿ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين. ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون. قال اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾٥ ﴿... ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ﴾٦وجازاهم الله بمثل ما اقترفوا، فكما استمروا على الشرك والإفك، يستمر عذابهم وخزيهم، ﴿ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ﴾٧ ﴿ وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ﴾٨ ﴿ أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ﴾٩ ﴿.. وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفورا ﴾ ١٠.
فاليوم يفصل١١ في مصيركم المعبود بحق، العلي الأعلى، وهو الملك المهيمن، وله الكبرياء ؛ ولقد أعذر إليكم فبث الآيات الأنفسية والآفاقية الكونية، وأنزل الوحي والآيات المتلوة القرآنية، فما وعيتم ولا تدبرتم، ولكن صددتم وأعرضتم ؛ وأفاض عليكم الرزق، وساق لكم الغيث، وما زادكم بيان الآيات إلا غيا وبغيا ؛ واعتبر بها من كان قلبه حيا، واتخذ من دعوة الحق منهاجا وهديا.
﴿ إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون( ١٠ )قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل( ١١ )ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير( ١٢ )هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب( ١٣ ) ﴾.
بعد آيات البشرى للمؤمنين بدعاء حملة العرش أن يغفر الله لهم ويقبل توبتهم، وينعمهم وأهلهم، ويصلح بالهم ؛ جاءت هذه تفصل ما توعد الله به الكفار في الآية السادسة :﴿ أنهم أصحاب النار ﴾. وبينت أحوالهم حين يَلْقَوْنَ في جهنم خبالهم ؛ فمع حر السعير يتجرعون النكال والتحسير، فينادون من الخزنة أو من المؤمنين مقولا لهم : لَكَراهية الله إياكم وسخطه عليكم أكبر من كراهيتكم لأنفسكم وعن مجاهد والحسن :﴿ لمقت الله ﴾ إياكم في الدنيا ﴿ إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ﴾ ﴿ أكبر من مقتكم أنفسكم ﴾ اليوم، وقال قتادة : المعنى :﴿ لمقت الله ﴾ لكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ﴿ أكبر من مقتكم أنفسكم ﴾ إذ عاينتم النار.
فإن قيل كيف يصح أن يمقتوا أنفسهم ؟ ففيه وجهان : أحدهما أنهم أحلوها بالذنوب محل الممقوت، الثاني : أنهم لما صاروا إلى حال زال عنهم الهوى، علموا أن نفوسهم هي التي أبقتهم في المعاصي مقتوها١.
و﴿ مقت ﴾ مصدر مضاف إلى الاسم الجليل إضافة المصدر لفاعله، وكذا إضافة المقت الثاني إلى ضمير الخطاب...
[ وكان التعبير بالمضارع للإشارة إلى الاستمرار والتجدد.. لأنكم دعيتم مرة بعد مرة إلى الإيمان وفي كل مرة تأبون وتجحدون فتكرر منكم الكفر٢ ] فصدقوا بما كانوا يُدْعَوْن إليه من أصول الإيمان، لكن بعد فوات الأوان، وأقروا لربهم بأنه المحيي والمميت ؛ وشهدوا أن الله أماتهم إماتتين اثنتين، وأحياهم إحياءتين اثنتين٣، خلقهم أمواتا، ثم أحياهم بنفخ الروح فيهم، ثم أماتهم عند انقضاء أعمارهم، ثم يعيد إليهم أرواحهم يوم بعثهم، فلم يبق إلا أن يشهدوا على أنفسهم بأنهم أمعنوا في الفساد، والبغي والعناد ؛ فهل يأذن ربهم لهم بالعودة إلى الدنيا ليسلكوا سبيل الرشاد ؟ ! [ وليس المقصود به الاستفهام، وإنما قالوه من فرط قنوطهم تعللا أو تحيرا أو تمنيا٤ ] ؛ فأقنطهم الله تعالى من تحقيق ما تمنوا، كما بين ذلك في آيات أخر كريمات :﴿ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين. ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون. قال اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾٥ ﴿... ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ﴾٦وجازاهم الله بمثل ما اقترفوا، فكما استمروا على الشرك والإفك، يستمر عذابهم وخزيهم، ﴿ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ﴾٧ ﴿ وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ﴾٨ ﴿ أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ﴾٩ ﴿.. وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفورا ﴾ ١٠.
فاليوم يفصل١١ في مصيركم المعبود بحق، العلي الأعلى، وهو الملك المهيمن، وله الكبرياء ؛ ولقد أعذر إليكم فبث الآيات الأنفسية والآفاقية الكونية، وأنزل الوحي والآيات المتلوة القرآنية، فما وعيتم ولا تدبرتم، ولكن صددتم وأعرضتم ؛ وأفاض عليكم الرزق، وساق لكم الغيث، وما زادكم بيان الآيات إلا غيا وبغيا ؛ واعتبر بها من كان قلبه حيا، واتخذ من دعوة الحق منهاجا وهديا.
﴿ من السماء ﴾ من جهة السماء.
﴿ رزقا ﴾ سببا للرزق.
﴿ ينيب ﴾ يرجع إلى الحق والرشد.
﴿ إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون( ١٠ )قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل( ١١ )ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير( ١٢ )هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب( ١٣ ) ﴾.
بعد آيات البشرى للمؤمنين بدعاء حملة العرش أن يغفر الله لهم ويقبل توبتهم، وينعمهم وأهلهم، ويصلح بالهم ؛ جاءت هذه تفصل ما توعد الله به الكفار في الآية السادسة :﴿ أنهم أصحاب النار ﴾. وبينت أحوالهم حين يَلْقَوْنَ في جهنم خبالهم ؛ فمع حر السعير يتجرعون النكال والتحسير، فينادون من الخزنة أو من المؤمنين مقولا لهم : لَكَراهية الله إياكم وسخطه عليكم أكبر من كراهيتكم لأنفسكم وعن مجاهد والحسن :﴿ لمقت الله ﴾ إياكم في الدنيا ﴿ إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ﴾ ﴿ أكبر من مقتكم أنفسكم ﴾ اليوم، وقال قتادة : المعنى :﴿ لمقت الله ﴾ لكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ﴿ أكبر من مقتكم أنفسكم ﴾ إذ عاينتم النار.
فإن قيل كيف يصح أن يمقتوا أنفسهم ؟ ففيه وجهان : أحدهما أنهم أحلوها بالذنوب محل الممقوت، الثاني : أنهم لما صاروا إلى حال زال عنهم الهوى، علموا أن نفوسهم هي التي أبقتهم في المعاصي مقتوها١.
و﴿ مقت ﴾ مصدر مضاف إلى الاسم الجليل إضافة المصدر لفاعله، وكذا إضافة المقت الثاني إلى ضمير الخطاب...
[ وكان التعبير بالمضارع للإشارة إلى الاستمرار والتجدد.. لأنكم دعيتم مرة بعد مرة إلى الإيمان وفي كل مرة تأبون وتجحدون فتكرر منكم الكفر٢ ] فصدقوا بما كانوا يُدْعَوْن إليه من أصول الإيمان، لكن بعد فوات الأوان، وأقروا لربهم بأنه المحيي والمميت ؛ وشهدوا أن الله أماتهم إماتتين اثنتين، وأحياهم إحياءتين اثنتين٣، خلقهم أمواتا، ثم أحياهم بنفخ الروح فيهم، ثم أماتهم عند انقضاء أعمارهم، ثم يعيد إليهم أرواحهم يوم بعثهم، فلم يبق إلا أن يشهدوا على أنفسهم بأنهم أمعنوا في الفساد، والبغي والعناد ؛ فهل يأذن ربهم لهم بالعودة إلى الدنيا ليسلكوا سبيل الرشاد ؟ ! [ وليس المقصود به الاستفهام، وإنما قالوه من فرط قنوطهم تعللا أو تحيرا أو تمنيا٤ ] ؛ فأقنطهم الله تعالى من تحقيق ما تمنوا، كما بين ذلك في آيات أخر كريمات :﴿ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين. ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون. قال اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾٥ ﴿... ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ﴾٦وجازاهم الله بمثل ما اقترفوا، فكما استمروا على الشرك والإفك، يستمر عذابهم وخزيهم، ﴿ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ﴾٧ ﴿ وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ﴾٨ ﴿ أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ﴾٩ ﴿.. وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفورا ﴾ ١٠.
فاليوم يفصل١١ في مصيركم المعبود بحق، العلي الأعلى، وهو الملك المهيمن، وله الكبرياء ؛ ولقد أعذر إليكم فبث الآيات الأنفسية والآفاقية الكونية، وأنزل الوحي والآيات المتلوة القرآنية، فما وعيتم ولا تدبرتم، ولكن صددتم وأعرضتم ؛ وأفاض عليكم الرزق، وساق لكم الغيث، وما زادكم بيان الآيات إلا غيا وبغيا ؛ واعتبر بها من كان قلبه حيا، واتخذ من دعوة الحق منهاجا وهديا.
﴿ الروح ﴾ الوحي.
﴿ التلاق ﴾ لقاء المولى عز وجل، أو لقاء آدم عليه السلام مع آخر ولده، أو التقاء كل امرئ وصحائف عمله.
﴿ بارزون ﴾ ظاهرون غير مستترين.
﴿ فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون( ١٤ )رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق( ١٥ )يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار( ١٦ )اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب( ١٧ ) ﴾.
والمنيبون إلى ربهم، المشفقون من غضبه وعذابه، عليهم أن يخلصوا العبادة لله، وأن يحافظوا على تعظيم الشعائر مهما أغاظ ذلك الكفار ؛ لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه ويعلمنا أن نتمثل القرآن الكريم قولا وعملا ونهجا. ففي صحيح مسلم عن أبي الزبير قال : كان ابن الزبير يقول في دبر كل صلاة حين يسلم : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل والثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون وقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة.
مما أورد القرطبي :﴿ رفيع الدرجات ﴾ أي رفيع الصفات. وقال ابن عباس... : رفيع السماوات السبع. وقال يحيى بن سلام : هو رفعة درجة أوليائه في الجنة ﴿ رفيع ﴾ على هذا بمعنى رافع- فعيل بمعنى فاعل- وهو على القول الأول من صفات الذات، ومعناه الذي لا أرفع قدرا منه، وهو المستحق لدرجات المدح والثناء، وهي أصنافها وأبوابها لا مستحق لها غيره.. ﴿ ذو العرش ﴾ خالقه ومالكه لا أنه محتاج إليه... ١اهـ.
ويرسل ربنا سبحانه الوحي وينزله على من يشاء من عباده المصطفين بأمره-فـ ﴿ من ﴾ بمعنى الباء، وقيل ﴿ من ﴾ سببية، أي : ينزل الوحي من أجل تبليغ أمره.
يقول الألوسي : وهو في حكم المتصل إلى قيام الساعة بإقامة من يقوم بالدعوة٢.. اهـ.
ليحذر الناس ما ينتظر الكافرين من أهوال يوم يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ؛ ﴿ ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم.. ﴾٣.
يوم هم معرضون ظاهرون، بعد أن كانوا مغيبين في حفرهم وقبورهم ؛ أو ظاهرة أعمالهم، مكشوفة سرائرهم، مشهود ما قدموا وآثارهم، شاهدة عليهم صحائفهم وجوارحهم ﴿... ولا يكتمون الله حديثا ﴾٤.
ينادى في الخلائق : لمن الملك اليوم ؟ فيجيبون : لله الواحد القهار، للملك الديان وحده الملك، فهو مالك يوم الدين، وملْكه لا يتحول ولا يبيد، وهو الذي قهر العباد والخلق جميعا﴿.. والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه... ﴾، والأولى والآخرة تحت سلطانه، وهو المهيمن العزيز ؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض ).
نقل عن النحاس :... عن ابن مسعود قال : يحشر الناس على أرض بيضاء مثل الفضة لم يعص الله عز وجل عليها، فيؤمر مناد ينادي :﴿ لمن الملك اليوم ﴾، فيقول العباد مؤمنهم وكافرهم :﴿ لله الواحد القهار ﴾ فيقول المؤمنون هذا الجواب سرورا وتلذذا، ويقوله الكافرون غما وانقيادا وخضوعا... أهـ.
فيقال لهم : هذا يوم الثواب والجزاء، يجازى الأبرار والفجار، والمؤمنون والكفار، كل بما عمل من خير أو شر، أو طاعة أو وزر، لا ينقص من عمل أحد شيئا، ولن يطول وقت القضاء بين المحشورين، فالله المعبود الحميد المجيد لا يعجزه حساب خلقه، ولن يؤخر جزاء أحد للاشتغال بغيره.
يقول القرطبي :[ لا يحتاج إلى تفكر وعقد كما يفعله الحُساب، لأنه العالم الذي لا يعزب عن علمه شيء.. وكما يرزقهم في ساعة واحدة يحاسبهم كذلك في ساعة واحدة.. لا ينتصف النهار حتى يقيل٥ أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ].
﴿ التلاق ﴾ لقاء المولى عز وجل، أو لقاء آدم عليه السلام مع آخر ولده، أو التقاء كل امرئ وصحائف عمله.
﴿ فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون( ١٤ )رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق( ١٥ )يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار( ١٦ )اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب( ١٧ ) ﴾.
والمنيبون إلى ربهم، المشفقون من غضبه وعذابه، عليهم أن يخلصوا العبادة لله، وأن يحافظوا على تعظيم الشعائر مهما أغاظ ذلك الكفار ؛ لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه ويعلمنا أن نتمثل القرآن الكريم قولا وعملا ونهجا. ففي صحيح مسلم عن أبي الزبير قال : كان ابن الزبير يقول في دبر كل صلاة حين يسلم : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل والثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون وقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة.
مما أورد القرطبي :﴿ رفيع الدرجات ﴾ أي رفيع الصفات. وقال ابن عباس... : رفيع السماوات السبع. وقال يحيى بن سلام : هو رفعة درجة أوليائه في الجنة ﴿ رفيع ﴾ على هذا بمعنى رافع- فعيل بمعنى فاعل- وهو على القول الأول من صفات الذات، ومعناه الذي لا أرفع قدرا منه، وهو المستحق لدرجات المدح والثناء، وهي أصنافها وأبوابها لا مستحق لها غيره.. ﴿ ذو العرش ﴾ خالقه ومالكه لا أنه محتاج إليه... ١اهـ.
ويرسل ربنا سبحانه الوحي وينزله على من يشاء من عباده المصطفين بأمره-فـ ﴿ من ﴾ بمعنى الباء، وقيل ﴿ من ﴾ سببية، أي : ينزل الوحي من أجل تبليغ أمره.
يقول الألوسي : وهو في حكم المتصل إلى قيام الساعة بإقامة من يقوم بالدعوة٢.. اهـ.
ليحذر الناس ما ينتظر الكافرين من أهوال يوم يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ؛ ﴿ ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم.. ﴾٣.
يوم هم معرضون ظاهرون، بعد أن كانوا مغيبين في حفرهم وقبورهم ؛ أو ظاهرة أعمالهم، مكشوفة سرائرهم، مشهود ما قدموا وآثارهم، شاهدة عليهم صحائفهم وجوارحهم ﴿... ولا يكتمون الله حديثا ﴾٤.
ينادى في الخلائق : لمن الملك اليوم ؟ فيجيبون : لله الواحد القهار، للملك الديان وحده الملك، فهو مالك يوم الدين، وملْكه لا يتحول ولا يبيد، وهو الذي قهر العباد والخلق جميعا﴿.. والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه... ﴾، والأولى والآخرة تحت سلطانه، وهو المهيمن العزيز ؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض ).
نقل عن النحاس :... عن ابن مسعود قال : يحشر الناس على أرض بيضاء مثل الفضة لم يعص الله عز وجل عليها، فيؤمر مناد ينادي :﴿ لمن الملك اليوم ﴾، فيقول العباد مؤمنهم وكافرهم :﴿ لله الواحد القهار ﴾ فيقول المؤمنون هذا الجواب سرورا وتلذذا، ويقوله الكافرون غما وانقيادا وخضوعا... أهـ.
فيقال لهم : هذا يوم الثواب والجزاء، يجازى الأبرار والفجار، والمؤمنون والكفار، كل بما عمل من خير أو شر، أو طاعة أو وزر، لا ينقص من عمل أحد شيئا، ولن يطول وقت القضاء بين المحشورين، فالله المعبود الحميد المجيد لا يعجزه حساب خلقه، ولن يؤخر جزاء أحد للاشتغال بغيره.
يقول القرطبي :[ لا يحتاج إلى تفكر وعقد كما يفعله الحُساب، لأنه العالم الذي لا يعزب عن علمه شيء.. وكما يرزقهم في ساعة واحدة يحاسبهم كذلك في ساعة واحدة.. لا ينتصف النهار حتى يقيل٥ أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ].
﴿ فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون( ١٤ )رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق( ١٥ )يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار( ١٦ )اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب( ١٧ ) ﴾.
والمنيبون إلى ربهم، المشفقون من غضبه وعذابه، عليهم أن يخلصوا العبادة لله، وأن يحافظوا على تعظيم الشعائر مهما أغاظ ذلك الكفار ؛ لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه ويعلمنا أن نتمثل القرآن الكريم قولا وعملا ونهجا. ففي صحيح مسلم عن أبي الزبير قال : كان ابن الزبير يقول في دبر كل صلاة حين يسلم : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل والثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون وقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة.
مما أورد القرطبي :﴿ رفيع الدرجات ﴾ أي رفيع الصفات. وقال ابن عباس... : رفيع السماوات السبع. وقال يحيى بن سلام : هو رفعة درجة أوليائه في الجنة ﴿ رفيع ﴾ على هذا بمعنى رافع- فعيل بمعنى فاعل- وهو على القول الأول من صفات الذات، ومعناه الذي لا أرفع قدرا منه، وهو المستحق لدرجات المدح والثناء، وهي أصنافها وأبوابها لا مستحق لها غيره.. ﴿ ذو العرش ﴾ خالقه ومالكه لا أنه محتاج إليه... ١اهـ.
ويرسل ربنا سبحانه الوحي وينزله على من يشاء من عباده المصطفين بأمره-فـ ﴿ من ﴾ بمعنى الباء، وقيل ﴿ من ﴾ سببية، أي : ينزل الوحي من أجل تبليغ أمره.
يقول الألوسي : وهو في حكم المتصل إلى قيام الساعة بإقامة من يقوم بالدعوة٢.. اهـ.
ليحذر الناس ما ينتظر الكافرين من أهوال يوم يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ؛ ﴿ ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم.. ﴾٣.
يوم هم معرضون ظاهرون، بعد أن كانوا مغيبين في حفرهم وقبورهم ؛ أو ظاهرة أعمالهم، مكشوفة سرائرهم، مشهود ما قدموا وآثارهم، شاهدة عليهم صحائفهم وجوارحهم ﴿... ولا يكتمون الله حديثا ﴾٤.
ينادى في الخلائق : لمن الملك اليوم ؟ فيجيبون : لله الواحد القهار، للملك الديان وحده الملك، فهو مالك يوم الدين، وملْكه لا يتحول ولا يبيد، وهو الذي قهر العباد والخلق جميعا﴿.. والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه... ﴾، والأولى والآخرة تحت سلطانه، وهو المهيمن العزيز ؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض ).
نقل عن النحاس :... عن ابن مسعود قال : يحشر الناس على أرض بيضاء مثل الفضة لم يعص الله عز وجل عليها، فيؤمر مناد ينادي :﴿ لمن الملك اليوم ﴾، فيقول العباد مؤمنهم وكافرهم :﴿ لله الواحد القهار ﴾ فيقول المؤمنون هذا الجواب سرورا وتلذذا، ويقوله الكافرون غما وانقيادا وخضوعا... أهـ.
فيقال لهم : هذا يوم الثواب والجزاء، يجازى الأبرار والفجار، والمؤمنون والكفار، كل بما عمل من خير أو شر، أو طاعة أو وزر، لا ينقص من عمل أحد شيئا، ولن يطول وقت القضاء بين المحشورين، فالله المعبود الحميد المجيد لا يعجزه حساب خلقه، ولن يؤخر جزاء أحد للاشتغال بغيره.
يقول القرطبي :[ لا يحتاج إلى تفكر وعقد كما يفعله الحُساب، لأنه العالم الذي لا يعزب عن علمه شيء.. وكما يرزقهم في ساعة واحدة يحاسبهم كذلك في ساعة واحدة.. لا ينتصف النهار حتى يقيل٥ أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ].
والمنيبون إلى ربهم، المشفقون من غضبه وعذابه، عليهم أن يخلصوا العبادة لله، وأن يحافظوا على تعظيم الشعائر مهما أغاظ ذلك الكفار ؛ لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه ويعلمنا أن نتمثل القرآن الكريم قولا وعملا ونهجا. ففي صحيح مسلم عن أبي الزبير قال : كان ابن الزبير يقول في دبر كل صلاة حين يسلم : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل والثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون وقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة.
مما أورد القرطبي :﴿ رفيع الدرجات ﴾ أي رفيع الصفات. وقال ابن عباس... : رفيع السماوات السبع. وقال يحيى بن سلام : هو رفعة درجة أوليائه في الجنة ﴿ رفيع ﴾ على هذا بمعنى رافع- فعيل بمعنى فاعل- وهو على القول الأول من صفات الذات، ومعناه الذي لا أرفع قدرا منه، وهو المستحق لدرجات المدح والثناء، وهي أصنافها وأبوابها لا مستحق لها غيره.. ﴿ ذو العرش ﴾ خالقه ومالكه لا أنه محتاج إليه... ١اهـ.
ويرسل ربنا سبحانه الوحي وينزله على من يشاء من عباده المصطفين بأمره-فـ ﴿ من ﴾ بمعنى الباء، وقيل ﴿ من ﴾ سببية، أي : ينزل الوحي من أجل تبليغ أمره.
يقول الألوسي : وهو في حكم المتصل إلى قيام الساعة بإقامة من يقوم بالدعوة٢.. اهـ.
ليحذر الناس ما ينتظر الكافرين من أهوال يوم يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ؛ ﴿ ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم.. ﴾٣.
يوم هم معرضون ظاهرون، بعد أن كانوا مغيبين في حفرهم وقبورهم ؛ أو ظاهرة أعمالهم، مكشوفة سرائرهم، مشهود ما قدموا وآثارهم، شاهدة عليهم صحائفهم وجوارحهم ﴿... ولا يكتمون الله حديثا ﴾٤.
ينادى في الخلائق : لمن الملك اليوم ؟ فيجيبون : لله الواحد القهار، للملك الديان وحده الملك، فهو مالك يوم الدين، وملْكه لا يتحول ولا يبيد، وهو الذي قهر العباد والخلق جميعا﴿.. والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه... ﴾، والأولى والآخرة تحت سلطانه، وهو المهيمن العزيز ؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض ).
نقل عن النحاس :... عن ابن مسعود قال : يحشر الناس على أرض بيضاء مثل الفضة لم يعص الله عز وجل عليها، فيؤمر مناد ينادي :﴿ لمن الملك اليوم ﴾، فيقول العباد مؤمنهم وكافرهم :﴿ لله الواحد القهار ﴾ فيقول المؤمنون هذا الجواب سرورا وتلذذا، ويقوله الكافرون غما وانقيادا وخضوعا... أهـ.
فيقال لهم : هذا يوم الثواب والجزاء، يجازى الأبرار والفجار، والمؤمنون والكفار، كل بما عمل من خير أو شر، أو طاعة أو وزر، لا ينقص من عمل أحد شيئا، ولن يطول وقت القضاء بين المحشورين، فالله المعبود الحميد المجيد لا يعجزه حساب خلقه، ولن يؤخر جزاء أحد للاشتغال بغيره.
يقول القرطبي :[ لا يحتاج إلى تفكر وعقد كما يفعله الحُساب، لأنه العالم الذي لا يعزب عن علمه شيء.. وكما يرزقهم في ساعة واحدة يحاسبهم كذلك في ساعة واحدة.. لا ينتصف النهار حتى يقيل٥ أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ].
﴿ الآزفة ﴾ القيامة القريبة-وكل آت قريب-
﴿ كاظمين ﴾ حابسين أنفاسهم، أو مغتمين ومكروبين، أو عطاشا يابسة أجوافهم.
﴿ حميم ﴾ قريب مشفق، وصديق يحتد حماية لك.
﴿ شفيع يطاع ﴾ يسعى في خلاصك فيستجاب لرجائه.
﴿ وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع( ١٨ )يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور( ١٩ )والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير( ٢٠ ) ﴾.
أمر الله تعالى نبيه أن ينذر يوم تقترب القيامة وتجيء، فإن القلوب يومئذ ستبلغ الحناجر، وتوشك أن تحتبس الأنفاس من هول ما تلقى النفوس والأبدان، إذ هو يوم الحزن والفزع الأكبر، والناس فيه عطاش يابسة أجوافهم، والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير، وما يزيدهم الذين زعموهم شفعاء غير التحسير، والتبري والتخسير، ذلك أن الحسيب الرقيب أحاط علما بكل ما ظهر وما بطن، مهما دق وكان يسيرا ﴿.. ونعلم ما توسوس به نفسه.. ﴾ وسبحان عالم السر والنجوى، وهو-تبارك اسمه-يقضي ويحكم ويجازي بالحق، فما خفي عليه من الخلق مما أبدوه أو مما أخفوه شيء ؛ وأما ما عبدوه من دون الله فلن يملك قضاء، بل هو مقتضى عليه، فأنّى يَقْضِي ؟ إنما يملك الفصل والأمر الله الذي لا يغيب عن سمعه شيء، ولا يعزب عن بصره كائن.
[ تقرير لعلمه بخائنة الأعين وما تخفي الصدور، وقضاؤه سبحانه بالحق، ووعيد لهم على ما يقولون ويفعلون، وتعريض بحال ما يدعون من دونه عز وجل١ ].
