تفسير سورة الشعراء

روح البيان
تفسير سورة سورة الشعراء من كتاب روح البيان المعروف بـروح البيان .
لمؤلفه إسماعيل حقي . المتوفي سنة 1127 هـ

تمت سورة الفرقان فى سادس شهر رمضان المبارك يوم السبت من سنة ثمان ومائة والف
تفسير سورة الشعراء
مكية وهى اثنتان او سبع وعشرون آية بسم الله الرحمن الرحيم
طسم الحروف المقطعة فى أوائل السور يجمعها قولك (سرّ حصين قطع كلامه) واولى ما قال اهل التفسير فى حق هذه الحروف الله اعلم بمراده لانها من الاسرار الغامضة كما قال ابو بكر الصديق رضى الله عنه «ان لكل كتاب سرا وسر القرآن فى المقطعات» كما فى رياض الاذكار والمعاني المتعلقة بالاسرار والحقائق لا يعلمها الا الله ومن اطلعه الله عليها من الراسخين فى العلم وهم العلماء بالله فلا معنى للبحث عن مرتبة ليس للسان حظ منها ولا للقلم نصيب واما اللوازم التي تشير الى الحقائق فلبيانها مساغ فانها دون الحقائق وفى مرتبة الفهم والى الاول يشير قول ابن عباس رضى الله عنهما فى (طسم) عجزت العلماء عن تفسيرها كما فى فتح الرحمن والى الثاني يشير ما فى كشف الاسرار حيث قال بالفارسية [روايت كنند از على رضى الله عنه كه كفته آنكه كه (طسم) از آسمان فرود آمد رسول خدا عليه السلام كفت «طاء» طور سيناست و «سين» سكندريه و «ميم» مكه معنى آنست والله اعلم كه رب العزة سوكند ياد كرد باين بقاع شريف چنانكه] لا اقسم بهذا البلد. اما جبل طور سينا الذي بين الشام ومدين فهو محل مناجاة موسى عليه السلام وكلامه مع الله تعالى ومقام التجلي كما قال (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ) وهذا الجبل إذا كسرت حجارته يخرج من وسطها صورة شجر العوسج على الدوام وتعظيم اليهود لشجرة العوسج لهذا المعنى ويقال لشجرة العوسج شجرة اليهود. واما الاسكندرية فهى آخر مدن المغرب ليس فى معمور الأرض مثلها ولا فى أقاصي الدنيا كشكلها وعدت مساجدها فكانت عشرين الف مسجد نقل ان المدينة كانت سبع قصبات متوالية وانما أكلها البحر ولم يبق منها الا قصبة واحدة وهى المدينة الآن وصار منار المرآة الاسكندرية فى البحر لغلبة الماء على قصبة المنار وقصة المرآة أنه كان فى أعلا المنار الذي ارتفاعه ثلاثمائة ذراع الى القبة مرآة غريبة قد عملها الحكماء للاسكندر يرى فيها المراكب من مسيرة شهر وكان بالمرآة اعمال وحركات تحرق المراكب فى البحر إذا كان فيها عدو بقوة شعاعها فارسل صاحب الروم يخدع صاحب مصر ويقول ان الإسكندر قد كنز على المنار كنزا عظيما من الجواهر النفيسة فان صدقت فبادر الى إخراجها وان شككت فانا أرسل لك مركبا مملوأ من ذهب وفضة وأقمشة لطيفة ومكننى من استخراجها ولك ايضا من الكنز ما تشاء فانخدع لذلك وظنه حقا فهدم القبة فلم يجد شيأ وفسد طلسم المرآة. واما مكة المشرفة المكرمة فهى مدينة قديمة غنية عن البيان وفيها كعبة الإسلام وقبلة المؤمنين والحج إليها أحد اركان الدين ويقال الطاء طوله اى قدرته. والسين سناؤه اى رفعته. والميم ملكه ومجده فاقسم الله بهذه ويقال يشير الى طاء طيران الطائرين بالله والى. سين السائرين الى الله. والى ميم مشى الماشين لله فالاول مرتبة اهل النهاية والثاني مرتبة اهل التوسط والثالث مرتبة اهل البداية ولكل
258
سالك خطوة ولكل طائر جناح ويقال الطاء اشارة الى طهارة اسرار اهل التوحيد. والسين اشارة الى سلامة قلوبهم عن مساكنة كل مخلوق. والميم اشارة الى منة الخالق عليهم بذلك وقال سيد الطائفة الجنيد قدس سره الطاء طرب التائبين فى ميدان الرحمن. والسين سرور العارفين فى ميدان الوصلة. والميم مقام المحبين فى ميدان القربة وقال نجم الدين قدس سره يشير الى طاء طهارة قلب نبيه عن تعلقات الكونين. والى سين سيادته على الأنبياء والمرسلين. والى ميم مشاهدة جمال رب العالمين وقال الامام جعفر الصادق رضى الله عنه اقسم الله بشجرة طوبى وسدرة المنتهى ومحمد المصطفى بالقرآن بقوله (طسم) فالطاء شجرة طوبى والسين سدرة المنتهى والميم محمد المصطفى عليه الصلاة والسلام. اما سر اصطفاء طوبى فان الله تعالى خلق جنة عدن بيده من غير واسطة وجعلها له كالقلعة للملك وجعل فيها الكثيب مقام تجلى الحق سبحانه وفيه مقام الوسيلة لخير البرية وغرس شجرة طوبى بيده فى جنة عدن وأطالها حتى علت فروعها سور جنة عدن ونزلت مظلة على سائر الجنان كلها وليس فى أكمامها ثمر الا الحلىّ والحلل لباس اهل الجنة وزينتهم ولها اختصاص فضل لكونها خلقها الله بيده ولذلك كانت اجمع الحقائق الجنانية نعمة وأعمها بركة فانها لجميع أشجار الجنة
كآدم عليه السلام لما ظهر من البنين وما فى الجنة نهر الا وهو يجرى من اصل تلك الشجرة وهى محمدية المقام. واما سر اجتباء سدرة المنتهى فهى شجرة بين الكرسي والسماء السابعة لافنانها حنين بانواع التسبيحات والتحميدات والترجيعات عجيبة الالحان تطرب بها الأرواح والقلوب وتزيد فى الأحوال وهى الحد البرزخى بين الدارين سماها المنتهى لان الأرواح إليها تنتهى وتصعد اعمال اهل الأرض من السعداء وإليها تنزل الاحكام الشرعية وأم فيها رسول الله ﷺ ملائكة السموات فى الوتر فكان امام الأنبياء فى بيت المقدس وامام الملائكة عند سدرة المنتهى فظهر بذلك فضله على اهل الأرض والسماء كما فى تفسير التيسير وهى مقام جبريل يسكن فى ذروتها كما ان مقر العقل وسط الدماغ وذلك لان جبريل سدرة العقل ومقامه اشارة الى مقام العقل وهو الدماغ ولذلك من رأى جبريل فانما رأى صورة عقله لان جبريل لا يرى من مقام تعينه لغير الأنبياء عليهم السلام. واخر الميم المشار به الى محمد المصطفى ﷺ لسر الختمية وكما ان ختم الأنبياء بسيد المرسلين كذلك ختم حروف الهجاء بالياء المشتمل عليها لفظ الميم فقد جمع الله فى القسم بقوله (طسم) ثلاث حقائق وهى اصول الحقائق كلها. الاولى حقيقة جنانية نعمية جامعة وهى شجرة طوبى ولذا أودعها الله فى المقام المحمدي لكونها جامعة للنعم الجنانية ومقسما لها كما ان النبي عليه السلام مقسم العلوم والمعارف وانواع الكمالات. والثانية حقيقة برزخية جامعة لحقائق الدارين وهى شجرة سدرة المنتهى فاغصانها نعيم لاهل الجنة وأصولها زقوم لاهل النار لانها فى مقعر فلك البروج وهو الفلك الأعظم ويسمى فلك الافلاك لانه يجمع الافلاك وايضا الفلك الأطلس لانه غير مكوكب كالثوب الأطلس الخالي عن النقش ومقعر سطحيه اى الفلك الأعظم يماس محدب الفلك الثوابت ومحدبه لا يماس شيأ إذ ليس وراءه شىء لا خلاء ولا ملاء بل عنده
259
ينقطع امتدادات العالم كلها وقيل فى ورائه أفلاك من أنوار غير متناهية ولا قائل بالخلاء فيما تحت الفلك الأعظم بل هو الملأ كذا فى كتب الهيئة وعند الصوفية المقام الذي يقال له لا خلاء ولا ملاء فوق عالم الأرواح لا فوق العرش قال فى شرح التقويم ولما كان المذكور فى الكتب الالهية السموات السبع زعم قوم من حكماء الملة ان الثامن هو الكرسي والتاسع هو العرش وهذا يناسب قوله تعالى (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) والثالثة حقيقة الحقائق الكلية وهى الحقيقة المحمدية لقد اقسم الله فى (طسم) بأجمع الحقائق كلها لفضلها على جميع الحقائق لان الحقيقة المحمدية حقيقة الحقائق وروحها دنيا وبرزخا وآخرة ولهذا ختم به الحقائق
هر دو عالم بسته فتراك او عرش وكرسى كرده قبله خاك او
پيشواى اين جهان وآن جهان مقتداى آشكارا ونهان
وقال بعض كبار المكاشفين لا يعرف حقائق الحروف المقطعة فى أوائل السور الا اهل الكشف والوجود فانها ملائكة واسماؤهم اسماء الحروف وهم اربعة عشر ملكا لان مجموع المقطعات من غير تكرار اربعة عشر آخرهم (ن وَالْقَلَمِ) وقد ظهروا فى منازل القرآن على وجوه مختلفة فمنازل ظهر فيها ملك واحد مثل «ن وص» ومنازل ظهر فيها اربعة مثل (طس ويس وحم) ومنازل ظهر فيها ثلاثة مثل (الم وطسم) ومنازل ظهر فيها اربعة مثل (المص والمر) ومنازل ظهر فيها خمسة مثل (كهيعص وحم عسق) وصورها مع التكرار تسعة وسبعون ملكا بيد كل ملك شعبة من الايمان فان الايمان بضع وسبعون شعبة والبضع من واحد الى تسعة فقد استعمل فى غاية البضع فاذا انطق القاري بهذه الحروف كان مناديا لهم فيجيبونه يقول القاري (الم) فيقول هؤلاء الثلاثة من الملائكة ما تقول فيقول القاري ما بعد هذه الحروف فيقال بهذا الباب الذي فتحت ترى عجائب وتكون هذه الأرواح الملكية التي هى الحروف أجسامها تحت تسخيره وبما بيدها من شعب الايمان تمده وتحفظ عليه إيمانه قال فى ترجمة وصايا الفتوحات [از جمله شعب ايمان شهادتست بتوحيد ونماز كزاريدن وزكاة دادن وروزه داشتن وحج كزاريدن ووضوء ساختن واز جنابت غسل كردن وغسل روز جمعه وصبر وشكر وورع وحيا وأمان ونصيحت وطاعت أولو الأمر وذكر حق كرفتن ورنج خود از خلق برداشتن وامانت ادا كردن ومظلوم را يارى دادن وترك ظلمه كردن وكسى را خوار ناداشتن وترك غيبت وترك نميمت وترك نجس كردن و چون در خانه كسى خواهى درآمدن دستورى خواستن وخشم را خوابانيدن واعتبار كرفتن وقول نيكو را سماع كردن وبر آنچهـ نيكوترست دفع كردن وقول بد را بجهر ناكفتن وبكلمه طيب إتيان كردن وحفظ فرج وحفظ زبان وتوبه وتوكل وخشوع وترك لغو يعنى سخن بيهوده وترك ما لا يعنى وحفظ عهد وميثاق ووفا نمودن وبر تقوى يارى دادن وبر اثم وعدوان يارى نادادن وتقوى را ملازم بودن ونيكويى كردن وصدق ورزيدن وامر معروف كردن ونهى منكر وميان دو مسلمان إصلاح كردن واز بهر خلق دعا كردن ورحمت خواستن وبزرك را مكرم داشتن وبحدود الله قيام نمودن وترك دعوىء جاهليت كردن واز پس يكديكر بد ناكفتن وبا هم ديكر دشمنى ناكردن وكواهى دروغ وقول
260
إلا جددوا إعراضا عن ذلك الذكر وعن الايمان به واصرارا على ما كانوا عليه والاستثناء مفرغ من أعم الأحوال محله النصب على الحالية من مفعول يأتيهم بإضمار قد وبدونه على الخلاف المشهور اى ما يأتيهم من ذكر فى حال من الأحوال الا حال كونهم معرضين عنه فَقَدْ كَذَّبُوا بالذكر عقيب الاعراض فالفاء للتعقيب اى جعلوه تارة سحرا واخرى شعرا ومرة أساطير فَسَيَأْتِيهِمْ البتة من غير تخلف أصلا والفاء للسبية اى لسبب اعراضهم المؤدى الى التكذيب المؤدى الى الاستهزاء أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ اى اخبار الذكر الذي كانوا يستهزئون به من العقوبات العاجلة والآجلة التي بمشاهدتها يقفون على حقيقة حال القرآن بانه كان حقا او باطلا وكان حقيقا بان يصدق ويعظم قدره او يكذب فيستخف امره كما يقفون على الأحوال الخافية عنهم باستماع الانباء وفيه تهويل له لان النبأ لا يطلق الا على خبر خطير له وقع عظيم قال الكاشفى [وبعد از ظهور نتايج تكذيب پشيمانى نفع ندهد امروز بدان مصلحت خويش كه فردا دانى و پشيمان شوى وسود ندارد] أَوَلَمْ يَرَوْا الهمزة للانكار التوبيخي والواو للعطف على مقدر يقتضيه المقام اى افعل المكذبون من قريش ما فعلوا من الاعراض عن الآيات والتكذيب والاستهزاء بها ولم ينظروا إِلَى الْأَرْضِ اى الى عجائبها الزاجرة عما فعلوا الداعية الى الإقبال الى ما اعرضوا كَمْ أَنْبَتْنا فِيها [چند برويانيديم در زمين بعد از مردگى وافسردگى] مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ [از هر صنفى كياه نيكو و پسنديده چون رياحين وكل نسرين وبنفشه وياسمين وشكوفهاى رنكارنك وبركهاى كوناكون] وسائر نباتات نافعة مما يأكل الناس والانعام قال اهل التفسير كم خبرية منصوبة بما بعدها على المفعولية والجمع بينها وبين كل لان كل للاحاطة بجميع ازواج النبات وكم لكثرة المحاط به من الأزواج ومن كل زوج اى صنف تمييز والكريم من كل شىء مرضيه ومحموده يقال وجه كريم اى مرضى فى حسنه وجماله وكتاب كريم مرضى فى معانيه وفوائده وفارس كريم مرضى فى شجاعته وبأسه. والمعنى كثير من كل صنف مرضى كثير المنافع أنبتنا فيها وتخصيص النبات النافع بالذكر دون ما عداه من اصناف الضار وان كان كل نبت متضمنا لفائدة وحكمة لاختصاصه بالدلالة على القدرة والنعمة معا واعلم انه سبحانه كما أنبت من ارض الظاهر كل صنف ونوع من النبات الحسن الكريم كذلك أنبت فى ارض قلوب العارفين كل نبت من الايمان والتوكل واليقين والإخلاص والأخلاق الكريمة كما قال عليه السلام (لا اله الا الله ينبت الايمان كما ينبت البقل) قال ابو بكر بن طاهر أكرم زوج من نبات الأرض آدم وحواء فانهما كانا سببا فى اظهار الرسل والأنبياء والأولياء والعارفين قال الشعبي الناس من نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم إِنَّ فِي ذلِكَ اى فى الإنبات المذكور او فى كل واحد من تلك الأصناف لَآيَةً عظيمة دالة على كمال قدرة منبتها وغاية وفور علمه ونهاية سعة رحمته موجبة للايمان زاجرة عن الكفر وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ اى اكثر قومه عليه السلام بِمُؤْمِنِينَ مع ذلك لغاية تماديهم فى الكفر والضلالة وانهما كهم فى الغى والجهالة وكان صلة عند سيبويه لانه لو حمل
انه يؤتى بالتائب يوم القيامة ومعه خصومه فيقال لهم خلوا عنه فان الله تعالى يعوضكم فقال يا سرى معى دراهم من لقط النوى إذا انا مت فاشتر ما احتاج اليه وكفنى ولا تعلم أهلي لئلا يغيروا كفنى بحرام فجلست عنده قليلا ففتح عليه وقال لمثل هذا فليعمل العاملون ثم مات فاخذت الدراهم فاشتريت ما يحتاج اليه ثم سرت نحوه فاذا الناس يهرعون اليه فقلت ما الخبر فقيل مات ولىّ من اولياء الله نريد ان نصلى عليه فجئت فغسلته ودفناه فلما كان بعد مدة وفد اهله يستعلمون خبره فاخبرتهم بموته فاقبلت امرأته باكية فاخبرتها بحاله فسألتنى ان أريها قبره فقلت أخاف ان تغيروا أكفانه قالت لا والله فاريتها القبر فبكت وأمرت بإحضار شاهدين فاحضرا فاعتقت جواريها ووقفت عقارها وتصدقت بمالها ولزمت قبره حتى ماتت رحمة الله تعالى عليهما
چون كند كحل عنايت ديده باز اينچنين باشد بدنيا اهل راز
وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى إذ منصوب با ذكر المقدر والمناداة والنداء رفع الصوت وأصله من الندى وهو الرطوبة واستعارته للصوت من حيث ان من تكثر رطوبة فمه حسن كلامه ولهذا يوصف الفصيح بكثرة الريق. والمعنى اذكر يا محمد لقومك وقت نداءه تعالى وكلامه موسى اى ليلة رأى الشجرة والنار حين رجع من مدين وذكرهم بما جرى على قوم فرعون بسبب تكذيبهم إياه وحذرهم ان يصيبهم مثل ما أصابهم أَنِ ائْتِ تفسير نادى فان مفسرة بمعنى اى والإتيان مجيىء بسهولة. والمعنى قال له يا موسى ائت الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ أنفسهم بالكفر والمعاصي واستعباد بنى إسرائيل وذبح أبنائهم قَوْمَ فِرْعَوْنَ بدل من القوم والاقتصار على القوم للايذان بشهرة ان فرعون أول داخل فى الحكم أَلا يَتَّقُونَ استئناف لا محل له من الاعراب وألا تحضيض على الفعل اتبعه إرساله إليهم لانذار وتعجيبا من غلوهم فى الظلم وافراطهم فى العدوان اى ألا يخافون الله ويصرفون عن أنفسهم عقابه بالايمان والطاعة: وبالفارسية [آيا نمى ترسند يعنى بايد كه بترسند از عذاب حضرت الهى ودست از كفر بدارند وبنى إسرائيل را بگذارند] قالَ استئناف كأنه قيل فماذا قال موسى فقيل قال متضرعا الى الله تعالى رَبِّ [اى پروردگار من] إِنِّي أَخافُ الخوف توقع مكروه عن امارة مظنونة او معلومة كما ان الرجاء والطمع توقع محبوب عن امارة مظنونة او معلومة أَنْ يُكَذِّبُونِ ينكروا نبوتى وما أقول من أول الأمر قال بعض الكبار خوفه كان شفقة عليهم وأصله يكذبونى فحذفت الياء استغناء بالكسر وَيَضِيقُ صَدْرِي [وتنك شود دل من از انفعال تكذيب] وكان فى موسى حده وهو معطوف على أخاف وكذا قوله وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي [ونكشايد زبان من وعقده كه دارد زياده كردد] فان الانطلاق بالفارسية [كشاده شدن وبشدن] والمراد هنا هو الاول واللسان الجارحة وقوتها قال الله تعالى (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي) يعنى من قوة لسانى فان العقدة لم تكن فى الجارحة وانما كانت فى قوتها التي هى النطق بها كما فى المفردات فَأَرْسِلْ جبريل عليه السلام إِلى هارُونَ ليكون معينا لى فى التبليغ فانه افصح لسانا وهو اخوه الكبير: وبالفارسية [او را شريك من كردان برسالت تا باعانت
وستين سنةقُولا إِنَّا
اى كل معناسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ
[فرستاده پروردگار عالميانيم] وقال بعضهم لم يقل رسولا لان موسى كان الرسول المستقل بنفسه وهارون كان ردأ يصدقه تبعا له فى الرسالة أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ ان مفسرة لتضمن الإرسال المفهوم من الرسول معنى القول والإرسال هاهنا التخلية والإطلاق كما تقول أرسلت الكلب الى الصيد اى خلهم وشأنهم ليذهبوا الى ارض الشام وكانت مسكن آبائهم: وبالفارسية [وسخن اينست كه بفرست با ما بنى إسرائيل را يعنى دست از ايشان بدار تا با ما بزمين شام روند كه مسكن آباء ايشان بوده] وكان فرعون استعبدهم اربعمائة سنة وكانوا فى ذلك الوقت ستمائة الف وثلاثين الفا فانطلق موسى الى مصر وهارون كان بها فلما تلاقيا ذهبا الى باب فرعون ليلا ودق موسى الباب بعصاه ففزع البوابون وقالوا من بالباب فقال موسى انا رسول رب العالمين فذهب البواب الى فرعون فقال ان مجنونا بالباب يزعم انه رسول رب العالمين فأذن له فى الدخول من ساعته كما قاله السدى او ترك حتى أصبح ثم دعاهما فدخلا عليه واديا رسالة الله فعرف فرعون موسى لانه نشأ فى بيته فشتمه قالَ فرعون لموسى وقال قتادة انهما انطلقا الى باب فرعون فلم يؤذن لهما سنة حتى قال البواب هاهنا انسان يزعم انه رسول رب العالمين فقال ائذن له حتى نضحك منه فاديا اليه الرسالة فعرف موسى فقال عند ذلك على سبيل الامتنان أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً فى حجرنا ومنازلنا وقال الكاشفى [نه ترا پرورديم در ميان خويش (وَلِيداً) در حالتى كه طفل بودى نزديك بولادت] عبر عن الطفل بذلك لقرب عهده من الولادة وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ [ودرنك كردى در منزلهاى ما سالها از عمر خود] قوله من عمرك حال من سنين. والعمر بضمتين مصدر عمر اى عاش وحيي قال الراغب العمر اسم لمدة عمارة البدن بالحياة قليلة او كثيرة قيل لبث فيهم ثلاثين سنة ثم خرج الى مدين واقام بها عشر سنين ثم عاد إليهم يدعوهم الى الله تعالى ثلاثين سنة ثم بقي بعد الغرق خمسين فيكون عمر موسى مائة وعشرين سنة وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ الفعلة بالفتح المرة الواحدة يعنى قتل القبطي الذي كان خباز فرعون واسمه فاتون وبعد ما عدد نعمته من تربيته وتبليغه مبلغ الرجال نبهه بما جرى عليه من قتل خبازه وعظمه قال ابن الشيخ تعظيم تلك الفعلة يستفاد من عدم التصريح باسمها الخاص فان تنكير الشيء وإبهامه قد يقصد به التعظيم وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ حال من احدى التاءين اى من المنكرين لنعمتى والجاحدين لحق تربيتى حيث عمدت الى رجل من خواصى قالَ موسى فَعَلْتُها اى تلك الفعلة إِذاً اى حين فعلت اى قتلت النفس وهو حرف جواب فقط لان ملاحظة المجازاة هاهنا بعيدة وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ يقال ضل فلان الطريق اخطأه اى ضللت طريق الصواب واخطأته من غير تعمد كمن رمى سهما الى طائر وأصاب آدميا وذلك لان مراد موسى كان تأديبه لا قتله: وبالفارسية [آگاه نبودم كه بمشت زدن من آنكس كشته شود] فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ ذهبت من بينكم الى مدين حذرا على نفسى لَمَّا خِفْتُكُمْ ان تصيبونى بمضرة وتؤاخذونى بما لا استحقه بجنايتي
من الجواهر والاعراض والمعنى أي شىء رب العالمين الذي ادعيت انك رسوله وما حقيقته الخاصة ومن أي جنس هو منكرا لان يكون للعالمين رب سواه قال الكاشفى [چون فرعون شنيده بود كه موسى كفت انا رسول رب العالمين اسلوب سخن بگردانيد واز روى امتحان كفت چيست پروردگار عالميان و چهـ چيز است سؤال از ماهيت كرد] ولما لم يمكن تعريفه تعالى الا بلوازمه الخارجية لاستحالة التركيب فى ذاته من جنس وفصل قالَ موسى مجيبا له بما يصح فى وصفه تعالى رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا عين ما اراده بالعالمين لئلا يحمله اللعين على ما تحت مملكته إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ بالأشياء المحققين لها بالنظر الصحيح الذي يؤدى الى الإتيان وهو بالفارسية [بي كمان شدن] علمتم ان العالم عبارة عن كل ما يعلم به الصانع من السموات والأرض وما بينهما وان ربها هو الذي خلقها ورزق من فيها ودبر أمورها فهذا تعريفه وجواب سؤالكم لا غير والخطاب فى كنتم لفرعون واشراف قومه الحاضرين قال الكاشفى [هيچ كس را از حقيقة حق آگاهى ممكن نيست هر چهـ در عقل وفهم ووهم وحواس وقياس كنجد ذات خداوند تعالى از ان منزه ومقدس است چهـ آن همه محدثاتند ومحدث جزا ادراك محدث نتوان كرد]
آنكه او از حدث برآرد دم چهـ شناسد كه چيست سر قدم
علم را سوى حضرتش ره نيست عقل نيز از كمالش آگه نيست
فمعنى العلم بالله العلم به من حيث الارتباط بينه وبين الخلق وانتشاء العالم منه بقدر الطاقة البشرية إذ منه ما لا توفيه الطاقة البشرية وهو ما وقع فيه الكمل فى ورطة الحيرة وأقروا بالعجز عن حق المعرفة قالَ فرعون عند سماع جوابه خوفا من تأثيره فى قلوب قومه وانقيادهم له (لِمَنْ حَوْلَهُ من اشراف قومه وهم القبط [وايشان پانصد تن بود زيورها بسته وبر كرسيهاى زرين نشسته] وحول الشيء جانبه الذي يمكنه ان يحول اليه وينقلب أَلا تَسْتَمِعُونَ ما يقول فاستمعوه وتعجبوا منه فى مقاله وفيه يريد ربوبية نفسه قالَ موسى زيادة فى البيان وحطاله عن مرتبة الربوبية الى مرتبة المربوبية قال الكاشفى [عدول كرد از ظهر آيات با قرب آيات بناظر وواضح آن بر متأمل] رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ وقيل ان فرعون كان يدعى الربوبية على اهل عصره وزمانه فلم يدع ذلك على من كان قبله فبين بهذه الآية ان المستحق للربوبية هو رب كل عصر وزمان قالَ فرعون من سفاهته وصرفا لقومه عن قبول الحق إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ لا يصدر ما قاله عن العقلاء وسماه رسولا على السخرية واضافه الى مخاطبيه ترفعا من ان يكون مرسلا الى نفسه. والجنون حائل بين النفس والعقل كما فى المفردات قالَ موسى زياده فى تعريف الحق ولم يشتغل بمجاوبته فى السفاهة رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما بيان ربوبيته للسموات والأرض وما بينهما وان كان متضمنا لبيان الخافقين وما بينهما لكن أراد التصريح بذكر الشروق والغروب للتغيرات الحادثة فى العالم من النور مرة والظلمة اخرى المفتقرة الى محدث عليم حكيم قال ابن عطاء
منور قلوب أوليائه بالايمان ومشرق ظواهرهم ومظلم قلوب أعدائه بالكفر ومظهر آثار الظلمة على هياكلهم إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ شيأ من الأشياء او من جملة من له عقل وتمييز علمتم ان الأمر كما قلته واستدللتم بالأثر على المؤثر وفيه تلويح بانهم بمعزل من دائرة العقل متصفون بما رموه عليه السلام به من الجنون فمن كمال ضدية موسى وفرعون وكذا القلب والنفس يعد كل منهما ما يصدر من الآخر من الجنون وقس عليهما العاشق والزاهد فان جنون العشق من واد وجنون الزهد من واد آخر
زد شيخ نارسيده بعشق تو طعنه ام ديوانه را ز سرزنش كودكان چهـ باك
قالَ فرعون من غاية تمرده وميلا الى العقوبة كما يفعله الجبابرة وعدولا الى التهديد عن المحاجة بعد الانقطاع وهكذا ديدن المعاند المحجوب وغيظا على نسبة الربوبية الى غيره ولعله كان دهريا اعتقد ان من ملك قطرا وتولى امره بقوة طالعه استحق العبادة من اهله وقال بعضهم كان الملعون مشبها ولذلك قال وما رب العالمين اى أي شىء هو فنوقعه فى الخيال لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ اللام للعهد اى لا جعلنك من الذين عرفت أحوالهم فى سجونى فانه كان يطرحهم فى هوة عميقة حتى يموتوا ولذلك لم يقل لأسجنك قال الكاشفى [هر آينه كردانيدم ترا از زندانيان آورده اند كه سجن فرعون از قتل بدتر بود زيرا كه زندانيانرا در حفره عميق مى انداختند كه در آنجا هيچ نمى ديدند ونمى شنيدند وبيرون نمى آوردند الا مرده] وفيه اشارة الى سجن حب الدنيا فان القلب إذا كان متوجها الى الله وطلبه معرضا عن النفس وشهواتها فلا استيلاء للنفس عليه الا بشبكة حب الجاه والرياسة فانه آخر ما يخرج عن رؤس الصديقين
باشد اهل آخرت را حب جاه همچويوسف را در ان شهراه جاه
قالَ موسى أَوَلَوْ جِئْتُكَ [اگر بيايم ترا] بِشَيْءٍ مُبِينٍ يعنى أتفعل بي ذلك ولو جئتك بشىء موضح لصدق دعواى يعنى المعجزة فانها الجامعة بين الدلالة على وجود الصانع وحكمته والدلالة على صدق مدعى نبوته فالواو للحال دخلت عليها همزة الاستفهام للانكار بعد حذف الفعل اى جائيا بشىء مبين وجعلها بعضهم للعطف اى أتفعل بي ذلك لو لم أجئ بشئ مبين ولو جئتك به اى على كل حال من عدم المجيء والمجيء قالَ فرعون فَأْتِ بِهِ [پس بيار آن چيز را] إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فى ان لك بينة موضحة لصدق دعواك وكان فى يد موسى عصا من شجر الآس من الجنة وكان آدم جاء بها من الجنة فلما مات قبضها جبريل ودفعها الى موسى وقت رسالته فقال موسى لفرعون ما هذه التي بيدي قال فرعون هذه عصا فَأَلْقى من يده عَصاهُ والإلقاء طرح الشيء حيث تلقاه وتراه ثم صار فى التعارف اسما لكل طرح فَإِذا هِيَ [پس آنجا عصا پس از افكندن] ثُعْبانٌ مُبِينٌ اى ظاهر الثعبانية وانها شىء يشبه الثعبان صورة بالسحر او بغيره والثعبان أعظم الحيات بالفارسية [اژدها] واشتقاقه من ثعبت الماء فانثعب اى فجرته فانفجر قال الكاشفى [وفرعون از مشاهده او بترسيد ومردمان كه حاضر بودند هزيمت كردند چنانچهـ
در وقت فرار بيست و پنج هزار كس كشته شد] قال فرعون من شدة الرعب يا موسى اسألك بالذي أرسلك ان تأخذها فاخذها فعادت عصا ولا تناقض بينه وبين قوله (كَأَنَّها جَانٌّ) وهو الصغير من الحيات لان خلقها خلق الثعبان العظيم وحركتها وخفتها كالجان كما فى كشف الاسرار وفيه اشارة الى إلقاء القلب عصا الذكر وهو كلمة لا اله الا الله فاذا هى ثعبان مبين يلتقم بفم النفي ما سوى الله وَنَزَعَ يَدَهُ من جيبه: وبالفارسية [ودست راست خويش از زير بازوى چپ خويش بيرون كشيد] فَإِذا هِيَ [پس آنجا دست او] بَيْضاءُ ذات نور وبياض من غير برص: وبالفارسية [سپيد درخشنده بود بعد از انكه كندم كونه بود] لِلنَّاظِرِينَ [مر نظر كنندكانرا كفته اند شعاع دست مبارك موسى بمثابه نور آفتاب ديده را خيره ساختى]- روى- ان فرعون لما رأى الآية الاولى قال فهل غيرها فاخرج يده فقال ما هذه قال فرعون يدك فما فيها فادخلها فى إبطه ثم نزعها ولها شعاع كاد يغشى الابصار ويسد الأفق وفى التأويلات النجمية (وَنَزَعَ يَدَهُ) اى يد قدرته (فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ) مؤيدة بالتأييد الإلهي منورة بنور ربى يبطش (لِلنَّاظِرِينَ) اى لاهل النظر الذين ينظرون بنور الله فان النور بالنور يرى قالَ فرعون لِلْمَلَإِ اى لاشراف قومه حال كونهم مستقرين حَوْلَهُ فهو ظرف وضع موضع الحال وقد سبق معناه. والملأ جماعة يجتمعون على رأى فيملأون العيون رواء والنفوس جلالة وبهاء إِنَّ هذا [بدرستى كه اين مرد] يعنى موسى لَساحِرٌ عَلِيمٌ فائق فى علم السحر: وبالفارسية [جادوييست دانا واستاد فرعون ترسيد كه كسان وى بموسى ايمان آرند حيله انگيخت وكفت اين جادوييست كه در فن سحر مهارتى تمام دارد] «يريد» إلخ والسحر تخيلات لا حقيقة لها فالساحر المحتال المخيل بما لا حقيقة له وجه الجمع بين شذا وبين قوله فى الأعراف قال الملأ من قوم فرعون حيث أسند القول بالساحرية إليهم ان فرعون قاله للحاضرين والحاضرون قالوه للغائبين كما فى كشف الاسرار يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ من ارض مصر ويتغلب عليكم بِسِحْرِهِ [بجادويئ خود] فَماذا تَأْمُرُونَ [پس چهـ فرماييد مرا شما در كار او واشارت كنيد] قال فى كشف الاسرار هى من المؤامرة لا من الأمر وهى المشاورة وقيل للتشاور ائتمار لقبول بعضهم امر بعض فيما أشار به اى ماذا تشيرون به علىّ فى دفعه ومنعه قهره سلطان المعجزة وحيره حتى حطه عن دعوى الربوبية الى مقام مشاورة عبيده بعد ما كان مستقلا بالرأى والتدبير واظهر استشعار الخوف من استيلائه على ملكه ونسبة الإخراج والأرض إليهم لاجل تنفيرهم عن موسى قالُوا اى الملأ أَرْجِهْ وَأَخاهُ يقال ارجه اخر الأمر عن وقته كما فى القاموس اى اخر امر موسى وأخيه هارون حتى تنظر ولا تعجل بقتلهما قبل ان يظهر كذبهما حتى لا يسيئ عبيدك الظن بك وتصير معذورا فى القتل وَابْعَثْ [وبرانگيز وبفرست] فِي الْمَدائِنِ فى الأمصار والبلدان وأقطار مملكتك: وبالفارسية [در شهرها مملكت خود] وفى فتح الرحمن هى مدائن الصعيد من نواحى مصر حاشِرِينَ اى شرطا يحشرون الناس ويجمعونهم فحاشرين صفة لموصوف محذوف هو مفعول ابعث والشرط
