تفسير سورة المطفّفين

تفسير المراغي
تفسير سورة سورة المطففين من كتاب تفسير المراغي .
لمؤلفه المراغي . المتوفي سنة 1371 هـ
آياتها ست وثلاثون
نزلت بعد سورة العنكبوت : وهي آخر سورة نزلت بمكة
ومناسبتها لما قبلها : أنه قال هناك :﴿ وإن عليكم لحافظين ﴾ [ الانفطار : ١٠ ] وذكر هنا ما يكتبه الحافظون :﴿ كتاب مرقوم ﴾ [ المطففين : ٩ ] يجعل في عليين أو في سجين.

بسم الله الرحمن الرحيم

شرح المفردات : ويل : أي هلاك عظيم، والتطفيف : البخس في الكيل والوزن ؛ وسمي بذلك لأن ما يبخس شيء حقير طفيف.
المعنى الجملي : فصل سبحانه في هذه السورة ما أجمله في سابقتها، فذكر فيها نوعا من أنواع الفجور وهو التطفيف في المكيال والميزان، ثم نوعا آخر وهو التكذيب بيوم الدين ثم أعقبه بذكر جزائهم على هذا التكذيب وتوبيخهم عليه.
الإيضاح :﴿ ويل للمطففين ﴾ أي عذاب وخزي شديد يوم القيامة لمن يطفف في المكيال والميزان.
وقد خص سبحانه المطففين بهذا الوعيد، من قبل أنه كان فاشيا منتشرا بمكة والمدينة، فكانوا يطففون المكيال ويبخسونه ولا يوفون حق المشتري.
روي أنه كان بالمدينة رجل يقال له أبو جهينة له كيلان أحدهما كبير والثاني صغير، فكان إذا أراد أن يشتري من أصحاب الزروع والحبوب والثمار اشترى بالكيل الكبير، وإذا باع للناس كال للمشتري بالكيل الصغير.
هذا الرجل وأمثاله ممن امتلأت نفوسهم بالطمع، واستولى على نفوسهم الجشع- هم المقصودون بهذا الوعيد الشديد، وهم الذين توعدهم النبي صلى الله عليه وسلم وتهددهم بقوله :( خمس بخمس : ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر، وما ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا طففوا الكيل إلا منعوا النبات، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم المطر ).
المعنى الجملي : فصل سبحانه في هذه السورة ما أجمله في سابقتها، فذكر فيها نوعا من أنواع الفجور وهو التطفيف في المكيال والميزان، ثم نوعا آخر وهو التكذيب بيوم الدين ثم أعقبه بذكر جزائهم على هذا التكذيب وتوبيخهم عليه.
شرح المفردات : اكتالوا على الناس : أي اكتالوا من الناس حقوقهم، يستوفون : أي يأخذونها وافية كاملة، كالوهم : أي كالوا لهم، يخسرون : أي ينقصون الكيل والميزان.
وقد بين سبحانه عمل المطففين الذي استحقوا عليه هذا الوعيد بقوله :
﴿ الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون* وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ﴾ أي إذا كان لهم عند الناس حق في شيء من المكيلات لم يقبلوا أن يأخذوه إلا وافيا كاملا، وإذا كان لأحد عندهم شيء وأرادوا أن يؤدوه له أعطوه ناقصا غير واف.
واقتصر النظم على الاكتيال حين الاستيفاء، وذكر الكيل والميزان فيه حين الإخساء، لأن التطفيف في الكيل يكون بشيء قليل لا يعبأ به في الأغلب، دون التطفيف في الوزن، فإن أدنى حيلة فيه يفضي إلى شيء كثير، ولأن ما يوزن أكثر قيمة في كثير من الأحوال مما يكال، فإذا أخبرت الآية بأنهم لا يبقون على الناس ما هو قليل مهين من حقوقهم، علم أنهم لا يبقون عليهم والكثير الذي لا يتسامح فيه إلا نادرا بالطريق الأولى.
وكما يكون التطفيف في الكيل والميزان يكون في أشياء أخرى، فمن استأجر عاملا ووقف أمامه يراقبه ويطالبه بتجويد عمله، ثم إذا كان هو عاملا أجيرا لم يراقب ربه في العمل ولم يقم به على الوجه الذي ينبغي أن يقوم به- يكون واقعا تحت طائلة هذا الوعيد، مستوجبا لأليم العذاب، مهما يكن عمله، جل أو حقر ؛ وإذا كان هذا الإنذار للمطففين الراضين بالقليل من السحت ؛ فما ظنك بأولئك الذين يأكلون أموال الناس. بلا كيل ولا وزن، بل يسلبونهم ما بأيديهم، ويغلبونهم على ثمار أعمالهم، فيحرمونهم التمتع بها، اعتمادا على قوة الملك أو نفوذ السلطان أو باستعمال الحيل المختلفة.
لا جرم أن هؤلاء لا يحسبون إلا في عداد الجاحدين المنكرين ليوم الدين، وإن زعموا بألسنتهم أنهم من المؤمنين المخبتين.
المعنى الجملي : فصل سبحانه في هذه السورة ما أجمله في سابقتها، فذكر فيها نوعا من أنواع الفجور وهو التطفيف في المكيال والميزان، ثم نوعا آخر وهو التكذيب بيوم الدين ثم أعقبه بذكر جزائهم على هذا التكذيب وتوبيخهم عليه.
شرح المفردات : يقوم الناس لرب العالمين : أي يقف الناس للعرض على خالقهم، ويطول بهم الموقف إجلالا لعظمة ربهم.
ثم هول في شأن هذا العمل فقال :
﴿ ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون* ليوم عظيم ﴾ أي إن تطفيف الكيل والميزان واختلاس أموال الناس بهذه الوسيلة- لا يصدر إلا عن شخص لا يظن أنه سيبعث يوم القيامة ويحاسب على عمله، إذ لو ظن ذلك لما طفف الكيل ولا بخس الميزان.
والخلاصة : إنه لا يجسر على فعل هذه القبائح من كان يظن بوجود يوم يحاسب الله فيه عباده على أعمالهم، فما بالك بمن يستيقن ذلك.
المعنى الجملي : فصل سبحانه في هذه السورة ما أجمله في سابقتها، فذكر فيها نوعا من أنواع الفجور وهو التطفيف في المكيال والميزان، ثم نوعا آخر وهو التكذيب بيوم الدين ثم أعقبه بذكر جزائهم على هذا التكذيب وتوبيخهم عليه.
