ﰡ
فأما الضحى فالنهار كله، والليل إذا سجى : إذا أظلم وركد في طوله، كما تقول : بحر ساج، وليل ساج، إِذا ركد وسكن وأظلم.
نزلت في احتباس الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة [ ليلة ]، فقال المشركون : قد ودّع محمدا صلى الله عليه وسلم ربُّه، أو قلاه التابع الذي يكون معه، فأنزل الله جلّ وعزّ :﴿ ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ ﴾ يا محمد، ﴿ وَما قَلَى ﴾ يريد : وما قلاك، فألقيت الكاف، كما يقول : قد أعطيتك وأحسنتُ ومعناه : أحسنت إليك، فتكتفي بالكاف الأولى من إعادة الأخرى، ولأن رءوس الآيات بالياء، فاجتمع ذلك فيه.
وهي في قراءة عبد الله :«ولسيعطيك [ ربك فترضى ] » والمعنى واحد، إلا أن ( سوف ) كثرت في الكلام، وعرِف موضعها، فترك منها الفاء والواو، والحرف إذا كثر فربما فعل به ذلك، كما قيل : أَيشٍ تقول، وكما قيل : قم لا بَاك، وقم لا بِشانئك، يريدون : لا أبالك، ولا أبا لشانئك، وقد سمعتُ بيتاً حذفت الفاء فيه من كيف، قال الشاعر :
من طالبين لِبُعران لنا رفضت | كيلا يُحسون من بعراننا أثرا |
يقول : كنت في حجر أبي طالب، فجعل لك مأوى، وأغناك عنه، ولم يك غنى عن كثرة مال، ولكنّ الله رضّاه بما آتاه.
يريد : في قوم ضلاّل فهداك ﴿ وَوَجدَكَ عائلاً ﴾ : فقيرا، ورأيتها في مصاحف عبد الله «عديما »، والمعنى واحد.
فتذهب بحقه لضعفه، وهي في مصحف عبد الله «فلا تكهر »، وسمعتها من أعرابي من بني أسد قرأها عليّ.
السائل على [ ١٤٢/ب ] الباب يقول : إِما أعطيته، وإِما رددته ردًّا لينا.
فكان القرآن أعظم نعمة الله عليه، فكان يقرؤه ويحدث به، وبغيره من نعمه.