الجواب لَعَلَّنا [شايد ما همه باتفاق] نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ لا موسى وليس مرادهم ان يتبعوا دينهم حقيقة وانما هو ان لا يتبعوا موسى لكنهم ساقوا كلامهم مساق الكناية حملا لهم على الاهتمام والجد فى المغالبة فالترجى باعتبار الغلبة المقتضية للاتباع لا باعتبار الاتباع فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ [پس آن هنكام كه آمدند جادوان بنزديك فرعون ايشانرا بارداد ودلنوازى بسيار كرد ايشان كستاخ شده] قالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنا [آيا ما را باشد] لَأَجْراً جعلا عظيما إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ لا موسى قالَ نَعَمْ لكم ذلك: يعنى [آرى مزد باشد شما را] وَإِنَّكُمْ مع ذلك إِذاً ان وقت يعنى إذا غلبتم لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ عندى تكونون أول من يدخل علىّ وآخر من يخرج من عندى وكان ذلك من أعظم المراتب عندهم وهكذا حال ارباب الدنيا فى حب قربة السلطان ونحوه وهو من أعظم المصائب عند العقلاء [چون برين وعده مستظهر كشته جادوييهاى خود را بميدان معين آوردند وبوقت معلوم در برابر حضرت موسى صف بركشيده كفتند اى موسى تو أول افكنى جادويىء خود را يا ما بيفكنيم] قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا اطرحوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ لم يرد به أمرهم بالسحر والتمويه لان ذلك غير جائز بل الاذن فى تقديم ما هم فاعلوه لا محالة توسلا به الى اظهار الحق وابطال الباطل قال فى كشف الاسرار ظاهر الكلام امر ومعناه التهاون فى الأمر وترك المبالاة بهم وبأفعالهم فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ جمع حبل وَعِصِيَّهُمْ جمع عصا: يعنى [پس بيفكندند رسنها وعصاهاى مجوف پر سيماب ساخته خود را كه هفتاد هزار رسن وهفتاد هزار عصا بود] وَقالُوا [وكفتند بعد از آنكه عصا ورسنها بحرارت آفتاب در حركت آمد واز مردمان غريو برخاست] اى قالوا عند الإلقاء حالفين بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ [بحق بزركى وقوت وغالبيت فرعون] إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ على موسى وهارون اقسموا بعزته على ان الغلبة لهم لفرط اعتقادهم فى أنفسهم وإتيانهم بأقصى ما يمكن ان يؤتى من السحر. والقسم بغير الله من اقسام الجاهلية وفى الحديث (لا تحلفوا بآبائكم ولا بامهاتكم ولا بالطواغيت ولا تحلفوا الا بالله ولا تحلفوا بالله الا وأنتم صادقون) قال بعض الكبار رأوا كثرة تمويهاتهم وقلة العصا فنظروا إليها بنظر الحقارة وظنوا غلبة الكثير على القليل وما علموا ان القليل من الحق يبطل كثيرا من الباطل كما ان قليلا من النور يمحو كثيرا من الظلمة: قال الحافظ
تيغى كه آسمانش از فيض خود دهد آب تنها جهان بگيرد بى منت سپاهى
فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ بالأمر الإلهي فَإِذا هِيَ [پس آن عصا اژدها شده] تَلْقَفُ تبتلع بسرعة من لقفه كسمعه تناوله بسرعة كما فى القاموس ما يَأْفِكُونَ [آنچهـ تزوير مى ساختند وبصورت مار بخلق مى نمودند] اى ما يقلبونه والمأخوذ عند بعض أكابر المكاشفين صور الحيات من حبال السحرة وعصيهم حتى بدت للناس حبالا وعصيا كما هى فى نفس الأمر كما يبطل الخصم بالحق حجة خصمه فيظهر بطلانها لا نفس الحبال والعصى كما عند الجمهور والا لدخل على السحرة الشبهة فى عصا موسى والتبس عليهم الأمر فكانوا لم يؤمنوا وكان الذي
جاء به موسى حينئذ من قبيل ما جاءت به السحرة الا انه أقوى منهم سحرا وانه يدل على ما قلنا قوله تعالى (تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ) وتلقف ما صنعوا وما افكوا الحبال وما صنعوا العصى بسحرهم وانما افكوا وصنعوا فى أعين الناظرين صور الحيات وهى التي تلقفته عصا موسى ذكره الامام الشعراني فى الكبريت الأحمر فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ على وجوههم ساجِدِينَ لله تعالى [چهـ دانستند كه انقلاب عصا بثعبان وفرو بردن او آنچهـ تزوير مى ساختند نه از قبيل سحر است] اى القوا اثر ما شاهدوا ذلك من غير تلعثم وتردد غير متمالكين كأن ملقيا ألقاهم لعلمهم بان مثل ذلك خارج عن حدود السحر وانه امر الهى قد ظهر على يده لتصديقه وفيه دليل على ان التبحر فى كل فن نافع فان السحرة ما تيقنوا بان ما فعل موسى معجزهم الا بمهارتهم فى فن السحر وعلى ان منتهى السحر تمويه وتزوير وتخييل شىء لا حقيقة له وجه الدلالة ان حقيقة الشيء لو انقلبت الى حقيقة شىء آخر بالسحر لما عدوا انقلاب العصا حية من قبيل المعجزة الخارجة عن حد السحر ولما خروا ساجدين عند مشاهدته وقد سبق تفصيل السحر فى سورة طه قال بعض الكبار السحر مأخوذ من السحر وهو ما بين الفجر الاول والفجر الثاني وحقيقته اختلاط الضوء والظلمة فما هو بليل لما خالطه من ضوء الصبح ولا هو بنهار لعدم طلوع الشمس للابصار فكذلك ما فعله السحرة ما هو باطل محقق فيكون عدما فان العين أدركت امرا لا تشك فيه وما هو حق محض فيكون له وجود فى عينه فانه ليس هو فى نفسه كما تشهد العين ويظنه الرائي قال الشعراني بعد ما نقله هو كلام نفيس ما سمعنا مثله قط قالُوا [از روى صدق] آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ بدل اشتمال من القى فلذلك لم يتخلل بينهما عاطف انظر كيف أصبحوا سحرة وامسوا شهداء مسلمين مؤمنين فالمغرور من اعتمد على شىء من اعماله وأقواله وأحواله: قال الحافظ
بر عمل تكيه مكن ز انكه در ان روز ازل تو چهـ دانى قلم صنع بنامت چهـ نوشت
وقال
مكن بنامه سياهى ملامت من مست كه آگهست كه تقدير بر سرش چهـ نوشت
رَبِّ مُوسى وَهارُونَ بدل من رب العالمين لدفع توهم ارادة فرعون حيث كان قومه الجهلة يسمونه بذلك ولو وقفوا على رب العالمين لقال فرعون انا رب العالمين إياي عنوا فزادوا رب موسى وهرون فارتفع الاشكال قالَ فرعون للسحرة آمَنْتُمْ على صيغة الخبر ويجوز تقدير همزة استفهام فى الأعراف لَهُ اى لموسى قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ [پيش از انكه اجازت ودستورى دهم شما را در ايمان بوى] اى بغير اذن لكم من جانبى كما فى قوله تعالى (لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي) لا ان اذن الايمان منه ممكن او متوقع إِنَّهُ موسى لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فواضعكم على ما فعلتم وتواطأتم عليه يعنى [با يكديكر اتفاق كرديد در هلاك من وفساد ملك من] كما قال فى الأعراف (إِنَّ هذا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ) اى قبل ان تخرجوا الى هذا الموضع او علمكم شيأ دون شىء فلذلك غلبكم أراد بذلك التلبيس على قومه كيلا يعتقدوا انهم آمنوا عن بصيرة وظهور حق
تا بدان پرها بپرواز آمدند در هواى عشق شهباز آمدند
وذلك لان ما نقص عن الوجود زاد فى الروح والشهود والله تعالى يأخذ الفاني من العبد ويأخذ بدله الباقي وكان جعفر ابن عم النبي ﷺ آخذ اللواء فى بعض الغزوات بيمينه فقطعت فاخذه بشماله فقطعت فاحتضنه بعضديه حتى قتل وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة فاثابه الله بذلك جناحين فى الجنة يطير بهما حيث شاء ولذلك قيل له جعفر الطيار وهكذا شان من هو صادق فى دعواه فليخفف ألم البلاء عنك علمك بان الله تعالى هو المبتلى لكن هذا العلم إذا لم يكن من مرتبة المشاهدات لا يحصل التخفيف التام فحال السحرة كانت حال الشهود والجذبة ومثلها يقع نادرا إذ الانجذاب تدريجى لاكثر السالكين لادفعى وكان حال عمر رضى الله عنه حين الايمان كحال السحرة وبالجملة ان الايمان وسيلة الإحسان فمن سعى فى إصلاح حاله فى باب الأعمال أوصله الله الى ما أوصل اليه ارباب الأحوال كما قال عليه السلام (من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم) قال حضرة الشيخ الأكبر قدس سره الأطهر كما تعبد لله تعالى محمد صلى الله تعالى عليه وسلم بشريعة ابراهيم عليه السلام قبل نبوته عناية من الله له حتى فجأته الرواية وجاءته الرسالة فكذلك الولىّ الكامل يجب عليه معانقة العمل بالشريعة المطهرة حتى يفتح الله له فى قلبه عين الفهم عنه فيلهم معانى القرآن ويكون من المحدثين بفتح الدال ثم يرده الله تعالى الى ارشاد الخلق كما كان رسول الله ﷺ حين أرسل انتهى. فاذا عرفت الطريق فعليك بالسلوك فان اهل السلوك هم الملوك ولن يتم السلوك الا بالانقلاب التام عن الأهل والأولاد والأموال الى الله تعالى كما قالوا انا الى ربنا منقلبون ألا ترى ان السالك الصوري يترك كل ماله فى داره فان العبد ضعيف والضعيف لا يتحمل الحمل الثقيل نسأل الله التيسير والتسهيل وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي الإيحاء اعلام فى خفاء وسرى يسرى بالكسر سرى بالضم وسرى بالفتح واسرى ايضا اى سار ليلا. والمعنى وقلنا لموسى بطريق الوحى يا موسى اذهب ببني إسرائيل بالليل وسيرهم حتى تنتهى الى بحر القلزم فيأتيك هناك امرى فتعمل به وذلك بعد سنين اقام بين أظهرهم يدعوهم الى الحق ويظهر لهم الآيات فلم يزيدوا إلا عتوا وفسادا: وبالفارسية [و پيغام كرديم بسوى موسى آنكه ببر بسبب بندگان من يعنى بنى إسرائيل بجانب درياى قلزم كه نجات شما وهلاك كفره در آنست] وعلم الانتهاء الى البحر من الوحى إذ من البعيد ان يؤمر بالمسير ليلا وهو لا يعرف جهة الطريق ومن قول جبريل حين خرجوا من مصر موعد ما بينى وبينك يا موسى البحر اى شط بحر القلزم إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ يتبعكم فرعون وجنوده وهو تعليل للامر بالاسراء اى أسر بهم حتى إذا اتبعوكم مصبحين كان لكم تقدم عليهم بحيث لا يدركونكم قبل وصولكم الى البحر بل يكونون على اثركم حين تدخلون البحر فيدخلون مداخلكم فاطبقه عليهم فاغرقهم فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ حين اخبر بمسيرهم فى الليل فِي الْمَدائِنِ [در شهرها كه بپاى تحت نزديك بود] حاشِرِينَ اى قوما جامعين للعساكر ليتبعوهم قال الكاشفى [آخر روز خبر خروج ايشان بقبطيان رسيد چهـ مى پنداشتند كه بنى إسرائيل تهينه اسباب
ايام الشتاء وهو يجرى فى سائر الزمان على العادة ولهذه المدينة ثلاثمائة وستون قرية عامرة كلها مزارع وغلال ويقال ان الماء فى هذا الوقت قد أخذ أكثرها وكان يوسف جعلها على عدد ايام السنة فاذا أجدبت الديار المصرية كانت كل قرية منها تقوم باهل مصر يوما وبأرض الفيوم بساتين وأشجار وفواكه كثيرة رخيصة واسماك زائدة الوصف وبها من قصب السكر كثير كَذلِكَ اى مثل ذلك الإخراج العجيب اخرجناهم فهو مصدر تشبيهى لاخرجنا وقال ابو الليث كذلك اى هكذا افعل بمن عصانى وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ اى مكنا تلك الجنات والعيون والكنوز والمقام إياهم على طريقة مال المورث للوارث كأنهم ملكوها من حين خروج أربابها منها قبل ان يقبضوها ويتسلموها: وبالفارسية [وميراث داديم باغ وبستان وكنج وجاريهاى ايشان فرزندان يعقوب را چهـ قول آنست كه بنى إسرائيل بعد از هلاك فرعونيان بمصر آمده همه اموال قبطيه را بحيطه تصرف آوردند وأصح آنست كه در زمان دولت داود عليه السلام بر ملك استيلا يافته متصرف جهان مصريان شدند] كما قال الطبري انما ملكوا ديار آل فرعون ولم يدخلوها لكنهم سكنوا الشام- القصة-[فرعون ششصد هزار سوار بر مقدمه لشكر روان كرد وششصد هزار بر ميمنه تعيين كرد وششصد هزار بر ميسره نامزد فرمود وششصد هزار در ساقه لشكر مقرر كرد وخود با خلق بيشمار در قلب قرار كرفت يكى لشكر سراپاغرق جوشن شده در موج چون درياى آهن چو چشم دلبران پركين وخونريز بقصد خون دم تيغها تيز] فَأَتْبَعُوهُمْ بقطع الهمزة يقال اتبعه اتباعا إذا طلب الثاني اللحوق بالأول وتبعه تبعا إذا مر به ومضى معه. والمعنى فاردنا إخراجهم وايراث بنى إسرائيل ديارهم فخرجوا فلحقوا موسى وأصحابه مُشْرِقِينَ يقال أشرق وأصبح وامسى واظهر إذا دخل فى الشروق والصباح والمساء والظهيرة. والمعنى حال كونهم داخلين فى وقت شروق الشمس اى طلوعها على انه حال اما من الفاعل او من المفعول او منهما جميعا لان الدخول المذكور قائم بهم جميعا قال الكاشفى [يعنى بهنگام طلوع آفتاب ببني إسرائيل رسيدند ودر ان زمان لشكر موسى بكناره درياى قلزم رسيدند تدبير عبور ميكردند كه ناكاه اثر فرعونيان پديد آمد] فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ تقاربا بحيث رأى كل واحد منهما الآخر والمراد جمع موسى وجمع فرعون. وتراءى من التفاعل والترائى [يكديكر را ديدن ودر برابر يكديكر افتادن] كما فى التاج قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ لملحقون من ورائنا ولا طاقة لنا بقوم فرعون وهذا البحر امامنا لا منفذ لنا فيه قالَ موسى كَلَّا [نه چنين است] اى ارتدعوا وانزجروا عن ذلك المقال فانهم لا يدركونكم فان الله تعالى وعدكم الخلاص منهم إِنَّ مَعِي رَبِّي بالحفظ والنصر والرعاية والعناية قال الجنيد حين سئل العناية اولا أم الرعاية قال العناية قبل الماء والطين سَيَهْدِينِ البتة الى طريق النجاة منهم بالكلية [محققان كفته اند موسى عليه السلام در كلام خود معيت را مقدم داشت كه (إِنَّ مَعِي رَبِّي) وحضرت پيغمبر ما عليه السلام در قول خود كه (إِنَّ اللَّهَ مَعَنا) معيت را تأخير فرمود تا بر ضمائر عرفا روشن كردد كه كليم از خود
بحق نكريست واين مقام مريدست وحبيب از حق بخود نظر كرد واين مقام مرادست مريد را هر چهـ كويند آن كند ومراد هر چهـ كويد چنان كنند]
اين يكى را روى او در روى دوست وآن دكر را روى او خود روى اوست
وفى كشف الاسرار [موسى خود را درين حكم فرموده كه كفت (مَعِي رَبِّي) ونكفت «معنا ربنا» زيرا كه در سابقه حكم رفته بود كه قومى از بنى إسرائيل بعد از هلاك فرعون وقبطيان كوساله پرست خواهند شد باز مصطفى عليه السلام چون در غار بود با صديق اكبر از احوال صديق آن حقائق معانى ساخته كه او را با نفس خود قرين كرد ودر حكم معيت آورد كفت (إِنَّ اللَّهَ مَعَنا) وكفته اند موسى خود را كفت (إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) ورب العزة امت محمد را كفت (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا) موسى آنچهـ خود را كفت الله او را بكرد واو را راه نجات نمود وكيد دشمن از پيش برداشت چكويى آنكه تعالى بخودىء خود امت احمد را كفت ووعده كه داد اولى كه وفا كند از غم كناه برهاند وبرحمت ومغفرت خود رساند]- روى- ان مؤمن آل فرعون كان بين يدى موسى فقال اين أمرت فهذا البحر امامك وقد غشيك آل فرعون قال أمرت بالبحر ولعلى اومر بما اصنع- روى- عن عبد الله بن سلام ان موسى لما انتهى الى البحر قال عند ذلك يا من كان قبل كل شىء والمكون لكل شىء والكائن بعد كل شىء اجعل لنا مخرجا وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنهما قال قال رسول الله ﷺ (ألا أعلمك الكلمات التي قالهن موسى حين انفلق البحر) قلت بلى قال (قل اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وبك المستغاث وأنت المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله) قال ابن مسعود فما تركتهن منذ سمعتهن من النبي عليه السلام فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ يا موسى اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ هو بحر القلزم وسمى البحر بحرا لاستبحاره اى اتساعه وانبساطه. وبحر القلزم طرف من بحر فارس والقلزم بضم القاف وسكون اللام وضم الزاى بليدة كانت على ساحل البحر من جهة مصر وبينها وبين مصر نحو ثلاثة ايام وقد خربت ويعرف اليوم موضعها بالسويس تجاه عجرود منزل ينزله الحاج المتوجه من مصر الى مكة وبالقرب منها غرق فرعون وبحر القلزم بحر مظلم وحش لا خير فيه ظاهرا وباطنا وعلى ساحل هذا البحر مدينة مدين وهى خراب وبها البئر التي سقى موسى عليه السلام منها غنم شعيب وهى معطلة الآن قال الكاشفى [موسى عليه السلام بر لب دريا آمد وعصا بر وى زد وكفت يا أبا خاله ما را راه ده] فَانْفَلَقَ الفاء فصيحة اى فضرب فانفلق ماء البحر اى انشق فصار اثنى عشر فرقا بعدد الأسباط بينهن مسالك فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ اى كل جزء تفرق منه وتقطع قال فى المفردات الفرق يقارب الفلق لكن الفلق يقال اعتبارا بالانشقاق والفرق يقال اعتبارا بالانفصال والفرق القطعة المنفصلة وكل فرق بالتفخيم والترقيق لكل القراء والتفخيم اولى كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ كالجبل المرتفع فى السماء الثابت فى مقره قال الراغب الطود الجبل العظيم ووصفه بالعظم لكونه فيما بين الأطواد عظيما لا لكونه عظيما فيما بين سائر الجبال فدخلوا فى شعابها كل سبط فى شعب منها قال الكاشفى [وفى الحال بادى در تك دريا وزيد وكل خشك شده وهر سبطى از راهى بدريا درآمدند] كما قال تعالى (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً) وَأَزْلَفْنا اى قربنا من بنى إسرائيل قال فى تاج المصادر: الازلاف [نزديك