شرح المفردات : يقوم الناس لرب العالمين : أي يقف الناس للعرض على خالقهم، ويطول بهم الموقف إجلالا لعظمة ربهم.
ثم وصف هذا اليوم فقال :
﴿ يوم يقوم الناس لرب العالمين ﴾ أي هذا اليوم هو اليوم الذي يقف فيه الناس للعرض والحساب، ويطول بهم الموقف إعظاما لجلاله تعالى.
ولا يخفى ما في الوصف برب العالمين من الدلالة على عظم الذنب وتفاقم الإثم في التطفيف، إذ إن الميزان هو قانون العدل الذي قامت به السماوات والأرض.
وعن ابن عمر أنه كان يمر بالبائع فيقول : اتق الله تعالى وأوف الكيل، فإن المطففين يوقفون يوم القيامة لعظمة الرحمن، حتى إن العرق ليلجمهم.
وعن عكرمة أنه قال : أشهد أن كل كيال ووزان في النار، فقيل له : إن ابنك كيال، فقال : أشهد إنه في النار، وكأنه أراد المبالغة وبيان أن الغالب فيهم التطفيف.
شرح المفردات : سجين : اسم للكتاب الذي دونت فيه أعمال الفجرة من الثقلين.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر أنه لا يقيم على التطفيف إلا من ينكر ما أوعد الله به من العرض والحساب وعذاب الكفار والعصاة- أمرهم بالكف عما هم فيه، وذكر أن الفجار قد أعد لهم كتاب أحصيت فيه جميع أعمالهم ليحاسبوا بها، فويل للمكذبين بيوم الجزاء، وما يكذب به إلا كل من تجاوز حدود الدين وانتهك حرماته، وإذا تليت عليهم آيات القرآن قالوا ما هي إلا أقاصيص الأولين نقلها محمد عن السابقين، وليست وحيا يوحى كما يدعي.
الإيضاح :﴿ كلا ﴾ أي ازدجروا عما أنتم عليه من التطفيف والغفلة عن الحساب.
ثم علل هذا بقوله :
﴿ إن كتاب الفجار لفي سجين ﴾ أي كفوا عما أنتم عليه، فإن الفجار سيحاسبون على أعمالهم، وقد أعد الله لهم كتابا أحصى فيه أعمالهم يسمى ( سجينا ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر أنه لا يقيم على التطفيف إلا من ينكر ما أوعد الله به من العرض والحساب وعذاب الكفار والعصاة- أمرهم بالكف عما هم فيه، وذكر أن الفجار قد أعد لهم كتاب أحصيت فيه جميع أعمالهم ليحاسبوا بها، فويل للمكذبين بيوم الجزاء، وما يكذب به إلا كل من تجاوز حدود الدين وانتهك حرماته، وإذا تليت عليهم آيات القرآن قالوا ما هي إلا أقاصيص الأولين نقلها محمد عن السابقين، وليست وحيا يوحى كما يدعي.
شرح المفردات : سجين : اسم للكتاب الذي دونت فيه أعمال الفجرة من الثقلين.
﴿ وما أدراك ما سجين ﴾ أي ليس ذلك مما تعلمه أنت ولا قومك.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر أنه لا يقيم على التطفيف إلا من ينكر ما أوعد الله به من العرض والحساب وعذاب الكفار والعصاة- أمرهم بالكف عما هم فيه، وذكر أن الفجار قد أعد لهم كتاب أحصيت فيه جميع أعمالهم ليحاسبوا بها، فويل للمكذبين بيوم الجزاء، وما يكذب به إلا كل من تجاوز حدود الدين وانتهك حرماته، وإذا تليت عليهم آيات القرآن قالوا ما هي إلا أقاصيص الأولين نقلها محمد عن السابقين، وليست وحيا يوحى كما يدعي.
شرح المفردات : مرقوم : من رقم الكتاب إذا جعل له علامة، والعلامة تسمى رقما.
ثم فسره له فقال :
﴿ كتاب مرقوم ﴾ أي كتاب قد جعلت له علامة بها يعرف من رآه أنه لا خير فيه.
وقصارى ما سلف- إن للشر سجلا دونت فيه أعمال الفجار وهو كتاب مسطور بين الكتابة، وهذا السجل يشتمل عليه السجل الكبير المسمى بسجين. كما تقول : إن كتاب حساب قرية كذا في السجل الفلاني المشتمل على حسابها وحساب غيرها من القرى.
فلكل فاجر من الفجار صحيفة. وهذه الصحائف في السجل العظيم، المسمى بسجين.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر أنه لا يقيم على التطفيف إلا من ينكر ما أوعد الله به من العرض والحساب وعذاب الكفار والعصاة- أمرهم بالكف عما هم فيه، وذكر أن الفجار قد أعد لهم كتاب أحصيت فيه جميع أعمالهم ليحاسبوا بها، فويل للمكذبين بيوم الجزاء، وما يكذب به إلا كل من تجاوز حدود الدين وانتهك حرماته، وإذا تليت عليهم آيات القرآن قالوا ما هي إلا أقاصيص الأولين نقلها محمد عن السابقين، وليست وحيا يوحى كما يدعي.
﴿ ويل يومئذ للمكذبين* الذين يكذبون بيوم الدين ﴾ أي شدة وعذاب لمن يكذب بيوم الجزاء، سواء كان بجحد أخباره أو بعدم المبالاة بما يكون فيه من عقاب وعذاب.
وأعظم دليل على عدم المبالاة هو الإصرار على الجرائم، والمداومة على اقتراف السيئات.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠:المعنى الجملي : بعد أن ذكر أنه لا يقيم على التطفيف إلا من ينكر ما أوعد الله به من العرض والحساب وعذاب الكفار والعصاة- أمرهم بالكف عما هم فيه، وذكر أن الفجار قد أعد لهم كتاب أحصيت فيه جميع أعمالهم ليحاسبوا بها، فويل للمكذبين بيوم الجزاء، وما يكذب به إلا كل من تجاوز حدود الدين وانتهك حرماته، وإذا تليت عليهم آيات القرآن قالوا ما هي إلا أقاصيص الأولين نقلها محمد عن السابقين، وليست وحيا يوحى كما يدعي.
﴿ ويل يومئذ للمكذبين* الذين يكذبون بيوم الدين ﴾ أي شدة وعذاب لمن يكذب بيوم الجزاء، سواء كان بجحد أخباره أو بعدم المبالاة بما يكون فيه من عقاب وعذاب.
