تفسير سورة هود

صفوة البيان لمعاني القرآن
تفسير سورة سورة هود من كتاب صفوة البيان لمعاني القرآن .
لمؤلفه حسنين مخلوف . المتوفي سنة 1410 هـ
مكية، وآياتها ثلاث وعشرون ومائة

﴿ كتاب أحكمت آياته ﴾ هذا كتاب نظمت آياته تنظيما محكما متقنا، لا يتطرق إليه نقص ولا خلل، من الإحكام وهو الإتقان، كالبناء المحكم الرصيف يقال : أحكمت الشيء، أتقنه فاستحكم.
﴿ ثم فصلت ﴾جعلت مفصلة كالعقد المفصل بالفرائد. أو فرقت في التنزيل، فنزلت نجوما على حسب الوقائع والمصالح. و﴿ ثم ﴾ على الأول للترتيب الإخباري وعلى الثاني للترتيب الزماني.
﴿ ألا تعبدوا إلا الله ﴾أي أحكمت وفصلت لتمحضوا العبادة لله تعالى، فإن الإحكام والتفصيل يدعوهم إلا الإيمان والتوحيد وما يتفرع عليه من الطاعات.
﴿ وأن استغفروا... ﴾ معطوف على﴿ ألا تعبدوا ﴾ أي ولاستغفاركم ربكم من ذنبوكم، ولإخلاصكم في توبتكم منها. و﴿ أن ﴾ مصدرية، وهي توصل بالأمر والنهي كما توصل بغيره.
﴿ يثنون صدورهم ﴾ يطوونها على ما يسترونه من العداوة والبغضاء، من ثنيت الثوب، إذا طويته على ما فيه من الأشياء المستورة. نزلت في الأخنس بن شريق من منافقي مكةْ، وكان رجلا حلو المنطق، حسن السياق للحديث، يضمر للرسول صلى الله عليه وسلم الكراهة، ويطوي صدره على بغضه، ويظهر له المحبة والمودة، ويظن أن ذلك يخفى على الله تعالى.
﴿ ألا حين يستغشون... ﴾ أي ألا حين يبالغون في الاستخفاء، كمن يجعلون ثيابهم أغشية لهم حتى لا يظهر منهم شيء، ﴿ يعلم ما يسرون وما يعلنون ﴾ أي يعلم الله سرهم وعلانيتهم فيجازيهم على نفاقهم ﴿ إنه عليم بذات الصدور ﴾.
﴿ وما من دابة... ﴾ بيان لإحاطة علمه بكل شيء. ﴿ ويعلم مستقرها ﴾ موضع قرارها في الأصلاب﴿ ومستودعها ﴾ موضع استيداعها في الأرحام، وما يجري مجراها من البيض ونحوه.
﴿ وهو الذي خلق... ﴾ ( آية ٥٤ الأعراف ص ٢٦١ ). ﴿ وكان عرشه على الماء ﴾ أي ليس تحت عرشه غير الماء قبل خلق السماوات والأرض. ﴿ ليبلوكم ﴾ أي خلق السماوات والأرض وما فيها الذي منه أنتم، ورتب فيهما جميع ما تحتاجون إليه من مبادئ وجودكم وأسباب معاشكم، ليعاملكم معاملة من يختبر غيره، ليتميز المحسن من المسيء، والمطيع من العاصي، ويظهر للناس حاله في الدنيا وفي يوم الحساب، ويجري حكم القضاء الإلهي في أمره على حسب ما يظهر من حاله. ﴿ أيكم أحسن عملا ﴾ أي بطاعة الله، وأروع عن محاربه، فيجازيه على أعمالكم.
﴿ أمة معدودة ﴾ طائفة من الأيام معلومة أو قليلة ( آية ١٠٤ آل عمران ص١١٩ ). ﴿ و حاق بهم ﴾أحاط بهم العذاب الذي كانوا يستعجلونه استهزاء.
﴿ إنه ليؤوس كفور ﴾ أي لشديد اليأس من أن يعود إليه مثل ما سلب منه، كثير الكفران لما سلف له التقلب فيه من النعم. يقال : يئس من الشيء ييأس، إذا قنط منه.
﴿ إنه لفرح فخور ﴾ بطر بالنعمة مغتر بها، كثير التعاظم على الناس بما أوتي منها، مشغول بذلك عن القيام.
وقوله :﴿ إلا الذين صبروا ﴾ استثناء منقطع.
