تفسير سورة التوبة

تفسير القرآن
تفسير سورة سورة التوبة من كتاب تفسير القرآن .
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة التوبة وهي مدنية
نا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب في قوله تعالى :}براءة من الله ورسوله } قال : لما قفل النبي صلى الله عليه وسلم زمان حنين اعتمر من الجعرانة وأمر أبا بكر على تلك الحجة.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن أبا هريرة كان يحدث أن أبا بكر أمر أبا هريرة أن يؤذن ببراءة في ناس معه، قال أبو هريرة : ثم تبعنا١ النبي صلى الله عليه وسلم عليا، وأمره أن يؤذن ببراءة وأبو بكر على الموسم كما هو، أو قال : على هيئته.
عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي قال : أمرت بأربع : أمرت ألا يقرب البيت بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف رجل بالبيت عريانا، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وأن أتم إلى كل ذي عهد عهده.
١ في (م) ثم أتبعنا..
عبد الرزاق : قال معمر : قال قتادة مثله أيضا.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في قوله تعالى :﴿ فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ﴾. قال : نزلت في شوال، فهي أربعة أشهر : شوال، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم.
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة والكلبي : عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وربيع الأول وعشر١ من ربيع الآخر، وكان ذلك العهد الذي كان بينهم.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي أنها كانت هذه الأربعة الأشهر لمن٢ كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد دون الأربعة، فجعل له عهد أكثر من الأربعة الأشهر، فهو الذي أمر أن يتم له عهده، فقال : أتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم.
١ جاءت الرواية في (م) كالتالي:
(وقال: قتادة والكلبي هي عشر من ذي الحجة والمحرم وصفر وربيع الأول وعشرون من ربيع الآخر) وهذا تصحيف بين (عشر من عشرون) وما أثبتناه هو الصحيح لأن الإعلان لهم كان يوم عرفة وقيل يوم النحر فالباقي، من ذي الحجة عشرون يوما، وتنتهي الأشهر الأربعة في عشر من ربيع الآخر..

