تفسير سورة البروج

البسيط للواحدي
تفسير سورة سورة البروج من كتاب التفسير البسيط المعروف بـالبسيط للواحدي .
لمؤلفه الواحدي . المتوفي سنة 468 هـ

تفسير سورة البروج (١)

بسم الله الرحمن الرحيم

١ - ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ﴾، ذكرنا تفسير البروج كاملاً (٢) عند قوله: ﴿جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا﴾ (٣) وهي النجوم (٤)، أو منازلها.
٢ - ﴿وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ﴾ قالوا جميعاً: يعني يوم القيامة (٥).
(١) مكية بإجماع من المتأولين، قاله ابن عطية في: "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٦٠، وابن الجوزي في: "زاد المسير" ٨/ ٢١٥، "روح المعاني" ٣٠/ ٨٤، وانظر: "تفسير مقاتل" ٢٣٥/ أ، "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٧، "بحر العلوم" ٣/ ٤٦٣، وغيرها من كتب التفسير.
(٢) في كلا النسختين: كملاٍ.
(٣) سورة الفرقان: ٦١ قال تعالى ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا﴾ وقد جاء في تفسيرها: قال أبو إسحاق: وإنما قيل للكواكب بروجاً لظهورها وبيانها وارتفاعها، والبرج تباعد ما بين الحاجبين، وكل ظاهر مرتفع فقد برج.
(٤) قال بذلك مجاهد، وقتادة، وابن عباس، والضحاك، والحسن، والسدي: "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٧، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٥.
(٥) وبه قال قتادة، وأبو هريرة، والحسن، وابن زيد، وابن عباس، وأبو مالك الأشعري، ومقاتل. انظر: "تفسير مقاتل" ٢٣٥/ أ، انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٨، "الكشف والبيان" ج: ١٣/ ٦٣/ أ، كنز العمال: ٢/ ١٣ ح: ٢٩٣٩. وحكى الإجماع على ذلك: ابن عطية في: "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٦٠، وابن الجوزي في: "زاد المسير" ٨/ ٢١٦، والقرطبي في: "الجامع لأحكام القرآن" =
٣ - ﴿وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾ واختلفوا فيه، (و) (١) الأكثرون على أن الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة، وهو قول أبي هريرة (٢)، والحسن (٣)، وعلي بن أبي طالب (٤)، (وابن الزبير (٥)، وقتادة (٦)، ورواية يوسف المكي (٧)
= ٩/ ٢٨١، وأبو حيان في: "البحر المحيط" ٨/ ٤٤٩، وابن كثير في: "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٥، والألوسي في: "روح المعاني" ٣٠/ ٨٦، وابن عاشور في: التحرير والتنوير: ٣٠/ ٢٣٨، وانظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٠٧، "تفسير غريب القرآن" ٥٢٢، "معاني القرآن" للفراء: ٣/ ٢٥٢، "بحر العلوم" ٣/ ٤٦٣، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٦، "الكشاف" ٤/ ١٩٩.
قال د/ محمد الخضيري: وجميع المفسرين على القول به، لم يخالف في ذلك أحد منهم. "الإجماع في التفسير": ٥٢١
(١) ساقط من (أ).
(٢) "كنز العمال" ٢/ ١٣ح: ٢٩٤٠، "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٨، " المحرر الوجيز" ٥/ ٤٦٠، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٨١، "الدر المنثور" ٨/ ٤٦٤ وعزاه إلى عبد بن حميد.
(٣) المراجع السابقة. وانظر: "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٤٠٩.
(٤) "تفسير مجاهد" ٧١٧، "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٦١، "بحر العلوم" ٣/ ٤٦٣، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٦٠، "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٩، "زاد المسير" ٨/ ٢١٦، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٨١.
(٥) "تفسير مجاهد" ٧١٧، "جامع البيان" ٣٠/ ١٣٠، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٥.
(٦) ورد قوله في: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٦١، "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٩، " المحرر الوجيز" ٥/ ٤٦٠، "الدر المنثور" ٨/ ٤٦٢ وعزاه إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد.
(٧) يوسف المكي: هو يوسف بن ماهك بن بُهْزَام الفارسي المكْيُّ مولى قريش، روى عن عبد الله بن عباس، ثقة، روى له الجماعة، مات سنة ١٠٣ هـ وقيل ١١٣ هـ. انظر: "الطبقات الكبرى": ٥/ ٤٧٠، "تهذيب التهذيب": ١١/ ٤٢١، "تهذيب الكمال" ٣٢/ ٤٥١: ت: ٧١٥٠.
380
عن ابن عباس (١)) (٢)، وروي ذلك مرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- (٣) (رواه أبو هريرة) (٤) (٥)، وعلى هذا سمي يوم الجمعة شاهداً؛ لأنه يشهد على كل عامل بما عمل فيه، وكذلك كل يوم، ويوم عرفة يوم مشهود؛ لأنه يشهد الناس فيه موسم الحج، وتشهده الملائكة.
(١) ورد قوله في: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٦، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٦٠، "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٩، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٨١، "الدر المنثور" ٨/ ٤٦٣، وعزاه إلى ابن مردويه.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٣) الحديث أخرجه الترمذي في: سننه: ٥/ ٤٣٦: ح: ٣٣٣٩، باب تفسير القرآن ٧٧، ونصه كما هو عنده: عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه، فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله بخير إلا استجاب الله له، ولا يستعيذ من شر إلا أعاذه الله منه). قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة، وموسى بن عبيدة يُضَعَّفُ في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد وغيره.
وقال ابن كثير: وهكذا روى هذا الحديث ابن خزيمة من طريق موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف الحديث، وقد روي موقوفاً على أبي هريرة، وهو أشبه. "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٥. كما أخرجه البيهقي في سننه: ٣/ ١٧٠، كتاب الجمعة.