﴿ فلعلك تارك... ﴾ أي فلعلك تارك تبليغ بعض ما يوحى إليك، وهو ما يثير غضب المشركين، وضائق بتبليغه صدرك، مخافة تكذيبهم واستهزائهم بقولهم : هلا أعطي مالا كثيرا يغتني به. وهلا جاء معه ملك يصدقه ويشهد له بالنبوة. فدم على التبليغ ولا تضق بأمرهم ذرعا، فما عليك إلا الإنذار وعلينا الحساب. و{ لعل للترجي والتوقع، ولا يلزم من توقع الشيء وقوعه، فقد يمتنع لمانع، وهنا لا يتوقع منه صلى الله عليه وسلم تبليغ شيء مما أوحي إليه، ولا ضيف الصدر به، لثبوت عصمته من ذلك. وفي الآية تنديد بالمشركين وإنذار لهم بسوء العاقبة، وحيث له على عدم المبالاة بهم.
﴿ أم يقولون افتراه ﴾ أي بل أيقولون اختلق محمد القرآن من تلقاء نفسه، فتحداهم الله بقوله :
﴿ فأتوا بعشر سور مثله ﴾ في البلاغة ﴿ مفتريات ﴾ مختلفات من عند أنفسكم إن صح أني اختلقته من عند نفسي. فإنكم عرب فصحاء بلغاء. وقد وقع التحدي بالقرآن كله كما في سورة الإسراء، ثم بعشر سور كما هنا، ثم بسورة واحدة كما في سورتي البقرة آية( ٢٣ ص ٢٠ ) ويونس
( آية ٣٨ ص ٣٤٧ ). وقد عجزوا عن الإتيان بمثل أقصر سورة منه، فدل على أنه منزل من عند الله تعالى.
﴿ من كان يريد الحياة الدنيا ﴾ نزلت في الكفار الذين يعلمون أعمالا صالحة في الدنيا مع تشبهم بالكفار فهؤلاء يعجل الله لهم ثوابها كاملا في الدنيا، بسطة في الأموال والأولاد والجاه
والسلطان، وليس لهم في الآخرة إلا النار جزاء على كفرهم. ﴿ لا يبخسون ﴾ أي لا ينقصون، من البخس وهو نقص الحق ظلما.
﴿ و حبط ﴾ أي بطل في الآخرة ﴿ ما صنعوا فيها ﴾ أي في الدنيا. يقال : حبط – كسمع وضرب- حبطا وحبوطا، بطل. وأحبط الله عمله، أبطله.
﴿ أفمن كان على بينة... ﴾ بيان لحال الذين يريدون بأعمالهم وجه الله تعالى، إثر بيان حال أضدادهم الذين يريدون بأعماله الحياة الدنيا. أي أفمن كان على برهان جلي من ربه يبدل على حقية الإسلام وهو القرآن، ويؤيده ويقويه شاهد منه على كونه من عند الله وهو إعجازه في نظمه، وكتاب موسى من قبله- كمن ليس كذلك ؟ لا يستويان ؟ والبينة : القرآن. والتلو : التبعية بمعنى التقوية والشاهد : إعجازه، والتوراة المؤيدة له. والضمير في ﴿ منه ﴾ للقرآن، فإفادة أن إعجازه وصف ثابت له في ذاته غير خارج عنه. و﴿ من قبله ﴾ حال من ﴿ كتاب موسى ﴾ المعطوف على ﴿ شاهد ﴾.
﴿ فلا تك في مرية منه ﴾ أي في شك من كون القرآن نازلا من عند الله. أو من أن موعدهم النار. والخطاب للرسول والمراد أمته، كما في نظائره أو لكل من يصلح للخطاب. والمراد : التحريض على النظر الصحيح المزيل للشك.
﴿ ومن أظلم ممن افترى... ﴾ بعد أن بين الله تعالى حال المؤمنين المتصفين بالصفة الحميدة السابقة، بين حال الكافرين، وذكر من أو صافهم أربعة عشر وصفا، أوله : افتراء الكذب، وآخرها : الخسران في الآخرة، كذبوا على الله تعالى بنسبة ما يستحيل عليه من الشريك والول. ﴿ و يقول الأشهاد ﴾أي الحاضرون في موقف العرض والحساب، وهم الملائكة مطلقا، أو الحفظة منهم، أو الملائكة والأنبياء والمؤمنون. جمع شاهد أو شهيد، بمعنى حاضر.
﴿ ويبغونها عوجا ﴾ ويطلبون سبيل الله معوجة ( آية ٩٩ آل عمراه ص ١١٨ ). ﴿ لم يكونوا معجزين في الأرض ﴾ أي مفلتين أنفسهم من عذابه لو أراد الله ذلك.
﴿ لا جرم... ﴾ وردت هذه الكلمة في القرآن في خمسة مواضع متلوة ب ﴿ أن ﴾ واسمها، وليس بعدها فعل وجمهور النحاة على أنها مركبة من ﴿ لا ﴾و ﴿ جرم ﴾ تركيب خمسة عشر، ومعناها بعد التركيب معنى فعل، وهو : حق وثبت، والجملة بعدها فاعله. أي حق وثبت كونهم في الآخرة هم الأخسرون.