يقول القرطبي : قوله تعالى :﴿ يعلم خائنة الأعين ﴾ قال المؤرج.. فيه تقديم وتأخير، أي يعلم الأعين الخائنة. وقال ابن عباس، هو الرجل يكون جالسا مع القوم فتمرّ المرأة فيسارقهم النظر إليها. وعنه : هو الرجل ينظر إلى المرأة فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره،.... ٢ وقال مجاهد : هي مسارقة نظر الأعين إلى ما نهى الله عنه. وقال قتادة : هي الهمزة بعينه وإغماضها فيما لا يحب الله تعالى.
وقال الضحاك : هي قول الإنسان ما رأيت وقد رأى، أو : رأيت وما رأى.. وقال السدي : إنها الرمز بالعين.. ﴿ وما تخفي الصدور ﴾٣ النظرة الأولى.
﴿ وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع( ١٨ )يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور( ١٩ )والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير( ٢٠ ) ﴾.
أمر الله تعالى نبيه أن ينذر يوم تقترب القيامة وتجيء، فإن القلوب يومئذ ستبلغ الحناجر، وتوشك أن تحتبس الأنفاس من هول ما تلقى النفوس والأبدان، إذ هو يوم الحزن والفزع الأكبر، والناس فيه عطاش يابسة أجوافهم، والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير، وما يزيدهم الذين زعموهم شفعاء غير التحسير، والتبري والتخسير، ذلك أن الحسيب الرقيب أحاط علما بكل ما ظهر وما بطن، مهما دق وكان يسيرا ﴿.. ونعلم ما توسوس به نفسه.. ﴾ وسبحان عالم السر والنجوى، وهو-تبارك اسمه-يقضي ويحكم ويجازي بالحق، فما خفي عليه من الخلق مما أبدوه أو مما أخفوه شيء ؛ وأما ما عبدوه من دون الله فلن يملك قضاء، بل هو مقتضى عليه، فأنّى يَقْضِي ؟ إنما يملك الفصل والأمر الله الذي لا يغيب عن سمعه شيء، ولا يعزب عن بصره كائن.
[ تقرير لعلمه بخائنة الأعين وما تخفي الصدور، وقضاؤه سبحانه بالحق، ووعيد لهم على ما يقولون ويفعلون، وتعريض بحال ما يدعون من دونه عز وجل١ ].
يقول القرطبي : قوله تعالى :﴿ يعلم خائنة الأعين ﴾ قال المؤرج.. فيه تقديم وتأخير، أي يعلم الأعين الخائنة. وقال ابن عباس، هو الرجل يكون جالسا مع القوم فتمرّ المرأة فيسارقهم النظر إليها. وعنه : هو الرجل ينظر إلى المرأة فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره،.... ٢ وقال مجاهد : هي مسارقة نظر الأعين إلى ما نهى الله عنه. وقال قتادة : هي الهمزة بعينه وإغماضها فيما لا يحب الله تعالى.
وقال الضحاك : هي قول الإنسان ما رأيت وقد رأى، أو : رأيت وما رأى.. وقال السدي : إنها الرمز بالعين.. ﴿ وما تخفي الصدور ﴾٣ النظرة الأولى.
أمر الله تعالى نبيه أن ينذر يوم تقترب القيامة وتجيء، فإن القلوب يومئذ ستبلغ الحناجر، وتوشك أن تحتبس الأنفاس من هول ما تلقى النفوس والأبدان، إذ هو يوم الحزن والفزع الأكبر، والناس فيه عطاش يابسة أجوافهم، والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير، وما يزيدهم الذين زعموهم شفعاء غير التحسير، والتبري والتخسير، ذلك أن الحسيب الرقيب أحاط علما بكل ما ظهر وما بطن، مهما دق وكان يسيرا ﴿.. ونعلم ما توسوس به نفسه.. ﴾ وسبحان عالم السر والنجوى، وهو-تبارك اسمه-يقضي ويحكم ويجازي بالحق، فما خفي عليه من الخلق مما أبدوه أو مما أخفوه شيء ؛ وأما ما عبدوه من دون الله فلن يملك قضاء، بل هو مقتضى عليه، فأنّى يَقْضِي ؟ إنما يملك الفصل والأمر الله الذي لا يغيب عن سمعه شيء، ولا يعزب عن بصره كائن.
[ تقرير لعلمه بخائنة الأعين وما تخفي الصدور، وقضاؤه سبحانه بالحق، ووعيد لهم على ما يقولون ويفعلون، وتعريض بحال ما يدعون من دونه عز وجل١ ].
يقول القرطبي : قوله تعالى :﴿ يعلم خائنة الأعين ﴾ قال المؤرج.. فيه تقديم وتأخير، أي يعلم الأعين الخائنة. وقال ابن عباس، هو الرجل يكون جالسا مع القوم فتمرّ المرأة فيسارقهم النظر إليها. وعنه : هو الرجل ينظر إلى المرأة فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره،.... ٢ وقال مجاهد : هي مسارقة نظر الأعين إلى ما نهى الله عنه. وقال قتادة : هي الهمزة بعينه وإغماضها فيما لا يحب الله تعالى.
وقال الضحاك : هي قول الإنسان ما رأيت وقد رأى، أو : رأيت وما رأى.. وقال السدي : إنها الرمز بالعين.. ﴿ وما تخفي الصدور ﴾٣ النظرة الأولى.
ثم حذرهم القرآن ما ينتظر المجرمين من عذاب عاجل قبل العذاب الدائم الآجل، استفهام إنكاري ؛ إنكم لتمرون على أطلال وبقايا أقوام جاءوا قبل خلقكم، وعاشوا قبل زمانكم، وكانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا، وبنوا القصور، وشادوا الروائع يعبثون، واتخذوا المصانع لعلهم يخلدون، ونحتوا من الجبال بيوتا يختالون بها ويستكبرون، فلما حان موعد انتقام القوي العزيز منهم لم يغن عنهم جمعهم ولا ما كانوا يشيدون :﴿ فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ﴾١. ﴿ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين. وبالليل أفلا تعقلون ﴾٢.
ولكل جاحد بالآيات، مكذب الرسل والرسالات أخذة ربانية، وبطشة قوية :﴿ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ﴾٣.
٢ سورة الصافات. الآيتان ١٣٧، ١٣٨..
٣ سورة هود: الآية ١٠٢..
ثم حذرهم القرآن ما ينتظر المجرمين من عذاب عاجل قبل العذاب الدائم الآجل، استفهام إنكاري ؛ إنكم لتمرون على أطلال وبقايا أقوام جاءوا قبل خلقكم، وعاشوا قبل زمانكم، وكانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا، وبنوا القصور، وشادوا الروائع يعبثون، واتخذوا المصانع لعلهم يخلدون، ونحتوا من الجبال بيوتا يختالون بها ويستكبرون، فلما حان موعد انتقام القوي العزيز منهم لم يغن عنهم جمعهم ولا ما كانوا يشيدون :﴿ فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ﴾١. ﴿ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين. وبالليل أفلا تعقلون ﴾٢.
ولكل جاحد بالآيات، مكذب الرسل والرسالات أخذة ربانية، وبطشة قوية :﴿ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ﴾٣.
٢ سورة الصافات. الآيتان ١٣٧، ١٣٨..
٣ سورة هود: الآية ١٠٢..
﴿ وسلطان مبين ﴾ وحجة واضحة على أنه مبلغ الحق عن الله الحق.
﴿ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين( ٢٣ )إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب( ٢٤ )فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال( ٢٥ )وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد( ٢٦ )وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب( ٢٧ ) ﴾.
واستيقنوا أن بعثنا موسى بمعجزات منا، مثل العصا التي تنقلب حية، وسائر المعجزات التسع، وهي حجة تبين قدرتنا وصدق المرسل من لدنا-بعثناه إلى فرعون ملك مصر القبط، ووزيره هامان، وصاحب الخزائن والكنوز قارون- وجمعه الله معهما مع كونه من قوم موسى لأنهم في الكفر بالله ونعمه سواء-وقد كان موسى الكليم عليه الصلوات والتسليم مرسلا إلى آخرين مع هؤلاء، لكن ذكر هؤلاء ربما لأنهم أئمة العتو والبغي ؛ فسارعوا حين دُعُوا إلى اتهام نبيهم بالسحر والافتراء، فلما ساق البرهان على أنه رسول الملك العلام، وشرح الله صدور طائفة للإسلام، قال أكابر المجرمين : اقتلوا أبناء المؤمنين مثلما كنتم تقتلون كل من يولد من الإسرائيليين، وعودوا إلى استرقاق نساء من اتبع موسى، وأَعْمِلُوهُنّ في خدمتكم تنكيلا بالمهتدين، وفتنة لهم، ليتطيروا بموسى ويضيقوا بمتابعته ؛ وكذلك أوشكوا أن يجزعوا لولا أن ربط الله على قلوبهم ﴿.. قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون. قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض.. ﴾١ وانقلب كيد الكافرين باطلا، ولم ينالوا خيرا، فلم يهلك المسلمون، بل أغرق الله الكافرين، وورث جناتهم وكنوزهم أهل اليقين :﴿ فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ﴾٢. وجنّ جنون فرعون- وكأن أعوانه في الغي صرفوه عن قتل موسى لئلا يشتهر أمره- فقال اتركني أقتل موسى وليلجأ إلى ربه إن استطاع أن يمتنع مني، إني أخاف أن يفسد دينكم بالدين الذي جاء به، أو يفسد دنياكم بانقسام القوم إلى مُشايع له ومُناوئ ؛ فآوى موسى إلى ربه القوي القدير، ونادى في الناس أن خير ملجأ هو الله الولي النصير، رب العوالم كلها- من آمن ومن كفر- ونعم المجير من كل باغ جاحد بالمآل والمصير.
[ وخص اسم الرب لأن المطلوب هو الحفظ والتربية، وأضافه إليه وإليهم حثّا لهم على موافقته في العياذ به سبحانه، والتوجه التام بالروح إليه جل شأنه، لما في تظاهر الأرواح من استجلاب الإجابة، وهذا هو الحكمة من مشروعية الجماعة في العبادات ؛ و﴿ من كل ﴾ على معنى : من شر كل... ، وأراد بالتكبر : الاستكبار عن الإذعان للحق، وهو أقبح استكبار وأدله على دناءة ومهانة نفسه، وعلى فرط ظلمه وتعسفه، وضم إليه عدم الإيمان بيوم الجزاء ليكون أدل وأدل.. ، فمن اجتمع فيه التكبر والتكذيب بالجزاء وقلة المبالاة بالعاقبة فقد استكمل أسباب القسوة والجراءة على الله تعالى وعباده ولم يترك عظيمة إلا ارتكبها ؛ واختير المنزل- ﴿.. من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ﴾- دون ﴿ منه ﴾ سلوكا لطريق التعريض، لأنه كلام وارد في عرضهم فلا يلبسون جلد النمر إذا عرض عليهم، مع ما في ذلك من الدلالة على علة الاستعاذة، ورعاية حق تربية اللعين له عليه السلام في الجمل٣ ].
﴿ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين( ٢٣ )إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب( ٢٤ )فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال( ٢٥ )وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد( ٢٦ )وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب( ٢٧ ) ﴾.
واستيقنوا أن بعثنا موسى بمعجزات منا، مثل العصا التي تنقلب حية، وسائر المعجزات التسع، وهي حجة تبين قدرتنا وصدق المرسل من لدنا-بعثناه إلى فرعون ملك مصر القبط، ووزيره هامان، وصاحب الخزائن والكنوز قارون- وجمعه الله معهما مع كونه من قوم موسى لأنهم في الكفر بالله ونعمه سواء-وقد كان موسى الكليم عليه الصلوات والتسليم مرسلا إلى آخرين مع هؤلاء، لكن ذكر هؤلاء ربما لأنهم أئمة العتو والبغي ؛ فسارعوا حين دُعُوا إلى اتهام نبيهم بالسحر والافتراء، فلما ساق البرهان على أنه رسول الملك العلام، وشرح الله صدور طائفة للإسلام، قال أكابر المجرمين : اقتلوا أبناء المؤمنين مثلما كنتم تقتلون كل من يولد من الإسرائيليين، وعودوا إلى استرقاق نساء من اتبع موسى، وأَعْمِلُوهُنّ في خدمتكم تنكيلا بالمهتدين، وفتنة لهم، ليتطيروا بموسى ويضيقوا بمتابعته ؛ وكذلك أوشكوا أن يجزعوا لولا أن ربط الله على قلوبهم ﴿.. قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون. قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض.. ﴾١ وانقلب كيد الكافرين باطلا، ولم ينالوا خيرا، فلم يهلك المسلمون، بل أغرق الله الكافرين، وورث جناتهم وكنوزهم أهل اليقين :﴿ فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ﴾٢. وجنّ جنون فرعون- وكأن أعوانه في الغي صرفوه عن قتل موسى لئلا يشتهر أمره- فقال اتركني أقتل موسى وليلجأ إلى ربه إن استطاع أن يمتنع مني، إني أخاف أن يفسد دينكم بالدين الذي جاء به، أو يفسد دنياكم بانقسام القوم إلى مُشايع له ومُناوئ ؛ فآوى موسى إلى ربه القوي القدير، ونادى في الناس أن خير ملجأ هو الله الولي النصير، رب العوالم كلها- من آمن ومن كفر- ونعم المجير من كل باغ جاحد بالمآل والمصير.
[ وخص اسم الرب لأن المطلوب هو الحفظ والتربية، وأضافه إليه وإليهم حثّا لهم على موافقته في العياذ به سبحانه، والتوجه التام بالروح إليه جل شأنه، لما في تظاهر الأرواح من استجلاب الإجابة، وهذا هو الحكمة من مشروعية الجماعة في العبادات ؛ و﴿ من كل ﴾ على معنى : من شر كل... ، وأراد بالتكبر : الاستكبار عن الإذعان للحق، وهو أقبح استكبار وأدله على دناءة ومهانة نفسه، وعلى فرط ظلمه وتعسفه، وضم إليه عدم الإيمان بيوم الجزاء ليكون أدل وأدل.. ، فمن اجتمع فيه التكبر والتكذيب بالجزاء وقلة المبالاة بالعاقبة فقد استكمل أسباب القسوة والجراءة على الله تعالى وعباده ولم يترك عظيمة إلا ارتكبها ؛ واختير المنزل- ﴿.. من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ﴾- دون ﴿ منه ﴾ سلوكا لطريق التعريض، لأنه كلام وارد في عرضهم فلا يلبسون جلد النمر إذا عرض عليهم، مع ما في ذلك من الدلالة على علة الاستعاذة، ورعاية حق تربية اللعين له عليه السلام في الجمل٣ ].
﴿ كيد ﴾ احتيال ومكر، وتدبير بباطل، وختل ومراوغة.
﴿ ضلال ﴾ فساد وضياع، واختفاء وغياب.
﴿ وسلطان مبين ﴾ وحجة واضحة على أنه مبلغ الحق عن الله الحق.
﴿ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين( ٢٣ )إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب( ٢٤ )فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال( ٢٥ )وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد( ٢٦ )وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب( ٢٧ ) ﴾.
واستيقنوا أن بعثنا موسى بمعجزات منا، مثل العصا التي تنقلب حية، وسائر المعجزات التسع، وهي حجة تبين قدرتنا وصدق المرسل من لدنا-بعثناه إلى فرعون ملك مصر القبط، ووزيره هامان، وصاحب الخزائن والكنوز قارون- وجمعه الله معهما مع كونه من قوم موسى لأنهم في الكفر بالله ونعمه سواء-وقد كان موسى الكليم عليه الصلوات والتسليم مرسلا إلى آخرين مع هؤلاء، لكن ذكر هؤلاء ربما لأنهم أئمة العتو والبغي ؛ فسارعوا حين دُعُوا إلى اتهام نبيهم بالسحر والافتراء، فلما ساق البرهان على أنه رسول الملك العلام، وشرح الله صدور طائفة للإسلام، قال أكابر المجرمين : اقتلوا أبناء المؤمنين مثلما كنتم تقتلون كل من يولد من الإسرائيليين، وعودوا إلى استرقاق نساء من اتبع موسى، وأَعْمِلُوهُنّ في خدمتكم تنكيلا بالمهتدين، وفتنة لهم، ليتطيروا بموسى ويضيقوا بمتابعته ؛ وكذلك أوشكوا أن يجزعوا لولا أن ربط الله على قلوبهم ﴿.. قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون. قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض.. ﴾١ وانقلب كيد الكافرين باطلا، ولم ينالوا خيرا، فلم يهلك المسلمون، بل أغرق الله الكافرين، وورث جناتهم وكنوزهم أهل اليقين :﴿ فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ﴾٢. وجنّ جنون فرعون- وكأن أعوانه في الغي صرفوه عن قتل موسى لئلا يشتهر أمره- فقال اتركني أقتل موسى وليلجأ إلى ربه إن استطاع أن يمتنع مني، إني أخاف أن يفسد دينكم بالدين الذي جاء به، أو يفسد دنياكم بانقسام القوم إلى مُشايع له ومُناوئ ؛ فآوى موسى إلى ربه القوي القدير، ونادى في الناس أن خير ملجأ هو الله الولي النصير، رب العوالم كلها- من آمن ومن كفر- ونعم المجير من كل باغ جاحد بالمآل والمصير.
[ وخص اسم الرب لأن المطلوب هو الحفظ والتربية، وأضافه إليه وإليهم حثّا لهم على موافقته في العياذ به سبحانه، والتوجه التام بالروح إليه جل شأنه، لما في تظاهر الأرواح من استجلاب الإجابة، وهذا هو الحكمة من مشروعية الجماعة في العبادات ؛ و﴿ من كل ﴾ على معنى : من شر كل... ، وأراد بالتكبر : الاستكبار عن الإذعان للحق، وهو أقبح استكبار وأدله على دناءة ومهانة نفسه، وعلى فرط ظلمه وتعسفه، وضم إليه عدم الإيمان بيوم الجزاء ليكون أدل وأدل.. ، فمن اجتمع فيه التكبر والتكذيب بالجزاء وقلة المبالاة بالعاقبة فقد استكمل أسباب القسوة والجراءة على الله تعالى وعباده ولم يترك عظيمة إلا ارتكبها ؛ واختير المنزل- ﴿.. من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ﴾- دون ﴿ منه ﴾ سلوكا لطريق التعريض، لأنه كلام وارد في عرضهم فلا يلبسون جلد النمر إذا عرض عليهم، مع ما في ذلك من الدلالة على علة الاستعاذة، ورعاية حق تربية اللعين له عليه السلام في الجمل٣ ].
﴿ وسلطان مبين ﴾ وحجة واضحة على أنه مبلغ الحق عن الله الحق.
﴿ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين( ٢٣ )إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب( ٢٤ )فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال( ٢٥ )وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد( ٢٦ )وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب( ٢٧ ) ﴾.
واستيقنوا أن بعثنا موسى بمعجزات منا، مثل العصا التي تنقلب حية، وسائر المعجزات التسع، وهي حجة تبين قدرتنا وصدق المرسل من لدنا-بعثناه إلى فرعون ملك مصر القبط، ووزيره هامان، وصاحب الخزائن والكنوز قارون- وجمعه الله معهما مع كونه من قوم موسى لأنهم في الكفر بالله ونعمه سواء-وقد كان موسى الكليم عليه الصلوات والتسليم مرسلا إلى آخرين مع هؤلاء، لكن ذكر هؤلاء ربما لأنهم أئمة العتو والبغي ؛ فسارعوا حين دُعُوا إلى اتهام نبيهم بالسحر والافتراء، فلما ساق البرهان على أنه رسول الملك العلام، وشرح الله صدور طائفة للإسلام، قال أكابر المجرمين : اقتلوا أبناء المؤمنين مثلما كنتم تقتلون كل من يولد من الإسرائيليين، وعودوا إلى استرقاق نساء من اتبع موسى، وأَعْمِلُوهُنّ في خدمتكم تنكيلا بالمهتدين، وفتنة لهم، ليتطيروا بموسى ويضيقوا بمتابعته ؛ وكذلك أوشكوا أن يجزعوا لولا أن ربط الله على قلوبهم ﴿.. قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون. قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض.. ﴾١ وانقلب كيد الكافرين باطلا، ولم ينالوا خيرا، فلم يهلك المسلمون، بل أغرق الله الكافرين، وورث جناتهم وكنوزهم أهل اليقين :﴿ فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ﴾٢. وجنّ جنون فرعون- وكأن أعوانه في الغي صرفوه عن قتل موسى لئلا يشتهر أمره- فقال اتركني أقتل موسى وليلجأ إلى ربه إن استطاع أن يمتنع مني، إني أخاف أن يفسد دينكم بالدين الذي جاء به، أو يفسد دنياكم بانقسام القوم إلى مُشايع له ومُناوئ ؛ فآوى موسى إلى ربه القوي القدير، ونادى في الناس أن خير ملجأ هو الله الولي النصير، رب العوالم كلها- من آمن ومن كفر- ونعم المجير من كل باغ جاحد بالمآل والمصير.
[ وخص اسم الرب لأن المطلوب هو الحفظ والتربية، وأضافه إليه وإليهم حثّا لهم على موافقته في العياذ به سبحانه، والتوجه التام بالروح إليه جل شأنه، لما في تظاهر الأرواح من استجلاب الإجابة، وهذا هو الحكمة من مشروعية الجماعة في العبادات ؛ و﴿ من كل ﴾ على معنى : من شر كل... ، وأراد بالتكبر : الاستكبار عن الإذعان للحق، وهو أقبح استكبار وأدله على دناءة ومهانة نفسه، وعلى فرط ظلمه وتعسفه، وضم إليه عدم الإيمان بيوم الجزاء ليكون أدل وأدل.. ، فمن اجتمع فيه التكبر والتكذيب بالجزاء وقلة المبالاة بالعاقبة فقد استكمل أسباب القسوة والجراءة على الله تعالى وعباده ولم يترك عظيمة إلا ارتكبها ؛ واختير المنزل- ﴿.. من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ﴾- دون ﴿ منه ﴾ سلوكا لطريق التعريض، لأنه كلام وارد في عرضهم فلا يلبسون جلد النمر إذا عرض عليهم، مع ما في ذلك من الدلالة على علة الاستعاذة، ورعاية حق تربية اللعين له عليه السلام في الجمل٣ ].
﴿ وسلطان مبين ﴾ وحجة واضحة على أنه مبلغ الحق عن الله الحق.
﴿ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين( ٢٣ )إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب( ٢٤ )فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال( ٢٥ )وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد( ٢٦ )وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب( ٢٧ ) ﴾.
واستيقنوا أن بعثنا موسى بمعجزات منا، مثل العصا التي تنقلب حية، وسائر المعجزات التسع، وهي حجة تبين قدرتنا وصدق المرسل من لدنا-بعثناه إلى فرعون ملك مصر القبط، ووزيره هامان، وصاحب الخزائن والكنوز قارون- وجمعه الله معهما مع كونه من قوم موسى لأنهم في الكفر بالله ونعمه سواء-وقد كان موسى الكليم عليه الصلوات والتسليم مرسلا إلى آخرين مع هؤلاء، لكن ذكر هؤلاء ربما لأنهم أئمة العتو والبغي ؛ فسارعوا حين دُعُوا إلى اتهام نبيهم بالسحر والافتراء، فلما ساق البرهان على أنه رسول الملك العلام، وشرح الله صدور طائفة للإسلام، قال أكابر المجرمين : اقتلوا أبناء المؤمنين مثلما كنتم تقتلون كل من يولد من الإسرائيليين، وعودوا إلى استرقاق نساء من اتبع موسى، وأَعْمِلُوهُنّ في خدمتكم تنكيلا بالمهتدين، وفتنة لهم، ليتطيروا بموسى ويضيقوا بمتابعته ؛ وكذلك أوشكوا أن يجزعوا لولا أن ربط الله على قلوبهم ﴿.. قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون. قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض.. ﴾١ وانقلب كيد الكافرين باطلا، ولم ينالوا خيرا، فلم يهلك المسلمون، بل أغرق الله الكافرين، وورث جناتهم وكنوزهم أهل اليقين :﴿ فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ﴾٢. وجنّ جنون فرعون- وكأن أعوانه في الغي صرفوه عن قتل موسى لئلا يشتهر أمره- فقال اتركني أقتل موسى وليلجأ إلى ربه إن استطاع أن يمتنع مني، إني أخاف أن يفسد دينكم بالدين الذي جاء به، أو يفسد دنياكم بانقسام القوم إلى مُشايع له ومُناوئ ؛ فآوى موسى إلى ربه القوي القدير، ونادى في الناس أن خير ملجأ هو الله الولي النصير، رب العوالم كلها- من آمن ومن كفر- ونعم المجير من كل باغ جاحد بالمآل والمصير.
[ وخص اسم الرب لأن المطلوب هو الحفظ والتربية، وأضافه إليه وإليهم حثّا لهم على موافقته في العياذ به سبحانه، والتوجه التام بالروح إليه جل شأنه، لما في تظاهر الأرواح من استجلاب الإجابة، وهذا هو الحكمة من مشروعية الجماعة في العبادات ؛ و﴿ من كل ﴾ على معنى : من شر كل... ، وأراد بالتكبر : الاستكبار عن الإذعان للحق، وهو أقبح استكبار وأدله على دناءة ومهانة نفسه، وعلى فرط ظلمه وتعسفه، وضم إليه عدم الإيمان بيوم الجزاء ليكون أدل وأدل.. ، فمن اجتمع فيه التكبر والتكذيب بالجزاء وقلة المبالاة بالعاقبة فقد استكمل أسباب القسوة والجراءة على الله تعالى وعباده ولم يترك عظيمة إلا ارتكبها ؛ واختير المنزل- ﴿.. من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ﴾- دون ﴿ منه ﴾ سلوكا لطريق التعريض، لأنه كلام وارد في عرضهم فلا يلبسون جلد النمر إذا عرض عليهم، مع ما في ذلك من الدلالة على علة الاستعاذة، ورعاية حق تربية اللعين له عليه السلام في الجمل٣ ].
﴿ وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب( ٢٨ )يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد( ٢٩ )وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب( ٣٠ ) مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد( ٣١ )ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد( ٣٢ ) يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد( ٣٣ ) ﴾.
