تفسير سورة الحشر

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة الحشر من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سورة الحشر مدنية اتفاقاً.
لما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم عاهد بني النضير أن لا يقاتلوا معه ولا عليه فكفوا يوم بدر لظهوره وأعانوا عليه يوم أحد لظهور المشركين فقتل رئيسهم كعب بن الأشرف غيلة محمد بن مسلمة ثم حاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثاً وعشرين ليلة حتى أجلاهم من ديارهم بالحجاز إلى أذرعات الشام وأعطى كل ثلاثة بعيراً يحملون عليه ما استقل إلا السلاح.

٢ - ﴿لأَوَّلِ الْحَشْرِ﴾ لأنهم أول من أُجلي من اليهود، أو لأنه أول حشرهم لأنه يحشرون بعده إلى أرض المحشر في القيامة، أو حشرهم الثاني بنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب تبيت معهم حيث باتوا وتأكل من تخلف ﴿مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ﴾ لقوتهم وامتناعهم ﴿حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ﴾ من أمره ﴿لَمْ يَحْتَسِبُواْ﴾ بأمر الله، أو بقتل ابن الأشرف ﴿الرُّعْبَ﴾ بقتل ابن الأشرف، أو بخوفهم من الرسول [صلى الله عليه وسلم] ﴿بِأَيْدِيهِمْ﴾ بنقض الموادعة ﴿وَأيْدِى الْمؤْمِنِينَ﴾ بالمقاتلة، أو بأيديهم في تركها، وأيدي المؤمنين في إجلائهم عنها، أو كانت منازلهم مزخرفة فحسدوا المسلمين أن يسكنوها فخربوا بواطنها بأيديهم وخرب المسلمون ظواهرها ليصلوا إليهم أو كلما هدم المؤمنون من حصونهم شيئاً نقضوا من بيوتهم ما يبنون به ما خرب من حصونهم أو لما صولحوا على حمل ما أقلته الإبل نقضوا ما أعجبهم من بيوتهم حتى الأوتاد ليحملوها معهم ﴿يخرِّبون﴾ ويخربون واحد أو بالتخفيف خرابها بفعل غيرهم وبالتشديد خراباً بفعلهم أو بالتخفيف فراغها لخروجهم عنها وبالتشديد هَدْمُها.
٣ - ﴿الْجَلاءَ﴾ القتل لعذبهم في الدنيا بالسَّبى أو الإخراج من المنازل لعذبهم بالقتل أو الجلاء ما كان مع الأهل والولد بخلاف الإخراج فقد يكون مع بقائهما والجلاء لا يكون إلا لجماعة والإخراج قد يكون لواحد.
٥٠ - ﴿لِّينَةٍ﴾ النخلة من أي صنف كانت أو كرام النخل أو العجوة وكانت العجوة والعتيق مع نوح في السفينة والعتيق الفحل وكانت العجوة أصول الإناث
298
كلها ولذلك شق على اليهود قطعها أو اللينة الفسيلة لأنها ألين من النخلة أو جميع الأشجار للينها بالحياة وقال الأخفش اللينة من اللون لا من اللين قطعوا وأحرقوا ست نخلات أو قطعوا نخلة وحرقوا أخرى توسيعاً للمكان أو إضعافاً لهم فقالوا ألست تزعم أنك نبي تريد الصلاح أفمن الصلاح قطع النخل وعقر الشجر. وقال شاعرهم سماك اليهود:
(ألسنا ورثنا الكتاب الحكيم على عهد موسى ولم نصدف)
(وأنتم رعاء لشاء عجاف بسهل تهامة والأخيف)
(ترون الرعاية مجداً لكم لدى كل دهر لكم مجحف)
(فيا أيها الشاهدون انتهوا عن الظلم والمنطق الموكف)
(لعل الليالي وصرف الدهور يديل من العادل المنصف)
(بقتل النضير وأجلائها وعقر النخيل ولم يقطف)
فأجابه حسان بن ثابت:
(هم أوتوا الكتاب فضيعوه وهم عمي عن التوراة بور)
(كفرتم بالقرآن وقد أبيتم بمصداق الذي قال النذير)
(فهان على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير)
وحز في صدور بعض المسلمين ما فعلوه فقالوا [١٩٧ / أ] / هذا فساد، وقال آخرون: هذا مما تحدى الله به أعداءه وينصر به أولياءه، فقالوا: يا رسول الله هل لنا فيما قطعنا من أجر وفيما تركنا من وزر فشق ذلك على الرسول [صلى الله عليه وسلم]
299
فنزلت.