وقيل : إن ﴿ لا ﴾ نافية للجني، و﴿ جرم ﴾ اسمها، وما بعدها خبرها والمعنى : لا محالة في أنهم في الآخرة هم الأخسرون، أي في خسرانهم.
﴿ إن الذين آمنوا.. ﴾ بيان لأحوال المؤمنين في الدنيا وربحهم في الآخرة، إثر بيان أحوال الكافرين في الدنيا وخسرانهم في الآخرة. ﴿ و أخبتوا ﴾ أي أطمأنوا وخشعوا. وأصل الإخبات : نزول الخبت، وهو المطمئن من الأرض، ثم أطلق على الاطمئنان والخشوع، تشبيها للمعقول
والمحسوس، ثم صار حقيقة فيه، ويعدى بإلى وباللام.
إني لكم نذير مبين } أي قائلا لهم ذلك. ﴿ ألا تعبدوا إلا الله ﴾ أي أرسلناه بألا تعبدوا غير الله تعالى.
﴿ عذاب يوم أليم ﴾ مؤلم. ونسبة الإيلام إلى اليوم مجاز لوقوع العذاب فيه، كما في : نهاره صائم.
﴿ فقال الملأ ﴾ الأشراف والسادة ( آية ٢٤٦ البقرة ص ٨١ ). ﴿ بشرا مثلنا ﴾ أي إنسانا مماثلا لنا، ليس فيك مزية تخصك من بيننا بالنبوة. ﴿ بادى الرأي ﴾ أي أتعبوك ظاهرا لا باطنا. أو في أول الرأي من غير تفكر وتثبت، ولو تفكروا ما اتبعوك. و﴿ بادي ﴾ على الأول من البدو بمعنى الظهور، يقال : بدا الشيء بدوا وبدوا وبدء، ظهر. وعلى الثاني من البدء، يقال : بدأ يبدأ، إذا فعل الشيء أولا. والياء مبدلة من الهمزة لانكسار ما قبلها. ﴿ من فضل ﴾ زيادة في شيء تؤهلكم لأتباعنا لكم.
﴿ أرأيتم ﴾ أخبروني( آية ٤٠ الأنعام ص ٢٢٢ ). ﴿ على بينة من ربي ﴾ حجة وبرهان يشهد لي بالنبوة والصدق. ﴿ فعميت عليكم ﴾ أخفيت عليكم عقوبة لكم. والضمير للبينة، أو للرحمة بمعنى النبوة.
يقال : عمى عليه الأمر، أي أخفى عليه حتى صار هو بالنسبة إليه كالأعمى. وقرئ ﴿ عميت ﴾ أي خفيت.
﴿ وما أنا بطارد... ﴾ أي لا أطراد المؤمنين الذين اتبعوني، ووصفتموهم، بأنهم أراذل وأخساء، كما طلبتم من ذلك أنفة من مجالستهم، واستكبارا عن الانتظام في سلكهم. ﴿ إنهم ملاقوا ربهم ﴾ لقاء فوز ورضوان.
﴿ و لا أقول لكم عندي خزائن الله ﴾ أي خزائن رزقه وماله، رد لقولهم :﴿ و ما نرى لكم علينا من فضل ﴾. ﴿ ولا أعلم الغيب ﴾ رد لقولهم :﴿ وما نراك اتبعك... ﴾ الآية. ﴿ ولا أقول إني ملك ﴾ رد لقولهم :﴿ ما تراك إلا بشر مثلنا ﴾. ﴿ تزدري أعينكم ﴾ تستحقرهم وتستصغرهم، من الازدراء وهو الإعابة. يقال : ازدراه إذا عابه. وزرى عليه زريا وزراية : إذا حقره. وأزرى به : أدخل عليه عيبا.
﴿ وما أنتم بمعجزين ﴾ بمصيريه سبحانه عاجزا بالهرب من عذابه.
﴿ أم يقولون افتراه ﴾ أي بل أيقول قوم نوح : إنه اختلق ما جاء به من عند نفسه ونسبه إلى الله تعالى. فهو من قصة نوح. ﴿ فعلى إجرامي ﴾ فعلى عقاب إجرامي. أي عقاب اكتساب الذنب.
والإجرام : اكتساب الذنب. يقال : أجرم وجرم واجترم، بمعنى اكتسب الذنب وافتعله.
﴿ فلا تبتئس ﴾ فلا تحزن بما كانوا يفعلون في هذه المدة الطويلة، من التكذيب والاستهزاء
والإيذاء، فقد حان وقت عقابهم. يقال : أبتأس فلان بالأمر، إذا بلغه ما يكرهه. والمبتئس : الكاره الحزين. وأصله من البؤس وهو الحزن
﴿ واصنع الفلك بأعيننا ﴾ أي واصنع السفينة بمرأى منا، أو محفوظا بكلاءتنا، أو اصنعها بعلمنا
و الفلك يكون واحدا فيذكر، وجمعا فيؤنث.