حين استعلن فرعون بعزمه على قتل موسى تحدث الداعية الحكيم والمؤمن اللبيب بالعظة البالغة، وربط الله تعالى على قلبه فلم يزده عتوّ فرعون ووعيده إلا استمساكا بالحق، وإشفاقا عل الخلق، وحضّا لأصحاب العقول على التفكر والاعتبار، قبل أن يحل بهم نكال المنتقم الجبار ؛ فعجّب من حال ضلال قومه وجهّالهم، وأنكر عليهم-في رفق- أن يتجهوا إلى قتل رجل ما نقموا منه إلا أنه يقول : الله ربه ؛ وافرضوا-جدلا- أنه كذبكم فيما إليه دعاكم، فمآل كذبه وعاقبته راجعة إليه لا إليكم ؛ وإذا كان صادقا فاحذروا أن تعرضوا أنفسكم ولو لشيء من الوعيد الذي أنذركم، فإنه لِهولِه لا قبل لكم بمواجهة بعضه، وأنتم عن ملاقاة جميعه أعجز ؛ ولن يهدي الله من أفرط في البغي وتجاوز الحدّ، وتمادى في العتوّ، وقصر بفعله عن حق ربه، فهو مخطئ الفؤاد غافله ؛ يا قوم لا يبطرنكم ما كنتم فيه من السلطان، فإنه مفارقكم ؛ والكافرون بأنعم الله يُعجّل لهم خزي وحرمان ؛ وكأن هذه العظة زادت فرعون فزعا ورهبا، فنزل من علياء تجبره وعتوه إلى محاولة الإعذار إلى قومه، فقال : ما أريكم في موسى إلا ما أراه، وما أدلكم إلا على سبيل وطريق تنقذكم من الحيرة ؛ لكن المؤمن النقي اصطبر على متابعة الذكرى، فخوّف قومه عاقبة الفجور والكفور، في هذه الدنيا ويوم البعث والنشور ؛ وأشفق عليهم أن يحل بهم ما حل بقوم نوح من الإغراق، وبعاد وثمود وقوم لوط من القلب والتدمير والإحراق ؛ جازهم الله ببغيهم، وما كان لهم من الله من واق ؛ والهول الأكبر، والعذاب الأخزى يوم ينادي المنادي من مكان قريب، يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج، يوم تلتف الساق بالساق، ويفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، ويتمنى الأشقياء التولي عما يلاقيهم، والخروج مما داهمهم، فما يستطيعون إفلاتا ولا فرارا، ومن ضل سعيه في الحياة الدنيا، وعاش مطموس البصيرة أعمى، فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا.
روى البخاري في صحيحه عن عروة بن الزبير قال : قلت لعبد الله بن عمرو ابن العاص : أخبرني بأشد ما صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :﴿.. أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ﴾ رواه مسلم بنحوه١.
﴿ وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب( ٢٨ )يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد( ٢٩ )وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب( ٣٠ ) مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد( ٣١ )ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد( ٣٢ ) يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد( ٣٣ ) ﴾.
حين استعلن فرعون بعزمه على قتل موسى تحدث الداعية الحكيم والمؤمن اللبيب بالعظة البالغة، وربط الله تعالى على قلبه فلم يزده عتوّ فرعون ووعيده إلا استمساكا بالحق، وإشفاقا عل الخلق، وحضّا لأصحاب العقول على التفكر والاعتبار، قبل أن يحل بهم نكال المنتقم الجبار ؛ فعجّب من حال ضلال قومه وجهّالهم، وأنكر عليهم-في رفق- أن يتجهوا إلى قتل رجل ما نقموا منه إلا أنه يقول : الله ربه ؛ وافرضوا-جدلا- أنه كذبكم فيما إليه دعاكم، فمآل كذبه وعاقبته راجعة إليه لا إليكم ؛ وإذا كان صادقا فاحذروا أن تعرضوا أنفسكم ولو لشيء من الوعيد الذي أنذركم، فإنه لِهولِه لا قبل لكم بمواجهة بعضه، وأنتم عن ملاقاة جميعه أعجز ؛ ولن يهدي الله من أفرط في البغي وتجاوز الحدّ، وتمادى في العتوّ، وقصر بفعله عن حق ربه، فهو مخطئ الفؤاد غافله ؛ يا قوم لا يبطرنكم ما كنتم فيه من السلطان، فإنه مفارقكم ؛ والكافرون بأنعم الله يُعجّل لهم خزي وحرمان ؛ وكأن هذه العظة زادت فرعون فزعا ورهبا، فنزل من علياء تجبره وعتوه إلى محاولة الإعذار إلى قومه، فقال : ما أريكم في موسى إلا ما أراه، وما أدلكم إلا على سبيل وطريق تنقذكم من الحيرة ؛ لكن المؤمن النقي اصطبر على متابعة الذكرى، فخوّف قومه عاقبة الفجور والكفور، في هذه الدنيا ويوم البعث والنشور ؛ وأشفق عليهم أن يحل بهم ما حل بقوم نوح من الإغراق، وبعاد وثمود وقوم لوط من القلب والتدمير والإحراق ؛ جازهم الله ببغيهم، وما كان لهم من الله من واق ؛ والهول الأكبر، والعذاب الأخزى يوم ينادي المنادي من مكان قريب، يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج، يوم تلتف الساق بالساق، ويفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، ويتمنى الأشقياء التولي عما يلاقيهم، والخروج مما داهمهم، فما يستطيعون إفلاتا ولا فرارا، ومن ضل سعيه في الحياة الدنيا، وعاش مطموس البصيرة أعمى، فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا.
روى البخاري في صحيحه عن عروة بن الزبير قال : قلت لعبد الله بن عمرو ابن العاص : أخبرني بأشد ما صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :﴿.. أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ﴾ رواه مسلم بنحوه١.
﴿ وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب( ٢٨ )يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد( ٢٩ )وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب( ٣٠ ) مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد( ٣١ )ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد( ٣٢ ) يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد( ٣٣ ) ﴾.
حين استعلن فرعون بعزمه على قتل موسى تحدث الداعية الحكيم والمؤمن اللبيب بالعظة البالغة، وربط الله تعالى على قلبه فلم يزده عتوّ فرعون ووعيده إلا استمساكا بالحق، وإشفاقا عل الخلق، وحضّا لأصحاب العقول على التفكر والاعتبار، قبل أن يحل بهم نكال المنتقم الجبار ؛ فعجّب من حال ضلال قومه وجهّالهم، وأنكر عليهم-في رفق- أن يتجهوا إلى قتل رجل ما نقموا منه إلا أنه يقول : الله ربه ؛ وافرضوا-جدلا- أنه كذبكم فيما إليه دعاكم، فمآل كذبه وعاقبته راجعة إليه لا إليكم ؛ وإذا كان صادقا فاحذروا أن تعرضوا أنفسكم ولو لشيء من الوعيد الذي أنذركم، فإنه لِهولِه لا قبل لكم بمواجهة بعضه، وأنتم عن ملاقاة جميعه أعجز ؛ ولن يهدي الله من أفرط في البغي وتجاوز الحدّ، وتمادى في العتوّ، وقصر بفعله عن حق ربه، فهو مخطئ الفؤاد غافله ؛ يا قوم لا يبطرنكم ما كنتم فيه من السلطان، فإنه مفارقكم ؛ والكافرون بأنعم الله يُعجّل لهم خزي وحرمان ؛ وكأن هذه العظة زادت فرعون فزعا ورهبا، فنزل من علياء تجبره وعتوه إلى محاولة الإعذار إلى قومه، فقال : ما أريكم في موسى إلا ما أراه، وما أدلكم إلا على سبيل وطريق تنقذكم من الحيرة ؛ لكن المؤمن النقي اصطبر على متابعة الذكرى، فخوّف قومه عاقبة الفجور والكفور، في هذه الدنيا ويوم البعث والنشور ؛ وأشفق عليهم أن يحل بهم ما حل بقوم نوح من الإغراق، وبعاد وثمود وقوم لوط من القلب والتدمير والإحراق ؛ جازهم الله ببغيهم، وما كان لهم من الله من واق ؛ والهول الأكبر، والعذاب الأخزى يوم ينادي المنادي من مكان قريب، يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج، يوم تلتف الساق بالساق، ويفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، ويتمنى الأشقياء التولي عما يلاقيهم، والخروج مما داهمهم، فما يستطيعون إفلاتا ولا فرارا، ومن ضل سعيه في الحياة الدنيا، وعاش مطموس البصيرة أعمى، فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا.
روى البخاري في صحيحه عن عروة بن الزبير قال : قلت لعبد الله بن عمرو ابن العاص : أخبرني بأشد ما صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :﴿.. أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ﴾ رواه مسلم بنحوه١.
﴿ وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب( ٢٨ )يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد( ٢٩ )وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب( ٣٠ ) مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد( ٣١ )ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد( ٣٢ ) يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد( ٣٣ ) ﴾.
حين استعلن فرعون بعزمه على قتل موسى تحدث الداعية الحكيم والمؤمن اللبيب بالعظة البالغة، وربط الله تعالى على قلبه فلم يزده عتوّ فرعون ووعيده إلا استمساكا بالحق، وإشفاقا عل الخلق، وحضّا لأصحاب العقول على التفكر والاعتبار، قبل أن يحل بهم نكال المنتقم الجبار ؛ فعجّب من حال ضلال قومه وجهّالهم، وأنكر عليهم-في رفق- أن يتجهوا إلى قتل رجل ما نقموا منه إلا أنه يقول : الله ربه ؛ وافرضوا-جدلا- أنه كذبكم فيما إليه دعاكم، فمآل كذبه وعاقبته راجعة إليه لا إليكم ؛ وإذا كان صادقا فاحذروا أن تعرضوا أنفسكم ولو لشيء من الوعيد الذي أنذركم، فإنه لِهولِه لا قبل لكم بمواجهة بعضه، وأنتم عن ملاقاة جميعه أعجز ؛ ولن يهدي الله من أفرط في البغي وتجاوز الحدّ، وتمادى في العتوّ، وقصر بفعله عن حق ربه، فهو مخطئ الفؤاد غافله ؛ يا قوم لا يبطرنكم ما كنتم فيه من السلطان، فإنه مفارقكم ؛ والكافرون بأنعم الله يُعجّل لهم خزي وحرمان ؛ وكأن هذه العظة زادت فرعون فزعا ورهبا، فنزل من علياء تجبره وعتوه إلى محاولة الإعذار إلى قومه، فقال : ما أريكم في موسى إلا ما أراه، وما أدلكم إلا على سبيل وطريق تنقذكم من الحيرة ؛ لكن المؤمن النقي اصطبر على متابعة الذكرى، فخوّف قومه عاقبة الفجور والكفور، في هذه الدنيا ويوم البعث والنشور ؛ وأشفق عليهم أن يحل بهم ما حل بقوم نوح من الإغراق، وبعاد وثمود وقوم لوط من القلب والتدمير والإحراق ؛ جازهم الله ببغيهم، وما كان لهم من الله من واق ؛ والهول الأكبر، والعذاب الأخزى يوم ينادي المنادي من مكان قريب، يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج، يوم تلتف الساق بالساق، ويفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، ويتمنى الأشقياء التولي عما يلاقيهم، والخروج مما داهمهم، فما يستطيعون إفلاتا ولا فرارا، ومن ضل سعيه في الحياة الدنيا، وعاش مطموس البصيرة أعمى، فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا.
روى البخاري في صحيحه عن عروة بن الزبير قال : قلت لعبد الله بن عمرو ابن العاص : أخبرني بأشد ما صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :﴿.. أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ﴾ رواه مسلم بنحوه١.
﴿ وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب( ٢٨ )يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد( ٢٩ )وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب( ٣٠ ) مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد( ٣١ )ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد( ٣٢ ) يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد( ٣٣ ) ﴾.
حين استعلن فرعون بعزمه على قتل موسى تحدث الداعية الحكيم والمؤمن اللبيب بالعظة البالغة، وربط الله تعالى على قلبه فلم يزده عتوّ فرعون ووعيده إلا استمساكا بالحق، وإشفاقا عل الخلق، وحضّا لأصحاب العقول على التفكر والاعتبار، قبل أن يحل بهم نكال المنتقم الجبار ؛ فعجّب من حال ضلال قومه وجهّالهم، وأنكر عليهم-في رفق- أن يتجهوا إلى قتل رجل ما نقموا منه إلا أنه يقول : الله ربه ؛ وافرضوا-جدلا- أنه كذبكم فيما إليه دعاكم، فمآل كذبه وعاقبته راجعة إليه لا إليكم ؛ وإذا كان صادقا فاحذروا أن تعرضوا أنفسكم ولو لشيء من الوعيد الذي أنذركم، فإنه لِهولِه لا قبل لكم بمواجهة بعضه، وأنتم عن ملاقاة جميعه أعجز ؛ ولن يهدي الله من أفرط في البغي وتجاوز الحدّ، وتمادى في العتوّ، وقصر بفعله عن حق ربه، فهو مخطئ الفؤاد غافله ؛ يا قوم لا يبطرنكم ما كنتم فيه من السلطان، فإنه مفارقكم ؛ والكافرون بأنعم الله يُعجّل لهم خزي وحرمان ؛ وكأن هذه العظة زادت فرعون فزعا ورهبا، فنزل من علياء تجبره وعتوه إلى محاولة الإعذار إلى قومه، فقال : ما أريكم في موسى إلا ما أراه، وما أدلكم إلا على سبيل وطريق تنقذكم من الحيرة ؛ لكن المؤمن النقي اصطبر على متابعة الذكرى، فخوّف قومه عاقبة الفجور والكفور، في هذه الدنيا ويوم البعث والنشور ؛ وأشفق عليهم أن يحل بهم ما حل بقوم نوح من الإغراق، وبعاد وثمود وقوم لوط من القلب والتدمير والإحراق ؛ جازهم الله ببغيهم، وما كان لهم من الله من واق ؛ والهول الأكبر، والعذاب الأخزى يوم ينادي المنادي من مكان قريب، يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج، يوم تلتف الساق بالساق، ويفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، ويتمنى الأشقياء التولي عما يلاقيهم، والخروج مما داهمهم، فما يستطيعون إفلاتا ولا فرارا، ومن ضل سعيه في الحياة الدنيا، وعاش مطموس البصيرة أعمى، فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا.
روى البخاري في صحيحه عن عروة بن الزبير قال : قلت لعبد الله بن عمرو ابن العاص : أخبرني بأشد ما صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :﴿.. أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ﴾ رواه مسلم بنحوه١.
حين استعلن فرعون بعزمه على قتل موسى تحدث الداعية الحكيم والمؤمن اللبيب بالعظة البالغة، وربط الله تعالى على قلبه فلم يزده عتوّ فرعون ووعيده إلا استمساكا بالحق، وإشفاقا عل الخلق، وحضّا لأصحاب العقول على التفكر والاعتبار، قبل أن يحل بهم نكال المنتقم الجبار ؛ فعجّب من حال ضلال قومه وجهّالهم، وأنكر عليهم-في رفق- أن يتجهوا إلى قتل رجل ما نقموا منه إلا أنه يقول : الله ربه ؛ وافرضوا-جدلا- أنه كذبكم فيما إليه دعاكم، فمآل كذبه وعاقبته راجعة إليه لا إليكم ؛ وإذا كان صادقا فاحذروا أن تعرضوا أنفسكم ولو لشيء من الوعيد الذي أنذركم، فإنه لِهولِه لا قبل لكم بمواجهة بعضه، وأنتم عن ملاقاة جميعه أعجز ؛ ولن يهدي الله من أفرط في البغي وتجاوز الحدّ، وتمادى في العتوّ، وقصر بفعله عن حق ربه، فهو مخطئ الفؤاد غافله ؛ يا قوم لا يبطرنكم ما كنتم فيه من السلطان، فإنه مفارقكم ؛ والكافرون بأنعم الله يُعجّل لهم خزي وحرمان ؛ وكأن هذه العظة زادت فرعون فزعا ورهبا، فنزل من علياء تجبره وعتوه إلى محاولة الإعذار إلى قومه، فقال : ما أريكم في موسى إلا ما أراه، وما أدلكم إلا على سبيل وطريق تنقذكم من الحيرة ؛ لكن المؤمن النقي اصطبر على متابعة الذكرى، فخوّف قومه عاقبة الفجور والكفور، في هذه الدنيا ويوم البعث والنشور ؛ وأشفق عليهم أن يحل بهم ما حل بقوم نوح من الإغراق، وبعاد وثمود وقوم لوط من القلب والتدمير والإحراق ؛ جازهم الله ببغيهم، وما كان لهم من الله من واق ؛ والهول الأكبر، والعذاب الأخزى يوم ينادي المنادي من مكان قريب، يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج، يوم تلتف الساق بالساق، ويفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، ويتمنى الأشقياء التولي عما يلاقيهم، والخروج مما داهمهم، فما يستطيعون إفلاتا ولا فرارا، ومن ضل سعيه في الحياة الدنيا، وعاش مطموس البصيرة أعمى، فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا.
روى البخاري في صحيحه عن عروة بن الزبير قال : قلت لعبد الله بن عمرو ابن العاص : أخبرني بأشد ما صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :﴿.. أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ﴾ رواه مسلم بنحوه١.
وكأن الآيات مازالت تبين سبل دعوة المؤمن المبارك إلى قومه، وإقامة الحجة البالغة عليهم، وأنهم ورثوا الافتراء والمماراة عن أسلافهم ؛ فقد بعث الله إلى آباءهم وأجدادهم رسوله يوسف الصديق بن يعقوب عليهما السلام فضلوا في تردد من تصديقه، فلما أدركه الموت قالوا لن تجيء رسل بعده، ولن يكون بعد من يدعي رسالة ؛ وهكذا لن يهدي الله من تمادى في الفسوق والمروق، وصدّه عن اليقين في الله وهم وشكوك ؛ ويضل الله ولا يهدي كذلك الذين يجادلون في جلال الله وما جاءهم عنه سبحانه من آيات قولية، أو بينات كونية، ويصدون عن ذلك من غير حجة عقلية أو نقلية ؛ كبر مقت من فعل ذلك، وعظم جرمه عند الله تعالى وعند المؤمنين ؛ وكما طبع الله على قلوب هؤلاء الممارين الجاحدين يطبع كذلك على قلب كل معاند في تعظيم الله، متسلط على خلق ربنا-جل علاه_ [ والظاهر أن عموم ﴿ كل ﴾ منسحب على المتكبر والجبار أيضا، فكأنه اعتبر أولا إضافة ﴿ قلب ﴾ إلى ما بعده ثم اعتبرت إضافته إلى المجموع ]١( ويجوز أن يكون على حذف المضاف، أي على كل ذي قلب متكبر، تجعل الصفة لصاحب القلب ]٢[ وهكذا يعبد الله من أصابه الحق ؛ ويصد عن السبيل من هو كافر به مرتاب شاك في حقيقة أخبار رسله.. كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر على الله أن يوحده ويصدق رسله ﴿ جبار ﴾٣ يعني متعظم عن اتباع الحق.. )٤ ].
مما نقل صاحب غرائب القرآن :﴿ وعند الذين آمنوا ﴾ إشارة إلى أن شهادة المؤمنين عند الله بمكان حتى قرنها إلى شهادة نفسه ؛ والمقصود التعجب والاستعظام لجدالهم، وخروجه عن حد أشكاله من الكبائر. أه.
٢ مما أورد القرطبي: وأورد قبل ذلك: وقرأ أبو عمرو..﴿قلب﴾ منون على أن ﴿متكبر﴾ نعت للقلب فكنى بالقلب عن الجملة، لأن القلب هو الذي يتكبر، وسائر الأعضاء تبع له، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)..
٣ نقل ابن كثير: آية الجبابرة- أي علامتهم- القتل بغير حق..
٤ مما ارتضاه الطبري..
وكأن الآيات مازالت تبين سبل دعوة المؤمن المبارك إلى قومه، وإقامة الحجة البالغة عليهم، وأنهم ورثوا الافتراء والمماراة عن أسلافهم ؛ فقد بعث الله إلى آباءهم وأجدادهم رسوله يوسف الصديق بن يعقوب عليهما السلام فضلوا في تردد من تصديقه، فلما أدركه الموت قالوا لن تجيء رسل بعده، ولن يكون بعد من يدعي رسالة ؛ وهكذا لن يهدي الله من تمادى في الفسوق والمروق، وصدّه عن اليقين في الله وهم وشكوك ؛ ويضل الله ولا يهدي كذلك الذين يجادلون في جلال الله وما جاءهم عنه سبحانه من آيات قولية، أو بينات كونية، ويصدون عن ذلك من غير حجة عقلية أو نقلية ؛ كبر مقت من فعل ذلك، وعظم جرمه عند الله تعالى وعند المؤمنين ؛ وكما طبع الله على قلوب هؤلاء الممارين الجاحدين يطبع كذلك على قلب كل معاند في تعظيم الله، متسلط على خلق ربنا-جل علاه_ [ والظاهر أن عموم ﴿ كل ﴾ منسحب على المتكبر والجبار أيضا، فكأنه اعتبر أولا إضافة ﴿ قلب ﴾ إلى ما بعده ثم اعتبرت إضافته إلى المجموع ]١( ويجوز أن يكون على حذف المضاف، أي على كل ذي قلب متكبر، تجعل الصفة لصاحب القلب ]٢[ وهكذا يعبد الله من أصابه الحق ؛ ويصد عن السبيل من هو كافر به مرتاب شاك في حقيقة أخبار رسله.. كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر على الله أن يوحده ويصدق رسله ﴿ جبار ﴾٣ يعني متعظم عن اتباع الحق.. )٤ ].
مما نقل صاحب غرائب القرآن :﴿ وعند الذين آمنوا ﴾ إشارة إلى أن شهادة المؤمنين عند الله بمكان حتى قرنها إلى شهادة نفسه ؛ والمقصود التعجب والاستعظام لجدالهم، وخروجه عن حد أشكاله من الكبائر. أه.
٢ مما أورد القرطبي: وأورد قبل ذلك: وقرأ أبو عمرو..﴿قلب﴾ منون على أن ﴿متكبر﴾ نعت للقلب فكنى بالقلب عن الجملة، لأن القلب هو الذي يتكبر، وسائر الأعضاء تبع له، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)..
٣ نقل ابن كثير: آية الجبابرة- أي علامتهم- القتل بغير حق..
٤ مما ارتضاه الطبري..
﴿ الأسباب ﴾ الطرق والأبواب.
﴿ وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب( ٣٦ )أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب( ٣٧ ) ﴾.
بعد وضوح الحق الذي ذكّر به الداعية المؤمن خاف فرعون أن يستجيب الناس لما سمعوا من الرشد، فقال لوزيره هامان : ابن لي ما يُرْتَقَى عليه من الأبنية العالية الظاهرة حتى أصعد، رجاء أن أبلغ طرق السماء وأبوابها فأنظر إلى إله موسى وأشرف عليه- توهم اللعين أنه جسم تحويه الأماكن- واسترسل الغاوي في شططه فأكد أن موسى ليس بصادق في أنه مبعوث،... ولا صادقا في أن له ربا غير فرعون-[ وظن ] : تأتي بمعنى العلم، كما في قول الله – تبارك اسمه :﴿.. قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله والله مع الصابرين ﴾. أي يعلمون.
فرد المولى على بهتانه وافتنانه بأن هذا كان تزيينا من الشيطان له سوء العمل، حتى يرى الكفر والتكذيب والتأله أمورا حسنة ؛ فلما زاغ أزاغ الله قلبه، وأبطل مكره وكيده، فهدّ صرحه، وأدال دولته، وأغرقه وشيعته.
﴿ وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب( ٣٦ )أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب( ٣٧ ) ﴾.
بعد وضوح الحق الذي ذكّر به الداعية المؤمن خاف فرعون أن يستجيب الناس لما سمعوا من الرشد، فقال لوزيره هامان : ابن لي ما يُرْتَقَى عليه من الأبنية العالية الظاهرة حتى أصعد، رجاء أن أبلغ طرق السماء وأبوابها فأنظر إلى إله موسى وأشرف عليه- توهم اللعين أنه جسم تحويه الأماكن- واسترسل الغاوي في شططه فأكد أن موسى ليس بصادق في أنه مبعوث،... ولا صادقا في أن له ربا غير فرعون-[ وظن ] : تأتي بمعنى العلم، كما في قول الله – تبارك اسمه :﴿.. قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله والله مع الصابرين ﴾. أي يعلمون.
فرد المولى على بهتانه وافتنانه بأن هذا كان تزيينا من الشيطان له سوء العمل، حتى يرى الكفر والتكذيب والتأله أمورا حسنة ؛ فلما زاغ أزاغ الله قلبه، وأبطل مكره وكيده، فهدّ صرحه، وأدال دولته، وأغرقه وشيعته.
تابع مؤمن آل فرعون نصيحة قومه وناداهم : يا قوم انهجوا نهجي، واقتدوا بي في الإذعان للحق، فإنكم إن اتبعتم ما دللتكم عليه سرتم على طريق الراشدين المهديين للخير- وكأنه تعريض بأن المخالفين يتخبطون في الحيرة والضلال والغواية – ثم مضى يذكرهم بزوال الدنيا وبقاء الآخرة، وهوان شأن العاجلة، وعظم أمر الآجلة، فما التمتع بالحياة الأولى إلا يسير قصير ثم يترك الممتعين أو يتركونه ؛ ولكن نعيم الحياة الأبدية تام خالد لا تحول عنه ولا خروج منه، من يعمل في أولاه سوءا يجز به، ومن يقترف حسنة يضاعف الله أجرهم الأخروي، ويزيدهم إحسانا، إناثا كنا أو ذكرانا ؛ فلها فاعملوا، وإياها فاطلبوا.
﴿ ومن عمل صالحا ﴾ قال ابن عباس : يعني لا إله إلا الله.. ﴿ وهو مؤمن ﴾ مصدق بقلبه لله وللأنبياء١.
