تفسير سورة الصافات

تفسير القرآن الكريم
تفسير سورة سورة الصافات من كتاب تفسير القرآن الكريم .
لمؤلفه شحاته . المتوفي سنة 1423 هـ
أهداف سورة الصافات
سورة الصافات مكية، وآياتها ( ١٨٢ ) آية، نزلت بعد سورة الأنعام في الفترة الأخيرة من حياة المسلمين بمكة، فقد نزلت بعد الإسراء وقبيل الهجرة إلى المدينة.
وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم لابتدائها بالقسم بالصافات، والمراد بها : الملائكة التي تقف صفوفا للعبادة، أو تصف أجنحتها في الهواء امتثالا للطاعة، وانتظارا لوصول أمر الله إليها.
مقصود السورة
قال الفيروزبادى :
معظم مقصود السورة هو : الإخبار عن صف الملائكة والمصلين للعبادة، ودلائل الوحدانية، ورجم الشياطين، وذل الظالمين، وعز المطيعين في الجنان، وقهر المجرمين في النيران، ومعجزة نوح، وحديث إبراهيم، وفداء إسماعيل في جزاء الانقياد، وبشارة إبراهيم بإسحاق، والمنة على موسى وهارون بإيتاء الكتاب، وحكاية الناس في حال الدعوة، وهلاك قوم لوط، وحبس يونس في بطن الحوت، وبيان فساد عقيدة المشركين في إثبات النسبة١ ودرجات الملائكة في مقام العبادة، وما منح الله الأنبياء من النصر والتأييد، وتنزيه حضرة الجلال عن الأنداد والأضداد في قوله سبحانه :﴿ سبحان ربك رب العزة عما يصفون ﴾. [ الصافات : ١٨٠ ].
سياق السورة
تميزت سورة الصافات بقصر الآيات، وسرعة الإيقاع، وكثرة المشاهد والمواقف، وتنوع الصور والمؤثرات.
وهي تستهدف – كسائر السور المكية – بناء العقيدة في النفوس، وتخليصها من شوائب الشرك في كل صوره وأشكاله، ولكنها بصفة خاصة تعالج صورة معينة من صور الشرك، التي كانت سائدة في البيئة العربية الأولى، وتقف أمام هذه الصورة طويلا، وتكشف عن زيفها وبطلانها بوسائل شتى. تلك هي الصورة التي كانت جاهلية العرب تستسيغها، وهي تزعم أن هناك قرابة بين الله سبحانه وبين الجن، وتستطرد في تلك الأسطورة فتزعم أنه من التزاوج بين الله – سبحانه- والجنة ولدت الملائكة، ثم تزعم أن الملائكة إناث وأنهن بنات الله !
هذه الأسطورة تتعرض لحملة قوية في هذه السورة، تكشف عن تفاهتها وسخفها، ونظرا لأنها هي الموضوع البارز الذي تعالجه السورة، فإنها تبدأ بالإشارة إلى طوائف من الملائكة :﴿ والصافات صفا * فالزاجرات زجرا * فالتاليات ذكرا ﴾.
ويتلوها حديث عن الشياطين المردة، وتعرضهم للرجم بالشهب الثاقبة، كيلا يقربوا من الملأ الأعلى، ولا يتسمعوا لما يدور فيه، ولو كانوا حيث تزعم لهم أساطير الجاهلية ما طوردوا هذه المطاردة.
وبمناسبة ضلال الكافرين وتكذيبهم، تعرض السورة سلسلة من قصص الرسل : نوح، وإبراهيم وابنه، وموسى وهارون، وإلياس، ولوط، ويونس، تتكشف فيها رحمة الله ونصره لرسله، وأخذه للمكذبين بالعذاب والتنكيل، ويمكننا أن نقسم سورة الصافات إلى ثلاثة موضوعات رئيسية :
١- وصف الملائكة ومشاهد الآخرة :
يستغرق الموضوع الأول من السورة الآيات من ( ١-٧٠ ) ويتضمن افتتاح السورة بالقسم بتلك الطوائف من الملائكة :﴿ والصافات صفا فالزاجرات زجرا* فالتاليات ذكرا ﴾. على وحدانية الله رب المشارق، مزين السماء بالكواكب، ثم تجيء مسألة الشياطين، وتسمعهم للملأ الأعلى، ورجمهم بالشهب الثاقبة، يتلوها سؤال لهم :﴿ أهم أشد خلقا أم من خلقنا... ﴾ من الملائكة والكواكب والشياطين والشهب، للتوصل من هذا إلى تسفيه ما كانوا يقولونه عن البعث، وإثبات ما كانوا يستبعدونه ويستهزئون بوقوعه، ومن ثم يعرض ذلك المشهد المطول للبعث والحساب والنعيم والعذاب، وهو مشهد فريد، حافل بالصورة والحركة، والمقابلة بينه وبين منازل الأبرار وآلام الفجار.
٢- قصص الأنبياء :
تتعرض الآيات من ( ٧١-١٤٨ ) لبيان أن هؤلاء الضالين لهم نظائر في السابقين، الذين جاءتهم النذر فكان أكثرهم من الضالين، ويستطرد في قصص أولئك المنذرين، من قوم نوح وإبراهيم وموسى وهارون وإلياس ولوط ويونس، وكيف كانت عاقبة المكذبين وعاقبة المؤمنين.
ومن الظواهر المؤثرة في هذا القصص تجرد الأنبياء لربهم، وإخلاصهم له، فيونس يسبح بحمد ربه ويناجيه في بطن الحوت، وإبراهيم يطيع الله ويستسلم لأمره في قصة الذبح والفداء، ونشاهد من الذابح والذبيح التجرد والامتثال لأمر الله، في أعمق صورة وأروعها وأرفعها.
وقد كانت الإشارة إلى قصص الأنبياء لمحات سريعة في آيات قصيرة، تحتوي على عبرة القصة، والتذكير بمضمونها.
٣ – أسطورة تعقبها الحقيقة :
تناولت الآيات من ( ١٤٩-١٨٢ ) حيث آخر السورة، الحديث عن الأسطورة الكاذبة، أسطورة نسبة الجن والملائكة إلى الله، ثم فندت هذه الأسطورة، ونزهت الله عنها، وبينت أن الملائكة خلف من خلق الله ملتزم بطاعته، ﴿ وما منا إلا له، مقام معلوم * وإنا لنحن الصافون * وإنا لنحن المسبحون ﴾. [ الصفات : ١٦٤-١٦٦ ].
وقررت الآيات وعد الله لرسله بالظفر والغلبة، ﴿ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون* وإن جندنا لهم الغالبون ﴾. [ الصافات : ١٧١-١٧٣ ].
وانتهت السورة بتنزيه الله سبحانه، والتسليم على رسله، والاعتراف بربوبيته، وهي القضايا التي تناولتها الصورة في الصميم.
﴿ سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين* والحمد لله رب العالمين ﴾. [ الصافات : ١٨٠-١٨٢ ].
١ أي في اعتقاد نسب بينه سبحانه وبين الجنة والملائكة، في قولهم: الملائكة بنات الله، وهو إشارة إلى قوله تعالى:﴿ وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا﴾ والمراد بالجنة: الملائكة أو الجن..