٢ في (م) فمن..
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ إلى الناس يوم الحج الأكبر ﴾ قال : إنما سمي الحج الأكبر ؛ لأنه حج أبو بكر الحجة التي حجها فاجتمع فيها المسلمون والمشركون، ووافق أيضا١ عيد اليهود والنصارى فلذلك سمي الحج الأكبر.
قال عبد الرزاق قال معمر : وقال عطاء : يوم عرفة يوم الحج الأكبر.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث بن علي قال : الحج الأكبر يوم النحر.
معمر وقال الزهري : يوم النحر الحج الأكبر.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن أهل الجاهلية كانوا يسمون الحج الأصغر العمرة.
عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال : الحج الأكبر يوم عرفة.
عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال : أدبار النجوم ركعتان قبل الفجر، وأدبار السجود ركعتان من٢ بعد المغرب، والحج الأكبر يوم النحر.
عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق قال : سألت عبد الله بن شداد عن الحج الأكبر والحج الأصغر، فقال : الحج الأكبر يوم النحر، والحج الأصغر العمرة.
عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق قال : سألت أبا حجيفة عن الحج الأكبر قال : فقال : يوم عرفة. فقلنا، أمن عندك هذا أم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كل ذلك، قال : فسألت عبد الله بن شداد، فقال : الحج الأكبر يوم النحر، والحج الأصغر العمرة.
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال : أفضل أيام الحج يوم عرفة.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عبد الملك بن عمير قال : سمعت عبد الله ابن أبي أوفى يقول : الحج الأكبر يوم يوضع فيه الشعر، ويهراق فيه الدماء٣ ويحل فيه الحرام.
١ في (م) ذلك..
٢ كلمة (من) من (ق)..
٣ في (م) الدم..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ﴾ قال : هو يوم الحديبية، قال : يستقيموا، نقضوا عهدهم، أعانوا بني بكر حلفاء قريش على خزاعة حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إلا ولا ذمة ﴾ قال : الإل : الحلف، والذمة : العهد.
عبد الرزاق عن معمر قال : وأخبرني ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : إلا ولا ذمة، لا يراقبون الله تعالى ولا غيره.
أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فقاتلوا أئمة الكفر ﴾ قال : أبو سفيان بن حرب، وأمية بن خلف، وعتبة بن ربيعة، وأبو جهل بن هشام، وسهيل بن عمرو، وهم الذين نكثوا عهد الله وهموا بإخراج الرسول، وليس والله كما يتأول أهل الشبهات والبدع والفِرى على الله تعالى وعلى كتابه١.
١ في حاشية (ق) (أي الخوارج ونحوهم الذين يؤولون القرآن العظيم)..
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ وليجة ﴾ قال : هو الكفر والنفاق أو أحدهما.
معمر عن يحيى بن أبي كثير عن رجل عن النعمان بن بشير أن رجلا قال : ما أبالي ألا أعمل عملا بعد الإسلام، يقول : إلا أن أسقي الحاج، وقال آخر : ما أبالي ألا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام، وقال آخر : الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم، فزجرهم عمر، وقال : لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله، وذلك يوم الجمعة، ولكن إذا صلى الجمعة دخلنا عليه، فنزلت :﴿ أجعلتم سقاية الحاج ﴾ إلى قوله :﴿ لا يستوون عند الله ﴾.
معمر عن عمرو عن الحسن قال : لما نزلت :﴿ أجعلتم سقاية الحاج ﴾ في علي وعباس وعثمان وشيبة تكلموا في ذلك، فقال : عباس ما أراني إلا تاركا سقايتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أقيموا سقايتكم فإن لكم فيها خيرا " ١.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن إسماعيل عن الشعبي قال : نزلت في علي وعباس تكلما في ذلك.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن قال لما نزلت :﴿ أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ﴾ قال العباس : ما أراني إلا تاركا سقايتنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أقيموا سقايتكم فإن لكم فيها خيرا " ٢
١ نسبه ابن كثير في تفسيره إلى عبد الرزاق، ولم أجده في غيره من كتب الصحاح والسنن..
٢ نسبه ابن كثير في تفسيره إلى عبد الرزاق، ولم أجده في غيره من كتب الصحاح والسنن..
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن كثير بن عباس بن عبد المطلب عن أبيه في قوله تعالى :﴿ ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم ﴾ قال : لما كان يوم حنين التقى المسلمون والمشركون، فولى المسلمون يومئذ، فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وما معه أحد١ إلا أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب آخذا بغرز رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يألو ما أسرع نحو المشركين، قال : فأتيت حتى أخذت بلجامه وهو على بغلة له٢ شهباء، فكففتها، فقال : " يا عباس ناد أصحاب السمرة " قال : فناديت، وكنت رجلا صيتا، فناديت بصوتي الأعلى : أين أصحاب السمرة ؟ فأقبلوا كأنهم الإبل إذا حنت إلى أولادها، يقولون : يا لبيك يا لبيك. وأقبل المشركون فاقتتلوا والمسلمون، ونادت٣ الأنصار : يا معشر الأنصار، يا معشر الأنصار، ثم قصرت الدعوة في بني الحارث بن الخزرج يا بني الحارث بن الخزرج، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول إلى قتالهم، فقال : " هذا حين حمي الوطيس "، ثم أخذ بيده من الحصباء، فرماهم بها، ثم قال : " انهزموا ورب الكعبة انهزموا ورب الكعبة "، مرتين، قال : فوالله مازلت أرى أمرهم مدبرا وحدهم٤ كليلا حتى هزمهم الله، فكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلة له٥.
قال الزهري، وأخبرني ابن المسيب أنهم أصابوا يومئذ ستة آلاف سبي، قال الزهري : وأخبرني عروة أنهم جاءوا مسلمين بعد ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا نبي الله أنت خير الناس، وأنت أبر الناس، وقد أخذت٦ أبناؤنا ونساؤنا وأموالنا. قال : إن عندي من ترون، وإن خير القول أصدقه، قال : فاختاروا مني إما ذراريكم ونساءكم وإما أموالكم، فقالوا : ما كنا نعدل بالأحساب شيئا، فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا، فقال : " إن هؤلاء قد جاءوا مسلمين، وإنا قد خيرناهم بين الذراري والأموال، فلم يعدلوا بالأحساب شيئا، فمن كان٧ عنده شيء فطابت نفسه أن يرده فبسبيل ذلك، ومن أبي فليعطنا، وليكن قرضا علينا حتى نصيب شيئا فنعطه وقد مكانه " قالوا : يا نبي الله رضينا وسلمنا، قال : " إني لا أدري، لعل فيكم من لم يرض فأمروا عرفاءكم فليرفعوا ذاكم إلينا "، فرفعت٨ إليه أن قد رضوا وسلموا٩.
١ كلمة (أحد) من (ق)..
٢ كلمة (له) من (ق)..
٣ في (م) وناديت الأنصار، وما أثبتناه أصح، لأن الأنصار تنادوا فيما بينهم..
٤ في (م) وجدهم..
٥ رواه مسلم في الجهاد ج ٥ ص ١٦٧. وأحمد ج ١ ص ٢١٧..
٦ في (م) أخذت أبناءنا – بالبناء للفاعل..
٧ في (ق) كانت..
٨ في (م) فرفعوا..
٩ رواه النسائي في باب الهيبة بأطول مما ذكر هنا، انظر ج ٦ ص ٢٦٢ وأحمد ج ٢ ص ١٨٤، ٢١٨..
عبد الرزاق عن معمر في قوله تعالى :﴿ إنما المشركون نجس ﴾ قال : لا أعلم قتادة إلا قال : النجس الجنابة.
قال عبد الرزاق : قال معمر : وبلغني أن حذيفة لقي النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده، فقال حذيفة : يا رسول الله، إني جنب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن المؤمن لا ينجس " ١.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ﴾ قال : إلا صاحب الجزية أو عبد لرجل من المسلمين.
عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : في قوله تعالى :﴿ إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام ﴾ قال : لا٢، إلا أن يكون عبدا أو أحد من أهل الذمة.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم صالح عبدة الأوثان على الجزية إلا من كان٣ من العرب منهم، وقبل النبي صلى الله عليه وسلم الجزية٤ من أهل البحرين وكانوا مجوسا٥.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله ﴾ قال : أغناهم الله بالجزية الجارية شهرا فشهرا، وعاما فعاما.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لا يمسه إلا المطهرون ﴾ قال : لا يمسه في الآخرة إلا المطهرون، فأما في الدنيا فقد مسه الكافر النجس والمنافق الرجس.
١ رواه البخاري في الغسل ج ١ ص ٧٤ من حديث أبي هريرة.
وأخرجه مسلم من حديث حذيفة وأبي هريرة ج ١ ص ١٩٤.
وأبو داود في الطهارة ج ١ ص ١٥٧ من حديث حذيفة، وأبي هريرة.
والترمذي في الطهارة ج ١ ص ٧٩ من حديث أبي هريرة وحذيفة..

