تفسير سورة النازعات

التفسير الوسيط للزحيلي
تفسير سورة سورة النازعات من كتاب التفسير الوسيط المعروف بـالتفسير الوسيط للزحيلي .
لمؤلفه وهبة الزحيلي . المتوفي سنة 1436 هـ

تفسير سورة النازعات
إثبات القيامة وأهوالها وتهديد المكذبين بها
أقسم الله تعالى لإثبات البعث ببعض الظواهر الكونية، كالقسم بالرياح المتتابعة، والملائكة في مطلع سورة المرسلات، والحلف بالملائكة التي تنزع الأرواح أو تسبح من السماء، أو تنزل بتدبير بعض الأمور، كما في مطلع سورة النازعات، واشتمل القسم على إيراد بعض الأخبار عن أهوال القيامة، وأعقب ذلك تهديد المكذبين بهذا اليوم في الدنيا والآخرة، كما يبدو واضحا في مطلع سورة النازعات المكية بالاتفاق:
[سورة النازعات (٧٩) : الآيات ١ الى ٢٦]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً (١) وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً (٢) وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً (٣) فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً (٤)
فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً (٥) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ (٨) أَبْصارُها خاشِعَةٌ (٩)
يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ (١٠) أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً (١١) قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ (١٢) فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ (١٣) فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (١٤)
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (١٥) إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (١٦) اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (١٧) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى (١٨) وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى (١٩)
فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى (٢٠) فَكَذَّبَ وَعَصى (٢١) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى (٢٢) فَحَشَرَ فَنادى (٢٣) فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى (٢٤)
فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى (٢٥) إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى (٢٦)
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» «٨» «٩» «١٠» «١١» «١٢» «١٣» «١٤» «١٥»
(١) الملائكة التي تنزع أرواح الكفار بشدة، وقيل: الكواكب الجارية.
(٢) الملائكة التي تخرج أرواح المؤمنين برفق، وقيل: الكواكب تخرج من برج إلى آخر.
(٣) الملائكة التي تسبح من السماء (تنزل بسرعة) وقيل: الكواكب تسبح في أفلاكها.
(٤) الملائكة تسبق بالأرواح إلى مستقرها، أو الكواكب يسبق بعضها بعضا. [.....]
(٥) الملائكة تنزل بأمر ربها.
(٦) تتحرك الأرض والجبال.
(٧) تلحق بها السماء والكواكب.
(٨) مضطربة قلقة.
(٩) خاضعة ذليلة.
(١٠) في الحياة التي كنا فيها.
(١١) بالية.
(١٢) رجعة فيها خسارة.
(١٣) صيحة.
(١٤) أحياء على وجه الأرض.
(١٥) الوادي المطهر طوى بين أيلة ومصر.
2814
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» [النازعات: ٧٩/ ١- ٢٦].
أقسم الله تعالى بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار بشدة وعنف، وأرواح المؤمنين بسرعة ولطف، وبالملائكة الذين ينزلون من السماء مسرعين، وتسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة، وتدبر الأمر بأن تنزل بالحلال والحرام وتفصيلهما، وقال الحسن البصري: المراد بالكلمات الخمس: النجوم والكواكب في جريها وتنقلها بين الأبراج وسيرها في أفلاكها هادئة، أو مسرعة، أو مدبّرة أمرا بأمر الله تعالى.
وقوله: أَمْراً يراد به الجنس، فيقوم مقام الجمع، وتدبير الأمر في الحقيقة لله تعالى، وإنما أضيف إلى الملائكة لإتيانها به، ولأنها من أسبابه، وجواب القسم محذوف، أي لتبعثن بعد الموت.
حين تتحرك الأرض وتضطرب الجبال، وتتلوها السماء، فتنشق بما فيها من الكواكب وتنتثر.
