تفسير سورة سورة الأعراف من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب
.
لمؤلفه
ابن الجوزي
.
المتوفي سنة 597 هـ
ﰡ
المص قال ابن عباس انا الله اعلم وافصل
حرج ضيق أي لا يضيقن صدرك بالابلاغ ولا تخافن
باسنا عذابنا بيتا ليلا و قائلون من القائلة نصف النهار والمعنى او وهن قائلون
دعواهم بمعنى دعائهم والمعنى وما كان تداعيهم
وقوله ولقد خلقناكم يعني ادم ثم صورناكم أي صورناه وانما قال صورناكم لان الخلق منه
فاهبط منها يعني السماء وقيل الجنةوالصاغر الذليل
اغويتني اضللتنيلاقعدن لهم صراطك أي عى صراطك
من بين ايديهم ومن خلفهم المعنى لاتصرفن لهم في الاضلال من جميع الجهات
المذءوم المذموم والمدحور المبعد من رحمة الله
الا ان تكونا ملكين أي ما نهاكما الا كراهة ان تكونا طويلي العمر مع الملائكة
طفقا اخذا في الفعل يخصفان يجعلان ورقة على ورقة
وقد انزلنا عليكم أي خلقنا لكم لباسا وريشا أي وخلقنا لكمقال ابن قتيبة والريش والرياش ما ظهر من اللباس والمعنى ولباس التقوى خير من الثياب وذلك زائدة
يفتننكم الشيطان أي لا يخدعنكم فيزين لكم كشف عوراتكم وكانوا يطوفون عراة
واقيموا وجوهكم أي صلوا اينما حضرت الصلاة
وزينتكم وهي الثياب والكلام ورد في ستر العورة
خالصة المعنى قال ابن الانباري هي للذين امنوا في الدنيا مشتركة وهي لهم في الاخرة خالصة
الفواحش المعاصي كلها و ما ظهر منها علانيتها وما بطن سرهاوالاثم الذنب الذي لا يوجب الحدوالسلطان الحجة
اما ياتينكم رسل منكم المعنى فاطيعوهم
ينالهم نصيبهم من الكتاب ما قدر لهم من خير وشر في اللوح المحفوظأي ما كنتم تدعون تعبدونضلوا بطلوا وذهبوا
اداركوا تداركوااخراهم اخر امة لاول امةهؤلاء اضلونا أي شرعوا لنا الضلالضعفا أي عذاب مضاعف
فما كان لمن علينا من فضل أي نحن وانتم في الكفر سواء
لا تفتح لهم ابواب السماء أي لصعود ارواحهم واعمالهمسم الخياط ثقب الابرة
الغل الحقد الكامل في الصدرهدانا لهذا أي هدانا لما صرنا الى هذا الثواباورثتموها أي ال امركم اليها
يصدون عن سبيل الله وهو الاسلام وقد سبق في ال عمران يبغونها عوجا
وبينهما أي بين الجنة والنار حجاب وهو الصور الذي قال فيه له باب وسمي بالاعراف لان له عرفا كعرف الديكواصحاب الاعراف قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم ثم يؤمر بهم الى الجنةيعرفون كلا أي يعرفون اهل الجنة واهل النار بالسيما وهي بياض وجوه اهل الجنة وسواد وجوه اهل النارونادى يعني اصحاب الاعراف اصحاب الجنة صاحوا اليهم بالاسلاملم يدخلوها اخبار من الله تعالى لنا عنهم وانهم طامعون في دخول الجنةفاذا التفتوا تلقاء اهل النار أي حيالهمرجالا يعرفونهم من الكفار فاقسم الكفار ان اهل الاعراف داخلون معنا النار فقال الله تعالى لهم ادخلوا الجنةاو مما رزقكم الله يعنون الطعام
فصلناه أي بيناه على علم بما يصلحكم
في ستة ايام كل يوم مقداره الف سنةيغشي الليل النهار المعنى ان الليل ياتي على النهار فيغطيهوالحثيث السريعتبارك قال ابو العباس ارتفع