والحديث حسنه الألباني، انظر: "صحيح الجامع الصغير" ٦/ ٣٦٩ ح: ٨٠٥٧، "مشكاة المصابيح" ١/ ٤٣٠ ح: ١٣٦٢، "سلسلة الأحاديث الصحيحة" ٤/ ٤ ح: ١٥٠٢، كما ورد أيضًا في: "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٩، "الكشف والبيان" ج: ١٣: ٦٣/ ب.
(٤) بياض في (ع).
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
381
وعلى الضد من هذا روى أبو هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "شاهد" يوم عرفة، "ومشهود" يوم الجمعة) (١)، فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة.
وقال آخرون: الشاهد محمد -صلى الله عليه وسلم-، والمشهود يوم القيامة، وهو (٢) قول الحسن بن علي (٣) -رضي الله عنه-، ومحمد بن علي (٤)، وتلا الحسن بن علي -رضي الله عنه- قوله عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا﴾ [الأحزاب: ٤٥]، وقوله: ﴿وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ﴾ [هود: ١٠٣]، وتلا محمد -رضي الله عنه- قوله: ﴿وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ [النحل: ٨٩].
وقال جماعة: الشاهد: ابن آدم، والمشهود يوم القيامة، (وهوقول مجاهد (٥)،
(١) لم أعثر على مصدر الحديث، وقد ورد عند الطبري من رواية أبي الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "جامع البيان" ٣٠/ ١٣١.
(٢) في (أ): هذا.
(٣) ورد قوله في: "تفسير مجاهد" ٧١٧ وعزاه إلى الحسين بن علي، "جامع البيان" ٣٠/ ١٣٠، "الكشف والبيان" ج: ١٣: ٦٣/ ب، ٦٤/ أ، "النكت والعيون" ٦/ ٢٤١، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٦٠، "الدر المنثور" ٨/ ٤٦٤، وعزاه إلى ابن جرير، وإلى ابن مردويه، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في: الصغير والأوسط، وفيه كبير بن عبد الحميد الحماني، وهو ضعيف: ١/ ١٣٦، وقد عزاه إلى الحسين بن علي.
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله
وقد ورد عن ابن عباس مثل هذه الرواية. انظر كشف الأستار عن زوائد البزار: ٣/ ٧٩ - ح ٢٢٨٣، وقال الهيثمي رواه البزار ورجاله ثقات: ٧/ ١٣٦.
(٥) "تفسير مجاهد" ٧١٨، "جامع البيان" ٣٠/ ١٣٠، "الكشف والبيان" ح: ١٣: ٦٤/ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٧، "زاد المسير" ٨/ ٢١٦، "الدر المنثور" ٨/ ٤٦٣، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر.
382
وعكرمة (١)، وابن عباس (٢)، في رواية مجاهد) (٣)، وقال (في رواية الوالبي (٤)) (٥)، (قال ابن عباس) (٦): الشاهد الله، والمشهود: يوم القيامة.
٤ - قوله تعالى: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ﴾، قال الأخفش: هو جواب القسم، وأضمر اللام (٧) كما قال ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ [الشمس: ١]، ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ [الشمس: ٩] يريد: لقد أفلح، قال: ولئن شئت على [التقديم] (٨)، كأنه قيل: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ﴾، ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ﴾ (٩).
(١) المراجع السابقة عدا "تفسير مجاهد"، ويراجع قوله أيضًا: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٦١، "بحر العلوم" ٣/ ٤٦٣، وعزاه أيضًا صاحب الدر إلى سعيد بن منصور.
(٢) "بحر العلوم" ٣/ ٤٦٣.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٤) "جامع البيان" ٣٠/ ١٣١، "الكشف والبيان" ح: ١٣: ٦٤/ أ، "معالم التنزيل" ٤٠/ ٤٦٧، زاد التفسير: ٨/ ٢١٦، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٥، "الدر المنثور" ٨/ ٤٦٤، صحيفة علي بن أبي طلحة: تح: راشد عبد المنعم الرجال: ٥٢٦.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ)
وهناك أقوال أخرى في معنى الشاهد والمشهود بلغت عند ابن الجوزي أربعة وعشرين قولاً. انظر: "زاد المسير" ٨/ ٢١٦ - ٢١٧، "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٩ - ١٣١، "الكشف والبيان" ج: ١٣/ ٦٣/ ب إلى ٦٥/ ١ أ.
(٦) ساقط من (ع).
(٧) والأصل: لقتل، قال الحلبي: وإنما حسن حذفها للطول، الدر المصون: ٦/ ١٠٢، ورجحه أبو حيان في: "البحر المحيط" ٨/ ٤٥٠.
(٨) التقدير في كلا النسختين، وأثبت ما جاء في مصدر قول الأخفش، وهو "معاني القرآن" ٢/ ٧٣٦، ولاستقامة الكلام به.
(٩) "معاني القرآن" ٢/ ٧٣٦، القول بالتقديم والتأخير رده ابن الأنباري، قال: والقول بالتقديم والتأخير غلط، لأنه لا يجوز لقائل أن يقول: والله قام زيد، على معنى قام زيد والله. "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٨٤.
383
وقال أبو إسحاق: جواب القسم: ﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾ (١)، وهو قول ابن مسعود (٢) -رضي الله عنه-، وقتادة (٣).
وقال صاحب النظم: جواب القسم قوله ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا﴾ (٤).
(وقال غيره (٥)) (٦): كما تقول: والله إن زيداً لقائم، وقد اعترض بين القسم وجوابه قوله: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ﴾ وما يتصل به إلى قوله ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا﴾، وقال غيره من أهل المعاني: جواب القسم محذوف بتقدير: الأمر حق في الجزاء على الأعمال (٧).