وأعظم دليل على عدم المبالاة هو الإصرار على الجرائم، والمداومة على اقتراف السيئات.

آياتها ست وثلاثون
نزلت بعد سورة العنكبوت : وهي آخر سورة نزلت بمكة
ومناسبتها لما قبلها : أنه قال هناك :﴿ وإن عليكم لحافظين ﴾ [ الانفطار : ١٠ ] وذكر هنا ما يكتبه الحافظون :﴿ كتاب مرقوم ﴾ [ المطففين : ٩ ] يجعل في عليين أو في سجين.
شرح المفردات : معتد : أي متجاوز منهج الحق، أثيم : أي يكثر من ارتكاب الآثام : وهي المعاصي
ثم بين أوصاف من يكذب بهذا اليوم فقال :
﴿ وما يكذب به إلا كل معتد أثيم ﴾ أي وما يكذب بهذا اليوم إلا من اعتدى على الحق، وعمي عن الإنصاف، واعتاد ارتكاب الجرائم، إذ يصعب عليه الإذعان بأخبار الآخرة، لأنه يأبى النظر في أدلتها، وتدبر البينات المرشدة إلى صدقها، إلى أنه يعلل نفسه بالإنكار، ويهون عليها الأمر بالتغافل، أو التعلق بالأماني من نصرة الأولياء، أو توسط الشفعاء.
أما من كان ميالا إلى العدل، واقفا عند ما حد الله لعباده في شرائعه وسننه في نظام الكون. فأيسر شيء عليه التصديق باليوم الآخر، وهو أعون له على ما تميل إليه نفسه.
آياتها ست وثلاثون
نزلت بعد سورة العنكبوت : وهي آخر سورة نزلت بمكة
ومناسبتها لما قبلها : أنه قال هناك :﴿ وإن عليكم لحافظين ﴾ [ الانفطار : ١٠ ] وذكر هنا ما يكتبه الحافظون :﴿ كتاب مرقوم ﴾ [ المطففين : ٩ ] يجعل في عليين أو في سجين.
شرح المفردات : أساطير الأولين : أي أخبار الأولين أخذها محمد عن بعض السابقين.
﴿ إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين ﴾ أي وإذا قرئ عليه القرآن أنكر كونه منزلا من عند الله، وزعم أنه أخبار الأولين، أخذها محمد من غيره من السابقين.
ونحو الآية قوله :﴿ وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاؤوا ظلما وزورا ( ٤ ) وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا ( ٥ ) قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما ﴾ [ الفرقان : ٤-٦ ].
وقد يكون المعنى : إنها أباطيل ألقيت على آبائهم الأولين فكذبوها ولم تجز عليهم، فلسنا أول من يكذب بها حتى تزعمون أن تكذبينا بها يعتبر عجلة منا، فإنا إنما تأسينا في تكذيبنا بها بآبائنا الأولين الذين سبقونا.
شرح المفردات : ران على قلبه : أي غطى عليه، قال الزجاج : الرين كالصدإ يغشى القلب كالغيم الرقيق. وقال أبو عبيدة : ران على قلوبهم غلب عليها، قال الفراء : كثرت منهم المعاصي والذنوب، فأحاطت بقلوبهم فذلك الرين عليها.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر أنهم قالوا : إن القرآن أساطير الأولين وليس وحيا من عند الله أردف ذلك بيان أن الذي جرأهم على ذلك هي أفعالهم القبيحة التي مرنوا عليها، فعميت عليهم وجوه الآراء حتى صاروا لا يميزون بين الأسطورة والحجة الدامغة.
ثم رد عليهم فرية كانوا يقولونها، ويكثرون من تردادها- وهي إن كان ما يحدث به محمد صحيحا فنحن سنكون في منزلة الكرامة عند ربنا، فأبان لهم أنهم كاذبون، فإنهم سيطردون من رحمته ولا ينالون رضاه، ثم يؤمر بهم إلى النار فيدخلونها ويصلون سعيرها، ويقال لهم هذا العذاب جزاء ما كنتم به تكذبون مما أوعدكم به الرسول.
الإيضاح :﴿ كلا ﴾ زجر لكل معتد أثيم يقول الزور ويزعم أن القرآن أساطير الأولين.
ثم بين سبب الذي حملهم على ذلك فقال :
﴿ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ﴾ أي ليس الأمر كما يقولون من أنه أساطير الأولين، بل الذي جرأهم على ذلك هو أفعالهم التي دربوا عليها واعتادوها فصارت سببا لحصول الرين على قلوبهم، فالتبست عليهم الأمور ولم يدركوا الفرق بين الكذب الفاضح، والصدق الواضح، والدليل اللائح.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر أنهم قالوا : إن القرآن أساطير الأولين وليس وحيا من عند الله أردف ذلك بيان أن الذي جرأهم على ذلك هي أفعالهم القبيحة التي مرنوا عليها، فعميت عليهم وجوه الآراء حتى صاروا لا يميزون بين الأسطورة والحجة الدامغة.
ثم رد عليهم فرية كانوا يقولونها، ويكثرون من تردادها- وهي إن كان ما يحدث به محمد صحيحا فنحن سنكون في منزلة الكرامة عند ربنا، فأبان لهم أنهم كاذبون، فإنهم سيطردون من رحمته ولا ينالون رضاه، ثم يؤمر بهم إلى النار فيدخلونها ويصلون سعيرها، ويقال لهم هذا العذاب جزاء ما كنتم به تكذبون مما أوعدكم به الرسول.
شرح المفردات : لمحجوبون : أي لمطرودون عن أبواب الكرامة.
وبعد أن بين منزلة الفجار والمكذبين بيوم الدين- دحض ما كانوا يقولون من أن لهم الكرامة والمنزلة الرفيعة يوم القيامة فقال :
﴿ كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ﴾ أي ارتدعوا عما تقولون من أنكم يوم القيامة تكونون مقربين إلى الله، فإنكم ستطردون من رحمته ولا تنالون رضاه، ولا تدركون ما زعمتم من القرب والزلفى عنده كما قال :﴿ ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ﴾ [ آل عمران : ٧٧ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر أنهم قالوا : إن القرآن أساطير الأولين وليس وحيا من عند الله أردف ذلك بيان أن الذي جرأهم على ذلك هي أفعالهم القبيحة التي مرنوا عليها، فعميت عليهم وجوه الآراء حتى صاروا لا يميزون بين الأسطورة والحجة الدامغة.