﴿ سخروا منه ﴾ استهزءوا به، لصنعه السفينة. يقال : سخر منه وبه يسخر سخرا وسخرا، هزئ. والاسم السخرية.
﴿ و يحل عليه... ﴾ أي يجب عليه عذاب دائم. يقال : حل عليه أمر الله يحل حلولا، وجب.
﴿ جاء أمرنا ﴾ نزل عذابنا. ﴿ وفار التنور ﴾ نبع الماء منه وارتفع بشدة، كما تفور القدر عند غليانها. وكان ذلك علامة لنوح على بدء الطوفان. والتنور : الكانون يخبز فيه. وقيل : هو وجه الأرض، والعرب تسمى وجه الأرض تنورا. أو أعلى الأرض وأشرفها. وهو لفظ معرب، وقيل عربي والمشهور : أنه مما اتفقت فيه اللغتان كالصابون.
﴿ مجراها ومرساها ﴾ بفتح الميم مع الإمالة، وبضم الميم الثانية، مصدران من جرى وأرسى، أي باسم الله جريها وإرساؤها.
﴿ في موج ﴾ الموج : ما ارتفع من ماء البحر عند اضطرابه. وأصله من ماج يموج إذا اضطرب.
﴿ وقيل يا أرض... ﴾ القول في هذه الآية مجاز عن تعلق القدرة بزوال الماء وبهلاكهم، كما قيل في قوله تعالى :﴿ يقول له كن فيكون ﴾١. ﴿ و يا سماء أقلعي ﴾ أمسكي عن إرسال المطر.
يقال : أقلع عن عمله إقلاعا، كف عنه، وأقلعت عنه الحمى إذا تركته. ﴿ وغيض الماء ﴾ نقص. يقال : غاض الماء يغيض قل ونضب. ﴿ الجودي ﴾ حبل بالموصل. ﴿ بعدا للقوم الظالمين ﴾ هلاكا لهم.
يقال : بعد بعدا، وبعد بعدا، بمعنى هلك، قال تعالى :﴿ ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود ﴾٢ أي ألا هلاكا لمدين كما هلكت ثمود. وبعض العرب يقول في المكان : بعد – بالضم، وفي الهلاك : بعد – بالكسر، ويذهب إلى أن استعمال المضموم في الهلاك مجاز. ومثله يقال في قوله تعالى :﴿ ألا بعدا لعاد ﴾٣، وقوله تعالى :﴿ ألا بعدا لثمود ﴾٤.
١ آية ١١٧ البقرة ص ٤٤.
٢ آية ٦٠ من هذه السورة.
٣ آية ٩٥ من هذه السورة.
٤ آية ٦٨ من هذه السورة..
﴿ وبركات عليك ﴾ خيرات ونعم ثابتة عليك. جمع بركة، وهي ثبوت الخير ونماؤه وزيادته.
و اشتقاقها من البرك، وهو صدر البعير. يقال : برك البعير، إذا ألقى بركه على الأرض وثبت ومنه البركة، لثبوت الماء فيها.
﴿ و إلى عاد... ﴾( آية ٦٥ الأعراف ص ٢٦٦ ).
﴿ فطرني ﴾ خلقني وأبدعني. يقال : فطر الأمر، ابتدأه وأنشأه. وفطر الله الخلق : خلقهم. وأصل الفطر : الشق، ثم استعمل في الخلق والإبداع مجازا.
﴿ يرسل السماء عليكم مدرارا ﴾ ينزل المطر عليكم كثير الدرور والتتابع من غير إضرار،
وكانوا قد منعوا سنين. ( آية ٦ الأنعام ص ٢١٦ ).
﴿ اعتراك بعض آلهتنا بسوء ﴾ أصابك بعض أصنامنا بجنون وخبل لسبك إياها. يقال : عراه الأمر واعتراه بمعنى أصابه. وأصله من قولهم : عراه يعروه، أي غشيه طالبا معروف، كاعتراه.
﴿ ثم لا تنظرون ﴾ لا تمهلوني بكيدكم، بل عاجلوني بالعقوبة، من الانتظار بمعنى الإمهال. قال ذلك لعظم وثوقه بحفظ الله له، وصونه من كيد أعدائه.
﴿ آخذ بناصيتها ﴾ مالكها وقاهر لها والأخذ : التناول بالقهر. والناصية : منبت الشعر في مقدم الرأس، ويطلق على الشعر النابت نفسه. والكلام كناية أو مجاز عن القهر والغلبة، وإن لم يكن هناك أخذ بالناصية. والعرب إذا وصفوا إنسانا بالذلة والخضوع لغيره قالوا : ما ناصية فلان إلا بيد فلان، أي أنه في قبضته يصرفه كيف شاء.