التضرع التذلل الخفية ضد العلانية والاعتداء مجاوزة المامور به
ولا تفسدوا في الارض بالكفر والمعاصي بعد اصلاحها بالايمان والطاعة خوفا من الرد وطمعا في الاجابة
بشرا متفرقة من كل جانبوالرحمة المطراقلت حملت سحابا جمع سحابة ثقالا بالماء سقناه رد الكناية الى لفظ السحاب ولفظه لفظ واحد لبلد ميت الى بلد ميت لا نبت فيه
والبلد الطيب الارض الطيبة التربةوالذي خبث الارض السبخةوالنكد القليل العسر في شدة وهذا مثل للمؤمنين ينتفع بالقران والكافر لا ينتفع به
واعلم من الله أي انه يغفر لمن تاب ويعاقب من اصر
عمين عميت قلوبهم عن معرفة الله تعالى
البسطة القوة والطولوالاء الله نعم الله
وقع وجبالرجس العذابفي اسماء وهي تسميتهم الحجارة الهةفانتظروا نزول العذاب
باواكم انزلكموالسهل ضد الحزن والقصر ماشيد وعلا
اتعلمون ان صالحا مرسل استفهام انكار
والرجفة الزلزلة الشديدةوالجثوم البروك على الركب ماتوا على هذه الحال
فتولى عنهم بعد عقر الناقة
من الغابرين الباقين في عذاب الله
مدين ماء كان عليه قوم شعيب وقيل هو اسم رجلالبخس النقصتفسدوا في الارض تعملون بالمعاصي
توعدون من امن بشعيب بالشر
حتى يحكم الله بيننا بانجاء المصدقين وتعذيب المكذبين
في ملتنا في ديننااو لو كنا كارهين أي او تجبروننا على ذلك
كان لم يغنوا فيها أي يعيشوا في دارهم
والباساء والضراء مشروحان في الانعام
مكان السيئة وهي الشدة الحسنة وهي الرخاء عفوا كثرواقد مس اباؤنا الضراء أي هذا داب الدهروهم لا يشعرون بنزول العذاب عليهم
لفتحنا عليهم بركات كل شيء المعنى لاتيناهم بالمطر الغزير ونبت لهم النبات الكثير
اولم يهد للذين أي لم يبينونطبع أي ونحن نطبعلا يسمعون لا يقبلون
فما كانوا ليؤمنوا عند مجيء الرسل بما سبق في علم الله انهم يكذبون به يوم اقروا بالميثاق
من عهد أي وفاءوان وجدنا وما وجدنا اكثرهم الا فاسقين
من بعدهم أي من بعد الانبياء المذكورينفظلموا أي جحدوا
وحقيق أي حريصبينهم يعني العصافارسل أي اطلق معي بني اسرائيل من الاستخدام
الثعبان ذكر من الحيات عظيم
ونزع يده أي ادخلها جيبه ثم اخرجها ولها شعاع
تامرون تشيرون وهو من قول فرعون
ارجئه اخرهحاشرين بجمع الصحراء
واسترهبوهم أي استدعوا رهبتم وهي الخوف
تلقف تبتلع ما يافكون أي يكذبون لانهم زعموا انها حيات
لمكر مكرتموه أي لصنيع فيما بينكم وبين موسى في مصر قبل المبارزة لتستولوا على مصر
من خلاف وهم قطع اليد اليمنى والرجل اليسرى
والهتك كانت له اصنام قد امر الناس بعبادتها وقال انا ربكم الاعلىسنقتل ابناءهم اعاد القتل الذي كان قبل وجود موسى
اوذينا من قبل ان تاتينا بذبح الاولاد والتسخير في الاعمال ومن بعد ما جئتنا باعادة ذلك العذاب
والحسنة الغيث والخصبلنا هذه أي نحن مستحقوهاوالسيئة القحط والجدبو يطيروا أي يتشاءمواطائرهم أي ان الذي اصابهم من الله
الطوفان الماء دام عليهم المطر وقيل الموتوالقمل السوس يقع في الحنطةوكانت الضفادع تقع في قدورهم وتطفىء نيرانهم وكانت مياههم دما وكانت الاية من هذه تمكث من السبت الى السبت ثم ترتفع فيبقون في عافية شهر ثم تاتي اية اخرى
