ﰡ
١٠٠٨- قيل نزع منها محبة الشهوات. ( الإحياء : ٣/٧١ )
١٠٠٩- احتج الأشعري١ في إثبات خبر الواحد بقوله تعالى :﴿ إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ﴾ قال : هذا يدل على أن العدل بخلافه... وقال جماعة من المتكلمين ومنهم القاضي وجماعة من حذاق الفقهاء ومنهم ابن شريح٢ : إن ذلك دلالة له هو الأوجه عندنا. ( المستصفى : ١/١٩١ )
١٠١٠- الفاسق مردود الشهادة، والكفر أعظم أنواع الفسق، وقد قال تعالى :﴿ إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا... ﴾ لأن الفاسق منهم بجرأته على المعصية. ( نفسه : ١/١٥٧ )
٢ - هو الإمام شيخ القراء أبو عبد الله محمد بن شريح بن أحمد بن شريح مصنف كتاب "الكافي" كان رأسا في القراءات. بصيرا بالنحو والصرف. أخذ عن مكي وأجاز له. ت ٤٧٦هـ ن شذرات الذهب ٣/٣٥٤ وسير أعلام النبلاء: ١٨/٥٥٤..
١٠١١- ﴿ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ﴾ الإصلاح : نهي عن البغي وإعادة إلى الطاعة، فإن لم يفعل فقد أمر الله تعالى بقتاله :﴿ فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ﴾ وذلك هو النهي عن المنكر. ( الإحياء : ٢/٣٣٤ )
١٠١٢- معنى السخرية : الاستهانة والتحقير والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يضحك منه، وقد يكون ذلك بالمحاكاة في الفعل والقول، وقد يكون بالإشارة والإيماء، وإذا كان بحضرة المستهزإ به لم يسم ذلك غيبة، وفيه معنى الغيبة، قالت عائشة رضي الله عنها : حاكيت إنسانا، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم :( والله ما أحب أني حاكيت إنسانا ولي كذا وكذا ). ١ ( الإحياء : ٣/١٤٠ )
١٠١٣- الذين زعموا أن في الشرع ما يدل على رد القياس تمسكوا بقوله :﴿ إن بعض الظن إثم ﴾... قلنا : قوله تعالى :﴿ إن بعض الظن إثم ﴾ مقبول به عندنا فليوصف بعضه بخلافه. ( المنخول : ٣٢٨ )
١٠١٤- من ثمرات سوء الظن التجسس، فإن القلب لا يقنع بالظن ويطلب التحقيق فيشتغل بالتجسس وهو أيضا منهي عنه، قال الله تعالى :﴿ ولا تجسسوا ﴾ فالغيبة وسوء الظن والتجسس منهي عنه في آية واحدة.
ومعنى التجسس : أن لا يترك عباد الله تحت ستر الله، فيتوصل إلى الاطلاع وهتك الستر حتى ينكشف له ما لو كان مستورا عنه كان أسلم لقلبه ودينه. ( الإحياء : ٣/١٦١ )
١٠١٥- يكفيك زجرا عن الغيبة قوله تعالى :﴿ ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ﴾ فقد شبهك الله بآكل لحم الميتة، فما أجدرك أن تحترز منها. ( بداية الهداية ضمن المجموعة رقم ٦ ص : ٦٣ )
١٠١٦- من عادات العرب في البيان التنبيه على الشيء بذكر نظيره وضرب مثل فيه، دون التعرض له في نفسه، وهو في الإفادة كالتعرض له كقوله تعالى :﴿ ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا ﴾ يعني : أنه محرم كأكل لحم الغير. ( شفاء الغليل : ١٠٧ )
١٠١٧- ﴿ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ﴾ أي لا تفاوت في أنسابكم لاجتماعكم في أصل واحد، ثم ذكر فائدة النسب فقال :﴿ وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ﴾ ثم بين أن الشرف بالتقوى لا بالنسب فقال :﴿ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ﴾ ولما قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : من أكرم الناس ؟ من أكيس الناس ؟ لم يقل : من ينتمي إلى نسبي، ولكن قال :( أكرمهم أكثرهم للموت ذكرا وأشدهم له استعدادا ). ١
وإنما نزلت هذه الآية حين أذن بلال يوم الفتح على الكعبة، فقال : الحارث بن هشام وسهيل بن عمرو وخالد بن أسيد : هذا العبد الأسود يؤذن ؟. ( نفسه : ٣/٥٧ )
١٠١٩- ومعناه : استسلمنا في الظاهر، فأراد بالإيمان ههنا التصديق بالقلب فقط، وبالإسلام : الاستسلام ظاهرا باللسان والجوارح، وفي حديث جبرائيل عليه السلام لما سأله عن الإيمان فقال :( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالبعث بعد الموت، وبالحساب وبالقدر خيره وشره، فقال : فما الإسلام ؟ فأجاب بذكر الخصال الخمس١ فعبر بالإسلام عن تسليم الظاهر بالقول والعمل. ( نفسه : ١/١٣٨-١٣٩ )
١٠٢٠- طائفة نطقوا بالشهادتين من غير التفات إلى ما تنطوي عليه من المعنى ولا احتفاء بالوظائف كأجلاف الأعراب والأعاجم، لكنهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا، فلهم حكم المشيئة، وهم المرادون بقوله تعالى :﴿ قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ﴾ والسيف عند هؤلاء أصدق أنباء من الكتب، وهو أحد ما يساسون به. ( معراج السالكين ضمن المجموعة رقم ١ ص : ٨١ )
١٠٢١- الإيمان بالله وبرسوله من غير ارتياب هو قوة اليقين، وهو ثمرة العقل ومنتهى الحكمة، والمجاهدة بالمال هو السخاء الذي يرجع إلى ضبط قوة الشهوة، والمجاهدة بالنفس هي الشجاعة التي ترجع إلى استعمال قوة الغضب على شرط العقل وحد الاعتدال، فقد وصف الله تعالى الصحابة فقال :﴿ أشداء على الكفار رحماء بينهم ﴾١ إشارة إلى أن للشدة موضعا، فليس الكمال في الشدة بكل حال، ولا في الرحمة بكل حال. ( الإحياء : ٣/٦٠ )
١٠٢٢- فدل ب " الإيمان بالله ورسوله " على نفي الارتياب وعلى العلم اليقيني والحكمة التي لا يتصور حصولها إلا بإصلاح قوة الفكر.
ودل بالمجاهدة بالأموال على العفة والجود اللذين هما تابعان بالضرورة لإصلاح الشهوة.
ودل بالمجاهدة بالنفس على الشجاعة والحلم، اللذين هما تابعان لإصلاح الحمية وإسلامها للدين والعقل حتى تنبعث مهما انبعثا، وتسكن مهما سكنا، وعليه دل قوله تعالى :﴿ خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين ﴾٢. ( ميزان العمل : ٢٣٤-٢٣٥ )
٢ - الأعراف: ١٩٩..