وناداهم منكرا عليهم مسفها عقولهم- وكأنهم دعوه ليعود في ملتهم- : ماذا دهاكم ودهاني ؟ إن شأننا لمختلف ! أدعوكم إلى طريق السلامة والأمان والفوز بالجنان، والدخول في رضوان الملك الديان، إن تحققتم بالإيمان، وأنتم تدعونني إلى ما يوصل إلى عذاب النار، وغضب المنتقم الجبار !.. إن الذي تدعونني إلى تصديقه جحود بفضل المنعم وكفران بآلائه وإشراك فرعون مع الله – المعبود بحق دون سواه- وأما أنا فأدعوكم إلى اليقين بقوي لا يغلب، قاهر لا يدافع ولا يمانع، له العزة ولمن آوى إليه، وهو سبحانه مع قهره وسلطانه، وهيمنته وغيرته، يستر خطايا من رجع إليه، ويتجاوز عن ذنوب التائبين وإن عظمت ؛ حقا لا كذب فيه، أن ما تريدوني أن أتبع ليس له استجابة دعوة تنفع :﴿ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم.. ﴾٢وأن مرجعنا إلى الله الواحد القهار، فيُصَيرُ الباغين إلى عذاب النار، يلازمونه ويلازمهم وبئس القرار، وعندها ستتذكرون ما وعظتكم به ونصحتكم، لكن حين لا ينفع التذكر، وإني لمتوكل على الله، عائذ به ليعصمني من كل سوء، إنه سبحانه لا يغيب عن بصره شيء، وهو حافظ عباده من المهالك.
٢ سورة فاطر من الآية ١٤..
تابع مؤمن آل فرعون نصيحة قومه وناداهم : يا قوم انهجوا نهجي، واقتدوا بي في الإذعان للحق، فإنكم إن اتبعتم ما دللتكم عليه سرتم على طريق الراشدين المهديين للخير- وكأنه تعريض بأن المخالفين يتخبطون في الحيرة والضلال والغواية – ثم مضى يذكرهم بزوال الدنيا وبقاء الآخرة، وهوان شأن العاجلة، وعظم أمر الآجلة، فما التمتع بالحياة الأولى إلا يسير قصير ثم يترك الممتعين أو يتركونه ؛ ولكن نعيم الحياة الأبدية تام خالد لا تحول عنه ولا خروج منه، من يعمل في أولاه سوءا يجز به، ومن يقترف حسنة يضاعف الله أجرهم الأخروي، ويزيدهم إحسانا، إناثا كنا أو ذكرانا ؛ فلها فاعملوا، وإياها فاطلبوا.
﴿ ومن عمل صالحا ﴾ قال ابن عباس : يعني لا إله إلا الله.. ﴿ وهو مؤمن ﴾ مصدق بقلبه لله وللأنبياء١.
وناداهم منكرا عليهم مسفها عقولهم- وكأنهم دعوه ليعود في ملتهم- : ماذا دهاكم ودهاني ؟ إن شأننا لمختلف ! أدعوكم إلى طريق السلامة والأمان والفوز بالجنان، والدخول في رضوان الملك الديان، إن تحققتم بالإيمان، وأنتم تدعونني إلى ما يوصل إلى عذاب النار، وغضب المنتقم الجبار !.. إن الذي تدعونني إلى تصديقه جحود بفضل المنعم وكفران بآلائه وإشراك فرعون مع الله – المعبود بحق دون سواه- وأما أنا فأدعوكم إلى اليقين بقوي لا يغلب، قاهر لا يدافع ولا يمانع، له العزة ولمن آوى إليه، وهو سبحانه مع قهره وسلطانه، وهيمنته وغيرته، يستر خطايا من رجع إليه، ويتجاوز عن ذنوب التائبين وإن عظمت ؛ حقا لا كذب فيه، أن ما تريدوني أن أتبع ليس له استجابة دعوة تنفع :﴿ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم.. ﴾٢وأن مرجعنا إلى الله الواحد القهار، فيُصَيرُ الباغين إلى عذاب النار، يلازمونه ويلازمهم وبئس القرار، وعندها ستتذكرون ما وعظتكم به ونصحتكم، لكن حين لا ينفع التذكر، وإني لمتوكل على الله، عائذ به ليعصمني من كل سوء، إنه سبحانه لا يغيب عن بصره شيء، وهو حافظ عباده من المهالك.
٢ سورة فاطر من الآية ١٤..
تابع مؤمن آل فرعون نصيحة قومه وناداهم : يا قوم انهجوا نهجي، واقتدوا بي في الإذعان للحق، فإنكم إن اتبعتم ما دللتكم عليه سرتم على طريق الراشدين المهديين للخير- وكأنه تعريض بأن المخالفين يتخبطون في الحيرة والضلال والغواية – ثم مضى يذكرهم بزوال الدنيا وبقاء الآخرة، وهوان شأن العاجلة، وعظم أمر الآجلة، فما التمتع بالحياة الأولى إلا يسير قصير ثم يترك الممتعين أو يتركونه ؛ ولكن نعيم الحياة الأبدية تام خالد لا تحول عنه ولا خروج منه، من يعمل في أولاه سوءا يجز به، ومن يقترف حسنة يضاعف الله أجرهم الأخروي، ويزيدهم إحسانا، إناثا كنا أو ذكرانا ؛ فلها فاعملوا، وإياها فاطلبوا.
﴿ ومن عمل صالحا ﴾ قال ابن عباس : يعني لا إله إلا الله.. ﴿ وهو مؤمن ﴾ مصدق بقلبه لله وللأنبياء١.
وناداهم منكرا عليهم مسفها عقولهم- وكأنهم دعوه ليعود في ملتهم- : ماذا دهاكم ودهاني ؟ إن شأننا لمختلف ! أدعوكم إلى طريق السلامة والأمان والفوز بالجنان، والدخول في رضوان الملك الديان، إن تحققتم بالإيمان، وأنتم تدعونني إلى ما يوصل إلى عذاب النار، وغضب المنتقم الجبار !.. إن الذي تدعونني إلى تصديقه جحود بفضل المنعم وكفران بآلائه وإشراك فرعون مع الله – المعبود بحق دون سواه- وأما أنا فأدعوكم إلى اليقين بقوي لا يغلب، قاهر لا يدافع ولا يمانع، له العزة ولمن آوى إليه، وهو سبحانه مع قهره وسلطانه، وهيمنته وغيرته، يستر خطايا من رجع إليه، ويتجاوز عن ذنوب التائبين وإن عظمت ؛ حقا لا كذب فيه، أن ما تريدوني أن أتبع ليس له استجابة دعوة تنفع :﴿ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم.. ﴾٢وأن مرجعنا إلى الله الواحد القهار، فيُصَيرُ الباغين إلى عذاب النار، يلازمونه ويلازمهم وبئس القرار، وعندها ستتذكرون ما وعظتكم به ونصحتكم، لكن حين لا ينفع التذكر، وإني لمتوكل على الله، عائذ به ليعصمني من كل سوء، إنه سبحانه لا يغيب عن بصره شيء، وهو حافظ عباده من المهالك.
٢ سورة فاطر من الآية ١٤..
تابع مؤمن آل فرعون نصيحة قومه وناداهم : يا قوم انهجوا نهجي، واقتدوا بي في الإذعان للحق، فإنكم إن اتبعتم ما دللتكم عليه سرتم على طريق الراشدين المهديين للخير- وكأنه تعريض بأن المخالفين يتخبطون في الحيرة والضلال والغواية – ثم مضى يذكرهم بزوال الدنيا وبقاء الآخرة، وهوان شأن العاجلة، وعظم أمر الآجلة، فما التمتع بالحياة الأولى إلا يسير قصير ثم يترك الممتعين أو يتركونه ؛ ولكن نعيم الحياة الأبدية تام خالد لا تحول عنه ولا خروج منه، من يعمل في أولاه سوءا يجز به، ومن يقترف حسنة يضاعف الله أجرهم الأخروي، ويزيدهم إحسانا، إناثا كنا أو ذكرانا ؛ فلها فاعملوا، وإياها فاطلبوا.
﴿ ومن عمل صالحا ﴾ قال ابن عباس : يعني لا إله إلا الله.. ﴿ وهو مؤمن ﴾ مصدق بقلبه لله وللأنبياء١.
وناداهم منكرا عليهم مسفها عقولهم- وكأنهم دعوه ليعود في ملتهم- : ماذا دهاكم ودهاني ؟ إن شأننا لمختلف ! أدعوكم إلى طريق السلامة والأمان والفوز بالجنان، والدخول في رضوان الملك الديان، إن تحققتم بالإيمان، وأنتم تدعونني إلى ما يوصل إلى عذاب النار، وغضب المنتقم الجبار !.. إن الذي تدعونني إلى تصديقه جحود بفضل المنعم وكفران بآلائه وإشراك فرعون مع الله – المعبود بحق دون سواه- وأما أنا فأدعوكم إلى اليقين بقوي لا يغلب، قاهر لا يدافع ولا يمانع، له العزة ولمن آوى إليه، وهو سبحانه مع قهره وسلطانه، وهيمنته وغيرته، يستر خطايا من رجع إليه، ويتجاوز عن ذنوب التائبين وإن عظمت ؛ حقا لا كذب فيه، أن ما تريدوني أن أتبع ليس له استجابة دعوة تنفع :﴿ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم.. ﴾٢وأن مرجعنا إلى الله الواحد القهار، فيُصَيرُ الباغين إلى عذاب النار، يلازمونه ويلازمهم وبئس القرار، وعندها ستتذكرون ما وعظتكم به ونصحتكم، لكن حين لا ينفع التذكر، وإني لمتوكل على الله، عائذ به ليعصمني من كل سوء، إنه سبحانه لا يغيب عن بصره شيء، وهو حافظ عباده من المهالك.
٢ سورة فاطر من الآية ١٤..
تابع مؤمن آل فرعون نصيحة قومه وناداهم : يا قوم انهجوا نهجي، واقتدوا بي في الإذعان للحق، فإنكم إن اتبعتم ما دللتكم عليه سرتم على طريق الراشدين المهديين للخير- وكأنه تعريض بأن المخالفين يتخبطون في الحيرة والضلال والغواية – ثم مضى يذكرهم بزوال الدنيا وبقاء الآخرة، وهوان شأن العاجلة، وعظم أمر الآجلة، فما التمتع بالحياة الأولى إلا يسير قصير ثم يترك الممتعين أو يتركونه ؛ ولكن نعيم الحياة الأبدية تام خالد لا تحول عنه ولا خروج منه، من يعمل في أولاه سوءا يجز به، ومن يقترف حسنة يضاعف الله أجرهم الأخروي، ويزيدهم إحسانا، إناثا كنا أو ذكرانا ؛ فلها فاعملوا، وإياها فاطلبوا.
﴿ ومن عمل صالحا ﴾ قال ابن عباس : يعني لا إله إلا الله.. ﴿ وهو مؤمن ﴾ مصدق بقلبه لله وللأنبياء١.
وناداهم منكرا عليهم مسفها عقولهم- وكأنهم دعوه ليعود في ملتهم- : ماذا دهاكم ودهاني ؟ إن شأننا لمختلف ! أدعوكم إلى طريق السلامة والأمان والفوز بالجنان، والدخول في رضوان الملك الديان، إن تحققتم بالإيمان، وأنتم تدعونني إلى ما يوصل إلى عذاب النار، وغضب المنتقم الجبار !.. إن الذي تدعونني إلى تصديقه جحود بفضل المنعم وكفران بآلائه وإشراك فرعون مع الله – المعبود بحق دون سواه- وأما أنا فأدعوكم إلى اليقين بقوي لا يغلب، قاهر لا يدافع ولا يمانع، له العزة ولمن آوى إليه، وهو سبحانه مع قهره وسلطانه، وهيمنته وغيرته، يستر خطايا من رجع إليه، ويتجاوز عن ذنوب التائبين وإن عظمت ؛ حقا لا كذب فيه، أن ما تريدوني أن أتبع ليس له استجابة دعوة تنفع :﴿ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم.. ﴾٢وأن مرجعنا إلى الله الواحد القهار، فيُصَيرُ الباغين إلى عذاب النار، يلازمونه ويلازمهم وبئس القرار، وعندها ستتذكرون ما وعظتكم به ونصحتكم، لكن حين لا ينفع التذكر، وإني لمتوكل على الله، عائذ به ليعصمني من كل سوء، إنه سبحانه لا يغيب عن بصره شيء، وهو حافظ عباده من المهالك.
٢ سورة فاطر من الآية ١٤..
تابع مؤمن آل فرعون نصيحة قومه وناداهم : يا قوم انهجوا نهجي، واقتدوا بي في الإذعان للحق، فإنكم إن اتبعتم ما دللتكم عليه سرتم على طريق الراشدين المهديين للخير- وكأنه تعريض بأن المخالفين يتخبطون في الحيرة والضلال والغواية – ثم مضى يذكرهم بزوال الدنيا وبقاء الآخرة، وهوان شأن العاجلة، وعظم أمر الآجلة، فما التمتع بالحياة الأولى إلا يسير قصير ثم يترك الممتعين أو يتركونه ؛ ولكن نعيم الحياة الأبدية تام خالد لا تحول عنه ولا خروج منه، من يعمل في أولاه سوءا يجز به، ومن يقترف حسنة يضاعف الله أجرهم الأخروي، ويزيدهم إحسانا، إناثا كنا أو ذكرانا ؛ فلها فاعملوا، وإياها فاطلبوا.
﴿ ومن عمل صالحا ﴾ قال ابن عباس : يعني لا إله إلا الله.. ﴿ وهو مؤمن ﴾ مصدق بقلبه لله وللأنبياء١.
وناداهم منكرا عليهم مسفها عقولهم- وكأنهم دعوه ليعود في ملتهم- : ماذا دهاكم ودهاني ؟ إن شأننا لمختلف ! أدعوكم إلى طريق السلامة والأمان والفوز بالجنان، والدخول في رضوان الملك الديان، إن تحققتم بالإيمان، وأنتم تدعونني إلى ما يوصل إلى عذاب النار، وغضب المنتقم الجبار !.. إن الذي تدعونني إلى تصديقه جحود بفضل المنعم وكفران بآلائه وإشراك فرعون مع الله – المعبود بحق دون سواه- وأما أنا فأدعوكم إلى اليقين بقوي لا يغلب، قاهر لا يدافع ولا يمانع، له العزة ولمن آوى إليه، وهو سبحانه مع قهره وسلطانه، وهيمنته وغيرته، يستر خطايا من رجع إليه، ويتجاوز عن ذنوب التائبين وإن عظمت ؛ حقا لا كذب فيه، أن ما تريدوني أن أتبع ليس له استجابة دعوة تنفع :﴿ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم.. ﴾٢وأن مرجعنا إلى الله الواحد القهار، فيُصَيرُ الباغين إلى عذاب النار، يلازمونه ويلازمهم وبئس القرار، وعندها ستتذكرون ما وعظتكم به ونصحتكم، لكن حين لا ينفع التذكر، وإني لمتوكل على الله، عائذ به ليعصمني من كل سوء، إنه سبحانه لا يغيب عن بصره شيء، وهو حافظ عباده من المهالك.
٢ سورة فاطر من الآية ١٤..
تابع مؤمن آل فرعون نصيحة قومه وناداهم : يا قوم انهجوا نهجي، واقتدوا بي في الإذعان للحق، فإنكم إن اتبعتم ما دللتكم عليه سرتم على طريق الراشدين المهديين للخير- وكأنه تعريض بأن المخالفين يتخبطون في الحيرة والضلال والغواية – ثم مضى يذكرهم بزوال الدنيا وبقاء الآخرة، وهوان شأن العاجلة، وعظم أمر الآجلة، فما التمتع بالحياة الأولى إلا يسير قصير ثم يترك الممتعين أو يتركونه ؛ ولكن نعيم الحياة الأبدية تام خالد لا تحول عنه ولا خروج منه، من يعمل في أولاه سوءا يجز به، ومن يقترف حسنة يضاعف الله أجرهم الأخروي، ويزيدهم إحسانا، إناثا كنا أو ذكرانا ؛ فلها فاعملوا، وإياها فاطلبوا.
﴿ ومن عمل صالحا ﴾ قال ابن عباس : يعني لا إله إلا الله.. ﴿ وهو مؤمن ﴾ مصدق بقلبه لله وللأنبياء١.
وناداهم منكرا عليهم مسفها عقولهم- وكأنهم دعوه ليعود في ملتهم- : ماذا دهاكم ودهاني ؟ إن شأننا لمختلف ! أدعوكم إلى طريق السلامة والأمان والفوز بالجنان، والدخول في رضوان الملك الديان، إن تحققتم بالإيمان، وأنتم تدعونني إلى ما يوصل إلى عذاب النار، وغضب المنتقم الجبار !.. إن الذي تدعونني إلى تصديقه جحود بفضل المنعم وكفران بآلائه وإشراك فرعون مع الله – المعبود بحق دون سواه- وأما أنا فأدعوكم إلى اليقين بقوي لا يغلب، قاهر لا يدافع ولا يمانع، له العزة ولمن آوى إليه، وهو سبحانه مع قهره وسلطانه، وهيمنته وغيرته، يستر خطايا من رجع إليه، ويتجاوز عن ذنوب التائبين وإن عظمت ؛ حقا لا كذب فيه، أن ما تريدوني أن أتبع ليس له استجابة دعوة تنفع :﴿ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم.. ﴾٢وأن مرجعنا إلى الله الواحد القهار، فيُصَيرُ الباغين إلى عذاب النار، يلازمونه ويلازمهم وبئس القرار، وعندها ستتذكرون ما وعظتكم به ونصحتكم، لكن حين لا ينفع التذكر، وإني لمتوكل على الله، عائذ به ليعصمني من كل سوء، إنه سبحانه لا يغيب عن بصره شيء، وهو حافظ عباده من المهالك.
٢ سورة فاطر من الآية ١٤..
فحفظ الله المؤمن الداعية من شدائد كيدهم ومكرهم وتدبيرهم، وأحاط بآل فرعون وقومه أخزى العذاب، فهم في قبورهم يعذبون صباح مساء- أي فيما هو صباح ومساء بالنسبة إلينا- وحياة البرزخ ليست كالحياة الدنيا، وإنما هي الوصلة بين الدنيا والآخرة ؛ ويوم القيامة يؤمر زبانية جهنم بأن يدخلوا فرعون ومن شايعه وتابعه أذل دار، يصلون فيها أوجع ألم ونكال وبئس القرار.
أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة )١.
فحفظ الله المؤمن الداعية من شدائد كيدهم ومكرهم وتدبيرهم، وأحاط بآل فرعون وقومه أخزى العذاب، فهم في قبورهم يعذبون صباح مساء- أي فيما هو صباح ومساء بالنسبة إلينا- وحياة البرزخ ليست كالحياة الدنيا، وإنما هي الوصلة بين الدنيا والآخرة ؛ ويوم القيامة يؤمر زبانية جهنم بأن يدخلوا فرعون ومن شايعه وتابعه أذل دار، يصلون فيها أوجع ألم ونكال وبئس القرار.
أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة )١.
لما جاء ذكر النار ولظاها وحرها، حذر القرآن الكريم من حسراتها، وتخاصم أهلها، والاستغاثة بخزنتها وسجانيها وقُوّامها، وإقناط الخزنة أن يخفف عنهم من سعيرها ؛ وذكر وقت محاجة أهل الجحيم، وخذلان ولعنة بعضهم بعضا، فيقول التابعون لأئمة الضلال الذين استكبروا عن الانقياد للرسل : اتبعناكم فيما دعوتمونا إليه ودللتمونا عليه فهل تتحملون عنا جزءا من العذاب ؟ ! و[ التبع ] يكون واحدا ويكون جمعا- فيقول الرؤساء للضعفاء نحن وأنتم في البلاء سواء، فكيف نغني عنكم ؟ لو كان لنا حول لدفعنا عن أنفسنا ما نزل بنا ! إن الله قد قضى وفصل بين العباد، وحكم في كل بنصيبه، فلكل منّا ومنكم قدرا من الجزاء لا يفرّ منه، ولا يتحمله غيره ؛ فيلوذ الأتباع والمتبوعون مستصرخين مستغيثين بملائكة النار مستشفعين : ادعوا ربكم يخفف عنا قدر يوم من العذاب الذي نتجرع.. فيقول الملائكة الخزنة : أولم يبعث الله إليكم في الدنيا رسلا، وينزل مع كل رسول الحجة والبرهان والسلطان على ملاقاة الملك الديان ؟ وأنه بعدله لا يسوي بين المسلمين وأهل الطغيان ؟ ! قال المعذبون : بلى جاءنا رسل من ربنا، وأنذرونا ما يكون من عاقبة أمرنا ! قال حراس جهنم : فادعوا إذن فإنا لن ندعوا لكم، ومهما دعوتم فلن يستجاب دعاؤكم، لأن الله لا يرضى عن الكافرين الضالين المضلين، وإنما يتقبل من المتقين.
لما جاء ذكر النار ولظاها وحرها، حذر القرآن الكريم من حسراتها، وتخاصم أهلها، والاستغاثة بخزنتها وسجانيها وقُوّامها، وإقناط الخزنة أن يخفف عنهم من سعيرها ؛ وذكر وقت محاجة أهل الجحيم، وخذلان ولعنة بعضهم بعضا، فيقول التابعون لأئمة الضلال الذين استكبروا عن الانقياد للرسل : اتبعناكم فيما دعوتمونا إليه ودللتمونا عليه فهل تتحملون عنا جزءا من العذاب ؟ ! و[ التبع ] يكون واحدا ويكون جمعا- فيقول الرؤساء للضعفاء نحن وأنتم في البلاء سواء، فكيف نغني عنكم ؟ لو كان لنا حول لدفعنا عن أنفسنا ما نزل بنا ! إن الله قد قضى وفصل بين العباد، وحكم في كل بنصيبه، فلكل منّا ومنكم قدرا من الجزاء لا يفرّ منه، ولا يتحمله غيره ؛ فيلوذ الأتباع والمتبوعون مستصرخين مستغيثين بملائكة النار مستشفعين : ادعوا ربكم يخفف عنا قدر يوم من العذاب الذي نتجرع.. فيقول الملائكة الخزنة : أولم يبعث الله إليكم في الدنيا رسلا، وينزل مع كل رسول الحجة والبرهان والسلطان على ملاقاة الملك الديان ؟ وأنه بعدله لا يسوي بين المسلمين وأهل الطغيان ؟ ! قال المعذبون : بلى جاءنا رسل من ربنا، وأنذرونا ما يكون من عاقبة أمرنا ! قال حراس جهنم : فادعوا إذن فإنا لن ندعوا لكم، ومهما دعوتم فلن يستجاب دعاؤكم، لأن الله لا يرضى عن الكافرين الضالين المضلين، وإنما يتقبل من المتقين.
لما جاء ذكر النار ولظاها وحرها، حذر القرآن الكريم من حسراتها، وتخاصم أهلها، والاستغاثة بخزنتها وسجانيها وقُوّامها، وإقناط الخزنة أن يخفف عنهم من سعيرها ؛ وذكر وقت محاجة أهل الجحيم، وخذلان ولعنة بعضهم بعضا، فيقول التابعون لأئمة الضلال الذين استكبروا عن الانقياد للرسل : اتبعناكم فيما دعوتمونا إليه ودللتمونا عليه فهل تتحملون عنا جزءا من العذاب ؟ ! و[ التبع ] يكون واحدا ويكون جمعا- فيقول الرؤساء للضعفاء نحن وأنتم في البلاء سواء، فكيف نغني عنكم ؟ لو كان لنا حول لدفعنا عن أنفسنا ما نزل بنا ! إن الله قد قضى وفصل بين العباد، وحكم في كل بنصيبه، فلكل منّا ومنكم قدرا من الجزاء لا يفرّ منه، ولا يتحمله غيره ؛ فيلوذ الأتباع والمتبوعون مستصرخين مستغيثين بملائكة النار مستشفعين : ادعوا ربكم يخفف عنا قدر يوم من العذاب الذي نتجرع.. فيقول الملائكة الخزنة : أولم يبعث الله إليكم في الدنيا رسلا، وينزل مع كل رسول الحجة والبرهان والسلطان على ملاقاة الملك الديان ؟ وأنه بعدله لا يسوي بين المسلمين وأهل الطغيان ؟ ! قال المعذبون : بلى جاءنا رسل من ربنا، وأنذرونا ما يكون من عاقبة أمرنا ! قال حراس جهنم : فادعوا إذن فإنا لن ندعوا لكم، ومهما دعوتم فلن يستجاب دعاؤكم، لأن الله لا يرضى عن الكافرين الضالين المضلين، وإنما يتقبل من المتقين.
لما جاء ذكر النار ولظاها وحرها، حذر القرآن الكريم من حسراتها، وتخاصم أهلها، والاستغاثة بخزنتها وسجانيها وقُوّامها، وإقناط الخزنة أن يخفف عنهم من سعيرها ؛ وذكر وقت محاجة أهل الجحيم، وخذلان ولعنة بعضهم بعضا، فيقول التابعون لأئمة الضلال الذين استكبروا عن الانقياد للرسل : اتبعناكم فيما دعوتمونا إليه ودللتمونا عليه فهل تتحملون عنا جزءا من العذاب ؟ ! و[ التبع ] يكون واحدا ويكون جمعا- فيقول الرؤساء للضعفاء نحن وأنتم في البلاء سواء، فكيف نغني عنكم ؟ لو كان لنا حول لدفعنا عن أنفسنا ما نزل بنا ! إن الله قد قضى وفصل بين العباد، وحكم في كل بنصيبه، فلكل منّا ومنكم قدرا من الجزاء لا يفرّ منه، ولا يتحمله غيره ؛ فيلوذ الأتباع والمتبوعون مستصرخين مستغيثين بملائكة النار مستشفعين : ادعوا ربكم يخفف عنا قدر يوم من العذاب الذي نتجرع.. فيقول الملائكة الخزنة : أولم يبعث الله إليكم في الدنيا رسلا، وينزل مع كل رسول الحجة والبرهان والسلطان على ملاقاة الملك الديان ؟ وأنه بعدله لا يسوي بين المسلمين وأهل الطغيان ؟ ! قال المعذبون : بلى جاءنا رسل من ربنا، وأنذرونا ما يكون من عاقبة أمرنا ! قال حراس جهنم : فادعوا إذن فإنا لن ندعوا لكم، ومهما دعوتم فلن يستجاب دعاؤكم، لأن الله لا يرضى عن الكافرين الضالين المضلين، وإنما يتقبل من المتقين.
