تفسير سورة سورة الصافات من كتاب تفسير العز بن عبد السلام
المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام
.
لمؤلفه
عز الدين بن عبد السلام
.
المتوفي سنة 660 هـ
سورة الصافات مكية اتفاقاً.
ﰡ
١ - ﴿وَالصَّآفَّاتِ﴾ الملائكة صُفُوفاً في السماء، أو في الصلاة عند ربهم " ح " أوصافة أجنحتها في الهواء قائمة حتى يأمرها الله - تعالى - بما يريد، أو هم عباد السماء أو جماعة المؤمنين صافِّين في الصلاة والقتال.
٢ - ﴿فَالزَّاجِرَاتِ﴾ الملائكة لزجرها السحاب، أو عن المعاصي، أو آيات القرآن الزواجر الأمر والنهي التي زجر الله - تعالى - بهما عباده.
٣ - ﴿فَالتَّالِيَاتِ﴾ الملائكة تقرأ كتب الله، أو الأنبياء يتلون الذكر على أُممهم " ع " أو ما يُتلى في القرآن من أخبار الأُمم السالفة. أقسم بذلك، أو
48
برب ذلك تعظيماً له فحذف.
49
٥ - ﴿رَّبُّ السَّمَاوَاتِ﴾ خالقها، أو مالكها ﴿الْمَشَارِقِ﴾ مشارق الشمس صيفاً وشتاء مائة وثمانون مشرقاً تطلع كل يوم في مطلع فتنتهي إلى آخرها ثم ترجع في تلك المطالع حتى تعود إلى أولها قاله السدي هو بعيد.
﴿إِنَّا زَيَّنا السماءَ الدُّنيا بِزِينةٍ الكواكِبِ (٦) وَحِفظاً مِن كُلِّ شَيطانٍ مَاردٍ (٧) لاَّ يسمعونَ إلى الملأِ الأَعلَى ويُقذفون من كُلِّ جانبٍ (٨) دُحُوراً ولهُم عذابٌ واصبٌ (٩) إلا من خطِفَ الخطفَة فأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (١٠) ﴾
٧ - ﴿وَحِفْظاً﴾ للسماء من كل شيطان مارد، أو جعلنا من الكواكب حفظاً من كل شيطان قاله السدي ﴿مَّارِدٍ﴾ متجرد من الخير.
٨ - ﴿لا يَسَّمَّعُونَ﴾ منعوا من السمع والتسمع، أو يتسمعون ولا يسمعون " ع " ﴿الْمَلإِ الأَعْلَى﴾ السماء الدنيا، أو الملائكة ﴿وَيُقْذَفُونَ﴾ يرمون من كل مكان.
٩ - ﴿دُحُوراً﴾ قذفاً بالنار، أو طرداً بالشهب، أو الدحور الدفع بعنف.
١٠ - ﴿خطف الخطفة﴾ وثب الوثبة " ع "، أو استراق السمع.
﴿شِهَابٌ﴾ نجم
﴿ثَاقِبٌ﴾ مضيء، أو ماضي، أو محرق، أو يثقب، أو يستوقد من قولهم أثقب زندك أي استوقد نارك.
49
﴿فَاسْتَفِتْهِمْ أهمْ أشدُّ خلقاً أم من خلقنا أنا خلقناهم من طينٍ لازبٍ (١١) بلْ عجِبْتَ ويَسْخَرونَ (١٢) وإذا ذُكِروا لا يَذكرون (١٣) وإذا رأوا ءايةً يستخسِرون (١٤) وقالوا إن هذا إلا سحرٌ مبين (١٥) أءذنا متنا وكنا تراباً وعظاماً إءنا لمبعوثون (١٦) أو ءاباؤنا الأولون (١٧) قل نعمْ وأنتم داخرون (١٨) فإنما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذَا هم ينظُرُون (١٩) ﴾
50
١١ - ﴿فَاسْتَفْتِهِمْ﴾ فحاجهم، أو سلهم من استفتاء المفتي ﴿أمِّن خَلَقْنَآ﴾ السماوات والأرض والجبال، أو السموات والملائكة، أو الأمم الماضية هلكوا وهم أشد خلقاً من هؤلاء ﴿طِينٍ لاَّزِبٍ﴾ " خلق آدم من ماء وتراب ونار "، أو لزج أو لاصق، أو لازق وهو الذي لزق بما أصابه واللاصق الذي يلصق بعضه ببعض، أو اللازب واللازم بمعنى قيل نزلت في ركانة بن عبد يزيد وأبي الأشد بن [أسيد بن كلاب الجمحي].
١٢ - ﴿بل عجبتُ﴾ أنكرت، أو حلوا محل من يتعجب منه لأن الله - تعالى - لا يتعجب إذ التعجب بحدوث العلم بما لم يعلم وبالفتح عجبت يا محمد من القرآن حين أُعطيته، أو من الحق الذي جاءهم فلم يقبلوه ﴿ويسخرون﴾ من الرسول [صلى الله عليه وسلم] إذا دعاهم [١٥٨ / ب] /، أو من القرآن إذا تلي عليهم.
١٣ - ﴿لا يَذْكُرُونَ﴾ لا ينتفعون، أو لا يبصرون.