المعجزات على يديه فذكر له أمثال هذه القصص ليقتدى بمن قبله من الأنبياء فى الصبر على عناد قومه والانتظار مجيىء الفرج كما قيل اصبروا تظفروا كما ظفروا: قال الحافظ
سروش عالم غيبم بشارتى خوش داد كه كس هميشه بگيتى دژم نخواهد ماند
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ من التلاوة وهى القراءة على سبيل التتابع والقراءة أعم اى اقرأ على مشركى العرب واخبر اهل مكة نَبَأَ إِبْراهِيمَ خبره العظيم الشان قال الكاشفى [خبر ابراهيم كه ايشان بدو نسبت درست ميكنند وبفرزندى او مفتخرند ومستظهر] إِذْ قالَ ظرف لنبأ لِأَبِيهِ آزر وهو تاريخ كما سبق وَقَوْمِهِ اهل بابل وهو كصاحب موضع بالعراق واليه ينسب السحر. والقوم جماعة الرجال فى الأصل دون النساء كما نبه عليه قوله تعالى (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ) وفى عامة القرآن اريدوا به والنساء جميعا كما فى المفردات ما تَعْبُدُونَ أي شىء تعبدونه: وبالفارسية [چيست آنچهـ پرستيد] سألهم وقد علم انهم عبدة الأوثان لينبههم على ضلالهم ويريهم ان ما يعبدونه لا يستحق العبادة قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً وهى اثنان وسبعون صنما من ذهب وفضة وحديد ونحاس وخشب كما فى كشف الاسرار. والصنم ما كان على صورة ابن آدم من حجر او غيره كما فى فتح الرحمن قال فى المفردات الصنم جثة متخذة من فضة او نحاس والوتن حجارة كانت تعبد قال الكاشفى [مراد تمثالهاست كه ساخته بودند از انواع فلزات بر صور مختلفه وبر عبادت آن مداومت ميكردند] كما قال فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ لم يقتصروا على قوله أصناما بل اطنبوا فى الجواب بإظهار الفعل وعطف دوام عكوفهم على أصنامهم ابتهاجا وافتخارا بذلك يقال ظللت اعمل كذا بالكسر ظلولا إذا عملت بالنهار دون الليل والظاهر ان عبادتهم الأصنام لا تختص بالنهار فالمراد بالظلول هاهنا الدوام والمعنى بالفارسية [پس هميشه مى باشيم مر انرا مجاور وملازم ومداوم بر عبادت] والعكوف اللزوم ومنه المعتكف لملازمته المسجد على سبيل القربة وصلة العكوف كلمة على وإيراد اللام لافادة معنى زائد كأنهم قالوا فنظل لاجلها مقبلين على عبادتها ومستديرين حولها وقال ابو الليث ان ابراهيم عليه السلام ولدته امه فى الغار فلما خرج وكبر دخل المصر وأراد ان يعلم على أي مذهب هم وهكذا ينبغى للعاقل إذا دخل بلدة ان يسألهم عن مذهبهم فان وجدهم على الاستقامة دخل معهم وان وجدهم على غير الاستقامة أنكر عليهم فلما قال ابراهيم ما تعبدون وقالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين وأراد ان يبين عيب فعلهم قالَ استئناف بيانى هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ اى يسمعون دعاءكم على حذف المضاف فان كم ليس من قبيل المسموعات والواو بحسب زعمهم فانهم كانوا يجرون الأصنام مجرى العقلاء إِذْ تَدْعُونَ وقت دعائكم لحوائجكم فيستجيبون لكم أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ على عبادتكم لها: وبالفارسية [يا سود ميرسانند شما را] أَوْ يَضُرُّونَ او يضرونكم بترك العبادة إذ لا بد للعبادة من جلب نفع او دفع ضر: وبالفارسية [يا زيان ميرسانند بشما قوم ابراهيم نتوانستند كه او را جواب دهند بهانه تقليد پيش آورده] قالُوا ما رأينا منهم ذلك السمع او النفع او الضر بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ منصوب بقوله يَفْعَلُونَ وهو مفعول ثان لوجدنا اى
وجدناهم يعبدون مثل عبادتنا فاقتدينا بهم اعترفوا بانها بمعزل من السمع والمنفعة والمضرة بالكلية واضطروا الى اظهار أن لا سند لهم سوى التقليد
خواهى بسوى كعبه تحقيق ره برى... پى بر پى مقلد كم كرده ره مرو
قالَ ابراهيم متبرئا من الأصنام أَفَرَأَيْتُمْ اى أنظرتم فابصرتم او تأملتم فعلمتم ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ الأولون حق الابصار او بحق العلم فان الباطل لا ينقلب حقا بكثرة فاعليه وكونه دأبا قديما وما موصولة عبارة عن الأصنام فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي بيان لحال ما يعبدونه بعد التنبيه على عدم علمهم بذلك اى لم تنظروا ولم تقفوا على حاله فاعلموا ان الأصنام اعداء لعابديهم لما انهم يتضررون من جهتهم فوق ما يتضرر الرجل من عدوه. فسمى الأصنام اعداء وهى جمادات على سبيل الاستعارة وصور الأمر فى نفسه حيث قال عدو لى لا لكم تعريضا لهم فانه انفع فى النصح من التصريح واشعارا بانها نصيحة بدأ بها نفسه ليكون ادعى الى القبول وقال الفراء هو من المقلوب ومعناه فانى عدو لهم فان من عاديته عاداك وافراد العدو لانه فى الأصل مصدرا وبمعنى النسب اى ذو عداوة كتامر لذى تمر إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ استثناء منقطع اى لكن رب العالمين ليس كذلك بل هو وليي فى الدنيا والآخرة لا يزال يتفضل علىّ بمنافعهما قال بعض الكبار رأى الخليل عليه السلام نفسه بمثابة فى الخلة لم يكن له فى زمانه نظير يسمع كلامه من حيث حاله فوقعت العداوة بينه وبين الخلق جميعا. وايضا هذا اخبار عن كمال محبته إذ لا يليق بصحبته ومحبته أحد غير الحق قال سمنون لا تصح المحبة لمن لم ينظر الى الأكوان وما فيها بعين العداوة حتى يصح له بذلك محبة محبوبه والرجوع اليه بالانقطاع عما سواه ألا ترى الله كيف قال حاكيا عن الخليل (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ) هجرت الكل فيك حتى صح لى الاتصال
بهجر ما سوى بايد... طلب كردن وصال او
كن من الخلق جانبا... وارض بالله صاحبا
قلب الخلق كيف شئ... ت تجدهم عقاربا
يقول الفقير اعلم ان العدو لا ينظر الى العدو الا بطرف العين بل لا ينظر أصلا لفقدان الميل القلبي قطعا فاذا كان ما سوى الله تعالى عدوا للسائق فاللائق له ان لا ينظر اليه الا بنظر الاعتبار. وقد ركب الله فى الإنسان عينين اشارة باليمنى الى الملكوت وباليسرى الى الى الملك فمادامت اليسرى مفتوحة الى الملك فاليمنى محجوبة عن الملكوت وما دامت اليمنى ناظرة الى الملكوت فالعبد محجوب عن الجبروت واللاهوت فلا بد من قطع النظر عن الملك والملكوت وإيصاله الى عام الجبروت واللاهوت وهو العمى المقبول والنظر المرضى. وفى الدعاء اللهم اشغلنا بك عمن سواك فان قلت ما يطلق عليه ما سوى الله كله من آثار تجلياته تعالى فكيف يكون عدوا وغيرا قلت هو فى نفسه كذلك لكنه اشارة الى المراتب ولا بد من العبور عن جميع المراتب مع ان كونه عدوا انما هو من حيث كونه صنما ومبدأ علاقة فمن شاهد الله فى كل شىء فقد انقطع عن الأغيار فكل عدو له صديق والحمد لله تعالى
جهان مرآت حسن شاهد ماست... فشاهد وجهه فى كل ذرات
بعض أمته انه لم يأكل ولم يشرب سنين وهو اولى وأقوى فى هذا الباب من أمته لقوة انجذابه الى عالم القدس وتجرده عن غواشى البشرية وكان فى عهد رسول الله ﷺ سقاء تبع النبي ﷺ ثلاثة ايام يقرأ (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها) فرمى بقربته فاتاه آت فى منامه بقدح من شراب الجنة فسقاه قال انس رضى الله عنه فعاش بعد ذلك نيفا وعشرين سنة لم يأكل ولم يشرب على شهوة كما فى كشف الاسرار وَإِذا مَرِضْتُ [و چون بيمار شوم] فَهُوَ وحده يَشْفِينِ يبرئنى من المرض ويعطى الشفاء لا الأطباء وذلك انهم كانوا يقولون المرض من الزمان ومن الاغذية والشفاء من الأطباء والادوية فأعلم ابراهيم ان الذي امرض هو الذي يشفى وهو الله تعالى لكن نسب المرض الى نفسه حيث لم يقل وإذا أمرضني والشفاء الى الله تعالى مع انهما من الله تعالى لرعاية حسن الأدب فى العبارة كما قال الخضر عليه السلام فى العيب (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها) وفى الخير (فاراد ربك ان يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما) وكذا الجن راقبوا هذا الأدب بعينه حيث قالوا (وانا لا ندرى أشر أريد بمن فى الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا) قوله (وَإِذا مَرِضْتُ) إلخ عطف على يطعمنى ويسقينى نظمهما فى سلك صلة واحدة لما ان الصحة والمرض من متفرعات الاكل والشرب غالبا فان البطنة تورث الأسقام والأوجاع والحمية اصل الراحة والسلامة قالت الحكماء لو قيل لاكثر الموتى ما سبب آجالكم لقالوا التخم. وفى الحكمة ليس للبطنة خير من خمصة تتبعها قال الكاشفى [از امام جعفر صادق رضى الله عنه منقولست كه چون بيمار شوم بگناه مرا شفا دهد بتوبة. سلمى رحمه الله فرمود كه مرض برؤيت اغيار است وشفا بمشاهده أنوار واحد قهار. ودر بحر آورده كه بيمارى بتعلقات كونين است وشفا بقطع تعلق وآن وابسته بجذبه عنايتست كه چون در رسد سالك را از همه منقطع ساخته بيكى بيوند دهد يعنى بشربت تجريد از مرض تعلقش باز رهاند
چكويمت كه چهـ خوش آمدى مسيح صفت بيكنفس همه درد مرا دوا كردد
وقال بعضهم وإذا مرضت بداء محبته وسقمت بسقم الشوق الى لقائه ووصلته فهو يشفين بحسن وصاله وكشف جماله
بمقدمك المبارك زال دائى وفى لقياك عجل لى شفائى
وفى الآية اشارة الى رفع الرجوع الى غيره والسكون الى التداوى والمعالجة بشىء فهو كمال التسليم قال فى كشف الاسرار [واين نه مرضى معلوم بود در آن وقت بلكه نوعى بود از تمارض] كما يتمارض الأحباب طمعا فى العيادة
يود بان يمسى سقيما لعلها إذا سمعت عنه سليمى تراسله
ان كان يمنعك الوشاة زيارتى فادخل الىّ بعلة العوّاد
[آن شفاى دل خليل كه بوى اشارت ميكند آنست كه جبريل كاه كاه آمدى بفرمان حق وكفتى «يقول مولاك كيف أنت البارحة» وزبان حال خليل بجواب ميكويد
- روى- عن سمرة بن جندب رضى الله عنه انه قال قال رسول الله ﷺ (ما من رجل توضأ فاسبغ الوضوء ثم خرج من بيته يريد المسجد فقال حين خرج بسم الله الذي خلقنى فهو يهدين الا هداه الله لصواب الأعمال والذي هو يطعمنى ويسقين الا أطعمه الله من طعام الجنة وسقاه من شرابها وإذا مرضت فهو يشفين الا شفاه الله تعالى والذي يميتنى ثم يحيين الا أحياه الله حياة الشهداء وأماته ميتة الشهداء والذي أطمع ان يغفر لى خطيئتى يوم الدين الا غفر الله خطاياه ولو كانت اكثر من زبد البحر رب هب لى حكما وألحقنى بالصالحين الا وهب له حكما والحقه بصالح من مضى وصالح من بقي واجعل لى لسان صدق فى الآخرين الا كتب عند الله صديقا واجعلنى من ورثة جنة النعيم الا جعل الله له القصور والمنازل فى الجنة) وكان الحسن يزيد فيه واغفر لوالدى كما ربيانى صغيرا كذا فى كشف الاسرار وَلا تُخْزِنِي من الخزي بمعنى الهوان والذل اى ولا تفضحنى ولا تهتك سترى: وبالفارسية [رسوا مساز] بمعاتبتي على ما فرطت من ترك الاولى وانما قال ذلك مع علمه بانه لا يخزيه إظهارا للعبودية وحثا لغيره على الاقتداء به كما قال الكاشفى [اين دعا نيز براى تعليم امتانست والا انبيا را خزى ورسوايى نباشد] وذلك لانهم آمنون من خوف الخاتمة ونحوها ولما كانت مغفرة الخطيئة فى قوله (وَالَّذِي أَطْمَعُ) إلخ لا تستلزم ترك المعاتبة أفرد الدعاء بتركها بعد ذكر مغفرة الخطيئة يَوْمَ يُبْعَثُونَ من القبور اى الناس كافة وإضماره لان البعث عام فيدل عليه وقيد عدم الاخزاء بيوم البعث لان الدنيا مظهر اسم الستار قال ابو الليث الى هاهنا كلام ابراهيم وقد انقطع كلامه ثم ان الله تعالى وصف ذلك اليوم فقال يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ بدل من يوم يبعثون ومفعول الفعل محذوف والتقدير لا ينفع مال أحدا وان كان مصروفا فى الدنيا الى وجوه البر والخيرات ولا ينفع بنون فردا وان كانوا صلحاء مستأهلين للشفاعة جدا إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ بدل من مفعوله المحذوف اى الا مخلصا سليم القلب من مرض الكفر والنفاق ضرورة اشتراط نفع كل منهما بالايمان قال فى كشف الاسرار بنفس سليمة من الكفر والمعاصي وانما اضافه الى القلب لان الجوارح تابعة للقلب فتسلم بسلامته وتفسد بفساده وفى الخبر (ان فى جسد ابن آدم لمضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهى القلب) قال الليث كان الكفار يقولون نحن اكثر أموالا وأولادا فاخبر الله انه لا ينفعهم ذلك اليوم المال والبنون لعدم سلامة قلوبهم فى الدنيا واما المسلمون فينفعهم خيراتهم وينفعهم البنون ايضا لان المسلم إذا مات ابنه قبله يكون له ذخرا واجرا وان تخلف بعده فانه يذكره بصالح دعائه ويتوقع منه الشفاعة من حيث صلاحه وسئل ابو القاسم الحكيم عن القلب السليم فقال له ثلاث علامات. أولاها ان لا يؤذى أحدا. والثانية ان لا يتأذى من أحد. والثالثة إذا اصطنع مع أحد معروفا لم يتوقع منه المكافأة فاذا هو لم يؤذ أحدا فقد جاء بالورع وإذا لم يتأذ من أحد فقد جاء بالوفاء وإذا لم يتوقع المكافأة بالاصطناع فقد جاء بالإخلاص قال الكاشفى [كفته اند سلامت قلب اخلاص است در شهادت أن لا اله الا الله محمد رسول الله قولى آنست كه دل سليم از حب
وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ [ونه دوستى مهربان وبا شفقت] كما يرى لهم أصدقاء والصديق من صدقك فى مودته وحميم قريب خاص وحامة الرجل خاصته كما فى فتح الرحمن قال الراغب هو القريب المشفق فكأنه الذي يحتد حماية لذويه وقيل لخاصة الرجل حامته قيل الحامة العامة وذلك لما قلنا واحتم فلان لفلان اى احتد وذلك ابلغ من اهتم لما فيه من معنى الاهتمام وقال الكاشفى [در قوت القلوب آورده كه حميم در اصل هميم بوده كه ها را بحا بدل كرده اند جهت قرب مخرج وهميم مأخوذ است از اهتمام لما فيه من معنى الاهتمام اهتمام كند در مهم كافران وشرط دوستى بجاى آرد] وجمع الشافع لكثرة الشفعاء عادة ألا ترى ان السلطان إذا غضب على أحد ربما شفع فيه جماعة كما ان افراد الصديق لقلته ولو قيل بعدمه لم يبعد قال الصائب