﴿وما أفاءَ اللهُ علَى رسولِهِ منهمْ فمَآ أوجفتمْ عليهِ منْ خيلٍ ولاَ ركابٍ ولكنَّ اللهَ يسلِّطُ رسلَهُ علَى من يشاءُ واللهُ على كلِّ شيءٍ قديرٌ (٦) مَّا أفاءَ اللهُ على رسولهِ منْ أهلِ القرى فللهِ وللرَّسُولِ ولِذِي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولةَ بينَ الأغنياءِ منكمْ ومَا ءاتاكُمُ الرسولُ فخذوهُ وما نهاكمْ عنهُ فانتهواْ واتَّقُواْ اللهَ إنَّ اللهَ شديدُ العِقابِ (٧) ﴾
300
﴿ لِينَة ﴾ النخلة من أي صنف كانت أو كرام النخل أو العجوة وكانت العجوة والعتيق مع نوح في السفينة والعتيق الفحل وكانت العجوة أصول الإناث كلها ولذلك شق على اليهود قطعها أو اللينة الفسيلة لأنها ألين من النخلة أو جميع الأشجار للينها بالحياة وقال الأخفش اللينة من اللون لا من اللين قطعوا وأحرقوا ست نخلات أو قطعوا نخلة وحرقوا أخرى توسيعاً للمكان أو إضعافاً لهم فقالوا ألست تزعم أنك نبي تريد الصلاح أفمن الصلاح قطع النخل وعقر الشجر. وقال شاعرهم سماك اليهود :
ألسنا ورثنا الكتاب الحكيم *** على عهد موسى ولم نصدف
وأنتم رعاء لشاء عجاف *** بسهل تهامة والأخيف
ترون الرعاية مجداً لكم *** لدى كل دهر لكم مجحف
فيا أيها الشاهدون انتهوا عن *** الظلم والمنطق الموكف
لعل الليالي وصرف الدهور *** يديل من العادل المنصف
بقتل النضير وإجلائها *** وعقر النخيل ولم يقطف
فأجابه حسان بن ثابت :
هم أوتوا الكتاب فضيعوه *** وهم عمي عن التوراة بور
كفرتم بالقرآن وقد أبيتم *** بمصداق الذي قال النذير
فهان على سراة بني لؤي *** حريق بالبويرة مستطير
وحز في صدور بعض المسلمين ما فعلوه فقالوا هذا فساد، وقال آخرون : هذا مما تحدى الله به أعداءه وينصر به أولياءه، فقالوا : يا رسول الله هل لنا فيما قطعنا من أجر وفيما تركنا من وزر فشق ذلك على الرسول صلى الله عليه وسلم فنزلت.
٦ - ﴿أَوْجَفْتُمْ﴾ الإيجاف الإسراع، والركاب: الإبل فكانت أموالهم للرسول [صلى الله عليه وسلم] خاصة فقسمها في المهاجرين إلاَّ سهل بن حنيف وأبا دجانة فإنهما ذكرا فقراً فأعطاهما.
٧ - ﴿دُولَةً﴾ ودَولة واحد أو بالفتح الظفر في الحرب وبالضم الغنى عن الفقر، أو بالفتح في الأيام، وبالضم في الأموال، أو بالفتح ما كان كالمستقر، وبالضم ما كان كالمستعار، أو بالفتح الظفر في الحرب، وبالضم أيام الملك
300
وأيام السنين التي تتغير. ﴿وما آتاكم الرسول﴾ من الفيء فاقبلوه وما منعكم فلا تطلبوه، أو من الغنيمة فخذوه وما نهاكم عنه من الغلول فلا تفعلوه " ح "، أو من طاعتي فافعلوه، وما نهاكم عنه من معصيتي فاتركوه، أو هو عام في أوامره ونواهيه. قيل نزلت في رؤساء المسلمين قالوا للرسول [صلى الله عليه وسلم] فيما ظهر عليه من أموال المشركين يا رسول الله خذ صَفِيِّك والربع ودعنا والباقي فهكذا كنا نفعل في الجاهلية وأنشدوه:
(لك المرباع منها والصفايا وحكمك والنشيطة والفضول)
فنزلت.