١٤ - ﴿يَسْتَسْخِرُونَ﴾ يستهزئون قيل ذلك في ركانه وأبي الأشد.
١٩ - ﴿زجرة﴾ صيحة أي النفخة الثانية.
﴿وَقَالُواْ يَويلنا هذا يومُ الدين (٢٠) هذا يومُ الفصلِ الذي كنتمُ بهِ تُكَذِبونَ (٢١) أحشٌ رُوا الذين ظَلموا وأَزْواجِهمْ ومَا كانوا يَعْبُدُون (٢٢) مِن دُونِ الله فاهدُوهُمْ إلى صِراطِ الجَحِيمِ (٢٣) وَقِفُوهُمْ إنهُم مسئولون (٢٤) مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُون (٢٥) بلْ هُمُ اليومَ مُسْتَسْلِمُونَ (٢٦) ﴾
٢٠ - ﴿الدِّينِ﴾ الجزاء، أو الحساب.
٢١ - ﴿يَوْمُ الْفَصْلِ﴾ بين الحق والباطل، أو القضاء بين الخلق.
٢٢ - ﴿وأزواجَهُم﴾ أشباههم المرابي مع المرابين والزاني مع الزناة وشارب الخمر مع شاربيه، أو قرناءهم " ع "، أو أشياعهم، أو نساؤهم الموافقات على الكفر. ﴿وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ﴾ إبليس، أو الشياطين، أو الأصنام.
٢٣ - ﴿فَاهْدُوهُمْ﴾ دلوهم، أو وجهوهم، أو ادعوهم و ﴿صِرَاطِ الْجَحِيمِ﴾ طريق النار.
٢٤ - ﴿مَّسْئُولُونَ﴾ عن قول لا إله إلا الله، أو عما دَعَوا إليه من بدعة مأثور أو عن جلسائهم، أو عن ولاية علي، أو محاسبون، أو مسئولون بقوله ﴿مالكم لا تناصرون﴾ :[٢٥] توبيخاً وتقريعاً.
٢٥ - ﴿لا تَنَاصَرُونَ﴾ لا ينصر بعضكم بعضاً، أو لا يمنع بعضكم بعضاً عن دخول النار، أو لا يتبع بعضكم بعضاً في النار يعني العابد والمعبود.
﴿وَأَقْبَلَ بعضهُمُ على بعضٍ يتساءَلُونَ (٢٧) قالوا إنكم كنتمُ تأتوننا عَنِ اليَمينِ (٢٨) قالوا بل لم تكونوا مؤمنين (٢٩) وَما كَانَ لنا عليكمُ من سُلطانٍ بل كنتمُ قوماً طاغينَ (٣٠﴾ فحقَّ علينا قولُ ربنا إنا لَذائقون (٣١) فأغَوَيْنَاكُمْ إنا كُنا غَاوين (٣٢) فإنهم يومئذٍ في العذابِ مُشتركُونَ (٣٣) إنَّا كذلكَ نَفْعَلُ بالمجرِمين (٣٤) إنَّهُم كَانوا إذا قيلَ لهمْ لا إلهَ إلا اللهُ يستكبرونَ (٣٥) ويقولونَ إئنا لتاركوا ءالهتِنَا لشاعرٍ مجنونٍ (٣٦) بلْ جاءَ الحقِ وصدَقَ المُرْسَلينَ (٣٧) }
٢٧ - ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ عام " ع "، أو أقبل الإنس على الجن، ﴿يَتَسَآءَلُونَ﴾ يتلاومون، أو يتوانسون.
٢٨ - ﴿أنكم كنتم﴾ قاله الإنس للجن، أو الضعفاء للمستكبرين " ع " ﴿عَنِ الْيَمِينِ﴾ تقهروننا بالقوة " ع " واليمين القوة، أو من قبل ميامنكم، أو من قبل الخير فتصدونا عنه " ح "، أو من حيث نأمنكم، أو من قبل الدين، أو من قبل النصيحة واليُمْن، والعرب تتيمن بما جاء عن اليمين، أو من قبل الحق.
﴿إِنَّكُمْ لذائقوا العذاب الأليمِ (٣٨) ومَا تُجْزَوْنَ إلا ما كنتُمْ تعملونَ (٣٩) إلا عبادَ اللهِ المُخلصينَ (٤٠) أولئكَ لهمْ رِزْقٌ معلومٌ (٤١) فَواكِهُ وهم مكرمون (٤٢) في جنات النعيم (٤٣) على سُرُرٍ متقابلين (٤٤) يُطَافُ عليهم بكأسٍ من معينٍ (٤٥) بيضاءَ لَذَّةٍ للشاربين (٤٦) لا فيها غَوْلٌ ولا هُمْ عنها يُنزَفُونَ (٤٧) وعندَهُمْ قَاصِراتُ الطَّرْفِ عينٌ (٤٨) كأنَّهُنَّ بَيْضٌ مكنونٌ (٤٩) ﴾
٤٥ - ﴿بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ﴾ الخمر الجاري، أو الذي لم يعصر، والماء المعين هو الظاهر للعيون، أو الشديد الجري من قولهم أمعن في كذا إذا اشتد دخوله فيه.