خرسند شدم بدانكه كويى يكبار كاى خسته روزكار دوشت چون بود
درين قحط هوادارى عجب دارم كه خاكستر كه در هنكام مردن چشم مى پوشاند آتش را
- روى- فى بعض الاخبار انه يجيى يوم القيامة عبد يحاسب فتستوى حسناته وسيآته ويحتاج الى حسنة واحدة ترضى عنه خصومه فيقول الله عبدى بقيت لك حسنة ان كانت ادخلتك الجنة انظر واطلب من الناس لعل واحدا يهب منك حسنة واحدة فيأتى ويدخل فى الصفين ويطلب من أبيه وامه ثم من أصحابه فيقول لكل واحد فى باب فلا يجيبه أحد وكل يقول انا اليوم فقير الى حسنة واحدة فيرجع الى مكانه فيسأله الحق سبحانه ويقول ماذا جئت به فيقول يا رب لم يعطنى أحد حسنة من حسناته فيقول الله عبدى ألم يكن لك صديق فىّ فيذكر العبد صديقا له فيأتيه ويسأله فيعطيه ويجيىء الى موضعه ويخبر بذلك ربه فيقول الله قد قبلتها منه ولم انقص من حقه شيأ فقد غفرت لك وله. ففى هذا المعنى اشارة الى ان للصداقة فى الله اعتبارا عظيما وفوائد كثيرة وفى الحديث (ان الرجل ليقول فى الجنة ما فعل بصديقى فلان وصديقه فى الجحيم فيقول الله اخرجوا له صديقه الى الجنة) يعنى وهبته له قال الحسن استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فان لهم شفاعة يوم القيامة وقال الحسن ما اجتمع ملأ على ذكر الله فيهم عبد من اهل الجنة إلا شفعه فيهم وان اهل الايمان شفعاء بعضهم لبعض وهم عند الله شافعون مشفعون وفى الحديث (ان الناس يمرون يوم القيامة على الصراط والصراط وخص مزلة يتكفأ باهله والنار تأخذ منهم وان جهنم لتنطف عليهم) اى تمطر عليهم مثل الثلج إذا وقع لها زفير وشهيق (فبيناهم كذلك إذ جاءهم نداء من الرحمن عبادى من كنتم تعبدون فيقولون ربنا أنت تعلم انا إياك كنا نعبد فيجيبهم بصوت لم يسمع الخلائق مثله قط عبادى حق علىّ ان لا أكلكم اليوم الى أحد غيرى فقد غفرت لكم ورضيت عنكم فيقوم الملائكة عند ذلك بالشفاعة فينجون من ذلك المكان فيقول الذين تحتهم فى النار فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً لو للتمنى وأقيم فيه لو مقام ليت لتلاقيها فى معنى التقدير اى تقدير المعدوم وفرضه كأنه قيل فليت لنا كرة اى رجعة الى الدنيا فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بالنصب جواب التمني وهذا كلام التأسف والتحسر ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه فان من يضلل الله فما له من هاد ولو رجع الى الدنيا مرارا ألا ترى الى الأمم فى الدنيا فان الله تعالى
فَاتَّقُوا اللَّهَ خافوا الله وَأَطِيعُونِ فيما أمركم به من التوحيد والطاعة لله فانى لا اخونكم ولا أريدكم بسوء والفاء لترتيب ما بعدها على الامانة وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ على أداء الرسالة مِنْ أَجْرٍ جعل أصلا وذلك لان الرسل إذا لم يسألوا اجرا كان اقرب الى التصديق وابعد عن التهمة إِنْ أَجْرِيَ ما ثوابى فيما أتولاه إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ لان من عمل لله فلا يطلب الاجر من غير الله وبه يشير الى ان العلماء الذين هم ورثة الأنبياء يتأدبون بآداب أنبيائهم فلا يطلبون من الناس شيأ فى بث علومهم ولا يرتفقون منهم بتعليمهم ولا بالتذكير لهم فان من ارتفق من المسلمين المستمعين فى بث ما يذكره من الدين ويعظ به لهم فلا يبارك الله للناس فيما يسمعون ولا للعلماء ايضا بركة فيما يأخذون منهم يبيعون دينهم بعرض يسير ثم لا بركة لهم فيه
زيان ميكند مرد تفسير دان كه علم وادب ميفروشد بنان
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ الفاء لترتيب ما بعدها على تنزهه عن الطمع والتكرير للتأكيد والتنبيه على ان كلا من الامانة وقطع الطمع مستقل فى إيجاب التقوى والطاعة فكيف إذا اجتمعا قالُوا اى قوم نوح أَنُؤْمِنُ لَكَ الاستفهام للانكار اى لا نؤمن لك وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ اى والحال قد اتبعك الأقلون جاها ومالا اى وهذه حالك كما تقول لا نصحبك وصحبك السفلة. والأرذلون جمع الأرذل والرذالة الخسة والدناءة والرذال المرغوب عنه لرداءته يعنون ان لا عبرة لاتباعهم لك إذ ليس لهم رزانة عقل وإصابة رأى قد كان ذلك منهم فى بادى الرأى وهذا من كمال سخافة عقولهم وقصرهم انظارهم على الدنيا وكون الأشرف عندهم من هو اكثر منها حظا والأرذل من حرمها وجهلهم انها لا تزن عند الله جناح بعوضة وان النعيم هو نعيم الآخرة والأشرف من فازبه والأرذل من حرمه وهكذا كانت قريش تقول فى اصحاب رسول الله وما زالت الاتباع الأنبياء ضعفاء الناس وقس اتباع الأولياء على اتباعهم من حيث وراثتهم لدعوتهم وعلومهم واذواقهم ومحنهم وابتلائهم وذلك لان الحقيقة من ارباب الجاه والثروة لم تأت إلا نادرا
در ان سرست بزركى كه نيست فكر بزركى
قالَ نوح جوابا عما يشير اليه من قولهم انهم لم يؤمنوا عن نظر وبصيرة وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ انهم عملوه إخلاصا او نفاقا وما وظيفتي الا اعتبار الظواهر وبناء الاحكام عليها دون التفتيش عن بواطنهم والشق عن قلوبهم والظاهر ان ما فيه استفهامية بمعنى أي شىء فى محل الرفع على الابتداء وعلمى خبرها ويجوز ان تكون نافية والباء متعلقة بعلمي على التقدير الاول وعلى الثاني لا بد من إضمار الخبر ليتم الكلام كما قال الكاشفى [ونيست دانش من رسنده بآنچهـ هستند كه ميكنند] إِنْ حِسابُهُمْ ما محاسبتهم على بواطنهم إِلَّا عَلى رَبِّي فانه المطلع على الضمائر وفى الخبر المعروف (فاذا شهدوا ان لا اله الا الله عصموا منى دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله) قال سفيان الثوري رحمه الله لا نحاسب الاحياء ولا نحكم على الأموات لَوْ تَشْعُرُونَ لو كنتم من اهل الشعور والإدراك
لعلمتم ذلك ولكنكم تجهلون فتقولون ما لا تعلمون وهو من الباب الاول واما الشعر بمعنى النظم فمن الخامس وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ الطرد الإزعاج والابعاد على سبيل الاستخلاف. والمعنى بالفارسية [ونيستم من راننده مؤمنان] وهو جواب عما أوهمه كلامهم أنؤمن لك من استدعاء طردهم وتعليق ايمانهم بذلك حيث جعلوا اتباعهم مانعا عنه قال ابن عطاء رحمه الله وما انا بمعرض عمن اقبل على ربه إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ اى ما انا الا رسول مبعوث لانذار المكلفين وزجرهم عن الكفر والمعاصي سواء كانوا من الأعزاء او الأذلاء فكيف يليق بي طرد الفقراء لاستتباع الأغنياء قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ عما تقول يعنى عن الدعوة والانذار: والانتهاء [باز استيدن] لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ قال الراغب فى المفردات الرجام الحجارة والرجم الرمي بالرجام يقال رجم فهو مرجوم قال تعالى (لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) اى المقتولين أقبح قتلة انتهى قالوه قاتلهم الله فى اواخر الأمر قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ أصروا على التكذيب بعد ما دعوتهم هذه الازمنة المتطاولة ولم يزدهم دعائى الا فرارا فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً اى احكم بيننا بما يستحقه كل واحد منا قال فى التأويلات افتح بابا من أبواب فضلك على مستحقيه وبابا من أبواب عدلك على مستحقينه انتهى من الفتاحة وهى الحكومة والفتاح الحاكم سمى لفتح المغلق من الأمر كما سمى فيصلا لفصله بين الخصومات قال ابن الشيخ أراد به الحكم بانزال العقوبة عليهم لقوله عقبه وَنَجِّنِي خلصنى وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اى من العذاب ومن أذى الكفار فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ حسب دعائه فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ اى المملوء بهم وبكل صنف من الحيوان وبما لا بد لهم منه من الامتعة والمأكولات ومنه الشحناء وهى عداوة امتلأت منها النفوس ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ اى بعد انجائهم الْباقِينَ من قومه ممن لم يركب السفينة وفيه تنبيه على ان نوحا كان مبعوثا الى من على وجه الأرض ولذا قال فى قصته الباقين وفى قصة موسى ثم أغرقنا الآخرين إِنَّ فِي ذلِكَ الذي فعل بقوم نوح لاستكبارهم عن قبول الحق واستخفافهم بفقراء المسلمين لَآيَةً لعبرة لمن بعدهم وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ اى اكثر قوم نوح فلم يؤمن من قومه الا ثمانون من الرجال والنساء وقال الكاشفى [هفتاد ونه تن] او اكثر قومك يا محمد وهم قريش فاصبر على اذاهم كما صبر نوح على أذى قومه تظفر كما ظفر
كار تو از صبر نكوتر شود هر كه شكيباست مظفر شود
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الغالب على ما أراد من عقوبة الكفار الرَّحِيمُ لمن تاب او بتأخير العذاب وفى التأويلات النجمية كرر فى كل قصة قوله (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ) مؤمنين دلالة على ان عزة الله وعظمته اقتضت ان يكون أكرم الخلق مؤمنا به مقبولا له كما قال تعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ) ولا ريب ان اكثر الخلق لئام وكرام قليلون كما قال الشاعر
ولذلك ذكر فى عقبه (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ) اى لا يهتدى اليه الأذلاء من ارباب النفوس لخستهم ولعزته (الرَّحِيمُ) اى يجتبى اليه برحمته من يشاء من اعزة ارباب القلوب لعلو همتهم وفرط رحمته
آفرين بر جان درويشى كه صاحب همت است
والاشارة بنوح الى نوح القلب وبقومه الى النفس وصفاتها وبالمؤمنين الى الجسد وأعضائه فانهما آمنا بالعمل بالأركان على وفق الشرع والى بعض صفات النفس وذلك بتبدلها. وبالفلك الى فلك الشريعة المملوء بالأوامر والنواهي والحكم والمواعظ والاسرار والحقائق والمعاني فمن ركب هذه السفينة نجا ومن لم يركب غرق بطوفان استيلاء الأخلاق الذميمة وابتلاء آفات الدنيا الدنيئة من المال والجاه والزينة والشهوات ولا بد للسفينة من الملاح وهو معلم الخير فانه بصحبته تحصل النجاة كما قال الحافظ
تعيرنا انا قليل عدادنا فقلت لها ان الكرام قليل
يار مردان خدا باش كه در كشتى نوح هست خاكى كه بآبى نخرد طوفانرا
يشير الى ان الأمر سهل باشارة المرشد وان العسير عند الغافل يسير عند الواصل كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ انث عاد باعتبار القبيلة وهو اسم أبيهم الأقصى [مقاتل: كفت عاد وثمود ابن عم يكديكر بودند عاد قوم هود بودند وثمود قوم صالح وميان مهلك عاد ومهلك ثمود پانصد سال بود قومى كفتند از اهل تاريخ كه عاد وثمود دو برادر بودند از فرزندان ارم بن سام ابن نوح وسام بن نوح را پنج پسر بود ارم وارفحشه وعالم واليفر والأسود وارم مهينه فرزندان بود واو را هفت پسر بود عاد وثمود وصحار وطنم وجديس وجاسم ووبار مسكن عاد وفرزندان وى يمن بود ومسكن ثمود وفرزندان وى ميان حجاز وشام بود ومسكن طنم عمان وبحران ومسكن جديس زمين تهامه ومسكن صحار ما بين الطائف الى جبال طى ومسكن جاسم ما بين الحرم الى سفوان ومسكن بار زمينى است كه آنرا وبار كويند بنام وى باز خوانند إينان همه زبان ولغت عربى داشتند] وقد انقرضوا عن آخرهم فلم يبق لهم نسل إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ فى النسب ظرف للتكذيب هُودٌ بن شالخ بن ارفحشد بن سام بن نوح قال بعضهم كان اسم هود عابرا وسمى هودا لوقاره وسكونه عاش مائة وخمسين سنة أرسل الى أولاد عاد حين بلغ الأربعين أَلا تَتَّقُونَ الله تعالى فتفعلون ما تفعلون: وبالفارسية [آيا پرهيز نميكنيد از شرك واز عقاب الهى خائف نمى شويد] إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ من جهته تعالى أَمِينٌ مشهور بالامانة فيما بينكم فَاتَّقُوا اللَّهَ خافوا من عقابه وَأَطِيعُونِ فيما آمركم به من الحق وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ اى على أداء الرسالة مِنْ أَجْرٍ كما يسأل بعض نقلة القصص إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ لانه هو الذي أرسلني فكان اجرى عليه وهو بيان لتنزهه عن المطامع الدنية والاعراض الدنيوية: قال الحافظ
تو بندگى چوكدايان بشرط مزد مكن كه دوست خود روش بنده پرورى داند
أَتَبْنُونَ الهمزة للاستفهام الإنكاري. والمعنى بالفارسية [آيا بنا ميكنيد] بِكُلِّ رِيعٍ [بهر موضعى بكند] والريع بكسر الراء وفتحها جمع ريعة وهو المكان المرتفع ومنه استعير
اى كأنكم تخلدون: وبالفارسية [كوييا جاويد خواهد بود در ان] ذمهم اولا باضاعتهم المال عبثا بلا فائدة. وثانيا باحكامهم البناء على وجه يدل على طول الأمل والغفلة: قال الصائب
در سر اين غافلان طول امل دانى كه چيست آشيان كردست مارى در كبوتر خانه
وَإِذا بَطَشْتُمْ بسوط او سيف والبطش تناول الشيء بصولة او قهر وغلبة بَطَشْتُمْ حال كونكم جَبَّارِينَ متسلطين ظالمين بلا رأفة ولا قصد تأديب ولا نظر فى العاقبة فاما بالحق والعدل فالبطش جائز والجبار الذي يضرب ويقتل على الغضب فَاتَّقُوا اللَّهَ واتركوا هذه الافعال من بناء الابنية العالية واتخاذ الامكنة الشريفة وإسراف المال فى الحياض والرياض والبطش بغير حق وَأَطِيعُونِ فيما أدعوكم اليه من التوحيد والعدل والانصاف وترك الأمل ونحوها فانه انفع لكم وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ [مدد كارى كرد شما را] والامداد اتباع الثاني بما قبله شيأ بعد شىء على انتظام واكثر ما جاء الامداد فى المحبوب والمد فى المكروه. واما قوله تعالى (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ) فهو من مددت الدواة أمدها لا من القبيل المذكور بِما تَعْلَمُونَ به من انواع النعماء واصناف الآلاء وأجملها اولا ثم فصلها بقوله أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ [مدد كرد شما را بچهار پايان چون شتر وكاو وكوسفندان تا از ايشان أخذ فوائد ميكنيد] وَبَنِينَ [و پسران در همه حال يار ومددكار شمااند] وَجَنَّاتٍ [وبستانها كه از ميوه آن منتفع ميشويد] وَعُيُونٍ [وبچشمهاى روان كه مهم سقيا ونشو ونماى زرع بدان بإتمام رسد] إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ ان لم تقوموا بشكر هذه النعم عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ فى الدنيا والآخرة فان كفران النعمة مستتبع للعذاب كما ان شكرها مستلزم لزيادتها وصف اليوم بالعظم لعظم ما يحل فيه وهو هبوب الريح الصرصر هاهنا قالُوا [كفتند عاديان در جواب هود] سَواءٌ عَلَيْنا [يكسانست بر ما] أَوَعَظْتَ [يا پند دهى ما را] أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ فانا لن نرجع عما نحن عليه. والوعظ زجر يقترن بتخويف وكلام يلين القلب بذكر الوعد والوعيد وقال الخليل هو التذكير بالخير فيما يرق له القلب والعظة والموعظة الاسم إِنْ هذا اى ما هذا الذي جئتنا به وبالفارسية: [نيست اين كه تو آوردى] إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ [مكر خوى وعادت أولين كه ميكفتند كه ما پيغمبرانيم ودروغ ميكفتند] كانوا يلفقون مثل هذا الكذب ويسطرونه والتلفيق [واهم آوردن] او ما هذا الذي نحن فيه الاعادة الأولين من قبلنا من تشييد البناء والبطش على وجه التكبر فلا نترك هذه العادة بقولك او عادتهم وأمرهم انهم يعيشون ما عاشوا ثم يموتون ولا بعث ولا حساب وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ على ما نحن عليه من الأعمال والعادات فَكَذَّبُوهُ اى هودا وأصروا على ذلك فَأَهْلَكْناهُمْ اى عادا بسبب التكذيب بريح صرصر. تلخيصه ان هودا انذر قومه ووعظهم فلم يتعظوا فاهلكوا إِنَّ فِي ذلِكَ [بدرستى كه در هلاك قوم عاد] لَآيَةً [نشانه ايست دلالت كند بر آنكه عاقبت اهل تكذيب بعقوبت كشد] وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ اى اكثر قوم عاد مُؤْمِنِينَ [چهـ اندك از ان قبيله با هود بودند] وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الغالب المنتقم ممن يعمل عمل الجبارين