و"قتل (٨) " معناه: لعن في قول جميع المفسرين (٩) كقوله تعالى: {قُتِلَ
(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٧ وقال به المبرد. انظر الدر المصون: ٦/ ٥٠٢، وهذا القول رده القرطبي بقوله: وهذا قبيح -وعلل ذلك- لأن الكلام بينهما. "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٨٤.
(٢) "التفسير الكبير" ٣١/ ١١٧.
(٣) "جامع البيان" ٣٠/ ١٣٥، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٦٢، "زاد المسير" ٨/ ٢١٧، "التفسير الكبير" ٣١/ ١١٧،
(٤) ورد بمثل قوله من غير عزو في: "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٦٢، "التفسير الكبير" ٣١/ ١١٧، "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٢١٧، "زاد المسير" ٨/ ٢١٧.
(٥) لم أعثر على قائله غير أنه ورد القول من غير نسبة في: "التفسير الكبير" ٣١/ ١١٧.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ)
(٧) لم أعثر على مصدر القول، ولا على قائله.
(٨) في (أ): قيل.
(٩) والقول إن "قتل" لعن، اختاره الطبري في: "جامع البيان" ٣٠/ ١٣١، والسمرقندي في: "بحر العلوم" ٣٠/ ٤٦٣، وقال ابن عباس كل شيء في القرآن "قتل" فهو لعن. "الكشف والبيان" ج: ١٣/ ٦٥/ ب، وانظر أيضًا "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٧، "زاد المسير" ٨/ ٢١٨، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٨٤، "فتح القدير" ٥/ ٤١٢ وهناك أقوال أخرى للمفسرين لمعنى "قتل". =
384
الْخَرَّاصُونَ} (١)، وقد مر.
واختلفوا في أصحاب الأخدود من هم؟ فروي عن صهيب بطرق مختلفة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر مَلِكًا فيمن كان قبلنا أسلم في عهده قوم، فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخدوها، وأضرم فيها النار، وقال: من لم يرجع عن دينه (٢) فأقحموه فيها ففعلوا.
وهو حديث طويل (٣)
= فمنهم من حمله على حقيقته، على معنى أن الآية خبر من الله عن النار أنها تقتلهم: "جامع البيان" ٣٠/ ١٣١، وانظر: "البحر المحيط" ٨/ ٤٥٠.
وقيل: إن معنى "قتل" أهلك المؤمنون ذكره الماوردي في: "النكت والعيون" ٦/ ٢٤٢.
قال د/الخضيري: ما قاله الواحدي لا يسلم له لوجود الخلاف في ذلك. "الإجماع في التفسير": ٥٢٤.
أقول ما كررته سابقاً في حكايته الإجماع عند الواحدي: إن الذي عليه الجمهور وأكثر المفسرين هو الإجماع عنده. فليراجع تفصيلي لهذا في مواضعه السابقة.
(١) سورة الذاريات: ١٠ وقد جاء في تفسيرها: "قال جماعة المفسرين، وأهل المعاني: لعن الكذابون، قال ابن الأنباري هذا تعليم لنا الدعاء عليهم؛ معناها قولوا إذا دعيتم عليهم: قتل الخراصون، قال: والقتل إذا أخبر عن الله به كان بمعنى اللعنة لأن من لعنه الله فهو بمنزلة المقتول الهالك.
(٢) بياض في (ع) في عدة مواضع.
(٣) الحديث بطوله مذكور في: صحيح مسلم: ٤/ ٢٢٧٩: ح٧٣، كتاب الزهد والرقائق: باب ١٧، وأخرجه أيضاً أحمد في: المسند: ٦/ ١٦ - ١٨.
والترمذي في سننه: ٥/ ٤٣٧ - ٤٣٩: ح ٣٣٤٠: كتاب تفسير القرآن: باب ٧٧ قال عنه أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، والنسائي في تفسيره ٢/ ٥٠٩: ح ٦٨١: سورة البروج، وعبد الرزاق في: "المصنف" ٥/ ٤٢٠ - ٤٢٣، وزاد الحافظ ابن حجر "الكافي الشاف" ١٨٣، إلى إسحاق، وأبي يعلى، والبزار. =
385
نذكره في مسند (١) التفسير إن شاء الله.
وقال مقاتل: إن قوماً باليمن عمدوا إلى أولياء الله فخدوا لهم أخدوداً، وأوقدوا فيها النار، ثم عرضوا على الشرك، فمن تابعهم خلوا عنه، ومن لم يتابعهم قذفوه في النار (٢)، وهو قول الحسن (٣).
وقال الكلبي (٤)، ومجاهد (٥): هم قوم من نصارى "نجران" (٦) (٧) عذبوا بالنار قوماً من المؤمنين على التوحيد.
وروى علي -رضي الله عنه- أنهم كانوا قوماً من المجوس، وذلك أن ملكاً منهم
=وانظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٦٢ - ٣٦٤، "جامع البيان" ٣٠/ ١٣٣ - ١٣٤، "بحر العلوم" ٣/ ٤٦٤ - ٤٦٥، "الكشف والبيان"ج: ١٣: ٦٥/ أإلى ٦٦/ ب، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٦ - ٥٢٧، وزاد صاحب "الدر المنثور" ٨/ ٤٦٧ إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن مردويه.
(١) في (أ): مستند.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمعناه في تفسيره: ٢٣٥/ أ - ب.
(٣) "تفسير مجاهد" ٧١٨، "النكت والعيون" ٦/ ٢٤٢ مختصرًا، "زاد المسير" ٨/ ٢١٩، "تفسير الحسن البصري": ٢/ ٤٠٩
(٤) "الكشف والبيان" ح: ١٣/ ٦٨/ ب.