٤٧ - ﴿غَوْلٌ﴾ صداع " ع "، أو وجع البطن، أو أدنى مكروه، أو إثم، أو لا تغتال عقولهم
﴿يُنزَفُونَ﴾ لا تنزف عقولهم ولا يذهب حلمهم بالسكر، أو لا يبولون " ع " برأ الله خمرهم عن السكر والبول والصداع والقيء بخلاف خمر
53
الدنيا، أو لا تفنى خمرهم من نزف الركيَّة، بفتح الزاي ذهاب العقل وبكسرها فناء الخمر.
54
٤٨ - ﴿قاصرات الطرف﴾ قصرن نظرهن عن أزواجهن فلا ينظرن إلى سواهم واقتصر على كذا قنع به وعدل عن غيره ﴿عِينٌ﴾ حسان الصور، أو عظام الأعين.
٤٩ - ﴿بَيْضٌ مَّكْنُونٌ﴾ لؤلؤ في صدفة " ع "، أو بيض مصون في قشره شبهن ببيض النعام يكنه الريش من الغبار والريح فهو أبيض إلى الصفرة، أو شبههن ببطن البيض إذا لم تناله يد أو شبههن ببياضه حين ينزع قشره أو بالسحاء الذي يكون بين قشر البيضة العليا ولبابها.
﴿فَأَقْبَلَ بعضُهمْ على بعضٍ يتساءلون (٥٠) قالَ قائلٌ منهم إني كانَ لي قرينٌ (٥١) يقولُ أءنكَ لمنَ المصدقين (٥٢) أءذا مِتْنا وكُنَّا تُراباً وعظَاماً أءنا لمَدِينونَ (٥٣) قال هلْ أنتم مطلعون (٥٤) فاطلعَ فراءه في سواءِ الجحيم (٥٥) قال تالله إن كدتَ لتردين (٥٦) ولولا نعمةُ ربي لكنتُ منَ المُحْضَرينَ (٥٧) أفما نحن بميتين (٥٨) إلا موتتَنا الأولى وما نحنُ بمعذبينَ (٥٩) إن هذا لهوَ الفوزُ العظيمُ (٦٠) لمثْلِ هذا فليعملِ العاملون (٦١) ﴾
٥٠ - ﴿يَتَسَآءَلُونَ﴾ يسأل أهل الجنة كما يسأل أهل النار.
٥١ - ﴿قَرِينٌ﴾ في الدنيا شيطان يغويه فلا يطيعه، أو شريك له يدعوه إلى
54
الكفر فلا يجيبه " ع " أو الأخوان [١٥٩ / أ] / المذكوران في سورة الكهف.
55
٥٣ - ﴿لَمَدِينُونَ﴾ محاسبون، أو مجازون " ع ".
٥٤ - ﴿قَالَ هَلْ﴾ قال لأهل الجنة، أو الملائكة هل أنتم ﴿مُّطَّلِعُونَ﴾ في النار.
٥٥ - ﴿سَوَآءِ الْجَحِيمِ﴾ وسطها سمي الوسط سواء لاستواء المسافة منه إلى الجوانب قال قتادة: فوالله لولا أن الله - تعالى - عَرَّفه إياه لما كان يعرفه لقد تغير حِبْره وسِبْره يعني حسنه وتخطيطه.
٥٦ - ﴿قال تالله﴾ قاله المؤمن لقرينه الكفار ﴿لَتُرْدِينِ﴾ لتباعدني من الله - تعالى -، أو لتهلكني لو أطعتك.
٥٧ - ﴿نعمة ربي﴾ بالإيمان.
﴿أَذَلِكَ خيرٌ نزلاً أم شجرةُ الزقوم (٦٢) إنا جعلناها فتنةً للظالمين (٦٣) إنها شجرةٌ تخرجُ في أصل الجحيم (٦٤) طلعها كأنه رءوس الشياطين (٦٥) فإنهم لآكلونَ منها فمالئون منها البطون (٦٦) ثم إن لهم عليها لشوباً من حميم (٦٧) ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم (٦٨) إنهم ألفوا ءاباءهم ضالين (٦٩) فهم علىءاثارهم يهرعون (٧٠) ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين (٧١) ولقد أرسلنا فيهم منذرين (٧٢) فانظر كيف كان عاقبة المنذرين (٧٣) ﴾
55
إلا عباد الله المخلصين (٧٤) }
56
٦٢ - ﴿نُزُلاً﴾ النزل الرزق الواسع أصله الطعام الذي يصلح أن ينزلوا معه ﴿شجَرَةُ الزَّقُّومِ﴾ قوت أهل النار مرة الثمرة خشنة اللمس منتنة الريح، ولما نزلت قال [كفار] قريش ما نعرف هذه الشجرة وقال ابن الزَّبَعْرَى الزقوم رطب البربر والزبد فقال أو جهل يا جارية أبغينا تمراً وزبداً ثم قال لأصحابه تزقموا هذا الذي يوعدنا محمد بالنار.
٦٣ - ﴿فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ﴾ بما ذكرنا أنهم قالوه فيها، أو شدة عذاب لهم.