ولا يقبل الموعظة الرَّحِيمُ [مهربانست كه مؤمنانرا از ان مهلكه عقوبت بيرون آرد ونجات دهد] وهو تخويف لهذه الامة كيلا يسلكوا مسالكهم قيل خير ما اعطى الإنسان عقل يردعه فان لم يكن فحياء يمنعه فان لم يكن فخوف يقمعه فان لم يكن فمال يستره فان لم يكن فصاعقة تحرقه وتريح منه العباد والبلاد كالارض إذا استولى عليها الشوك فلا بد من نسفها وإحراقها بتسليط النار عليها حتى تعود بيضاء. فعلى العاقل ان يعتبر ويخاف من عقوبة الله تعالى ويترك العادات والشهوات ولا يصر على المخالفات والمنهيات
مكر كه عادت شوم از جنود إبليس است كه سد راه عبادت شده است عادت ما
وكل ما وقع فى العالم من آثار اللطف والقهر فهو علة لاولى الألباب مدة الدهر
عاقلانرا كوش بر آواز طبل رحلتست هر طلبيدن قاصدى باشد دل آگاه را
وقد أهلك الله تعالى قوم عاد مع شدة قوتهم وشوكتهم بأضعف الأشياء وهو الريح فانه إذا أراد يجعل الأضعف أقوى كالبعوضة ففى الريح ضعف للاولياء وقوة على الأعداء ولان للكمل معرفة تامة بشئون الله تعالى لم يزالوا مراقبين خائفين كما ان الجهلاء ما زالوا غافلين آمنين ولذا قامت عليهم الطامة فى كل زمان قوّانا الله وإياكم بحقائق اليقين وجعلنا من اهل المراقبة فى كل حين كَذَّبَتْ ثَمُودُ أنت باعتبار القبيلة وهو اسم جدهم الأعلى وهو ثمود ابن عبيد بن عوص بن عاد بن ارم بن سام بن نوح وقد ذكر غير هذا فى أول المجلس السابق فارجع الْمُرْسَلِينَ يعنى صالحا ومن قبله من المرسلين او إياه وحده والجمع باعتبار ان تكذيب واحد من الرسل فى حكم تكذيب الجميع لاتفاقهم على التوحيد واصول الشرائع ثم بين الوقت الممتد للتكذيب المستمر فقال إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ النسبي لا الديني فان الأنبياء محفوظون قبل النبوة معصومون بعدها وفائدة كونه منهم ان تعرف أمانته ولغته فيؤدى ذلك الى فهم ما جاء به وتصديقه صالِحٌ ابن عبيد بن آسف بن كاشح بن حاذر بن ثمود أَلا تَتَّقُونَ [آيا نمى ترسيد از عذاب خداى كه بدو شرك مى آريد] إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ فان شهرتى فيما بينكم بالامانة موجبة لتقوى الله وإطاعتي فيما أدعوكم اليه وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ اى على النصح والدعاء مِنْ أَجْرٍ فان ذلك تهمة لاهل العفة إِنْ أَجْرِيَ [نيست مكافات من] إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ فانه الذي أرسلني فالاجر عليه بل هو الآجر لعباده الخلص لقوله فى الحديث القدسي (من قتلته فاناديته) : وفى المثنوى
عاشقانرا شادمانى وغم اوست دست مزد واجرت خدمت هم اوست «١»
أَتُتْرَكُونَ الاستفهام للانكار والتوبيخ اى أتظنون انكم تتركون فِي ما هاهُنا اى فى النعيم الذي هو ثابت فى هذا المكان اى الدنيا وان لادار للمجازاة آمِنِينَ حال من فاعل تتركون: يعنى [در حالتى كه ايمن ز آفات وسالم از فوات] وفسر النعيم بقوله فِي جَنَّاتٍ بساتين وَعُيُونٍ انهار وقال بعضهم لم يكن لقوم صالح انهار جارية فالمراد بالعيون الآبار ويقال كانت لهم فى الشتاء آبار وفى الصيف انهار لانهم كانوا يخرجون
(١) در أوائل دفتر پنجم در بيان آنكه ثواب عمل عاشق هم از حق است
فى الصيف الى القصور والكروم والأنهار وَزُرُوعٍ [كشتزارها] وَنَخْلٍ [خرما بنان] وأفرد النخل مع دخولها فى أشجار الجنات لفضلها على سائر الأشجار وقد خلقت من فضلة طينة آدم عليه السلام طَلْعُها طلع النخل ما يطلع منها كنصل السيف فى جوفه شماريخ القنو تشبيها بالطلوع قبل طلع النخل كما فى المفردات. والشماريخ جمع شمراخ بالكسر وهو العثكال اى العذق وكل غصن من أغصانه شمراخ وهو الذي عليه البسر والقنو والعذق والكباسة بالكسر فى الكل من الثمر بمنزلة العنقود من الكرم هَضِيمٌ لطيف لين فى جسمه: وبالفارسية [خوشه آن خرما بنان وشكوفه او نازك ونرم آي] للطف الثمر فيكون الطلع مجازا عن الثمر. والهضم بفتحتين الرفة والهزال ومنه هضيم الكشح والحشى اى ضامر لطيف ومنه هضم الطعام إذا لطف واستحال الى مشاكلة البدن كما فى كشف الاسرار او لطيف لان النخل أنثى ويؤيده تأنيث الضمير وطلع إناث النخل لطيف وذكوره غليظ صلب قال ابن الشيخ طلع البرني الطف من طلع اللون والبرني أجود التمر وهو معرب أصله بر نيك اى الحمل الجيد واللون الدقل وهو أردى التمر واهل المدينة يسمون ما عدا البرني والعجوة الوانا ويوصف بهضيم ما دام فى كفراه لدخول بعضه فى بعض ولصوقه فاذا خرج منها فليس بهضيم والكفرى بضم الكاف والفاء وتشديد الراء كم النخل لانه يستر فى جوفه وقال الامام الراغب الهضم شدخ ما فيه رخاوة ونخل طلعها هضيم اى داخل بعضه فى بعض كانما شدخ انتهى او هضيم متدل متكسر من كثرة الحمل فالهضم بمعنى الكسر والتدلي التسفل والنزول من موضعه قال فى المختار الهاضوم الذي يقال له الجوارش لانه يهضم الطعام اى يكسره وطعام سريع الانهضام وبطيئ الانهضام وَتَنْحِتُونَ [ومى تراشيد براى مساكن خود] مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً [كفته اند كه در وادي حجر دو هزار بار هزار وهفصد سراى تراشيدند از سنك سخت در ميان كوهها رب العالمين ايشانرا در ان كار باستادى وتيز كارى وصف كرد وكفت] فارِهِينَ [در حالتى كه ماهريد در تراشيدن سنكها] كما قال الراغب اى حاذقين من الفراهة وهى النشاط فان الحاذق يعمل بنشاط وطيب قلب ومن قرأ فرهين جعله بمعنى مرحين أشرين بطرين فهو على الاول من فره بالضم وعلى الثاني من فره بالكسر واعلم ان ظاهر هذه الآيات يدل على ان الغالب على قوم هود هو اللذات الخيالية وهو طلب الاستعلاء والبقاء والتفرد والتجبر. والغالب على قوم صالح هو اللذات الحسية وهى طلب المأكول والمشروب والمساكن الطيبة وكل هذه اللذات من لذات اهل الدنيا الغافلين وفوقها لذات اهل العقبى المتيقظين وهى اللذات القلبية من المعارف والعلوم وما يوصل إليها من التواضع والوقار والتجرد والاصطبار فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ كان مقتضى الظاهر ولا تطيعوا المسرفين بلا اقحام امر فان الطاعة انما تكون للامر على صيغة الفاعل كما ان الامتثال انما يكون للامر على صيغة المصدر فشبه الامتثال بالطاعة من حيث ان كل واحد منهما يفضى الى الوجود والمأمور به فاطلق اسم المشبه به وهو الطاعة وأريد الامتثال اى لا تمتثلوا أمرهم الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ اى
فى ارض الحجر بالكفر والظلم وهو وصف موضح لاسرافهم وَلا يُصْلِحُونَ بالايمان والعدل عطف على يفسدون لبيان خلو افسادهم عن محالطة الإصلاح [مراد تنى چندند كه قصد هلاك صالح كردند وقصه ايشان در سوره نمل مذكور خواهد شد] قالُوا [كفتند ثمود در جواب صالح] إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ اى من المسحورين مرة بعد اخرى حى اختل عقله واضطرب رأيه فبناء التفعيل لتكثير الفعل ما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا تأكل وتشرب ولست بملك قال الكاشفى [بصورت بشريت صالح عليه السلام از حقيقت حال وى محجوب شدند وندانستند كه انسان وراى صورت چيزى ديكرست]
چند صورت بينى اى صورت پرست جان بي معنيست كز صورت ترست
در كذر از صورت ومعنى نكر ز انكه مقصود از صدف باشد كهر
[و چون قوم ثمود وابسته صورت بودند وصالح را بصورت خود ديدند بهانه جويان كفتند تو مثل ما بشرى دعوى رسالت چرا ميكنى و چونكه ترك نميكيرى ودرين دعوى مصرى] فَأْتِ بِآيَةٍ [پس بيار نشانه از خوارق عادات] إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فى دعواك [صالح: فرمود كه شما چهـ مى طلبيد ايشان اقتراح كردند كه ازين سنك معين ناقه بدين هيأت بيرون آر و چون بدعاى صالح مدعاى ايشان حاصل شد] كما سبق تفصيله فى سورة الأعراف وسوره هود قالَ هذِهِ ناقَةٌ [اين ناقه ايست كه شما طلبيديد] لَها شِرْبٌ اى نصيب من الماء كالسقى والقيب للحط من السقي والقوت وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ: يعنى [يكروز آب از ان اوست ودو روز از ان شماست] فاقتصروا على شربكم ولا تزاحموها على شربها وفيه دليل على جواز قسمة المنافع بالمهايأة لان قوله لها شرب ولكم شرب يوم معلوم من المهاياة وهى لغة مفاعلة من الهيئة وهى الحالة الظاهرة للمتهيئ للشىء. والتهايؤ تفاعل منها وهى ان يتواضعوا على امر فيتراضوا به وحقيقته ان كلا منهم رضى بهيئة واحدة واختارها وشرعا قسمة المنافع على التعاقب والتناوب فلو قسم الشريكان منفعة دار مشتركة ووقعت المواضعة بينهما على ان يسكن أحدهما فى بعضها والآخر فى بعضها هذا فى علوها وهذا فى سفلها او على ان يسكن فيها هذا يوما او شهرا ويسكن هذا يوما او شهرا وتهايئا توافقا فى دارين على ان يسكن هذا فى هذه وهذا فى هذه او فى خدمة عبد واحد على ان يخدم هذا يوما ويخدم هذا يوما او خدمة عبدين على ان يخدم هذا هذا وهذا هذا صح التهايؤ فى الصور المذكورة بالإجماع استحسانا للحاجة اليه إذ يتعذر الاجتماع على الانتفاع فاشبه القسمة والقياس ان لا يصح لانها مبادلة المنفعة بجنسها ولكن ترك بالكتاب وهو الآية المذكورة والسنة وهو ما روى انه عليه السلام قسم بغزوة بدر كل بعير بين ثلاثة نفر وكانوا يتناوبون وعلى جوازها اجماع الامة قال فى فتح الرحمن واختلفوا فى حكم المهاياة فقال ابو حنيفة رحمه الله يجبر عليها الممتنع إذا لم يكن الطالب متعنتا وقال الثلاثة هى جائزة بالتراضي ولا إجبار فيها وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ ومس ميكند ويرا بيدي يعنى قصد زدن وكشتن وى ميكنيد كه اگر چنان كنيد] فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ عظم اليوم بالنسبة الى عظم ما حل فيه وهو هاهنا صيحة
معك سواء لقوله تعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) فقال الفتى الله عشر مرات حتى خر مغشيا عليه فمات على تلك الحالة فجاء الشبلي فرأى صدره قد انشق فاذا على كبده مكتوب الله فنادى مناد وقال يا شبلى هذا من المحبين وهم قليل والله تعالى خلق قلوب العارفين وزينها بالمعرفة واليقين وأدخلهم من طريق الذكر الحقانى فى نعيم روحانى كما أوقع للغافلين من طريق النسيان والإصرار فى عذاب روحانى وجسمانى فالاول من آثار رحمته والثاني من علامات عزته فلا يهتدى اليه الا المستأهلون لقربته ووصلته ولا يتأخر فى الطريق الا المستعدون لقهره ونقمته فنسأله وهو الكريم الرحيم ان يحفظنا من عذاب يوم عظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ يعنى اهل سدوم وما يتبعها الْمُرْسَلِينَ يعنى لوطا وابراهيم ومن تقدمهما إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ قال الكاشفى [اينجا مراد اخوت شفقت است] انتهى وذلك لان لوطا ليس من نسبهم وكان أجنبيا منهم إذ روى انه هاجر مع عمه ابراهيم عليهما السلام الى ارض الشام فانزله ابراهيم الأردن فارسله الله الى اهل سدوم وهو لوط بن هاران وهاران أخو تارخ ابى ابراهيم أَلا تَتَّقُونَ ألا تخافون من عقاب الله تعالى على الشرك والمعاصي إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ مرسل من جانب الحق أَمِينٌ مشهور بالامانة ثقة عند كل أحد فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ فان قول المؤتمن معتمد وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ اى على التبليغ والتعليم مِنْ أَجْرٍ جعل ومكافأة دنيوية فان ذلك تهمة لمن يبلغ عن الله إِنْ أَجْرِيَ ما ثوابى إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ بل ليس متعلق الطلب الا إياه تعالى
خلاف طريقت بود كاوليا تمنا كنند از خدا جز خدا
أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ الاستفهام للانكار وعبر عن الفاحشة بالإتيان كما عبر عن الحلال فى قوله (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ) والذكران والذكور جمع الذكر ضد الأنثى وجعل الذكر كناية عن العضو المخصوص كما فى المفردات. ومن العالمين حال من فاعل تأتون والمراد به الناكحون من الحيوان فالمعنى أتأتون من بين من عداكم من العالمين الذكران وتجامعونهم وتعملون ما لا يشارككم فيه غيركم: وبالفارسية [آيا مى آييد بمردان] يعنى أنه منكر منكم ولا عذر لكم فيه ويجوز ان يكون من العالمين حالا من الذكران والمراد به الناس. فالمعنى أتأتون الذكران من أولاد آدم مع كثرة الإناث فيهم كأنهن قد اعوزنكم اى أفقرنكم وأعد منكم- روى- ان هذا العمل الخبيث علمهم إياه إبليس وَتَذَرُونَ تتركون يقال فلان يذر الشيء اى يقذفه لقلة اعداده به ولم يستعمل ماضيه ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ لاجل استمتاعكم مِنْ أَزْواجِكُمْ [از زنان شما] ومن لبيان ما ان أريد به جنس الإناث وللتبعيض ان أريد به العضو المباح منهن وهو القبل تعريضا بانهم كانوا يفعلون بنسائهم ايضا فتكون الآية دليلا على حرمة ادبار الزوجات والمملوكات وفى الحديث (من أتى امرأة فى دبرها فهو بريئ مما انزل على محمد ولا ينظر الله اليه) وقال بعض الصحابة قد كفر بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ متجاوزون الحد فى جميع المعاصي وهذا من جملتها واختلفوا
