تفسير سورة الصافات

جهود القرافي في التفسير
تفسير سورة سورة الصافات من كتاب جهود القرافي في التفسير .
لمؤلفه القرافي . المتوفي سنة 684 هـ

١٠٤٤- القذف : أصله الرجم بالحجارة ونحوها، ثم يستعمل مجازا في الرجم بالمكاره، فمن الحقيقة قوله تعالى :﴿ ويقذفون من كل جانب ﴾. ( الذخيرة : ١٢/٩٠ )
١٠٤٥- في الصحاح : " وقفت الدار للمساكين وقفا١. وأوقفتها- بالألف- لغة رديئة. قال الله تعالى :﴿ وقفوهم إنهم مسؤولون ﴾ بغير ألف. وليس في الكلام : أوقفت، إلا كلمة واحدة : " أوقفت عن الأمر، أي : أقلعت عنه. وعن الكسائي وأبي عمرو : ما أوقفك هاهنا ؟ أي : " أي شيء صيرك واقفا ". وتقول العرب : " وقفت الدابة، تقف، وقوفا. ووقفتها أنا وقفا، متعد وقاصر، ووقفته على دينه، أي : أطلعته عليه " ٢. ( نفسه : ٦/٣٠١ )
١ - في الصحاح (٤/١٤٤٠) :"وقفت الدار للمساكين وقفا : حبستها"..
٢ - نفسه : ٤/١٤٤٠..
١٠٤٦- الاستثناء من الصفة، لأنهم سلبوا عن أنفسهم صفة كونهم ميتين، واستثنوا من الصفة المنفية نوعا منها، وهو الموتة الأولى دون غيرها، ولم يستثنوا بعض أفراد الموصوف بهذه الصفة، فلو قال : " ما نحن بميتين إلا زيدا " كان من باب الاستثناء من الحكم. ولو قالوا : " ما نحن بميتين إلا ميتين " لكانوا مستثنين لجملة الصفة عن جميع الموصوفين، فكان يكون تقدير الكلام :" ما نحن إلا أحياء " لأن الموت له ضد واحد، فتعين الثبوت بعد الاستثناء، ويكون التقدير استثناء من الصفة. فتأمل هذه الآية فهي من الاستثناء الغريب في القرآن. ( الاستغناء : ٤٩١-٤٩٢ )
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٨:١٠٤٦- الاستثناء من الصفة، لأنهم سلبوا عن أنفسهم صفة كونهم ميتين، واستثنوا من الصفة المنفية نوعا منها، وهو الموتة الأولى دون غيرها، ولم يستثنوا بعض أفراد الموصوف بهذه الصفة، فلو قال :" ما نحن بميتين إلا زيدا " كان من باب الاستثناء من الحكم. ولو قالوا :" ما نحن بميتين إلا ميتين " لكانوا مستثنين لجملة الصفة عن جميع الموصوفين، فكان يكون تقدير الكلام :" ما نحن إلا أحياء " لأن الموت له ضد واحد، فتعين الثبوت بعد الاستثناء، ويكون التقدير استثناء من الصفة. فتأمل هذه الآية فهي من الاستثناء الغريب في القرآن. ( الاستغناء : ٤٩١-٤٩٢ )
١٠٤٧- معناه، والمراد به : " انظر كيف عذابهم "، فلذلك حسن استثناء ﴿ المخلصين ﴾ وليس المراد مطلق النظر كيف كان. ( الاستغناء : ٣٥٠ )
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٣:١٠٤٧- معناه، والمراد به :" انظر كيف عذابهم "، فلذلك حسن استثناء ﴿ المخلصين ﴾ وليس المراد مطلق النظر كيف كان. ( الاستغناء : ٣٥٠ )
١٠٤٨- إن المطلوب من الضحايا ليس كثرة اللحم وسد الخلات، بخلاف الهدايا لقوله صلى الله عليه وسلم " خير الأضحية الكبش " ١ ولأن المطلوب إحياء قصة الخليل عليه السلام لقوله تعالى :﴿ وفديناه بذبح عظيم ( ١٠٧ ) وتركنا عليه في الآخرين( ١٠٨ ) ﴾ قيل : " جعلناه سنة للآخرين، ولأن الله وصفه بالعظيم ". ولم يحصل هذا الوصف لغيره من جهة المعنى. إن المفدى لم تكن نفاسته لعظم جسمه، بل لعظم معناه، فكذلك ينبغي أن يكون فداؤه تحصيلا للمناسبة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما ضحى عن نفسه ضحى بالكبش٢. ( الذخيرة : ٤/١٤٣ )
١ - هو بعض حديث، رواه أبو داود في سننه، كتاب الجنائز، بلب : كراهية المغالاة في الكفن. عن عبادة بن الصامت. ولفظه :"خير الكفن الحلة، وخير الأضحية الكبش الأقرن"..