٦٤ - ﴿تَخْرُج فِى أَصْلِ الْجَحِيمِ﴾ وصفها بذلك لاختلافهم فيها قال قطرب: الزقوم من خبيث النبات وهو كل طعام قتال، أو أعلمهم بذلك جواز بقائها في النار لأنها تنبت فيها قيل تنبت في الباب السادس وتحي بلهب النار كما تحي أشجارنا بالماء.
٦٥ - ﴿رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ﴾ شبهها بها لاستقباحها في النفوس وإن لم تشاهد قال: امرؤ القيس:
(أيقتلنِي والمَشرفيُّ مُضاجِعي | وَمسنُونةٌ زُرْقٌ كأنيابِ أغوالِ) |
شبهها بالأغوال وإن لم ترها الناس، أو شبهها بحية قبيحة الرأس يسميها العرب شيطاناً، أو أراد شجراُ بين مكة والمدينة سمي رؤوس الشياطين.
٦٧ - ﴿لشَوْباً﴾ مزاجاً
﴿مِّنْ حَمِيمٍ﴾ الحار الداني من الإحراق وسمي القريب حميماً لقربه من القلب والمحموم لقرب حرارته من الإحراق.
56
(أحم الله ذلك من لقاء........................... )
أي قَرَّبه، فيمزج الزقوم بالحميم لتجمع حرارة الحميم ومرارة الزقوم.
57
٦٨ - ﴿مَرْجِعَهُمْ﴾ مأواهم في النار، أو يدل على أنهم إذا أكلوا الزقوم وشربوا الحميم ليسوا في النار بل في عذاب آخر، أو مرجعهم بعد أكل الزقوم إلى عذاب الجحيم، والجحيم: النار الموقدة، أو هم في النار ﴿يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ﴾ [الرحمن: ٤٤] ثم يرجعون إلى مواضعهم.
٧٠ - ﴿يُهرعونَ﴾ يُسرعون الإهراع: إسراع المشي برعدة، أو يُستحثون من خلفهم، أو يُزعجون إلى الإسراع.
﴿وَلَقَدْ نادانا نوحٌ فلنعم المجيبون (٧٥) ونجيناه وأهلهُ من الكرب العظيم (٧٦) وجعلنا ذريته هم الباقين (٧٧) وتركنا عليه في الآخرين (٧٨) سلامٌ على نوحٍ في العالمين (٧٩) إنا كذلك نجزي المحسنين (٨٠) إنه من عبادنا المؤمنين (٨١) ثم أغرقنا الآخرين (٨٢) ﴾
٧٥ - ﴿نَادَانَا﴾ دعانا على قومه بالهلاك لما يئس من إيمانهم ليطهر الأرض منهم، أو ليكونوا عبرة لغيرهم ممن بعدهم.
٧٦ - ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ﴾ كانوا ثمانية. نوح وأولاده الثلاثة وأربع نسوة ﴿الْكَرْبِ الْعَظِيمِ﴾ أذى قومه، أو غرق الطوفان.
٧٧ - ﴿هم الباقين﴾ [١٥٩ / ب] / فالناس كلهم من ذريته العرب والعجم أولاد سام
57
والروم والترك والصقالبة أولاد يافث والسودان أولاد حام " ع ".
58
٧٨ - ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الأَخِرِينَ﴾ الثناء الحسن، أو لسان صدق للأنبياء كلهم، أو قوله ﴿سَلاَمٌ على نوح في العالمين﴾ [٧٩].
﴿وَإِنَّ من شيعتهِ لإبراهيم (٨٣) إذ جاء ربه بقلب سليم (٨٤) إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون (٨٥) إئفكاً ءالهةً دون الله تريدون (٨٦) فما ظنكم بربِّ العالمين (٨٧) ﴾
٨٣ - ﴿شِيعَتِهِ﴾ من أهل دينه، أو على سنته ومنهاجه يعني إبراهيم من شيعة نوح، أو شيعة محمد [صلى الله عليه وسلم] قيل الشيعة الأعوان أخذ من الأشياع الحطب الصغار يوضع مع الكبار لتعين على وقودها.
٨٤ - ﴿سَلِيمٍ﴾ من الشك " أو ناصح لله - تعالى - في خلقه، أو الذي يحب للناس ما يحب لنفسه وسلم الناس من غشه وظلمه وأسلم لله - تعالى - بقلبه ولسانه "، أو مخلص، أو لا يكون لعاناً.
﴿فَنَظَرَ نظرةً في النجومِ (٨٨) فقال إني سقيم (٨٩) فتولوا عنه مدبرين (٩٠) فراغ إلىءالهتهم فقال ألا تأكلون (٩١) ما لكم لا تنطقونَ (٩٢) فراغ عليهم ضرباً باليمين (٩٣) فأقبلوا إليه يزفون (٩٤) قال أتعبدون ما تنحِتُون (٩٥) والله خلقكم وما تعملون (٩٦) قالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم (٩٧) فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين (٩٨) ﴾
٨٨ - ﴿فنظر نظرة في النجوم﴾ رأى نجماً طالعاُ [فقال
﴿إني سقيم﴾ قاله
58
سعيد بن المسيب] أو هي كلمة للعرب تقول لمن نظر في أمره وتفكر قد نظر في النجوم قاله قتادة، أو نظر فيما نجم من قومه، أو كان علم النجوم من علم النبوة فلما حبست الشمس على يوشع بن نون أبطل الله ذلك فنظر إبراهيم فيها وكانت علماً نبوياً.