٢ كلمة (لا) من (ق)..
٣ في (م) إلا من كان منهم..
٤ في (م) من أهل البحرين الجزية..
٥ أصل الحديث في البخاري ج ٤ ص ٦٢ باب الجزية، عن عمرو بن أوس مع اختلاف في اللفظ.
وأبو داود في الخراج والإمارة ج ٤ ص ٢٥١ مثل حديث البخاري.
والترمذي في السير ج ٣ ص ٧٣، باب ما جاز في أخذ الجزية من المجوس، مثل حديث البخاري..

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يضاهئون قول الذين كفروا من قبل ﴾ قال : ضاهت النصارى قول اليهود من قبل، فقالت النصارى : المسيح ابن الله، كما قالت اليهود عزير ابن الله.
عبد الرزاق عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختري قال : سأل رجل حذيفة فقال : يا أبا عبد الله أرأيت قوله :﴿ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ﴾ أكانوا يعبدونهم ؟ قال : لا، ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه.
عبد الرزاق أنا الثوري قال : أنا أبو حصين عن أبي الضحى عن جعدة١ ابن هبيرة عن علي في قوله تعالى :﴿ والذين يكنزون الذهب والفضة ﴾ قال : أربعة آلاف درهم فما دونها نفقة، وما فوقها كنز.
عبد الرزاق عن الثوري٢ عن منصور عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال : نزلت هذه الآية ﴿ والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ﴾ قال المهاجرون : فأي المال نتخذ ؟ قال عمر : فإني أسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه، قال : فأدركته على بعيري، فقلت : يا رسول الله، إن المهاجرين قالوا : أي المال نتخذ ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لسانا ذاكرا، وقلبا شاكرا، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على دينه " ٣.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : ذكر لنا٤ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " من فارق الروح جسده وهو بريء من ثلاث دخل الجنة، الكنز والغلول والدين " ٥.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن شهر بن حوشب بن أبي أمامة قال : توفي رجل من أهل الصفة، فوجد في إزاره دينار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " كية "، ثم توفي آخر، فوجد في إزاره ديناران، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " كيتان " ٦، قال معمر : كانوا يأكلون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما بالهم يرفعون شيئا !
عبد الرازق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال : بلغني أن الكنز يتحول يوم القيامة شجاعا أقرع، يتبع صاحبه وهو يفر منه، يقول : أنا كنزك، لا يدرك منه شيئا إلا أخذه.
عبد الرازق قال أنا معمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل يوم القيامة صفائح من نار، فكوى بها جنبه وجبهته وظهره، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين الناس ثم يرى سبيله، وإن كانت إبلا إلا بطح بها بقاع قرقر، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، تطؤه بأخفافها، حسبته قال : وتعضه بأفواهها يرد أولها على آخرها حتى يقضى بين الناس، ثم يرى سبيله، وإن كانت غنما فكمثل ذلك إلا أنه قال :٧ تنطحه بقرونها وتطأه بأظلافها " ٨.
عبد الرازق عن معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان له مال فلم يؤد حقه جعل له٩ يوم القيامة شجاع أقرع، لفيه زبيبتان يتبعه حتى يضع يده فيه، فلا يزال يقضمها حتى يقضى بين الخلائق " ١٠.
عبد الرازق عن الثوري عن أبي سلمة عن رجلين بينه وبين ابن مسعود عن ابن مسعود قال : من كسب طيبا خبثه منع الزكاة، ومن كسب خبيثا لم تطيبه الزكاة.
عبد الرازق عن جعفر بن سليمان، قال : أخبرني ابن أبي سليمان١١ عن يزيد الرقاشي، قال : سمعت أنس بن مالك يقول : لا صلاة إلا بزكاة.
عبد الرازق عن معمر عن قتادة قال : كان يقال : إن الزكاة قنطرة بين الناس١٢ وبين الجنة، فمن أدى الزكاة قطع القنطرة.
١ في (م) جعفر بن هبيرة وهو تصحيف..
٢ في (م) عبد الرزاق عن منصور..
٣ الترمذي في كتاب التفسير ج ٤ ص ٣٤١. وابن ماجه في النكاح.
وأحمد ج ٥ ص ٢٧٨، ٢٨٢..

٤ في (م) له..
٥ رواه ابن ماجه في الصدقات ١٢.
والدارمي في البدع ج ٢ ص ٢٦٢ وفي رواية (الكبر) بدل (الكنز).
وأحمد ج ٥ ص ٢٧٦ وفيه (الكبر) أيضا.
والترمذي في السير ج ٢ ص ٦٧ وفيه (الكبر) أيضا..

٦ رواه الإمام أحمد ج ١ ص ١٠١، ج ٥ ص ٢٥٢..
٧ كلمة (قال) من (م)..
٨ رواه مسلم في الزكاة ج ٣ ص ٧٠ بأطول من هذا. وأبو داود في الزكاة ج ٢ ص ٢٤٨.
الدارمي في الزكاة ج ١ ص ٣٨٠ مختصرا.
والنسائي في الزكاة ج ٥ ص ١٢ باختصار ومع اختلاف في اللفظ..

