تفسير سورة النازعات

الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور
تفسير سورة سورة النازعات من كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور .
لمؤلفه بشير ياسين . المتوفي سنة 2006 هـ

سورة النازعات
قوله تعالى ﴿ والنازعات غرقا ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مسروق ﴿ والنازعات ﴾ : الملائكة.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ والنازعات غرقا ﴾ قال : الموت.
قوله تعالى ﴿ والناشطات نشطا ﴾.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ والنشاطات ﴾ : الموت.
قوله تعالى ﴿ والسابحات سبحا ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ والسابحات سبحا ﴾ قال : هي النجوم.
قوله تعالى ﴿ فالسابقات سبقا ﴾.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ فالسابقات سبقا ﴾ قال : الموت.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ فالسابقات سبقا ﴾ قال : هي النجوم.
قوله تعالى ﴿ فالمدبرات أمرا ﴾
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ﴿ فالمدبرات ﴾ : الملائكة.
قوله تعالى ﴿ يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة ﴾.
قال الترمذي : حدثنا هناد وحدثنا قبيصة عن سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبيّ بن كعب عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال : يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه، قال أبي : قلت يا رسول الله إني أُكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ فقال : ما شئت. قال : قلت الرُبع ؟ قال : ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت النصف ؟ قال : ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال : قلت فالثلثين ؟ قال : ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قُلت : أجعل لك صلاتي كلها قال : إذا تُكفى همك، ويغفر لك ذنبك.
[ السنن ٤/ ٦٣٦-٦٣٧-ك صفة القيامة، ب ٢٣ ح ٢٤٥٧، قال الترمذي : حديث حسن صحيح وأخرجه الحاكم في [ المستدرك ٢/ ٥١٣-ك التفسير من طريق : معاذ بن نجدة القرشي، في قبيصة به، وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي وابن الملقن وأخرجه الضياء المقدسي في [ المختارة ٣/ ٣٨٨-٣٩٠ح ١١٨٤- ١١٨٥ من طريق : أحمد بن منيع، ومحمد بن معمر كلاهما عن قبيصة به قال محققه : إسناده حسن ]. وحسنه الألباني في [ السلسلة الصحيحة ٢/ ٦٣٨ح ٩٥٤ ].
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :﴿ يوم ترجف الراجفة ] : النفخة الأولى، وقوله { تتبعُها الرادفة ﴾ يقول : النفخة الثانية.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة ﴾ هما : الصيحتان، أما الأولى فتميت كل شيء بإذن الله، وأما الأخرى فتحيي كل شيء بإذن الله.
قوله تعالى ﴿ قلوب يومئذ واجفة ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :﴿ واجفة ﴾ خائفة.
قوله تعالى ﴿ أبصارها خاشعة ﴾.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ﴿ خاشعة ﴾ : ذليلة.
قوله تعالى ﴿ يقولون أإنا لمردودون في الحافرة ﴾.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ الحافرة ﴾ : الأرض، يقولون : أنبعث خلقا جديدا ؟.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :﴿ الحافرة ﴾ الحياة.
قوله تعالى ﴿ أئذا كنا عظاما نّخرة ﴾.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ نخرة ﴾ : مرفوتة.
قوله تعالى ﴿ فإنما هي زجرة واحدة ﴾.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ زجرة واحدة ﴾ : صيحة واحدة.
قوله تعالى ﴿ فإذا هم بالساهرة ﴾.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ﴿ بالساهرة ﴾ : فإذا هم يخرجون من قبورهم فوق الأرض، والساهرة : الأرض.
قوله تعالى ﴿ إذا ناداه ربه بالواد المقدس طُوى ﴾.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ طوى ﴾ : اسم الوادي
قوله تعالى ﴿ فأراه الآية الكبرى ﴾.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ﴿ الآية الكبرى ﴾ : عصاه ويده.
قوله تعالى ﴿ ثم أدبر يسعى ﴾.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ ثم أدبر يسعى ﴾ : يسعى بالفساد، كقوله ﴿ ويسعون في الأرض فسادا ﴾.