(٥) "تفسير مجاهد" ٧١٨ بمعناه، "النكت والعيون" ٦/ ٢٤١، "زاد المسير" ٨/ ٢١٩.
(٦) غير واضحة في: ع
(٧) نجران: منطقة نجران إحدى مناطق المملكة العربية السعودية، تقع في أقصى جنوب غربي المملكة، تتكون من سبعين قرية ومحافظاتها هي: شرورة: جونا: يدمة: ثار: الوديعة: الأخدود.
أما مدينة نجران، فهي العاصمة، ومقر الإمارة، والمركز الإداري، تتميز بشبكة طرق جيده، ومطار يبعد عنها ٣٠ كم، واشتهرت المنطقة بسد وادي نجران الذي يعتبر أكبر السدود في المملكة، وأصحاب الأخدود لا يزال موقعهم الأثري قائماً فيها إلى الآن. انظر: "الموسوعة العربية العالمية": ٢٥/ ١١٩ وما بعدها.
386
واقع أخته على السكر، ثم أراد أن يجعل ذلك شرعاً في رعيته، فلم يقبلوه، فأوقد لهم النيران في الأخدود، وعرضهم عليها، فمن أبى (١) قبول ذلك قذفه في النار، ومن أجاب خلى (٢) سبيله (٣).
وقال الضحاك: (أصحاب) (٤) كانوا من بني إسرائيل (٥).
(والأخدود: الشق في الأرض يحفر مستطيلاً) (٦)، وجمعه: الأخاديد، ومصدره (٧): الخد، وهو الشق، يقال: خد في الأرض خداً، وتخدد لحمه: إذا صار فيه طرائق كالشقوق (٨)، وانشد (المبرد (٩)) (١٠) فقال:
يا مَن لِشيخٍ قَدْ تَخَدَّدَ لَحْمُهُ أفْنَى ثلاث عَمَائمٍ ألْوَاناً
سَوْداءَ حالِكةً وسَحْقَ مُفْوفٍ وأجَدَّ لوْناً بَعْدَ ذَاكَ هِجْاناً (١١)
(١) في (أ): أبا.
(٢) في (أ): خلا.
(٣) "جامع البيان" ٣٠/ ١٣٤، "الكشف والبيان" ج: ١٣: ٦٧/ أ - ب، "زاد المسير" ٨/ ٢١٨، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٨٨، "الدر المنثور" ٨٠/ ٤٦٧ وعزاه إلى عبد بن حميد.
(٤) ساقط من (أ)
(٥) ورد قوله مطولاً في: "الكشف والبيان" ج: ١٣: ٦٧/ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٩، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٨٧
(٦) ما بين القوسين نقلاً عن "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة: ٥٢٢.
(٧) في (أ): مصدر.
(٨) انظر في ذلك: مادة: (خد) في: "تهذيب اللغة" ٦/ ٥٦٠، "معجم مقاييس اللغة" ٢/ ١٤٩، "الصحاح" ٢/ ٤٦٨، "لسان العرب" ٣/ ١٦٠.
(٩) "الكامل" ١/ ٢٦٤.
(١٠) ساقط من (أ)
(١١) بيتا القصيد يقال إنهما لشعبة بن الحجاج، وقيل لربيعة بن يزيد الرقي. ونسبه ابن =
387
٥ - قوله: ﴿النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ﴾ قال أبو علي: هذا من بدل الاشتمال، كقوله: سلب زيد ثوبه، ومنه "أصحاب الأخدود النار"، فالأخدود يشتمل على النار (١).
و ﴿ذَاتِ الْوَقُودِ﴾ يعني ذات الحطب الذي جعل لها وقوداً.
٦ - ﴿إِذْ هُمْ﴾ العامل في "إذ" "قتل"، والمعنى: لعنوا في ذلك الوقت؛ إذ هم قعود عند الأخدود يعذبون المؤمنين.
﴿وَهُمْ﴾ يعني أولئك: الملك وأصحابه الذين خدوا الأخدود.
قوله تعالى: ﴿عَلَيْهَا قُعُودٌ﴾. قال ابن عباس: عندهَا جلوس (٢)
قال مقاتل: يعني عند النار قعود يعرضونهم على الكفر (٣).
قال مجاهد: كانوا قعودًا على الكراسي عند الأخدود (٤)، وهو قوله:
= قتيبة في "كتاب الزهد" لأعرابي. نقلاً من "الكامل" ١/ ٢٤ حاشية، قال بذلك المبرد في نسخة هـ.
انظر: عيون الأخبار: م ٢: ج ٦/ ٣٢٥، كتاب الزهد براوية: "أنضى" بدلاً من "أفنى" و"داجية" بدلاً من "حالكة" و"أخرى" بدلاً من "لونا"، العقد الفريد: ٢/ ٣٣٢ من غير نسبة.
(١) "التفسير الكبير" ٣١/ ١١٩، وإليه ذهب ابن الأنباري في: البيان في غريب "إعراب القرآن" ٢/ ٥٠٥، والزمخشري في: "الكشاف" ٤/ ٢٠٠.
قال الطبري: وقوله ﴿النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ﴾ فقوله: "النار" رد على الأخدود، ولذلك خفضت، وإنما جاز ردها عليه وهي غيره، لأنها كانت فيه، كأنها إذا كانت فيه هو، فجرى الكلام عليه لمعرفهَ المخاطبين به بمعناه، وكأنه قيل: قتل أصحاب النار ذات الوقود. "جامع البيان" ٣٠/ ١٣٥.
(٢) تفسير "الوسيط" ٤/ ٤٦١
(٣) "فتح القدير" ٥/ ٤١٢، وقد ورد معنى القول في تفسيره: ٢٣٥/ ب.