٢ - الحديث خرجه مسلم في صحيحه، كتاب الأضاحي، باب : استحباب الضحية وذبحها مباشرة بلا توكيل، والتسمية والتكبير. عن عائشة رضي الله عنها..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٧:١٠٤٨- إن المطلوب من الضحايا ليس كثرة اللحم وسد الخلات، بخلاف الهدايا لقوله صلى الله عليه وسلم " خير الأضحية الكبش " ١ ولأن المطلوب إحياء قصة الخليل عليه السلام لقوله تعالى :﴿ وفديناه بذبح عظيم ( ١٠٧ ) وتركنا عليه في الآخرين( ١٠٨ ) ﴾ قيل :" جعلناه سنة للآخرين، ولأن الله وصفه بالعظيم ". ولم يحصل هذا الوصف لغيره من جهة المعنى. إن المفدى لم تكن نفاسته لعظم جسمه، بل لعظم معناه، فكذلك ينبغي أن يكون فداؤه تحصيلا للمناسبة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما ضحى عن نفسه ضحى بالكبش٢. ( الذخيرة : ٤/١٤٣ )
١ - هو بعض حديث، رواه أبو داود في سننه، كتاب الجنائز، بلب : كراهية المغالاة في الكفن. عن عبادة بن الصامت. ولفظه :"خير الكفن الحلة، وخير الأضحية الكبش الأقرن"..
٢ - الحديث خرجه مسلم في صحيحه، كتاب الأضاحي، باب : استحباب الضحية وذبحها مباشرة بلا توكيل، والتسمية والتكبير. عن عائشة رضي الله عنها..

١٠٤٩- إن المراد من الإحضار هاهنا الإحضار للعذاب، ثم استثنى بعض الموصوفين من الإحضار المتقدم إن كان المراد بالضمير في قوله :﴿ فإنهم ﴾ جميع الخلائق. وإذا استثنى بعض الموصوفين كان كقولك : " قام القوم إلا زيدا " فيكون الاستثناء من الحكم لا من الصفة، وإن كان الضمير عائدا على الكفار فقط كان الاستثناء منقطعا، ولا يكون الاستثناء من الصفة ولا من الحكم. ( الاستغناء : ٣٥١ و ٤٩٢ )
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٧:١٠٤٩- إن المراد من الإحضار هاهنا الإحضار للعذاب، ثم استثنى بعض الموصوفين من الإحضار المتقدم إن كان المراد بالضمير في قوله :﴿ فإنهم ﴾ جميع الخلائق. وإذا استثنى بعض الموصوفين كان كقولك :" قام القوم إلا زيدا " فيكون الاستثناء من الحكم لا من الصفة، وإن كان الضمير عائدا على الكفار فقط كان الاستثناء منقطعا، ولا يكون الاستثناء من الصفة ولا من الحكم. ( الاستغناء : ٣٥١ و ٤٩٢ )
١٠٥٠- دليل القرعة قوله تعالى :﴿ فساهم فكان من المدحضين ﴾. ( الذخيرة : ٧/١٩٩ )
١٠٥١- إن الميسر هو القمار، وميسر الحقوق ليس قمارا، وقد أقرع الرسول صلى الله عليه وسلم بين أزواجه وغيرهن١. واستعملت القرعة في شرائع الأنبياء عليهم السلام لقوله تعالى :﴿ فساهم فكان من المدحضين ﴾. ( نفسه : ١١/١٧٢ )
١ - روي الحديث بألفاظ مختلفة، منها ما رواه البخاري في صحيحه، كتاب الشهادات. ح: ٢٤٦٧. ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة. ح: ٤٤٧٧. وأبو داود في سننه. كتاب النكاح. ح : ١٨٢٦..