هناك قلوب تكون يوم القيامة خائفة مضطربة قلقة، لما عاينت من أهوال يوم القيامة، وهي قلوب الكفار، وأبصار أصحابها ذليلة حقيرة، مما عاينت من الأهوال، لموتهم كافرين وإنكارهم البعث، وأقوالهم هي:
يقول المشركون المكيون وأمثالهم: هل نرد إلى حياتنا الأولى، وابتداء أمرنا قبل الموت، فنصير أحياء بعد موتنا. والحافرة: لفظة توقعها العرب على أول أمر رجع
(١) تجاوز الحد.
(٢) تتزكى وتطهر نفسك من الآثام.
(٣) انقلاب العصا حية. [.....]
(٤) جمع.
(٥) من أجل عقوبتهما.
2815
إليه من آخره. وهم يقولون ذلك على جهة الاستخفاف والعجب والتكذيب. والمعنى:
أإنا لمردودون إلى الحياة بعد مفارقتها بالموت؟! وكيف يتصور ردنا إلى الحياة، بعد أن صرنا عظاما بالية متفتتة منخورة؟ إنا إذا رددنا بعد الموت، وصح أن بعثنا يوم القيامة لنخسرن خسارة محققة، لتكذيبنا بمحمد، وهذا قول على سبيل الاستهزاء والتهكم، هذا ما قالوه، فنزلت هذه الآية.
فرد الله عليهم: لا تستبعدوا ذلك، فإنما الأمر يسير، ولا تحسبوا تلك الكرة صعبة على الله، وما هي إلا صيحة واحدة، وهي النفخة الثانية للبعث من القبور، فإذا هم على وجه الأرض أحياء، والساهرة: أرض الآخرة، وهي أرض بيضاء مستوية، ووصفت بذلك لأنهم لا ينامون عليها حينئذ. وقال جماعة: هي أرض أو جبل بالشام، قريبة من بيت المقدس.
ثم واسى الله نبيه وآنسه عن تكذيب قومه، بقصة موسى عليه السّلام مع فرعون الجبار: فقال له: ألم يبلغك قصة موسى عليه السّلام مع فرعون، حيث ابتعثه الله إليه، وأيده بالمعجزات، حين ناداه ربه ليلا، مكلما إياه، مكلفا له بالنبوة والرسالة في الوادي المبارك المطهر: وهو طوى: وهو الوادي في جبل سيناء. وقال الله تعالى له مبينا مهمّته: اذهب إلى فرعون طاغية مصر، فإنه جاوز الحد في العصيان والتكبر والكفر بالله، حيث ادعى الربوبية، واستعبد قومه.
وأسلوب دعوتك، بأن تقول له: هل لك رغبة في التطهر من الشرك والعيوب؟
وأرشدك إلى معرفة الله وتوحيده وعبادته، وإنما أمره الله بلين القول، ليكون أنجع أو أنجح في دعوته، وهذا دليل على أن هدف البعثة: هداية الناس إلى معرفة الله.
ودليل صدق موسى أمام فرعون: معجزته، وهي أنه أظهر له العلامة الكبرى الدالة على صدق نبوته: وهي انقلاب العصا حية، وتحول اليد بيضاء، ومع ذلك كذّب وخالف، كما في قوله تعالى: فَكَذَّبَ وَعَصى (٢١)
2816
أي فكذب فرعون بموسى، وبما جاء به وبالحق، وعصى الله عز وجل فلم يطعه وتولى وأعرض عن الإيمان، وأخذ يسعى بالفساد في الأرض، لإبطال دعوة موسى.
وقوله: فَكَذَّبَ وَعَصى (٢١) دليل على أنه كذب بالقلب واللسان، وعصى بإظهار التمرد.
فجمع جنوده وأهل مملكته للتشاور، وجمع السحرة للمعارضة، ثم نادى في الجميع: أنا الرب الأعلى، وصاحب السلطان المطلق، فأغرقه الله مع جنوده.
