تفسير سورة الدّخان

صفوة التفاسير
تفسير سورة سورة الدخان من كتاب صفوة التفاسير المعروف بـصفوة التفاسير .
لمؤلفه محمد علي الصابوني .

اللغَة: ﴿يُفْرَقُ﴾ يُبيَّن ويُفصَّل ﴿ارتقب﴾ انتظر ﴿يَغْشَى﴾ يغطي ويحيط ﴿نَبْطِشُ﴾ نأخذ بشدة وعنف ﴿فَتَنَّا﴾ ابتلينا وامتحنا ﴿تَعْلُواْ﴾ تتكبروا وتتطاولوا ﴿عُذْتُ﴾ استجرتُ والتجأت إلىلله ﴿أَسْرِ﴾ سر ليلاً ﴿رَهْواً﴾ ساكناً، والرهو عند العرب الساكن قال الشاعر:
والخيلُ تمزع رهواً في أعنَّتها كالطير تنجو من الشُئبوب ذي البرد
قال الجوهري: رها البحر أي سكن، وجاءت الخيل رهواً أي برفق وسكينة ﴿مُنظَرِينَ﴾ مؤخرين ﴿نَعْمَةٍ﴾ النَّعمة بفتح النون من التنعيم وهو سعة العيش والراحة، وبالكسر من المنة وهي العطية والإِفضال.
سَبَبُ النّزول: عن ابن مسعود قال: إن قريشاً لما استعصت على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأصابهم قحطّ وجهدٌ حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر الى السماء فيرى مابينه وبينها كهيئة الدخان من الجهْد، فأنزل الله تعالى ﴿فارتقب يَوْمَ تَأْتِي السمآء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ﴾ فأتي رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقيل يا رسول الله: استسق لمضر فإِنها قد هلكت، فاستسقى فُسقُوا فنزلت ﴿إِنَّا كَاشِفُو العذاب قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ﴾ فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم فأنزل الله ﴿يَوْمَ نَبْطِشُ البطشة الكبرى إِنَّا مُنتَقِمُونَ﴾.
التفسير ﴿حم﴾ الحروف المقطعة للتنبيه على إعجاز القرآن وقد تقدم ﴿والكتاب المبين﴾ أي أُقسم بالقرآن البيِّن الواضح، الفارق بين طريق الهدى والضلال، البيِّن في إِعجازه، الواضح في أحكامه، وجوابه ﴿إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ﴾ أي أنزلنا القرآن في ليلةٍ فاضلة كريمة هي ليلة القدر من شهر رضمان المبارك ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنْزِلَ فِيهِ القرآن﴾ [البقرة: ١٨٥] قال ابن جزي: وكيفيةُ
158
إِنزاله فيها أنه أُنزل الى السماء الدنيا جملةٌ واحدة، ثم نزل به جبريل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شيئاً بعد شيء، وقيل: المعنى ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر، قال القرطبي: ووصف الليلة بالبركة لما يُنزل الله فيها على عباده من البركات والخيرات والثواب ﴿إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ﴾ أي لننذر به الخلق، لأن من شأننا وعادتنا ألاَّ نترك الناس دون إِنذار وتحذيرٍ من العقاب، لتقوم الحجة عليهم ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ أي في ليلة القدر يُفصل ويُبيَّن كلُّ أمرٍ محكم من أرزاق العباد وآجالهم وسائر أحوالهم فلا يُبدَّل ولا يُغيِّر قال ابن عباس: يحكم الله أمر الدنيا إلى السنة القابلة ما كان من حياةٍ، أو موت، أو رزقٍ قال المفسرون: إن الله تعالى ينسخ من اللوح المحفوظ في ليلة القدر، ما يكون في تلك السنة من أرزاق العباد وآجالهم وجميع أمورهم من خير وشر، وصالح وطالح، حتى إن الرجل ليمشي في الأسواق وينكحُ ويُولد له وقد وقع اسمه في الموتى ﴿أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ﴾ أي جميع ما نقدِّره في تلك الليلة وما نوحي به إلى الملائكة من شئون العباد، هو أمرٌ حاصل