تفسير سورة سورة الزخرف من كتاب تفسير القرآن
.
لمؤلفه
الصنعاني
.
المتوفي سنة 211 هـ
سورة الزخرف
ﰡ
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وإنه في أم الكتاب لدينا ﴾ قال : في أصل الكتاب وجملته عندنا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ومضى مثل الأولين ﴾ قال : عقوبة الأولين.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وجعل لكم فيها سبلا ﴾ قال : طرقا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وما كنا له مقرنين ﴾ قال : في العبادة، في القوة.
عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق الهمداني عن علي بن ربيعة أنه سمع عليا حين ركب فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله، فلما استوى، قال : الحمد لله، ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، ثم حمد ثلاثا وكبر ثلاثا ثم قال : اللهم لا إله إلا أنت قد ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك فقيل : له ما يضحك يا أمير المؤمنين ؟ قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل ما فعلت، وقال مثل ما قلت، ثم ضحك، فقلنا : ما يضحكك يا نبي الله ؟ قال : العبد، أو قال : عجبت للعبد إذا قال : لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال : يعلم أنه يغفر الذنوب إلا هو.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال : كان إذا ركب قال : بسم الله ثم يقول : اللهم هذا من منّك وفضلك علينا، الحمد لله ربنا، ثم يقول :﴿ سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ﴾.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ وجعلوا له من عباده جزءا ﴾ أي عدلا.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة :﴿ أو من ينشأ في الحلية ﴾ قال : جعلوا له البنات، وهم إذا بشر أحدهم بهن ظل وجهه مسودا وهو كظيم، وأما قوله :﴿ وهو في الخصام غير مبين ﴾ يقول : قل ما تكلمت امرأة تريد أن تكلم بحجتها إلا تكلمت بالحجة عليها. عبد الرزاق قال : أخبرني الثوري عن علقمة بن مرثد عن مجاهد قال : ذكر له : أنهم يقولون : من تحلى بمثل حر بصيصة يعني دابة صغيرة. فقال مجاهد : رخص للنساء في الذهب ثم تلا هذه الآية :﴿ أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ﴾.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إلا قال مترفوها ﴾ قال مترفوها : رؤوسهم وأشرافهم.
عبد الرزاق عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إنني براء مما تعبدون ﴾ قال : يقول أي براء مما تعبدون إلا الذي خلقني.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وجعلها كلمة باقية في عقبه ﴾ قال : التوحيد والإخلاص : لا يزال في ذريته من يوحد الله ويعبده.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ على رجل من القريتين عظيم ﴾ قال الرجل : الوليد بن مغيرة، قال : لو كان ما يقول محمد حقا أنزل علي هذا القرآن أو على أبي مسعود الثقفي، والقريتان الطائف ومكة وأبو مسعود الثقفي من الطائف واسمه عروة بن مسعود.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ ولولا أن يكون الناس أمة واحدة ﴾ قال : لولا أن يكون الناس كفارا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ معارج ﴾ قال : درج عليها يرتقون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ وزخرفا ﴾ قال : ذهب قال معمر : وقال الحسن في قوله :﴿ زخرفا ﴾، قال : بيتا من زخرف قال : من ذهب.
عبد الرزاق عن معمر عن سعيد الجريري في قوله تعالى :﴿ نقيض له شيطانا ﴾ قال : بلغنا أن الكافر إذا بعث يوم القيامة من قبره يشفع بيده شيطان فلم يفارقه حتى يصيرهما الله إلى النار فذلك حيث يقول :﴿ يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين ﴾، وأما المؤمن فيوكل به ملك فهو معه حتى قال : إما يقضى بين الناس أو يصيرا إلى ما شاء الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أنه تلا :﴿ فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون ﴾ قال : ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وبقيت النقمة ولم ير الله نبيه صلى الله عليه وسلم في أمته شيئا يكرهه حتى مضى، ولم يكن نبي قط إلا قد رأى العقوبة في أمته إلا نبيكم عليه السلام، قال معمر : قال قتادة : وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أري ما يصاب به أمته بعده فما رئي ضاحكا مستنشطا ثم حتى قبض صلى الله عليه وسلم.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ وإنه لذكر لك ولقومك ﴾ قال : يقال ممن هذا الرجل ؟ يقال : من العرب، يقال : من أي العرب ؟ يقال : من قريش، يقال من أي قريش ؟ يقال : من بني هاشم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا ﴾ [ قال : قال في بعض الحروف ( واسأل الذين أرسلنا إليهم من قبلك من رسلنا ) ] يقول : سل أهل الكتاب أكانت الرسل تأتيهم بالتوحيد ؟. . أكانت تأتيهم بالإخلاص ؟.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ معه الملائكة مقترنين ﴾ قال : أي متتابعين.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فلما آسفونا ﴾ قال : أغضبونا ﴿ فجعلناهم سلفا ﴾ قال : إلى النار. قال :﴿ ومثلا للآخرين ﴾ أي وعظة للآخرين.