وأخذه الله أخذ عزيز مقتدر، وانتقم منه انتقاما جعله عبرة ونكالا لأمثاله المتمردين في الدنيا، وجع له عقوبتي الدنيا والآخرة، بالإغراق والإذلال في الدنيا، وبالإحراق في الآخرة. وكلمة (نكال) منصوب على المصدر.
إن فيما ذكر من قصة فرعون وما فعل به عبرة عظيمة لمن شأنه أن يخشى الله ويخاف منه، وينزجر، فينظر في أحداث الماضي، ويتعظ للحاضر والمستقبل.
وعيد الكفار المخاطبين برسالة محمد صلّى الله عليه وسلّم
خاطب الله تعالى مباشرة منكري البعث، محتجا عليهم ببدء الخلق على إعادته، فإن الله تعالى خلق السماوات والأرض والجبال: فهو قادر على إعادة الخلق، بل إن ذلك واقع فعلا، وسيكون الناس فريقين: فريق في الجنة وفريق في السعير، ثم أجاب الله تعالى عن سؤال المشركين: متى الساعة؟ بأن علمها مفوض إلى الله سبحانه، وأن النبي صلّى الله عليه وسلّم مبعوث للإنذار فقط، وأن ما أنكروه سيرونه عيانا، وكأنهم لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة من نهار، وهذا موضح في الآيات الآتية:
2817

[سورة النازعات (٧٩) : الآيات ٢٧ الى ٤٦]

أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها (٢٧) رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها (٢٨) وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها (٢٩) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (٣٠) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها (٣١)
وَالْجِبالَ أَرْساها (٣٢) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (٣٣) فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى (٣٤) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى (٣٥) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى (٣٦)
فَأَمَّا مَنْ طَغى (٣٧) وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا (٣٨) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى (٣٩) وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى (٤١)
يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها (٤٢) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (٤٣) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها (٤٤) إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (٤٥) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (٤٦)
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» «٨» «٩» «١٠» «١١» «١٢» [النازعات: ٧٩/ ٢٧- ٤٦].
هل أنتم يا مشركي مكة وأمثالكم أصعب وأمتن خلقا، أو خلق السماء أشد متانة؟ لا شك بأن السماء أشد خلقا، فإن الله تعالى جعل مقدار سمكها (أي ارتفاعها) ما بين سطحها الأسفل الذي يلينا، وبين سطحها الأعلى الذي يلي ما فوقها، وفي هذه الآية دليل على أن بعث الأجساد من القبور لا يتعذر على قدرة الله تعالى.
وجعل ليل السماء مظلما، وأبرز ضحى النهار بإضاءة الشمس، وبسط الأرض ومهدها وجعلها مفلطحة كالبيضة، بعد خلق السماء، فإنها كانت مخلوقة غير مدحوة قبل خلق السماء، ثم دحيت بعد خلق السماء. فدل هذا على أن الله تعالى خلق الأرض ولم يدحها، ثم استوى إلى السماء، وهي دخان فخلقها وبناها، ثم دحا الأرض بعد ذلك. ودحو الأرض: بسطها.
(١) السّمك: مقدار الارتفاع، أي جعل الله مقدار ارتفاعها ما بين سطحها الأسفل والأعلى فوقها مديدا.
(٢) جعلها مستوية محكمة.
(٣) جعله مظلما.
(٤) أبرزه.
(٥) بسطها ومهدها للعيش عليها.
(٦) الداهية الكبرى يوم القيامة.
(٧) ظهرت بارزة معاينة.
(٨) تجاوز الحد في العصيان.
(٩) مقر الإيواء.
(١٠) متى وقت رسوها وحدوثها.
(١١) نهايتها.
(١٢) طرف النهار أو أوله. [.....]