قوله تعالى ﴿ فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ﴾.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن قتادة ﴿ نكال الآخرة والأولى ﴾ : عقوبة الدنيا والآخرة.
قوله تعالى ﴿ أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها ﴾.
قال الشيخ عطية سالم مكمل كتاء أضواء البيان : وقد جاء الجواب مصرحا بأن السماء أشد خلقا منهم في قوله تعالى :﴿ لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون ﴾. وبين ضعف الإنسان في قوله في نفس المعنى ﴿ فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب ﴾.
قوله تعالى ﴿ رفع سمكها فسواها ﴾.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ رفع سمكها فسواها ﴾ : رفه بنيانها بغير عمد.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :﴿ رفع سمكها فسواها ﴾ قال : بنيانها.
قوله تعالى ﴿ وأغطش ليلها وأخرج ضحاها ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :﴿ وأغطش ليلها ﴾ : أظلم ليلها.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ وأخرج ضحاها ﴾ : أخرج نورها.
قوله تعالى ﴿ والأرض بعد ذلك دحاها ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ذكر خلق الأرض قبل السماء ثم ذكر السماء قبل الأرض، وذلك أن الله خلق الأرض بأقواتها من غير أن يدحوها قبل السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات، ثم دحا الأرض بعد ذلك، فذلك قوله ﴿ والأرض بعد ذلك دحاها ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ دحاها ﴾ أي : بسطها.
قوله تعالى ﴿ الجبال أرساها ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ والجبال أرساها ﴾ أي : أثبتها لا تميد بأهلها.
قوله تعالى ﴿ فإذا جاءت الطامة الكبرى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :﴿ الطامة الكبرى ﴾ : من أسماء يوم القيامة، عظمة الله، وحذره عباده.
أخرج ابن آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ فأما من طغى ﴾ يعني : من عصى.
قوله تعالى ﴿ يسألونك عن الساعة أيان مرساها ﴾
قال البخاري : حدثنا أحمد بن المقداد حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا أبو حازم حدثنا سهل بن سعد قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بإصبعيه هكذا بالوسطى والتي تلي الإبهام : " بعثت والساعة كهاتين ".
[ صحيح البخاري ٨/ ٥٦٠- ك التفسير- سورة النازعات الآية ح ٤٩٣٦ ].
قال الطبري : حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال : ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت : لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة، حتى أنزل الله عز وجل ﴿ فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها ﴾.
[ التفسير ٣٠/٤٩ ]، وأخرجه البزار في مسنده [ كشف الأستار ح ٢٢٧٩ ]، وأخرجه الحاكم في [ المستدرك ٢/ ٥١٣ ]، كلاهما من طريق ابن عيينة به قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح [ مجمع الزوائد ٧/١٣٣ ]، وقد روي عن عروة مرسلا بدون ذكر عائشة، لكن الذين وصلوه جماعة كثيرون حفاظ وأثبات، ومع ذلك فله شاهد من حديث طارق بن شهاب بنحوه، أخرجه النسائي [ التفسير ٢/ ٤٩٠ ح ٦٦٥ ] بإسناد حسن، وقال عنه ابن كثير : إسناد جيد قوي [ التفسير ٢/ ٤٣٢ ] وانظر حاشية التفسير للنسائي، ففيه مزيد تفصيل.
وانظر سورة الأعراف آية [ ١٨٧ ].
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ فيم أنت من ذكراها ﴾ : من ذكر الساعة.
قوله تعالى ﴿ فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها ﴾.
قال ابن كثير : ثم قال تعالى ﴿ يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها ﴾ أي : ليس علمها إليك ولا إلى أحد من الخلق، بل مردّها ومرجعها إلى الله عز وجل، فهو الذي يعلم وقتها على التعيين ؛ ﴿ ثقُلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ﴾ وقال هاهنا ﴿ إلى ربك منتهاها ﴾. ولهذا لما سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الساعة قال :( ما المسئول عنها بأعلم من السائل ).
قوله تعالى :﴿ كأنهم يوم يروْنها لم يلْبثوا إلا عشية أو ضحاها ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ﴾ وقت الدنيا في أعين القوم حين عاينوا الآخرة.
Icon