العراء : المكان المنكشف الفارغ. ( الذخيرة : ٥/١٩٦ )
التسبيح لم يقع الاستثناء منه، بل من ﴿ يصفون ﴾، فنزه الله تعالى نفسه عن وصف الناس له إلا وصف المخلصين، فإنهم يصفونه بصفات الكمال فلا ينزه عنها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥٩: التسبيح لم يقع الاستثناء منه، بل من ﴿ يصفون ﴾، فنزه الله تعالى نفسه عن وصف الناس له إلا وصف المخلصين، فإنهم يصفونه بصفات الكمال فلا ينزه عنها.
في هذه الآية من المسائل : ما معنى ﴿ فاتنين ﴾ هاهنا ؟ وما وجه هذا الاستثناء ؟ وهل هو متصل أو منقطع ؟ وما موضع ﴿ من ﴾ من الإعراب ؟
والجواب : أن معنى الآية : أن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين : " إنكم ومعبودكم من الأصنام ما أنتم عليه بفاتنين " أي : بضالين. والفاتن هاهنا : المضل لغيره. أي : " لا تفتنون أحدا ولا تضلون إلا من سبق القدر أنه صال الجحيم، فإنكم تضلون بقضاء الله تعالى وقدره ". ودخلت ﴿ عليه ﴾ هاهنا لأن ﴿ فاتنين ﴾ هاهنا ضمن معنى " عاطفين " من العطف الذي هو الميل. والعرب تقول : " عطف عليه " إذا مال إليه. فلما ضمن معنى العطف عدي ب " على ". وأما موضع " من " فنصب على أنه مفعول به باسم الفاعل الذي هو ﴿ فاتنين ﴾. وأصل نظم الآية : " فإنكم وما تعبدونه من الأصنام ما انتم بفاتنين به أحدا إلا من هو صال الجحيم "، فحذف العائد على " ما " لأنه منصوب يجوز حذفه لطول الصلة. وحذف " من الأصنام " لأنه فضلة دل السياق عليها. وبدلت الباء في " به " ب " عليه " لأجل غرض التضمين. وحذف المستثنى منه اختصارا.
و﴿ صال الجحيم ﴾ في الآية مجاز، من باب تسمية الشيء باعتبار ما هو آيل إليه، فإن وقت الفتنة ليس هو بصال الجحيم. فهذا تلخيص هذا الجميع. ( نفسه : ٣٤٨-٣٤٩ )
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦١:١٠٤٤- القذف : أصله الرجم بالحجارة ونحوها، ثم يستعمل مجازا في الرجم بالمكاره، فمن الحقيقة قوله تعالى :﴿ ويقذفون من كل جانب ﴾. ( الذخيرة : ١٢/٩٠ )
الاستثناء واقع في الأحوال، لأن من الممكن أن يكون كل ملك ليس له مقام معلوم، أو كل ملك له مقام معلوم، أو البعض كذلك والبعض ليس كذلك. ( الاستغناء : ١٤٨ )
إن الله تعالى جعل عبادة هذه الأمة في هذه الشريعة على نسق الملائكة عليهم السلام، وتسوية بين الملائكة وهذه الأمة في صفة العبادة. فكل الأمم يصلون همجا من غير ترتيب إلا هذه الأمة، تصلي صفوفا كما تصلي الملائكة لقوله تعالى إخبارا عن قول الملائكة :﴿ وإنا لنحن الصافون( ١٦٥ ) وإنا لنحن المسبحون( ١٦٦ ) ﴾، والشريعة المشتملة على أحوال الملائكة أفضل من غيرها، فشريعتنا أفضل من الشرائع. ( الأجوبة الفاخرة : ١٦٩ )
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦٥: إن الله تعالى جعل عبادة هذه الأمة في هذه الشريعة على نسق الملائكة عليهم السلام، وتسوية بين الملائكة وهذه الأمة في صفة العبادة. فكل الأمم يصلون همجا من غير ترتيب إلا هذه الأمة، تصلي صفوفا كما تصلي الملائكة لقوله تعالى إخبارا عن قول الملائكة :﴿ وإنا لنحن الصافون( ١٦٥ ) وإنا لنحن المسبحون( ١٦٦ ) ﴾، والشريعة المشتملة على أحوال الملائكة أفضل من غيرها، فشريعتنا أفضل من الشرائع. ( الأجوبة الفاخرة : ١٦٩ )
Icon