ﰡ
١ - أُقسم بطوائف من خلقى، تصطف بنفسها صفا مُحكماً فى مقام العبودية والانقياد.
٢ - فالمانعات للمتجاوز حدوده منعاً شديداً، يبقى النظام ويحفظ الأكوان.
٣ - فالتاليات للآيات يذكرون الله ذكراً بالتسبيح والتمجيد.
٤ - إن إلهكم المستوجب للعبادة لواحد لا شريك له فى ذات أو فعل أو صفة.
٥ - هو - وحده - خالق السموات والأرض وما بينهما، ومدبِّر الأمر، ومالك المشارق لكل ما له مشرق.
٦ - إنَّا جمَّلْنا السماء القريبة من أهل الأرض بزينة هى الكواكب المشرقة المختلفة الأحجام والأوضاع فى محيط الكون التى نراها كل مساء بالعين المجردة.
٧ - وحفظناها حفظاً محكماً من كل شيطان عات متمرد.
٨ - لا يمكن عتاة الشياطين من التسمع إلى ما يجرى فى عالم الملائكة، ويُرْمَوْن من كل بما يدفعهم.
٩ - يُطردون طرداً عنيفاً عن الوصول إلى تسمع أخبار السماء، ولهم عذاب شديد دائم فى الآخرة.
١٠ - إلا من اختلس الكلمة من أخبار السماء، فإننا نتبعه بشعلة من النار تثقب الجو بضوئها فتحرقه.
١١ - فاستخبر - أيها النبى - المنكرين للبعث والمستبعدين لحصوله: أهُم أصعب خلقاً أم من خلقنا من السموات والأرض والكواكب وغير ذلك؟. إنا خلقناهم من طين لاصق بعضه ببعض، فَلِمَ يستبعدون إعادتهم؟ {.
١٢ - بل عجبت - أيها النبى - من إنكارهم للبعث - مع قيام الأدلة على قدرة الله - وهم يسخرون من تعجبك وتقريرك له.
١٣ - وإذا ووجهوا بأدلة قدرة الله على البعث لا يلتفتون ولا ينتفعون بدلالتها.
١٤ - وإذا رأوا برهاناً على قدرة الله دعا بعضهم بعضاً إلى المبالغة فى الاستهزاء به.
١٥ - وقال الكافرون فى الآيات الدالة على القدرة: ما هذا الذى نراه إلا سحر واضح.
١٦ - أئذا متنا وصرنا تراباً وعظاماً أئنا لمُخرجون من قبورنا أحياء؟.
١٧ - أنحيا ويبعث آباؤنا الأولون الذين ماتوا قبلنا فبادوا وهلكوا؟}
١٨ - قل - أيها النبى - لهم: نعم ستبعثون جميعاً وأنتم أذلاء صاغرون.
١٩ - فإنما البعثة صيحة واحدة فإذا هم أحياء ينظرون ما كانوا يوعدون.
٢٠ - وقال المشركون: يا هلاكنا.. هذا يوم الحساب والجزاء على الأعمال.
٢١ - فيجابون: هذا يوم القضاء والفصل فى الأعمال الذى كنتم به فى الدنيا تكذبون.
٢٢ -، ٢٣ - اجمعوا - يا ملائكتى - الظالمين أنفسهم بالكفر وأزواجهم الكافرات وآلهتهم التى كانوا يعبدونها من دون الله من الأوثان والأنداد، فعرفوهم طريق النار ليسلكوها.
٢٤ - واحبسوهم فى هذا الموقف، إنهم مسئولون عن عقائدهم وأعمالهم.
٢٥ - ما لكم - أيها المشركون - لا ينصر بعضكم بعضا كما كنتم تتناصرون فى الدنيا؟!
٢٦ - لا يتناصرون فى هذا اليوم، بل هم منقادون مستسلمون لأمر الله.
٢٧ - وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ويتخاصمون، ويسأل بعضهم بعضاً عن مصيرهم السيئ.
٢٨ - قال الضعفاء للذين استكبروا: إنكم كنتم تأتوننا من الناحية التى نظن فيها الخير واليُمن، لتصرفونا عن الحق إلى الضلال.
٢٩ - قال المستكبرون: لم نصرفكم، بل أنتم أبيتم الإيمان وأعرضتم عنه باختياركم.
