تفسير سورة النبأ

تفسير غريب القرآن للكواري
تفسير سورة سورة النبأ من كتاب تفسير غريب القرآن - الكواري المعروف بـتفسير غريب القرآن للكواري .
لمؤلفه كَامِلَة بنت محمد الكَوارِي .

﴿عَمَّ يَتَسَاءلُونَ﴾ عَنْ أَيِّ شَيْءٍ يَتَسَاءَلُ هؤلاء المُشْرِكُونَ من قريشٍ يَا مُحَمَّدُ.
﴿النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾ أَعَنِ الخبرِ العظيمِ الشأنِ يَسْأَلُ بعضُهم بَعْضًا؟ قيل: قُصِدَ به القُرْآنُ.
﴿الْأَرْضَ مِهَادًا﴾ يَمْتَهِدُونَهَا وَيَفْتَرِشُونَهَا.
﴿الْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾ أَيْ: تُثَبَّتُ بها الأرضُ كما تُثَبَّتُ الخيمةُ بالأَوْتَادِ.
﴿وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا﴾ أَصْنَافًا في النَّوْعِ والشَّكْلِ.
﴿نَوْمَكُمْ سُبَاتًا﴾ رَاحَةً لِأَبْدَانِكُمْ، وَقَطْعًا لأَشْغَالِكُمْ.
﴿اللَّيْلَ لِبَاسًا﴾ تُغَطِّيكُمْ ظُلْمَتُهُ كما يُغَطِّي الثوبُ لَابِسَهُ.
﴿النَّهَارَ مَعَاشًا﴾ ضِيَاءً لِتَنْتَشِرُوا فيه لِمَعَاشِكُمْ.
﴿سَبْعًا شِدَادًا﴾ قَوِيَّةً مُحْكَمَةً، الوَاحِدَةُ شَدِيدَةٌ وَالجَمْعُ شِدَادٌ، والمقصودُ بها السماواتُ السَّبْعُ، في غايةِ القوةِ والصلابةِ والشِّدَّةِ.
﴿سِرَاجًا وَهَّاجًا﴾ أي: ضوءَ الشمسِ وَهَّاجًا وَقَّادًا.
﴿المُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا﴾ مِنَ السَّحَابِ الَّذِي يَتَحَلَّبُ بالمَطَرِ.
وقيل: كالجاريةِ المُعْصِرِ التي دَنَا وَقْتُ حَيْضِهَا، وقيل: ثَجَّاجًا: مَاءً كَثِيرًا جِدًّا يَتْبَعُ بَعْضُهُ بَعْضًا.
﴿لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا﴾ الحَبُّ: مَا يَأْكُلُهُ الناسُ من بُرٍّ وَشَعِيرٍ وَذُرَةٍ وَأُرْزٍ، وغيرِ ذلك مما يَأْكُلُهُ الآدَمِيُّونَ، والنباتُ ما تُنْبِتُهُ الأرضُ، وقيل: سَائِرُ النباتِ الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ قُوتًا لِمَوَاشِيهِمْ.
﴿وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا﴾ بَسَاتِينَ مُلْتَفَّةً مُجْتَمِعَةً.
﴿يَوْمَ الْفَصْلِ﴾ يَوْمَ يَفْصِلُ اللهُ بَيْنَ خَلْقِهِ.
﴿مِيقَاتًا﴾ ذَا وَقْتٍ مُحَدَّدٍ مُعَيَّنٍ لَدَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فلا يَتَقَدَّمُ وَلَا يَتَأَخَّرُ.
﴿يُنفَخُ فِي الصُّورِ﴾ يَوْمَ يَنْفُخُ إِسْرَافِيلُ في الصُّورِ.
﴿فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا﴾ أي: تَأْتُونَ أيها الناسُ جَمَاعَاتٍ جَمَاعَاتٍ إلى ساحةِ فَصْلِ القَضَاءِ.
﴿وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا﴾ شُقِّقَتْ وَصُدِّعَتْ فَكَانَتْ طُرُقًا وقبل ذلك لا فُطُورَ فيها.
﴿سُيِّرَتِ الْجِبَالُ﴾ أي: ذُهِبَ بِهَا مِنْ أَمَاكِنِهَا.
﴿فَكَانَتْ سَرَابًا﴾ كالسَّرَابِ الَّذِي يَظُنُّهُ مَنْ رَأَىهُ عَلَى بُعْدٍ مَاءً وهو في الحقيقةِ هَبَاءٌ.
﴿مِرْصَادًا﴾ مَكَانًا لِرَصْدِ الكَافِرِينَ.
﴿لِلطَّاغِينَ﴾ المُتَكَبِّرِينَ عَلَى اللهِ المُتَجَاوِزِينَ حُدُودَهُ.
﴿أَحْقَابًا﴾ دُهُورًا لا نِهَايَةَ لها.
﴿بَرْدًا وَلَا شَرَابًا﴾ ليس فيها ما يُبَرِّدُ الجُلُودَ، ولا يَدْفَعُ عن أهلها الظمأَ.
﴿حَمِيمًا﴾ الحميمُ: هُوَ الماءُ الحارُّ الَّذِي يَشْوِي وُجُوهَهُمْ وَيُقَطِّعُ أَمْعَاءَهُمْ.
﴿وَغَسَّاقًا﴾ وهُوَ صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ.
﴿جَزَاءً وِفَاقًا﴾ ثَوَابًا وَافَقَ أَعْمَالَهُمْ.
﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا﴾ كُلّ شَيْءٍ مِنْ قَلِيلٍ أو كَثِيرٍ، وَخَيْرٍ أو شَرٍّ، أَثْبَتْنَاهُ وَكَتَبْنَاهُ وَعَرَفْنَا مَبْلَغَهُ وَعَدَدَهُ.
﴿مَفَازًا﴾ مَنْجًى مِنَ النَّارِ إلى الجنةِ ظَفَرًا.
﴿كَوَاعِبَ﴾ جَمْعُ كَاعِبٍ، وَهُنَّ النِّسَاءُ النَّوَاهِدُ اللاتي قد تَكَعَّبَ ثَدْيُهُنَّ.
﴿أَتْرَابًا﴾ جَمْعُ تِرْبٍ، مُسْتَوِياتٍ عَلَى سِنٍّ وَاحِدَةٍ.
﴿كَأْسًا دِهَاقًا﴾ أَيْ: مَمْلُوءَةً من الرَّحِيقِ لَذَّةً لِلشَّارِبِينَ.
﴿لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا﴾ بَاطِلًا ولا مَكْرُوهًا مِنَ القَوْلِ، وقيل: لا يَكْذِبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مثلما يكونُ في الدنيا من مُنَغِّصَاتِ التَّكْذِيبِ بَيْنَ الجُلَسَاءِ.
﴿عَطَاءً حِسَابًا﴾ أَيْ: عَطَاءً كَثِيرًا كَافِيًا.
﴿فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا﴾ أي: سَبِيلًا يُرْجَعُ إليه وهو طاعةُ اللهِ تعالى، والعملُ الصالحُ الَّذِي يُدْنِي الإنسانَ مِنْ كَرَمِ اللهِ وَثَوَابِهِ، وَيُبَاعِدُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِقَابِهِ.
39
سُورة النَّازِعَات
Icon