﴿للفقراءِ المهاجرينَ الذينَ أخرجواْ من ديارهمْ وأموالهمْ يبتغونَ فضلاً من اللهِ ورضواناً وينصرونَ اللهَ ورسولهُ أولئكَ هُمُ الصادقونَ (٨) والذينَ تبوءو الدارَ والإيمانَ من قبلهِمْ يحبُّونَ منْ هَاجَرَ إليهمْ ولاَ يجدونَ في صدورهمْ حاجةً ممَّا أوتواْ ويؤثرونَ علَى أنفسهمْ ولوْ كانَ بهمْ خصاصةٌ ومن يوقَ شُحَّ نفسِهِ فأولئكَ هُمُ المفلحونَ (٩) والذين جاءوا من بعدهِمْ يقولونَ ربَّنَا اغفرْ لنَا ولإخواننَا الذينَ سبقُونَا بالإيمانِ ولاَ تجعلْ في قلوبِنَا غلاًّ للذينَ ءامنواْ ربَّنا إنَّكَ رءوفٌ رحيمٌ (١٠) ﴾
301
٨ - ﴿المهاجرين﴾ إلى المدينة لنصرة الرسول [صلى الله عليه وسلم] وخوفاً من قومهم ﴿فَضْلاً﴾ من عطاء الدنيا ﴿وَرِضْوَاناً﴾ ثواب الآخرة. كان أحدهم يعصب الحجر على بطنه ليقم به صلبه من الجوع ويتخذ الحفيرة في الشتاء ماله
301
دثار غيرها.
302
٩ - ﴿تبوءوا الدَّارَ﴾ من قبل المهاجرين ﴿وَالإيمَانَ﴾ من بعدهم، أو تبوءوا الدار والإيمان قبل الهجرة إليهم وهم الأنصار والدار المدينة. ﴿يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ﴾ بالفضول والمواساة بالأموال والمساكن ﴿حَاجَةً﴾ حسداً على ما خصوا به من مال الفيء وغيره ﴿وَيُؤْثِرُونَ﴾ يقدمونهم على أنفسهم ﴿خَصَاصَةٌ﴾ فاقة وحاجة آثروهم بالفيء والغنيمة حتى قسم في المهاجرين دونهم لما قسم الرسول [صلى الله عليه وسلم] للمهاجرين أموال النضير أو قريظة على أن يردوا على الأنصار ما كانوا أعطوهم من أموالهم، قالت الأنصار: بل نقسم لهم من أموالنا ونؤثرهم بالفيء فنزلت أو آثروهم بأموالهم وواسوهم بها قال الرسول [صلى الله عليه وسلم] :" إخوانكم تركوا الأموال والأولاد وخرجوا إليكم " فقالوا: يا رسول الله أموالنا بينهم قطائع فقال: أو غير ذلك هم قوم لا يعرفون العمل فتكفونهم وتقاسمونهم الثمر يعني ما صار لهم من نخيل بني النضير قالوا: نعم يا رسول الله ". ﴿شُحَّ نَفْسِهِ﴾ الشح أن يشح بما في أيدي الناس يحب أن يكون له [١٩٧ / ب] / أو منع الزكاة، أو هوى نفسه " ع "، أو اكتساب الحرام، أو إمساك النفقة، أو الظلم، أو العمل بالمعاصي، أو ترك الفرائض وانتهاك المحارم، والبخل والشح واحد، أو الشح أخذ المال بغير حق والبخل منع المال المستحق، أو الشح بما في يدي غيره والبخل بما في يديه.
١٠ - ﴿والذين جاءوا مِن بَعْدِهِمْ﴾ المهاجرون بعد ذلك أو التابعون ومن يأتي إلى يوم القيامة ﴿الَّذِينَ سَبَقُونَا﴾ السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، أو سابقو هذه الأمة ومؤمنو أهل الكتاب قالت عائشة - رضي الله
302
تعالى عنها -: أمروا أن يستغفروا لهم فسبُّوهم ﴿غلا﴾ غشاً أو عداوة.