(٤) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٠، "فتح القدير" ٥/ ٤١٢.
٧ - ﴿وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ﴾ (١) أي من عرض منهم على النار، وإرادتهم أن يرجعوا إلى دينهم.
﴿شُهُودٌ﴾. حضور، قاله ابن عباس (٢).
ويكون "على" بمعنى "مع" كأنه قيل: وهم مع مَا يفعلون بالمؤمنين شهود حضروا ذلك التعذيب (٣).
قال أبو إسحاق: أعلم الله قصة قوم بلغت بصيرتهم وحقيقة إيمانهم إلى أن صبروا على أن أحرقوا بالنار في الله (٤).
قال الحسن: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر أصحاب الأخدود تعوذ بالله من جهد البلاء (٥)
(١) ﴿وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ﴾.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله، وبمثله قال قتادة: "النكت والعيون" ٦/ ٢٤٢.
(٣) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٩٢
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٨ برواية "يحرقوا" بدلاً من أحرقوا.
(٥) "الدر المنثور" ٨/ ٤٦٦، وعزاه إلى عبد بن حميد، وكذلك رواه عن طريق عوف مرفوعاً وعزاه إلى ابن أبي شيبة، وانظر: "تفسير الحسن البصري": ٢/ ٤٠٩ - ٤١٠، وقد ورد ذلك من حديث أبي هريرة قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء". أخرج ذلك: البخاري في: "الجامع الصحيح" ٤/ ١٦٢ ح: ٦٣٤٧، كتاب الدعوات: باب: ٢٨، وكتاب القدر: باب: ١٣ ج: ٤/ ٢١٢: ح ٦٦١٦، ومسلم في: صحيحه: ٤/ ٢٠٨٠: ح: ٢٥٣١، كتاب الذكر باب التعوذ من سوء القضاء، والنسائي في: سننه: ٨/ ١٦٦٣: ح ٥٥٠٦ و٥٥٠٧، كتاب الاستعاذة باب ٣٤/ ٣٥.
والمراد بجهد البلاء قال ابن بطال وغيره: جهد البلاء: كل ما أصاب المرء من شدة مشقة، أو ما لا طاقة له بحمله، ولا يقدر على دفعه.
وقيل: المراد بجهد البلاء: قلة المال، وكثرة العيال. كذا جاء عن ابن عمر. =
٨ - قوله تعالى: ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾.
قال ابن عباس: ما كرهوا منهم إلا أنهم آمنوا (١).
وقال مقاتل: مَا عَابوا منهم (٢).
وقال أبو إسحاق: أي ما أنكروا عليهم ذنباً إلا إيمانهم (٣)، وهذا كقوله: ﴿هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ﴾ [المائدة: ٥٩]، ﴿وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ﴾ [التوبة: ٧٤] وقد مر.
قوله (عز وجل) (٤): ﴿وَاللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ﴾ (٥)
أي من فعلهم بالمؤمنين شهود، لم يخف عليه ما صنعوا.
ثم أعلم مَا أعد لأولئك فقال:
١٠ - (وقوله تعالى) (٦): ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ (٧)، قال
=قال ابن حجر: والحق أن ذلك فرد من أفراد جهد البلاء.
وقيل هو ما يختار الموت عليه.
فتح الباري: ١١/ ١٤٩: ح: ٦٣٤٧.
(١) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٠، "لباب التأويل" ٤/ ٣٦٧.
(٢) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٠، وقد ورد بمعناه في تفسيره: ٢٣٥/ ب، قال: أي ريبة رأوا منهم فأعذبهم.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٨.
(٤) ساقط من (ع).
(٥) ﴿الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾.
(٦) ساقط من (ع).
(٧) ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾.
390
ابن عباس (١)، (ومقاتل (٢)) (٣): حرقوهم بالنار. وهو قول قتادة (٤).
(قال الزجاج) (٥)،: يقال: [فتنت] (٦) الشيء: أحرقته، والفتين: حجارة سود كأنها محرقة (٧). ومنه قوله: ﴿يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ﴾ [الذاريات: ١٣].
قولى تعالى: ﴿ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا﴾ قال ابن عباس: يريد من فعلهم ذلك، ومن الشرك الذي كانوا عليه (٨).
﴿فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ﴾. (بكفرهم. ﴿وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾ بما أحرقوا المؤمنين. قاله الزجاج) (٩): والحريق النار، ويكون عذاب جهنم نوعاً من التعذيب غير الإحراق للتفصيل في الذكر (١٠).
وقال الربيع بن أنس: ﴿وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾ يعني في الدنيا، وذلك أن
(١) "جامع البيان" ٣٠/ ١٣٧، التفسير الكبير" ٣١/ ١٢٢، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٩.
(٢) "تفسير مقاتل" ٢٣٥/ ب، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٢٢.
(٣) ساقط من (أ).
(٤) "جامع البيان" ٣/ ١٣٧، "تفسير القرآن العظيم " ٤/ ٥٢٩.
(٥) ساقط من (أ).
(٦) في كلا النسختين: افتنت، وأثبت ما جاء عند الزجاج.
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٨.
(٨) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٩) ما بين القوسين من قول الزجاج في: "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٨.
(١٠) قال القرطبي: والنار دركات وأنواع ولها أسماء، وكأنهم يعذبون بالزمهرير في جهنم ثم يعذبون بعذاب الحريق، فالأول عذاب ببردها، والثاني عذاب بحرها. "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٩٣.
391
النار ارتفعت من الأخدود إلى الملك وأصحابه فأحرقتهم (١). وهو قول الكلبي (٢)، وذكره (٣) الفراء (٤).