﴿ جاء أمرنا ﴾ نزل عذابنا هو الريح، قال تعالى :{ إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم بخس مستمر. تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر.
﴿ عذاب غليظ ﴾ شديد مضاعف، هو عذاب الآخرة.
﴿ و اتبعوا أمر كل جبار عنيد ﴾ أي اتبع سفلتهم رؤساءهم، والجبار : المتعاظم المتكبر على العباد، المترفع عن قبول الحق. والعنيد : المعاند الذي لا يقبل الحق ولا يتبعه. يقال : عند عن الحق – من باب نصر وضرب وكرم- عنودا، إذا خالفه ورده عارفا به، فهو عنيد وعاند.
﴿ ألا بعدا عاد ﴾ هلاكا لهم ( آية ٧٣ من هذه السورة ).
﴿ و إلى ثمود أخاهم صالحا ﴾ ( آية ٧٣ الأعراف ص ٢٦٧ ).
﴿ و استعمركم فيها ﴾ جعلكم عمارها وسكانها. يقال : أعمره المكان واستعمره، جعله يعمره.
و أصله من العمارة ضد الخراب.
﴿ مريب ﴾ موقع في الريبة، أي القلق والاضطراب، اسم فاعل من أراب. يقال : أربته فأنا أريبه، إذا فعلت به فعلا يوجب لديه الريبة. أو مريب بمعنى ذي ريبة، من أراب اللازم، أي صار ذا ريبة.
﴿ غير تخسير ﴾ غير أن تجعلوني خاسرا هالكا بإبطال أعمالي، والتعرض لعذاب الله
وسخطه. يقال : خسره تخسيرا، أهلكه. ﴿ هذه ناقة الله لكم آية ﴾ معجزة دالة على صدقي في الرسالة.
﴿ فعقروها ﴾ فنحروها( آية ٧٧ الأعراف ص ٢٦٨ ).
﴿ و أخذ الذين ظلموا الصيحة ﴾ ( آية ٧٨ الأعراف ص ٢٦٨ ) من الصباح، وهو الصوت الشديد. يقال : صاح إذا صوت بقوة. أصل ذلك تشقيق الصوت، من قولهم : انصاح الخشب أو الثوب، إذا انشق فسمع منه صوت. ﴿ فأصبحوا في ديارهم جاثمين ﴾ ( آية ٩٢ الأعراف ص ٢٧١ ).
﴿ كأن لم يغنوا فيها ﴾كأن لم يلبثوا فيها أصلا ( آية ٩٢ الأعراف ص ٢٧١ ).
﴿ ألا بعدا لثمود ﴾ هلاكا لهم { آية ٤٤ هذه السورة ).
﴿ قالوا سلاما ﴾ أي نسلم عليك سلاما. ﴿ قال سلام ﴾ أي سلام عليكم
﴿ بعجل حنيذ ﴾ مشوي على الحجارة المحماة في حفرة من الأرض، وهو من صنع أهل البادية. يقال : حنذ الشاة يحنذها حنذا، شواها بهذه الطريقة، فهي حنيذ.
﴿ نكرهم ﴾ أنكرهم ونفر منهم. تقول : نكرته أنكره نكرا ونكرا ونكورا، وأنكرته واستنكرته، إذا وجدته على غير ما تعهد فنفرت منه.
﴿ و أوجس منهم خيفة ﴾ أضمر من جهتهم خوفا وفزعا. وأصل الوجس : الصوت الخفي
والإيجاس : وجود في النفس، أريد به الفزع الذي يقع في القلب من صوت أو غيره
﴿ فضحكت ﴾ سرورا بزوال الخيفة عن إبراهيم وعنها، إثر قول الملائكة :﴿ لا تخف إن أرسلنا إلى قوم لوط ﴾.
﴿ يا ويلتا ﴾ كلمة أرادت بها التعجب، لا الدعاء على نفسها بالويل والهلاك. وهي كثيرة في أفواه النساء إذا طرأ عليهن ما يتعجبن منه.
﴿ إنه حميد ﴾ محمود في أفعاله. ﴿ مجيد ﴾ كثير الخير والإحسان. أو ذو الشرف والكرم. والمجد : السعة في الكرم والجلال. يقال : مجد –كنصر وكرم- مجدا ومجاداة، أي كرم وشرف.
و أمجده ومجده : عظمه وأثنى عليه. وأصله من مجدت الإبل وأمجدت : إذا وقعت في مرعى كثير واسع.
﴿ الروع ﴾ بفتح الراء، الخوف والفزع يقال : راعه أي أفزعته، كروعه.