فى اللوطي فقال ابو حنيفة يعزر ولا حد عليه خلافا لصاحبيه وقد سبق شرحه فى سورة هود وقال مالك يجب على الفاعل والمفعول به الرجم احصنا او لم يحصنا وعند الشافعي واحمد حكمه حكم الزنى قالُوا مهددين لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ اى عن تقبيح أمرنا وإنكارك علينا لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ من المعهودين بالنفي والإخراج من القرية على عنف وسوء حال قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ يعنى إتيان الرجال مِنَ الْقالِينَ من المبغضين أشد البغض كأنه يقلى الفؤاد والكبد لشدته اى ينضج لا اقف عن الإنكار عليه بالايعاد وهو اسم فاعل من القلى وهو البغض الشديد متعلق بمحذوف اى لقال من القالين ومبغض من المبغضين وذلك المحذوف وهو قال خبر ان ومن القالين صفته وقوله لعملكم متعلق بالخبر المحذوف ولو جعل من القالين خبر ان لعمل القالين فى لعملكم فيفضى الى تقديم الصلة على الموصول ولعله عليه السلام أراد اظهار الكراهة فى مساكنتهم والرغبة فى الخلاص من سوء جوارهم ولذلك اعرض عن محاورتهم وتوجه الى الله قائلا رَبِّ [اى پروردگار من] نَجِّنِي خلصنى وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ اى من شؤم عملهم الخبيث وعذابه فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ اى اهل بيته ومن اتبعهم فى الدنيا بإخراجهم من بينهم وقت مشارقة حلول العذاب بهم إِلَّا عَجُوزاً هى امرأة لوط اسمها والهة استثنيت من اهله فلا يضره كونها كافرة لان لها شركة فى الاهلية بحق الزوج قال الراغب العجوز سميت لعجزها عن كثير من الأمور فِي الْغابِرِينَ اى مقدرا كونها من الباقين فى العذاب لانها كانت مائلة الى القوم راضية بفعلهم وقد أصابها الحجر فى الطريق فاهلكها- وذكر- ان امرأة لوط حين سمعت الرجفة التفتت وحدها فمسخت حجرا وذلك الحجر فى رأس كل شهر يحيض كذا فى كتاب التعريف للامام السهيلي قال فى المفردات الغابر الماكث بعد مضى من معه قال تعالى (إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) يعنى فيمن طال أعمارهم وقيل فيمن بقي ولم يسر مع لوط وقيل فيمن بقي فى العذاب ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ أهلكناهم أشد الإهلاك وأفظعه بقلب بلدتهم والتدمير إدخال الهلاك على الشيء والدمار الهلاك على وجه عجيب هائل وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ اى على الخارجين من بلادهم والكائنين مسافرين وقت الائتفاك والقلب مَطَراً اى مطرا غير معهود وهو الحجارة فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ بئس مطر من انذر فلم يؤمن لم يرد بالمنذرين قوما بأعيانهم فان شرط افعال المدح والذم ان يكون فاعلهما معرفا بلام الجنس او يكون مضافا الى المعرف به او مضمرا مميزا بنكرة والمخصوص بالذم محذوف وهو مطرهم إِنَّ فِي ذلِكَ الذي فعل بقوم لوط لَآيَةً لعبرة لمن بعدهم فليجتنبوا عن قبيح فعلهم كيلا ينزل بهم ما نزل بقوم لوط من العذاب وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ [كه جز دو دختر لوط ودو داماد وى نكرديده بودند] وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ بقهر الأعداء الرَّحِيمُ بنصرة الأولياء او لا يعذب قبل التنبيه والإرشاد وتعذيبه اهل العذاب من كمال رحمته على اهل الثواب ألا ترى ان قطع اليد المتأكلة سبب لسلامة البدن كله فالعالم بمنزلة الجسد واهل الفساد بمنزلة اليد المتأكلة وراحة اهل الصلاح فى ازالة اهل الفساد: وفى المثنوى
چونكه دندان تو كرمش در فتاد نيست دندان بر كنش اى اوستاد «١»
باقى تن تا نكردد زار ازو كر چهـ بود آن تو شو بيزار ازو
ولو لم يكن فى العزة والقهر فائدة لما وضعت الحدود. وقد قيل اقامة الحدود خير من خصب الزمان قال إدريس عليه السلام من سكن موضعا ليس فيه سلطان قاهر وقاض عادل وطبيب عالم وسوق قائمة ونهر جار فقد ضيع نفسه واهله وماله وولده فعلى العاقل ان يحترز عن الشهوات ويهاجر العادات ويجاهد نفسه من طريق اللطف والقهر فى جميع الحالات كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ اى شعيبا ومن قبله عليهم السلام. والايكة الغيضة التي تنبت ناعم الشجر كالسدر والإدراك وهى غيضة بقرب مدين يسكنها طائفة فبعث الله إليهم شعيبا بعد بعثه الى مدين ولكن لما كان أخا مدين فى النسب قال تعالى (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً) ولما كان أجنبيا من اصحاب الايكة قال إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ ولم يقل أخوهم شعيب وهو شعيب بن تويب بن مدين بن ابراهيم او ابن ميكيك بن يشجر بن مدين ابن ابراهيم وأم ميكيك بنت لوط أَلا تَتَّقُونَ [آيا نمى ترسيد از عذاب حضرت پروردگار خود كه بدو شرك مى آريد] إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ بينكم وعلى الرسالة ايضا لا اطلب الإصلاح حالكم فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ فيما آمركم به فان امرى امر عن الله وإطاعتي إطاعة له فى الحقيقة وَما أَسْئَلُكُمْ [ونمى خواهيم از شما] عَلَيْهِ اى على أداء الرسالة والتبليغ والتعليم المدلول عليه بقوله رسول مِنْ أَجْرٍ ومكافأة إِنْ ما أَجْرِيَ ثواب عملى واجرة خدمتى إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ فان الفيض وحسن التربية منه تعالى على الكل خصوصا على من كان مأمورا بامر من جانبه أَوْفُوا الْكَيْلَ اتموه: وبالفارسية [تمام پيماييد پيمانه را] وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ حقوق الناس بالتطفيف: وبالفارسية [ومباشيد از كاهندكان وزيان رسانندكان بحقوق مردمان] يقال خسرته واخسرته نقصته وَزِنُوا الموزونات: وبالفارسية [وى سنجيد] وهو اى زنوا امر من وزن يزن وزنا وزنة والوزن معرفة قدر الشيء بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ اى بالميزان السوي العدل قال فى القاموس القسطاس بالضم والكسر الميزان او أقوم الموازين او هو ميزان العدل أي ميزان كان كالقسطاس او رومى معرب وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ يقال بخس حقه إذا نقصه إياه وهو تعميم بعد تخصيص قال فى كشف الاسرار ذكر باعم الألفاظ يخاطب به القافلة والوزان والنخاس والمحصى والصيرفي انتهى اى ولا تنقصوا شيأ من حقوقهم أي حق كان كنقص العد والزرع ودفع الزيف مكان الجيد والغصب والسرقة والتصرف بغير اذن صاحبه ونحو ذلك وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ بالقتل والغارة وقطع الطريق. والعثى أشد الفساد فيما لا يدرك حسا وقوله مفسدين حال مقيدة اى لا تعتدوا حال افسادكم وانما قيده وان غلب العثى فى الفساد لانه قد يكون منه ما ليس بفساد كمقابلة الظالم المعتدى بفعله ومنه ما يتضمن صلاحا راجحا كقتل الخضر الغلام وخرقه السفينة وَاتَّقُوا الله الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ الجبلة الخلقة يقال جبل اى خلق
(١) در أوائل دفتر سوم در بيان دعوت كردن عليه السلام پسر إلخ
ولا يتعلق بها الخلق فلا بد من تقدير المضاف اى وخلق ذوى الجبلة الأولين يعنى من تقدمهم من الخلائق قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ من المسحورين مرة بعد اخرى [تا حدى كه اثر عقل از ايشان محو شد] وَما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا [ونيست تو مكر آدمي مانند ما در صفات بشريت پس بچهـ چيز بر ما تفضل ميكنى ودعوى رسالت از كجا آورده] إدخال الواو بين الجملتين للدلالة على ان كلا من التسحير والبشرية مناف للرسالة مبالغة فى التكذيب بخلاف قصة ثمود فانه ترك الواو هناك لانه لم يقصد الا معنى واحد هو التسحير وَإِنْ اى وان الشان نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ فى دعوى النبوة فَأَسْقِطْ عَلَيْنا [پس فرود آر بر ما وبيفكن يعنى خداى خود را بگو تا بيفكند] كِسَفاً مِنَ السَّماءِ [پاره از آسمان كه درو عذابى باشد] جمع كسفة بالكسر بمعنى القطعة. والسماء بمعنى السحاب او المظلة ولعله جواب لما أشعر به الأمر بالتقوى من التهديد إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ [از راست كويان كه بر ما عذاب فرو خواهد آمد اين سخن بر سبيل استهزا كفتند وتكذيب] قالَ شعيب رَبِّي أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ من الكفر والمعاصي وبما تستحقون بسببه من العذاب فينزله فى وقته المقدر له لا محالة
مهلت ده روزه ظالم ببين فتنه ببين دم بدمش در كمين
أول حالش همه عيش است وناز آخر كارش همه سوز وكداز
[آورده اند كه چون قوم شعيب در انكار واستكبار از حد تجاوز كردند حق سبحانه وتعالى هفت شبانروز حرارتى سخت بر ايشان كماشت بمثابتى كه آب چاه وحشمه ايشان همه بجوش آمد ونفسهاى ايشان فرو كرفت بدرون خانه درآمدند حرارت زيادت شد روى به بيشه نهادند وهر يك در پاى درختى افتاده از كرما كريخته مى شدند كه نا كه ابر سياه در هوا پديد آمد ونسيم خنك ازو وزيدن كرفت اصحاب ايكه خوش دل شده يكديكر را آواز دادند بياييد كه در زير سايبان ابر آسايش كنيم همين كه مجموع ايشان در زير ابر مجتمع شدند آتشى از وى بيرون آمد وهمه را بسوخت چنانچهـ حق سبحانه وتعالى مى فرمايد] فَكَذَّبُوهُ اى أصروا على تكذيبه بعد وضوح الحجة وانتفاء الشبهة فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ حسبما اقترحوا اما ان أرادوا بالسماء السحاب فظاهر واما ان أرادوا الظلة فلان نزول العذاب من جهتها والظلة سحابة تظل قال الكاشفى [ظل در لغت سايبانست وآن ابر سياه بشكل سايبان بر زبر سر ايشان بوده] وفى اضافة العذاب الى يوم الظلة دون نفسها إيذان بان لهم يوما آخر غير هذا اليوم كالايام السبعة مع لياليها التي سلط الله فيها عليهم الحرارة الشديدة وكان ذلك من علامة انهم يؤخذون بجنس النار إِنَّهُ اى عذاب يوم الظلة كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ وعظمه لعظم العذاب الواقع فيه- روى- ان شعيبا أرسل الى أمتين اصحاب مدين ثم اصحاب الايكة فاهلكت مدين بالصيحة والرجفة واصحاب الايكة بعذاب يوم الظلة وعن ابن عباس رضى الله عنهما من حدث ما عذاب يوم الظلة فكذبه لعله أراد انه لم ينج منهم أحد فيخبر به كذا فى كشف الاسرار إِنَّ فِي ذلِكَ المذكور من قصة قوم شعيب لَآيَةً
لعبرة للعقلاء وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ اى اكثر اصحاب الايكة بل كلهم إذ لم ينقل ايمان أحد منهم بخلاف اصحاب مدين فان جميعا منهم آمنوا وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الغالب القادر على كل شىء ومن عزته نصر أنبيائه على أعدائه الرَّحِيمُ بالامهال وهذا آخر القصص السبع المذكورة تسلية لرسول الله ﷺ وتهديدا للمكذبين به من قريش [تا معلوم كنند كه هر أمتي كه تكذيب پيغمبر كردند معذب شدند وايشانرا نيز بر تكذيب حضرت پيغمبر عذابى خواهد رسيد] فان قلت لم لا يجوز ان يقال ان العذاب النازل بعاد وثمود وقوم لوط وغيرهم لم يكن لكفرهم وعنادهم بل كان كذلك بسبب اقترانات الكواكب واتصالاتها على ما اتفق عليه اهل النجوم ومع قيام هذا الاحتمال لم يحصل الاعتبار بهذه القصص. وايضا ان الله تعالى قد ينزل العذاب محنة للمكلفين وابتلاء لهم وقد ابتلى المؤمنون بانواع البليات فلا يكون نزول العذاب على هؤلاء الأقوام دليلا على كونهم مبطلين مؤاخذين بذلك قلت اطراد نزول العذاب على تكذيب الأمم بعد إنذار الرسل به واقتراحهم له استهزاء وعدم مبالاة به يدفع ان يقال انه كان بسبب اتصالات فلكية او كان ابتلاء لهم لا مؤاخذة على تكذيبهم لان الابتلاء لا يطرد واعلم ان هذا المذكور هو العذاب الماضي ومن إشارته العذاب المستقبل. واما العذاب الحاضر فتعلق الخاطر بغير الله الناظر فكما لا بد من تخلية القلب عن الإنكار والعزم على العصيان وتحليته بالتصديق والايمان فكذا لا بد من قطع العلائق وشهود شؤن رب الخلائق فان ذلك سبب للخلاص من عذاب الفراق ومدار للنجاة من قهر الخلاق وانما يحصل ذلك من طريقه وهو العمل بالشريعة وأحكامها وقبول نصحها والتأدب بالطريقة وآدابها فمن وجد نفسه على هدى رسول الله وأصحابه والأئمة المجتهدين بعده واخلاقهم من الزهد والورع وقيام الليل على الدوام وفعل جميع المأمورات الشرعية وترك جميع المنهيات كذلك حتى صار يفرح بالبلايا والمحن وضيق العيش وينشرح لتحويل الدنيا ومناصبها وشهواتها عنه فليعلم ان الله تعالى يحبه ومن محبته ورحمته صب على قلبه تعظيم امره وربط جوارحه بالعمل مدة عمره والا فليحكم بان الله تعالى يبغضه والمبغض فى يد الاسم العزيز جعلنا الله تعالى وإياكم من اهل رحمته وعصمنا وإياكم من نقمته بدفع العلة ورفع الذلة ونعم ما قيل
محيط از چهره سيلاب كرد راه ميشويد چهـ انديشد كسى با عفو حق از كرد ذلتها
والله العفو الغفور ومنه فيض الاجر الموفور وَإِنَّهُ راجع الى القرآن وان لم يجر له ذكر للعلم به لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ صيغة التكثير تدل على ان نزوله كان بالدفعات فى مدة ثلاث وعشرين سنة وهو مصدر بمعنى المفعول سمى به مبالغة وفى وصفه تعالى بربوبية العالمين إيذان بان تنزيله من احكام تربيته تعالى ورأفته للكل. والمعنى ان القرآن الذي من جملته ما ذكر من القصص السبع لمنزل من جهته تعالى والا لما قدرت على الاخبار وثبت به صدقك فى دعوى الرسالة لان الاخبار من مثله لا يكون الا بطريق الوحى نَزَلَ بِهِ الباء للتعدية اى أنزله او للملابسة: يعنى [فرو آمده با قرآن] الرُّوحُ الْأَمِينُ اى جبريل فانه أمين على وحيه
مكة بعثوا الى يهود المدينة يسألونهم عن محمد وبعثته فقالوا ان هذا لزمانه وانا نجد فى التوراة نعته وصفته وَلَوْ نَزَّلْناهُ اى القرآن كما هو بنظمه المعجب المعجز عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ الذين لا يقدرون على التكلم بالعربية جمع أعجمي بالتخفيف ولذا جمع جمع السلامة ولو كان جمع أعجم لما جمع بالواو والنون لان مؤنث أعجم عجماء وافعل فعلاء لا يجمع جمع السلامة فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ قراءة صحيحة خارفة للعادات ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ مع انضمام اعجاز القراءة الى اعجاز المقروء لفرط عنادهم وشدة شكيمتهم فى المكابرة وفى التأويلات النجمية يشير الى كمال قدرته وحكمته بانه لو انزل هذا الكتاب بهذه اللغة على أعجمي لم يعرف هذه اللغة لكان قادرا على ان يعلمه لغة العرب ويفهمه معانى القرآن وحكمه فى لفظة كما علم آدم الأسماء كلها وكما علم العربية لمن قال «أمسيت كرديا وأصبحت عربيا» ومع هذا لما كان اهل الإنكار مؤمنين به بعد ظهور هذه المعجزة إظهارا لكمال الحكمة كَذلِكَ اى مثل ذلك السلك البديع وهو اشارة الى مصدر قوله سَلَكْناهُ اى أدخلنا القرآن فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ اى فى قلوب مشركى قريش فعرفوا معانيه واعجازه فقوله لا يُؤْمِنُونَ بِهِ استئناف لبيان عنادهم حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ الملجئ الى الايمان به حين لا ينفعهم الايمان فَيَأْتِيَهُمْ العذاب بَغْتَةً اى فجأة فى الدنيا والآخرة معطوف على قوله يروا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ بإتيانه: وبالفارسية [وايشان ندانند وقت آمدن آنرا] فَيَقُولُوا تحسرا على ما فات من الايمان وتمنيا للامهال لتلافى ما فرطوه وهو عطف على يأتيهم هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ الانظار التأخير والامهال اى مؤخرون لنؤمن ونصدق: وبالفارسية [آيا هستيم ما درنك داده شدكان يعنى آيا مهلت دهند تا بگرديم وتصديق كنيم] ولما أوعدهم النبي عليه السلام بالعذاب قالوا الى متى توعدنا بالعذاب ومتى هذا العذاب نزل قوله تعالى أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ [آيا بعذاب ما شتاب ميكنند] فيقولون تارة أمطر علينا حجارة من السماء واخرى فائتنا بما تعدنا وحالهم عند نزول العذاب النظرة والمهلة والفاء للعطف على مقدر اى يكون حالهم كما ذكر من الاستنظار عند نزول العذاب الأليم فيستعجلون بعذابنا وبينهما من التنافي ما لا يخفى على أحد وفى التأويلات النجمية اى استعجالهم فى طلب العذاب من نتائج عذابنا ولو لم يكونوا معذبين لما استعجلوا فى طلب العذاب أَفَرَأَيْتَ مرتب على قولهم هل نحن منظرون وما بينهما اعتراض للتوبيخ والخطاب لكل من يصلح له كائنا من كان ولما كانت الرؤية من أقوى اسباب الاخبار بالشيء وأشهرها شاع استعمال أرأيت فى معنى أخبرني فالمعنى أخبرني يا من يصلح للخطاب إِنْ مَتَّعْناهُمْ جعلنا مشركى قريش متمتعين منتفعين سِنِينَ كثيرة فى الدنيا مع طيب المعاش ولم نهلكهم وقال الكلبي يعنى مدة أعمارهم وقال عطاء يريد مذ خلق الله الدنيا الى ان تنقضى ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ من العذاب والإيعاد. والتخويف بالفارسية [بيم كردن] ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ اى لم يغن عنهم شيأ تمتعهم المتطاول فى رفع العذاب وتخفيفه فما فى ما اغنى نافية ومفعول اغنى محذوف وفاعله ما كانوا يمتعون او أي شىء اغنى عنهم كونهم ممتعين ذلك التمتيع