﴿ألمْ ترَ إلَى الذينَ نافقواْ يقولونَ لإخوانهمُ الذينَ كفرواْ منْ أهلِ الكتابِ لئنْ أخرجتمْ لنخرجنَّ معكمْ ولا نطيعُ فيكمْ أحداً أبداً وإن قوتلتمْ لننصرنَّكُمْ واللهُ يشهدُ إنهمْ لكاذبونَ (١١) لئن أخرجواْ لا يخرجونَ معهمْ ولئن قوتلواْ لاَ ينصرونهمْ ولئن نصرُوهُمْ ليُوَلُّنَّ الأدبارَ ثمَّ لا ينصرونَ (١٢) لأنتم أشدُّ رهبةً في صدورهمِ مِّنَ اللهِ ذلكَ بأنهمْ قومٌ لاَّ يفقهونَ (١٣) لا يقاتلونكمْ جميعاً إلاَّ في قرىً محصَّنةٍ أوْ مِن وراءِ جُدُرٍ بأسُهُمْ بينهُمْ شديدٌ تحسبُهُمْ جميعاً وقُلُوبُهُمْ شتَّى ذلكَ بأنَّهُمْ قومٌ لاَّ يعقلونَ (١٤) كَمَثَلِ الذينَ من قبلهمْ قريباً ذاقواْ وَبَالَ أمرهمْ ولهمْ عذابٌ أليمٌ (١٥) كَمَثَلِ الشيطانِ إذْ قالَ للإنسانِ اكفرْ فلمَّا كَفَرَ قَالَ إنِّي بريءٌ مِّنكَ إنِّي أخافُ اللهَ ربَّ العالمينَ (١٦) فَكَانَ عاقبتهما أنهمَا في النَّارِ خالدينِ فيها وذلكَ جزاؤاْ الظَّالمينَ (١٧) ﴾
303
١٤ - ﴿بَأْسُهُم﴾ " حرب بعضهم لبعض " أو اختلافهم واختلاف قلوبهم فلا يتفقون على أمر واحد ووعيدهم للمسلمين لنفعلن كذا وكذا ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً﴾ اليهود، أو المنافقون واليهود ﴿شَتَّى﴾ مختلفة لأنهم على باطل والباطل مختلف أو على نفاق والنفاق اختلاف " وتركه ائتلاف ".
١٥ - ﴿الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ كفار قريش ببدر أو قتلى بدر أو بنو النضير الذين أجلوا إلى الشام، أو بنو قريظة كانوا بعد إجلاء النضير بسنة {ذَاقُواْ وَبَالَ
303
أَمْرِهِمْ} نزولهم على حكم سعد أن يقتل المقاتلة وسبي الذرية مثَّلهم بهم في تخاذلهم أو في نزول العذاب بهم.
304
١٦ - ﴿لِلإِنسَانِ﴾ ضرب مثلاً للكافر في طاعة الشيطان وهو عام في كل إنسان أو عني راهباً حسن العبادة من بني إسرائيل فافتتن إلى أن زنا وقتل النفس وسجد لإبليس وقصته مشهورة فكذلك المنافقون وبنو النضير مصيرهم إلى النار.
﴿يَأَيُّهَا الذينَ ءامنواْ اتقواْ اللهَ ولتنظرْ نفسٌ مَّا قدمتْ لغدٍ واتقواْ اللهَ إنًّ اللهَ خبيرٌ بمَا تعملونَ (١٨) ولاَ تكونواْ كالذينَ نسواْ اللهَ فأنساهمْ أنفسهمْ أولئكَ هُمْ الفاسقُونَ (١٩) لاَ يستوِي أصحابُ النَّارِ وأصحابُ الجنَّةِ أصحابُ الجنةِ هُمُ الفائزُونَ (٢٠) ﴾
١٨ - ﴿اتَّقُواْ اللَّهَ﴾ باجتناب المنافقين، أو اتقاء الشبهات ﴿لِغَدٍ﴾ يوم القيامة، قربه حتى جعله كالغد ﴿وَاتَّقُواْ اللَّهَ﴾ تأكيد للأولى أو الأولى التوبة فيما مضى والثانية ترك المعصية في المستقبل، أو الأولى فيما تقدم لغد والثانية فيما يكون منكم ﴿بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ بعملكم، أو بما يكون منكم.
١٩ - ﴿نَسُواْ اللَّهَ﴾ تركوا أمره ﴿فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾ أن يعملوا لها خيراً، أو نسوا حقه فأنساهم حق أنفسهم، أو نسوا شكره وتعظيمه فأنساهم بالعذاب أن يذكر بعضهم بعضاً، أو نسوه عند الذنوب فأنساهم أنفسهم عند التوبة
304
﴿الْفَاسِقُونَ﴾ العاصون أو الكاذبون.
305
٢٠ - ﴿الْفَآئِزُونَ﴾ الناجون من النار، أو المقربون المكرمون.