٩ كلمة (له) من (ق)..
١٠ البخاري في الزكاة ج ٢ ص ١١٠ مع اختلاف في اللفظ.
وتفسير سورة آل عمران ج ٥ ص ١٧٢.
والنسائي في الزكاة ج ٥ ص ٣٨..

١١ في (م) سلمى..
١٢ في (م) (النار)..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فتكوى بها جباههم ﴾ قال : أبو ذر بشر أصحاب الكنوز بكي في الجباه، وكي في الجنوب، وكي في الظهور.
عبد الرازق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ إنما النسيء زيادة في الكفر ﴾ قال : فرض الله الحج في ذي الحجة، وكان المشركون يسمون الأشهر ذا الحجة والمحرم وصفر وربيع وربيع وجمادى وجمادى ورجب وشعبان ورمضان وشوال وذا القعدة وذا الحجة، ثم يحجون فيه مرة أخرى، ثم يسكتون عن المحرم، فلا يذكرونه، ثم يعدون فيسمون صفر صفر، ثم يسمون رجب جمادي الآخرة، ثم يسمون شعبان رمضان ورمضان شوال، ثم يسمون ذا القعدة : شوالا، ثم يسمون ذا الحجة، ذا القعدة ثم يسمون المحرم ذا الحجة، ثم يحجون فيه، واسمه عندهم ذو الحجة، ثم عادوا كمثل هذه القصة، فكانوا يحجون في كل سنة في كل شهر عامين حتى وافق حجة أبي بكر الآخرة من العامين في ذي القعدة، ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم حجته التي حج فوافق ذا الحجة، فذلك حين يقول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته : " إن الزمان قد استدار لهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض " ١.
١ انظر هذه الرواية في خطبة حجة الوداع. في البخاري في التفسير ج ٥ ص ٢٠٤.
ومسلم في القسامة ج ٥ ص ١٠٧. وأبو داود في المناسك ج ٢ ص ٤٠٧. ومعنى قوله: (فكانوا يحجون في كل سنة في كل شهر عامين) أي: يحجون حجتين فيجعلونها في ذي القعدة في عامين متتاليين، ثم ينتقلون إلى ذي الحجة فيحجون فيه حجتين في عامين أيضا، ثم ينتقلون إلى المحرم فيحجون فيه حجتين في عامين وهكذا......

عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في قوله :﴿ إذ هما في الغار ﴾ قال : هو الغار الذي في الجبل الذي يسمى ثورا، مكث النبي صلى الله عليه وسلم فيه وأبو بكر ثلاث ليال.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ انفروا خفافا وثقالا ﴾ قال : نشاطا وغير نشاط.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لو كان عرضا قريبا ﴾ قال : هي غزوة تبوك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولأوضعوا خلالكم ﴾ يقول : لأسرعوا، خلالكم : بينكم، يبغونكم الفتنة بذلك.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى :﴿ ائذن لي ولا تفتني ﴾ قال : إن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ائذن لي ولا تفتني، فإني أخاف على نفسي الفتنة، إن بنات الأصفر صباح الوجوه وإني أخشى١ الفتنة على نفسي٢، فقال الله تعالى :﴿ ألا في الفتنة سقطوا ﴾ قال معمر : بلغني أنه الجد٣ بن قيس.
١ في (م) أخاف..
٢ رواه أحمد ج ٦ ص ٢٢، ج ٥ ص ٢٥. وابن ماجه في الفتن ٢٥..
٣ في (ق) جد بن قيس بدون أل..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ومنهم من يلمزك في الصدقات ﴾ قال : يطعن عليك.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي سعيد الخدري، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسما إذ جاءه ابن ذي الخويصره التميمي فقال : اعدل يا رسول الله، فقال : " ويلك١ ! ومن يعدل إذا لم أعدل " ! قال : عمر يا رسول الله ائذن لي فيه٢ فأضرب عنقه، فقال : " دعه، فإن له أصحابا يحتقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كم يمرق السهم من الرمية، فينظر في قذذه٣ فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في نصيه٤ تعالى فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في رصافه٥ فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في نصله فلا يرى فيه شيء، قد سبق الفرث والدم٦، آيتهم رجل أسود إحدى يديه أو قال : على إحدى يديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة، تدر در٧، يخرجون على حين فترة من الناس " قال : فنزلت فيه٨ :﴿ ومنهم من يلمزك في الصدقات ﴾، قال أبو سعيد : أشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن عليا حين قتلهم٩ وأنا معه جيء بالرجل على النعت الذي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم١٠.
١ في (م) ويحك..
٢ كلمة (فيه) من (ق)..
٣ القذذ: ريش السهم، كما في لسان العرب..
٤ نصيه: عوده، وفي رواية البخاري ومسام نضيه، بالضاد المعجمة وهو العود أيضا..
٥ الرصاف: العقبة التي تلوي موضع الفوق..
٦ هذا مثل ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسرعة خروجهم من الدين كالسهم الذي ينفذ، ولا يعلق به شيء من الدم..
٧ تدر در: أي ترجرج تجيء وتذهب..
٨ كلمة (فيه) من (م)..
٩ كان ذلك في حربه مع الخوارج، وقد استبشر المسلمون عبد رؤية ذلك، وعلموا أنهم على حق في قتالهم..
١٠ انظر هذه الرواية في وصف الخوارج. كتب الصحاح والسنن:
البخاري أدب ج ٧ ص ١١١. مسلم زكاة ج ٣ ص ١١٢. أحمد ج ٣ ص ٥٦..