بشرى للمؤمنين أن الله القوي المتين مؤيدهم على من ناوأهم، كما أيد المرسلين-ولو بعد حين- ومنتقم ممن آذاهم أجمعين ؛ وقد جاء ذلك مفصلا في قول المولى –تبارك اسمه- :﴿ فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون. أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ﴾١.
يقول أبو جعفر محمد بن جرير : يقول القائل : وما معنى ﴿ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ﴾ وقد علمنا أن منهم من قتله أعداؤه ومثلوا به كشعياء ويحيى بن زكريا وأشباههم ؛ ومنهم همّ بقتله قومه فكان أحسن أحواله أن يخلص منهم حتى فارقهم ناجيا بنفسه كإبراهيم الذي هاجر إلى الشام من أرضه مفارقا لقومه، وعيسى الذي رفع إلى السماء إذ أراد قومه قتله ؛ فأين النصرة التي أخبرنا أنه ينصرها رسله والمؤمنين به في الحياة الدنيا.. ؟.. معناه.. بإعلائنا هم على من كذبنا، وإظفارنا هم بهم حتى يقهروهم غلبة ويذلوهم.. وإما بانتقامنا ممن حادّهم وشاقهم.. أو بانتقامنا في الحياة الدنيا من مكذبيهم.. اه.
ونقل عن السدي : ما قتل قوم قط نبيا أو قوما من دعاة الحق من المؤمنين إلا بعث الله عز وجل من ينتقم لهم فصاروا منصورين فيها وإن قتلوا.
روى البخاري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :( يقول الله تبارك وتعالى من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب.. )٢.
هذا عن نصرة الرسل والمؤمنين في الدنيا، والنصر الأعز يوم يجاء بالأشهاد-جمع شهيد- من النبيين، والملائكة، والمؤمنين، والأجساد، فينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون، وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون، ويُنادَوْنَ :﴿ ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون ﴾ ويومئذ يخسر المبطلون، ويُعْرَفُ المجرمون بسيماهم، يومئذ لا تقبل منهم المعاذير، ﴿ .. ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ﴾٣ و﴿ اللعنة ﴾ : البعد من رحمة الله، و﴿ سوء الدار ﴾ ما يسوءهم في دار العذاب من أوجاع الحريق ولهيبه، والحميم والزقوم، وغليهما في البطون، مع ألم الحسرة والندامة، والذل والمهانة، أو أضيفت الصفة إلى الموصوف، أي : الدار السوآى وبئس القرار.
٢ أورد ابن كثير، وفي الحديث:( إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب) جـ ٤ ص٨..
٣ سورة هود. من الآية ١٨..
بشرى للمؤمنين أن الله القوي المتين مؤيدهم على من ناوأهم، كما أيد المرسلين-ولو بعد حين- ومنتقم ممن آذاهم أجمعين ؛ وقد جاء ذلك مفصلا في قول المولى –تبارك اسمه- :﴿ فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون. أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ﴾١.
يقول أبو جعفر محمد بن جرير : يقول القائل : وما معنى ﴿ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ﴾ وقد علمنا أن منهم من قتله أعداؤه ومثلوا به كشعياء ويحيى بن زكريا وأشباههم ؛ ومنهم همّ بقتله قومه فكان أحسن أحواله أن يخلص منهم حتى فارقهم ناجيا بنفسه كإبراهيم الذي هاجر إلى الشام من أرضه مفارقا لقومه، وعيسى الذي رفع إلى السماء إذ أراد قومه قتله ؛ فأين النصرة التي أخبرنا أنه ينصرها رسله والمؤمنين به في الحياة الدنيا.. ؟.. معناه.. بإعلائنا هم على من كذبنا، وإظفارنا هم بهم حتى يقهروهم غلبة ويذلوهم.. وإما بانتقامنا ممن حادّهم وشاقهم.. أو بانتقامنا في الحياة الدنيا من مكذبيهم.. اه.
ونقل عن السدي : ما قتل قوم قط نبيا أو قوما من دعاة الحق من المؤمنين إلا بعث الله عز وجل من ينتقم لهم فصاروا منصورين فيها وإن قتلوا.
روى البخاري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :( يقول الله تبارك وتعالى من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب.. )٢.
هذا عن نصرة الرسل والمؤمنين في الدنيا، والنصر الأعز يوم يجاء بالأشهاد-جمع شهيد- من النبيين، والملائكة، والمؤمنين، والأجساد، فينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون، وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون، ويُنادَوْنَ :﴿ ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون ﴾ ويومئذ يخسر المبطلون، ويُعْرَفُ المجرمون بسيماهم، يومئذ لا تقبل منهم المعاذير، ﴿.. ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ﴾٣ و﴿ اللعنة ﴾ : البعد من رحمة الله، و﴿ سوء الدار ﴾ ما يسوءهم في دار العذاب من أوجاع الحريق ولهيبه، والحميم والزقوم، وغليهما في البطون، مع ألم الحسرة والندامة، والذل والمهانة، أو أضيفت الصفة إلى الموصوف، أي : الدار السوآى وبئس القرار.
٢ أورد ابن كثير، وفي الحديث:( إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب) جـ ٤ ص٨..
٣ سورة هود. من الآية ١٨..
سنتي في الذين خلوا من قبل أن أخزي العاتين، وأشفي صدور المؤمنين، وأن أحسن إلى المحسنين، وأدخلهم جنات النعيم ؛ وأعذب المنافقين والمشركين، وأخلد الكفار جميعا في نار الجحيم ؛ ولا تتحول سنة ربك إلى يوم الدين ؛ فما أغنى عن فرعون وجنده جمعهم وما كانوا يستكبرون، بل أغرقناهم أجمعين ؛ وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا، وجعلناهم أئمة يهدون بوحينا الذي آتيناه موسى ؛ ولقد أنعمنا عليه بالمعجزات والصحف والتوراة، ف﴿ الهدى ﴾ مصدر تجوز به عما ذكر ؛ أو جعل عين الهدى مبالغة فيه ؛ وبقيت التوراة ميراثا في قومه بعد موته – صلى الله عليه وسلم- ﴿ هدى وذكرى ﴾ مصدران في موضع الحال، أو بدل من ﴿ الكتاب ﴾، ﴿ لأولي الألباب ﴾، موعظة لأصحاب العقول السليمة التي لم يفسدها الوهم ؛ لأن هؤلاء هم المنتفعون بها، دون الواهمين والغافلين.
ثم وجه الخطاب إلى خاتم النبيين بعد ما قص عليه من نبأ الرسول موسى والمؤمنين، وإهلاك الله للطاغين المعاندين-أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمداومة الصبر، والاستبشار بالنصر، والتسبيح في الغداة والعصر، والاستغفار ليزيدك الله به رفعة قدر- وربما كان الخطاب للنبي والمراد أمته.
إن الذين يمارون ويجادلون بالباطل في آيات الله الكونية، وخوارق العادات والمعجزات، ووحي ربنا وكتبه السماوية، ما يملكون من حجة على مدعاهم، إنما هو الكبر يغشاهم، فهم يأنفون أن يستجيبوا لله وللرسول، وما هم ببالغي موجب الكبر ومقتضيه من الرياسة، وتمني أن تكون فيهم النبوة، كما قالوا :﴿ .. لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾١ ؛ فالجأ إلى الله تعالى، واعتصم به من كيد من يحسدك ويبغي عليك، ﴿ إنه هو السميع ﴾ الذي يسمع سرهم ونجواهم ويسمع كل شيء، ﴿ البصير ﴾ الذي يرى أعمالهم وأعمالكم، وهو حسبكم ووليكم ؛ والكافرون لا مولى لهم.
وإن ارتابوا في أمر البعث فما خلقهم ولا بعثهم إلا كنفس واحدة، وأنا خالق السماوات والأرض- وقد أقر الكثيرون منهم بذلك-وخلقهما أكبر من خلق الناس بدأ وإعادة ؛ فلماذا يرتابون ؟ بل أكثرهم لا يعلمون ؛ لأنهم لو كانوا على نهج من يريد العلم لعلموا الحق، لكنهم في غفلة وإعراض، واستكبار وعناد، فأنّى لهم أن يعلموا ؟ ! والغافل عن معرفة الحق، والبصير بخالق الخلق لا يستويان ؛ كما لا يستوي الأبرار والفجار، فليسوا سواء، وقلما يتذكر الناس ؛ فاستيقنوا أن الآخرة حق، وأنها ستأتي لا شك في مجيئها، ولكن أكثر الناس لا يصدقون بها.
سنتي في الذين خلوا من قبل أن أخزي العاتين، وأشفي صدور المؤمنين، وأن أحسن إلى المحسنين، وأدخلهم جنات النعيم ؛ وأعذب المنافقين والمشركين، وأخلد الكفار جميعا في نار الجحيم ؛ ولا تتحول سنة ربك إلى يوم الدين ؛ فما أغنى عن فرعون وجنده جمعهم وما كانوا يستكبرون، بل أغرقناهم أجمعين ؛ وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا، وجعلناهم أئمة يهدون بوحينا الذي آتيناه موسى ؛ ولقد أنعمنا عليه بالمعجزات والصحف والتوراة، ف﴿ الهدى ﴾ مصدر تجوز به عما ذكر ؛ أو جعل عين الهدى مبالغة فيه ؛ وبقيت التوراة ميراثا في قومه بعد موته – صلى الله عليه وسلم- ﴿ هدى وذكرى ﴾ مصدران في موضع الحال، أو بدل من ﴿ الكتاب ﴾، ﴿ لأولي الألباب ﴾، موعظة لأصحاب العقول السليمة التي لم يفسدها الوهم ؛ لأن هؤلاء هم المنتفعون بها، دون الواهمين والغافلين.
ثم وجه الخطاب إلى خاتم النبيين بعد ما قص عليه من نبأ الرسول موسى والمؤمنين، وإهلاك الله للطاغين المعاندين-أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمداومة الصبر، والاستبشار بالنصر، والتسبيح في الغداة والعصر، والاستغفار ليزيدك الله به رفعة قدر- وربما كان الخطاب للنبي والمراد أمته.
إن الذين يمارون ويجادلون بالباطل في آيات الله الكونية، وخوارق العادات والمعجزات، ووحي ربنا وكتبه السماوية، ما يملكون من حجة على مدعاهم، إنما هو الكبر يغشاهم، فهم يأنفون أن يستجيبوا لله وللرسول، وما هم ببالغي موجب الكبر ومقتضيه من الرياسة، وتمني أن تكون فيهم النبوة، كما قالوا :﴿.. لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾١ ؛ فالجأ إلى الله تعالى، واعتصم به من كيد من يحسدك ويبغي عليك، ﴿ إنه هو السميع ﴾ الذي يسمع سرهم ونجواهم ويسمع كل شيء، ﴿ البصير ﴾ الذي يرى أعمالهم وأعمالكم، وهو حسبكم ووليكم ؛ والكافرون لا مولى لهم.
وإن ارتابوا في أمر البعث فما خلقهم ولا بعثهم إلا كنفس واحدة، وأنا خالق السماوات والأرض- وقد أقر الكثيرون منهم بذلك-وخلقهما أكبر من خلق الناس بدأ وإعادة ؛ فلماذا يرتابون ؟ بل أكثرهم لا يعلمون ؛ لأنهم لو كانوا على نهج من يريد العلم لعلموا الحق، لكنهم في غفلة وإعراض، واستكبار وعناد، فأنّى لهم أن يعلموا ؟ ! والغافل عن معرفة الحق، والبصير بخالق الخلق لا يستويان ؛ كما لا يستوي الأبرار والفجار، فليسوا سواء، وقلما يتذكر الناس ؛ فاستيقنوا أن الآخرة حق، وأنها ستأتي لا شك في مجيئها، ولكن أكثر الناس لا يصدقون بها.
سنتي في الذين خلوا من قبل أن أخزي العاتين، وأشفي صدور المؤمنين، وأن أحسن إلى المحسنين، وأدخلهم جنات النعيم ؛ وأعذب المنافقين والمشركين، وأخلد الكفار جميعا في نار الجحيم ؛ ولا تتحول سنة ربك إلى يوم الدين ؛ فما أغنى عن فرعون وجنده جمعهم وما كانوا يستكبرون، بل أغرقناهم أجمعين ؛ وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا، وجعلناهم أئمة يهدون بوحينا الذي آتيناه موسى ؛ ولقد أنعمنا عليه بالمعجزات والصحف والتوراة، ف﴿ الهدى ﴾ مصدر تجوز به عما ذكر ؛ أو جعل عين الهدى مبالغة فيه ؛ وبقيت التوراة ميراثا في قومه بعد موته – صلى الله عليه وسلم- ﴿ هدى وذكرى ﴾ مصدران في موضع الحال، أو بدل من ﴿ الكتاب ﴾، ﴿ لأولي الألباب ﴾، موعظة لأصحاب العقول السليمة التي لم يفسدها الوهم ؛ لأن هؤلاء هم المنتفعون بها، دون الواهمين والغافلين.
ثم وجه الخطاب إلى خاتم النبيين بعد ما قص عليه من نبأ الرسول موسى والمؤمنين، وإهلاك الله للطاغين المعاندين-أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمداومة الصبر، والاستبشار بالنصر، والتسبيح في الغداة والعصر، والاستغفار ليزيدك الله به رفعة قدر- وربما كان الخطاب للنبي والمراد أمته.
إن الذين يمارون ويجادلون بالباطل في آيات الله الكونية، وخوارق العادات والمعجزات، ووحي ربنا وكتبه السماوية، ما يملكون من حجة على مدعاهم، إنما هو الكبر يغشاهم، فهم يأنفون أن يستجيبوا لله وللرسول، وما هم ببالغي موجب الكبر ومقتضيه من الرياسة، وتمني أن تكون فيهم النبوة، كما قالوا :﴿.. لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾١ ؛ فالجأ إلى الله تعالى، واعتصم به من كيد من يحسدك ويبغي عليك، ﴿ إنه هو السميع ﴾ الذي يسمع سرهم ونجواهم ويسمع كل شيء، ﴿ البصير ﴾ الذي يرى أعمالهم وأعمالكم، وهو حسبكم ووليكم ؛ والكافرون لا مولى لهم.
وإن ارتابوا في أمر البعث فما خلقهم ولا بعثهم إلا كنفس واحدة، وأنا خالق السماوات والأرض- وقد أقر الكثيرون منهم بذلك-وخلقهما أكبر من خلق الناس بدأ وإعادة ؛ فلماذا يرتابون ؟ بل أكثرهم لا يعلمون ؛ لأنهم لو كانوا على نهج من يريد العلم لعلموا الحق، لكنهم في غفلة وإعراض، واستكبار وعناد، فأنّى لهم أن يعلموا ؟ ! والغافل عن معرفة الحق، والبصير بخالق الخلق لا يستويان ؛ كما لا يستوي الأبرار والفجار، فليسوا سواء، وقلما يتذكر الناس ؛ فاستيقنوا أن الآخرة حق، وأنها ستأتي لا شك في مجيئها، ولكن أكثر الناس لا يصدقون بها.
سنتي في الذين خلوا من قبل أن أخزي العاتين، وأشفي صدور المؤمنين، وأن أحسن إلى المحسنين، وأدخلهم جنات النعيم ؛ وأعذب المنافقين والمشركين، وأخلد الكفار جميعا في نار الجحيم ؛ ولا تتحول سنة ربك إلى يوم الدين ؛ فما أغنى عن فرعون وجنده جمعهم وما كانوا يستكبرون، بل أغرقناهم أجمعين ؛ وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا، وجعلناهم أئمة يهدون بوحينا الذي آتيناه موسى ؛ ولقد أنعمنا عليه بالمعجزات والصحف والتوراة، ف﴿ الهدى ﴾ مصدر تجوز به عما ذكر ؛ أو جعل عين الهدى مبالغة فيه ؛ وبقيت التوراة ميراثا في قومه بعد موته – صلى الله عليه وسلم- ﴿ هدى وذكرى ﴾ مصدران في موضع الحال، أو بدل من ﴿ الكتاب ﴾، ﴿ لأولي الألباب ﴾، موعظة لأصحاب العقول السليمة التي لم يفسدها الوهم ؛ لأن هؤلاء هم المنتفعون بها، دون الواهمين والغافلين.
ثم وجه الخطاب إلى خاتم النبيين بعد ما قص عليه من نبأ الرسول موسى والمؤمنين، وإهلاك الله للطاغين المعاندين-أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمداومة الصبر، والاستبشار بالنصر، والتسبيح في الغداة والعصر، والاستغفار ليزيدك الله به رفعة قدر- وربما كان الخطاب للنبي والمراد أمته.
إن الذين يمارون ويجادلون بالباطل في آيات الله الكونية، وخوارق العادات والمعجزات، ووحي ربنا وكتبه السماوية، ما يملكون من حجة على مدعاهم، إنما هو الكبر يغشاهم، فهم يأنفون أن يستجيبوا لله وللرسول، وما هم ببالغي موجب الكبر ومقتضيه من الرياسة، وتمني أن تكون فيهم النبوة، كما قالوا :﴿.. لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾١ ؛ فالجأ إلى الله تعالى، واعتصم به من كيد من يحسدك ويبغي عليك، ﴿ إنه هو السميع ﴾ الذي يسمع سرهم ونجواهم ويسمع كل شيء، ﴿ البصير ﴾ الذي يرى أعمالهم وأعمالكم، وهو حسبكم ووليكم ؛ والكافرون لا مولى لهم.
وإن ارتابوا في أمر البعث فما خلقهم ولا بعثهم إلا كنفس واحدة، وأنا خالق السماوات والأرض- وقد أقر الكثيرون منهم بذلك-وخلقهما أكبر من خلق الناس بدأ وإعادة ؛ فلماذا يرتابون ؟ بل أكثرهم لا يعلمون ؛ لأنهم لو كانوا على نهج من يريد العلم لعلموا الحق، لكنهم في غفلة وإعراض، واستكبار وعناد، فأنّى لهم أن يعلموا ؟ ! والغافل عن معرفة الحق، والبصير بخالق الخلق لا يستويان ؛ كما لا يستوي الأبرار والفجار، فليسوا سواء، وقلما يتذكر الناس ؛ فاستيقنوا أن الآخرة حق، وأنها ستأتي لا شك في مجيئها، ولكن أكثر الناس لا يصدقون بها.
سنتي في الذين خلوا من قبل أن أخزي العاتين، وأشفي صدور المؤمنين، وأن أحسن إلى المحسنين، وأدخلهم جنات النعيم ؛ وأعذب المنافقين والمشركين، وأخلد الكفار جميعا في نار الجحيم ؛ ولا تتحول سنة ربك إلى يوم الدين ؛ فما أغنى عن فرعون وجنده جمعهم وما كانوا يستكبرون، بل أغرقناهم أجمعين ؛ وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا، وجعلناهم أئمة يهدون بوحينا الذي آتيناه موسى ؛ ولقد أنعمنا عليه بالمعجزات والصحف والتوراة، ف﴿ الهدى ﴾ مصدر تجوز به عما ذكر ؛ أو جعل عين الهدى مبالغة فيه ؛ وبقيت التوراة ميراثا في قومه بعد موته – صلى الله عليه وسلم- ﴿ هدى وذكرى ﴾ مصدران في موضع الحال، أو بدل من ﴿ الكتاب ﴾، ﴿ لأولي الألباب ﴾، موعظة لأصحاب العقول السليمة التي لم يفسدها الوهم ؛ لأن هؤلاء هم المنتفعون بها، دون الواهمين والغافلين.
ثم وجه الخطاب إلى خاتم النبيين بعد ما قص عليه من نبأ الرسول موسى والمؤمنين، وإهلاك الله للطاغين المعاندين-أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمداومة الصبر، والاستبشار بالنصر، والتسبيح في الغداة والعصر، والاستغفار ليزيدك الله به رفعة قدر- وربما كان الخطاب للنبي والمراد أمته.
إن الذين يمارون ويجادلون بالباطل في آيات الله الكونية، وخوارق العادات والمعجزات، ووحي ربنا وكتبه السماوية، ما يملكون من حجة على مدعاهم، إنما هو الكبر يغشاهم، فهم يأنفون أن يستجيبوا لله وللرسول، وما هم ببالغي موجب الكبر ومقتضيه من الرياسة، وتمني أن تكون فيهم النبوة، كما قالوا :﴿.. لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾١ ؛ فالجأ إلى الله تعالى، واعتصم به من كيد من يحسدك ويبغي عليك، ﴿ إنه هو السميع ﴾ الذي يسمع سرهم ونجواهم ويسمع كل شيء، ﴿ البصير ﴾ الذي يرى أعمالهم وأعمالكم، وهو حسبكم ووليكم ؛ والكافرون لا مولى لهم.
وإن ارتابوا في أمر البعث فما خلقهم ولا بعثهم إلا كنفس واحدة، وأنا خالق السماوات والأرض- وقد أقر الكثيرون منهم بذلك-وخلقهما أكبر من خلق الناس بدأ وإعادة ؛ فلماذا يرتابون ؟ بل أكثرهم لا يعلمون ؛ لأنهم لو كانوا على نهج من يريد العلم لعلموا الحق، لكنهم في غفلة وإعراض، واستكبار وعناد، فأنّى لهم أن يعلموا ؟ ! والغافل عن معرفة الحق، والبصير بخالق الخلق لا يستويان ؛ كما لا يستوي الأبرار والفجار، فليسوا سواء، وقلما يتذكر الناس ؛ فاستيقنوا أن الآخرة حق، وأنها ستأتي لا شك في مجيئها، ولكن أكثر الناس لا يصدقون بها.
سنتي في الذين خلوا من قبل أن أخزي العاتين، وأشفي صدور المؤمنين، وأن أحسن إلى المحسنين، وأدخلهم جنات النعيم ؛ وأعذب المنافقين والمشركين، وأخلد الكفار جميعا في نار الجحيم ؛ ولا تتحول سنة ربك إلى يوم الدين ؛ فما أغنى عن فرعون وجنده جمعهم وما كانوا يستكبرون، بل أغرقناهم أجمعين ؛ وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا، وجعلناهم أئمة يهدون بوحينا الذي آتيناه موسى ؛ ولقد أنعمنا عليه بالمعجزات والصحف والتوراة، ف﴿ الهدى ﴾ مصدر تجوز به عما ذكر ؛ أو جعل عين الهدى مبالغة فيه ؛ وبقيت التوراة ميراثا في قومه بعد موته – صلى الله عليه وسلم- ﴿ هدى وذكرى ﴾ مصدران في موضع الحال، أو بدل من ﴿ الكتاب ﴾، ﴿ لأولي الألباب ﴾، موعظة لأصحاب العقول السليمة التي لم يفسدها الوهم ؛ لأن هؤلاء هم المنتفعون بها، دون الواهمين والغافلين.
ثم وجه الخطاب إلى خاتم النبيين بعد ما قص عليه من نبأ الرسول موسى والمؤمنين، وإهلاك الله للطاغين المعاندين-أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمداومة الصبر، والاستبشار بالنصر، والتسبيح في الغداة والعصر، والاستغفار ليزيدك الله به رفعة قدر- وربما كان الخطاب للنبي والمراد أمته.
إن الذين يمارون ويجادلون بالباطل في آيات الله الكونية، وخوارق العادات والمعجزات، ووحي ربنا وكتبه السماوية، ما يملكون من حجة على مدعاهم، إنما هو الكبر يغشاهم، فهم يأنفون أن يستجيبوا لله وللرسول، وما هم ببالغي موجب الكبر ومقتضيه من الرياسة، وتمني أن تكون فيهم النبوة، كما قالوا :﴿.. لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾١ ؛ فالجأ إلى الله تعالى، واعتصم به من كيد من يحسدك ويبغي عليك، ﴿ إنه هو السميع ﴾ الذي يسمع سرهم ونجواهم ويسمع كل شيء، ﴿ البصير ﴾ الذي يرى أعمالهم وأعمالكم، وهو حسبكم ووليكم ؛ والكافرون لا مولى لهم.
وإن ارتابوا في أمر البعث فما خلقهم ولا بعثهم إلا كنفس واحدة، وأنا خالق السماوات والأرض- وقد أقر الكثيرون منهم بذلك-وخلقهما أكبر من خلق الناس بدأ وإعادة ؛ فلماذا يرتابون ؟ بل أكثرهم لا يعلمون ؛ لأنهم لو كانوا على نهج من يريد العلم لعلموا الحق، لكنهم في غفلة وإعراض، واستكبار وعناد، فأنّى لهم أن يعلموا ؟ ! والغافل عن معرفة الحق، والبصير بخالق الخلق لا يستويان ؛ كما لا يستوي الأبرار والفجار، فليسوا سواء، وقلما يتذكر الناس ؛ فاستيقنوا أن الآخرة حق، وأنها ستأتي لا شك في مجيئها، ولكن أكثر الناس لا يصدقون بها.
سنتي في الذين خلوا من قبل أن أخزي العاتين، وأشفي صدور المؤمنين، وأن أحسن إلى المحسنين، وأدخلهم جنات النعيم ؛ وأعذب المنافقين والمشركين، وأخلد الكفار جميعا في نار الجحيم ؛ ولا تتحول سنة ربك إلى يوم الدين ؛ فما أغنى عن فرعون وجنده جمعهم وما كانوا يستكبرون، بل أغرقناهم أجمعين ؛ وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا، وجعلناهم أئمة يهدون بوحينا الذي آتيناه موسى ؛ ولقد أنعمنا عليه بالمعجزات والصحف والتوراة، ف﴿ الهدى ﴾ مصدر تجوز به عما ذكر ؛ أو جعل عين الهدى مبالغة فيه ؛ وبقيت التوراة ميراثا في قومه بعد موته – صلى الله عليه وسلم- ﴿ هدى وذكرى ﴾ مصدران في موضع الحال، أو بدل من ﴿ الكتاب ﴾، ﴿ لأولي الألباب ﴾، موعظة لأصحاب العقول السليمة التي لم يفسدها الوهم ؛ لأن هؤلاء هم المنتفعون بها، دون الواهمين والغافلين.