﴿ أواه ﴾ ( آية ١١٤التوبة ص ٣٣٥ )
﴿ سيء بهم ﴾ أي ساءه وأحزنه حضروهم، لاعتقاده أنهم أناس، فخاف أن يقصدهم عومه بالسوء وهو عاجز عن مدافعتهم. ﴿ و ضاق بهم ذرعا ﴾ نفد طاقة ووسعا بسببهم، فلم يجد من ذلك المكروه مخلصا. والذرع في الأصل : مصدر ذرع البعير بيديه يذرع، إذا سار مادا خطوه، مأخوذ من الذراع، وهو العضو المعروف، فإذا حمل عليه أكثر من طوقه ضاق به ذرعا، إذا لم يطقه ولم يقدر عليه. و﴿ ذرعا ﴾ تمييز محول عن الفاعل، أي ضاق بأمرهم ذرعه. ﴿ يوم عصيب ﴾ شديد شره، عظيم بلاؤه، من العصب وهو الشد، كأنه لشدة شره قد عصيب به الشر والبلاء، أي شد به.
﴿ يهرعون إليه ﴾ أي يسوق بعضهم بعضا إليه من شدة فرحهم. يقال : هرع الرجل وأهرع، إذا أعجل. ﴿ هؤلاء بناتي... ﴾ يرشدهم إلى نسائهم، وأضافهن إلى نفسه لأن كل نبي أو أمته من حيث الشفقة والتربية ﴿ ولا تخزون في ضيفي ﴾ ولا تفضحوني وتذلوني في أضيافي، من الخزي
{ آية ٨٥ البقرة ص ٨٢ ).
وقولهم :﴿ مالنا في بناتك من حق ﴾ أي قد علمت أنا لا أر ب لنا في النساء، وما لنا فيهن كبير حاجة.
﴿ أو آوي إلى ركن شديد ﴾ أ ي أو أني ألجأ وأنضوي إلى عشيرة قوية تمنعني منكم تقول : أويت إليك فأنا آوى إليك أويا، بمعنى صرت إليك وانضممت. وإنما قال ذلك لأنه لم يكن من قومه نسبيا، بل كان غريبا فيهم وجواب ﴿ لو ﴾ محذوف، أي لمنعتكم بالقوة.
﴿ فأسر بأهلك... ﴾ : بقطع الهمزة ووصلها، من أسرى وسرى، ومعناهما، السير ليلا. وقيل :
أسرى سار أول الليل. وسرى سار آخره والقطع : الطائفة من الليل. أو ظلمة آخره
﴿ جعلنا عاليها سافلها ﴾ أي قلبنا قراهم، وكانت عند حمص ببلاد الشام، وأكبرها سذوم، وهي المؤتفكات المذكورة في سورة التوبة، ﴿ وأمطرنا عليها ﴾ وأمطرنا على هذه القرى بعد قلبها
﴿ حجارة من سجيل ﴾ وهو حجر وطين مختلط، وهو لفظ عربي يطلق على كل شديد صلب. وقيل معرب. ﴿ منضود ﴾ متتابع في النزول، من النضد، وهو وضع الشيء بعضه على بعض، يقال : نضد متاعه بمنضده، جعل بعضه فوق بعض، كنضده، فهو منضود ونضيد ومنضد.
﴿ مسومة ﴾ معلمة في حكم الله بسيما تتميز بها عن حجارة الأرض وقد عذب بها أصحاب الفيل.
﴿ و إلى مدين ﴾( آية ٨٥ الأعراف ص ٢٦٩ ).
﴿ و لا تنقصوا المكيال والميزان ﴾ أي التي الكيل والوزن، لا عند الأخذ ولا عند الإعطاء، فلا تعطوا غيركم ناقصا، ولا تزيدوا عن حقكم فيما تأخذونه، فيكون نقصا من مال غيركم.
﴿ و لا تبخسوا الناس... ﴾ ولا تنقوصهم مما استحقوه شيئا. وهو تعميم بعد تخصيص، ليشمل غير المكيل والموزون، كالمذروع والمعدود. ويشمل الجودة والرداءة. يقال : بخسه حقه، إذا نقصه.
﴿ و لاتعثوا في الأرض... ﴾لا تسعوا في الأرض مفسدين. ( آية٦٠ البقرة ص ٣٠ ). وقد كانوا يقطعون الطريق على السابلة.
﴿ بقية الله خير لكم ﴾ أي ما أبقى لكم من الحلال، بعد إيفاء الحقوق بالعدل – خير لكم مما تأخذونه بالحرام. اسم مصدر من بقى ضد فنى.
﴿ أصلاتك تأمرك ﴾ كان شعيب عليه السلام كثير الصلاة، وكانوا يستهزئون به لذلك
و يتضاحكون فقالوا له ذلك. ﴿ أو نفعل في أموالنا... ﴾ أي وأن نترك فعلنا ما نشاء في أموالنا من التطفيف وغيره. فهو عطف على ﴿ ما ﴾ في قوله :﴿ ما يعبد آباؤنا ﴾. و﴿ أو ﴾ بمعنى الواو.