ثم رد عليهم فرية كانوا يقولونها، ويكثرون من تردادها- وهي إن كان ما يحدث به محمد صحيحا فنحن سنكون في منزلة الكرامة عند ربنا، فأبان لهم أنهم كاذبون، فإنهم سيطردون من رحمته ولا ينالون رضاه، ثم يؤمر بهم إلى النار فيدخلونها ويصلون سعيرها، ويقال لهم هذا العذاب جزاء ما كنتم به تكذبون مما أوعدكم به الرسول.
شرح المفردات : لصالوا الجحيم : أي لداخلو النار وملازموها.
ثم ذكر ما يكون لهم فوق ذلك فقال :
﴿ ثم إنهم لصالوا الجحيم ﴾ أي وبعد أن يحجبوا في عرصات القيامة عن الدنو من ربهم، وإدراك أمانيهم التي كانوا يتمنونها- يقذف بهم في النار ويصلون سعيرها ويقاسون حرها.
١٤
شرح المفردات : لمحجوبون : أي لمطرودون عن أبواب الكرامة، لصالوا الجحيم : أي لداخلو النار وملازموها.
ثم أرشد إلى أنهم حينئذ يبكتون ويوبخون فوق ما بهم من الآلام فقال :
﴿ ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون ﴾ أي هذا الذي عوقبتم به- هو جزاء ما كنتم تكذبون به من أخبار الرسول الصادق، كزعمكم أنكم لن تبعثوا، وأن القرآن أساطير الأولين، وأن محمدا ساحر أو كذاب، إلى نحو ذلك من مقالاتكم، والآن قد تبين لكم حقيقة أمركم، وعاينتم بأنفسكم أن ما كان يقوله نبيكم هو الحق الذي لا شك فيه.
وما أشد على الإنسان إذا أصابه مكروه أن يذكر وهو يتألم، بأن وسائل نجاته من مصابه كانت في متناول يديه وقد أهملها وألقى بها وراءه ظهريا.
تفسير المفردات : عليين : أي في مكان عال وقد تقدم أن سجينا مكان في نهاية السفلى، فهما مكانان أودع فيهما أعمال الناجين وأعمال الخاسرين، وليس علينا أن نعرف ما هما ؟ أمن أوراق أو أخشاب أو معادن أخرى
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه حال الفجار وحال المطففين، وبين منزلتهم عند الله يوم القيامة- أتبعه ذكر حال الأبرا الذين آمنوا بربهم وصدقوا رسولهم فيما جاء به عن خالقهم، وعملوا الخير في الحياة الدنيا، فذكر أن الله قد أحصى أعمالهم في كتاب مرقوم اسمه عليون يشهده المقربون من الملائكة.
وبعدئذ عدد ما ينالون من الجزاء على البر والإحسان.
وفي ذلك ترغيب في الطاعة، وحفز لعزائم المحسنين، ليزدادوا إحسانا، ويدعو الطرق المشتبهة الملتبسة ويقيموا على الطريق المستقيم.
الإيضاح :﴿ كلا ﴾ أي ليس الأمر كما توهمه أولئك الفجار من إنكار البعث، ومن أن كتاب الله أساطير الأولين.
﴿ إن كتاب الأبرار لفي عليين ﴾ أي إن كتاب أعمال الأبرار مودع في أعلى الأمكنة، بحيث يشهده المقربون من الملائكة، تشريفا لهم وتعظيما لشأنهم.
كما أن الغرض من وضع كتاب الفجار في أسفل سافلين- إذلالهم وتحقير شأنهم، وبيان أنه لا يؤبه بهم ولا يعنى بأمرهم.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه حال الفجار وحال المطففين، وبين منزلتهم عند الله يوم القيامة- أتبعه ذكر حال الأبرا الذين آمنوا بربهم وصدقوا رسولهم فيما جاء به عن خالقهم، وعملوا الخير في الحياة الدنيا، فذكر أن الله قد أحصى أعمالهم في كتاب مرقوم اسمه عليون يشهده المقربون من الملائكة.
وبعدئذ عدد ما ينالون من الجزاء على البر والإحسان.
وفي ذلك ترغيب في الطاعة، وحفز لعزائم المحسنين، ليزدادوا إحسانا، ويدعو الطرق المشتبهة الملتبسة ويقيموا على الطريق المستقيم.
ثم عظم شأن عليين وفخم أمره فقال :
﴿ وما أدراك ما عليون ﴾ أي وما أعلمك أي شيء هو ؟
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه حال الفجار وحال المطففين، وبين منزلتهم عند الله يوم القيامة- أتبعه ذكر حال الأبرا الذين آمنوا بربهم وصدقوا رسولهم فيما جاء به عن خالقهم، وعملوا الخير في الحياة الدنيا، فذكر أن الله قد أحصى أعمالهم في كتاب مرقوم اسمه عليون يشهده المقربون من الملائكة.
وبعدئذ عدد ما ينالون من الجزاء على البر والإحسان.
وفي ذلك ترغيب في الطاعة، وحفز لعزائم المحسنين، ليزدادوا إحسانا، ويدعو الطرق المشتبهة الملتبسة ويقيموا على الطريق المستقيم.
ثم فسره وبين المراد منه فقال :
﴿ كتاب مرقوم : يشهده المقربون ﴾ أي إن كتابهم في هذا السجل الكبير الذي يشهده المقربون من الملائكة، فكما وكل سبحانه أمر اللوح المحفوظ إليهم، وكل إليهم حفظ كتاب الأبرار.
وقد يكون المراد- إنهم ينقلون ما في تلك الصحائف إلى ذلك الكتاب الذي وكلوا بحفظه، ويصير علمهم شهادة لهؤلاء الأبرار.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه حال الفجار وحال المطففين، وبين منزلتهم عند الله يوم القيامة- أتبعه ذكر حال الأبرا الذين آمنوا بربهم وصدقوا رسولهم فيما جاء به عن خالقهم، وعملوا الخير في الحياة الدنيا، فذكر أن الله قد أحصى أعمالهم في كتاب مرقوم اسمه عليون يشهده المقربون من الملائكة.
وبعدئذ عدد ما ينالون من الجزاء على البر والإحسان.
وفي ذلك ترغيب في الطاعة، وحفز لعزائم المحسنين، ليزدادوا إحسانا، ويدعو الطرق المشتبهة الملتبسة ويقيموا على الطريق المستقيم.