59
٨٨ - ﴿فَقَالَ إِنِّى سَقِيمٌ﴾ استدل بها على وقت حمى كانت تأتيه، أو سقيم فيما في عنقي من الموت، أو بما أرى من قبح عبادتكم لغير الله - تعالى -، أو سقيم لعلة عرضت له، أو أرسل إليه ملكهم بأن يخرج معهم من الغد إلى عيدهم فنظر إلى نجم فقال إن هذا النجم لم يطلع قط إلا طلع بسقمي فكابد نبي الله [صلى الله عليه وسلم] عن دينه، سقيم: أي طعين وكانوا يفرون من المطعون وهذه خطيئته التي قال اغفر لي خطيئتي يوم الدين وعدها الرسول [صلى الله عليه وسلم] من كذبه في ذات الله.
59
﴿ فقال إني سقيم ﴾ استدل بها على وقت حمى كانت تأتيه، أو سقيم فيما في عنقي من الموت، أو بما أرى من قبح عبادتكم لغير الله -تعالى-، أو سقيم لعلة عرضت له، أو أرسل إليه ملكهم بأن يخرج معهم من الغد إلى عيدهم فنظر إلى نجم فقال إن هذا النجم لم يطلع قط إلا طلع بسقمي فكابد نبي الله صلى الله عليه وسلم عن دينه، سقيم : أي طعين وكانوا يفرون من المطعون وهذه خطيئته التي قال اغفر لي خطيئتي يوم الدين وعدها الرسول صلى الله عليه وسلم من كذبه في ذات الله.
٩١ - ﴿فراغ إلى آلهتهم﴾ ذهب، أو مال إليهم، أو أقبل عليهم، أو أحال عليهم
﴿أَلا تأْكُلُونَ﴾ استهزاء بهم، أو وجدوهم خرجوا إلى العيد وجعلوا لأصنامهم طعاماً كثيراً فقال لها ألا تأكلون تجهيلاً لمن عبدها وتعجيزاً لها.
59
٩١ - ﴿يَزِفُّون﴾ يجرون " ع "، أو يسعون، أو يتسللون، أو يرعدون غضباً، أو يختالون وهو مشية الخيلاء ومنه أخذ زفاف العروس إلى زوجها، " وقوله يتسللون حال بين المشي والعدو ومنه زفيف النعامة لأنه بين المشي والعدو ".
60
٩٣ - ﴿بِالْيَمِينِ﴾ اليد اليمنى لأن ضربها أشد، أو باليمين التي حلفها في قوله {وتالله لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ) [الأنبياء: ٥٧] أو اليمين القوة وقوة النبوة أشد.
﴿ يَزِفُّون ﴾ يجرون " ع "، أو يسعون، أو يتسللون، أو يرعدون غضباً، أو يختالون وهو مشية الخيلاء ومنه أخذ زفاف العروس إلى زوجها، 'وقوله يتسللون حال بين المشي والعدو ومنه زفيف النعامة لأنه بين المشي والعدو'.
٩٨ - ﴿الأَسْفَلِينَ﴾ في الحجة، أو في جهنم، أو المهلكين لأن الله - تعالى - عقب ذلك بهلاكهم، أو المقهورين لخلاصه من كيدهم فما أحرقت النار إلا وثاقه وما انتفع بها يومئذ أحد من الناس وكانت الدواب كلها تطفئ النار عنه إلا الوزغ فإنه كان ينفخها عليه فأمر الرسول [صلى الله عليه وسلم] بقتله.
﴿وَقَالَ إني ذاهبٌ إلى ربي سيهدين (٩٩) رب هب لي من الصالحين (١٠٠) فبشرناه بغلامٍ حليم (١٠١) فلما بلغَ معه السعيَ قالَ يابني إني أرى في المنام أني أذبحكم فانظر ماذا ترى قال ياأبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين (١٠٢) فلما أسلما وتله للجبين (١٠٣) وناديناه أن يا إبراهيم (١٠٤) قد صدَّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين (١٠٥) إن هذا لهو البلؤا المبين (١٠٦) وفديناه بذبح عظيم (١٠٧) وتركنا عليه في الآخرين (١٠٨) سلام على إبراهيم (١٠٩) كذلك نجزي المحسنين (١١٠) إنه من عبادنا المؤمنين (١١١) وبشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين (١١٢) وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسنٌ وظالمٌ لنفسه مبين (١١٣) ﴾
٩٩ - ﴿ذاهبٌ إِلَى رَبِّى﴾ منقطع إليه بالعبادة، أو ذاهب إليه بقلبي وديني وعملي، أو مهاجر إليه بنفسي من أرض العراق وهو أول من هاجر من الخلق
60
مع لوط وسارَّة إلى حران، أو الشام.
﴿سَيَهْدِينِ﴾ إلى طريق الهجرة، أو الخلاص من النار، أو إلى قول حسبي الله عليه توكلت [١٦٠ / أ] /.