ثم وجه الخطاب إلى خاتم النبيين بعد ما قص عليه من نبأ الرسول موسى والمؤمنين، وإهلاك الله للطاغين المعاندين-أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمداومة الصبر، والاستبشار بالنصر، والتسبيح في الغداة والعصر، والاستغفار ليزيدك الله به رفعة قدر- وربما كان الخطاب للنبي والمراد أمته.
إن الذين يمارون ويجادلون بالباطل في آيات الله الكونية، وخوارق العادات والمعجزات، ووحي ربنا وكتبه السماوية، ما يملكون من حجة على مدعاهم، إنما هو الكبر يغشاهم، فهم يأنفون أن يستجيبوا لله وللرسول، وما هم ببالغي موجب الكبر ومقتضيه من الرياسة، وتمني أن تكون فيهم النبوة، كما قالوا :﴿.. لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾١ ؛ فالجأ إلى الله تعالى، واعتصم به من كيد من يحسدك ويبغي عليك، ﴿ إنه هو السميع ﴾ الذي يسمع سرهم ونجواهم ويسمع كل شيء، ﴿ البصير ﴾ الذي يرى أعمالهم وأعمالكم، وهو حسبكم ووليكم ؛ والكافرون لا مولى لهم.
وإن ارتابوا في أمر البعث فما خلقهم ولا بعثهم إلا كنفس واحدة، وأنا خالق السماوات والأرض- وقد أقر الكثيرون منهم بذلك-وخلقهما أكبر من خلق الناس بدأ وإعادة ؛ فلماذا يرتابون ؟ بل أكثرهم لا يعلمون ؛ لأنهم لو كانوا على نهج من يريد العلم لعلموا الحق، لكنهم في غفلة وإعراض، واستكبار وعناد، فأنّى لهم أن يعلموا ؟ ! والغافل عن معرفة الحق، والبصير بخالق الخلق لا يستويان ؛ كما لا يستوي الأبرار والفجار، فليسوا سواء، وقلما يتذكر الناس ؛ فاستيقنوا أن الآخرة حق، وأنها ستأتي لا شك في مجيئها، ولكن أكثر الناس لا يصدقون بها.
بعد ترسيخ اليقين بالمعاد، بيّن لنا سبيل التزود بخير زاد ؛ والدعاء قد يكون سؤال الله تعالى من فضله ورحمته، والضراعة إليه والاستغاثة به، وقد يراد بالدعاء العبادة ؛ وبكلا المعنيين جاءت الآثار١ ؛ مما نقل القرطبي : وكان خالد الربيعي، يقول، عجيب لهذه الأمة ؟ قيل لها :﴿ ادعوني أستجب لكم ﴾، أمرهم بالدعاء ووعدهم بالاستجابة وليس بينهما شرط.. وقد قيل : هذا من باب المطلق والمقيد.. أي :﴿ أستجب لكم ﴾ إن شئت، كقوله :﴿ .. فيكشف ما تدعون إليه إن شاء.. ﴾٢.. اه، ومن يستنكف عن الخضوع لجلال الله والتضرع إليه يدخله جهنم ذليلا صاغرا ؛ وربكم هو وليكم الحق، فهو خير ثوابا وخير عقبا، وهو الذي خلق لكم الليل مظلما لتسكنوا فيه، وخلق لكم النهار مبصرا لتبتغوا فيه من فضل رازقكم، ولتتصرفوا في طلب معاشكم٣.
إن المعبود بحق أسبغ على الناس أنعمه وآلاءه، ولكن أكثرهم يجحدون نعمته ؛ وصاحب هذا العطاء هو مولاكم ومربيكم ومصلحكم، تفرد بالخلق والإيجاد، وهو المستحق للعبادة وحده، لا ما اتخذوهم من الأوثان والشركاء والأنداد، وتعالى الله عن الشبيه والنظير، وعن الند والضد٤- فأنى وكيف تنقلبون وتنصرفون عن الإيمان، بعد أن علمتم الحجة والبرهان ؟.. كذلك يصرف عن الحق أهل الجحود والنكران لآلاء الله وآياته، وحججه وبيناته.
الله الذي خلق المكان والزمان والسكَّان، فهو الذي جعل لنا الأرض مأوى ومستقرا في حياتنا وبعد مماتنا، وجعل السماء سقفا محفوظا، رفعها بغير عمد، وسواها محبوكة محكمة ليس فيها نقص ولا تصدع، وخلق الإنسان في أحسن صورة ؛ والفاء في ﴿ فأحسن صوركم ﴾ فاء الفصيحة ؛ ورزق الخلق مما به قوامهم، وسترهم، وكِنَّهم ونعيمهم، فما أعظم بركات ربكم تعالى شأنه، رب العوالم كلها-عالم الملائكة، وعالم الجن، وعالم الطير، وعالم الحيوان، وعالم الإنسان-.
٢ سورة الأنعام. من الآية ٤١..
٣ قال الحلبي: هو من الاحتباك حذف من الثاني لدلالة الأول عليه، وحذف من الأول لدلالة الثاني عليه..
٤ قالوا: والندّ: الشبيه المماثل، والضد: النظير المخالف..
بعد ترسيخ اليقين بالمعاد، بيّن لنا سبيل التزود بخير زاد ؛ والدعاء قد يكون سؤال الله تعالى من فضله ورحمته، والضراعة إليه والاستغاثة به، وقد يراد بالدعاء العبادة ؛ وبكلا المعنيين جاءت الآثار١ ؛ مما نقل القرطبي : وكان خالد الربيعي، يقول، عجيب لهذه الأمة ؟ قيل لها :﴿ ادعوني أستجب لكم ﴾، أمرهم بالدعاء ووعدهم بالاستجابة وليس بينهما شرط.. وقد قيل : هذا من باب المطلق والمقيد.. أي :﴿ أستجب لكم ﴾ إن شئت، كقوله :﴿.. فيكشف ما تدعون إليه إن شاء.. ﴾٢.. اه، ومن يستنكف عن الخضوع لجلال الله والتضرع إليه يدخله جهنم ذليلا صاغرا ؛ وربكم هو وليكم الحق، فهو خير ثوابا وخير عقبا، وهو الذي خلق لكم الليل مظلما لتسكنوا فيه، وخلق لكم النهار مبصرا لتبتغوا فيه من فضل رازقكم، ولتتصرفوا في طلب معاشكم٣.
إن المعبود بحق أسبغ على الناس أنعمه وآلاءه، ولكن أكثرهم يجحدون نعمته ؛ وصاحب هذا العطاء هو مولاكم ومربيكم ومصلحكم، تفرد بالخلق والإيجاد، وهو المستحق للعبادة وحده، لا ما اتخذوهم من الأوثان والشركاء والأنداد، وتعالى الله عن الشبيه والنظير، وعن الند والضد٤- فأنى وكيف تنقلبون وتنصرفون عن الإيمان، بعد أن علمتم الحجة والبرهان ؟.. كذلك يصرف عن الحق أهل الجحود والنكران لآلاء الله وآياته، وحججه وبيناته.
الله الذي خلق المكان والزمان والسكَّان، فهو الذي جعل لنا الأرض مأوى ومستقرا في حياتنا وبعد مماتنا، وجعل السماء سقفا محفوظا، رفعها بغير عمد، وسواها محبوكة محكمة ليس فيها نقص ولا تصدع، وخلق الإنسان في أحسن صورة ؛ والفاء في ﴿ فأحسن صوركم ﴾ فاء الفصيحة ؛ ورزق الخلق مما به قوامهم، وسترهم، وكِنَّهم ونعيمهم، فما أعظم بركات ربكم تعالى شأنه، رب العوالم كلها-عالم الملائكة، وعالم الجن، وعالم الطير، وعالم الحيوان، وعالم الإنسان-.
٢ سورة الأنعام. من الآية ٤١..
٣ قال الحلبي: هو من الاحتباك حذف من الثاني لدلالة الأول عليه، وحذف من الأول لدلالة الثاني عليه..
٤ قالوا: والندّ: الشبيه المماثل، والضد: النظير المخالف..
بعد ترسيخ اليقين بالمعاد، بيّن لنا سبيل التزود بخير زاد ؛ والدعاء قد يكون سؤال الله تعالى من فضله ورحمته، والضراعة إليه والاستغاثة به، وقد يراد بالدعاء العبادة ؛ وبكلا المعنيين جاءت الآثار١ ؛ مما نقل القرطبي : وكان خالد الربيعي، يقول، عجيب لهذه الأمة ؟ قيل لها :﴿ ادعوني أستجب لكم ﴾، أمرهم بالدعاء ووعدهم بالاستجابة وليس بينهما شرط.. وقد قيل : هذا من باب المطلق والمقيد.. أي :﴿ أستجب لكم ﴾ إن شئت، كقوله :﴿.. فيكشف ما تدعون إليه إن شاء.. ﴾٢.. اه، ومن يستنكف عن الخضوع لجلال الله والتضرع إليه يدخله جهنم ذليلا صاغرا ؛ وربكم هو وليكم الحق، فهو خير ثوابا وخير عقبا، وهو الذي خلق لكم الليل مظلما لتسكنوا فيه، وخلق لكم النهار مبصرا لتبتغوا فيه من فضل رازقكم، ولتتصرفوا في طلب معاشكم٣.
إن المعبود بحق أسبغ على الناس أنعمه وآلاءه، ولكن أكثرهم يجحدون نعمته ؛ وصاحب هذا العطاء هو مولاكم ومربيكم ومصلحكم، تفرد بالخلق والإيجاد، وهو المستحق للعبادة وحده، لا ما اتخذوهم من الأوثان والشركاء والأنداد، وتعالى الله عن الشبيه والنظير، وعن الند والضد٤- فأنى وكيف تنقلبون وتنصرفون عن الإيمان، بعد أن علمتم الحجة والبرهان ؟.. كذلك يصرف عن الحق أهل الجحود والنكران لآلاء الله وآياته، وحججه وبيناته.
الله الذي خلق المكان والزمان والسكَّان، فهو الذي جعل لنا الأرض مأوى ومستقرا في حياتنا وبعد مماتنا، وجعل السماء سقفا محفوظا، رفعها بغير عمد، وسواها محبوكة محكمة ليس فيها نقص ولا تصدع، وخلق الإنسان في أحسن صورة ؛ والفاء في ﴿ فأحسن صوركم ﴾ فاء الفصيحة ؛ ورزق الخلق مما به قوامهم، وسترهم، وكِنَّهم ونعيمهم، فما أعظم بركات ربكم تعالى شأنه، رب العوالم كلها-عالم الملائكة، وعالم الجن، وعالم الطير، وعالم الحيوان، وعالم الإنسان-.
٢ سورة الأنعام. من الآية ٤١..
٣ قال الحلبي: هو من الاحتباك حذف من الثاني لدلالة الأول عليه، وحذف من الأول لدلالة الثاني عليه..
٤ قالوا: والندّ: الشبيه المماثل، والضد: النظير المخالف..
بعد ترسيخ اليقين بالمعاد، بيّن لنا سبيل التزود بخير زاد ؛ والدعاء قد يكون سؤال الله تعالى من فضله ورحمته، والضراعة إليه والاستغاثة به، وقد يراد بالدعاء العبادة ؛ وبكلا المعنيين جاءت الآثار١ ؛ مما نقل القرطبي : وكان خالد الربيعي، يقول، عجيب لهذه الأمة ؟ قيل لها :﴿ ادعوني أستجب لكم ﴾، أمرهم بالدعاء ووعدهم بالاستجابة وليس بينهما شرط.. وقد قيل : هذا من باب المطلق والمقيد.. أي :﴿ أستجب لكم ﴾ إن شئت، كقوله :﴿.. فيكشف ما تدعون إليه إن شاء.. ﴾٢.. اه، ومن يستنكف عن الخضوع لجلال الله والتضرع إليه يدخله جهنم ذليلا صاغرا ؛ وربكم هو وليكم الحق، فهو خير ثوابا وخير عقبا، وهو الذي خلق لكم الليل مظلما لتسكنوا فيه، وخلق لكم النهار مبصرا لتبتغوا فيه من فضل رازقكم، ولتتصرفوا في طلب معاشكم٣.
إن المعبود بحق أسبغ على الناس أنعمه وآلاءه، ولكن أكثرهم يجحدون نعمته ؛ وصاحب هذا العطاء هو مولاكم ومربيكم ومصلحكم، تفرد بالخلق والإيجاد، وهو المستحق للعبادة وحده، لا ما اتخذوهم من الأوثان والشركاء والأنداد، وتعالى الله عن الشبيه والنظير، وعن الند والضد٤- فأنى وكيف تنقلبون وتنصرفون عن الإيمان، بعد أن علمتم الحجة والبرهان ؟.. كذلك يصرف عن الحق أهل الجحود والنكران لآلاء الله وآياته، وحججه وبيناته.
الله الذي خلق المكان والزمان والسكَّان، فهو الذي جعل لنا الأرض مأوى ومستقرا في حياتنا وبعد مماتنا، وجعل السماء سقفا محفوظا، رفعها بغير عمد، وسواها محبوكة محكمة ليس فيها نقص ولا تصدع، وخلق الإنسان في أحسن صورة ؛ والفاء في ﴿ فأحسن صوركم ﴾ فاء الفصيحة ؛ ورزق الخلق مما به قوامهم، وسترهم، وكِنَّهم ونعيمهم، فما أعظم بركات ربكم تعالى شأنه، رب العوالم كلها-عالم الملائكة، وعالم الجن، وعالم الطير، وعالم الحيوان، وعالم الإنسان-.
٢ سورة الأنعام. من الآية ٤١..
٣ قال الحلبي: هو من الاحتباك حذف من الثاني لدلالة الأول عليه، وحذف من الأول لدلالة الثاني عليه..
٤ قالوا: والندّ: الشبيه المماثل، والضد: النظير المخالف..
بعد ترسيخ اليقين بالمعاد، بيّن لنا سبيل التزود بخير زاد ؛ والدعاء قد يكون سؤال الله تعالى من فضله ورحمته، والضراعة إليه والاستغاثة به، وقد يراد بالدعاء العبادة ؛ وبكلا المعنيين جاءت الآثار١ ؛ مما نقل القرطبي : وكان خالد الربيعي، يقول، عجيب لهذه الأمة ؟ قيل لها :﴿ ادعوني أستجب لكم ﴾، أمرهم بالدعاء ووعدهم بالاستجابة وليس بينهما شرط.. وقد قيل : هذا من باب المطلق والمقيد.. أي :﴿ أستجب لكم ﴾ إن شئت، كقوله :﴿.. فيكشف ما تدعون إليه إن شاء.. ﴾٢.. اه، ومن يستنكف عن الخضوع لجلال الله والتضرع إليه يدخله جهنم ذليلا صاغرا ؛ وربكم هو وليكم الحق، فهو خير ثوابا وخير عقبا، وهو الذي خلق لكم الليل مظلما لتسكنوا فيه، وخلق لكم النهار مبصرا لتبتغوا فيه من فضل رازقكم، ولتتصرفوا في طلب معاشكم٣.
إن المعبود بحق أسبغ على الناس أنعمه وآلاءه، ولكن أكثرهم يجحدون نعمته ؛ وصاحب هذا العطاء هو مولاكم ومربيكم ومصلحكم، تفرد بالخلق والإيجاد، وهو المستحق للعبادة وحده، لا ما اتخذوهم من الأوثان والشركاء والأنداد، وتعالى الله عن الشبيه والنظير، وعن الند والضد٤- فأنى وكيف تنقلبون وتنصرفون عن الإيمان، بعد أن علمتم الحجة والبرهان ؟.. كذلك يصرف عن الحق أهل الجحود والنكران لآلاء الله وآياته، وحججه وبيناته.
الله الذي خلق المكان والزمان والسكَّان، فهو الذي جعل لنا الأرض مأوى ومستقرا في حياتنا وبعد مماتنا، وجعل السماء سقفا محفوظا، رفعها بغير عمد، وسواها محبوكة محكمة ليس فيها نقص ولا تصدع، وخلق الإنسان في أحسن صورة ؛ والفاء في ﴿ فأحسن صوركم ﴾ فاء الفصيحة ؛ ورزق الخلق مما به قوامهم، وسترهم، وكِنَّهم ونعيمهم، فما أعظم بركات ربكم تعالى شأنه، رب العوالم كلها-عالم الملائكة، وعالم الجن، وعالم الطير، وعالم الحيوان، وعالم الإنسان-.
٢ سورة الأنعام. من الآية ٤١..
٣ قال الحلبي: هو من الاحتباك حذف من الثاني لدلالة الأول عليه، وحذف من الأول لدلالة الثاني عليه..
٤ قالوا: والندّ: الشبيه المماثل، والضد: النظير المخالف..
بعد ترسيخ اليقين بالمعاد، بيّن لنا سبيل التزود بخير زاد ؛ والدعاء قد يكون سؤال الله تعالى من فضله ورحمته، والضراعة إليه والاستغاثة به، وقد يراد بالدعاء العبادة ؛ وبكلا المعنيين جاءت الآثار١ ؛ مما نقل القرطبي : وكان خالد الربيعي، يقول، عجيب لهذه الأمة ؟ قيل لها :﴿ ادعوني أستجب لكم ﴾، أمرهم بالدعاء ووعدهم بالاستجابة وليس بينهما شرط.. وقد قيل : هذا من باب المطلق والمقيد.. أي :﴿ أستجب لكم ﴾ إن شئت، كقوله :﴿.. فيكشف ما تدعون إليه إن شاء.. ﴾٢.. اه، ومن يستنكف عن الخضوع لجلال الله والتضرع إليه يدخله جهنم ذليلا صاغرا ؛ وربكم هو وليكم الحق، فهو خير ثوابا وخير عقبا، وهو الذي خلق لكم الليل مظلما لتسكنوا فيه، وخلق لكم النهار مبصرا لتبتغوا فيه من فضل رازقكم، ولتتصرفوا في طلب معاشكم٣.
إن المعبود بحق أسبغ على الناس أنعمه وآلاءه، ولكن أكثرهم يجحدون نعمته ؛ وصاحب هذا العطاء هو مولاكم ومربيكم ومصلحكم، تفرد بالخلق والإيجاد، وهو المستحق للعبادة وحده، لا ما اتخذوهم من الأوثان والشركاء والأنداد، وتعالى الله عن الشبيه والنظير، وعن الند والضد٤- فأنى وكيف تنقلبون وتنصرفون عن الإيمان، بعد أن علمتم الحجة والبرهان ؟.. كذلك يصرف عن الحق أهل الجحود والنكران لآلاء الله وآياته، وحججه وبيناته.
الله الذي خلق المكان والزمان والسكَّان، فهو الذي جعل لنا الأرض مأوى ومستقرا في حياتنا وبعد مماتنا، وجعل السماء سقفا محفوظا، رفعها بغير عمد، وسواها محبوكة محكمة ليس فيها نقص ولا تصدع، وخلق الإنسان في أحسن صورة ؛ والفاء في ﴿ فأحسن صوركم ﴾ فاء الفصيحة ؛ ورزق الخلق مما به قوامهم، وسترهم، وكِنَّهم ونعيمهم، فما أعظم بركات ربكم تعالى شأنه، رب العوالم كلها-عالم الملائكة، وعالم الجن، وعالم الطير، وعالم الحيوان، وعالم الإنسان-.
٢ سورة الأنعام. من الآية ٤١..
٣ قال الحلبي: هو من الاحتباك حذف من الثاني لدلالة الأول عليه، وحذف من الأول لدلالة الثاني عليه..
٤ قالوا: والندّ: الشبيه المماثل، والضد: النظير المخالف..
هو الحي على الحقيقة حياته أزلية أبدية ﴿ هو الأول والآخر.. ﴾ فادعوه واعبدوه مبتغين بدعائكم وعبادتكم وتوحيدكم رضوان الله دون سواه، واحمدوه١.
ليس من كلام أفضل من كلمة التوحيد، والدعوة إلى الله الحميد المجيد، والاعتزاز بالانتساب إلى هذا الدين القويم ﴿ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ﴾٢ وهكذا أمر الله النبي وأمرنا في شخصه الكريم عليه الصلوات والتسليم، وقد قامت الحجة على أن الملة الحنيفية هي التي يقبلها الله :﴿ ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه.. ﴾٣ فهي صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة.. }، والله رب العالمين هو الذي خلق آدم أبا البشر من تراب، وجعل ذريته تبدأ خلقتها من قدر يسير من مني الرجل وإفراز المرأة، ثم تتحول النطفة إلى علقة، وتمضي العلقة في أطوارها حتى تخرج من الرحم طفلا، ثم تصاحبه رعاية الله بالحفظ والنماء والبقاء حتى يبلغ تمام قوته، ثم يعمّر من يشاء الله حتى يصير شيخا، ومن البشر من يموت قبل أن يخرج طفلا، فيتوفى سقطا، أو يموت قبل أن يغدو شيخا، ومنهم من يبقى بعد فتكون عاقبته أن يمتد به العمر إلى حين انقضاء أجله، ولعلكم تعقلون ذلك فتستيقنوا من قدرة الله وتفرده بالجلال والتدبير ؛ والمعبود بحق يقدر على الإحياء والإماتة، وإذا أراد شيئا فلا يعجزه تنفيذ مراده، ولا يؤخره، ولا يتوقف تمام فعله على شيء وإنما يقول له ﴿ كن فيكون ﴾٤.
٢ سورة فصلت. الآية ٣٣..
٣ سورة آل عمران. من الآية ٨٥..
٤ يقول الألوسي: وهذا عند الخلق تمثل تأثير قدرته تعالى في المقدورات عند تعلق إرادته سبحانه بها... وتصوير لسرعة ترتب المكونات على تكوينه من غير أن يكون هناك آمر ومأمور وكل من الآمر والمأمور به يحصل في آن واحد. يقول صاحب غرائب القرآن: وأشار إلى أن الإحياء والإماتة ليسا من الأشياء التدريجية ولكنهما من الأمور الدفعية الموقفة على أمر ﴿كن﴾ فقط وذلك أن الحياة تحصل بتعلق النفس الناطقة بالبدن.. والموت يحدث من قطع ذلك التعلق..
هو الحي على الحقيقة حياته أزلية أبدية ﴿ هو الأول والآخر.. ﴾ فادعوه واعبدوه مبتغين بدعائكم وعبادتكم وتوحيدكم رضوان الله دون سواه، واحمدوه١.
ليس من كلام أفضل من كلمة التوحيد، والدعوة إلى الله الحميد المجيد، والاعتزاز بالانتساب إلى هذا الدين القويم ﴿ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ﴾٢ وهكذا أمر الله النبي وأمرنا في شخصه الكريم عليه الصلوات والتسليم، وقد قامت الحجة على أن الملة الحنيفية هي التي يقبلها الله :﴿ ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه.. ﴾٣ فهي صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة.. }، والله رب العالمين هو الذي خلق آدم أبا البشر من تراب، وجعل ذريته تبدأ خلقتها من قدر يسير من مني الرجل وإفراز المرأة، ثم تتحول النطفة إلى علقة، وتمضي العلقة في أطوارها حتى تخرج من الرحم طفلا، ثم تصاحبه رعاية الله بالحفظ والنماء والبقاء حتى يبلغ تمام قوته، ثم يعمّر من يشاء الله حتى يصير شيخا، ومن البشر من يموت قبل أن يخرج طفلا، فيتوفى سقطا، أو يموت قبل أن يغدو شيخا، ومنهم من يبقى بعد فتكون عاقبته أن يمتد به العمر إلى حين انقضاء أجله، ولعلكم تعقلون ذلك فتستيقنوا من قدرة الله وتفرده بالجلال والتدبير ؛ والمعبود بحق يقدر على الإحياء والإماتة، وإذا أراد شيئا فلا يعجزه تنفيذ مراده، ولا يؤخره، ولا يتوقف تمام فعله على شيء وإنما يقول له ﴿ كن فيكون ﴾٤.
٢ سورة فصلت. الآية ٣٣..
٣ سورة آل عمران. من الآية ٨٥..
٤ يقول الألوسي: وهذا عند الخلق تمثل تأثير قدرته تعالى في المقدورات عند تعلق إرادته سبحانه بها... وتصوير لسرعة ترتب المكونات على تكوينه من غير أن يكون هناك آمر ومأمور وكل من الآمر والمأمور به يحصل في آن واحد. يقول صاحب غرائب القرآن: وأشار إلى أن الإحياء والإماتة ليسا من الأشياء التدريجية ولكنهما من الأمور الدفعية الموقفة على أمر ﴿كن﴾ فقط وذلك أن الحياة تحصل بتعلق النفس الناطقة بالبدن.. والموت يحدث من قطع ذلك التعلق..
هو الحي على الحقيقة حياته أزلية أبدية ﴿ هو الأول والآخر.. ﴾ فادعوه واعبدوه مبتغين بدعائكم وعبادتكم وتوحيدكم رضوان الله دون سواه، واحمدوه١.
ليس من كلام أفضل من كلمة التوحيد، والدعوة إلى الله الحميد المجيد، والاعتزاز بالانتساب إلى هذا الدين القويم ﴿ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ﴾٢ وهكذا أمر الله النبي وأمرنا في شخصه الكريم عليه الصلوات والتسليم، وقد قامت الحجة على أن الملة الحنيفية هي التي يقبلها الله :﴿ ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه.. ﴾٣ فهي صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة.. }، والله رب العالمين هو الذي خلق آدم أبا البشر من تراب، وجعل ذريته تبدأ خلقتها من قدر يسير من مني الرجل وإفراز المرأة، ثم تتحول النطفة إلى علقة، وتمضي العلقة في أطوارها حتى تخرج من الرحم طفلا، ثم تصاحبه رعاية الله بالحفظ والنماء والبقاء حتى يبلغ تمام قوته، ثم يعمّر من يشاء الله حتى يصير شيخا، ومن البشر من يموت قبل أن يخرج طفلا، فيتوفى سقطا، أو يموت قبل أن يغدو شيخا، ومنهم من يبقى بعد فتكون عاقبته أن يمتد به العمر إلى حين انقضاء أجله، ولعلكم تعقلون ذلك فتستيقنوا من قدرة الله وتفرده بالجلال والتدبير ؛ والمعبود بحق يقدر على الإحياء والإماتة، وإذا أراد شيئا فلا يعجزه تنفيذ مراده، ولا يؤخره، ولا يتوقف تمام فعله على شيء وإنما يقول له ﴿ كن فيكون ﴾٤.