والرجز العذاب وهو هذه الاياتبما عهد عندك أي بما اوصاك ان تدعو به
الى اجل أي الى وقت غرقهمينكثون ينقضون العهد
مشارق الارض يعني ارض الشامالتي باركنا فيها بالماء والشجروتمت كلمة ربك وهي ونريد ان نمنودمرنا اهلكنا ما كان يصنع فرعون من العمارة والمزارعويعرشون يبنون
ووعدنا موسى ثلاثين أي انقضاء ثلاثين ليلة
لن تراني قال ابن عباس في الدنيادكا أي مندكاصعقا أي مغشيا عليهو تبت اليك من سؤال لم تاذن فيه
الالواح كانت من زبرجد وقيل من زمرد وكانت سبعة وقيل لوحينمن كل شيء يحتاج اليه من امر الدينبقوة أي بجد وحزمباحسنها كل ما فيها حسن غير ان بعضه احسن من بعض فمرتبة الحسن الجواز والاباحة ومرتبة الاحسن الندب والاستحباب مثل الانتصار والصبر والقصاص والعفوساريكم دار الفاسقين وهي مصر وقيل اراهم منازل من هلك من الجبابرة والعمالقة لما دخلوا الشام
ساصرف عن اياتي أي عن فهمها وتدبرها
اسفا حزينااعجلتهم امر ربكم أي اعجلتم ميعاد ربكم يعني الاربعين ليلةوالقى الالواح غضبا عليهم واخذ براس اخيه أي بشعر راسهوانما قال له يا ابن ام ليرققه وهو ابن ابويهان القوم يعني عبدة العجلولا تجعلني في عقوبتك
وذلة في الحياة الدنيا وهي الجزية
سكت سكنوفي نسختها أي ما ينسخ فيها
واختار موسى قومه أي من قومهلميقاتنا هو الذي وقت الله له ليعطيه التوراة وقيل انما اخذهم ليعتذروا من عبادة العجل فلما وصلوا قالوا لن نامن لك حتى نرى الله جهرةاخذتهم الرجفة وهي الزلزلة الشديدة فظن موسى انهم اهلكوا بعبادة من عبد العجل فقال اتهلكنا بما فعل السفهاء مناوانما قال لو شئت اهلكتهم من قبل لانه خاف من اتهام بني اسرائيل له بقتلهم والمعنى من قبل خروجناوالفتنة الابتلاء
واكتب لنا أي اوجب لنا حسنة وهي الاعمال الصالحة وفي الاخرة الجنةهدنا اليك تبنا
والطيبات الحلال و الخبائث الحراموالاصر العهدوالاغلال الشدائدوعزروه نصروهوالنور القرانمعه أي عليه
وقطعناهم يعني قوم موسىانبجست انفجرت
واسالهم يعني اسباط اليهود عن القرية وهي ايلة حاضرة البحر على شاطئهيعدون يظلمونشرعا ظاهرة وكانوا قد افترقوا ثلاث فرق فرقة صادت واكلت وفرقة نهت وزجرت وفرقة امسكت عن الصيد وقالوا للفرقة الناهية
لم تعظون قوما فلاموهم على موعظة قوك غير مقلعين فقالت الناهية معذرة مو عظتنا معذرة أي عذر لنا في الامر بالمعروف
تاذن اعلمليبعثن عليهم أي على اليهوديسومهم يوليهم وهو محمد وامته ياخذون منه الجزيه
بالحسنات وهي الخير والخصب وضدها السيئات
والخلف الرديء من الناس ورثوا كتابهم ياخذون عرض هذا الادنى أي ما يعرض لهم من الدنيا وقيل هي الرشوة في الحكموان ياتهم عرض المعنى ما يشبعهم شيء فهم ياخذون لغير حاجه
نتقنا رفعنا وهو جبل نزلوا في اصله فرفع فوقهم وقيل لتؤمنن او ليقعن عليكموظنوا تيقنوا
واذا اخذ ربك لما هبط ادم اخرج الله من ظهره جميع ذريته كالذر فنشرهم بين يديه قبلا وقال الست بربكم قالوا بلا المعنى واذ اخذ ربك من ظهور بني ادم واشهدهم على انفسهم باقرارهم ان يقولوا لئلا يقولوا انا كنا عن هاذا الميثاقفان قال قائل فما فينا من يذكر ذلك اليوم فالجواب ان الله تعالى اخبرنا بما جرى على لسان الصادق فقام مقام الذكر فصح الاحتجاج