من جهتنا، بعلمنا وتدبيرنا ﴿إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ﴾ أي نرسل الأنبياء إلى البشر بالشرائع الإِلهية لهدايتهم وإرشادهم ﴿رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ﴾ أي من أجل الرأفة والرحمة بالعباد قال في البحر: وضع الظاهر ﴿رَّبِّكَ﴾ موضع الضمير «رحمةً منا» إيذاناً بأن الربوبية تقتضي الرحمة على المربوبين ﴿إِنَّهُ هُوَ السميع العليم﴾ أي السميع لأقوال العباد، العليمُ بأفعالهم وأحوالهم ﴿رَبِّ السماوات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ﴾ أي الذي أنزل القرآ، وهو ربُّ السمواتِ والأرض وخالقهما ومالكهما ومن فيهما، إن كنتم من أهل الإِيمان واليقين ﴿لاَ إله إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ﴾ أي لا ربَّ غيره، ولا معبود سواه، لأنه المتصف بصفات الجلال والكمال، يُحيي الأموات، ويميت الأحياء ﴿رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ الأولين﴾ أي وهو خالقكم وخالق من سقبكم من الأمم الماضين قال الرازي: والمقصودُ من الآية أن المنزل إذا كان موصوفاً بهذه الجلالة والكبرياء، كان المُنزل الذي هو القرآن في غاية الشرف والرفعة ﴿بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ﴾ أي ليسوا موقنين فيما يظهرونه من الإِيمان في قولهم: اللهُ خالقنا، بل هم في شكٍ من أمر البعث، فهم يلعبون ويسخرون ويهزءون قال شيخ زاده: التفت من الخطاب للغيبة فقال ﴿بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ﴾ تحقيراً لشأنهم، وإيعاداً لهم عن موقف الخطاب، لكونهم من أهل الشك والامتراء، وكونُ أفعالهم الهزء واللعب لعدم التفاتهم إلى البراهين القاطعة، وعدم تمييزهم بين الحق والباطل، والضار والنافع، ثم لما بيَّن أن شأنهم الحماقة والطغيان التفت إلى حبيبه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تسليةً له، وإقناطاً من إيمانهم فقال ﴿فارتقب يَوْمَ تَأْتِي السمآء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ﴾ أي فانتظر يا محمد عذابهم يوم تأتي السماءُ بدخانٍ كثيف، بيّنٍ واضح يراه كل أحد قال ابن مسعود: إن قريشاً لما عصت الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دعا عليهم فقال:
«اللهم اشدُد وطأتك على مضر واجعل عليهم سنين كسني يوسف» فأصابهم الجهد حتى أكلوا الجيف، وكان الرجل يُحدِّث أخاه فيسمع صوته ولا يراه لشدة الدخانا المنتشر بين السماء والأرض،
159
ثم قال ابن مسعود: خمسٌ قد مضين: «الدخانُ، والرومُ، والقمر، والبطشة، واللزام» وقال ابن عباس: لم يمض الدخان بل هو من أمارات الساعة، وهو يأتي قُبيل القيامة، يصيبُ المؤمن منه مثلُ الزكام، ويُنضجُ رءوس الكافرين والمنافقين، حتى يصبح رأس الواحد كالرأس المشوي، ويغدو كالسكران فيملأ الدخان جوفه ويخرج من منخريه وأُذنيه ودبره ﴿يَغْشَى الناس هذا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ أي يشمل كفار قريش ويعمهم من كل جانب ويقولون حين يصيبهم الدخان: هذا عذاب أليم ﴿رَّبَّنَا اكشف عَنَّا العذاب إِنَّا مْؤْمِنُونَ﴾ أي ويقولون مستغيثين: ربَّنا ارفع عنا العذاب فإِننا مؤمنون بمحمد وبالقرآن إن كشفته عنا قال البيضاوي: وهذا وعدٌ بالإِيمان إن كشف العذاب عنهم ﴿أنى لَهُمُ الذكرى﴾ ؟ استبعداٌ لإِيمانهم أي من أين يتذكرون ويتعظون عند كشف العذاب؟ ﴿وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ﴾ أي والحال أنه قد أتاهم رسولٌ بيّن الرسالة، مؤيدٌ بالبينات الباهرة، والمعجزات القاهرة، ومع هذا لم يؤمنوا به ولم يتعبوه؟ ﴿ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ﴾ أي ثم أعرضوا عنه وبهتوه، ونسبوه إلى الجنون وحاشاه فهل يُتوقع من قومٍ هذه صفاتهم أن يتأثروا بالعظة والتذكير؟! قال الإِمام الفخر: إن كفار مكة كان لهم في ظهور القرآن نعلى محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قولان: منهم من يقول: إن محمداً يتعلم هذا الكلام من بعض الناس، ومنهم من كان قول: إنه مجنون والجنُّ تلقي عليه هذا الكلام حال تخبطه ﴿إِنَّا كَاشِفُو العذاب قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ﴾ أي سنكشف عنكم العذاب زمناً قليلاً ثم تعودون إلى ما كنتم عليه من الشرك والعصيان قال الرازي: والمقصودُ التنبيه على أنهم لا يوفون بعهدهم، وأنهم في حال العجز يتضرعون إلى الله تعالى، فإذا زال الخوف عادوا إلى الكفر وتقليد الأسلاف قال ابن مسعود: لما كشف عنهم العذاب باستسقاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عادوا إلى تكذبيه ﴿يَوْمَ نَبْطِشُ البطشة الكبرى إِنَّا مُنتَقِمُونَ﴾ نَبْطِشُ أي واذكر يوم نبطش بالكفار بطشتنا الكبرى انتقاماً منهم، والبطشُ: الأخذُ بقوة وشدة قال ابن مسعود: «البطشة الكبرى» يوم «بدر» وقال ابن عباس: هي يوم القيامة قال ابن كثير: الظاهر أن ذلك يوم القيامة، وإن كان يومُ بدر يومَ بطشةٍ أيضاً وقال الرازي: القول الثاني أصح لأن يوم بدر لا يبلغ هذا المبلغ الذي يوصف به هذا الوصف العظيم، ولأن الانتقام التام إنما يحصل يوم القايمة، ولمّا وصف بكونها «كبرى» وجب أنتكون أعظلم أنواع البطش على الإِطلاق، وذلك إنما يكون في القيامة، ثم ذكَّر كفار قريش بما حلَّ بالطاغين من قوم فرعون فقال ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ﴾ أي ولقد اختبرنا قبل هؤلاء المشركين قوم فرعون وهم أقباط مصر ﴿وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ﴾ أي وجاءهم رسولٌ شريف الحسب والنسب، من أكرم عباد الله وهو موسى الكليم عليه
160
أفضل الصلاة والتسليم ﴿أَنْ أدوا إِلَيَّ عِبَادَ الله﴾ أي فقال لهم موسى: ادفعوا إليَّ عبادَ الله وأطلقوهم من العذاب، يدريد بني إِسرائيل كقوله تعالى
﴿فَأَرْسِلْ مَعَنَا بني إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ﴾ [طه: ٤٧] ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾ أي إني رسولٌ مؤتمنٌ على الوحي غير متهم، وأنا لكم ناصح فاقبلوا بنصحي ﴿وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى الله﴾ أي لا تتكبروا على الله ولا تترفَّعوا عن طاعته ﴿إني آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾ أي قد جئتكم بحجةٍ واضحة، وبرهانٍ ساطع، يعترف بهما كل عاقل ﴿وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ﴾ أي التجأت إليه تعالى واستجرت به من أن تقتلوني قال القرطبي: كأنهم توعَّدوه بالقتل فاستجار بالله ﴿وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِي فاعتزلون﴾ أي وإن لم تصدقوني ولم تؤمنوا بالله لأجل ما أتيتكم به من الحجة، فكفوا عن أذاي وخلُّوا سبيلي قال ابن كثير: أي لاتتعرضوا لي ودعوا الأمر مسالمةً إلى أن يقضي الله بيننا ﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هؤلاء قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ﴾ أي فدعا عليهم لمّا كذبوه قائلاً: يا ربِّ إن هؤلاء قوم مجرمون فانتقم منهم ﴿فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ﴾ في الكلام حذف تقديره فأوحينا إليه وقلنا له: أسرِ بعبادي أي أخرج ببني إسرائيل ليلاً فإن فرعون وقومه يتبعونكم، يوكن ذلك سبباً لهلاكهم ﴿واترك البحر رَهْواً﴾ أي واترك البحر ساكناً منفرجاً على هيئته بعد أن تجاوزه ﴿إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ﴾ أي إنَّ فرعون وقومه سيغرقون فيه قال في التسهيل: لمَّا جاوز موسى البحر أراد أن يضربه بعصاه فينطبق كما ضربه فانفلق، فأمره الله بأن يتركه ساكناً كما هو ليدخله فرعون وقومه فيغرقوا فيه، وإنما أخبره تعالى بذلك ليبقى فارغ القلب من شرهم وإِيذائهم، مطمئناً إلى أنهم لن يدركوا بني إسرئيل، ثم أخبر تعالى عن هلاكهم فقال ﴿كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ كم للتكثير أي لقد تركوا كثيراً من البساتين والحدائق الغناء والأنهار والعيون الجارية ﴿وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ﴾ أي ومزارع عديدة فيها أنواع المزروعات ومجالس ومنازل حسنة قال قتادة: ﴿وَمَقَامٍ كَرِيمٍ﴾ هي المواضع الحسان من المجالس والمساكن وغيرها ﴿وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ﴾ أي وتنعم بالعيش مع الحسن والنضارة كانوا فيها ناعمين بالرفاعية وكمال السرور قال الإِمام الفخر: بيَّن تعالى أنهم بعد غرقهم تركوا هذه الأشياء الخمسة هي: الجنات، والعيون، والزروع، والمقام الكريم وهو المجالس والمنازل الحسنة ونعمة العيش بفتح النون هي حسنُه ونضارته ﴿كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ﴾ أي كذلك فعلنا بهم حيث أهلكناهم وأورثنا ملكهم وديارهم لقومٍ آخرين، كانوا مستعبدين في يد القبط وهم بنو إسرائيل قال ابن كثير: والمراد بهم بنو إسرائيل فقد استولوا بعد غرق فرعون وقومه على الممالك القبطية، والبلاد المصرية كما قال تعالى
﴿وَأَوْرَثْنَا القوم الذين كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأرض وَمَغَارِبَهَا التي بَارَكْنَا فِيهَا﴾ [الأعراف: ١٣٧] وقال تعالى في مكان آخر ﴿كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بني إِسْرَائِيلَ﴾ [الشعراء: ٥٩] ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السمآء والأرض﴾ أي فما حزن على فقدهم أحد، ولا تأثر بموتهم
161
كائن من الخلق ﴿وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ﴾ أي ما كانوا مؤخرين وممهلين إلى وقت آخر. بل عُجّل عقابهم في الدنيا قال القرطبي: تقول العرب عند موت السيد منهم: بكت له السماء والأرض، أي عمَّت مصيبتُه الأشياء حتى بكته الأرض والسماء، والريح والبرق قال الشاعر:
فيما شجر الخابور مالك مورقاً كأنك لم تجزع لموتِ طريف
وذلك على سبيل التمثيل والتخييل مبالغةٌ في وجوب الجزع والبكاء عليه والمعنى أنهم هلكوا فلم تعظم مصيبتهم ولم يوجد لهم فقد، وقيل هو على حذف مضاف أي ما بكى عليهم أهل السماء وأهل الأرض.
162
المنَاسَبَة: لما ذكر تعالى إهلاك فرعون وقومه، أردفه بذكر إحسانه لبني إسرائيل، ليشركوا ربهم على إنعامه وإحسانه، ثم حذَّر كفار مكة من بطش الله وانتقامه، وختم السورة الكريمة ببيان حال الأشقياء والسعداء في يوم الفصل والجزاء.