﴿ إنك لأنت الحليم الرشيد ﴾ وصفوه بذلك تهكما وسخرية.
﴿ أرأيتم إن كنت على بينة ﴾ أي أخبروني. وجواب الشرط محذوف، تقديره : فهل يسعى مع هذا الإنعام العظيم أن أخون في وحيه، أو أخالفه في أمره ونهيه. ﴿ وما أريد أن أخالفكم... ﴾أي ما أريد بنهيي إياكم عن البخس والتطفيف أن أنهاكم عنه ثم أفعله. وإنما أختار لكم ما أختار لنفسي. يقال : خالفني فلان إلى كذا، إذا قصده وأنت مول عنه. وخالفني عنه : إذا ولى عنه وأنت تقصده ﴿ وإليه أنيب ﴾ أرجع في كل أموري لا إلى غيره.
﴿ لا يجر منكم شقاقي ﴾ لا تكسبنكم معاداتي أن يصيبكم مثل ما أصاب أسلافكم المكذبين
( آية ٢ المائدة ص ١٨٣ ).
﴿ رهطك ﴾ الرهط : اسم جمع، يطلق في المشهور على العصابة دون العشرة من الرجال ليس
فيهم امرأة ورهط الرجل : قومه وقبيلته الأقربون.
﴿ واتخذتموه وراءكم ظهريا ﴾ نبذتم أمر الله وراء ظهوركم، وتركتموه كالشيء الملقى الذي لا يلتفت إليه. والظهري : نسبة إلى الظهر، وأصله المرمى إلى الظهر، وكسر الظاء فيه من تغييرات النسب، ثم توسعوا فيه استعملوه للمنسي المتروك.
﴿ واعملوا على مكانتكم ﴾ على غاية تمكنكم من أمركم، وأقصى استطاعتكم ( آية ١٣٥ الأنعام ص ٢٤٣ }.
﴿ و أخذت الذين ظلموا الصيحة ﴾ ( آية ٦٧ هذه السورة و٧٨، ٩١ الأعراف ص ٢٦٨، ٢٧١ ).
﴿ ألا بعدا لمدين ﴾ ( آية ٣٣ هذه السورة ).
﴿ يقدم قومه ﴾ يتقدمهم ويقودهم إلى النار، كما قادهم في الدنيا إلى الكفر والضلال، من قدم يقدم قدما وقدوما، أي تقدم.
﴿ بئس الرفد المرفود ﴾ الرفد : العطاء. يقال : رفده يرفده رفدا، أعطاه. والرفد – بالكسر - : اسم منه، وأصله ما يضاف إليه غيره ليعمده ويقيمه، ومنه رفد الحائط : دعمه. وقد لعنوا في الدنيا ولعنوا في الآخرة. أي بئس العطاء المعطى لهم تلك اللعنة المضاعفة. وسميت اللعنة رفدا تهكما بهم.
﴿ و حصيد ﴾ أي ومن القرى ما عفا أثره، كالزرع المحصود بالمناجل. من قولهم : زرع حصيد، إذا كان قد استؤصل بقطعه.
﴿ غير تتبيب ﴾ غير تخسير وإهلاك. والتب والتباب والتبيب : النقص والخسارة. يقال : تبت يداه أي خسرنا، وهو كنابة عن الهلاك.
﴿ فأما الذين شقوا ﴾ وهو كفار، كما أن ﴿ الذين سعدوا ﴾ هو المؤمنين، مطيعين وعصاة.
﴿ زفير وشهيق ﴾ الزفير : إخراج النفس من المصدر من شدة الحزن. مأخوذ من الزفر – بالكسر- وهو الحمل على الظهر لشدته. والشهيق : رد النفس إلى الصدر. والمراد بهما الدلالة على شدة كربهم وغمهم.
﴿ ما دامت السماوات والأرض ﴾ أي مدة دوامها، والمقصود التأييد ونفي الانقطاع، على حد قول العرب : لا أفعل كذا ما اختلف الليل والنهار، أو مالا ح كوكب. ﴿ إلا ما شاء ربك ﴾ نقل ابن عطية
أنه على طريق الاستثناء الذي ندب إليه الشرع في كل كلام، فهو على حد :﴿ لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ﴾١. وهذا الاستثناء في معنى الشرط، كأنه قيل : إن شاء ربك، فلا يوصف بمتصل أو منقطع. والنكتة فيه : إرشاد العباد إلى تفويض جميع الأمور إليه جل شأنه، وإعلامهم بأنها منوطة بمشيئته، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لا حق لأحد عليه، ولا يجب عليه شيء، كما قال تعالى :﴿ إن ربك فعال لما يريد ﴾. وقيل :﴿ إلا ﴾ حرف عطف بمعنى الواو، والمعنى : وما شاء ربك زائدا على ذلك والمراد : إفادة التأييد والدوام.