إعلان وحدانية الله

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ والصافات صفا ( ١ ) فالزاجرات زجرا ( ٢ ) فالتاليات ذكرا ( ٣ ) إن إلهكم لواحد ( ٤ ) رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق ( ٥ ) ﴾
المفردات :
الصافات : جماعة من الملائكة يقفون صفوفا، لكل واحد منهم مرتبة معينة في الشرف والفضيلة.
التفسير :
١، ٢، ٣، ٤ ﴿ والصافات صفا* فالزاجرات زجرا* فالتاليات ذكرا * إن إلهكم لواحد ﴾.
أقسم الله تعالى ببعض خلقه تنبيها لأهميته، ولفتا للأنظار إلى عظمة هذا المخلوق، كما أقسم سبحانه ببعض مظاهر الكون، مثل الضحى والرياح، والشمس والقمر والشفق، والليل والنهار، وكلها تلفت أنظارنا إلى عظمة الخالق سبحانه، وتعالى، والقسم بالملائكة يلفت أنظارنا إلى هذا الخلق العظيم، العابد الساجد المسبح المصطف للعبادة، المكلف بإنزال الوحي من السماء ليتلوه البشر، أو قيام الملائكة بتلاوة آيات الله وذكره وطاعته، وقد أخبر القرآن أن الملائكة صفوف منتظمة، وأنهم عابدون لله حق العبادة.
قال تعالى :﴿ وجاء ربك والملك صفا صفا ﴾. [ الفجر : ٢٢ ].
وقال سبحانه :﴿ فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسئمون ﴾. [ فصلت : ٣٨ ].
وقد ذكر المفسرون عدة أراء في المراد بهذه الصفات، فقيل : أقسم الله بنفوس العلماء المصطفين للعبادة، الزاجرين الناس عن المعاصي، التالين لكتاب الله وسنة نبيه، ذكرا لله وعبادة له.
وقيل : أقسم الله بنفوس الغزاة الصافين في الجهاد، الزاجرين للخيل أو العدوّ، التالين لذكر الله لا يشغلهم العدوّ عنه.
والرأي الراجح عند المفسرين أن المراد بهذا القسم : طوائف الملائكة، فهم يصفون أنفسهم في طاعة الله، كما يصف المسلمون أنفسهم في الصلاة، وفي السنّة الصحيحة أن الله ميز هذه الأمة وميّز رسولها، بصف المسلمين أنفسهم في الصلاة كما تصف الملائكة، والملائكة لها إلهام ومعونة للمؤمنين تزجرهم عن المعاصي، وتحثهم على الطاعات، والملائكة تبلغ وحي الله إلى الأرض، وتذكر الله تعالى.
قال تعالى :﴿ الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير ﴾. [ الحج : ٧٥ ].
وقال سبحانه :{ وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم :[ الشورى : ٥١ ].
وقد أرسل الله جبريل بوحي السماء، وجعله أمينا عليه.
قال تعالى :﴿ نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين ﴾. [ الشعراء : ١٩٣، ١٩٤ ].
وقال سبحانه :﴿ والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى * وهو بالأفق الأعلى ﴾. [ النجم : ١-٧ ].
أي أن الله تعالى أقسم بصنوف الملائكة على وحدانيته، وأنه سبحانه وتعالى واحد أحد فرد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، وجواب القسم هو :
﴿ إن إلهكم لواحد ﴾.
أي : ليس صنما ولا وثنا ولا أي شيء من الآلهة المدَّعاة، بل هو سبحانه إله واحد منزه عن الشريف والمثيل، ليس له شريك ولا ندّ ولا نظير.
قال تعالى :﴿ لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا... ﴾ [ الأنبياء : ٢٢ ]. وهذه مقدمة جوابها : لكن السماء والأرض لم تفسدا والنتيجة : ليس في الكون آلهة إلا الله سبحانه وتعالى.
المفردات :
الزاجرات : وصف ثان للملائكة المقسم بهم، مأخوذ من الزجر وهو المنع، أو الحث أو السَّوْق، فالملائكة لهم زجر وتأثير في قلوب بني آدم، من ناحية زجرهم عن المعاصي، وإلهامهم الخير.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:إعلان وحدانية الله


بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ والصافات صفا ( ١ ) فالزاجرات زجرا ( ٢ ) فالتاليات ذكرا ( ٣ ) إن إلهكم لواحد ( ٤ ) رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق ( ٥ ) ﴾

المفردات :

الصافات : جماعة من الملائكة يقفون صفوفا، لكل واحد منهم مرتبة معينة في الشرف والفضيلة.