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إنما الصدقات للفقراء والمسكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل ﴾ قال : الفقير من به زمانة، والمسكين الصحيح المحتاج.
عبد الرزاق قال : أنا معمر : نا الثوري عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تحل الصدقة إلا لخمس١ : العامل عليها : أو لرجل اشتراها بماله، أو غارم، أو غاز في سبيل الله، أو مسكين تصدق عليه منها٢ فأهدى منها لغني " ٣.
عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة : أن امرأة أهدت لها رجل شاة تصدق بها عليها فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تقبلها٤.
عبد الرزاق عن معمر قال : أخبرني محمد بن أبي زياد أنه سمع أبا هريرة يقول : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم تمرا من تمر الصدقة، والحسن بن علي في حجره، فلما فرغ حمله النبي صلى الله عليه وسلم على عاتقه، فسال لعابه على خد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم إليه رأسه، فإذا تمرة في فيه، فأدخل النبي صلى الله عليه وسلم يده فانتزعها منه، ثم قال : له أما علمت أن الصدقة لا تحل لآل محمد٥.
عبد الرزاق عن الثوري عن أبي جهضم سالم البصري٦ عن رجل عن ابن عباس قال : نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أقول نهاكم أن ننزي حمارا عن فرس، وأمرنا أن نسبغ الوضوء، ولا نأكل الصدقة٧.
عبد الرزاق عن الثوري عن عطاء بن السائب قال : حدثتني فإن أم كلثوم ابنة علي قال : وأتيتها بصدقة كان أمر بها، فقالت : أخذت٨ شيئا ؟ فإن ميمون أو مهران مولى النبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني أنه مر على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : " يا ميمون، أو قال : يا مهران، إنا أهل بيت نهينا عن الصدقة وإن موالينا من أنفسنا، فلا تأكل٩ الصدقة١٠.
عبد الرزاق عن الثوري عن يزيد بن حيان التميمي، قال : سمعت زيد ابن أرقم، وقيل له من آل محمد ؟ قال : من حرم الصدقة، قال : قيل : من ؟ قال : آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس.
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين أن عمر بن الخطاب قال : ليس المسكين بالذي لا مال له، ولكن المسكين الأخلق الكسب١١.
عبد الرزاق عن الثوري عن عثمان بن الأسود عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ والغارمين ﴾ قال : من احترق بيته، وذهب السيل بماله، وأدان على عياله.
عبد الرزاق عن معمر عن هارون بن رئاب عن كنانة العدوي قال : كنت جالسا عند قبيصة بن المخارق إذ جاءه نفر من قومه، يستعينونه في نكاح رجل من قومه، فأبى أن يعطيهم شيئا، فانطلقوا من عنده، قال كنانة : فقلت له : أنت سيد قومك، أتوك يسألونك، فلم تعطيهم شيئا، قال : لو عصبه بقد١٢ حتى يفحل لكان خيرا له من أن يسأل في هذا، وسأخبرك عن ذلك١٣ : إني تحملت بحمالة في قومي، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت : يا نبي الله إني تحملت بحمالة في قومي وأتيتك لتعينني فيها، قال : بل١٤ نحملها عنك يا قبيصة، ونؤديها إليهم من الصدقة "، ثم قال : " إن المسألة حرمت إلا في ثلاث : في رجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله، فيسأل حتى يصيب قواما من عيشه، ثم يمسك، وفي رجل أصابته حاجة حتى١٥ يشهد له ثلاثة نفر من ذوي الحجا من قومه، أن المسألة قد حلت له، فيسأل حتى يصيب القوام من العيش ثم يمسك، وفي رجل تحمل بحمالة فيسأل١٦ حتى إذا بلغ أمسك، وما كان غير ذلك فإنه سحت يأكله صاحبه سحتا " ١٧.
عبد الرزاق عن معمر عن يحيي بن أبي كثير أن المؤلفة قلوبهم من بني هاشم أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، ومن بني أمية أبو سفيان بن حرب، ومن بني مخزوم الحارث بن هشام وعبد الرحمن بن يربوع، ومن بني جمح ص فوان بن أمية، ومن بني عامر ابن لؤي سهيل بن عمر وحويطب بن عبد العزى، ومن بني أسد بن عبد العزى حكيم بن حزام، ومن بني سهم عدي بن قيس، ومن بني فزارة عيينة بن حصن بن بدر، ومن بني تميم الأقرع بن حابس، ومن بني نصر مالك بن عوف، ومن بني سليم العباس بن مرداس، ومن ثقيف العلاء بن جارية، أعطى النبي صلى الله عليه وسلم كل رجل منهم مائة ناقة، إلا عبد الرحمن بن يربوع وحويطب بن عبد العزى، فإنه أعطى كل واحد منهما خمسين ناقة١٨.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، قال صفوان بن أمية : لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني، وأنه لأبغض الناس إلي. فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي.
١ في (م) لخمسة. أي: من الأغنياء..
٢ في (م) بها فأهداها الغني..
٣ رواه أبو داود في الزكاة ج ٢ ص ٢٣٥ مع تقديم وتأخير في اللفظ.
وابن ماجه ج ١ ص ٥٩٠ والموطأ ج ١ ص ٢٦٨..