61
١٠١ - ﴿بِغُلامٍ﴾ إسماعيل، أو إسحاق ﴿حَلِيمٍ﴾ وقور.
١٠٢ - ﴿السَّعْىَ﴾ مشى معه، أو العمل، أو العبادة، أو العمل الذي تقوم به الحجة وكان ابن ثلاث عشرة سنة ﴿أَرَى فِى الْمَنَامِ﴾ قال الرسول [صلى الله عليه وسلم] " رؤيا الأنبياء وحي " ﴿مَاذَا تَرَى﴾ من صبرك وجزعك، أو قاله امتحاناً لصبره على أمر الله - تعالى - ولم يقل ذلك استشارة. ﴿مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ على القضاء، أو الذبح، فوجده صادق الطاعة سريع الإجابة قوي الدين.
١٠٣ - ﴿أَسْلَمَا﴾ اتفقا على أمر واحد، أو سلما لأمر الله - تعالى - فسلم
61
إسحاق نفسه لله - تعالى - وسلم إبراهيم أمره الله - تعالى -
﴿وَتَلَّهُ﴾ صرعه على جبينه " ع " فالجبين ما عن يمين الجبهة وشمالها، أو أكبه لوجهه، أو وضع جبينه على تل قال إسحاق: " يا أبتِ إذبحني وأنا ساجد ولا تنظر إلى وجهي فقد ترحمني فلا تذبحني ".
62
١٠٥ - ﴿صَدَّقْتَ الرُّؤْيَآ﴾ عملت بما رأيته في النوم وكان رأى أنه قعد منه مقعد الذابح ينتظر الأمر بإمضاء الذبح ففعل ذلك، أو رأى أنه أمر بذبحه بشرط التمكين فلم يمكن وكان كلما اعتمد بالشفرة انقلبت وجُعل على حلقه صفيحة من نحاس، أو رأى أنه ذبحه وفعل ذلك فوصل إلى الأوداج بلا فصل، والذبيح " إسحاق " بن سارة كان له سبع سنين وكان مذبحه من بيت المقدس على ميلين ولدته سارة ولها تسعون سنة ولما علمت ما أراد بإسحاق بقيت يومين وماتت في الثالث، أو إسماعيل مذبحه بمنى عند الجمار التي رُمي إبليس منها في
62
كل جمرة بسبع حصيات فَجمر بين يديه أي أسرع فسميت جماراً، أو ذبحه على الصخرة التي بأصل الجبل بمنى.
64
١٠٦ - ﴿البلاء الْمُبِينُ﴾ الاختبار العظيم، أو النعمة البينة.
١٠٧ - ﴿بِذِبْحٍ﴾ كبش من غنم الدنيا " ح "، أو كبش نزل من الجنة وهو الذي قربه أحد ابني آدم فتقبل منه " ع "، أو كبش رعى في الجنة أربعين خريفاً، أو تيس من الأروى أُهبط عليهما من ثبير " ح " والذِبح المذبوح وبالفتح فعل الذبح ﴿عَظِيمٍ﴾ لرعيه في الجنة " ع "، أو لأنه ذبح بحق " ح "، أو لأنه متقبل.
١٠٨ - ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الأَخِرِينَ﴾ الثناء الحسن، أو أن يقال
﴿سلام على إبراهيم﴾ [١٠٩].
{وَلَقَدْ مننا على موسى وهارون (١١٤) ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم (١١٥) ونصرانهم فكانوا هم الغالبين (١١٦) وءاتيناهما الكتاب المستبين (١١٧) وهديناهما الصراط المستقيم (١١٨) وتركنا عليهما في الآخرين (١١٩) سلامٌ على موسى وهارون (١٢٠) إنا كذلك نجزي المحسنين (١٢١) إنهما من عبادِنا المؤمنين (١٢٢) وإن إلياس لمن المرسلين (١٢٣) إذ قالَ لقومه ألا تتقون (١٢٤) أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين (١٢٥) الله ربكم ورب ءابائكم الأولين (١٢٦) فكذبوه فإنهم لمحضرون (١٢٧) إلا عباد الله
64
المخلصين (١٢٨) وتركنا عليه في الآخرين (١٢٩) سلام على إل ياسين (١٣٠) إن كذلك نجزي المحسنين (١٣١) إنه من عبادنا المؤمنين (١٣٢) }
65
١٢٤ - ﴿إِلْيَاسَ﴾ إدريس " ع "، أو نبي من ولد هارون وجوز قوم أن يكون إلياس بن مضر.
١٢٥ - ﴿بَعْلاً﴾ رباً بلغة أزد شنوءة وسمع ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - رجلاً من أهل اليمن يسوم ناقة بمنى فقال من بعل هذه؟ أي ربها، أو صنم اسمه بعل كانوا يعبدونه وبه سميت بعل بك، أو امرأة كانوا يعبدونها ﴿أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ﴾ أحسن من قيل له خالق، أو أحسن الصانعين لأن الناس يصنعون ولا يخلقون.