المؤبد على ان ما فى ما كانوا مصدرية او ما كانوا يمتعون به من متاع الحياة الدنيا على انها موصولة حذف عائدها فما فى ما اغنى مفعول مقدم لاغنى والاستفهام للنفى وما كانوا هو الفاعل وهذا المعنى اولى من الاول لكونه أوفق بصورة الاستخبار وادل على انتفاء الإغناء على ابلغ وجه وآكده كان كل من شانه الخطاب قد كلف بان يخبر بان تمتيعهم ما أفادهم وأي شىء اغنى عنهم فلم يقدر أحد ان يخبر بشىء من ذلك أصلا- روى- ان ميمون بن مهران لقى الحسن فى الطواف وكان يتمنى لقاءه فقال له عظنى فلم يزده على تلاوة هذه الآية فقال ميمون لقد وعظت فابلغت وروى ان عمر بن عبد العزيز كان يقرأ هذه الآية كل صباح إذا جلس على سريره تذكرا بها واتعاظا
جهان بى وفاييست مردم فريب كه از دل ربايد قد او شكيب
نكر تا بجاهش نكردى أسير نكردى پى مالش اندر زحير
كه آندم كه مردك اندر آيد ز راه نه مالت كند دستكيرى نه جاه
قال يحيى بن معاذ رحمه الله أشد الناس غفلة من اغتر بحياته الفانية والتذ بموداته الواهية وسكن الى مألوفاته كان الرشيد حبس رجلا فقال الرجل للموكل عليه قل لامير المؤمنين كل يوم مضى من نعمتك ينقص من محنتى والأمر قريب والموعد الصراط والحاكم الله فخر الرشيد مغشيا عليه ثم أفاق وامر باطلاقه وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ من القرى المهلكة إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ قد انذروا أهلها قال فى كشف الاسرار جمع منذرين لان المراد بهم النبي واتباعه المظاهرون له ذِكْرى اى لاجل التذكير والموعظة والزام الحجة فمحلها النصب على العلة وَما كُنَّا ظالِمِينَ فنهلك غير الظالمين والتعبير عن ذلك بنفي الظالمية مع ان إهلاكهم قبل الانذار ليس بظلم أصلا على ما تقرر من قاعدة اهل السنة لبيان كمال نزاهته عن ذلك بتصويره بصورة ما يستحيل صدوره عنه من الظلم وفى التأويلات النجمية (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ) اى من اهل قرية فالقرية الجسد الإنساني وأهلها النفس والقلب والروح وإهلاكهم بإفساد استعدادهم الفطري بترك المأمورات وإتيان المنهيات (إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ) بالإلهامات الربانية (ذِكْرى) اى تذكرة من ربهم كما قال تعالى (وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها: وَما كُنَّا ظالِمِينَ) بان نضع العذاب فى غير موضعه او تضع الرحمة فى غير موضعها انتهى وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ يقال تنزل نزل فى مهلة والباء للتعدية. والمعنى بالفارسية [وهركز ديوان اين قرآن فرو نياوردند] او للملابسة. والمعنى [وفرو نيايند بقرآن ديوان. مقاتل كفت مشركان قريش كفتند محمد كاهن است وبا وى كسى است از جن كه اين قرآن كه دعوى ميكند كه كلام خداست آن كسى بر زبان وى مى افكند همچنانكه بر زبان كاهن افكند واين از آنجا كفتند كه در جاهلية پيش از مبعث رسول الله ﷺ با هر كاهنى رئى بود از جن كه استراق سمع كردند بدر آسمان وخبرهاى دوزخ وراست بر زبان كاهن افكندند مشركان پنداشتند كه وحي قرآن هم از ان جنس است تا رب العالمين ايشانرا دروغ زن كرد كفت] (وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ) بل نزل به الروح الامين وَما يَنْبَغِي لَهُمْ اى وما يصح وما يستقيم لهم ان ينزلوا بالقرآن من السماء (وَما يَسْتَطِيعُونَ
وما يقدرون على ذلك أصلا إِنَّهُمْ بعد مبعث الرسول عَنِ السَّمْعِ لكلام الملائكة لَمَعْزُولُونَ ممنوعون بعد ان كانوا يمكنون لانهم يرجمون بالشهب قال بعض اهل التفسير انهم عن السمع لكلام الملائكة لمعزولون لانتفاء المشاركة بينهم وبين الملائكة فى صفات الذات والاستعداد لقبول فيضان أنوار الحق والانتقاش بصور العلوم الربانية والمعارف النورانية كيف لا ونفوسهم خبيثة ظلمانية شريرة بالذات غير مستعدة الا لقبول ما لا خير فيه أصلا من فنون الشر والقرآن مشتمل على حقائق ومغيبات لا يمكن تلقيها الا من الملائكة وفى التأويلات النجمية يشير الى ان ليس للشياطين استعدادات تنزيل القرآن ولا قوة حمله ولا وسع فهمه لانهم خلقوا من النار والقرآن نور قديم فلا يكون للنار المخلوقة حمل النور القديم ألا ترى ان نار الجحيم كيف تستغيث عند ورود المؤمن عليها وتقول (جز يا مؤمن فقد اطفأ نورك لهبى) فاذا لم يكن لهم استطاعة لحمل القرآن وقوة سمعه كيف يمكن لهم تنزيله وان وجدوا السمع الذي هو الإدراك ولكن حرموا الفهم المؤدى للاستجابة لما دعوا اليه فلهذا استوجبوا العذاب انتهى قال بعض الكبار وصف الله تعالى اهل الحرمان ان أسماعهم وأبصارهم وعقولهم وقلوبهم فى غشاوة الغفلة عن سماع القرآن والسامع بالحقيقة هو الذي له سمع قلبى عقلى غيبى روحى يسمع كل لمحة من جميع الأصوات والحركات فى الاكون خطاب الحق سبحانه بحيث يهيج سره بنعت الشوق اليه فطوبى لمن فهم عن الله واستعد لحمل امانة الله شريعة وحقيقة فهو الموفق ومن سواه المعزول فيا ايها السامعون افهموا ويا ايها المدركون تحققوا فالعلم فى الصدر لا عند باب الحواس ولا بالتخمين والقياس فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إذا عرفت يا محمد حال الكفار فلا تعبد معه تعالى الها آخر فَتَكُونَ [پس باشى اگر پرستش ميكنى] مِنَ الْمُعَذَّبِينَ خوطب به النبي عليه السلام مع ظهور استحالة وقوع المنهي عنه لانه معصوم تهيجا لعزيمته وحثا على ازدياد الإخلاص ولطفا بسائر المكلفين ببيان ان الإشراك من القبيح والسوء بحيث ينهى عنه من لا يمكن صدوره منه فكيف بمن عداه وان من كان أكرم الخلق عليه إذا عذب على تقدير اتخاذ اله آخر فغيره اولى وفى الخبر ان الله تعالى اوحى الى نبى من أنبياء بنى إسرائيل يقال له ارميا بان يخبر قومه بان يرجعوا عن المعصية فانهم ان لم يرجعوا أهلكتهم فقال ارميا يا رب انهم أولاد أنبيائك أولاد ابراهيم واسحق ويعقوب أفتهلكهم بذنوبهم قال الله تعالى انى انما أكرمت انبيائى لانهم أطاعوني ولو انهم عصونى لعذبتهم وان كان ابراهيم خليلى قال فى التأويلات النجمية يشير الى ان عبادة غير الله من الدنيا والآخرة وطلبه بتوجه القلب اليه عمارة عذاب الله وهو البعد من الله ومن يطلب يكن عذابه أشد فكل طالب شىء يكون قريبا اليه بعيدا عما سواه فطالب الدنيا قريب من الدنيا بعيد عن الآخرة وطالب الآخرة قريب من الآخرة بعيد عن الله ولذا قال ابو سعيد الخراز قدس سره حسنات الأبرار سيآت المقربين فالابرار اهل الجنة وحسناتهم طلب الجنة والمقربون اهل الله وحسناتهم طلب الله وحده لا شريك له وَأَنْذِرْ العذاب الذي يستتبعه الشرك والمعاصي عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ
كلهم فان حرموك فاعطهم وان ظلموك فتجاوز عنهم وان قصروا فى حقى فاعف عنهم واستغفر لهم: وبالفارسية [وبر خويش فرورد آر بفروتنى ومهربانى يعنى مهربانى ورز وإكرام كن] والخفض ضد الرفع والدعة والسير اللين: يعنى [نرم رفتن شتر] وهو حث على تليين الجانب والانقياد كما فى المفردات وجناح العسكر جانباه وهو مستعار من خفض الطائر جناحه إذا أراد ان ينحط فشبه التواضع ولين الأطراف والجوانب عند مصاحبة الأقارب والأجانب بخفض الطائر جناحه اى كسره عند ارادة الانحطاط واما الفاسق والمنافق فلا يخفض له الجناح الا فى بعض الأحوال إذ لكل من اللين والغلظة وقت دل عليه القرآن فلا بد من رعاية كل منهما فى وقته ومن للتبيين لان من اتبع أعم ممن اتبع لدين او لغيره او للتبعيض على ان المراد بالمؤمنين المشارفون للايمان والمصدقون باللسان وفى التأويلات النجمية والنكتة فيه انه قال (وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) لان كل متابع مؤمن ولم يكن كل مؤمن متابعا لئلا يغتر المؤمن بدعوى الايمان وهو بمعزل عن حقيقته التي لا تحصل الا بالمتابعة انتهى فعلى العاقل ان يختار صحبة الأخيار ويتابعهم فى أعمالهم ويسعى فى تحصيل اخلاقهم وأحوالهم وبشرف القرين يدخل عشرة من الحيوانات الجنة منها كلب اصحاب اهل الكهف ولله در من قال
سك اصحاب كهف روزى چند پى نيكان كرفت مردم شد
حيث دخل الجنة معهم فى صورة الكبش فَإِنْ عَصَوْكَ قال فى كشف الاسرار [خويشان وقرابت رسول الله عليه السلام چون بعداوت رسول در بستند وزبان طعن دراز كردند آيت فرود آمد كه] (فَإِنْ عَصَوْكَ) اى فان خرجت عشيرتك عن الطاعة وخالفوك ولم يتبعوك فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ اى من عبادتكم لغير الله تعالى ولا تبرأ منهم وقل لهم قولا معروفا بالنصح والعظة لعلهم يرجعون الى طاعتك وقبول الدعوة منك يقول الفقير سمعت من حضرة شيخى وسندى روّح الله روحه يقول قطعت الوصلة بينى وبين خلفائى الا من الوصية فان الله تعالى يقول (وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) فالوصية بالحق والصبر لا بد لى منها فى حق الكل خصوصا فى حقهم وَتَوَكَّلْ فى جميع حالاتك عَلَى الْعَزِيزِ الذي لا يذل من والاه ولا يعز من عاداه فهو يقدر على قهر أعدائه الرَّحِيمِ الذي يرحم من توكل عليه وفوض امره اليه بالظفر والنصرة فهو ينصر أولياءه ولا تتوكل على الغير فان الله تعالى هو الكافي لشر الأعداء لا الغير والتوكل على الله تعالى فى جميع الأمور والاعراض عما سواه ليس الا من خواص الكمل جعلنا الله وإياكم من الملحقين بهم ثم اتبع به قوله الَّذِي يَراكَ
إلخ لانه كالسبب لتلك الرحمة اى توكل على من يراك حِينَ تَقُومُ
اى الى التهجد فى جوف الليل فان المعروف من القيام فى العرف الشرعي احياء الليل بالصلاة فيه وفى الحديث (أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) وعن عائشة رضى الله عنها ان النبي عليه السلام كان لا يدع قيام الليل وكان إذا مرض او كسل صلى قاعدا ومنها إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع او غيره صلى من النهار ثنتى عشرة ركعة رواه مسلم يقول الفقير هذا اى
أجداد ولم اظفر فيهم بنقل وعبد المطلب الأشبه انه لم تبلغه الدعوة لانه مات وسنه عليه السلام ثمان سنين والأشهر انه كان على ملة ابراهيم عليه السلام اى لم يعبد الأصنام كما سبق فى سورة براءة هَلْ أُنَبِّئُكُمْ خطاب لكفار مكة وكانوا يقولون ان الشياطين تتنزل على محمد فرد الله عليهم ببيان استحالة تنزلهم عليه بعد بيان امتناع تنزلهم بالقرآن. والمعنى هل أخبركم ايها المشركون: وبالفارسية [آيا خبر دهم شما را] عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ اى تتنزل بحذف احدى التاءين وكلمة من تضمنت الاستفهام ودخل عليها حرف الجر وحق الاستفهام ان يصدر فى الكلام فيقال أعلى زيد مررت ولا يقال على أزيد مررت ولكن تضمنه ليس بمعنى انه اسم فيه معنى الحرف بل معناه ان الأصل أمن فحذف حرف الاستفهام واستعمل على بعد حذفه كما يقال فى هل أصله اهل ومعناه أقد فاذا ادخلت حرف الجر على من فقدر الهمزة قبل حرف الجر فى ضميرك كأنك تقول أعلى من تنزل تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ كثير الافك والكذب قال الراغب الافك كل مصروف عن وجهه الذي يحق ان يكون عليه أَثِيمٍ كثير الإثم وهو اسم للافعال المبطئة عن الثواب اى تتنزل على المتصفين بالإفك والإثم الكثير من الكهنة والمتنبئة كمسيلمة وطليحة لانهم من جنسهم وبينهم مناسبة بالكذب والافتراء والإضلال وحيث كانت ساحة رسول الله منزهة عن هذه الأوصاف استحال تنزلهم عليه يُلْقُونَ السَّمْعَ الجملة فى محل الجر على انها صفة كل أفاك اثيم لكونه فى معنى الجمع اى يلقى الأفاكون الاذن الى الشياطين فيتلقون منهم اوهاما وامارات لنقصان علمهم فيضمون إليها بحسب تخيلاتهم الباطلة خرافات لا يطابق أكثرها الواقع: وبالفارسية [فرو ميدارند كوش را بسخن شياطين وفرا ميكيرند از ايشان اخبار دروغ وديكر دروغها بآن اضافت ميكنند] وَأَكْثَرُهُمْ اى الأفاكين كاذِبُونَ فيما قالوه من الأقاويل وليس محمد كذلك فانه صادق فى جميع ما اخبر من المغيبات والأكثر بمعنى الكل: يعنى [همه ايشان بصفت كذب موصوفند] كلفظ البعض فى قوله (وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) اى كله وذلك كما استعملت القلة فى معنى العدم فى كثير من المواضع وقال بعضهم ان الاكثرية باعتبار الأقوال لا باعتبار الذوات حتى يلزم من نسبة الكذب الى أكثرهم كون أقلهم صادقين وليس معنى الأفاك من لا ينطق الا بالإفك حتى يمتنع منه الصدق بل من يكثر الافك فلا ينافيه ان يصدق نادرا فى بعض الأحيان وقال فى كشف الاسرار استثنى منهم بذكر الأكثر سطيحا وشقا وسواد بن قارب الذين كانوا يلهجون بذكر رسول الله وتصديقه ويشهدون له بالنبوة ويدعون الناس اليه انتهى قال فى حياة الحيوان واما شق وسطيح الكاهنان فكان شق شق انسان له يد واحدة ورجل واحدة وعين واحدة وكان سطيح ليس له عظم ولا بنان انما كان يطوى كالحصير لم يدرك ايام بعثة رسول الله عليه السلام وكان فى زمن الملك كسرى وهو ساسان وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ يعنى ليس القرآن بشعر ولا محمد بشاعر لان الشعراء يتبعهم الضالون والسفهاء واتباع محمد ليسوا كذلك بل هم الراشدون المراجيح الرزان وكان شعراء الكفار يهجون رسول الله وأصحابه ويعيبون الإسلام فيتبعهم سفهاء
Icon