التفسير :

١، ٢، ٣، ٤ ﴿ والصافات صفا* فالزاجرات زجرا* فالتاليات ذكرا * إن إلهكم لواحد ﴾.
أقسم الله تعالى ببعض خلقه تنبيها لأهميته، ولفتا للأنظار إلى عظمة هذا المخلوق، كما أقسم سبحانه ببعض مظاهر الكون، مثل الضحى والرياح، والشمس والقمر والشفق، والليل والنهار، وكلها تلفت أنظارنا إلى عظمة الخالق سبحانه، وتعالى، والقسم بالملائكة يلفت أنظارنا إلى هذا الخلق العظيم، العابد الساجد المسبح المصطف للعبادة، المكلف بإنزال الوحي من السماء ليتلوه البشر، أو قيام الملائكة بتلاوة آيات الله وذكره وطاعته، وقد أخبر القرآن أن الملائكة صفوف منتظمة، وأنهم عابدون لله حق العبادة.
قال تعالى :﴿ وجاء ربك والملك صفا صفا ﴾. [ الفجر : ٢٢ ].
وقال سبحانه :﴿ فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسئمون ﴾. [ فصلت : ٣٨ ].
وقد ذكر المفسرون عدة أراء في المراد بهذه الصفات، فقيل : أقسم الله بنفوس العلماء المصطفين للعبادة، الزاجرين الناس عن المعاصي، التالين لكتاب الله وسنة نبيه، ذكرا لله وعبادة له.
وقيل : أقسم الله بنفوس الغزاة الصافين في الجهاد، الزاجرين للخيل أو العدوّ، التالين لذكر الله لا يشغلهم العدوّ عنه.
والرأي الراجح عند المفسرين أن المراد بهذا القسم : طوائف الملائكة، فهم يصفون أنفسهم في طاعة الله، كما يصف المسلمون أنفسهم في الصلاة، وفي السنّة الصحيحة أن الله ميز هذه الأمة وميّز رسولها، بصف المسلمين أنفسهم في الصلاة كما تصف الملائكة، والملائكة لها إلهام ومعونة للمؤمنين تزجرهم عن المعاصي، وتحثهم على الطاعات، والملائكة تبلغ وحي الله إلى الأرض، وتذكر الله تعالى.
قال تعالى :﴿ الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير ﴾. [ الحج : ٧٥ ].
وقال سبحانه :{ وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم :[ الشورى : ٥١ ].
وقد أرسل الله جبريل بوحي السماء، وجعله أمينا عليه.
قال تعالى :﴿ نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين ﴾. [ الشعراء : ١٩٣، ١٩٤ ].
وقال سبحانه :﴿ والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى * وهو بالأفق الأعلى ﴾. [ النجم : ١-٧ ].
أي أن الله تعالى أقسم بصنوف الملائكة على وحدانيته، وأنه سبحانه وتعالى واحد أحد فرد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، وجواب القسم هو :
﴿ إن إلهكم لواحد ﴾.
أي : ليس صنما ولا وثنا ولا أي شيء من الآلهة المدَّعاة، بل هو سبحانه إله واحد منزه عن الشريف والمثيل، ليس له شريك ولا ندّ ولا نظير.
قال تعالى :﴿ لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا... ﴾ [ الأنبياء : ٢٢ ]. وهذه مقدمة جوابها : لكن السماء والأرض لم تفسدا والنتيجة : ليس في الكون آلهة إلا الله سبحانه وتعالى.

المفردات :
التاليات ذكرا : الملائكة يجيئون بالكتب من عند الله إلى أنبيائه، أو يتلون ذكر الله.
التفسير :
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:إعلان وحدانية الله


بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ والصافات صفا ( ١ ) فالزاجرات زجرا ( ٢ ) فالتاليات ذكرا ( ٣ ) إن إلهكم لواحد ( ٤ ) رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق ( ٥ ) ﴾

المفردات :

الصافات : جماعة من الملائكة يقفون صفوفا، لكل واحد منهم مرتبة معينة في الشرف والفضيلة.

التفسير :