٢ سورة فصلت. الآية ٣٣..
٣ سورة آل عمران. من الآية ٨٥..
٤ يقول الألوسي: وهذا عند الخلق تمثل تأثير قدرته تعالى في المقدورات عند تعلق إرادته سبحانه بها... وتصوير لسرعة ترتب المكونات على تكوينه من غير أن يكون هناك آمر ومأمور وكل من الآمر والمأمور به يحصل في آن واحد. يقول صاحب غرائب القرآن: وأشار إلى أن الإحياء والإماتة ليسا من الأشياء التدريجية ولكنهما من الأمور الدفعية الموقفة على أمر ﴿كن﴾ فقط وذلك أن الحياة تحصل بتعلق النفس الناطقة بالبدن.. والموت يحدث من قطع ذلك التعلق..
ومع ظهور الحجة القرآنية، والحجة الآفاقية، والآيات والعلامات الأنفسية، فهم يمارون في الحق، ويذيعون الباطل، فأمرهم عجيب شنيع، لهذا بدأت الآيات الكريمة باستفهام إنكاري تعجيبا من ضلالهم، وتقبيحا لفساد رأيهم.
[ وتكرير ذكر المجادلة لتعدد المجادل، بأن يكون هناك قوما وهنا قوما آخرين، أو المجادل فيه بأن يحمل في كل على معنى مناسب، ففيما مر في البعث ؛ وهنا للتوحيد، أي انظر إلى هؤلاء المكابرين المجادلين في آياته تعالى الواضحة الموجبة للإيمان بها، الزاجرة عن الجدال فيها، كيف يُصرفون عنها مع تعاضد الدواعي إلى الإقبال عليها، وانتفاء الصوارف عنها بالكلية ] ؟ !.
الذين يجادلون هم الذين كذبوا بالقرآن، وبما أنزل من وحي وتشريع-إذ الوحي أعم من أن يكون قرآنا لفظه ومعناه من عند الله، أو يوحى إلى النبي معناه ويبلغه الرسول بلفظ من عنده- وجاء الفعل في الآية الأولى مضارعا للدلالة على تجدد المجادلة وتكررها، وبصيغة الماضي في هذه للدلالة على التحقيق ؛ فيعلمون حين يرون العذاب كيف كان ضلالهم بعيدا، وكيف كان جرمهم عظيما ؛ ذلك حال كون القيود في رقابهم والسلاسل١ تشد وثاقهم، يسحبون بها في النار على وجوههم، ويجرون في السائل الحار المغلى، ثم يحشرون في جهنم ليكونوا وقودا لها وحطبا، ثم يُزادون فوق عذاب السعير التحسير، فيقال لهم : أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ؟ ! هل ينصرونكم أو لأنفسهم ينتصرون ؟ فيقولون غابوا عنا، وإن حضروا تبرؤوا منا [ بل تبين لنا اليوم أنا لم نكن نعبد في الدنيا شيئا يعتدّ به، وهو إضراب عن كون الآلهة الباطلة ليست بموجودة عندهم أو ليست بنافعة إلى أنها ليست شيئا يعتد به ]٢.
ومثل ذلك الإضلال يضل الله كل من كفر وجحد وفسد، فالحيرة والحسرة، والسعير والتخسير لكل من تديّن بالكفر-ملحدا أو زنديقا أو جاحدا-ونقل عن الحسن :... إضلال الكافرين على معنى إضلال أعمالهم أي إبطالها والعواقب : من الأغلال والسحْب والخبال، والحيرة والضلال، وبطلان ثواب الأعمال بسبب الفرح بما كانوا قد أوتوا في الدنيا من متاع والركون إليه، والبطر به والخيلاء والتفاخر ؛ أو تفرحون بما يصيب أحبابي من بلاء، كما شهد بذلك قول الحق –تبارك اسمه- :﴿ إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها.. ﴾٣ ﴿ إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون ﴾٤، ويؤمر بهم أن يُزجّوا في أبواب النار المقسومة لكل منهم، ليتهاووْا ويستقروا خالدين في دركاتها ؛ نسأل الله النجاة من النار.
٢ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٣ سورة آل عمران من الآية ١٢٠..
٤ سورة التوبة الآية ٥٠..
ومع ظهور الحجة القرآنية، والحجة الآفاقية، والآيات والعلامات الأنفسية، فهم يمارون في الحق، ويذيعون الباطل، فأمرهم عجيب شنيع، لهذا بدأت الآيات الكريمة باستفهام إنكاري تعجيبا من ضلالهم، وتقبيحا لفساد رأيهم.
[ وتكرير ذكر المجادلة لتعدد المجادل، بأن يكون هناك قوما وهنا قوما آخرين، أو المجادل فيه بأن يحمل في كل على معنى مناسب، ففيما مر في البعث ؛ وهنا للتوحيد، أي انظر إلى هؤلاء المكابرين المجادلين في آياته تعالى الواضحة الموجبة للإيمان بها، الزاجرة عن الجدال فيها، كيف يُصرفون عنها مع تعاضد الدواعي إلى الإقبال عليها، وانتفاء الصوارف عنها بالكلية ] ؟ !.
الذين يجادلون هم الذين كذبوا بالقرآن، وبما أنزل من وحي وتشريع-إذ الوحي أعم من أن يكون قرآنا لفظه ومعناه من عند الله، أو يوحى إلى النبي معناه ويبلغه الرسول بلفظ من عنده- وجاء الفعل في الآية الأولى مضارعا للدلالة على تجدد المجادلة وتكررها، وبصيغة الماضي في هذه للدلالة على التحقيق ؛ فيعلمون حين يرون العذاب كيف كان ضلالهم بعيدا، وكيف كان جرمهم عظيما ؛ ذلك حال كون القيود في رقابهم والسلاسل١ تشد وثاقهم، يسحبون بها في النار على وجوههم، ويجرون في السائل الحار المغلى، ثم يحشرون في جهنم ليكونوا وقودا لها وحطبا، ثم يُزادون فوق عذاب السعير التحسير، فيقال لهم : أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ؟ ! هل ينصرونكم أو لأنفسهم ينتصرون ؟ فيقولون غابوا عنا، وإن حضروا تبرؤوا منا [ بل تبين لنا اليوم أنا لم نكن نعبد في الدنيا شيئا يعتدّ به، وهو إضراب عن كون الآلهة الباطلة ليست بموجودة عندهم أو ليست بنافعة إلى أنها ليست شيئا يعتد به ]٢.
ومثل ذلك الإضلال يضل الله كل من كفر وجحد وفسد، فالحيرة والحسرة، والسعير والتخسير لكل من تديّن بالكفر-ملحدا أو زنديقا أو جاحدا-ونقل عن الحسن :... إضلال الكافرين على معنى إضلال أعمالهم أي إبطالها والعواقب : من الأغلال والسحْب والخبال، والحيرة والضلال، وبطلان ثواب الأعمال بسبب الفرح بما كانوا قد أوتوا في الدنيا من متاع والركون إليه، والبطر به والخيلاء والتفاخر ؛ أو تفرحون بما يصيب أحبابي من بلاء، كما شهد بذلك قول الحق –تبارك اسمه- :﴿ إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها.. ﴾٣ ﴿ إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون ﴾٤، ويؤمر بهم أن يُزجّوا في أبواب النار المقسومة لكل منهم، ليتهاووْا ويستقروا خالدين في دركاتها ؛ نسأل الله النجاة من النار.
٢ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٣ سورة آل عمران من الآية ١٢٠..
٤ سورة التوبة الآية ٥٠..
ومع ظهور الحجة القرآنية، والحجة الآفاقية، والآيات والعلامات الأنفسية، فهم يمارون في الحق، ويذيعون الباطل، فأمرهم عجيب شنيع، لهذا بدأت الآيات الكريمة باستفهام إنكاري تعجيبا من ضلالهم، وتقبيحا لفساد رأيهم.
[ وتكرير ذكر المجادلة لتعدد المجادل، بأن يكون هناك قوما وهنا قوما آخرين، أو المجادل فيه بأن يحمل في كل على معنى مناسب، ففيما مر في البعث ؛ وهنا للتوحيد، أي انظر إلى هؤلاء المكابرين المجادلين في آياته تعالى الواضحة الموجبة للإيمان بها، الزاجرة عن الجدال فيها، كيف يُصرفون عنها مع تعاضد الدواعي إلى الإقبال عليها، وانتفاء الصوارف عنها بالكلية ] ؟ !.
الذين يجادلون هم الذين كذبوا بالقرآن، وبما أنزل من وحي وتشريع-إذ الوحي أعم من أن يكون قرآنا لفظه ومعناه من عند الله، أو يوحى إلى النبي معناه ويبلغه الرسول بلفظ من عنده- وجاء الفعل في الآية الأولى مضارعا للدلالة على تجدد المجادلة وتكررها، وبصيغة الماضي في هذه للدلالة على التحقيق ؛ فيعلمون حين يرون العذاب كيف كان ضلالهم بعيدا، وكيف كان جرمهم عظيما ؛ ذلك حال كون القيود في رقابهم والسلاسل١ تشد وثاقهم، يسحبون بها في النار على وجوههم، ويجرون في السائل الحار المغلى، ثم يحشرون في جهنم ليكونوا وقودا لها وحطبا، ثم يُزادون فوق عذاب السعير التحسير، فيقال لهم : أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ؟ ! هل ينصرونكم أو لأنفسهم ينتصرون ؟ فيقولون غابوا عنا، وإن حضروا تبرؤوا منا [ بل تبين لنا اليوم أنا لم نكن نعبد في الدنيا شيئا يعتدّ به، وهو إضراب عن كون الآلهة الباطلة ليست بموجودة عندهم أو ليست بنافعة إلى أنها ليست شيئا يعتد به ]٢.
ومثل ذلك الإضلال يضل الله كل من كفر وجحد وفسد، فالحيرة والحسرة، والسعير والتخسير لكل من تديّن بالكفر-ملحدا أو زنديقا أو جاحدا-ونقل عن الحسن :... إضلال الكافرين على معنى إضلال أعمالهم أي إبطالها والعواقب : من الأغلال والسحْب والخبال، والحيرة والضلال، وبطلان ثواب الأعمال بسبب الفرح بما كانوا قد أوتوا في الدنيا من متاع والركون إليه، والبطر به والخيلاء والتفاخر ؛ أو تفرحون بما يصيب أحبابي من بلاء، كما شهد بذلك قول الحق –تبارك اسمه- :﴿ إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها.. ﴾٣ ﴿ إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون ﴾٤، ويؤمر بهم أن يُزجّوا في أبواب النار المقسومة لكل منهم، ليتهاووْا ويستقروا خالدين في دركاتها ؛ نسأل الله النجاة من النار.
٢ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٣ سورة آل عمران من الآية ١٢٠..
٤ سورة التوبة الآية ٥٠..
ومع ظهور الحجة القرآنية، والحجة الآفاقية، والآيات والعلامات الأنفسية، فهم يمارون في الحق، ويذيعون الباطل، فأمرهم عجيب شنيع، لهذا بدأت الآيات الكريمة باستفهام إنكاري تعجيبا من ضلالهم، وتقبيحا لفساد رأيهم.
[ وتكرير ذكر المجادلة لتعدد المجادل، بأن يكون هناك قوما وهنا قوما آخرين، أو المجادل فيه بأن يحمل في كل على معنى مناسب، ففيما مر في البعث ؛ وهنا للتوحيد، أي انظر إلى هؤلاء المكابرين المجادلين في آياته تعالى الواضحة الموجبة للإيمان بها، الزاجرة عن الجدال فيها، كيف يُصرفون عنها مع تعاضد الدواعي إلى الإقبال عليها، وانتفاء الصوارف عنها بالكلية ] ؟ !.
الذين يجادلون هم الذين كذبوا بالقرآن، وبما أنزل من وحي وتشريع-إذ الوحي أعم من أن يكون قرآنا لفظه ومعناه من عند الله، أو يوحى إلى النبي معناه ويبلغه الرسول بلفظ من عنده- وجاء الفعل في الآية الأولى مضارعا للدلالة على تجدد المجادلة وتكررها، وبصيغة الماضي في هذه للدلالة على التحقيق ؛ فيعلمون حين يرون العذاب كيف كان ضلالهم بعيدا، وكيف كان جرمهم عظيما ؛ ذلك حال كون القيود في رقابهم والسلاسل١ تشد وثاقهم، يسحبون بها في النار على وجوههم، ويجرون في السائل الحار المغلى، ثم يحشرون في جهنم ليكونوا وقودا لها وحطبا، ثم يُزادون فوق عذاب السعير التحسير، فيقال لهم : أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ؟ ! هل ينصرونكم أو لأنفسهم ينتصرون ؟ فيقولون غابوا عنا، وإن حضروا تبرؤوا منا [ بل تبين لنا اليوم أنا لم نكن نعبد في الدنيا شيئا يعتدّ به، وهو إضراب عن كون الآلهة الباطلة ليست بموجودة عندهم أو ليست بنافعة إلى أنها ليست شيئا يعتد به ]٢.
ومثل ذلك الإضلال يضل الله كل من كفر وجحد وفسد، فالحيرة والحسرة، والسعير والتخسير لكل من تديّن بالكفر-ملحدا أو زنديقا أو جاحدا-ونقل عن الحسن :... إضلال الكافرين على معنى إضلال أعمالهم أي إبطالها والعواقب : من الأغلال والسحْب والخبال، والحيرة والضلال، وبطلان ثواب الأعمال بسبب الفرح بما كانوا قد أوتوا في الدنيا من متاع والركون إليه، والبطر به والخيلاء والتفاخر ؛ أو تفرحون بما يصيب أحبابي من بلاء، كما شهد بذلك قول الحق –تبارك اسمه- :﴿ إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها.. ﴾٣ ﴿ إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون ﴾٤، ويؤمر بهم أن يُزجّوا في أبواب النار المقسومة لكل منهم، ليتهاووْا ويستقروا خالدين في دركاتها ؛ نسأل الله النجاة من النار.
٢ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٣ سورة آل عمران من الآية ١٢٠..
٤ سورة التوبة الآية ٥٠..
ومع ظهور الحجة القرآنية، والحجة الآفاقية، والآيات والعلامات الأنفسية، فهم يمارون في الحق، ويذيعون الباطل، فأمرهم عجيب شنيع، لهذا بدأت الآيات الكريمة باستفهام إنكاري تعجيبا من ضلالهم، وتقبيحا لفساد رأيهم.
[ وتكرير ذكر المجادلة لتعدد المجادل، بأن يكون هناك قوما وهنا قوما آخرين، أو المجادل فيه بأن يحمل في كل على معنى مناسب، ففيما مر في البعث ؛ وهنا للتوحيد، أي انظر إلى هؤلاء المكابرين المجادلين في آياته تعالى الواضحة الموجبة للإيمان بها، الزاجرة عن الجدال فيها، كيف يُصرفون عنها مع تعاضد الدواعي إلى الإقبال عليها، وانتفاء الصوارف عنها بالكلية ] ؟ !.
الذين يجادلون هم الذين كذبوا بالقرآن، وبما أنزل من وحي وتشريع-إذ الوحي أعم من أن يكون قرآنا لفظه ومعناه من عند الله، أو يوحى إلى النبي معناه ويبلغه الرسول بلفظ من عنده- وجاء الفعل في الآية الأولى مضارعا للدلالة على تجدد المجادلة وتكررها، وبصيغة الماضي في هذه للدلالة على التحقيق ؛ فيعلمون حين يرون العذاب كيف كان ضلالهم بعيدا، وكيف كان جرمهم عظيما ؛ ذلك حال كون القيود في رقابهم والسلاسل١ تشد وثاقهم، يسحبون بها في النار على وجوههم، ويجرون في السائل الحار المغلى، ثم يحشرون في جهنم ليكونوا وقودا لها وحطبا، ثم يُزادون فوق عذاب السعير التحسير، فيقال لهم : أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ؟ ! هل ينصرونكم أو لأنفسهم ينتصرون ؟ فيقولون غابوا عنا، وإن حضروا تبرؤوا منا [ بل تبين لنا اليوم أنا لم نكن نعبد في الدنيا شيئا يعتدّ به، وهو إضراب عن كون الآلهة الباطلة ليست بموجودة عندهم أو ليست بنافعة إلى أنها ليست شيئا يعتد به ]٢.
ومثل ذلك الإضلال يضل الله كل من كفر وجحد وفسد، فالحيرة والحسرة، والسعير والتخسير لكل من تديّن بالكفر-ملحدا أو زنديقا أو جاحدا-ونقل عن الحسن :... إضلال الكافرين على معنى إضلال أعمالهم أي إبطالها والعواقب : من الأغلال والسحْب والخبال، والحيرة والضلال، وبطلان ثواب الأعمال بسبب الفرح بما كانوا قد أوتوا في الدنيا من متاع والركون إليه، والبطر به والخيلاء والتفاخر ؛ أو تفرحون بما يصيب أحبابي من بلاء، كما شهد بذلك قول الحق –تبارك اسمه- :﴿ إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها.. ﴾٣ ﴿ إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون ﴾٤، ويؤمر بهم أن يُزجّوا في أبواب النار المقسومة لكل منهم، ليتهاووْا ويستقروا خالدين في دركاتها ؛ نسأل الله النجاة من النار.
٢ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٣ سورة آل عمران من الآية ١٢٠..
٤ سورة التوبة الآية ٥٠..
ومع ظهور الحجة القرآنية، والحجة الآفاقية، والآيات والعلامات الأنفسية، فهم يمارون في الحق، ويذيعون الباطل، فأمرهم عجيب شنيع، لهذا بدأت الآيات الكريمة باستفهام إنكاري تعجيبا من ضلالهم، وتقبيحا لفساد رأيهم.
[ وتكرير ذكر المجادلة لتعدد المجادل، بأن يكون هناك قوما وهنا قوما آخرين، أو المجادل فيه بأن يحمل في كل على معنى مناسب، ففيما مر في البعث ؛ وهنا للتوحيد، أي انظر إلى هؤلاء المكابرين المجادلين في آياته تعالى الواضحة الموجبة للإيمان بها، الزاجرة عن الجدال فيها، كيف يُصرفون عنها مع تعاضد الدواعي إلى الإقبال عليها، وانتفاء الصوارف عنها بالكلية ] ؟ !.
الذين يجادلون هم الذين كذبوا بالقرآن، وبما أنزل من وحي وتشريع-إذ الوحي أعم من أن يكون قرآنا لفظه ومعناه من عند الله، أو يوحى إلى النبي معناه ويبلغه الرسول بلفظ من عنده- وجاء الفعل في الآية الأولى مضارعا للدلالة على تجدد المجادلة وتكررها، وبصيغة الماضي في هذه للدلالة على التحقيق ؛ فيعلمون حين يرون العذاب كيف كان ضلالهم بعيدا، وكيف كان جرمهم عظيما ؛ ذلك حال كون القيود في رقابهم والسلاسل١ تشد وثاقهم، يسحبون بها في النار على وجوههم، ويجرون في السائل الحار المغلى، ثم يحشرون في جهنم ليكونوا وقودا لها وحطبا، ثم يُزادون فوق عذاب السعير التحسير، فيقال لهم : أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ؟ ! هل ينصرونكم أو لأنفسهم ينتصرون ؟ فيقولون غابوا عنا، وإن حضروا تبرؤوا منا [ بل تبين لنا اليوم أنا لم نكن نعبد في الدنيا شيئا يعتدّ به، وهو إضراب عن كون الآلهة الباطلة ليست بموجودة عندهم أو ليست بنافعة إلى أنها ليست شيئا يعتد به ]٢.
ومثل ذلك الإضلال يضل الله كل من كفر وجحد وفسد، فالحيرة والحسرة، والسعير والتخسير لكل من تديّن بالكفر-ملحدا أو زنديقا أو جاحدا-ونقل عن الحسن :... إضلال الكافرين على معنى إضلال أعمالهم أي إبطالها والعواقب : من الأغلال والسحْب والخبال، والحيرة والضلال، وبطلان ثواب الأعمال بسبب الفرح بما كانوا قد أوتوا في الدنيا من متاع والركون إليه، والبطر به والخيلاء والتفاخر ؛ أو تفرحون بما يصيب أحبابي من بلاء، كما شهد بذلك قول الحق –تبارك اسمه- :﴿ إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها.. ﴾٣ ﴿ إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون ﴾٤، ويؤمر بهم أن يُزجّوا في أبواب النار المقسومة لكل منهم، ليتهاووْا ويستقروا خالدين في دركاتها ؛ نسأل الله النجاة من النار.
٢ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٣ سورة آل عمران من الآية ١٢٠..
٤ سورة التوبة الآية ٥٠..
ومع ظهور الحجة القرآنية، والحجة الآفاقية، والآيات والعلامات الأنفسية، فهم يمارون في الحق، ويذيعون الباطل، فأمرهم عجيب شنيع، لهذا بدأت الآيات الكريمة باستفهام إنكاري تعجيبا من ضلالهم، وتقبيحا لفساد رأيهم.
[ وتكرير ذكر المجادلة لتعدد المجادل، بأن يكون هناك قوما وهنا قوما آخرين، أو المجادل فيه بأن يحمل في كل على معنى مناسب، ففيما مر في البعث ؛ وهنا للتوحيد، أي انظر إلى هؤلاء المكابرين المجادلين في آياته تعالى الواضحة الموجبة للإيمان بها، الزاجرة عن الجدال فيها، كيف يُصرفون عنها مع تعاضد الدواعي إلى الإقبال عليها، وانتفاء الصوارف عنها بالكلية ] ؟ !.
الذين يجادلون هم الذين كذبوا بالقرآن، وبما أنزل من وحي وتشريع-إذ الوحي أعم من أن يكون قرآنا لفظه ومعناه من عند الله، أو يوحى إلى النبي معناه ويبلغه الرسول بلفظ من عنده- وجاء الفعل في الآية الأولى مضارعا للدلالة على تجدد المجادلة وتكررها، وبصيغة الماضي في هذه للدلالة على التحقيق ؛ فيعلمون حين يرون العذاب كيف كان ضلالهم بعيدا، وكيف كان جرمهم عظيما ؛ ذلك حال كون القيود في رقابهم والسلاسل١ تشد وثاقهم، يسحبون بها في النار على وجوههم، ويجرون في السائل الحار المغلى، ثم يحشرون في جهنم ليكونوا وقودا لها وحطبا، ثم يُزادون فوق عذاب السعير التحسير، فيقال لهم : أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ؟ ! هل ينصرونكم أو لأنفسهم ينتصرون ؟ فيقولون غابوا عنا، وإن حضروا تبرؤوا منا [ بل تبين لنا اليوم أنا لم نكن نعبد في الدنيا شيئا يعتدّ به، وهو إضراب عن كون الآلهة الباطلة ليست بموجودة عندهم أو ليست بنافعة إلى أنها ليست شيئا يعتد به ]٢.
ومثل ذلك الإضلال يضل الله كل من كفر وجحد وفسد، فالحيرة والحسرة، والسعير والتخسير لكل من تديّن بالكفر-ملحدا أو زنديقا أو جاحدا-ونقل عن الحسن :... إضلال الكافرين على معنى إضلال أعمالهم أي إبطالها والعواقب : من الأغلال والسحْب والخبال، والحيرة والضلال، وبطلان ثواب الأعمال بسبب الفرح بما كانوا قد أوتوا في الدنيا من متاع والركون إليه، والبطر به والخيلاء والتفاخر ؛ أو تفرحون بما يصيب أحبابي من بلاء، كما شهد بذلك قول الحق –تبارك اسمه- :﴿ إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها.. ﴾٣ ﴿ إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون ﴾٤، ويؤمر بهم أن يُزجّوا في أبواب النار المقسومة لكل منهم، ليتهاووْا ويستقروا خالدين في دركاتها ؛ نسأل الله النجاة من النار.
٢ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٣ سورة آل عمران من الآية ١٢٠..
٤ سورة التوبة الآية ٥٠..
ومع ظهور الحجة القرآنية، والحجة الآفاقية، والآيات والعلامات الأنفسية، فهم يمارون في الحق، ويذيعون الباطل، فأمرهم عجيب شنيع، لهذا بدأت الآيات الكريمة باستفهام إنكاري تعجيبا من ضلالهم، وتقبيحا لفساد رأيهم.
[ وتكرير ذكر المجادلة لتعدد المجادل، بأن يكون هناك قوما وهنا قوما آخرين، أو المجادل فيه بأن يحمل في كل على معنى مناسب، ففيما مر في البعث ؛ وهنا للتوحيد، أي انظر إلى هؤلاء المكابرين المجادلين في آياته تعالى الواضحة الموجبة للإيمان بها، الزاجرة عن الجدال فيها، كيف يُصرفون عنها مع تعاضد الدواعي إلى الإقبال عليها، وانتفاء الصوارف عنها بالكلية ] ؟ !.
الذين يجادلون هم الذين كذبوا بالقرآن، وبما أنزل من وحي وتشريع-إذ الوحي أعم من أن يكون قرآنا لفظه ومعناه من عند الله، أو يوحى إلى النبي معناه ويبلغه الرسول بلفظ من عنده- وجاء الفعل في الآية الأولى مضارعا للدلالة على تجدد المجادلة وتكررها، وبصيغة الماضي في هذه للدلالة على التحقيق ؛ فيعلمون حين يرون العذاب كيف كان ضلالهم بعيدا، وكيف كان جرمهم عظيما ؛ ذلك حال كون القيود في رقابهم والسلاسل١ تشد وثاقهم، يسحبون بها في النار على وجوههم، ويجرون في السائل الحار المغلى، ثم يحشرون في جهنم ليكونوا وقودا لها وحطبا، ثم يُزادون فوق عذاب السعير التحسير، فيقال لهم : أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ؟ ! هل ينصرونكم أو لأنفسهم ينتصرون ؟ فيقولون غابوا عنا، وإن حضروا تبرؤوا منا [ بل تبين لنا اليوم أنا لم نكن نعبد في الدنيا شيئا يعتدّ به، وهو إضراب عن كون الآلهة الباطلة ليست بموجودة عندهم أو ليست بنافعة إلى أنها ليست شيئا يعتد به ]٢.
