تفسير سورة القارعة

فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن
تفسير سورة سورة القارعة من كتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن .
لمؤلفه زكريا الأنصاري . المتوفي سنة 926 هـ

قوله تعالى :﴿ فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ﴾ [ القارعة : ٦، ٧ ].
جمع فيه وفيما بعده ( الميزان ) مع أنه واحد، باعتبار تعدّد الموزونات، والموزون لهم، وقيل : هي جمع موزون.
إن قلتَ : كيف قال فيمن خفّت موازينه " فأمّه هاوية " أي فمسكنه النار، مع أن أكثر المؤمنين، سيّئاتهم راجحة على حسناتهم.
قلتُ : قوله :﴿ فأمه هاوية ﴾ [ القارعة : ٩ ] لا يدلّ على خلوده فيها، فيسكن المؤمن فيها بقدر ما تقتضيه ذنوبه، ثم يخرج منها إلى الجنة.
وقيل : المراد بخفّة الموازين : خلوّها من الحسنات بالكلّية( ١ )، وتلك موازين الكفار.
١ - الكفار لا يقام لهم وزن يوم القيامة لقوله تعالى ﴿فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا﴾ لأن جرائمهم الكثيرة، أعظم من أن تُحصر، فليس بعد الكفر ذنب، ومن مات كافرا لا يؤمن بالله، فنار جهنم أمه ومصيره ومأواه، لا مسكن له غيرها، أجارنا الله وإياكم من نار الجحيم..
Icon