ﰡ
وذلك يدل على جواز ترك إظهار النعمة، عند من يخشى غائلته حسداً وكيداً، وقال النبي عليه الصلاة والسلام :" استعينوا على حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود١ ".
يدل صدر الآية : على جواز الحكم بالعلامة، فإنه لما رأى القميص صحيحاً قال : يا بني، ما عهدت والله الذئب حليماً.
وقوله :﴿ فصبر جميل ﴾ : يدل على أن من أدب الدين حسن الصبر والعزاء، وترك الشكوى، وهو مثل قوله تعالى :﴿ الّذِينَ إذَا أَصَابَتهُم مُصِيبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وإنّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ١ ﴾.
وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما، أنه قضى في اللقيط أنه حر، وقرأ :﴿ وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيِه مِنَ الزَّاهِدِيِنَ ﴾، الآية :[ ٢٠ ].
وروى الزهري عن سفيان بن أبي جميل قال : وجدت منبوذاً على عهد عمر، فقال رحمه الله : عسى الغوير بؤساً، فقيل إنه لا يتهم، فقال : هو ذاك ولاه أبي ولايته إذ هو حر الأصل في الظاهر.
ومعنى قوله لعل الغوير بؤساً : الغوير تصغير غار، وهو مثل : معناه : عسى أن يكون البائس جاء من قبل الغار، فإنهم غمزوا الرجل. وقال : عسى أن يكون الأمر جاء من قبلك في هذا الصبي اللقيط، وأن يكون من مغالك، فلما شهد وآله بالستر أمره بإمساكه، وقال ولاؤه لك، أي إمساكه والولاية عليه.
قوله تعالى :﴿ وكَانُوا فِيِهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ ﴾، الآية :[ ٢٠ ] : قيل إن إخوته كانوا في الثمن من الزاهدين، فإن ما كان من أبيهم ألا يغيبوه عن وجه أبيه.
وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما، أنه قضى في اللقيط أنه حر، وقرأ :﴿ وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيِه مِنَ الزَّاهِدِيِنَ ﴾، الآية :[ ٢٠ ].
وروى الزهري عن سفيان بن أبي جميل قال : وجدت منبوذاً على عهد عمر، فقال رحمه الله : عسى الغوير بؤساً، فقيل إنه لا يتهم، فقال : هو ذاك ولاه أبي ولايته إذ هو حر الأصل في الظاهر.
ومعنى قوله لعل الغوير بؤساً : الغوير تصغير غار، وهو مثل : معناه : عسى أن يكون البائس جاء من قبل الغار، فإنهم غمزوا الرجل. وقال : عسى أن يكون الأمر جاء من قبلك في هذا الصبي اللقيط، وأن يكون من مغالك، فلما شهد وآله بالستر أمره بإمساكه، وقال ولاؤه لك، أي إمساكه والولاية عليه.
قوله تعالى :﴿ وكَانُوا فِيِهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ ﴾، الآية :[ ٢٠ ] : قيل إن إخوته كانوا في الثمن من الزاهدين، فإن ما كان من أبيهم ألا يغيبوه عن وجه أبيه.
ولا يحكم في كثير من المواضع بمثله، فإنه لو تنازع عطار وسقاء قربة وهما متعلقان بها، فهي بينهما، ولأن الأشبه في حديث يوسف، والعلامة أن ذلك كان آية من جهة الله تعالى، وإلا فما يدريهم أن امرأة ورجلا إذا تداعيا أمراً بينهما، فيكون قد قُدّ قميص أحدهما أو قميصها، أو من الممكن أن يقال إن الرجل هم بها فطلبته ممتعضة وقدت قميصه من دبر، وليس في ذلك دلالة إلا من جهة خرق الله عز وجل العادة، بانطلاق الصبي في المهد.
وكان شريح وإياس بن معاوية يعملان على العلامات في حكومات، وأصل ذلك على هذه الآية، ولعل ذلك فيما طريقه التهمة، لا على سبيل بت الحكم، وقد يستحي الإنسان إذا ظهر مثل هذا منه للإقامة على الدعوى فيقر، فيحكم عليه بالإقرار.
يدل على ثبات النفس والصبر، وطلب براءة الساحة، ليكون أجل في صدره عند حضوره، وأقرب إلى أن يقبل منه ما دعاه إليه من التوحيد.
﴿ الأمّارة ﴾ : الكثيرة الأمر بالشيء، والنفس بهذه الصفة، لكثرة ما يشتبه، وتنازع إليه مما يقع الفعل من أجله.
وصف نفسه بالعلم والحفظ، فدل ذلك أنه جائز أن يصف الإنسان نفسه بالفضل عند من لا يعرفه، وأنه ليس من المحظور تزكية النفس لقوله :﴿ فَلاَ تُزَكّوُا أَنفُسَكُم١ ﴾.
فقوله تعالى :﴿ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِملُ بَعِيرٍ وأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ﴾ : ظن ظانون أن ذلك كفالة، وليس بكفالة إنسان عن إنسان، وإنما كفل بذلك عن نفسه، وضمنه نعم هو جعالة.
وأرسلت بنو قريظة إلى أبي سفيان، أن ائتونا فإنا نستعين على بيضة المسلمين من ورائهم، فسمع ذلك نعيم بن مسعود، وكان موادعاً للنبي عليه الصلاة والسلام، وكان عند عينيه حين أرسلت بذلك بنو قريظة إلى الأحزاب، أبي سفيان بن حرب وأصحابه، فأقبل نعيم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره خبرها وما أرسلت به بنو قريظة إلى الأحزاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلنا أمرناهم بذلك، فقام نعيم بكلمة رسول الله من عند رسول الله، وكان نعيم رجلاً لا يكتم الحديث، قال : فلما ولى من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاهباً إلى غطفان، فقال عمر : يا رسول الله، ما هذا الذي قلت ؟ إن كان أمر من الله تعالى فامضه، وإن كان هذا رأياً رأيته من قبل نفسك، فإن شأن بني قريظة أهون من أن تقول شيء يؤثر عنك، فقال النبي عليه الصلاة والسلام :" إن هذا رأي، إن الحرب خدعة ".
وعن عمر أنه قال : إن لفي معاريض الكلام لمندوحة عن الكذب. وقال ابن عباس : ما سرني بمعاريض الكلام حمر النعم.
وقال إبراهيم حين سئل عن سارة من هي ؟ فقال هي أختي، لئلا يأخذوها، وإنما أراد به أختي في الدين٣. وقال إبراهيم حين تخلف ليكسر آلهتهم : إني سقيم، معناه إني سأسقم يعني أموت، كما قال تعالى إنك ميت، فعارض عن كلام مبهم سألوه عنه إلى غيره على وجه لا يلحقه في ذلك كذب٤.
٢ - أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، والبيهقي في الشعب..
٣ - انظر قصص الأنبياء لان كثير، ودلائل النبوة للبيهقي..
٤ - انظر محاسن التأويل في توضيح ذلك..