٣٠ - وما كان لنا من تسلط عليكم نسلبكم به اختياركم، بل كنتم قوماً خارجين على الحق.
٣١ - فحق علينا كلمة ربنا: إنا لذائقون العذاب يوم القيامة.
٣٢ - فدعوناكم إلى الغى والضلال فاستجبتم لدعوتنا، إن شأننا التحايل لدعوة الناس إلى ما نحن عليه من الضلال، فلا لوم علينا.
٣٣ - فإن الأتباع والمتبوعين يوم القيامة فى العذاب مشتركون.
٣٤ - إن مثل ذلك العذاب نفعل بالذين أجرموا فى حق الله بالشرك وفعل المعاصى.
٣٥ - إن هؤلاء كانوا إذا قيل لهم: لا إله إلا الله يأبون الإقرار بذلك تكبراً واستعظاماً.
٣٦ - ويقولون: أنحن نترك عبادة آلهتنا لقول شاعر متخبل مستور العقل؟.
٣٧ - بل جاءهم رسولهم بالتوحيد الذى دعا إليه جميع الرسل، وصدق بذلك دعوة المرسلين.
٣٨ - إنكم - يا أيها المشركون - لذائقوا العذاب الشديد فى الآخرة.
٣٩ - وما تلقون من جزاء فى الآخرة إلا جزاء عملكم فى الدنيا.
٤٠ - إلا عباد الله المخلصين، فإنهم لا يذوقون العذاب، لأنهم أهل إيمان وطاعة.
٤١ - هؤلاء المخلصون لهم فى الآخرة رزق معلوم عند الله.
٤٢ - فواكه متنوعة، وهم مرفهون معظمون.
٤٤ - يجلسون فيها على سرر يقابل بعضهم بعضاً.
٤٥ - يطوف عليهم ولدان بإناء فيه شراب من منابع جارية لا تنقطع.
٤٦ - بيضاء عند مزجها، شهية للشاربين.
٤٧ - ليس فيها غائلة الصداع تأخذهم على غرة، ولا هم بشربها يذهب وعيهم شيئاً فشيئاً.
٤٨ - وعند هؤلاء المخلصين فى الجنة حوريات طبعن على العفاف، قد قصرن أبصارهن على أزواجهن، فلا يتطلعن لشهوة ضالة، نُجْلُ العيون حسانها.
٤٩ - كأن قاصرات الطرف بيض النعام، المصون بأجنحته، فلم تمسه الأيدى، ولم يصبه الغبار.
٥٠ - فأقبل بعض هؤلاء المخلصين على بعض يتساءلون عن أحوالهم. وكيف كانوا فى الدنيا؟
٥١ - قال قائل منهم عند ذلك: إنى كان لى صاحب من المشركين، يجادلنى فى الدين وما جاء به القرآن الكريم.
٥٢ - يقول: أئِنك لمن الذين يصدقون بالبعث بعد الموت والحساب والجزاء؟.
٥٣ - أبعد أن نفنى ونصير تراباً وعظاماً نحيا مرة أخرى، لنحاسب ونجازى على ما قدمنا من عمل؟!.
٥٤ - قال المؤمن لجلسائه: هل أنتم يا أهل الجنة مُطَّلعون على أهل النار، فأرى قَرِينى؟.
٥٥ - ودار ببصره نحو النار، فرأى صاحبه القديم فى وسطها، يُعذب بنارها.
٥٦ - قال حينما رآه: تالله إن كدت فى الدنيا لتهلكنى لو أطعتك فى كفرك وعصيانك.
٥٧ - ولولا نعمة ربى بهدايته وتوفيقه لى إلى الإيمان بالله وبالبعث لكنت مثلك من المحضرين فى العذاب.
٥٨ -، ٥٩ - أنحن مُخلَّدون منعَّمون فى الجنة، فلا نموت أبداً غير موتتنا الأولى فى الدنيا، وما نحن بمعذبين بعد دخولنا الجنة؟
٦٠ - إن هذا الذى أعطانا الله من الكرامة فى الجنة لهو الفوز العظيم، والنجاة الكبرى مما كنا نحذره فى الدنيا من عقاب الله.