قال مقاتل: ثم ذكر مَا أعد للمؤمنين الذين أُحرقوا بالنار فقال:
١١ - قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ (٥) الآية (٦)
١٢ - ﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾ قال ابن عباس: إن أخذه بالعذاب إذا أخذ الظلمة، والجبابرة لشديد (٧)، كقوله: ﴿إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ (٨).
١٣ - ﴿إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ﴾ الخلق يخلقهم أولاً في الدنيا، ويعيدهم أحياء بعد الموت. وهذا قول المفسرين جميعاً (٩).
(١) "جامع البيان" ٣٠/ ١٣٧ مختصرًا، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٠ - ٤٧١، "زاد المسير" ٨/ ٢٢٠، "لباب التأويل" من غير عزو: ٤/ ٣٦٧، "فتح القدير" ٥/ ٤١٣، "روح المعاني" ٣٠/ ٩١.
(٢) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٠ - ٤٧١، "فتح القدير" ٥/ ٤١٣.
(٣) في (أ): وذكر.
(٤) "معاني القرآن" ٣/ ٢٥٣ معناه.
(٥) ساقط من (ع)
(٦) انظر: "تفسير مقاتل" ٢٣٥/ ب فقد ورد عنه بيان معنى الصالحات والنعيم الدائم في الجنة.
(٧) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧١، "زاد المسير" ٨/ ٢٢١، "الباب التأويل" ٤/ ٣٦٧.
(٨) سورة هود: ١٠٢
(٩) وعزاه إلى الجمهور من المفسرين: ابن الجوزي في: "زاد المسير" ٨/ ٢٢١، والقرطبي في: "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٩٤، وقال به الضحاك، وابن زيد، وابن جريج، ويحيى بن سلام، انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ١٣٨، "النكت والعيون" ٦/ ٢٤٣، "الدر المنثور" ٨/ ٤٧١.
وبه قال الزجاج في: "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٨، والسمرقندي في: "بحر =
وذكر ابن عباس في رواية عطاء: هو أن أهل جهنم تأكلهم النار حتى يصيروا فحماً، ثم يعيدهم خلقاً جيداً (١).
١٤ - ﴿وَهُوَ الْغَفُورُ﴾ (٢) قال ابن عباس (٣)، ومقاتل (٤): لذنوب المؤمنين من أوليائه وأهل طاعته.
﴿الْوَدُودُ﴾ المحب لهم (وهذا قول أكثر المفسرين (٥)) (٦).
= العلوم" ٣/ ٤٦٦، ولابن عباس قول خالف فيه الجمهور قال: يبدئ العذاب في الدنيا على الكفار ثم يعيده عليهم في الآخرة. وهذا القول اختاره الطبري ورجحه في: "جامع البيان" ٣٠/ ١٣٨. وعنه أيضًا أنه عام في جميع الأشياء، أي كل ما يبدأ، وكل ما يعاد. "البحر المحيط" ٨/ ٤٥١.
وذكر الماوردي أيضًا قولاً آخر قال: هو يبدئ ما كلف من أوامره ونواهيه، ويعيد ما جزى عليه من ثواب وعقاب "النكت والعيون" ٦/ ٢٤٣.
وعليه فمفهوم الإجماع عند الإمام الواحدي هو ما أجمعوا عليه إجماعاً لا خلاف فيه، أو ما كان عليه جمهور المفسرين.
(١) ورد معناه في: "جامع البيان" ٣٠/ ١٣٨ من غير طريق عطاء، ورد بمثل قوله في: "النكت والعيون" ٦/ ٢٤٣، "البحر المحيط" ٨/ ٤٥١.
(٢) ﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ﴾.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله من غير عزو في: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧١.
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله، والذي ورد عنه في تفسيره: ٢٣٥/ ب قوله: "وهو الغفور للذنوب الكبائر لمن تاب منها".
(٥) حكاه الفخر عن أكثر المفسرين في: " التفسير الكبير" ٣١/ ١٢٣، وورد معناه عن ابن عباس في: "جامع البيان" ٣٠/ ١٣٨، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٣٠، وبه قال الزجاج في: "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٨، وانظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧١، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٩٤، "لباب التأويل" ٤/ ٣٦٧.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ).
393
وقال الكلبي: الودود: المتودد إلى أوليائه بالمغفرة والجزاء (١).
والقول هو الأول.
قال ابن الأنباري: الودود في السماء، الله المحبّ لعباده (٢).
وذكرنا اللغات في الود عند قوله: ﴿يَوَدُّ أَحَدُهُمْ﴾ (٣)
وقال (٤) الأزهري في تفسير أسماء الله (٥): قال بعض أهل اللغة: يجوز أن يكون "ودود" فعول بمعنى المفعول، كركوب، وحلوب، ومعناه أن عباده الصالحين (٦) يودونه ويحبونه لما عرفوا من فضله، ولما أسبغ عليهم من نعمائه، قال: وكلتا الصفتين مدح؛ لأنه جل ذكره إن أحب عباده (المؤمنين) (٧) المطيعين، فهو فضل منه، وإن أحبه عباده العارفون فلِما تقرر عندهم من كريم إحسانه (٨).
(١) "الكشف والبيان" ج: ١٣/ ٧٢/ أ، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٢٣، وقال بمثله ابن عباس: "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٩٤، وورد من غير نسبة في: "لباب التأويل" ٤/ ٣٦٧.
(٢) ورد قوله في: "زاد المسير" ٤/ ١١٨، عند تفسيره آية ٩٠ من سورة هود، "تهذيب اللغة" ١٤/ ٢٣٦: مادة: (ودأ).
(٣) سورة البقرة: ٩٦، قال تعالى: ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ﴾ ومما جاء في تفسير في ﴿يَوَدُّ﴾: يقال وددتُ، أوَدّ والمقصود الوَدُّ، والوُدّ، الوِدّ، والوِداد، والوَدَاده ويقال أيضًا وَدَادًا بالفتح وِوِدَادا بالكسر.