وكنا ذرية أي اتبعنا الاباء
الذي اتيناه اياتنا وهو بلعم اوتي الاسم الاعظم فانسلخ أي خرج من العمل بها فاتبعه أي ادركهمن الغاوين يعني الضالين
ولو شئنا لرفعناه منزلة هذا الانساناخلد ركن الى الارض يعني الدنياان تحمل عليه يلهث المعنى ان زجرت هذا الافر يعنيبالموعظة لم ينزجر وان تركته لم يهتد كحالتي الكلب في لهثه وكان بلعم قد زجر عن الدعاء على موسى وقومه في المنام وعلى لسان اتانه فلم ينزجر
ساء مثلا القوم أي ساء مثل القوم فحذف المضاف
ذرأنا خلقنابل هم اضل لان الانعام تبصر منا فعها ومضارها
يلحدون يجورون قال ابن عباس جورهم انهم سموا باسمائه الهتهم وزادوا فيها ونقصوا فاشتقوا اللات من الله والعزى من العزيز ومناة من المنان قال ابن زيد وهذه منسوخه باية السيف
يهدون بالحق أي يعملون به و بالعمل به يعدلون
سنستدرجهم أي ناتيهم من حيث لا يعلمون
واملي لهم أؤخرهموالكيد المتين المكر الشديد
اولم يتفكروا والمعنى فيعلموا ما بصاحبهم من جنة أي جنون
وان عسى أي ويتفكرو في ان عسى ان يكون قد اقترب اجلهمبعده أي بعد القران
أيان مرساها أي متى وقوعهايجليها أي يظهرهاثقلت أي ثقل وقوعها على اهل السموات والارضكأنك حفي عنها قال مجاهد كأنك استحفيت السؤال عنهاحتى علمتها وقال ابن قتيبه كأنك معني بطلب علمهاولكن أكثر الناس وهم كفار مكة لا يعلمون أنها كائنه
ولو كنت أعلم الغيب كالجدب والقحط لاستكثرت من الخير للجذب من الحصب
تغشاها جامعهافمرت به أي قعدت وقامت ولم يثقلهاصالحا أي مشابها لها وخافا ان يكون بهيمه وذلك ان ابليس أتى حواء فقال لعل حملك خنزير اوكلب ارايت ان دعوت الله فجعله انسانا مثلك ومثل ادم أتسمينه باسمي قالت نعم فحينئذ دعوا الله ربهما فلما ولدته جاءها قال اين ما وعدتني قالت ما اسمك قال الحارث فسمته عبد الحارث ورضي ادم بذلك فلذلك قوله تعالى جعلا له شركاء أي شريكا والمعنى اطاعا ابليس في الاسم وقيل الضمير في قوله جعلا له شركاء عائد الى النفس وزوجه من ولد ادم لا الى ادم وحواء والذين جعلوا له شركاء الكفار به
تدعون من دون الله يعني الاصنام عباد أي مذللون لامر اللهفليستجيبوا لكم أي فليجيبوكم
وان تدعوهم يعني الاصنام وقيل المشركون فعلى الاول وتراهم ينظرون اليك لان للاصنام أعينا مصنوعة وعلى الثاني ينظر المشركون بأعينهم وهم لا يبصرون بقلوبهم
خذ العفو وهو الميسور من المال ثم نسخ بالزكاةوالعرف المعروف وباقي الايه نسخ باية السيف
واما ينزغنك أي يستخفنك منه خفة وغضب وعجلة
والطيف اللمم من الشيطان وقال مجاهد الغضبتذكروا أي ذكروا الله عند الاهتمام بالذنب
واخوانهم هذه الاية متقدمة على التي قبلها والتقدير واعرض عن الجاهلين واخوان الجاهلينيمدونهم في الغي أي يزينونه لهم
لولا اجتبيتها أي افتعلتها من تلقاء نفسكوالبصائر الخجج
والتضرع الخشوع والخفيه الحذر من العقابوالاصال العشيات