عبد الرزاق عن معمر عن أبان قال : يقول : لولا أن يشق على عبدي المؤمن لجعلت على رأس الكافر إكليلا من حديد فلا يصدع ولا يحزن أبدا ولا يصيبه نكبة أبدا.
عبد الرزاق قال : سمعت ابن جريج يقول : وغضبت في شئ فقيل له : أتغضب يا أبا خالد ؟ قال : قد غضب خالق الأحلام إن الله تعالى يقول :﴿ فلما آسفونا ﴾ يقول أغضبونا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فلما آسفونا ﴾ قال : حدثني سماك بن الفضل قال : كنت عند عروة بن محمد جالسا وعنده وهب بن منبه فأتي بعامل لعروة فشكي فأكثروا عليه فقالوا : فعل وفعل وثبتت عليه البينة، قال : فلم يملك وهب نفسه فضربه على قرنه بعصا فإذا دماؤه تشخب، وقال : أفي زمان عمر بن عبد العزيز تصنع مثل هذا قال : فاستهانها عروة، وكان حليما أيضا فاستلقى على قفاه يضحك، وقال : يعيب علينا أبو عبد الله الغضب وهو يغضب، فقال وهب : قد غضب خالق الأحلام، إن الله يقول :﴿ فلما آسفونا انتقمنا منهم ﴾ يقول أغضبونا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فلما آسفونا ﴾ قال : أغضبونا ﴿ فجعلناهم سلفا ﴾ قال : إلى النار. قال :﴿ ومثلا للآخرين ﴾ أي وعظة للآخرين.
عبد الرزاق عن معمر عن عاصم بن أبي النجود قال : سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقرؤها ﴿ يصدون ﴾ قال : يضحون [ قال : عاصم وأخبرني أبو رزين أن ابن عباس كان يقرؤها ﴿ يصدون ﴾ قال : يضجون ].
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : لما ذكر عيسى ابن مريم جزعت قريش فقالوا : يا محمد ما ذكرك عيسى ابن مريم ؟ وقالوا : ما يريد محمد إلا أن يصنع به كما صنعت النصارى بعيسى ابن مريم، فقال الله عز وجل :﴿ ما ضربوه لك إلا جدلا ﴾.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ مثلا لبني إسرائيل ﴾ أحسبه قال : إنه لبني إسرائيل.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ملائكة في الأرض يخلفون ﴾ قال : يخلف بعضهم بعضا مكان بني آدم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وإنه لعلم للساعة ﴾ قال : نزول عيسى ابن مريم علم للساعة. ناس يقولون، القرآن علم للساعة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ فاختلف الأحزاب ﴾ قال : هم الأربعة الذين أخرجوهم. بنو إسرائيل يقولون في عيسى. قد كتب في سورة مريم.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال : قال ابن عباس : إن كان ما يقول أبو هريرة حقا فهو عيسى لقول الله :﴿ وإنه لعلم للساعة ﴾.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر قال : وأخبرنيه سهيل عن ابن المنكدر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" النجوم أمان للسماء فإذا ذهبت أتاها ما توعد، وأنا أمان لأصحابي ما كنت فيهم، فإذا ذهبت أتاهم ما يوعدون، وأصحابي أمان لأمتي فإذا ذهبوا أتاهم ما يوعدون " .
عبد الرزاق عن إسرائيل عن يونس عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث عن علي في قوله تعالى :﴿ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ﴾ أن عليا قال : خليلان مؤمنان وخليلان كافران، توفي أحد المؤمنين فبشر بالجنة، فذكر خليله فقال : اللهم إن خليلي فلانا كان يأمرني لطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر وينبئني أني ملاقيك، اللهم فلا تضله بعدي حتى تريه مثل الذي أريتني، وترضى عنه كما رضيت عني، فيقال له : اذهب فلو تعلم مالك عندي لضحكت كثيرا وبكيت قليلا، قال : ثم يموت الآخر فيجمع بين أرواحهما فيقال : ليثن أحدكما على صاحبه، فيقول كل واحد منهما لصاحبه : نعم الأخ ونعم الصاحب ونعم الخليل. وإذا مات أحد الكافرين فبشر بالنار فيذكر خليله، فيقول : اللهم إن خليلي فلانا كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير، ويخبرني أني غير ملاقيك اللهم فلا تهده بعدي حتى تريه مثل الذي أريتني وتسخط عليه كما سخطت علي قال : فيموت الكافر الآخر ولا فيجمع بين أرواحهما ثم يقول : ليثن كل واحد منكما على صاحبه، فيقول كل واحد منها لصاحبه : بئس الأخ وبئس الصاحب وبئس الخليل.