اللغَة: ﴿عَالِياً﴾ متكبراً جباراً ﴿بَلاَءٌ﴾ اختبار وامتحان ﴿مُنشَرِينَ﴾ مبعوثين بعد الموت، وأنشر الله الموتى أحياهم ﴿قَوْمُ تُبَّعٍ﴾ ملوك اليوم، وكانوا يسمون ملوكهم التبابعة قال الجوهري:
162
التبابعة ملوك اليمن، واحدهم تُبَّع، وقال أهل اللغة: تُبَّع لقب للملك منهم كالقياصرة للروم، والأكاسرة للفرس، والخلفاء للمسلمين ﴿يَوْمَ الفصل﴾ يوم القيامة ﴿مَّوْلًى﴾ قريب وناصر ﴿المهل﴾ النحاس المذاب ﴿الأثيم﴾ الفاجر من أثِمَ الرجل يأثم إِذا وقع في الإِثم والفجور ﴿اعتلوه﴾ جرُّوه وسوقوه بغنفٍ وشدَّة ﴿سُندُسٍ﴾ رقيق الديباج ﴿إِسْتَبْرَقٍ﴾ غليظ الديباج ﴿عِينٍ﴾ واسعات الأعين جمع عيناء ﴿ارتقب﴾ انتظر.
التفسِير: ﴿وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بني إِسْرَائِيلَ مِنَ العذاب المهين﴾ أي والله لقد أنقدنا بني إسرائيل من العذاب الشديد، المفرط في الإِذلال والإِهانة، وهو قتل أبنائهم واستخدام نسائهم، وإرهاقهم في الأعمال الشاقة ﴿مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ المسرفين﴾ أي من طغيان فرعون وجبروته إنه كان متكبراً جباراً، متجاوزاً الحد في الطغيان والإِجرام قال الصاوي: هذه من جملة تعداد النعم على بني إسرائيل، والمقصود من ذلك تسليته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وتبشيره بأنه سينجيه وقومه المؤمنين من أيدي المشركين، فإِنهم لم يلغوا في التجبر مثل فرعون وقومه ﴿وَلَقَدِ اخترناهم على عِلْمٍ عَلَى العالمين﴾ أي اصطفيناهم وشرفناهم على علمٍ منا باستحقاقهم لذلك الشرف على جميع الناس في زمانهم قال قتادة: على أهل زمانهم، لا على أمة محمد لقوله تعالى ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: ١١٠] ﴿وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الآيات مَا فِيهِ بَلاَءٌ مُّبِينٌ﴾ أي وآتيناهم من الحجج والبراهين وخوارق العادات ما فيه اختبار وامتحان ظاهر جليٌ لمن تدبَّر وتبصَّر قال الرازي: والآياتُ مثل فلق البحر، وتظليل الغمام، وإِنزال المنِّ والسلوى وغيرها من الآيات الباهرة، التي ما أظهر الله مثلها على أحدٍ سواهم ﴿إِنَّ هؤلاء لَيَقُولُونَ إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الأولى﴾ أي إن كفار قريش ليقولون: لن نموت إلا موتةً واحدةً وهي موتتنا الأولى في الدنيا، وفي قوله تعالى ﴿هؤلاء﴾ تحقيرٌ لهم وازدراءٌ بهم قال المفسرون: لمَّا كان الحديث في أول السورة عن كفار مكة، وجاءت قصة فرعون وقومه مسوقة للدلالة على أنهم مثلهم في الإِصرار على الضلالة والكفر، رجع إلى الحديث عن كفار قريش، والغرضُ من قولهم ﴿إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الأولى﴾ إِنكار البعث كأنهم قالوا: إِذا متنا فلا بعث ولا حياة ولا نشور، ثم صرحوا بذلك بقولهم ﴿وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ﴾ أي وما نحن بمبمعوثين ﴿فَأْتُواْ بِآبَآئِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ خطابٌ للرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ والمؤمنين على وجه التعجيز أي أحيو لنا آبائنا ليخبرونا بصدقكم إن كنتم صادقين في أن هناك حياةً بعد هذه الحياة قال الإِمام الفخر: إن الكفار احتجوا على نفي الحشر والنشر بأن قالوا: إن كان البعث والنشور ممكناً معقولاً فجعلوا لنا إحياء من مات من آبائنا ليصير ذلك دليلاً عندنا على صدق دعواكم في البعث يوم القيامة وقال القرطبي: قال هذا أبو جهل، قال يا محمد: إن كنت صادقاً في قولك فابعث لنا رجلين من آبائنا أحدهما: قُصي بن كلاب فإِنه كان رجلاً صادقاً، لنسأله كما يكون بعد الموت ﴿أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ﴾ استفهام انكار مع