٤ رواه أحمد ج ٦ ص ٣٠٨..
٥ أصل الحديث في الصحيحين مع اختلاف في اللفظ باختصار:
البخاري في الزكاة ج ٢ ص ١٢٥. ومسلم في الزكاة ج ٣ ص ١١٧.
ورواه أحمد ج ٢ ص ٤٧٩ ج ٤ ص ٣٤٨ والدارمي في الزكاة ج ١ ص ٣٨٦ مختصرا..

٦ في (م) النصري..
٧ الترمذي في الجهاد ج ٣ ص ١٢٢. والنسائي في الطهارة ج ١ ص ٨٩.
وأحمد ج ١ ص ٧٨..

٨ في (م) لا آخذ شيئا..
٩ في (م) فلا تأكلوا..
١٠ رواه أبو داود في الزكاة، وذكر أن اسم المولى أبو رافع. انظر أبو داود ج ٢ ص ٢٤٤، وكذلك ذكره الترمذي في الزكاة وأن اسم المولى أبو رافع ج ٢ ص ٨٤..
١١ في النهاية في غريب الحديث والأثر: رجل أخلق من المال: أي خلو عار... ومنه حديث عمر: ليس الفقير الذي لا مال له، إنما الفقير الأخلق الكسب. أراد أن الفقر الأكبر إنما هو فقر الآخرة، وأن فقر الدنيا أهون الفقر، ومعنى وصف الكسب بذلك أنه وافر منتظم، لا يقع فيه وكس ولا يتحيفه نقص، وهو مثل للرجل الذي لا يصاب في ماله ولا ينكب، فيثاب على صبره، فإذا لم يصب فيه ولم ينكب كان فقيرا..
١٢ القد: السير من الجلد ونحوه..
١٣ كلمة (عن ذلك) من (ق)..
١٤ في (م) بلى. وهو تصحيف..
١٥ كلمة (حتى) من (ق)..
١٦ كلمة (فيسأل) من (ق)..
١٧ رواه مسلم في الزكاة ج ٣ ص ٩٧ مختصرا.
وأبو داود في الزكاة ج ٢ ص ٢٣٧..

١٨ كلمة (ناقة) من (م).
انظر الرواية في البداية والنهاية ج ٤ ص ٣٦٠ مختصرة..

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب ﴾ قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وركب من المنافقين يسيرون١ بين يديه، فقالوا : أيظن هذا أن تفتتح قصور الروم وحصونها، فأطلع الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم على ما قالوا، فقال : " علي بهؤلاء النفر "، فدعاهم، فقال : " أقلتم كذا وكذا ؟ " فحلفوا : ما كنا إلا نخوض ونلعب٢.
١ في (م) يستهزئون، وهو تصحيف..
٢ رواه أصحاب السير انظر السيرة الحلبية ج ٣ ص ١٠٢..
عبد الرزاق قال معمر، وقال الكلبي : كان رجل منهم لم يمالئهم في الحديث يسير مجانبا لهم فنزلت :﴿ إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة ﴾ فسمي طائفة١ وهو واحد.
١ في (م) فسماه طائفة وهو وحده..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ويقبضون أيديهم ﴾ قال : يقبضون أيديهم عن كل خير.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ فاستمتعوا بخلاقهم ﴾ قال : بدينهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال :﴿ والمؤتفكات ﴾ قوم لوط ائتفكت١ بهم أرضوهم فجعل عاليها سافلها.
١ ائتفكت بهم: أي انقلبت..
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ جاهد الكفار والمنافقين ﴾ بالحدود، أقم عليهم حدود الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر ﴾ قال : نزلت في عبد الله بن أبي ابن سلول.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ﴾ قال : تصدق عبد الرحمن بن عوف بشطر ماله، وكان ماله ثمانية آلاف دينار، فتصدق بأربعة آلاف، فقال ناس من المنافقين : إن عبد الرحمن لعظيم الربا، فقال الله تعالى :﴿ الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم ﴾، وكان لرجل من الأنصار صاعان من تمر، فجاء بأحدهما، فقال ناس من المنافقين : إن كان الله لغنيا١ عن صاع هذا، وكان المنافقون يطعنون عليهم ويستهزؤن٢ بهم، فقال الله جل ثناؤه :﴿ والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم ﴾.
١ في (م) إن الله لغني..
٢ في (م) ويسخرون منهم..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال لما نزلت :﴿ استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ﴾ فقال : النبي صلى الله عليه وسلم : " لأزيدن عن سبعين "، فقال الله عز وجل :﴿ سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ﴾١.
١ أصل الحديث في البخاري مع بعض الزيادات في الجنائز.
انظر ج ٢ ص ٧٦ وفي التفسير ج ٥ ص ٢٠٦.
وأورده ابن جرير بعدة أسانيد والترمذي ج ٤ ص ٣٤٢.
ورواه النسائي في الجنائز ج ٤ ص ٣٦..