﴿لوْ أنزلنَا هذاَ القرءانَ علَى جَبَلٍ لرأيتهُ خاشعاً متصدِّعاً مِّنْ خشيةِ اللهِ وتلكَ الأمثالُ نضربهَا للناسِ لعلهمْ يتفكِّرونَ (٢١) هُوَ اللهُ الذِي لاَ إلهَ إلاَّ هُوَ عالمُ الغيبِ والشهادةِ هُوَ الرحمنُ الرَّحِيمُ (٢٢) هوَ اللهُ الذِي لاَ إلهَ إلاَّ هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المؤمنُ المهيمنُ العزيزُ الجبَّارُ المُتكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشركونَ (٢٣) هُوَ اللهُ الخلاقُ البارئُ المُصَوِّرُ لهُ الأسماءُ الحسنىَ يسبِّحُ لهُ مَا في السمواتِ والأرضِ وهُوَ العزيزُ الحكيمُ (٢٤) ﴾
٢٢ - ﴿هُوَ اللَّهُ﴾ قال جابر بن زيد اسم الله الأعظم هو الله لمكان هذه الآية. ﴿الْغَيْبِ وَالْشَّهَادَةِ﴾ السر والعلانية " ع "، أو ما كان وما يكون، أو الدنيا والآخرة، أو ما يدرك وما لا يدرك من الحياة والموت والأجل والرزق.
٢٣ - ﴿الْمَلِكُ﴾ " المالك "، أو الواسع القدرة " ﴿الْقُدُّوسُ﴾ المبارك، أو الطاهر، أو المنزه عن القبائح ﴿السَّلامُ﴾ مأخوذ من سلامته وبقائه [١٩٨ / أ] / وإذا وصف بمثله المخلوق قيل سالم، أو من سلامة عباده من ظلمه. ﴿الْمُؤْمِنُ﴾ خَلْقه من ظلمه، أو يصدقهم وعده، أو دعاهم إلى الإيمان ﴿الْمُهَيْمِنُ﴾ الشاهد على خلقه
305
بأعمالهم وعلى نفسه بثوابهم، أو الأمين، أو المصدق، أو الحافظ قال عمر - رضي الله تعالى عنه -: إني داع فهيمنوا أي قولوا آمين حفظاً للدعاء لما يرجى من الإجابة أو الرحيم ﴿الْعَزِيزُ﴾ في امتناعه، أو انتقامه ﴿الْجَبَّارُ﴾ العظيم الشأن في القدرة والسلطان، أو الذي جبر خلقه على ما يشاء، أو جبر فاقة عباده، أو أذل له من دونه. ﴿الْمُتَكَبِّرُ﴾ عن النسيان [أو] عن ظلم عباده، أو المستحق لصفات الكبر والتعظيم.
306
٢٤ - ﴿الْخَالِقُ﴾ محدث الأشياء على إرادته، أو مقدرها بحكمته ﴿البارئ﴾ المنشئ للخلق، أو المميز له برئت منه تميزت ﴿الْمُصَوِّرُ﴾ للخلق على مشيئته، أو كل جنس على صورته، ﴿الأَسْمَآءُ الْحُسْنَى﴾ جميع أسمائه حسنى لاشتقاقها من صفاته الحسنى، أو الأمثال العليا.
306
سورة الممتحنة
مدنية اتفاقاً

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿يأيها الذين ءامنوا لا تتخذواْ عدوِّي وعدوكمْ أولياءَ تلقُونَ إليهمِ بالمودةِ وقدْ كفرواْ بِمَا جاءكُمْ مِّنَ الحقِّ يُخرجونَ الرسولَ وإياكمْ أن تؤمنواْ بالله ربِّكُمْ إن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً في سبيليِ وابتغآءَ مرضاتي تُسرُّونَ إليهم بالمودَّةِ وأناْ أعلمُ بمَا أخفيتمْ ومَا أعلنتمْ ومن يفعلهُ منكمْ فقدْ ضلَّ سواءَ السبيلِ (١) إن يثقفُوكُمْ يكونواْ لكُمْ أعداءً ويبْسُطُواْ إليكمْ أَيْدِيَهُمْ وأَلْسِنَتَهُم بالسُّوءِ ووَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ (٢) لن تنفعكُمْ أرحامُكُمْ ولاَ أولادُكُمْ يومَ القيامةِ يفصِلُ بينكُمْ واللهُ بِمَا تعملونَ بَصِيرٌ (٣) ﴾
307
Icon