١، ٢، ٣، ٤ ﴿ والصافات صفا* فالزاجرات زجرا* فالتاليات ذكرا * إن إلهكم لواحد ﴾.
أقسم الله تعالى ببعض خلقه تنبيها لأهميته، ولفتا للأنظار إلى عظمة هذا المخلوق، كما أقسم سبحانه ببعض مظاهر الكون، مثل الضحى والرياح، والشمس والقمر والشفق، والليل والنهار، وكلها تلفت أنظارنا إلى عظمة الخالق سبحانه، وتعالى، والقسم بالملائكة يلفت أنظارنا إلى هذا الخلق العظيم، العابد الساجد المسبح المصطف للعبادة، المكلف بإنزال الوحي من السماء ليتلوه البشر، أو قيام الملائكة بتلاوة آيات الله وذكره وطاعته، وقد أخبر القرآن أن الملائكة صفوف منتظمة، وأنهم عابدون لله حق العبادة.
قال تعالى :﴿ وجاء ربك والملك صفا صفا ﴾. [ الفجر : ٢٢ ].
وقال سبحانه :﴿ فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسئمون ﴾. [ فصلت : ٣٨ ].
وقد ذكر المفسرون عدة أراء في المراد بهذه الصفات، فقيل : أقسم الله بنفوس العلماء المصطفين للعبادة، الزاجرين الناس عن المعاصي، التالين لكتاب الله وسنة نبيه، ذكرا لله وعبادة له.
وقيل : أقسم الله بنفوس الغزاة الصافين في الجهاد، الزاجرين للخيل أو العدوّ، التالين لذكر الله لا يشغلهم العدوّ عنه.
والرأي الراجح عند المفسرين أن المراد بهذا القسم : طوائف الملائكة، فهم يصفون أنفسهم في طاعة الله، كما يصف المسلمون أنفسهم في الصلاة، وفي السنّة الصحيحة أن الله ميز هذه الأمة وميّز رسولها، بصف المسلمين أنفسهم في الصلاة كما تصف الملائكة، والملائكة لها إلهام ومعونة للمؤمنين تزجرهم عن المعاصي، وتحثهم على الطاعات، والملائكة تبلغ وحي الله إلى الأرض، وتذكر الله تعالى.
قال تعالى :﴿ الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير ﴾. [ الحج : ٧٥ ].
وقال سبحانه :{ وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم :[ الشورى : ٥١ ].
وقد أرسل الله جبريل بوحي السماء، وجعله أمينا عليه.
قال تعالى :﴿ نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين ﴾. [ الشعراء : ١٩٣، ١٩٤ ].
وقال سبحانه :﴿ والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى * وهو بالأفق الأعلى ﴾. [ النجم : ١-٧ ].
أي أن الله تعالى أقسم بصنوف الملائكة على وحدانيته، وأنه سبحانه وتعالى واحد أحد فرد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، وجواب القسم هو :
﴿ إن إلهكم لواحد ﴾.
أي : ليس صنما ولا وثنا ولا أي شيء من الآلهة المدَّعاة، بل هو سبحانه إله واحد منزه عن الشريف والمثيل، ليس له شريك ولا ندّ ولا نظير.
قال تعالى :﴿ لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا... ﴾ [ الأنبياء : ٢٢ ]. وهذه مقدمة جوابها : لكن السماء والأرض لم تفسدا والنتيجة : ليس في الكون آلهة إلا الله سبحانه وتعالى.

المفردات :
المشارق : مشارق الشمس على امتداد خط المشرق.
التفسير :
٥- ﴿ رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق ﴾.
من صفة الله أنه رب الكون وخالقه وموجده من العدم، وهو الذي يحفظه ويمسك بزمامه.
ومعنى الآية : الله الواحد هو رب السماوات وما فيها، ورب الأرض وما عليها، من جبال وبحار وأنهار وأشجار وقفار وزراعات، وسائر ما خلق في الأرض، وهو سبحانه رب الفضاء والهواء والعوالم العظيمة التي بين السماء والأرض.
قال تعالى :﴿ له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ﴾. [ طه : ٦ ].
وهو سبحانه وتعالى :﴿ رب المشارق ﴾.
أي : مشارق الشمس ومغاربها، فلها في كل يوم مشرق معين تشرق منه، ولها في كل يوم مغرب معين تغرب منه، واكتفى هنا بذكر المشارق عن المغارب، لأن أحدهما يغني عن الآخر ولأن الشروق سابق على الغروب.
ونلاحظ أن القرآن الكريم عبّر عن الشروق والغروب أحيانا بالمفرد مثل قوله تعالى :﴿ رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا ﴾. [ المزمل : ٩ ].
وأحيانا بلفظ المثنّى مثل :﴿ رب المشرقين ورب المغربين ﴾. [ الرحمان : ١٧ ].
وأحيانا بلفظ الجمع مثل :﴿ ورب المشارق ﴾.
فالمفرد المراد به : الجهة، جهة الشرق وجهة الغرب، والمثنى المراد منهما : مشرق الشتاء ومشرق الصيف، أو مشرق الشمس والقمر ومغربهما، والمشارق المراد منها : مشارق النجوم والكواكب والشمس، بل والشموس في أيام السنة، وهي مشارق متعددة بعدد أيام السنة.
جاء في ظلال القرآن ما يأتي :
قوله :﴿ ورب المشارق ﴾.
أي : ولكل نجم مشرق، ولكل كوكب مشرق، فهي مشارق كثيرة في كل جانب من جوانب السماوات الفسيحة.. وللتعبير دلالة أخرى دقيقة في التعبير عن الواقع في هذه الأرض التي نعيش عليها كذلك، فالأرض في دورتها أمام الشمس تتوالى المشارق على بقاعها المختلفة. كما تتوالى المغارب، فكلما جاء قطاع منها أمام الشمس كان هناك مشرق على هذا القطاع، وكان هناك مغرب على القطاع المقابل له في الكرة الأرضية.. وهي حقيقة ما كان يعرفها الناس في زمان نزول القرآن الكريم، أخبرهم الله تعالى بها في ذلك الزمان القديم. ا ه.
فوائد النجوم في السماء
﴿ إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ( ٦ ) وحفظا من كل شيطان مارد ( ٧ ) لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب ( ٨ ) دحورا ولهم عذاب واصب ( ٩ ) إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ( ١٠ ) ﴾
المفردات :
الدنيا : مؤنث الأدنى، أي أقرب السماوات من أهل الأرض.
تمهيد :
تتحدث الآيات عن بعض جوانب القدرة الإلهية في حفظ السماء، فقد خلقها الله وأبدع خلقها، حيث جعلها سقفا مرفوعا، محفوظا في غاية الإبداع، وهي آية من آيات الله، حيث استمرت ملايين السنين بدون أن يصيبها خلل أو اضطراب، وقد زيَّنها الله بالنجوم، وجعل النجوم في السماء الدنيا، أي : القربى من أهل الأرض، لأهداف ثلاثة :

١-
زينة للسماء كما تزّين البيوت بالثريا.