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله ﴾ قال : هي غزوة تبوك.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ فليضحكوا قليلا ﴾ قال : يضحكوا قليلا في الدنيا، وليبكوا كثيرا في الآخرة في نار جهنم، جزاء ما كانوا يكسبون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ﴾ قال : أرسل عبد الله بن أبي بن سلول وهو مريض إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم، قال له : " أهلكك حب يهود "، قال له : يا رسول الله إنما أرسلت إليك تستغفر لي، ولم أرسل إليك لتؤنبني، ثم سأله عبد الله أن يعطيه قميصه يكفن فيه، فأعطاه إياه، وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وقام على قبره، فأنزل الله تعالى :﴿ ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ﴾١.
١ أصل الرواية في البخاري ج ٥ ص ٢٠٦.
والترمذي ج ٤ ص ٣٤٢..

عبد الرزاق عن معمر عن الحسن وقتادة في قوله تعالى :﴿ رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ﴾ قالا : مع النساء.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ﴾ قال : الذين صلوا القبلتين جميعا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وممن حولكم من الأعراب منافقون ﴾ إلى قوله تعالى :﴿ لا تعلمهم نحن نعلمهم ﴾ قال : فما بال أقوام يتكلفون علم الناس، قال : فلان في الجنة وفلان في النار، فإذا سألت أحدهم عن نفسه، قال : لا أدري، لعمري لأنت بنفسك أعلم منك بأعمال الناس، ولقد تكلفت شيئا ما تكلفته الأنبياء قبلك، قال نبي الله نوح :﴿ وما علمي بما كانوا يعملون ﴾١ وقال نبي الله شعيب :﴿ بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ ﴾٢ وقال لنبيه :﴿ لا تعلمهم نحن نعلمهم ﴾.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد٣ في قوله تعالى :﴿ سنعذبهم مرتين ﴾ قال : القتل والسباء.
عبد الرزاق قال معمر، وقال الحسن : عذاب الدنيا وعذاب القبر.
١ سورة الشعراء الآية (١١٢)..
٢ سورة هود الآية (٨٦)..
٣ كلمة (مجاهد) من (ق)..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ﴾ قال : هم نفر ممن تخلف عن غزوة تبوك، منهم أبو لبابة ومنهم جد بن قيس ثم تيب عليهم، قال قتادة : وليسوا بالثلاثة.
معمر عن أيوب عن القاسم بن محمد عن أبي هريرة في قوله تعالى :﴿ ويأخذ الصدقات ﴾ قال : إن الله يقبل الصدقة إذا كانت من طيب، ويأخذها بيمينه، وإن الرجل يتصدق١ بمثل اللقمة، فيربيها الله كما يربى أحدكم فصيله أو مهره، فتربو في كنف٢ الله، أو قال في يده حتى تكون مثل أحد.
عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الله بن السائب عن عبد الله عن قتادة عن عبد الله بن مسعود قال : ما تصدق رجل بصدقة إلا وقعت في يد الله، قبل أن تقع في يد السائل [ وهو يضعها في يد السائل ]٣، ثم قرأ :﴿ ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ﴾.
١ في (م) ليتصدق..
٢ في (م) كف..
٣ ما بين المعكوفتين سقط من (م)..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وآخرون مرجون لأمر الله ﴾ قال : هم الثلاثة الذين تخلفوا.
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن سعيد بن جبير في قوله تعالى :﴿ والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا ﴾ قال : هم حي يقال : لهم بنو غنم.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير قال : الذين بنى فيهم المسجد الذي أسس على التقوى بنو عمرو بن عوف، قال : في قوله تعالى :﴿ وإرصادا لمن حارب الله ورسوله ﴾ أبو عامر الراهب، انطلق إلى الشام، فقال : الذين بنوا مسجدا ضرارا١ : إنما بنيناه ليصلي فيه أبو عامر.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن أبي الزناد عن خارجة٢ بن زيد قال : أحسبه عن أبيه قال : مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أسس٣ على التقوى.
١ في (م) مسجد الضرار..
٢ في (م) حارثة..
٣ في (م) الذي أسس..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم ﴾ قال : شك في قلوبهم ﴿ إلا أن تقطع قلوبهم ﴾ يقول : إلى أن يموتوا.
[ عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : لما نزلت :﴿ فيه رجال يحبون أن يتطهروا ﴾ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا معشر الأنصار، ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم فيه " ١. قالوا : إنا لنستطيب إلا بالماء إذا جئنا من الغائط ]٢.
١ في (م) منه..
٢ هذه الرواية متقدمة على سابقتها في (م).
رواه الإمام أحمد مع اختلاف في اللفظ انظر ج ٣ ص ٤٢٢..

عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية، فقال : " أي عم، قل : لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله "، قال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزالا يكلمانه حتى قال١ آخر شيء كلمهم به : أنا على ملة عبد المطلب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لأستغفرن لك ما لم أنه عنك "، فنزلت :﴿ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ﴾ ونزلت فيه :﴿ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ﴾٢.
[ عبد الرزاق قال معمر، وقال قتادة : تبين له حين مات وعلم أن التوبة قد انقطعت عنه ]٣.
عبد الرزاق عن الزهري قال : لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم كاد بعض أصحابه أن يوسوس، فكان عثمان بن عفان ممن كان كذلك، فمر به عمر بن الخطاب فسلم عليه، فلم يجبه، فأتى عمر أبا بكر، فقال : ألا ترى عثمان مررت به فسلمت فلم يرد علي، قال : فانطلق بنا إليه، قال : فمروا به فسلما عليه فرد عليهما، فقال له أبو بكر : ما شأنك مر بك أخوك آنفا فسلم عليك فلم ترد عليه ؟ قال : لم أفعل٤، قال عمر : بلى قد فعلت، ولكنها نخوتكم يا بني أمية، فقال له أبو بكر : أجل قد فعل، ولكنه أمر ما شغلك عنه، قال : فإني كنت أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذكر أن الله قبضه قبل أن أسأله عن نجاة هذا الأمر، فقال أبو بكر : فإني قد سألته عن ذلك فقال عثمان : فداك أبي وأمي فأنت أحق بذلك، فقال أبو بكر : يا رسول الله، ما نجاة هذا الأمر الذي نحن فيه ؟ قال : فقال : " من قبل مني الكلمة التي عرضتها علي عمي فردها علي فهي له نجاة " ٥.
١ في (م) كان..
٢ رواه البخاري في المناقب ج ٤ ص ٢٤٧.
وأحمد ج ٥ ص ٤٣٣ والنسائي في الجنائز ج ٤ ص ٩٠..