٦١ - لنيل مثل ما حظى به المؤمنون من الكرامة فى الآخرة فليعمل فى الدنيا العاملون، ليدركوا ما أدركوه.
٦٢ - أذلك الرزق المعلوم المعد لأهل الجنة خير أم شجرة الزقوم المعدة لأهل النار؟
٦٣ - إنا جعلنا هذه الشجرة محنة وعذاباً فى الآخرة للمشركين.
٦٤ - إنها شجرة فى وسط الجحيم، غذيت من النار ومنها خلقت.
٦٥ - ثمرها قبيح المنظر، كريه الصورة، تنفر منه العيون كأنه رؤوس الشياطين التى لم يرها الناس، ولكن وقع فى وهمهم شناعتها وقبح منظرها.
٦٦ - فإنهم لآكلون من هذه الشجرة فمالئون من طلعها بطونهم، إذ لا يجدون غيرها ما يأكلون.
٦٧ - ثم إن لهؤلاء المشركين على ما يأكلون من الزَّقوم لخلطاً ومزاجاً من ماء حار يشوى وجوههم، وتنقطع منه أمعاؤهم.
٦٨ - ثم إن مصيرهم إلى النار، فهم فى عذاب دائم، إذ يؤتى بهم من النار إلى شجرة الزَّقوم، فيأكلون ثم يسقون، ثم يرجع بهم إلى محلهم من الجحيم.
٦٩ -، ٧٠ - إنهم وجدوا آباءهم ضالين، فهم يُسرعون الخطا على آثارهم، ويستعجلون السير فى طريقهم، مقلدين لا متبصرين، كأنهم يزعجون ويحثون على الإسراع إلى متابعة الآباء من غير تدبر ولا تعقل.
٧١ - ولقد ضل عن قصد السبيل وطريق الإيمان قبل مشركى مكة أكثر الأمم الخالية من قبلهم.
٧٢ - ولقد أرسلنا فى هذه الأمم الخالية رسلاً ينذرونهم ويخوفونهم عذاب الله فكذبوهم.
٧٣ - فانظر - يا من يتأتى منك النظر - كيف كان مآل الذين أنذرتْهم رسلهم؟! لقد أُهْلِكوا، فصاروا عبرة للناس.
٧٤ - لكن هناك مؤمنون استخلصهم الله لعبادته، لينالوا فضل كرامته، ففازوا بثوابه، ونجوا من عذابه.
٧٥ - ولقد نادانا نوح حين يئس من قومه فلنعم المجيبون كنا له إذ استجبنا دعاءه، فأهلكنا قومه بالطوفان.
٧٦ - ونجينا نوحاً ومن آمن معه من الغرق والطوفان.
٧٧ - وجعلنا ذرية نوح هم الباقين فى الأرض بعد هلاك قومه.
٧٨ - وتركنا ذكراً جميلاً على نوح فى الآخرين من الأمم إلى يوم القيامة.
٧٩ - تحية سلام وأمن لنوح فى الملائكة والثقلين جميعاً.
٨٠ - إنا مثل هذا الجزاء نجزى من أحسن، فجاهد لإعلاء كلمتنا، وتحمل الأذى فى سبيلنا.
٨١ - إنه من عبادنا الذين آمنوا بنا، وَوَفُوا بعهدنا، وأدوا رسالتنا.
٨٢ - ثم أغرقنا الآخرين من كفار قومه.
٨٣ - وإن ممن على طريقته وسنته فى الدعوة إلى التوحيد والإيمان بالله لإبراهيم.
٨٤ - إذ أقبل على ربه بقلب نقى من الشرك، مخلصاً له العبادة.
٨٥ - إذ أنكر على أبيه وقومه ما هم عليه من عبادة الأصنام بقوله: ما هذه الأوثان التى تعبدونها؟.
٨٦ - أترتكبون كذباً فاضحاً بما تصنعون، إذ تعبدون غير الله، وتريدون هذا الإفك بلا مسوغ إلا اختياركم له؟.
٨٧ - ما ظنكم بمن هو الجدير والمستحق بالعبادة لكونه خالقاً للعالمين، إذا لاقيتموه وقد أشركتم معه فى العبادة غيره؟.
٨٨ - فنظر نظرة فى النجوم، ليستدل بها على خالق الكون، فوجدها متغيرة متحولة.