﴿ كتاب مرقوم : يشهده المقربون ﴾ أي إن كتابهم في هذا السجل الكبير الذي يشهده المقربون من الملائكة، فكما وكل سبحانه أمر اللوح المحفوظ إليهم، وكل إليهم حفظ كتاب الأبرار.
وقد يكون المراد- إنهم ينقلون ما في تلك الصحائف إلى ذلك الكتاب الذي وكلوا بحفظه، ويصير علمهم شهادة لهؤلاء الأبرار.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه حال الفجار وحال المطففين، وبين منزلتهم عند الله يوم القيامة- أتبعه ذكر حال الأبرا الذين آمنوا بربهم وصدقوا رسولهم فيما جاء به عن خالقهم، وعملوا الخير في الحياة الدنيا، فذكر أن الله قد أحصى أعمالهم في كتاب مرقوم اسمه عليون يشهده المقربون من الملائكة.
وبعدئذ عدد ما ينالون من الجزاء على البر والإحسان.
وفي ذلك ترغيب في الطاعة، وحفز لعزائم المحسنين، ليزدادوا إحسانا، ويدعو الطرق المشتبهة الملتبسة ويقيموا على الطريق المستقيم.
وبعد أن بين منزلة كتاب الأبرار أخذ يفصل حال الأبرار فقال :
﴿ إن الأبرار لفي نعيم ﴾ أي إن البررة المطيعين لربهم، الذين يؤمنون بالبعث والحساب، ويصدقون بما جاء على لسان رسوله- لفي لذة، وخفض عيش، وراحة بال، واطمئنان نفس.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه حال الفجار وحال المطففين، وبين منزلتهم عند الله يوم القيامة- أتبعه ذكر حال الأبرا الذين آمنوا بربهم وصدقوا رسولهم فيما جاء به عن خالقهم، وعملوا الخير في الحياة الدنيا، فذكر أن الله قد أحصى أعمالهم في كتاب مرقوم اسمه عليون يشهده المقربون من الملائكة.
وبعدئذ عدد ما ينالون من الجزاء على البر والإحسان.
وفي ذلك ترغيب في الطاعة، وحفز لعزائم المحسنين، ليزدادوا إحسانا، ويدعو الطرق المشتبهة الملتبسة ويقيموا على الطريق المستقيم.
تفسير المفردات : والأرائك : هي الأسرة في الحجال ( والحجال واحدها حجلة وهي مثل القبة ) وحجلة العروس بيت : أي خيمة تزين بالثياب والأسرة والستور.
ثم ذكر أوصاف هذا النعيم وفخم شأنه فقال :
﴿ على الأرائك ينظرون ﴾ أي على الأسرة في حجالها ينظرون إلى أنواع نعيمهم في الجنة من الحور العين والولدان وأنواع الأطعمة والأشربة والمراكب الفارهة إلى نحو ذلك.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه حال الفجار وحال المطففين، وبين منزلتهم عند الله يوم القيامة- أتبعه ذكر حال الأبرا الذين آمنوا بربهم وصدقوا رسولهم فيما جاء به عن خالقهم، وعملوا الخير في الحياة الدنيا، فذكر أن الله قد أحصى أعمالهم في كتاب مرقوم اسمه عليون يشهده المقربون من الملائكة.
وبعدئذ عدد ما ينالون من الجزاء على البر والإحسان.
وفي ذلك ترغيب في الطاعة، وحفز لعزائم المحسنين، ليزدادوا إحسانا، ويدعو الطرق المشتبهة الملتبسة ويقيموا على الطريق المستقيم.
تفسير المفردات : نضرة النعيم : بهجته ورونقه.
ثم بين أثر هذا النعيم على أهل الجنة فقال :
﴿ تعرف في وجوههم نضرة النعيم ﴾ أي إنك إذا نظرت إليهم أدركت أنهم أهل نعمة، لما ترى في وجوههم من الأمارات الدالة على ذلك ؛ فمن ضحك، إلى هدوء بال، إلى استبشار كما قال :﴿ وجوه يومئذ مسفرة ( ٣٨ ) ضاحكة مستبشرة ﴾ [ عبس : ٣٨-٣٩ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه حال الفجار وحال المطففين، وبين منزلتهم عند الله يوم القيامة- أتبعه ذكر حال الأبرا الذين آمنوا بربهم وصدقوا رسولهم فيما جاء به عن خالقهم، وعملوا الخير في الحياة الدنيا، فذكر أن الله قد أحصى أعمالهم في كتاب مرقوم اسمه عليون يشهده المقربون من الملائكة.
وبعدئذ عدد ما ينالون من الجزاء على البر والإحسان.
وفي ذلك ترغيب في الطاعة، وحفز لعزائم المحسنين، ليزدادوا إحسانا، ويدعو الطرق المشتبهة الملتبسة ويقيموا على الطريق المستقيم.
تفسير المفردات : ورحيق : أي شراب خالص لا غش فيه، مختوم : أي ختمت أوانيه وسدت، ختامه مسك : أي ما يختم به رأس قارورته هو المسك مكان الطين، وأصل التنافس : التشاجر على الشيء والتنازع فيه بأن يحب كل واحد أن ينفرد به دون صاحبه، والمراد فليستبق المتسابقون وليجاهدوا النفوس، ليلحقوا بالعاملين.
﴿ يسقون من رحيق مختوم* ختامه مسك ﴾ أي يسقون خمرا لا غش فيها، ولا يصيب شاربها خمار ولا يناله منها أذى كما قال تعالى :﴿ لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ﴾ [ الصافات : ٤٧ ].
وقد ختمت أوانيها بختام من مسك بدل الطين، تكريما وصونا لها عن الابتذال على ما جرت به العادة من ختم الإنسان على ما يكرم ويصان.
وهذا النوع من الخمر غير النوع الآخر الذي يجري في الأنهار الذي أشار إليه سبحانه بقوله :﴿ وأنهار من خمر لذة للشاربين ﴾ [ محمد : ١٥ ].
ثم رغب في العمل لذلك النعيم فقال :
﴿ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ﴾ أي وفي ذلك النعيم فليتسابق المتسابقون، وليرغب الراغبون بالمبادرة إلى طاعة ربهم باتباع أوامره، واجتناب نواهيه.
