تفسير سورة الحاقة

المختصر في تفسير القرآن الكريم
تفسير سورة سورة الحاقة من كتاب المختصر في تفسير القرآن الكريم المعروف بـالمختصر في تفسير القرآن الكريم .
لمؤلفه مجموعة من المؤلفين .

٩ - وجاء فرعون ومن قبله من الأمم، والقرى التي عذبت بقلب عاليها سافلها، وهم قوم لوط، بالأفعال الخاطئة من الشرك والمعاصي.
١٠ - فعصى كل منهم رسوله الَّذي بعث إليهم وكذبوه، فأخذهم الله أخْذَة زائدة على ما يتمّ به هلاكهم.
١١ - إنا لما تجاوز الماء حدَّه في الارتفاع حملنا من كنتم في أصلابهم في السفينة الجارية التي صنعها نوح عليه السلام بأمرنا، فكان حَمْلًا لكم.
١٢ - لنجعل السفينة وقصتها موعظة يُسْتدلّ بها على إهلاك أهل الكفر، وإنجاء أهل الإيمان، وتحفظها أذن حافظة لما تسمع.
١٣ - فإذا نفخ الملك الموكل بالنفخ في القرن نفخة واحدة وهي النفخة الثانية.
١٤ - ورُفِعت الأرض والجبال، فَدُقَّتا دقَّة واحدة شديدة فَرَّقَت أجزاء الأرض وأجزاء جبالها.
١٥ - فيوم يحصل ذلك كله تقع القيامة.
١٦ - وتشققت السماء يومئذ لنزول الملائكة منها، فهي في ذلك اليوم ضعيفة بعد أن كانت شديدة متماسكة.
١٧ - والملائكة على أطرافها وحافَّاتها، ويحمل عرشَ ربك في ذلك اليوم العظيم ثمانية من الملائكة المقربين.
١٨ - في ذلك اليوم تُعْرَضون -أيها الناس- على الله، لا تخفى على الله منكم خافية أيًّا كانت، بل الله عليم بها مطّلع عليها.
١٩ - فأما من أُعْطِى كتاب أعماله بيمينه فهو يقول من السرور والبهجة: خذوا اقرؤوا كتاب أعمالي.
٢٠ - إني علمت في الدنيا وأيقنت أني مبعوث، وملاقٍ جزائي.
٢١ - فهو في عيشة مرضية؛ لما يراه من النعيم الدائم.
٢٢ - في جنة رفيعة المكان والمكانة.
٢٣ - ثمارها قريبة ممن يتناولها.
٢٤ - يقال تكريمًا لهم: كلوا واشربوا أكلًا وشربًا لا أذى فيه بما قدمتم من الأعمال الصالحات في الأيام الماضية في الدنيا.
٢٥ - وأما من أُعْطي كتاب أعماله بشماله، فيقول من شدة الندم: يا ليتني لم أعط كتاب أعمالي لما فيه من الأعمال السيئة المستوجبة لعذابي.
٢٦ - ويا ليتني لم أعرف أي شيء يكون حسابي.
٢٧ - يا ليت الموتة التي متّها كانت الموتة التي لا أُبْعَث بعدها أبدًا.
٢٨ - لم يدفع عني مالي من عذاب الله شيئًا.
٢٩ - غابت عني حجتي وما كنت أعتمد عليه من قوة وجاهٍ.
٣٠ - ويقال: خذوه -أيها الملائكة- واجمعوا يده إلى عنقه.
٣١ - ثم أدخلوه النار ليعاني حرّها.
٣٢ - ثم أدخلوه في سلسلة طولها سبعون ذراعًا.
٣٣ - إنه كان لا يؤمن بالله العظيم.
٣٤ - ولا يحثّ غيره على إطعام المسكين.
٣٥ - فليس له يوم القيامة قريب يدفع عنه العذاب.
x• المنة التي على الوالد منة على الولد تستوجب الشكر.