163
التهديد أي أهؤلاء المشركون أقى وأشدُّ أم أهل سبأ ملوك اليمن؟ الذين كانوا أكثر أموالاً، وأعظم نعيماً من كفار مكة؟ ﴿والذين مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ﴾ أي والذين سبقوهم من الأمم العاتية أهلكناهم، وخربنا بلادهم، وفرقناهم شذر مذر قال أبو السعود: والمراد بهم عاد وثمود وأضرابهم من كل جبار عنيد، أولي بأسٍ شديد، فأولئك كانوا أقوى من هؤلاء، وقد أهلكهم الله مع ما كنوا عليه من غاية القوة والشدة، فإِهلاك هؤلاء أولى ﴿إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ﴾ تعليل للإِهلاك أي أهلنكاهم ودمرناهم بسبب إِجرامهم، وفيه وعيد وتهديد لقريش أن يفعل الله بهم ما فعل بقوم تُبَّع والمكذبين.
. ثم نبه تعالى إلى دلائل البعث وهو خلق العالم بالحقِّ فقال ﴿وَمَا خَلَقْنَا السماوات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ﴾ أي ما خلقنا هذا الكون وما فيه من المخلوقات البديعة لعباً وعبثاً ﴿مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بالحق﴾ أي ما خلقنا السموات والأرض وما بينهما من المخلوقات إالا بالعدل والحقِّ المبين، لنجازي المحسن بإِحسانه والمسيء بإِساءته ﴿ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ أي ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون ذلك فينكرون البعث والجزاء قال المفسرون: إن الله تعالى خلق النوع الإِنساني، وخلق ما ينتظم به أسباب معاشهم، من السقف المرفوع، والمهاد المفروش، وما بينهما من عجائب المصنوعات، وبدائع المخلوقات، ثم كلفهم بالإِيمان والطاعة، فآمن البعض وكفر البعض، فلا بدَّ إذاً من دار جزاء يثاب فيها المحسن، ويعاقب فيها المسيء، لتجزى كل نفسٍ بما كسبت، ولو لم يحصل البعث والجزاء لكان هذا الخلق لهواً وعبثاً، وتنزَّه الله عن ذلك، ولهذا قال بعده ﴿إِنَّ يَوْمَ الفصل مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ أي إن يوم القيامة موعد حساب الخلائق أجمعين، سُمي ﴿يَوْمَ الفصل﴾ لأنه الله تعالى يفصل فيه بين الخلق كما قال ﴿يَوْمَ القيامة يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ﴾ [الممتحنة: ٣] ﴿يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾ أي في ذلك اليوم الرهيب، لا يدفع قريب عن قريبه، ولا صديقٌ عن صديقه، ولا ينفع أحدٌ أحداً ولا ينصره ولو كان قريبه كقوله ﴿ياأيها الناس اتقوا رَبَّكُمْ واخشوا يَوْماً لاَّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً﴾