١٣٠ - ﴿إلْياسين﴾ جمع يدخل فيه جميع إلياسين، أو زاد في إسم إلياس لأنهم يغيرون الأسماء الأعجمية بالزيادة كميكال وميكائيل ﴿آلِ ياسين﴾ تسليم على آله دونه وأضافهم إليه تشريفاً له، أو هو إلياس فقيل ياسين لمؤاخاة الفواصل كطور سيناء وطور سينين، أو دخلت للجمع فيكون داخلاً في جملتهم.
﴿وَإنَّ لوطاً لمن المرسلين (١٣٣) إذ نجيناه وأهله أجمعين (١٣٤) إلا عجوزاً في الغابرين (١٣٥) ثم دمرنا الآخرين (١٣٦) وإنكم لتمرون عليهم مصبحين (١٣٧) وبالليل أفلا تعقلون (١٣٨) ﴾
١٣٥ - ﴿الغابرين﴾ الهلكى، أو الباقين من الهلكى [١٦٠ / ب] /، أو الباقين في عذاب الله، أو الماضين في العذاب.
65
﴿وإنَّ يونس لمنَ المرسلين (١٣٩﴾ إذ أبقَ إلى الفلكِ المشحونِ (١٤٠) فساهمَ فكانَ منَ المُدَحَضينَ (١٤١) فالتقمهُ الحوتُ وهوَ مُليمٌ (١٤٢) فلولاَ أنه كانَ من المسبحين (١٤٣) للبثَ في بطنهِ إلى يوم يُبعثون (١٤٤) فنبذناه بالعراءِ وهم سقيم (١٤٥) وأنبتنا عليه شجرةً من يقطين (١٤٦) وأرسلناه إلى مائةِ ألفٍ أو يزيدون (١٤٧) فآمنوا فمتعناهم إلى حين (١٤٨) }
66
١٣٩ - ﴿يُونُسَ﴾ بعثه الله - تعالى - إلى نينوى من أرض الموصل بشاطئ دجلة.
١٤٠ - ﴿أَبَقَ﴾ فر، والآبق المار إلى حيث لا يعلم به وكان أنذرهم بالعذاب إن لم يؤمنوا وجعل علامته خروجه من بينهم فلما خرج جاءتهم ريح سوداء فخافوا فدعوا الله - تعالى - بأطفالهم وبهائمهم فصرف الله - تعالى - عنهم العذاب فخرج مكايداً لقومه مغاضباً لدين ربه فركب في سفينة موقرة فلما استثقلت خافوا الغرق لريح عصفت بهم " ع " أو لحوت عارضهم فقالوا فينا مذنب لا ننجوا إلا بإلقائه فاقترعوا فخرجت القرعة عليه فألقوه فَأَمِنوا.
١٤١ - ﴿فَسَاهَمَ﴾ قارع بالسهام ﴿الْمُدْحَضِينَ﴾ المقروعين، أو المغلوبين.
١٤٢ - ﴿مُلِيمٌ﴾ مسيء مذنب " ع "، أو يلوم نفسه على ما صنع، أو يلام على ما صنع.
١٤٣ - ﴿الْمُسَبِّحِينَ﴾ المصلين " ع "، أو القائلين ﴿لاَّ إله إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ﴾ الآية [الأنبياء: ٨٧]، أو العابدين، أو التائبين.
١٤٤ - ﴿إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ إلى القيامة فيصير بطن الحوت قبراً له والتقمه ضُحىً ولفظه عشية، أو بعد ثلاثة أيام، أو سبعة، أو أربعين.
١٤٥ - ﴿بِالْعَرَآءِ﴾ بالساحل " ع " أو الأرض، أو موضع بأرض اليمن، أو الفضاء الذي لا يواريه نبت ولا شجر ﴿سَقِيمٌ﴾ كهيئة الصبي، أو الفرخ الذي ليس عليه ريش.
١٤٦ - ﴿مِّن يَقْطِينٍ﴾ القرع، أو كل شجرة ليس لها ساق تبقى من الشتاء إلى الصيف، أو كل شجرة لها ورق عريض، أو كل ما ينبسط على وجه الأرض من البطيخ والقثاء، أو شجرة سماها الله - تعالى - يقطيناً أظلته.
١٤٧ - ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ﴾ بعد نبذ الحوت " ع " فكأنه أرسل إلى أمة بعد أمة أو أرسل إلى الأولين فآمنوا بشريعته
﴿أَوْ يَزِيدُونَ﴾ أو للإبهام كأنه قال أرسلناه إلى أحد العددين، أو هو على شك المخاطبين، أو معناه بل يزيدون " ع " فزادوا على ذلك عشرين ألفاً مأثور، أو ثلاثين ألفاً " ع " أو بضعة وثلاثين ألفاً قاله الحكم، أو بضعه وأربعين ألفاً، أو سبعين ألفاً.