٣ ما بين المعكوتين سقط من (م)..
٤ في (م) قال: ما فعلت..
٥ انظر الرواية في: مسند الإمام أحمد ج ١ ص ٦..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إن إبراهيم لأواه حليم ﴾ قال : الأواه : رحيم١.
قال معمر قال عبد الكريم الجزري عن أبي عبيدة عن ابن مسعود قال : الأواه : الرحيم.
عبد الرزاق عن الثوري عن مسلم عن مجاهد قال : الأواه : المؤمن٢.
عبد الرزاق عن الثوري عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال : الموقن٣ هو الأواه.
١ في (م) الرحيم..
٢ في (م) الموفق. ورواية الطبري توافق ما أثبتناه..
٣ في (م) الموفق. ورواية الطبري توافق ما أثبتناه..
عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب في قوله تعالى :﴿ الذين اتبعوه في ساعة العسرة ﴾ قال : خرجوا في غزوة تبوك الرجلان والثلاثة على بعير واحد، وخرجوا في حر شديد، فأصابهم يوما عطش شديد، حتى جعلوا ينحرون إبلهم فيعصرون أكراشها ويشربون ماءها، فكان ذلك عسرة من الماء وعسرة من الظهر وعسرة من النفقة.
عبد الرزاق عن معمر عن من سمع عكرمة في قوله تعالى :﴿ وعلى الثلاثة الذين خلفوا ﴾ قال : خلفوا عن التوبة.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، قال : كان أبو لبابة ممن تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، قال : الزهري : فربط نفسه بسارية، ثم قال : والله لا أحل عنه نفسي منها، ولا أذوق طعاما ولا شرابا [ حتى أموت أو يتوب الله عليّ. قال : فمكث سبعة أيام لا يذوق إن فيها طعاما ولا شرابا ]١ حتى كان يخر مغشيا عليه، قال : ثم تاب الله عليه، فقيل له : قد تيب عليك يا أبا لبابة، فقال : والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو يحلني، قال : فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فحله بيده، ثم قال أبو لبابة : يا رسول الله، إن من توبتي أن أهجر داري٢ في قومي التي أصيب فيها الذنب، وأن أختلع من مالي كله صدقة إلى الله وإلى رسوله، قال : " يجزيك الثلث يا أبا لبابة " ٣.
١ ما بين المعكوفتين سقط من (م)..
٢ في (م) دار قومي..
٣ ذكر ابن كثير وغيره من أهل السير أن أبا لبابة إنما ربط نفسه بالسارية بسبب إشارته إلى بني قريظة أنهم إن نزلوا على حكم رسول الله فالذبح وأشار إلى عنقه.
بينما ذكر ابن جرير وعبد الرزاق أن سبب ربطه نفسه هو تخلفه عن الغزوة فلينظر..

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ مخمصة ﴾ قال : هو الجوع.
معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وما كان المؤمنون لينفروا كافة ﴾ قال : كافة ويدعون النبي صلى الله عليه وسلم.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ﴾ قال : يتفقه الذين خرجوا مما يريهم الله من الظهور على المشركين والنصر، ولينذروا١ قومهم إذا رجعوا إليهم.
[ عبد الرزاق عن معمر وقال قتادة : ليتفقه الذين قعدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم، قال : ينذر الذين خرجوا إذا رجعوا إليهم ]٢.
١ في (م) ولينذروا قومهم، قال: ينذرهم الذين خرجوا إذا رجعوا إليهم. وهذه الرواية اختلطت في (م) بما بعدها..
٢ هذه الرواية ساقطة من (م)..
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ﴾ [ قال : يبتلون بالغزو في كل عام مرة أو مرتين ]١.
١ هذه الرواية ساقطة من (م)..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ﴾ قال : حريص على من لم يسلم أن يسلم.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن جعفر بن محمد في قوله :﴿ لقد جاءكم رسول من أنفسكم ﴾ قال : لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية، قال : وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني خرجت من نكاح، ولم أخرج من سفاح " ١.
١ قال: ابن كثير في تفسيره: (قال: صلى الله عليه وسلم: خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح) وقد وصل هذا من وجه آخر قال: الحافظ أبو محمد الحسن بن عبد الرحمان الرامهرمزي في كتابه الفاصل بين الراوي والواعي... قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يمسني من سفاح الجاهلية شيء....
انظر تفسير ابن كثير ج ٢ ص ٤٠٣..

Icon