مكية، وآياتها ست، نزلت بعد سورة الفلق.
في الحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اقرأ يا جابر ". قلت : ماذا أقرأ بأبي أنت وأمي ؟ قال : اقرأ :﴿ قل أعوذ برب الفلق ﴾. و﴿ قل أعوذ برب الناس ﴾ فقرأتهما. فقال : " اقرأ بهما، فلن تقرأ بمثلهما " رواه النسائي.
وعن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قل. قلت : ما أقول ؟ قال :﴿ قل أعوذ برب الفلق ﴾. ﴿ قل أعوذ برب الناس ﴾ فقرأهن رسول الله، ثم قال : " لم يتعوذ الناس بمثلهن ".
وردت أحاديث كثيرة في فضل هذه السور الكريمة تحض على قراءتها، والتعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس، والمستعاذ منه هو : شر الناس، الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس، من الجنة والناس.
ﰡ
قل يا محمد : إنني أعتصِم بالله، الخالقِ، مربي الناس، وألتجئ إليه.
وهذه ثلاث صفاتٍ من صفات الرب عز وجلّ :« الربوبية » و « الملك » و«الألوهية ». فهو ربّ كل شيء، ومليكُه، وإلهه.. لذلك فقد أَمرنا أن نعوذَ به هو، المتصف بهذه الصفات السامية.
الخنّاس : الذي يتوارى ويختفي عندما يكون الإنسانُ يقظاً مسلَّحاً بالإيمان، ويذكر الله.
الوسواس الخنّاس الذي يُلقي في صدور الناس صنوفَ الوساوس والأوهام، ليصرِفَهم عن سبيلِ الهدى والرشاد.
وهذا الوسواسُ الخنّاس قد يكون من الجِنّ، وقد يكون من البشَر. كما جاء ذلك صريحا في قوله تعالى ﴿ شَيَاطِينَ الإنس والجن يُوحِي بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ زُخْرُفَ القول غُرُوراً ﴾ [ الأنعام : ١١٢ ].
وشياطينُ الإنسِ أشدُّ فتكاً وخطَرا من شياطين الجن. فكثيراً ما يأتيك إنسانٌ لئيم يُسدي إليك نصائحَ، وهو كاذبٌ يقصِد من ورائها لَكَ الشرَّ، فيدسُّ السّمَّ في الدَسَم.
اللهم جَنّبنا كلّ شر، وادفع عنا أذى شياطين الإنس والجنّ.
انتهى تفسير سورة الناس. وبذلك تم تيسير التفسير، والحمد لله رب العالمين.