٨٩ - أخاف على نفسى الضلال وسقم الاعتقاد.
٩٠ - فانصرف عنه قومه معرضين عن قوله.
٩١ - فمال إلى أصنامهم مسرعاً متخفياً، وعرض عليها من الطعام الذى وضعوه أمامها. ليصيبوا من بركتها فى زعمهم، فقال فى سخرية واستهزاء: ألا تأكلون. ؟.
٩٢ - ما لكم عجزتم عن الكلام بالإيجاب أو السلب؟.
٩٣ - فمال عليهم ضرباً باليد اليمنى - لأنها أقوى الباطشتين - فحطمها.
٩٤ - فأسرعوا إلى إبراهيم - وبعد أن تبيَّن لهم أن ما حدث لآلهتهم من التكسير كان بفعله - يعاقبونه على ارتكب فى شأن آلهتهم.
٩٥ - قال إبراهيم موبخاً لهم: أتعبدون ما سويتم بأيديكم من أحجار؟. فأين ذهبت عقولكم؟.
٩٦ - والله خلقكم، وخلق ما تصنعون بأيديكم من الأوثان، فهو المستحق - وحده - للعبادة.
٩٧ - قال عُبَّاد الأصنام لبعض - لما قرعتهم الحُجَّة، ولجأوا إلى القوة، فعزموا على إحراقه -: ابنوا له بنياناً، واملأوه ناراً متأججة، وألقوه فى وسطها.
٩٨ - فأرادوا بهذا أن يُنزلوا به الأذى، فأنجاه الله من النار بعد أن أُلقى فيها، وعلا شأنه بما كان له من كرامة، وجعلهم الله هم الأسفلين.
٩٩ - وقال إبراهيم - لما يئس من إيمانهم -: إنى مهاجر إلى المكان الذى أمرنى ربى بالمسير إليه، سيهدينى ربى إلى المقر الأمين والبلد الطيب.
١٠٠ - رب هب لى ذرية من الصالحين، تقوم على الدعوة إليك من بعدى.
١٠١ - فبشرته الملائكة بابن يتحلى بالعقل والحلم.
١٠٢ - وَوُلِدَ إسماعيل وشَبّ، فلما بلغ معه مبلغ السعى فى مطالب الحياة اختُبر إبراهيم فيه برؤية رآها. قال إبراهيم: يا بنى إنى أرى فى المنام وحياً من الله يطلب منى ذبحك، فانظر ماذا ترى؟ قال الابن الصالح: يا أبت أنجز أمر ربك، ستجدنى من الصابرين إن شاء الله.
١٠٣ - فلما استسلم الوالد والمولود لقضاء الله، ودفعه إبراهيم على الرمل المتجمع، وأسقطه على شقه، فوقع جبينه على الأرض، وتهيأ لذبحه.
١٠٤ -، ١٠٥ - وعلم الله صِدْق إبراهيم وابنه فى الاختبار، وناداه الله - نداء الخليل -: يا إبراهيم، قد استجبت مطمئنا لوحى الرؤيا، ولم تتردد فى الامتثال، فحسبك هذا، إنا نخفف عنك اختبارنا جزاء إحسانك، كما نجزى المحسنين على إحسانهم.
١٠٦ - إن هذا الابتلاء الذى ابتلينا به إبراهيم وابنه لهو الابتلاء الذى أبان جوهر إيمانهما ويقينهما فى رب العالمين.
١٠٧ - وفديناه بمذبوح عظيم القدر لكونه بأمر الله تعالى.
١٠٨ - وتركنا له الثناء على ألسنة مَنْ جاء بعده.
١٠٩ - تحية أمن وسلام على إبراهيم.
١١٠ - مثل ذلك الجزاء الدافع للبلاء نجزى المحسنين فى امتثال أوامر الله.
١١١ - إن إبراهيم من عبادنا المذعنين للحق.
١١٢ - وبشرته الملائكة - بأمرنا - بأنه سيرزق ابنه إسحاق على يأس وعقم من امرأته، وأنه سيكون نبياً من الصالحين.
١١٣ - ومنحناه وابنه البركة والخير فى الدنيا والآخرة، ومن ذريتهما محسن لنفسه بالإيمان والطاعة، وظالم لها بيِّن الضلال بكفره ومعصيته.