2818
وأعد الله تعالى أثناء دحو الأرض وسائل الحياة والعيش بأن فجّر من الأرض الماء بالأنهار والعيون والينابيع، وأنبت فيها المراعي والأعشاب والحشائش للدواب، وجعل فيها النبات لبني آدم كالحبوب والثمار، وجعل الجبال كالأوتاد للأرض، لئلا تتحرك بأهلها، ومعنى (أرساها) : أثبتها. وجميع هذه النعم إذا تدبّرت فهي متاع للناس والأنعام، يتمتعون فيها وبها، وجعل الله كل ذلك منفعة وفائدة لكم أيها الناس ولأنعامكم التي تركبونها وتأكلون لحمها، وهي الإبل والبقر والغنم.
فإذا جاء وقت مجيء الداهية العظمى وهي القيامة، التي تطم على سائر الطامات، وهي يوم القيامة، أو النفخة الثانية للبعث من القبور، وينسى الإنسان كل شيء قبلها في جنبها، ويتذكر أعماله التي سعى بها في الدنيا، وتبرز، أي تظهر واضحة للعيان الجحيم، لمن يشاهدها ويبصر ويحصّل.
ويأتي الحكم الفاصل في الخلائق بعدئذ، فأما من طغى (أي تجاوز الحدود التي ينبغي للإنسان أن يقف عندها، فكفر وعصى، وتمرد وتكبر) وقدم الحياة الدنيوية على الآخرة، ولم يستعد لها، ولا عمل عملها، فالنار المحرقة هي مأواه ومثواه ومستقره، لأن حب الدنيا رأس كل خطيئة.
وأما من خاف القيام بين يدي الله عز وجل، وخاف حكم الله فيه يوم القيامة، وأدرك عظمة الله وجلاله، ونهى نفسه عن هواها، وزجرها عن المعاصي والمحارم التي تشتهيها، وردها إلى طاعة مولاها، فالجنة مكانه الذي يأوي إليه، ومستقره ومقامه، لا غيرها.
ثم أورد الله تعالى تساؤل المشركين استهزاء عن ميعاد القيامة، يسألك أيها النبي المشركون المكذبون بالبعث عن وقت رسو أو استقرار القيامة، وميعاد وقوعها، متى يأتي بها الله؟ نزلت بسبب أن قريشا كانت تلح في البحث عن وقت الساعة التي كان
2819
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخبرهم بها، ويتوعدهم بأمرها، ويكثر من ذلك.
أخرج الحاكم وابن جرير عن عائشة قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسأل عن الساعة، حتى أنزل عليه:
يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها (٤٢) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (٤٣) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها (٤٤).
أوقف الله تعالى نبيه عليه السّلام بقوله: فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (٤٣) أي في أي شيء أنت من ذكر تحديدها ووقتها؟ أي لست من ذلك في شيء، ولا مصلحة لك في بيانها وهذا تعجب من كثرة ذكره لها، ليس علمها إليك، ولا إلى أحد من الخلق، بل مردها إلى الله تعالى، فهو وحده الذي يعلم وقتها على التعيين، إنما بعثتك لتنذر الناس وتحذرهم من بأس الله وعذابه، وما أنت إلا مخوّف لمن يخشى قيام الساعة، فمن خشي الله وخاف عقابه، اتبعك ونجا، ومن كذب بالساعة وخالفك، خسر وخاب، فدع علم ما لم تكلّف به، واعمل بما أمرت به من إنذار.
إن هذا اليوم الذي يسألون عنه واقع حتما، وكأنهم فيه، فإنهم إذا قاموا من قبورهم إلى المحشر، ورأوا القيامة، استقصروا مدة الدنيا، ورأوا كأنها ساعة من نهار، أو عشية من ضحى يوم. قرّب الله تعالى بهذا أمر الساعة بإخباره أن الإنسان عند رؤيته إياها يظن أنه لم يلبث إلا عشية يوم أو بكرته، فأضاف (الضحى) إلى (العشية) من حيث هما طرفان للنهار. والمراد تقليل مدة الدنيا في نفوسهم إذا رأوا أهوال القيامة.
2820
Icon