(٤) في (أ): قال بغير واو.
(٥) لم أعثر على هذا الكتاب.
(٦) بياض في: ع.
(٧) ساقط من (ع).
(٨) ورد في الأزهري في: "التفسير الكبير" ٣١/ ١٢٣ =
394
١٥ - قوله تعالى: ﴿ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ﴾ ﴿الْمَجِيدُ﴾ بالرفع مُتبعاً لقوله: ﴿ذُو﴾، وهو أكثر القراءة (١)، والتفسير (٢)، والاختيار؛ لأن الله تعالى هو المجيد الموصوف بالمجد؛ لأن لفظ المجيد لم يسمع في غير صفة الله خالى كما (٣) سمع الماجد.
قال أبو علي: لم أعلم في صفة الأناسي "مجيد" كما جاء في وصفهم "عليم" "وحفيظ" نحو قوله: ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ (٤) [يوسف: ٥٥]، وقد ذكرنا تفسير المجيد فيما تقدم (٥).
= قال الشيخ السعدي: "الودود" الذي يجه أحبابه محبة لا يشبهها شيء، فكما أنه لا يشابهه شيء في صفات الجلال والجمال والمعاني والأفعال، فمحبته في قلوب خواص خلقه التابعة لذلك، لا يشبهها شيء من أنواع المحاب، ولهذا كانت محبته أصل العبودية، وهي المحبة التي تتقدم جميع المحاب، وتغلبها، وإن لم يكن غيرها تبعاً لها كانت عذاباً على أهلها، وهو تعالى الودود الوادُّ لأحبابه. تفسير الكريم الرحمن: ٥/ ٣٩٧.
(١) قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم ﴿ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ﴾ رفع. انظر: "القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٦٣، "الحجة" ٦/ ٣٩٣، "حجة القراءات" ٧٥٧، "كتاب التبصرة" ٧٢٣، "تحبير التيسير" ١٩٨، و"البدور الزاهرة" ٣٣٨.
(٢) حكاه الفخر عن أكثر أهل التفسير: "التفسير الكبير" ٣١/ ١٢٤
(٣) في كلا النسختين: وكما، وحذفت الواو لاستقامة المعنى بدونها.
(٤) "الحجة" ٦/ ٣٩٥.
(٥) سورة هود: ٧٣، قال تعالى: ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ ومما جاء في تفسير "المجيد" قال: المجيد الماجد، وهو ذو الشرف، والكرم، يقال: مجد الرجل تمجد مجدًا ومجادة، ومجد: يمجد لغتان. قال بعضهم: المجيد: الكريم، وقال آخرون: المجيد: الرفيع، وقال أهل المعاني: المجيد: "الكامل" الشرف والرفعة والكرم والصفات المحمودة، وأصله من قولهم: مجدت الدابة أذا أكثرت علفها.
ومن كسر "المجيد" (١) جعله صفة العرش، ووصفه بالمجادة كما قال: ﴿بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ﴾ [البروج: ٢١] فوصف القرآن بالمجادة، هذا قول الفراء (٢)، (والزجاج (٣)) (٤)، وأكثر النحويين (٥).
(ومنهم من قال: أجعله صفة للرب في قوله: ﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾ ولا أجعله وصفاً للعرش، حكى ذلك أبو علي؛ قال: والفصل والاعتراض بين الصفة والموصوف في هذا النحو لا يمتنع؛ لأن ذلك يجري مجرى الصفات) (٦)
قال عطاء عن ابن عباس: قال: من قرأ بالخفض فإنما يريد العرش وحسنه (٧)، ويدل على صحة هذا أن العرش وصف بالكرم في قوله ﴿رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ﴾ [المؤمنون: ٢٣]، فجاز أن يوصف بالمجد، لأن معناه الكمال، والعرش على ما ذكر أحسن شيء وأكمله، وأجمعه بصفات الحسن (٨).
١٦ - قوله تعالى: ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾ أي من الإبداء والإعادة، (قاله
(١) قرأ بالخفض: حمزة، والكسائي، والمفضل عن عاصم، وخلف.
انظر: "القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٦٣،"الحجة" ٦/ ٣٩٣، "الكشف" ٢/ ٣٦٩، "تحبير التيسير"، المهذب: ٢/ ٣٢٩.
(٢) "معاني القرآن" ٣/ ٢٥٤.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٨.
(٤) ساقط من (ع)
(٥) عزاه الفراء إلى يحيى وأصحابه: "معاني القرآن" ٣/ ٢٥٤.
(٦) ما بين القوسين نقلاً عن "الحجة" ٦/ ٣٩٥.
(٧) "الوسيط" ٤/ ٤٦٢.
(٨) بياض في: ع.
مقاتل (١)) (٢).
وقال عطاء عن ابن عباس: يريد أنه لا يعجزه شيء يريده، ولا يمتنع منه شيء طلبه (٣) (٤). ثم ذكر خبر الجموع الكَافرة فقال:
١٧ - قوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ﴾ قال مقاتل: يريد قد أتاك (٥)؛ كقوله: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ﴾ [الإنسان: ١] وقد مر (٦).
قال عطاء: يعني الذين تجندوا على أنبياء الله وأصفيائه، يعزي نبيه بذلك (٧).
١٨ - ثم بين من هم فقال: ﴿فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ﴾.
والمعنى: أتاك حديث الجنود، وما كان منهم إلى أنبيائهم، أو اصبر كما صبر الرسل من قبلك، وهذا معنى قول ابن عباس: يريد تعزية النبي -صلى الله عليه وسلم- (٨) وقيل معناه: تذكير الكفار من أهل مكة حديث الجنود قبلهم ليعتبروا ويتذكروا ما كان منهم إلى أنبيائهم، وما فعل الله بهم (٩)، ويدل على هذا
(١) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله من غير نسبه في "الوسيط" ٤/ ٤٦٢.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ)
(٣) بياض في (ع).