• إطعام الفقير والحض عليه من أسباب الوَقاية من عذاب النار.
• شدة عذاب يوم القيامة تستوجب التوقي منه بالإيمان والعمل الصالح.
٤٣ - ذليلة أبصارهم، تغشاهم ذلّة وندامة، وقد كانوا في الدنيا يُطلَبُ منهم أن يسجدوا لله وهم في معافاة مما هم فيه اليوم.
٤٤ - فاتركني -أيها الرسول- ومن يكذّب بهذا القرآن المنزل عليك، سنسوقهم إلى العذاب درجة درجة من حيث لا يعلمون أن ذلك مكر بهم واستدراج لهم.
٤٥ - وأمهلُهم زمنًا ليتمادوا في إثمهم، إن كيدي بأهل الكفر والتكذيب قوي، فلا يفوتونني، ولا يسلمون من عقابي.
٤٦ - هل تطلب منهم -أيها الرسول- ثوابًا على ما تدعوهم إليه، فهم بسبب ذلك يتحمَّلون أمرًا عظيمًا، فهذا سبب إعراضهم عنك؟! والواقع خلاف ذلك، فأنت لا تطلبهم أجزا، فما المانع لهم من اتباعك؟!
٤٧ - أم عندهم علم الغيب فهم يكتبون ما يحلو لهم من الحجج التي يحاجُّونك بها؟!
٤٨ - فاصبر -أيها الرسول- لما حكم به ربك من استدراجهم بالإمهال، ولا تكن مثل صاحب الحوت يونس عليه السلام في التضجر من قومه؛ إذ نادى ربه وهو مكروب في ظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت.
٤٩ - لولا أن رحمة الله أدركته لنبذه الحوت إلى أرض خلاء وهو مَلُوم.
٥٠ - فاختاره ربه، فجعله من عباده الصالحين.
٥١ - وإن يكاد الذين كفروا بالله وكذبوا رسوله، ليَصْرَعونك بابصارهم من شدة إحداد النظر إليك، لما سمعوا هذا القرآن المنزل عليك، ويقولون -اتباعًا لأهوائهم، وإعراضًا عن الحق-: إن الرسول الَّذي جاء به لمجنون.
٥٢ - وما القرآن المنزل عليك إلا موعظة وتذكيرًا للإنس والجن.
سورة الحاقة
- مَكيّة-
zحتمية وقوع القيامة تأكيدًا لصدق القرآن، ووعدًا للمؤمنين بالفرحة، ووعيدًا للمكذبين بالحسرة.
y ١ - يذكر الله ساعة البعث التي تحق على الجميع.
٢ - ثم يعظم أمرها بهذا السؤال. أي شيء هي الحاقة؟
٣ - وما أعلمك ما هذه الحاقة؟
٤ - كذبت ثمود قوم صالح، وعاد قوم هود، بالقيامة التي تقرع الناس من شدة أهوالها.
٥ - فأما ثمود فقد أهلكهم الله بالصيحة التي بلغت الغاية في الشدة والهول.
٦ - وأما عاد فقد أهلكهم الله بريح شديدة البرد قاسية بلغت الغاية في القسوة عليهم.
٧ - أرسلها الله عليهم مدة سبع ليالٍ وثمانية أيام تفنيهم عن بكرة أبيهم، فترى القوم في ديارهم هَلْكَى مصروعين في الأرض، كأنهم بعد إهلاكهم أصول نخل ساقطة على الأرض بالية.
٨ - فهل ترى لهم نفسًا باقية بعد ما أصابهم من العذاب؟!
x• الصبر خلق محمود لازم للدعاة وغيرهم.
• التوبة تَجُبُّ ما قبلها وهي من أسباب اصطفاء الله للعبد ويجعله من عباده الصالحين.
• تنوع ما يرسله الله على الكفار والعصاة من عذاب دلالة على كمال قدرته وكمال عدله.
Icon