١ آية ٢٢ الفتح.
﴿ عطاء غير مجذوذ ﴾ غير مقطوع عنهم. يقال : جذه يجذه جذا، كسره وقطعه، ومنه الجذاذ – بضم الجيم وكسرها – لما تكسر من الشيء، والضم أفصح، قال تعالى :﴿ فجعلهم جذاذ ﴾١.
١ آية ٥٨ الأنبياء.
﴿ فلا تك في مرية ﴾ أي في شك من عبادة هؤلاء المشركين أنها ضلال مؤد إلى مثل ما حل بمن قبلهم من أمثالهم الضالين وقوله :﴿ مما يعبد ﴾ ما : مصدرية.
﴿ و إنهم لفي شك منه مريب ﴾ أي وإن هؤلاء المكذبين لفي الشك من القرآن أو من العذاب موقع في الريبة. أو ذي ريبة( آية ٢٦ من هذه السورة ).
وإن كلا لما ليوفيهم } قرئ تشديد ﴿ إن ﴾ و﴿ لما ﴾. وقد قيل في إعرابها : إن ﴿ كلا ﴾ اسم ﴿ إن ﴾، واللام في ﴿ لما ﴾ هي الداخلة في خبر ﴿ إن ﴾، وما بعد اللام هو ﴿ من ﴾ الجارة. و﴿ ما ﴾ الموصولة أو الموصوفة المراد بها هنا من يعقل، فقلبت النون ميما للإدغام، فاجتمع ثلاث ميمات فحذفت واحدة منها للتخفيف فصارت ﴿ لما ﴾، والجار والمجرور خبر﴿ إن ﴾، وجملة ﴿ ليوفينهم ﴾ – وهي
قسم وجوابه –صلة أو صفة ل ﴿ ما ﴾. والمعنى : وإن كلا لمن الذين أو لمن خلق والله ليوفينهم جزاء أعمالهم.
﴿ فاستقم ﴾ أي الزم النهج المستقيم المتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط أنت ومن آمن معك كما أمرك الله تعالى. ﴿ و لا تطغوا ﴾ أي لا تجاوزوا ما حدد لكم بإفراط أو تفريط
﴿ ولا تركنوا ﴾ أي لا تميلوا﴿ الذين ظلموا ﴾ أنفسهم بشرك أو معصية. يقال : ركن إليه- كنصر وعلم ونفع – إذا اعتمد عليه. ويستثنى من ذلك للضرورة : صحبة الظالم على التقية مع حرمه الميل القلبي إليه.
﴿ و أقم الصلاة ﴾ أي أد الصلاة المكتوبة على تمامها على طرفي النهار، وهما الغداة والعشي.
و صلاة الغداة : الصبح. وصلاة العشي – وهو من الزوال إلى الغروب - : الظهر والعصر :﴿ وزلفا من الليل ﴾ أي طائفة من أوله، وهي صلاة المغرب والعشاء، جمع زلفة، كغرف وغرف. ﴿ إن الحسنات يذهبن السيئات ﴾ إن الأعمال الحسنة - كالصلاة والصدقة والاستغفار
ونحوه من أعمال البر، وكالعزم على اجتناب الكبيرة – يكفرن السيئات ويذهبن المؤاخذة عليها. والمراد بها : الذنوب الصغائر، لأن الكبائر تكفرها التوبة.
﴿ من القرون ﴾ أي من الأمم الماضية﴿ أولو بقية ﴾ ذوو خصلة باقية من العقل، أو ذوو فضل.
و أصل البقية : ما يصطفيه الإنسان لنفسه ويدخره لينتفع به، ومنه فلان من بقية القوم، أي من خيارهم.
و المراد : أنه يكن منهم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا ما استثنى.
﴿ ما أترفوا فيه ﴾ ما أنعموا فيه من الثروة والعيش الهنيء، والشهوات العاجلة، فبطروا النعمة واستكبروا وكفروا بالله. أو فسقوا عن أمره، من الترفة وهي النعمة والطعام الطيب، والشيء الظريف تخص به صاحبك. يقال : ترف – كفرح – تنعم. وأترفته النعمة : أطغته أونعمته. والمترف : المتنعم لا يمنع من تنعمه.
﴿ و لذلك خلقهم ﴾ أي خلق الناس مختلفين، بعضهم على الحق وبعضهم على الباطل، ليكون فريق منهم في الجنة وفريق في السعير، أو لرحمته خلق من خلق.
﴿ وتمت كلمة ربك ﴾وجب حكمه وقضاؤه الأزلي.
﴿ على مكانتكم ﴾ على حالتكم التي أنتم عليها وهي الكفر. والأمر للتهديد. ( آية ٩٣ من هذه السورة ص ٣٧٣ ) والله أعلم.
Icon