{فَاسْتَفِتهِمْ ألربَكَ البناتُ ولهمُ البنونَ (١٤٩) أمْ خلقنَا الملائكَة إناثاً وهمْ شاهدونَ (١٥٠) ألا إنهم من إفكِهِمْ ليقولون (١٥١) ولدَ اللهَ وإنهم لكاذبونَ (١٥٢) أصطفى
67
البناتِ على البنينَ (١٥٣) ما لكم كيفَ تحكمونَ (١٥٤) أفلا تذكرونَ (١٥٥) أم لكم سلطانٌ مبين (١٥٦) فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين (١٥٧) وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً ولقد علمتِ الجنة أنهم لمحضرون (١٥٨) سبحان الله عما يصفون (١٥٩) إلا عباد الله المخلصين (١٦٠)
68
١٥٦ - ﴿سلطانٌ مبينٌ﴾ عذر بين، أو حجة واضحة، أو كتاب بين.
١٥٨ - ﴿بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً﴾ إشراكهم الشياطين في عبادته، أو قول يهود أصفهان إن الله صاهر الجن فكانت الملائكة من بينهم، أو الزنادقة قالوا إن الله وإبليس أخوان فالخير والنور والحيوان النافع من خلق الله والظلمة والشر والحيوان الضار من خلق الشيطان، أو قول المشركين الملائكة بنات الله فقال أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - فمن أمهاتهم؟ فقالوا بنات سروات الجن. سموا جنة لاجتنابهم واستتارهم كالجن، أو لأنهم على الجنان، أو بطن من الملائكة يسمون الجنة ﴿عَلِمَتِ الْجِنَّةُ﴾ الملائكة، أو الجن أن قائل هذا القول محضر، أو علمت الجن أن أنفسهم محضرة في النار، أو للحساب.
{فَإِنَّكُمْ وما تعبدون (١٦١) ما أنتم عليه بفاتنين (١٦٢) إلا من هو صال الجحيم (١٦٣) وما منا إلا له مقامٌ معلوم (١٦٤) وإنا لنحن الصافون (١٦٥) وإنا لنحن المسبحون (١٦٦) وإن كانوا ليقولون (١٦٧) لو أن عندنا ذكراً من الأولين (١٦٨) لكنا عبادَ اللهِ المخلصينَ (١٦٩) فكفروا به فسوف يعلمون (١٧٠)
١٦١ - ﴿فَإِنَّكُمْ﴾ أيها المشركون ﴿وَمَا تَعْبُدُونَ﴾ من آلهتكم.
١٦٢ - ﴿بِفَاتِنِينَ﴾ بمضلين من تدعونه إلى عبادتها.
١٦٣ - ﴿إِلا مَنْ هُوَ صَالِ﴾ إلا من سبق في العلم الأول أنه يصلاها " ع " أو من [١٦١ / أ] / أوجب الله أنه يصلاها " ح ".
١٦٤ - ﴿وَمَا مِنَّآ﴾ ملك إلاَّ له في السماء ﴿مَقَامٌ مَّعْلُومٌ﴾، أو كان يصلي الرجال والنساء جميعاً حتى نزلت فتقدم الرجال وتأخر النساء.
١٦٥ - ﴿لَنَحْنُ الصَّآفُّونَ﴾ الملائكة صفوف في السماء، أو في الصلاة، أو حول العرش ينتظرون ما يؤمرون به، أو كان الناس يصلون متبددين فلما نزلت أمرهم الرسول [صلى الله عليه وسلم] أن يصطفوا.
١٦٦ - ﴿الْمُسَبِّحُونَ﴾ المصلون، أو المنزهون الله عما أضافه إليه المشركون فكيف يعبدوننا ونحن نعبده.
﴿وَلَقَدْ سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين (١٧١) إنهم لهم المنصورون (١٧٢) وإن جندنا لهم الغالبون (١٧٣) فتول عنهم حتى حين (١٧٤) وأبصرهم فسوف يبصرون (١٧٥) أبعذابنا يستعجلون (١٧٦) فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين (١٧٧) وتولَّ عنهم حتى حين (١٧٨) وأبصر فسوف يبصرون (١٧٩) سبحانَ ربك رب العزة عما يصفون (١٨٠) وسلامٌ على المرسلين (١٨١) والحمدُ للهِ رب العالمينَ (١٨٢) ﴾
١٧٢ - ﴿لَهُمُ الْمَنصُورُونَ﴾ بالحجج، أو بأنهم سينصرون، قال الحسن - رضي الله تعالى عنه - لم يقتل من الرسل أصحاب الشرائع أحد قط نصروا
69
بالحجج في الدنيا وبالعذاب في الآخرة أو بالظفر إما بالإيمان، أو بالانتقام.
70
١٧٤ - ﴿حَتَّى حِينٍ﴾ يوم بدر، أو فتح مكة، أو الموت أو القيامة منسوخة، أو محكمة.
١٧٥ - ﴿وَأَبْصِرْهُمْ﴾ أبصر ما ضيعوا من أمري فسيبصرون ما يحل بهم من عذابي أو أبصرهم وقت النصر فسوف يبصرون ما يحل بهم، أو أبصر حالهم بقلبك فسوف يبصرون ذلك في القيامة، أو أعلمهم فسوف يعلمون.
70
سُورة ص
مكية اتفاقاً
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿صَ والقرآن ذي الذكر (١) بل الذين كفروا في عزةٍ وشقاقٍ (٢) كم أهلكنا من قبلهم من قرنٍ فنادوا حين مناصٍ (٣) ﴾
71