وفي هذا إيماء إلى أن التنافس يجب أن يكون في مثل ذلك النعيم العظيم الدائم، لا في النعيم الذي يشوبه الكدر وهو سريع الفناء.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٥:المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه حال الفجار وحال المطففين، وبين منزلتهم عند الله يوم القيامة- أتبعه ذكر حال الأبرا الذين آمنوا بربهم وصدقوا رسولهم فيما جاء به عن خالقهم، وعملوا الخير في الحياة الدنيا، فذكر أن الله قد أحصى أعمالهم في كتاب مرقوم اسمه عليون يشهده المقربون من الملائكة.
وبعدئذ عدد ما ينالون من الجزاء على البر والإحسان.
وفي ذلك ترغيب في الطاعة، وحفز لعزائم المحسنين، ليزدادوا إحسانا، ويدعو الطرق المشتبهة الملتبسة ويقيموا على الطريق المستقيم.
تفسير المفردات : ورحيق : أي شراب خالص لا غش فيه، مختوم : أي ختمت أوانيه وسدت، ختامه مسك : أي ما يختم به رأس قارورته هو المسك مكان الطين، وأصل التنافس : التشاجر على الشيء والتنازع فيه بأن يحب كل واحد أن ينفرد به دون صاحبه، والمراد فليستبق المتسابقون وليجاهدوا النفوس، ليلحقوا بالعاملين.
﴿ يسقون من رحيق مختوم* ختامه مسك ﴾ أي يسقون خمرا لا غش فيها، ولا يصيب شاربها خمار ولا يناله منها أذى كما قال تعالى :﴿ لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ﴾ [ الصافات : ٤٧ ].
وقد ختمت أوانيها بختام من مسك بدل الطين، تكريما وصونا لها عن الابتذال على ما جرت به العادة من ختم الإنسان على ما يكرم ويصان.
وهذا النوع من الخمر غير النوع الآخر الذي يجري في الأنهار الذي أشار إليه سبحانه بقوله :﴿ وأنهار من خمر لذة للشاربين ﴾ [ محمد : ١٥ ].

ثم رغب في العمل لذلك النعيم فقال :

﴿ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ﴾ أي وفي ذلك النعيم فليتسابق المتسابقون، وليرغب الراغبون بالمبادرة إلى طاعة ربهم باتباع أوامره، واجتناب نواهيه.
وفي هذا إيماء إلى أن التنافس يجب أن يكون في مثل ذلك النعيم العظيم الدائم، لا في النعيم الذي يشوبه الكدر وهو سريع الفناء.

المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه حال الفجار وحال المطففين، وبين منزلتهم عند الله يوم القيامة- أتبعه ذكر حال الأبرا الذين آمنوا بربهم وصدقوا رسولهم فيما جاء به عن خالقهم، وعملوا الخير في الحياة الدنيا، فذكر أن الله قد أحصى أعمالهم في كتاب مرقوم اسمه عليون يشهده المقربون من الملائكة.
وبعدئذ عدد ما ينالون من الجزاء على البر والإحسان.
وفي ذلك ترغيب في الطاعة، وحفز لعزائم المحسنين، ليزدادوا إحسانا، ويدعو الطرق المشتبهة الملتبسة ويقيموا على الطريق المستقيم.
تفسير المفردات : المزاج والمزج : الشيء الذي يمزج بغيره، والمزج : خلط أحد الشيئين بالآخر، والتنسيم : عين من ماء تجري من أعلى إلى أسفل، وهو أشرف شراب في الجنة، ويكون صرفا للمقربين ممزوجا لأصحاب اليمين وسائر أهل الجنة.
﴿ ومزاجه من تسنيم ﴾ أي ومزاج هذا الرحيق ينصب عليهم من الأعالي. وقد سئل ابن
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه حال الفجار وحال المطففين، وبين منزلتهم عند الله يوم القيامة- أتبعه ذكر حال الأبرا الذين آمنوا بربهم وصدقوا رسولهم فيما جاء به عن خالقهم، وعملوا الخير في الحياة الدنيا، فذكر أن الله قد أحصى أعمالهم في كتاب مرقوم اسمه عليون يشهده المقربون من الملائكة.
وبعدئذ عدد ما ينالون من الجزاء على البر والإحسان.
وفي ذلك ترغيب في الطاعة، وحفز لعزائم المحسنين، ليزدادوا إحسانا، ويدعو الطرق المشتبهة الملتبسة ويقيموا على الطريق المستقيم.
تفسير المفردات : المقربون : هم الأبرار الذين سلف ذكرهم.
ثم بين هذا التسنيم فقال :
﴿ عينا يشرب بها المقربون ﴾ أي أمدح عينا يشرب منها الأبرار الرحيق مزاجا إذا أرادوا، وقد وصفهم الله بالمقربين تكريما لهم وزيادة في مدحهم.
وقد اعتاد أهل الدنيا إذا شربوا الخمر أن يمزجوها بالماء ونحوه، فبين لهم أنهم في الآخرة يشربون رحيقا قد وصف بما يجعل النفوس تتشوق إليه، وأنهم يمزجونه بماء تجيئهم به العين العالية القدر، إذا شاؤوا أن يمزجوه.
وقصارى ما سلف : أنه سبحانه وصف النعيم الذي أعده للأبرار في دار كرامته بما تتطلع إليه النفوس، وبما يشوقها إليه، ليكون حضا للذين يعملون الصالحات على الاسترادة من العمل والاستدامة عليه، وحثا لهمم المقصرين، واستنهاضا لعزائمهم أن يحرصوا على التزود منه ليكون لهم مثل ما لأولئك.
إلى ما فيه من تحزين العصاة المصرين على عصيانهم، وبلوغ الغاية في إيلامهم، فإن العدو يسوءه أن يرى عدوه في نعمة، أو يسمع أن النعمة تنتظره.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه النعيم الذي هيأه للذين آمنوا به وبرسوله، وعملوا بما كلفهم به من أعمال البر، وأرشد إلى ما أعده للفجار جزاء ما اجترحوا من السيئات أخذ يبين ما كان الكفار يقابلون به المؤمنين في الحياة الدنيا، وما سيقابل به المؤمنين الكفار يوم القيامة كفاء ما صنعوا معهم في الحياة الأولى.
روي أن صناديد قريش كأبي جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل السهمي وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف وأضرابهم، كانوا يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويستهزئون بهم ويحرضون عليهم سفهاءهم وغلمانهم. وهم الذين قال الله فيهم :﴿ إنا كفيناك المستهزئين ﴾ [ الحجر : ٩٥ ].