٢-
هداية للسائرين في البر والصحراء والبحر.

٣-
حفظا ومنعا للشياطين من استراق السمع، وتلصص الجنّ على أخبار السماء، فمن اختلس أخبار السماء أصابه شهاب ثاقب، يرمى به ليخبله أو يقتله، كل ذلك بين دعائم الحفظ والنظام والإبداع من الله تعالى في ذلك الكون البديع.
قال تعالى :﴿ وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ﴾. [ الأنبياء : ٣٢ ].
وقال عز شأنه :﴿ الذي خلق سبع سماوات طبقا ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ﴾. [ الملك : ٣ ].
التفسير :
٦- ﴿ إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ﴾.
لقد خلق الله السماء ثم زينها بالنجوم، ومعنى الآية :﴿ إنا زينّا السماء ﴾ القربى من أهل الأرض بالنجوم والكواكب المتنوعة في أشكالها وأحجامها ونظامها.
وقد قرأ جمهور القراء بإضافة زينة إلى الكواكب، أي بلا تنوين في لفظ زينة، وقرأ حفص عن نافع بتنوين لفظ زينة، وخفض لفظ الكواكب على أنه بدل منه. ١
ومنظر السماء في الليالي المظلمة بديع أخّاذ، خصوصا لراكب البحار الواسعة، أو الفيافي المقفرة حيث تتراءى له الكواكب، وكل نجم يوصوص، ويبعث ضوءه في ظلام الليل، كدليل ملموس على إبداع القدرة الإلهية.
١ وقرأ بعضهم بتنوين لفظ (زينة) ونصب لفظ (الكواكب) على أنه مفعول به لفعل محذوف أي: أعنى الكواكب، ففيها ثلاث قراءات..
تمهيد :
تتحدث الآيات عن بعض جوانب القدرة الإلهية في حفظ السماء، فقد خلقها الله وأبدع خلقها، حيث جعلها سقفا مرفوعا، محفوظا في غاية الإبداع، وهي آية من آيات الله، حيث استمرت ملايين السنين بدون أن يصيبها خلل أو اضطراب، وقد زيَّنها الله بالنجوم، وجعل النجوم في السماء الدنيا، أي : القربى من أهل الأرض، لأهداف ثلاثة :

١-
زينة للسماء كما تزّين البيوت بالثريا.

٢-
هداية للسائرين في البر والصحراء والبحر.