ومثل ذلك الإضلال يضل الله كل من كفر وجحد وفسد، فالحيرة والحسرة، والسعير والتخسير لكل من تديّن بالكفر-ملحدا أو زنديقا أو جاحدا-ونقل عن الحسن :... إضلال الكافرين على معنى إضلال أعمالهم أي إبطالها والعواقب : من الأغلال والسحْب والخبال، والحيرة والضلال، وبطلان ثواب الأعمال بسبب الفرح بما كانوا قد أوتوا في الدنيا من متاع والركون إليه، والبطر به والخيلاء والتفاخر ؛ أو تفرحون بما يصيب أحبابي من بلاء، كما شهد بذلك قول الحق –تبارك اسمه- :﴿ إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها.. ﴾٣ ﴿ إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون ﴾٤، ويؤمر بهم أن يُزجّوا في أبواب النار المقسومة لكل منهم، ليتهاووْا ويستقروا خالدين في دركاتها ؛ نسأل الله النجاة من النار.
٢ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٣ سورة آل عمران من الآية ١٢٠..
٤ سورة التوبة الآية ٥٠..
تثبيت وبشرى للنبي والمؤمنين، بأن الله ولي المتقين، وأنه سبحانه مخزي الكافرين، وهو خير الناصرين ؛ ومهما أمهل المكذبين، فإن ذلك إلى حين ؛ فاصبر وليصبر أهل الحق وليستمسكوا بالدين الذي ارتضاه لهم ربهم، ولا يحزنهم تجبر أعدائهم، فإن الله منزل بطشه بهم، إما في حياة من أوذوا أو بعد مماتهم ؛ ثم إلى الله المآب فيقضي بينهم، ويوفيهم جزاءهم ؛ وقريب من هذا ما جاء في آيات كريمات أخر :﴿ فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون. أو نرينّك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون. فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم ﴾١.
ولقد بعثت قبلك رسلا، عددهم كثير، وشأنهم عظيم ؛ من هؤلاء المرسلين من أوحينا إليك أخبارهم وآثارهم، وقصصنا عليك أنباءهم، كنوح وهود وصالح وإبراهيم ويوسف وموسى، وداود وسليمان وزكريا، ويحيى وعيسى- صلى الله وسلم على المرسلين-ومنهم من لم يأتك من أنبائهم٢ ؛ وما جعلنا لرسول من أولئك الرسل قدرة على الإتيان بمعجزة إلا بإقدار الله تعالى وإذنه، فإذا جاء قضاء الله ومراده من ظهور معجزة أو حلول أجل الانتقام، فصل المولى الحق بين الفريقين، فينجي الله الذين ينهون عن السوء، ويأخذ الظالمين بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون، وعندها يهلك المفترون، المقيمون على الباطل والمعاندون.
٢ أورد صاحب روح المعاني أقوالا نفى فيها عدم علم النبي صلى الله عليه وسلم بعدد الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ومنها: على أن النفي: بـ﴿لم﴾ –وهي على الصحيح تقلب المضارع ماضيا فالنفي للقص في الماضي، ولا يلزم من ذلك استمرار النفي، فيجوز أن يكونوا قد قُصُّوا عليه عليهم الصلاة والسلام جميعا- بعد ذلك ولم ينزل قرآنا جـ٢٤ص٨٨..
تثبيت وبشرى للنبي والمؤمنين، بأن الله ولي المتقين، وأنه سبحانه مخزي الكافرين، وهو خير الناصرين ؛ ومهما أمهل المكذبين، فإن ذلك إلى حين ؛ فاصبر وليصبر أهل الحق وليستمسكوا بالدين الذي ارتضاه لهم ربهم، ولا يحزنهم تجبر أعدائهم، فإن الله منزل بطشه بهم، إما في حياة من أوذوا أو بعد مماتهم ؛ ثم إلى الله المآب فيقضي بينهم، ويوفيهم جزاءهم ؛ وقريب من هذا ما جاء في آيات كريمات أخر :﴿ فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون. أو نرينّك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون. فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم ﴾١.
ولقد بعثت قبلك رسلا، عددهم كثير، وشأنهم عظيم ؛ من هؤلاء المرسلين من أوحينا إليك أخبارهم وآثارهم، وقصصنا عليك أنباءهم، كنوح وهود وصالح وإبراهيم ويوسف وموسى، وداود وسليمان وزكريا، ويحيى وعيسى- صلى الله وسلم على المرسلين-ومنهم من لم يأتك من أنبائهم٢ ؛ وما جعلنا لرسول من أولئك الرسل قدرة على الإتيان بمعجزة إلا بإقدار الله تعالى وإذنه، فإذا جاء قضاء الله ومراده من ظهور معجزة أو حلول أجل الانتقام، فصل المولى الحق بين الفريقين، فينجي الله الذين ينهون عن السوء، ويأخذ الظالمين بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون، وعندها يهلك المفترون، المقيمون على الباطل والمعاندون.
٢ أورد صاحب روح المعاني أقوالا نفى فيها عدم علم النبي صلى الله عليه وسلم بعدد الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ومنها: على أن النفي: بـ﴿لم﴾ –وهي على الصحيح تقلب المضارع ماضيا فالنفي للقص في الماضي، ولا يلزم من ذلك استمرار النفي، فيجوز أن يكونوا قد قُصُّوا عليه عليهم الصلاة والسلام جميعا- بعد ذلك ولم ينزل قرآنا جـ٢٤ص٨٨..
ربنا المعبود بحق هو وحده خالق الإبل والبقر والغنم، -ضأنه ومعزه- فمنها ما يُرْكَبُ ومنها ما يُؤْكَلُ، واللام في ﴿ لكم ﴾ للتعليل، أي لأجل مصلحتكم، وجملة ﴿ منها تركبون ﴾ معطوفة على جملة ﴿ لتركبوا منها ﴾ وكلتاهما تفصيل لما استفيد من قوله سبحانه :﴿ لكم ﴾.
[ وليس المراد على إرادة التبعيض أن كلا من الركوب والأكل مختص ببعض معين منها بحيث لا يجوز تعلقه بما تعلق به الآخر. بل على أن كل منها صالح لكل منهما.. ]١.
قال أبو إسحق الزجاج : الأنعام هاهنا الإبل ﴿ لتركبوا منها ومنها تأكلون ﴾ فاحتج من منع من أكل الخيل وأباح أكل الجمال بأن الله عز وجل قال في الأنعام ﴿ ومنها تأكلون ﴾ وقال في الخيل :﴿ والخيل والبغال والحمير لتركبوها.. ﴾ ولم يذكر إباحة أكلها. اه.
ولخيركم جعل الله في الأنعام منافع فوق ما بين لكم في الآية السابقة، فأنتم تنتفعون بوبرها وصوفها وشعرها، ولبنها وزبدها وسمنها وجبنها، وبأثمانها ونتاجها، بل وبعز اقتنائها، وجمال مشهدها وبهائها، وقضاء ما تنطوي عليه صدوركم من رغائب، فهي تحملكم وأمتعتكم، كما هي عدة لسفركم وحربكم، وتحملون عليها في البر كما تحملون على السفن والمراكب في البحر، وفي هذه كغيرها من علامات اقتدار الله تعالى برهان على تفرد الصانع بالإتقان، فأي حجة لله تنكرون ؟.. استفهام للتسفيه فإنه لا يمارى في الدليل القاطع والبرهان الساطع إلا من سفه ؛ ولربنا الحجة البالغة التي لا يكاد يجترئ على إنكارها من له بقية من عقل.
ربنا المعبود بحق هو وحده خالق الإبل والبقر والغنم، -ضأنه ومعزه- فمنها ما يُرْكَبُ ومنها ما يُؤْكَلُ، واللام في ﴿ لكم ﴾ للتعليل، أي لأجل مصلحتكم، وجملة ﴿ منها تركبون ﴾ معطوفة على جملة ﴿ لتركبوا منها ﴾ وكلتاهما تفصيل لما استفيد من قوله سبحانه :﴿ لكم ﴾.
[ وليس المراد على إرادة التبعيض أن كلا من الركوب والأكل مختص ببعض معين منها بحيث لا يجوز تعلقه بما تعلق به الآخر. بل على أن كل منها صالح لكل منهما.. ]١.
قال أبو إسحق الزجاج : الأنعام هاهنا الإبل ﴿ لتركبوا منها ومنها تأكلون ﴾ فاحتج من منع من أكل الخيل وأباح أكل الجمال بأن الله عز وجل قال في الأنعام ﴿ ومنها تأكلون ﴾ وقال في الخيل :﴿ والخيل والبغال والحمير لتركبوها.. ﴾ ولم يذكر إباحة أكلها. اه.
ولخيركم جعل الله في الأنعام منافع فوق ما بين لكم في الآية السابقة، فأنتم تنتفعون بوبرها وصوفها وشعرها، ولبنها وزبدها وسمنها وجبنها، وبأثمانها ونتاجها، بل وبعز اقتنائها، وجمال مشهدها وبهائها، وقضاء ما تنطوي عليه صدوركم من رغائب، فهي تحملكم وأمتعتكم، كما هي عدة لسفركم وحربكم، وتحملون عليها في البر كما تحملون على السفن والمراكب في البحر، وفي هذه كغيرها من علامات اقتدار الله تعالى برهان على تفرد الصانع بالإتقان، فأي حجة لله تنكرون ؟.. استفهام للتسفيه فإنه لا يمارى في الدليل القاطع والبرهان الساطع إلا من سفه ؛ ولربنا الحجة البالغة التي لا يكاد يجترئ على إنكارها من له بقية من عقل.
ربنا المعبود بحق هو وحده خالق الإبل والبقر والغنم، -ضأنه ومعزه- فمنها ما يُرْكَبُ ومنها ما يُؤْكَلُ، واللام في ﴿ لكم ﴾ للتعليل، أي لأجل مصلحتكم، وجملة ﴿ منها تركبون ﴾ معطوفة على جملة ﴿ لتركبوا منها ﴾ وكلتاهما تفصيل لما استفيد من قوله سبحانه :﴿ لكم ﴾.
[ وليس المراد على إرادة التبعيض أن كلا من الركوب والأكل مختص ببعض معين منها بحيث لا يجوز تعلقه بما تعلق به الآخر. بل على أن كل منها صالح لكل منهما.. ]١.
قال أبو إسحق الزجاج : الأنعام هاهنا الإبل ﴿ لتركبوا منها ومنها تأكلون ﴾ فاحتج من منع من أكل الخيل وأباح أكل الجمال بأن الله عز وجل قال في الأنعام ﴿ ومنها تأكلون ﴾ وقال في الخيل :﴿ والخيل والبغال والحمير لتركبوها.. ﴾ ولم يذكر إباحة أكلها. اه.
ولخيركم جعل الله في الأنعام منافع فوق ما بين لكم في الآية السابقة، فأنتم تنتفعون بوبرها وصوفها وشعرها، ولبنها وزبدها وسمنها وجبنها، وبأثمانها ونتاجها، بل وبعز اقتنائها، وجمال مشهدها وبهائها، وقضاء ما تنطوي عليه صدوركم من رغائب، فهي تحملكم وأمتعتكم، كما هي عدة لسفركم وحربكم، وتحملون عليها في البر كما تحملون على السفن والمراكب في البحر، وفي هذه كغيرها من علامات اقتدار الله تعالى برهان على تفرد الصانع بالإتقان، فأي حجة لله تنكرون ؟.. استفهام للتسفيه فإنه لا يمارى في الدليل القاطع والبرهان الساطع إلا من سفه ؛ ولربنا الحجة البالغة التي لا يكاد يجترئ على إنكارها من له بقية من عقل.
الاستفهام هنا قد يراد به التحريض والوعيد وتسفيه الذين عموا عن الاعتبار، والعظة والادّكار ؛ فلو تأملوا إذ عاينوا آثار المُهْلَكِين من الأقوام الغابرين، لكان ذلك من أسباب رجوعهم عن تكذيب المرسلين ؛ إذ من دُمروا كانوا أكثر عددا ممن كذبوا النبي الخاتم، وأشد منهم قوة، وأوسع تأثيرا-نحتوا من الجبال بيوتا، واتخذوا المصانع، واتخذوا بكل ريع آية، وشادوا القصور ؛ فلم يغن عنهم ما كسبوه، أو : أي شيء أغنى عنهم كسبهم ؟.. فحين جاء كل أمة رسولها بالمعجزات، والعظات الربانية الواضحات، فرح الكفار بما عندهم من علم بأمور تدبير معايش الدنيا، وسخروا بالهدى الذي دعت إليه رسلهم، واستصغروا العلم الموحى به غرورا بعلمهم-كما قال الله سبحانه في شأنهم :﴿ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ﴾١-وأحاط بهم العذاب الذي كانوا يستخفّون بشأنه ويستبعدون وقوعه ؛ والفرح الذي يُعقِب دمارا هو الذي يملأ نفوس أصحابه بطرا، وهو المنهي عنه في قول الحق جل علاه :﴿ .. إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ﴾٢ وفي القول الرباني الحكيم ﴿ .. حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون. فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ﴾٣. فلما عاينوا جانبا من بطشتنا وبئيس عذابنا وشديد انتقامنا بدا لهم أن يؤمنوا بنا ؛ كالذي كان من المتأله المتجبر فرعون﴿ .. حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ﴾٤ فرد الله عليه إقراره، كما شهدت بذلك الآية الكريمة :﴿ الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ﴾٥ ؟ ! وكفروا بما اتخذوا من دون الله أربابا، فعند مشاهدة نقمة العزيز الجبار لا ينفع التصديق ولا الإقرار، فقد سنّ المولى الخبير البصير عدم نفع الإيمان عند معاينة بطشة الملك الديان.
[ وجوز انتصاب ﴿ سنة الله ﴾ على التحذير، أي احذروا يا أهل مكة سنة الله تعالى في أعداء الرسل٦ ].
وعند حلول البأس يخسر الكافر الفاجر، المعاند الجاحد.
وقد تقبل التوبة عند حلول الشدة والبلاء، وليس كذلك الإيمان، وربما يستشهد لهذا بما أشارت إليه الآية الكريمة :﴿ فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ﴾٧ وكذا الآية المباركة :﴿ ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ﴾٨. وقول المولى –تبارك اسمه- :﴿ .. ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ﴾٩ وقوله عز وجل :﴿ ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ﴾١٠ ﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار.. ﴾١١ لكن تفضل ربنا وتكفل بالعفو والصفح عمن سارع إلى طلب المغفرة والرضوان ﴿ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما ﴾١٢.
فاللهم يا غافر الذنب يا قابل التوب اغفر زلتنا وتقبل توبتنا، إنك صاحب الطول والفضل العظيم.
٢ سورة القصص. من الآية ٧٦..
٣ سورة الأنعام. من الآية ٤٤، والآية ٤٥..
٤ سورة يونس من الآية ٩٠..
٥ سورة يونس الآية ٩١..
٦ مما أورد الألوسي..
٧ سورة الأنعام، الآية ٤٣..
٨ سورة المؤمنون. الآية ٧٦..
٩ سورة الروم. من الآية ٤١..
١٠ سورة السجدة. الآية ٢١..
١١ سورة النساء. من الآية ١٨..
١٢ سورة النساء الآية ١٧..
الاستفهام هنا قد يراد به التحريض والوعيد وتسفيه الذين عموا عن الاعتبار، والعظة والادّكار ؛ فلو تأملوا إذ عاينوا آثار المُهْلَكِين من الأقوام الغابرين، لكان ذلك من أسباب رجوعهم عن تكذيب المرسلين ؛ إذ من دُمروا كانوا أكثر عددا ممن كذبوا النبي الخاتم، وأشد منهم قوة، وأوسع تأثيرا-نحتوا من الجبال بيوتا، واتخذوا المصانع، واتخذوا بكل ريع آية، وشادوا القصور ؛ فلم يغن عنهم ما كسبوه، أو : أي شيء أغنى عنهم كسبهم ؟.. فحين جاء كل أمة رسولها بالمعجزات، والعظات الربانية الواضحات، فرح الكفار بما عندهم من علم بأمور تدبير معايش الدنيا، وسخروا بالهدى الذي دعت إليه رسلهم، واستصغروا العلم الموحى به غرورا بعلمهم-كما قال الله سبحانه في شأنهم :﴿ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ﴾١-وأحاط بهم العذاب الذي كانوا يستخفّون بشأنه ويستبعدون وقوعه ؛ والفرح الذي يُعقِب دمارا هو الذي يملأ نفوس أصحابه بطرا، وهو المنهي عنه في قول الحق جل علاه :﴿.. إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ﴾٢ وفي القول الرباني الحكيم ﴿.. حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون. فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ﴾٣. فلما عاينوا جانبا من بطشتنا وبئيس عذابنا وشديد انتقامنا بدا لهم أن يؤمنوا بنا ؛ كالذي كان من المتأله المتجبر فرعون﴿.. حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ﴾٤ فرد الله عليه إقراره، كما شهدت بذلك الآية الكريمة :﴿ الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ﴾٥ ؟ ! وكفروا بما اتخذوا من دون الله أربابا، فعند مشاهدة نقمة العزيز الجبار لا ينفع التصديق ولا الإقرار، فقد سنّ المولى الخبير البصير عدم نفع الإيمان عند معاينة بطشة الملك الديان.
[ وجوز انتصاب ﴿ سنة الله ﴾ على التحذير، أي احذروا يا أهل مكة سنة الله تعالى في أعداء الرسل٦ ].
وعند حلول البأس يخسر الكافر الفاجر، المعاند الجاحد.
وقد تقبل التوبة عند حلول الشدة والبلاء، وليس كذلك الإيمان، وربما يستشهد لهذا بما أشارت إليه الآية الكريمة :﴿ فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ﴾٧ وكذا الآية المباركة :﴿ ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ﴾٨. وقول المولى –تبارك اسمه- :﴿.. ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ﴾٩ وقوله عز وجل :﴿ ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ﴾١٠ ﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار.. ﴾١١ لكن تفضل ربنا وتكفل بالعفو والصفح عمن سارع إلى طلب المغفرة والرضوان ﴿ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما ﴾١٢.
فاللهم يا غافر الذنب يا قابل التوب اغفر زلتنا وتقبل توبتنا، إنك صاحب الطول والفضل العظيم.
٢ سورة القصص. من الآية ٧٦..
٣ سورة الأنعام. من الآية ٤٤، والآية ٤٥..
٤ سورة يونس من الآية ٩٠..
٥ سورة يونس الآية ٩١..
٦ مما أورد الألوسي..
٧ سورة الأنعام، الآية ٤٣..
٨ سورة المؤمنون. الآية ٧٦..
٩ سورة الروم. من الآية ٤١..
١٠ سورة السجدة. الآية ٢١..
١١ سورة النساء. من الآية ١٨..
١٢ سورة النساء الآية ١٧..
الاستفهام هنا قد يراد به التحريض والوعيد وتسفيه الذين عموا عن الاعتبار، والعظة والادّكار ؛ فلو تأملوا إذ عاينوا آثار المُهْلَكِين من الأقوام الغابرين، لكان ذلك من أسباب رجوعهم عن تكذيب المرسلين ؛ إذ من دُمروا كانوا أكثر عددا ممن كذبوا النبي الخاتم، وأشد منهم قوة، وأوسع تأثيرا-نحتوا من الجبال بيوتا، واتخذوا المصانع، واتخذوا بكل ريع آية، وشادوا القصور ؛ فلم يغن عنهم ما كسبوه، أو : أي شيء أغنى عنهم كسبهم ؟.. فحين جاء كل أمة رسولها بالمعجزات، والعظات الربانية الواضحات، فرح الكفار بما عندهم من علم بأمور تدبير معايش الدنيا، وسخروا بالهدى الذي دعت إليه رسلهم، واستصغروا العلم الموحى به غرورا بعلمهم-كما قال الله سبحانه في شأنهم :﴿ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ﴾١-وأحاط بهم العذاب الذي كانوا يستخفّون بشأنه ويستبعدون وقوعه ؛ والفرح الذي يُعقِب دمارا هو الذي يملأ نفوس أصحابه بطرا، وهو المنهي عنه في قول الحق جل علاه :﴿.. إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ﴾٢ وفي القول الرباني الحكيم ﴿.. حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون. فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ﴾٣. فلما عاينوا جانبا من بطشتنا وبئيس عذابنا وشديد انتقامنا بدا لهم أن يؤمنوا بنا ؛ كالذي كان من المتأله المتجبر فرعون﴿.. حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ﴾٤ فرد الله عليه إقراره، كما شهدت بذلك الآية الكريمة :﴿ الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ﴾٥ ؟ ! وكفروا بما اتخذوا من دون الله أربابا، فعند مشاهدة نقمة العزيز الجبار لا ينفع التصديق ولا الإقرار، فقد سنّ المولى الخبير البصير عدم نفع الإيمان عند معاينة بطشة الملك الديان.
[ وجوز انتصاب ﴿ سنة الله ﴾ على التحذير، أي احذروا يا أهل مكة سنة الله تعالى في أعداء الرسل٦ ].
وعند حلول البأس يخسر الكافر الفاجر، المعاند الجاحد.
وقد تقبل التوبة عند حلول الشدة والبلاء، وليس كذلك الإيمان، وربما يستشهد لهذا بما أشارت إليه الآية الكريمة :﴿ فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ﴾٧ وكذا الآية المباركة :﴿ ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ﴾٨. وقول المولى –تبارك اسمه- :﴿.. ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ﴾٩ وقوله عز وجل :﴿ ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ﴾١٠ ﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار.. ﴾١١ لكن تفضل ربنا وتكفل بالعفو والصفح عمن سارع إلى طلب المغفرة والرضوان ﴿ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما ﴾١٢.
فاللهم يا غافر الذنب يا قابل التوب اغفر زلتنا وتقبل توبتنا، إنك صاحب الطول والفضل العظيم.
٢ سورة القصص. من الآية ٧٦..
٣ سورة الأنعام. من الآية ٤٤، والآية ٤٥..
٤ سورة يونس من الآية ٩٠..
٥ سورة يونس الآية ٩١..
٦ مما أورد الألوسي..
٧ سورة الأنعام، الآية ٤٣..
٨ سورة المؤمنون. الآية ٧٦..
٩ سورة الروم. من الآية ٤١..
١٠ سورة السجدة. الآية ٢١..
١١ سورة النساء. من الآية ١٨..
١٢ سورة النساء الآية ١٧..
الاستفهام هنا قد يراد به التحريض والوعيد وتسفيه الذين عموا عن الاعتبار، والعظة والادّكار ؛ فلو تأملوا إذ عاينوا آثار المُهْلَكِين من الأقوام الغابرين، لكان ذلك من أسباب رجوعهم عن تكذيب المرسلين ؛ إذ من دُمروا كانوا أكثر عددا ممن كذبوا النبي الخاتم، وأشد منهم قوة، وأوسع تأثيرا-نحتوا من الجبال بيوتا، واتخذوا المصانع، واتخذوا بكل ريع آية، وشادوا القصور ؛ فلم يغن عنهم ما كسبوه، أو : أي شيء أغنى عنهم كسبهم ؟.. فحين جاء كل أمة رسولها بالمعجزات، والعظات الربانية الواضحات، فرح الكفار بما عندهم من علم بأمور تدبير معايش الدنيا، وسخروا بالهدى الذي دعت إليه رسلهم، واستصغروا العلم الموحى به غرورا بعلمهم-كما قال الله سبحانه في شأنهم :﴿ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ﴾١-وأحاط بهم العذاب الذي كانوا يستخفّون بشأنه ويستبعدون وقوعه ؛ والفرح الذي يُعقِب دمارا هو الذي يملأ نفوس أصحابه بطرا، وهو المنهي عنه في قول الحق جل علاه :﴿.. إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ﴾٢ وفي القول الرباني الحكيم ﴿.. حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون. فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ﴾٣. فلما عاينوا جانبا من بطشتنا وبئيس عذابنا وشديد انتقامنا بدا لهم أن يؤمنوا بنا ؛ كالذي كان من المتأله المتجبر فرعون﴿.. حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ﴾٤ فرد الله عليه إقراره، كما شهدت بذلك الآية الكريمة :﴿ الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ﴾٥ ؟ ! وكفروا بما اتخذوا من دون الله أربابا، فعند مشاهدة نقمة العزيز الجبار لا ينفع التصديق ولا الإقرار، فقد سنّ المولى الخبير البصير عدم نفع الإيمان عند معاينة بطشة الملك الديان.
[ وجوز انتصاب ﴿ سنة الله ﴾ على التحذير، أي احذروا يا أهل مكة سنة الله تعالى في أعداء الرسل٦ ].
وعند حلول البأس يخسر الكافر الفاجر، المعاند الجاحد.
وقد تقبل التوبة عند حلول الشدة والبلاء، وليس كذلك الإيمان، وربما يستشهد لهذا بما أشارت إليه الآية الكريمة :﴿ فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ﴾٧ وكذا الآية المباركة :﴿ ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ﴾٨. وقول المولى –تبارك اسمه- :﴿.. ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ﴾٩ وقوله عز وجل :﴿ ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ﴾١٠ ﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار.. ﴾١١ لكن تفضل ربنا وتكفل بالعفو والصفح عمن سارع إلى طلب المغفرة والرضوان ﴿ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما ﴾١٢.
فاللهم يا غافر الذنب يا قابل التوب اغفر زلتنا وتقبل توبتنا، إنك صاحب الطول والفضل العظيم.
٢ سورة القصص. من الآية ٧٦..
٣ سورة الأنعام. من الآية ٤٤، والآية ٤٥..
٤ سورة يونس من الآية ٩٠..
٥ سورة يونس الآية ٩١..
٦ مما أورد الألوسي..
٧ سورة الأنعام، الآية ٤٣..
٨ سورة المؤمنون. الآية ٧٦..
٩ سورة الروم. من الآية ٤١..
١٠ سورة السجدة. الآية ٢١..
١١ سورة النساء. من الآية ١٨..
١٢ سورة النساء الآية ١٧..