تفسير سورة العلق

الوجيز للواحدي
تفسير سورة سورة العلق من كتاب الوجيز في تفسير الكتاب العزيز المعروف بـالوجيز للواحدي .
لمؤلفه الواحدي . المتوفي سنة 468 هـ
مكية، وهي تسع عشرة آية.

﴿أقرأ باسم ربك﴾ يعني: اقرأ القرآن باسم ربك وهو أن تذكر التَّسمية في ابتداء كلِّ سورةٍ ﴿الذي خلق﴾ الأشياء والمخلوقات
﴿خلق الإنسان﴾ يعني: ابن آدم ﴿من علق﴾ جمع عَلَقةٍ
﴿اقرأ وربك الأكرم﴾ يعني: الحليم عن جهل العباد فلا يعجل عليهم بالعقوبة
﴿الذي علَّم بالقلم﴾ ثمَّ بيَّن ما علَّم فقال:
﴿علَّم الإنسان ما لم يعلم﴾ وهو الخطُّ والكتابة
﴿كلا﴾ حقَّاً ﴿إنَّ الإِنسان ليطغى﴾ ليتجاوز حده ويستكبر على ربِّه
﴿أن رآه﴾ رأى نفسه ﴿استغنى﴾
﴿إنَّ إلى ربك الرجعى﴾ المرجع في الآخرة فيجازي الطَّاغي بما يستحقُّه
﴿أرأيت الذي ينهى﴾ يعني: أبا جهلٍ
﴿عبداً إذا صلى﴾ وذلك أنَّه قال: لئن رأيتُ محمدا لأطأنَّ على رقبته ومعنى: أرأيتَ ها هنا تعجُّبٌ وكذلك قوله:
﴿أرأيت إن كان على الهدى﴾ ﴿أو أمر بالتقوى﴾
﴿أو أمر بالتقوى﴾
﴿أرأيت إن كذب وتولى﴾ والمعنى: أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلَّى وهو على الهدى آمرٌ بالتَّقوى والنَّاهي كاذبٌ مُتولٍّ عن الذِّكرى أَيْ: فما أعجب من ذا!
﴿ألم يعلم﴾ أبو جهلٍ ﴿بأنَّ الله يرى﴾ أَيْ: يراه ويعلم ما يفعله
﴿كلا﴾ ردعٌ وزجرٌ ﴿لئن لم ينته﴾ عمَّا هو عليه من الكفر ومعاداة النبي ﷺ ﴿لنسفعا بالناصية﴾ لنجرَّن بناصيته إلى النَّار ثمَّ وصف ناصيته فقال:
﴿ناصيةٍ كاذبة خاطئة﴾ وتأويلها: صاحبها كاذب خاطئ
﴿فليدع ناديه﴾ فليستعن بأهل مجلسه وذلك أنَّه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لأملأنَّ عليك هذا الوادي خيلا جرداء ورجالاً مُرداً فقال الله تعالى: ﴿فليدع ناديه﴾
﴿سندع الزبانية﴾ وهم الملائكة الغلاط الشِّداد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو دعا ناديه لأخذته الزَّبانية عياناً
﴿كلا﴾ ليس الأمر على ما عليه أبو جهلٍ ﴿لا تطعه واسجد﴾ وصلِّ ﴿واقترب﴾ تقرّب إلى ربِّك بطاعته
Icon