٣-
حفظا ومنعا للشياطين من استراق السمع، وتلصص الجنّ على أخبار السماء، فمن اختلس أخبار السماء أصابه شهاب ثاقب، يرمى به ليخبله أو يقتله، كل ذلك بين دعائم الحفظ والنظام والإبداع من الله تعالى في ذلك الكون البديع.
قال تعالى :﴿ وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ﴾. [ الأنبياء : ٣٢ ].
وقال عز شأنه :﴿ الذي خلق سبع سماوات طبقا ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ﴾. [ الملك : ٣ ].
المفردات :
مارد : المارد والمريد، خارج على الطاعة، من قولهم : شجر أمرد، إذا تعرى من الورق.
التفسير :
٧- ﴿ وحفظا من كل شيطان مارد ﴾.
أي : جعل الله النجوم زينة للسماء، وهداية للسائرين في البر والبحر، ولها وظيفة ثالثة، وهي حفظ غيب السماء وحديث الملائكة من تلصص الجن عليه.
وفي السنة الصحيحة، أن الجنّ كانوا إذا أرادوا معرفة غيب السماء، أو مستقبل بعض الناس في الأرض، كانوا يرصّون بعضهم فوق بعض، فيضع جنّي قدميه فوق أكتاف جني آخر، ويضع الجني الثالث قدميه فوق أكتاف الجني الثاني وهكذا، حتى يستطيع الجني الأخير سماع أصوات الملائكة، والتقاط حديث الملائكة عن أمور الخلائق في هذه الدنيا، ثم ينزل الجني الأخير فيخبر الكهّان بأخبار السماء، ثم يكذب الكاهن مع هذا الخبر الصادق مائة كذبة، فإذا لامه الناس على كذبه، قال ألم أخبركم بخبر صادق يوم كذا وكذا، فلما أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم شُدّت الحراسة على السماء، فمن حاول استماع أخبار السماء أو التقاط أخبارها : أصابه شهاب ثاقب، أي نجم مضيء يصيب الجنيّ الذي استرق السمع، فيقتله أو يخبله، فلما شاهد ذلك رئيس الجنّ قال لأتباعه : انطلقوا في الأرض فانظروا ماذا حدث فيها حتى نعرف السبب في تشديد الحراسة على السماء، والرمي بالشهب لمن أراد استراق السمع. فانطلق آلاف الجن إلى مكة، فاستمعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم من صلاة الفجر، فآمنوا به، وقد نزلت الآيات الأولى من سورة الجنّ في هذا المعنى.
حيث يقول سبحانه وتعالى :﴿ قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ﴾. [ الجن : ١، ٢ ].
ويقول سبحانه وتعالى على لسان الجن :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا* وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له، شهابا رصدا * وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أو أراد بهم ربهم رشدا* وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا ﴾. [ الجن ٨-١١ ].
وتفيد الآيات أن الجن طوائف وفرق كثيرة، منهم الصالح المطيع، ومنهم العاصي المتمرد، ومنهم الذكي ومنهم الغبيّ، وقد تحدث القرآن عن الجنّ، كما تحدثت السنة الصحيحة عن الجن، ومن ذلك أن الله تعالى سخر الجن لسليمان تبنى له ما يشاء من محاريب وتماثيل وقصاع كبيرة، وقدور كبيرة راسية في أماكنها، واستمرت الجن في خدمة سليمان، حتى بعد موته لحكمة أرادها الله : حتى يتيقن الجميع أنهم لا يعلمون الغيب.
قال تعالى :﴿ فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته، فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ﴾. [ سبأ : ١٤ ].
والجنّ يستغلون السذّج والبسطاء من الناس، ويستغفلونهم ويزيدونهم رهقا، ولا سلطان للشياطين على المؤمنين الأقوياء، الذين يستعيذون بالله من الشيطان الرجيم.
ومن وسائل الحفظ من الجن ما يأتي :
١- قراءة آية " الكرسي ".
٢- قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة " البقرة ".
٣- قراءة " قل هو الله أحد " و " المعوذتين ".
٤- اليقين الجازم بأن الله هو النافع الضار، وأن أحدا لا ينفع أو يضّر إلا بإذن الله وحده.
قال تعالى :﴿ وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله... ﴾ [ البقرة : ١٠٢ ].
والمؤمن المتحصّن بطاعة الله وذكره، وقراءة أدعية من القرآن الكريم والسنّة المطهرة في حرز حصين، والذي يجري وراء الدجالين والمشعوذين، يتعرض للاضطراب والإحباط والاستغلال، لأن الجن نفسها تشمت في الإنسان الذي يتحصن بها ويلجأ إليها، فتزيده خبالا.
قال تعالى :﴿ وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادهم رهقا ﴾. [ الجن : ٦ ].
ومن أدعية القرآن الكريم :
١- ﴿ حسبنا الله ونعم الوكيل ﴾. [ آل عمران : ١٧٣ ].
٢- ﴿ وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ﴾. [ غافر : ٤٤ ].
٣- ﴿ فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ﴾. [ يوسف : ٦٤ ].
ومن أدعية السنة المطهرة :
١- " أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر " ١.
٢- " أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة " ٢.
٣- " أعيذك بكلمات الله التامات المباركات، ما علمت منها وما لم أعلم، ومن شر ما ينزل في الأرض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان " ٣.
وفي السنة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ " قل هو الله أحد " والمعوذتين ٣ مرات كل يوم، ويتفل في يديه، ويمسح بهما وجهه وما أقبل من صدره، ويفعل مثل ذلك صباح كل يوم.
ومن السنة أن يقول كل يوم :" اللهم إني أسال خير هذا اليوم وخير ما فيه، وأعوذ بك من شره وشر ما فيه " ٤.
وخلاصة معنى الآية الكريمة :
﴿ وحفظا من كل شيطان مارد ﴾. وحفظنا السماء حفظا بتلك الكواكب، ومن عفريت من الجنّ شرير متمرد خارج على الطاعة، حيث تنزل منها الشهب، فتحرق من يحاول استراق السمع.
١ أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر:
رواه مسلم في السلام (٢٢٠٢) وابن ماجة في الطب (٣٥٢٢) من حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل باسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر"..

٢ أعوذ بكلمات الله التامة:
رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٧١)، والترمذي في الطب (٢٠٦٠) وأبو داود في السنة (٤٧٣٧)، وابن ماجة (٣٥٢٥)، وأحمد (٢١١٣، ٢٤٣٠) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: " إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ".

٣ ومن طوارق الليل والنهار:
رواه مالك في الموطأ كتاب الجامع (١٧٧٣) من حديث يحيى بن سعيد أنه قال: أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى عفريتا من الجن يطلبه بشعلة من نار كلما التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه فقال له جبريل: أفلا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفئت شعلته وخر لفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بلى " فقال جبريل: فقال: أعوذ بوجه الله الكريم وبكلمات الله التامات اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وشر ما يعرج فيها وشر ما ذرأ في الأرض وشر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان..

٤ اللهم إني أسألك خير هذا اليوم:
رواه أبو داود في الأدب (٥٠٨٤) بلفظ: " إذا أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده " قم إذا أمسى فليقل مثل ذلك..

تمهيد :
تتحدث الآيات عن بعض جوانب القدرة الإلهية في حفظ السماء، فقد خلقها الله وأبدع خلقها، حيث جعلها سقفا مرفوعا، محفوظا في غاية الإبداع، وهي آية من آيات الله، حيث استمرت ملايين السنين بدون أن يصيبها خلل أو اضطراب، وقد زيَّنها الله بالنجوم، وجعل النجوم في السماء الدنيا، أي : القربى من أهل الأرض، لأهداف ثلاثة :

١-
زينة للسماء كما تزّين البيوت بالثريا.

٢-
هداية للسائرين في البر والصحراء والبحر.