[لقمان: ٣٣] ﴿إِلاَّ مَن رَّحِمَ الله﴾ استثناء متصل أي لا يغني قريبٌ عن قريب إلا المؤمنين فإِنه يُؤذن لهم في شفاعة بعضهم لبعض وقيل: منقطع أي لكنْ من رَحِمَهُ اللَّهُ ُ فإِنه يشفع وينفع قال ابن عباس: يريد المؤمن فإِنه تشفع له الأنبياء والملائكة ﴿إِنَّهُ هُوَ العزيز الرحيم﴾ أي هو المنتقم من أعدائه، الرحيمُ بأوليائه.. ولما ذكر الأدلة على القيامة، أردفه بوصف ذلك اليوم العصيب، فذكر وعيد الكفار أولاً ثم وعند الأَبرار ثانياً للجمع بين الترهيب والترغيب فقال ﴿إِنَّ شَجَرَةَ الزقوم طَعَامُ الأثيم﴾ أي إن هذه الشجرة الخبيثة شجرة الزقوم التي تنبتُ في أصل الجحيم، طعام كل فاجر، ليس له طعام غيرها قال أبو حيان: الأثيمُ صفة مبالغة وهو الكثير الآثام، وفُسِّر بالمشرك ﴿كالمهل يَغْلِي فِي البطون﴾ أي هي في شناعتها وفظاعتها إذا أكلها الإِنسان كالنحاس المذاب الذي تناهى حرُّه، فهو يُجرجر في البطن ﴿كَغَلْيِ الحميم﴾ أي كغليان الماء الشديد الحرارة قال القرطبي: وشجرة الزقوم هي الشجرة التي خلقها الله في جهنم، وسمَّاها الشجرة
164
الملعونة، فإِذا جاع أهل النار التجئوا إليها فأكلوا منها، فغلبت في بطونهم كما يغلي الماء الحار، وشبَّه تعالى ما يصير منها إلى بطونهم بالمُهل وهو النحاس المذاب، والمرادُ بالأثيم الفاجر ذو الإِثم وهو أبو جهل، وذلك أنه كان يقول: يعدنا محمد أن في جهنم الزقوم، وإنما هو الثَّريد بالزبد والتمر، ثم يأتي بالزبد والتمر ويقول لأصحابه: تزقموا، سخريةً واستهزاءً بكلام الله، قال تعالى ﴿خُذُوهُ فاعتلوه إلى سَوَآءِ الجحيم﴾ أي يُقال للزبانية: خذوا هذا الفاجر اللئيم فسوقوه وجروه من تلابيبه بعنف وشدة إلى وسط الجحيم ﴿ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الحميم﴾ أي ثم صبوا فوق رأس هذا الفاجر عذاب ذلك الحميم الذي تناهى حرُّه ﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ العزيز الكريم﴾ أي يقال له على سبيل الاستهزاء والإِهانة: ذقْ هذا العذاب فإِنك أنت المعزَّز المكرَّم قال عكرمة: التقى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بأبي جهل فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: إنَّ الله أمرني أن أقول لك ﴿أولى لَكَ فأولى﴾ [القيامة: ٣٤] فقال: بأي شيءٍ تهددني! واللهِ ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئاً، إني لمن أعزَّ هذا الوادي وأكرمه على قومه، فقتله الله يوم بدر وأذلَّه ونزلت هذه الآية ﴿إِنَّ هذا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ﴾ أي إنَّ هذا العذاب هو ما كنتم تشكُّون به في الدنيا، فذوقوه اليوم ﴿أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ﴾ [الطور: ١٥] والجمعُ في الآية باعتبار المعنى لأن المراد جنس الأثيم.. ولما ذكر تعالى أحوال أهل النار أتبعه بذكر أحوال أهل الجنة فقال ﴿إِنَّ المتقين فِي مَقَامٍ أَمِينٍ﴾ أي الذين اتقوا اللهَ في الدنيا بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، هم اليوم في موضع إِقامة يأمنون فيه من الآفات والمنغصات والمكاره، وهو الجننة ولهذا قال بعده ﴿فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ أي في حدائق وبساتين ناضرة، وعيونٍ جارية ﴿يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ﴾ أي يلبسون ثياب الحرير، الرقيق منه وهو السندس، والسميك منه وهو الاستبرق ﴿مُّتَقَابِلِينَ﴾ أي متقابلين في المجالس ليستأنس بعضهم ببعض ﴿كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ﴾ أي كذلك أكرمناهم بأنواع الإِكرام، وزوجناهم أيضاً بالحور الحسان في الجنان قال البيضاوي: أي قرناهم بالحور العين، والحوراءُ: البيضاءًُ، والعيناءُ عظيمة العينين، وإنما