١١٤ - ولقد أنعمنا على موسى وهارون بالنبوة والنعم الجسام.
١١٥ - ونجيناهما وقومهما من الكرب الشديد الذى كان ينزله بهم فرعون وقومه.
١١٦ - ونصرناهم على أعدائهم، فكانوا هم الغالبين.
١١٧ - وآتينا موسى وهارون الكتاب الواضح المبين لأحكام الدين، وهى التوراة.
١١٨ - وأرشدناهما إلى الطريق المعتدل.
١١٩ - وأبقينا ثناءً حسناً عليهما فى الآخرين الذين جاءوا من بعدهم.
١٢٠ - تحية أمن وسلام على موسى وهارون.
١٢١ - إن مثل الجزاء الذى جازينا به موسى وهارون نجزى كل المحسنين.
١٢٢ - إنهما من عبادنا المذعنين للحق.
١٢٣ - وإن إلياس لَمنَ الذين أرسلناهم لهداية أقوامهم.
١٢٤ - إذ قال إلياس لقومه - وكانوا يعبدون صنماً لهم -: أتستمرون على غيِّكم، فلا تخافون الله باتقاء عذابه؟.
١٢٥ - أتعبدون الصنم المسمى بَعْلاً، وتتركون عبادة الله الذى خلق العالم فأحسن خلقه؟.
١٢٦ - الله خلقكم وحفظكم أنتم وآباءكم الأولين، فهو الحقيق بالعبادة.
١٢٧ - فكذَّبوه، فجزاؤهم أن يُحضروا إلى النار يوم القيامة.
١٢٨ - إلا عباد الله الذين كمل إخلاصهم فى إيمانهم، فهؤلاء هم الفائزون.
١٢٩ - وجعلنا له ذكراً حسناً على ألسنة من جاءوا من بعده.
١٣٠ - سلام على إل ياسين، أو عليه وعلى آله بتغليبه عليهم.
١٣١ - إن مثل الجزاء الذى جازينا به آل ياسين نجزى كل محسن على إحسانه.
١٣٢ - إن إلياس من عبادنا المؤمنين.
١٣٣ - وإن لوطاً لمن المرسلين الذين أرسلناهم لتبليغ رسالتنا إلى الناس.
١٣٤ - لقد نجيناه وأهله جميعاً، مما حل بقومه من العذاب.
١٣٥ - إلا امرأته العجوز، فقد هلكت مع الهالكين.
١٣٦ - ثم أهلكنا من سِوى لوط ومن آمن به.
١٣٧ -، ١٣٨ - وإنكم يا أهل مكة لتمرون على ديار قوم لوط فى سفركم إلى الشام صباحاً ومساء، أفقدتم عقولكم فلا تعقلون ما حل بهم جزاء تكذيبهم؟.
١٣٩ - وإن يونس لمن الذين أرسلناهم لتبليغ رسالتنا إلى الناس.
١٤٠ -، ١٤١ - إذ هجر قومه من غير أمر ربه، وذهب إلى سفينة مملوءة فركب فيها، فتعرضت السفينة للغرق فاقترعوا لإخراج أحد ركابها عن حمولتها، فخرجت القرعة على يونس، فكان من المغلوبين بالقرعة، فأُلْقِىَ فى البحر على حسب عُرْفهم فى ذلك الحين.
١٤٢ - فابتلعه حوت وهو مستحق للملامة، جزاء هروبه من الدعوة إلى الحق وعدم الصبر على المخالفين.
١٤٣ -، ١٤٤ - فلولا أن يونس كان من المنزّهين لله، المواظبين على ذكره، لمات فى بطن الحوت، وما خرج منه إلى يوم البعث.
١٤٥ - فطرحناه فى الفضاء الواسع من الأرض، لا يواريه شئ من شجر أو بناء، وهو عليل مما كان فيه.
١٤٦ - وأنبتنا عليه شجرة لا تقوم على ساق فغطته ووقته غوائل الجو.
١٤٧ - حتى إذا صح مما أصابه، أرسلناه إلى عدد كبير يقول من رآه: إنهم مائة ألف أو يزيدون.
١٤٨ - فاستجابوا لدعوته، فبسطنا عليهم نعمتنا إلى وقت معلوم.
