تفسير سورة الشورى

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة الشورى من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

﴿ كذلك يوحي ﴾ كالوحي المتقدم [ يوحي إليك ] ١.
١ سقط من ب..
﴿ يتفطرن ﴾ أي : تكاد القيامة تقوم، و العذاب يحضر١.
١ قال ابن جرير: (تكاد السماوات يتشققن من فوق الأرضين، من عظمة الرحمان و جلاله) جامع البيان ج٢٥ ص٧..
١١ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ: لا مثل له ولا ما يقاربه في المماثلة، تقول: هو كزيد إذا أردت التشبيه المقارب «١»، وإذا أردت أبعد منه قلت: هو كأنه زيد، والكاف أبلغ في نفي التشبيه «٢»، أي: لو قدّر له مثل في الوهم لم يكن لذلك المثل شبيه فكيف يكون لمن لا مثل له شبيه وشريك «٣» ؟.
يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ: يخلقكم «٤»، أو يكثّركم «٥»، أي: على هذا الخلق المشتمل عليكم وعلى أنعامكم.
١٢ لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ: مفاتيحها بالمطر، وَالْأَرْضِ بالثمار والنّبات «٦».
١٥ لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ: لا حجاج بعد الذي أوضحناه من البينات، وتصديتم لها بالعناد.
وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ: أي: في التبليغ والإعلام «٧».
١٦ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ: لظهور حجته بالمعجزات «٨».
١٩ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ: في إيصال المنافع وصرف الآفات من وجه يلطف إدراكه.
(١) في «ج» : المتقارب.
(٢) كذا في «ك» ووضح البرهان للمؤلف، وعزا هذا القول هناك إلى القاضي كثير بن سهل، ولعل العبارة نفي الشبيه، وقد يكون المراد نفي التشبيه، لأن نفيه أبلغ من نفي المشابهة.
(٣) راجع ما سبق في تفسير الفخر الرازي: (٢٧/ ١٥٢، ١٥٣).
(٤) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: ٢/ ١٩٩، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٣٩١، ومكي في تفسير المشكل: ٣٠٧. [.....]
(٥) اختاره الزجاج في معانيه: ٤/ ٣٩٥، والفخر الرازي في تفسيره: ٢٧/ ١٤٩، وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: ٧/ ٢٧٦ إلى الفراء، والزجاج.
(٦) نقل البغوي هذا القول في تفسيره: ٤/ ١٢٢ عن الكلبي.
وذكره الفخر الرازي في تفسيره: ٢٧/ ١٥٤، والقرطبي في تفسيره: ١٥/ ٢٧٤.
(٧) ينظر تفسير الماوردي: ٣/ ٥١٦، والمحرر الوجيز: ٤/ ٢١١، وتفسير القرطبي: ١٦/ ١٣.
(٨) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ٥١٧.
٢٠ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها: أي: كما نؤتي غيره، لا أنّه يؤتى كل ما يسأل وفي الحديث «١» :«اخرجوا إلى معايشكم وخرائثكم».
٢٣ إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى: إلّا أن توددوني لقرابتي منكم «٢»، أو إلّا أن تودّدوا قرابتي «٣»، أو إلّا التّودّد على التقرّب إلى الله بالعمل الصالح «٤».
٢٤ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ: ينسك القرآن «٥».
(١) أخرجه الخطابي في غريب الحديث: ١/ ٥٥٤ عن معتمر بن سليمان عن أبيه، وهو من قول المشركين في غزوة بدر عند ما بلغهم خروج أصحاب رسول الله ﷺ إلى بدر يرصدون العير، وفي إسناد الخطابي يعقوب بن زهير، لم أجد له ترجمة، وبقية رجاله ثقات.
والحديث أيضا في الفائق: ١/ ٢٧٤، وغريب الحديث لابن الجوزي: ١/ ٢٠٠.
قال الخطابي رحمه الله: «الحرائث: أنضاء الإبل، واحدتها حريثة، وأصله في الخيل إذا هزلت... ».
(٢) يدل على هذا القول الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: ٦/ ٣٧، كتاب التفسير، باب قوله: إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قوله: إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم. فقال ابن عباس:
عجلت أن النبي ﷺ لم يكن بطن من قريش إلّا كان له فيهم قرابة، فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة. اه.
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٥/ ٢٣ عن ابن عباس، وعكرمة، وأبي مالك.
وهو قول الأكثرين كما في زاد المسير: ٧/ ٢٨٤، ورجحه- أيضا- ابن كثير في تفسيره:
(٧/ ١٨٧، ١٨٨).
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٥/ ٢٥ عن علي بن الحسين، وسعيد بن جبير، وعمرو بن شعيب.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٥١٨ عن علي بن الحسين، وعمرو بن شعيب، والسدي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٧/ ٣٤٨، وعزا إخراجه إلى سعيد بن منصور عن سعيد ابن جبير.
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٢٥/ ٢٥، ٢٦) عن الحسن رحمه الله تعالى.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٥١٨، وابن الجوزي في زاد المسير: ٧/ ٢٨٥ عن الحسن، وقتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٧/ ٣٥٠، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد، والبيهقي في «شعب الإيمان» عن الحسن رحمه الله.
(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٥/ ٢٧ عن قتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٧/ ٣٥٠، وزاد نسبته إلى عبد الرازق، وعبد بن حميد عن قتادة.
وانظر تفسير الماوردي: ٣/ ٥١٨، وتفسير البغوي: ٤/ ١٢٦، وتفسير القرطبي: ١٦/ ٢٥.
٢٦ وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا: أي: دعاء ربهم، أو في دعاء بعضهم لبعض.
و «السين» في مثله لتوكيد الفعل، كقولك: ثبت واستثبت، وتعظم واستعظم.
٣١ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ: الكلمة التي سبقت في تأخير عذابهم.
٣٥ وَيَعْلَمَ: نصبه على الصرف «١» من الجزم عطفا على قوله: وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ.
٣٨ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ: لا يستأثر بعضهم على بعض/ ولا ينفرد [٨٧/ أ] برأي. ومثله: أمرهم فوضى. والشّور: العرض «٢».
٤٨ كَفُورٌ: يعدّد المصائب ويجحد النعم «٣».
٥١ وَحْياً: إلهاما «٤».
أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ: بكلام بمنزلة ما يسمع من وراء حجاب.
٥٢ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا: القرآن «٥».
(١) يعني أن يَعْلَمَ منصوب، وصرف عن الجزم مع أنه معطوف على الفعل وَيَعْفُ، وهو مجزوم، وعلامة الجزم حذف حرف العلة وهو الواو والضمة قبلها دليل عليها، وقد ورد هذا التوجيه على قراءة النصب، وهي لعاصم، وابن كثير، وحمزة، والكسائي، وأبي عمرو.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٥٨١، والكشف لمكي: ٢/ ٢٥٢، والبيان لابن الأنباري: ٢/ ٣٤٩.
(٢) ينظر اللسان: ٤/ ٤٣٥، وتاج العروس: ١٢/ ٢٥٣ (شور).
(٣) نص هذا القول في تفسير الطبري: ٢٥/ ٤٤.
(٤) ذكره الطبري في تفسيره: ٢٥/ ٤٥، ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٥٢٥ عن مجاهد، وكذا القرطبي في تفسيره: ١٦/ ٥٣.
(٥) ذكر الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٥/ ٤٦، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٧/ ٢٩٨ عن ابن عباس رضي الله عنهما. [.....]
Icon