عبد الرزاق قال : أنا ابن عيينة عن عبد الملك بن سعيد بن أبجر ومطرف ابن طريف عن الشعبي قال : سمعت المغيرة بن شعبة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن موسى سأل الله، قال : رب أخبرني بأدنى أهل الجنة منزلة قال : هو رجل يجيء بعدما يدخل أهل الجنة الجنة، فيقال له : ادخل الجنة، فيقول : رب وكيف وقد نزل الناس منازلهم، وأخذوا أخذاتهم ؟ قال : فيقال له : أما ترضى أن يكون لك مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا، فيقول : بلى أي رب، فيقال له : فإن ذلك لك ومثله فذكر مرارا فيقول : رب رضيت، فيقال : إن لك هذا وعشرة أمثاله، فيقول : رضيت رب، فيقال له : إن لك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول : رضيت رب، فقال موسى : رب فأخبرني عن أفضل أهل الجنة منزلة، فقال : عن أولئك سألت أو ذلك أردت وسوف أخبرك، غرست كراماتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر، فقال : ومصداق ذلك في كتاب الله :﴿ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ﴾ .
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن إسماعيل أن عكرمة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن أهون أهل النار عذابا، رجل يطأ جمرة يغلي منها دماغه، فقال أبو بكر : وما كان جرمه يا رسول الله ؟ قال : كانت له ماشية يغشى بها الزرع ويؤذيه، وحرمه الله وما حوله غلوة بسهم وربما قال : رمية بحجر، فاحذروا إلا يسحت الرجل ماله في الدنيا ويهلك نفسه في الآخرة فلا تسحتوا أموالكم في الدنيا وتهلكوا أنفسكم في الآخرة، وكان يصل بهذ الحديث. قال : وإن أدنى أهل الجنة منزلة وأسفلهم درجة لرجل لا يدخل الجنة بعده أحد، يفسح له في بصره مسيرة مائة عام في قصور من ذهب وخيام من لؤلؤ ليس فيها موضع شبر إلا معمورا ويغدي عليه ويراح كل يوم بسبعين ألف صفحة من ذهب، ليس منها صفحة إلا وفيها لون ليس في الأخرى مثله، شهوته في أخرها كشهوته في أولها لو نزل به جميع أهل الدنيا لوسع عليهم مما أعطي لا ينقص ذلك مما أوتي شيئا.
عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير في قوله تعالى :﴿ أنتم وأزواجكم تحبرون ﴾ قال : قيل : يا رسول الله ما الحبر ؟ قال : " اللذة والسماع بما شاء الله من ذكره " .
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :[ تعالى :﴿ تحبرون ﴾ قال : تنعّمون.
عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن رجل عن كعب في قوله تعالى :] ﴿ يطاف عليهم بصحاف من ذهب ﴾ قال : يطاف عليهم بسبعين ألف صحفة من ذهب في كل صحفة لون وطعم ليس في الأخرى.
قال عبد الرزاق : قال معمر : قال قتادة : وألف غلام : كل غلام على عمل ليس عليه صاحبه.
أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ مبلسون ﴾ قال : أي مستسلمون.
عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن عطاء بن السائب عن أبي الحسن عن ابن عباس في قوله :﴿ ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك ﴾ قال : مكث عنهم ألف سنة ثم قال : إنكم ماكثون، قال سفيان الثوري : وفي حرف ابن مسعود :( ونادوا يا مال ليقض علينا ربك ).
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقرأ :﴿ ونادوا يا مالك ﴾.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون ﴾ قال : أم أجمعوا أمرا فإنا مجمعون.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ﴾ قال : يقول : إن كان لله ولد في قولكم فأنا أول من عبد الله ووحده وكذبكم بما تقولون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ﴾ قال : يعبد في السماء ويعبد في الأرض.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله ﴿ إلا من شهد بالحق ﴾ قال : الملائكة وعيسى ابن مريم وعزير قال : فإن لهم عند الله شفاعة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون ﴾ قال : هو قول النبي صلى الله عليه وسلم :﴿ وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون ﴾.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فاصفح عنهم وقل سلام ﴾ قال : اصفح عنهم ثم أمر بقتالهم.