وصف تعالى نعيمهم بذلك لأن الجنات والأنهار من أقوى أسباب نزهة الخاطر، وانفراجه عن الغم، ثم ذكر الحور الحِسان لأن بها اكتمال سعادة الإِنسان كما قيل «ثلاثةُ تنفي عن القلب الحزن: الماء، والخضرةُ، والوجهُ الحسن» ثم زاد في بيان النعيم فقال ﴿يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ﴾ أي يطلبون من الخدم إحضار جميع أنواع الفواكه في الجنة، لأجل أنهم آمنون من التخم والأمراض، فلا تعب في الجنة ولا وَصَب ﴿لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الموت إِلاَّ الموتة الأولى﴾ استثناء منقطع أي لا يذوقون في الجنة الموت لكنهم قد ذاقوا الموتة الأولى في الدنيا فلم يعد ثمة موت، بل خلود أبد الآبدين ﴿وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الجحيم﴾ أي خلَّصهم ونجَّاهم من عذاب جهنم الشديد الأليم ﴿فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ﴾ أي فعل ذلك بهم تفضلاً منه تعالى عليهم ﴿ذَلِكَ هُوَ الفوز العظيم﴾ أي ذلك الذي أعطوه من النعيم، هو الفوز العظيم الذي لا فوز وراءه ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ أي فإِنما سهلنا القرآن بغلتكم وهي لسان العرب لعلهم يتعظون وينزجرون ﴿فارتقب إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ﴾ أي فانتظر يا محمد ما يحل بهم، إِنهم منتظرون
165
هلاكك، ويسعلمون لمن تكون النصرة والظفر في الدنيا والآخرة، وفيه وعد للرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ووعيد للمشركين.
البَلاَغَة: تضمنت السورة الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي:
١ - صغية المباغلة ﴿السميع العليم﴾ ﴿العزيز الرحيم﴾ ﴿العزيز الكريم﴾.
٢ - الطباق ﴿لاَ إله إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ﴾ [الدخان: ٨] وكذلك ﴿إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ﴾.
٣ - تحريك الهمة للإِيمان والتبصر ﴿إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ﴾ [الدخان: ٧].
٤ - الإِيجاز بحذف بعض الكلام ﴿أَنْ أَسْرِ بعبادي﴾ أي وقلنا له بأن أسر.
٥ - الاستعارة اللطيفة ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السمآء والأرض﴾ [الدخان: ٢٩] أي لم يتغير بهلاكهم شيء ولم تحزن عليهم السماء والأرض بعد انقطاع آثارهم، والعرب يقولون في التعظيم: بكت عليه السماء والأرض، وأظلمت له الدنيا ويقولون في التحقير: مات فلان فلم تخشع له الجبال.
٦ - أسلوب التعجيز ﴿فَأْتُواْ بِآبَآئِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾.
٧ - أسلوب التهكم والسخرية ﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ العزيز الكريم﴾.
٨ - التفجيع وإِظهار الأسى والحسرة ﴿كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ﴾ [الدخان: ٢٥٢٦] ؟
٩ - التشبيه المرسل المجمل ﴿كالمهل يَغْلِي فِي البطون كَغَلْيِ الحميم﴾.
١٠ - السجع الرصين غير المتكلف الذي يزيد في رونق الكلام وجماله إِقرأ مثلاً قوله تعالى ﴿إِنَّ شَجَرَةَ الزقوم طَعَامُ الأثيم كالمهل يَغْلِي فِي البطون كَغَلْيِ الحميم خُذُوهُ فاعتلوه إلى سَوَآءِ الجحيم ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الحميم ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ العزيز الكريم﴾.
166
Icon