١٤٩ - فاستفت قومك - أيها النبى -: ألخالقك البنات دونهم، ولهم البنون دونه؟.
١٥٠ - بل أخلقنا الملائكة إناثاً وهم معاينون خلقهم، فتعلقوا بما شاهدوه؟.
١٥١ -، ١٥٢ - تنبه - أيها السامع - لحديثهم، إنهم من كذبهم ليقولون: ولد الله، وهو المُنَزَّهُ عن الوالدية والولدية، وإنهم لكاذبون فىهذا القول بشهادة الأدلة على وحدانيته.
١٥٣ - أختار لنفسه البنات المكروهة فى زعمكم على البنين المحبوبين منكم، وهو الخالق للبنات والبنين؟.
١٥٤ - ماذا أصابكم حين حكمتم بلا دليل؟، كيف تحكمون بذلك مع وضوح بطلانه؟.
١٥٥ - أنسيتم دلائل القدرة والتنزيه فلا تتذكرون حتى وقعتم فى الضلال؟.
١٥٦ - بل ألكم قوة دليل بَيّن تستدلون به على ما تدعون؟.
١٥٧ - فأتوا بحجتكم - إن كان لكم حجة فى كتاب سماوى - إن كنتم صادقين فيما تقولون وتحكمون.
١٥٨ - تمادوا فى اعتقادهم، وجعلوا بين الله وبين الجِنة المستورين عنهم قرابة، ولقد علمت الجِنَّة إن الكفار لمحضرون إلى الله، لينالوا جزاءهم المحتوم.
١٥٩ - تنزيهاً لله - تعالى - عما يذكره المفترون من صفات العجز والنقص.
١٦٠ - لكن عباد الله المخلصين برآء مما يصفه الكافرون.
١٦١ -، ١٦٢، ١٦٣ - فإنكم - أيها الكفار - وما تعبدون من دون الله، ما أنتم على ما تعبدون من دونه بمضلين أحداً بإغوائكم، إلا من سبق فى علمه - تعالى - أنه من أهل الجحيم وسيصلى نارها.
١٦٤ - وقالت الملائكة - متحيزين لموقف العبودية -: ما أحد منا إلا له مقام فى المعرفة والعبادة معلوم لا يتعداه.
١٦٥ - وإنا لنحن الصافون أنفسنا فى مواقف العبودية دائماً.
١٦٦ - وإنا لنحن المنزهون لله - تعالى - عما لا يليق به فى كل حال.
١٦٧ -، ١٦٨، ١٦٩ - وإن كان كفار مكة قبل بعثة الرسول ليقولون: لو أن عندنا كتاباً من جنس كتب الأولين - كالتوراة والإنجيل - لكنَّا عباد الله المخلصين له العبادة.
١٧٠ - وجاءهم الكتاب فكفروا به، فسوف يعلمون عاقبة كفرهم.
١٧١ -، ١٧٢ - أقسم: لقد سبق قضاؤنا لعبادنا المرسلين أن النصر والعاقبة لهم على الكافرين.
١٧٣ - وإن أتباعنا وأنصارنا لهم الغلبة - وحدهم - على المخالفين.
١٧٤ - فأعرض عنهم وانتظر إلى وقت مؤجل، فإننا سنعجل لك العاقبة والنصر والظفر.
١٧٥ - وأنظرهم وارتقب ماذا يحل بهم من العذاب والنكال بمخالفتك وتكذيبك، فسوف يعاينون الهزيمة بصفوفهم، ويرون نصر الله للمؤمنين.
١٧٦ - أسلبوا عقولهم فبعذابنا يستعجلون؟
١٧٧ - فإذا نزل العذاب بفنائهم الواسع فساء صباح المنذرين بالعذاب.
١٧٨ - وأعرض عنهم إلى حين ينتهى إليه أمرهم.
١٧٩ - وأبصر ما يستقبلهم ويستقبلك، فسوف يرون ما به يستعجلون.
١٨٠ - تنزيهاً لله خالقك وخالق القوة والغلبة عما ينعتونه به من المفتريات.
١٨١ - وسلام على الأصفياء المرسلين.
١٨٢ - والثناء لله - وحده - خالق العالمين، والقائم على الخلق أجمعين.