وروي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه جاء في نفر من المسلمين فرآه بعض هؤلاء الكفار فسخروا منه وممن معه وضحكوا منهم وتغامزوا بهم، ثم رجعوا إلى بقية شيعتهم من أهل الشرك فحدثوهم بما صنعوا به وبأصحابه.
الإيضاح :﴿ إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ﴾ أي إن المعتدين الأئمة الذين ضريت نفوسهم على الشر، وصمت آذانهم عن سماع دعوة الحق- كانوا في الدنيا يضحكون من الذين آمنوا.
ذاك أنه حين رحم الله العالم ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم كان كبار القوم وعرفاؤهم على رأي الدهماء من عبادة الأوثان والأصنام، وكانت دعوة الحق خافتة لا يرتفع بها إلا صوته عليه الصلاة والسلام، ثم يهمس بها بعض من يلبي دعوته من الضعفاء فيسر بها إلى من يرجو الخير فيه ولا يستطيع الجهر بها لمن يخافه.
ومن شأن القوي المعتز بقوته وكثرة ماله وعزة نفره أن يضحك ممن يخالفه في المنزع ويدعوه إلى غير ما يعرف، كما كان ذلك شأن جماعة من قريش كأبي جهل وشيعته، وأمثالهم كثيرون في كل زمان ومكان، متى عمت البدع وخفي طريق الحق، وتحكمت الشهوات، وذهب الناقص يستكمل ما نقص منه بتنقيص الكامل، وإذا صار الناس إلى هذه الحال، ضعف صوت الحق، وازدرى السامعون منهم، بالداعي إليه.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه النعيم الذي هيأه للذين آمنوا به وبرسوله، وعملوا بما كلفهم به من أعمال البر، وأرشد إلى ما أعده للفجار جزاء ما اجترحوا من السيئات أخذ يبين ما كان الكفار يقابلون به المؤمنين في الحياة الدنيا، وما سيقابل به المؤمنين الكفار يوم القيامة كفاء ما صنعوا معهم في الحياة الأولى.
روي أن صناديد قريش كأبي جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل السهمي وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف وأضرابهم، كانوا يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويستهزئون بهم ويحرضون عليهم سفهاءهم وغلمانهم. وهم الذين قال الله فيهم :﴿ إنا كفيناك المستهزئين ﴾ [ الحجر : ٩٥ ].
وروي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه جاء في نفر من المسلمين فرآه بعض هؤلاء الكفار فسخروا منه وممن معه وضحكوا منهم وتغامزوا بهم، ثم رجعوا إلى بقية شيعتهم من أهل الشرك فحدثوهم بما صنعوا به وبأصحابه.
شرح المفردات : الغمز : الإشارة بالجفن والحاجب استهزاء وسخرية، وقد يراد به العيب فيقال غمز فلان فلانا إذا عابه وذكره بسوء. ويقال فلان لا مغمز فيه : أي ليس فيه ما يعاب به
﴿ وإذا مروا بهم يتغامزون ﴾ أي وإذا مر المؤمنين بهم يعيبونهم ويذكرونهم بالسوء، ويشيرون إليهم مستهزئين.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه النعيم الذي هيأه للذين آمنوا به وبرسوله، وعملوا بما كلفهم به من أعمال البر، وأرشد إلى ما أعده للفجار جزاء ما اجترحوا من السيئات أخذ يبين ما كان الكفار يقابلون به المؤمنين في الحياة الدنيا، وما سيقابل به المؤمنين الكفار يوم القيامة كفاء ما صنعوا معهم في الحياة الأولى.
روي أن صناديد قريش كأبي جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل السهمي وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف وأضرابهم، كانوا يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويستهزئون بهم ويحرضون عليهم سفهاءهم وغلمانهم. وهم الذين قال الله فيهم :﴿ إنا كفيناك المستهزئين ﴾ [ الحجر : ٩٥ ].
وروي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه جاء في نفر من المسلمين فرآه بعض هؤلاء الكفار فسخروا منه وممن معه وضحكوا منهم وتغامزوا بهم، ثم رجعوا إلى بقية شيعتهم من أهل الشرك فحدثوهم بما صنعوا به وبأصحابه.
شرح المفردات : فكهين : أي معجبين بما هم فيه من الشرك والضلالة والعصيان
﴿ وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين ﴾ وأي إذا رجعوا إلى ذوي قرابتهم وبني جلدتهم وأشياعهم من أهل الشرك والضلالة- رجعوا معجبين بما فعلوا من العيب على أهل الإيمان ورميهم بالسخف وقلة العقل، ويقولون : عجبا لهم، إذ يقولون لا تدعوا إلا إلها واحدا، ولا تتوجهوا بالطلب إلا إليه، فأين الأولياء والشفعاء، فكم ضروا وكم نفعوا- إلى نحو ذلك مما يتندرون به ويعدونه فكاهة ويتلذذون بحكايته.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه النعيم الذي هيأه للذين آمنوا به وبرسوله، وعملوا بما كلفهم به من أعمال البر، وأرشد إلى ما أعده للفجار جزاء ما اجترحوا من السيئات أخذ يبين ما كان الكفار يقابلون به المؤمنين في الحياة الدنيا، وما سيقابل به المؤمنين الكفار يوم القيامة كفاء ما صنعوا معهم في الحياة الأولى.
روي أن صناديد قريش كأبي جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل السهمي وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف وأضرابهم، كانوا يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويستهزئون بهم ويحرضون عليهم سفهاءهم وغلمانهم. وهم الذين قال الله فيهم :﴿ إنا كفيناك المستهزئين ﴾ [ الحجر : ٩٥ ].
وروي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه جاء في نفر من المسلمين فرآه بعض هؤلاء الكفار فسخروا منه وممن معه وضحكوا منهم وتغامزوا بهم، ثم رجعوا إلى بقية شيعتهم من أهل الشرك فحدثوهم بما صنعوا به وبأصحابه.
﴿ وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون ﴾ أي وإذا رأوا المؤمنين قالوا إن هؤلاء لضالون، إذ نبذوا ما عليه الكافة، وذهبوا يعيبون العقائد الموروثة والمناسك التي نقلها الخلف عن السلف، كابرا عن كابر، وجيلا بعد جيل.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه النعيم الذي هيأه للذين آمنوا به وبرسوله، وعملوا بما كلفهم به من أعمال البر، وأرشد إلى ما أعده للفجار جزاء ما اجترحوا من السيئات أخذ يبين ما كان الكفار يقابلون به المؤمنين في الحياة الدنيا، وما سيقابل به المؤمنين الكفار يوم القيامة كفاء ما صنعوا معهم في الحياة الأولى.