٣-
حفظا ومنعا للشياطين من استراق السمع، وتلصص الجنّ على أخبار السماء، فمن اختلس أخبار السماء أصابه شهاب ثاقب، يرمى به ليخبله أو يقتله، كل ذلك بين دعائم الحفظ والنظام والإبداع من الله تعالى في ذلك الكون البديع.
قال تعالى :﴿ وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ﴾. [ الأنبياء : ٣٢ ].
وقال عز شأنه :﴿ الذي خلق سبع سماوات طبقا ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ﴾. [ الملك : ٣ ].
المفردات :
يسمعون : يتسمعون.
الملأ : الجماعة يجتمعون على رأي، والمراد بهم هنا : الملائكة.
يقذفون : يرجمون.
التفسير :
٨ – ﴿ لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب ﴾.
﴿ الملأ الأعلى ﴾. أي الملائكة أو رؤسائهم.
أي لا تستطيع المردة من الشياطين استراق السمع من الملأ الأعلى من الملائكة، وإذا حاولوا ذلك قذفتهم الشهب التي تحرقهم أو تخبلهم.
تمهيد :
تتحدث الآيات عن بعض جوانب القدرة الإلهية في حفظ السماء، فقد خلقها الله وأبدع خلقها، حيث جعلها سقفا مرفوعا، محفوظا في غاية الإبداع، وهي آية من آيات الله، حيث استمرت ملايين السنين بدون أن يصيبها خلل أو اضطراب، وقد زيَّنها الله بالنجوم، وجعل النجوم في السماء الدنيا، أي : القربى من أهل الأرض، لأهداف ثلاثة :

١-
زينة للسماء كما تزّين البيوت بالثريا.

٢-
هداية للسائرين في البر والصحراء والبحر.

٣-
حفظا ومنعا للشياطين من استراق السمع، وتلصص الجنّ على أخبار السماء، فمن اختلس أخبار السماء أصابه شهاب ثاقب، يرمى به ليخبله أو يقتله، كل ذلك بين دعائم الحفظ والنظام والإبداع من الله تعالى في ذلك الكون البديع.
قال تعالى :﴿ وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ﴾. [ الأنبياء : ٣٢ ].
وقال عز شأنه :﴿ الذي خلق سبع سماوات طبقا ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ﴾. [ الملك : ٣ ].
المفردات :
الدحور : الطرد والإبعاد.
واصب : دائم شديد.
التفسير :
١- ﴿ دحورا ولهم عذاب واصب ﴾.
﴿ دحورا ﴾. مفعول لأجله، بمعنى : الطرد والإبعاد، وهذه الآية مرتبطة بالآية التي قبلها، أي : أنهم يقذفون بالشهب للطرد والإبعاد من الاستماع إلى الملائكة وهم يتحدثون فيما عهد الله به إليهم، من شئون الخلائق، ولهؤلاء المردة عذاب شديد دائم في الآخرة، غير عذاب الإحراق بالشهب في الدنيا.
تمهيد :
تتحدث الآيات عن بعض جوانب القدرة الإلهية في حفظ السماء، فقد خلقها الله وأبدع خلقها، حيث جعلها سقفا مرفوعا، محفوظا في غاية الإبداع، وهي آية من آيات الله، حيث استمرت ملايين السنين بدون أن يصيبها خلل أو اضطراب، وقد زيَّنها الله بالنجوم، وجعل النجوم في السماء الدنيا، أي : القربى من أهل الأرض، لأهداف ثلاثة :

١-
زينة للسماء كما تزّين البيوت بالثريا.

٢-
هداية للسائرين في البر والصحراء والبحر.