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد عن عطاء في "الوسيط" ٤/ ٤٦٢، وغير منسوب في: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧١، "لباب التأويل" ٤/ ٣٦٧.
(٥) "تفسير مقاتل" ٢٣٤/ أ، "فتح القدير" ٥/ ٤١٤.
(٦) يراجع سورة الإنسان: ١.
(٧) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله غير منسوب في: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧١، "زاد المسير" ٢٢١٨، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٨٩.
(٨) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٩) لم أعثر على مصدر هذا القول.
المعنى:
١٩ - قوله: ﴿بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ﴾ بل أعرضوا عما يُوجبه الاعتبار بفرعون وثمود، وأقبلوا على ما يوجبه الكفر والتكذيب، فكذبوك، وكذبوا ما جئت به من القرآن.
٢٠ - ﴿وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ﴾ يقدر أن ينزل بهم مَا أنزل بفرعون وثمود.
قال أبو إسحاق: أي لا يعجزه منهم أحد، قدرته مشتملة عليهم (١).
٢١ - قوله تعالى: ﴿بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ﴾ قال ابن عباس (٢)، (ومقاتل (٣)) (٤): كريم لأنه كلام الرب ليس هو كما يقولون: شعر، وكهانة، وسحر (٥).
وقال أهل المعاني: لما كان القرآن يعطي المعَاني الجليلة، والدلائل النفيسة، كان كريماً، مجيد: كريم، كثير الخير بما يعطي من الحكم والمواعظ والحجج (٦).
٢٢ - قوله تعالى: ﴿فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ﴾ عند الله، وهو أم الكتاب، منه نسخ الكتاب القرآن، والكتب، وهو الذي يعرف باللوح المحفوظ من الشياطين، ومن الزيادة فيه والنقصان (٧).
(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٩.
(٢) "الوسيط" ٤/ ٤٦٣.
(٣) المرجع السابق، ولم أعثر عليه في تفسيره.
(٤) ساقط من (أ).
(٥) انظر: "زاد المسير" ٨/ ٢٢١
(٦) لم أعثر على مصدر لقولهم.
(٧) واللوح: من الغيب الذي يجب الإيمان به، ولا يعرف حقيقته إلا الله. العقيدة الطحاوية بشرح الألباني: ٣٤.
398
وهذا قول [ابن عباس (١)، ومقاتل (٢)، ومجاهد (٣)، والحسن (٤)] (٥).
(وقرأ نافع (محفوظٌ) رفعاً (٦) على نعت القرآن، كأنه قيل: بل هو قرآن مجيد محفوظ في لوح، وذلك أن القرآن وصف بالحفظ في قوله ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: ٩]، فكما وصف بالحفظ في تلك (٧) الآية، كذلك وصف في هذه الآية بأنه محفوظ، ومعنى حفظ القرآن أنه يؤمن من تحريفه، وتبديله، وتغيره، فلا يلحقه من ذلك شيء، قال أبو الحسن: والأولى: هو الذي نعرف). (٨)
وقال أبو عبيد: الوجه الخفض، لأن الآثار الواردة في اللوح
(١) لم أعثر على مصدر لقوله، وإنما ورد بمثله من غير نسبة في: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٢، "زاد المسير" ٨/ ٢٢١.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله في تفسيره، وقد ورد في: "الكشف والبيان" ١٣/ ٧٢/ أ.
(٣) "جامع البيان" ٣٠/ ١٤٠.
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله، وإنما ورد بمثله من غير نسبة في: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٢، "زاد المسير" ٨/ ٢٢١.
(٥) ما بين القوسين لم يذكر في نسخة: أ، وإنما ذكر بدلاً من تعدادهم لفظ: جماعة. وقد قال أيضًا الزجاج بمعنى ذلك: "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٩ قال: القرآن في اللوح المحفوظ، وهو أم الكتاب عند الله.
(٦) قرأ نافع وحده بالرفع، وقرأ الباقون (محفوظ) بالخفض.
انظر: "كتاب السبعة" ٦٧٨، "الحجة" ٦/ ٣٩٦، "المبسوط" ٤٠١، "حجة القراءات" ٧٥٧، "الكشف" ٢/ ٢٦٩، النشر: ٢/ ٣٩٩.
(٧) في (أ): ذلك.
(٨) ما بين القوسين نقلاً من "الحجة" ٦/ ٣٩٦ بتصرف.
399
المحفوظ تصدق ذلك (١).
(١) من الآثار الواردة في اللوح: ما أورد الواحدي في: "الوسيط" ٤/ ٤٦٣ من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إن الله عَزَّ وَجَلَّ خلق لوحًا محفوظًا من درة بيضاء، دفتاه ياقوتة حمراء، قلمه نور، وكتابه نور، عرضه كما بين السماء والأرض، ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة، يخلق بكل نظرة، ويحيي ويميت، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء.
والحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٥١٩: كتاب التفسير: تفسير سورة البروج. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، فإن أبا حمزة الثمالي لم ينقم عليه إلا الغلو في مذهبه فقط.
كما أخرجه الطبراني في الكبير، وفي سنده زياد بن عبد الله البكائي، وليث بن أبي سليم، وكلاهما ضعيف. ورواه من طريق آخر بنحوه موقوفاً على ابن عباس، وسنده حسن.
نقلاً عن "شرح العقيدة الطحاوية" ت الأرنؤوط: ٢٣٣.
كما أخرجه ابن كثير في: "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٣١.
وانظر: "الوسيط" ٤/ ٤٦٣.
400
سورة الطارق
401
Icon