روي أن صناديد قريش كأبي جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل السهمي وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف وأضرابهم، كانوا يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويستهزئون بهم ويحرضون عليهم سفهاءهم وغلمانهم. وهم الذين قال الله فيهم :﴿ إنا كفيناك المستهزئين ﴾ [ الحجر : ٩٥ ].
وروي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه جاء في نفر من المسلمين فرآه بعض هؤلاء الكفار فسخروا منه وممن معه وضحكوا منهم وتغامزوا بهم، ثم رجعوا إلى بقية شيعتهم من أهل الشرك فحدثوهم بما صنعوا به وبأصحابه.
شرح المفردات : حافظين : أي رقباء يتفقدونهم ويهيمنون على أعمالهم،
فرد سبحانه على هؤلاء الكفار فقال :
﴿ وما أرسلوا عليهم حافظين ﴾أي إن الله لم يرسل الكفار رقباء على المؤمنين، ولم يؤتهم سلطة محاسبتهم على أفعالهم، وتعريف باطلها من صحيحها، فلا يسوغ لهم أن يعيبوا عليهم ما يعتقدونه ضلالا بعقولهم الفاسدة، وإنما كلفهم أن ينظروا شؤون أنفسهم، فيعدلوا منها ما اعوج، فإذا فعلوا ذلك قاموا بما يجب عليهم في هذه الحياة. يعتقدونه ضلالا بعقولهم الفاسدة، وإنما كلفهم أن ينظروا شؤون أنفسهم، فيعدلوا منها ما اعوج، فإذا فعلوا ذلك قاموا بما يجب عليهم في هذه الحياة.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه النعيم الذي هيأه للذين آمنوا به وبرسوله، وعملوا بما كلفهم به من أعمال البر، وأرشد إلى ما أعده للفجار جزاء ما اجترحوا من السيئات أخذ يبين ما كان الكفار يقابلون به المؤمنين في الحياة الدنيا، وما سيقابل به المؤمنين الكفار يوم القيامة كفاء ما صنعوا معهم في الحياة الأولى.
روي أن صناديد قريش كأبي جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل السهمي وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف وأضرابهم، كانوا يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويستهزئون بهم ويحرضون عليهم سفهاءهم وغلمانهم. وهم الذين قال الله فيهم :﴿ إنا كفيناك المستهزئين ﴾ [ الحجر : ٩٥ ].
وروي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه جاء في نفر من المسلمين فرآه بعض هؤلاء الكفار فسخروا منه وممن معه وضحكوا منهم وتغامزوا بهم، ثم رجعوا إلى بقية شيعتهم من أهل الشرك فحدثوهم بما صنعوا به وبأصحابه.
ثم شرع يذكر معاملة المؤمنين لهم يوم القيامة، تسلية لهم على ما ينالهم منهم من أذى وتقوية لقلوبهم، وشدا لعزائمهم على التذرع بالصبر فقال :
﴿ فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون ﴾ أي إنهم في يوم الدين يضحك المؤمنون ضحك من وصل به يقينه إلى مشاهدة الحق فسر به، وينكشف لهم ما كانوا يرجون من إكرام الله لهم وخذلان أعدائهم، فضحكوا من أولئك المغرورين الجحدة الذين تجلت لهم عاقبة أعمالهم، وظهر لهم سفه عقولهم وفساد أقوالهم.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه النعيم الذي هيأه للذين آمنوا به وبرسوله، وعملوا بما كلفهم به من أعمال البر، وأرشد إلى ما أعده للفجار جزاء ما اجترحوا من السيئات أخذ يبين ما كان الكفار يقابلون به المؤمنين في الحياة الدنيا، وما سيقابل به المؤمنين الكفار يوم القيامة كفاء ما صنعوا معهم في الحياة الأولى.
روي أن صناديد قريش كأبي جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل السهمي وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف وأضرابهم، كانوا يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويستهزئون بهم ويحرضون عليهم سفهاءهم وغلمانهم. وهم الذين قال الله فيهم :﴿ إنا كفيناك المستهزئين ﴾ [ الحجر : ٩٥ ].
وروي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه جاء في نفر من المسلمين فرآه بعض هؤلاء الكفار فسخروا منه وممن معه وضحكوا منهم وتغامزوا بهم، ثم رجعوا إلى بقية شيعتهم من أهل الشرك فحدثوهم بما صنعوا به وبأصحابه.
﴿ على الأرائك ينظرون ﴾ إلى ما صنع الله بأعدائهم، وتنكيله بمن كانوا يفخرون عليهم ويهزؤون بهم.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه النعيم الذي هيأه للذين آمنوا به وبرسوله، وعملوا بما كلفهم به من أعمال البر، وأرشد إلى ما أعده للفجار جزاء ما اجترحوا من السيئات أخذ يبين ما كان الكفار يقابلون به المؤمنين في الحياة الدنيا، وما سيقابل به المؤمنين الكفار يوم القيامة كفاء ما صنعوا معهم في الحياة الأولى.
روي أن صناديد قريش كأبي جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل السهمي وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف وأضرابهم، كانوا يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويستهزئون بهم ويحرضون عليهم سفهاءهم وغلمانهم. وهم الذين قال الله فيهم :﴿ إنا كفيناك المستهزئين ﴾ [ الحجر : ٩٥ ].
وروي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه جاء في نفر من المسلمين فرآه بعض هؤلاء الكفار فسخروا منه وممن معه وضحكوا منهم وتغامزوا بهم، ثم رجعوا إلى بقية شيعتهم من أهل الشرك فحدثوهم بما صنعوا به وبأصحابه.
شرح المفردات : التثويب والإثابة : المجازاة. يقال ثوبه وأثابه إذا جازاه كما قال :
سأجزيك أو يجزيك عني مثوب وحسبك أن يثنى عليك وتحمدي
ثم ذكر ما ينظرون إليه ليستيقنوا من حصوله فقال :
﴿ هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون ﴾ أي إنهم ينظرون ليتحققوا : هل جوزي الكفار بما كانوا يفعلون بهم في الدنيا.
وإنما سمي الجزاء على العمل ثوابا، لأنه يرجع إلى صاحبه نظير ما عمله من خير أو شر.
ولله الحمد على إنعامه، والشكر على إحسانه وإفضاله.
Icon