٣-
حفظا ومنعا للشياطين من استراق السمع، وتلصص الجنّ على أخبار السماء، فمن اختلس أخبار السماء أصابه شهاب ثاقب، يرمى به ليخبله أو يقتله، كل ذلك بين دعائم الحفظ والنظام والإبداع من الله تعالى في ذلك الكون البديع.
قال تعالى :﴿ وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ﴾. [ الأنبياء : ٣٢ ].
وقال عز شأنه :﴿ الذي خلق سبع سماوات طبقا ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ﴾. [ الملك : ٣ ].
المفردات :
الخطفة : الاختلاس والأخذ بسرعة على غرّة.
شهاب : هو ما يرى مضيئا مارقا بسرعة في الجو، كأنه كوكب ساقط.
ثاقب : مضيء.
التفسير :
١٠-﴿ إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ﴾.
﴿ خطف ﴾ : أخذ الشيء بسرعة وخفية واختلاس، وغفلة من المأخوذ منه، أي : لا تستطيع المردة من الشياطين أن تستمع إلى حديث الملأ الأعلى من الملائكة، إلا من اختلس منهم كلام الملائكة بسرعة وخفة، يتفاوضون فيه من أحوال البشر، فتصيبه شعلة من النار تحرقه أو تخبله.
﴿ شهاب ﴾ : واحد الشهب، وهي أحجار صغيرة منفصلة عن الكواكب، سابحة في فضاء الله تعالى، فإذا وصلت في دورانها إلى جاذبية الأرض، جذبتها فمرت بسرعة متجهة نحوها، فمن سرعتها تحترق بقوة احتكاكها المتتابع السريع بالهواء، ويكون لاحتراقها لمعان مستطيل.
﴿ ثاقب ﴾ : أي : ساطع، وهذه الشهب تُقذَف بأمر الله العليم الحكيم : لتحرق هؤلاء المردة من الشياطين، فسبحان من جلّت حكمته، وأحاط بكل شيء علما.
إثبات البعث والقيامة
﴿ فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب ( ١١ ) بل عجبت ويسخرون ( ١٢ ) وإذا ذكروا لا يذكرون ( ١٣ ) وإذا رأوا آية يستسخرون ( ١٤ ) وقالوا إن هذا إلا سحر مبين( ١٥ ) أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون ( ١٦ ) أو آباؤنا الأولون ( ١٧ ) قل نعم أنتم داخرون ( ١٨ ) فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون ( ١٩ ) وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين ( ٢٠ ) هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون ( ٢١ )* ﴾
المفردات :
فاستفتهم : فاستخبر أهل مكة، من قولهم : استفتى فلانا، إذا استخبره وسأله عن أمر يريد علمه.
أشد خلقا : أصعب خلقا، وأشق إيجادا.
طين لازب : طين ملتصق بعضه ببعض.
تمهيد :
لوّن القرآن الكريم أسلوب الخطاب، فتحدث عن خلق السماء، وعن النجوم، وهي في السماء لأغراض ثلاثة : فهي زينة للسماء، وهداية للناظرين، ولحفظ الغيب من المتلصصين من الجن، ومن خطف شيئا من أمر الغيب سلطت عليه الشهب لتحرقه أو تخلبه.
هذا الكون العظيم : السماء وما فيها، والملائكة وطوائفهم، والجنّ والسيطرة على المتمردين منهم، وغير ذلك من أنحاء الكون والفضاء والهواء وما تحت الثرى، أهو أعظم أم خلقهم أعظم ؟
والجواب : إن خلق الكون أعظم من خلقهم، فقد خلقهم الله من طين رخو ملتصق بعضه ببعض، بل إن أمرهم ليدعوا إلى العجب، ومع هذا فهم يسخرون من الرسول الأمين، وإذا وعظهم لا يتعظون، وإذا قرأ عليهم الآيات أو بيّن لهم المعجزات تداعوا للسخرية والاستهزاء من الرسول الأمين، واتهموه بالسحر الواضح، وأنكروا البعث والجزاء، سواء لهم أو لآبائهم القدامى.
التفسير :
١١- ﴿ فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب ﴾.
أي : اسألهم يا محمد سؤال مستفهم منهم : هل خَلْقُهم أصعب أم من خلقنا من السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى ؟ لقد خلقنا السماوات وما فيها، والملائكة والجن والنجوم والجبال والشجر والدواب والناس، فهل خلق الناس أصعب، أم خلق الكون وما فيه ؟ إن الإنسان قد خلق من طين رخو، ملتصق بعضه ببعض، ثم نفخ الله فيه الروح فصار إنسانا سويا.
وقد قال تعالى :﴿ لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون ﴾. [ غافر : ٥٧ ].
إن هذه الآية :﴿ فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا... ﴾ قد اشتملت على دليلين على البعث.
الأول : أن الله تعالى خلق الكون، وخَلْقُ الكون أكبر من خلق الناس، ومن قدر على الأكبر كان أقدر على خلق الأصغر.
الثاني : أن الله بدأ خلقهم من طين لازب، والإعادة أهون من البدء، فمن خلقهم أولا قادر على إعادة خلقهم عند البعث مرة أخرى.
تمهيد :
لوّن القرآن الكريم أسلوب الخطاب، فتحدث عن خلق السماء، وعن النجوم، وهي في السماء لأغراض ثلاثة : فهي زينة للسماء، وهداية للناظرين، ولحفظ الغيب من المتلصصين من الجن، ومن خطف شيئا من أمر الغيب سلطت عليه الشهب لتحرقه أو تخلبه.
هذا الكون العظيم : السماء وما فيها، والملائكة وطوائفهم، والجنّ والسيطرة على المتمردين منهم، وغير ذلك من أنحاء الكون والفضاء والهواء وما تحت الثرى، أهو أعظم أم خلقهم أعظم ؟
والجواب : إن خلق الكون أعظم من خلقهم، فقد خلقهم الله من طين رخو ملتصق بعضه ببعض، بل إن أمرهم ليدعوا إلى العجب، ومع هذا فهم يسخرون من الرسول الأمين، وإذا وعظهم لا يتعظون، وإذا قرأ عليهم الآيات أو بيّن لهم المعجزات تداعوا للسخرية والاستهزاء من الرسول الأمين، واتهموه بالسحر الواضح، وأنكروا البعث والجزاء، سواء لهم أو لآبائهم القدامى.
المفردات :
يسخرون : يستهزئون.
التفسير :
١٢- ﴿ بل عجبت ويسخرون ﴾
والخطاب هنا لكل من يتأتى منه الخطاب، وهو أيضا للرسول صلى الله عليه وسلم.
والمعنى : بل عجبت يا مُنْصف الحق، من قدرة الله تعالى على ما خلقه من الكائنات العلوية والسفلية، ومع هذا ينكر الكافرون البعث، ويسخرون منك يا محمد حين تقرر لهم البعث، وتؤكد لهم الجزاء والحساب في يوم الدّين.
والخلاصة : إن قلوبَهم مغلقة محجوبة عن التأمل فيما حولها من خلق الله، وإبداع خلق السماوات وما فيها، والأرض وما عليها، مما يستحق التعجب والتأمل، ولكنهم يسخرون من مقالك ومن اهتمامك بإقناعهم برسالتك.
تمهيد :
لوّن القرآن الكريم أسلوب الخطاب، فتحدث عن خلق السماء، وعن النجوم، وهي في السماء لأغراض ثلاثة : فهي زينة للسماء، وهداية للناظرين، ولحفظ الغيب من المتلصصين من الجن، ومن خطف شيئا من أمر الغيب سلطت عليه الشهب لتحرقه أو تخلبه.
هذا الكون العظيم : السماء وما فيها، والملائكة وطوائفهم، والجنّ والسيطرة على المتمردين منهم، وغير ذلك من أنحاء الكون والفضاء والهواء وما تحت الثرى، أهو أعظم أم خلقهم أعظم ؟
والجواب : إن خلق الكون أعظم من خلقهم، فقد خلقهم الله من طين رخو ملتصق بعضه ببعض، بل إن أمرهم ليدعوا إلى العجب، ومع هذا فهم يسخرون من الرسول الأمين، وإذا وعظهم لا يتعظون، وإذا قرأ عليهم الآيات أو بيّن لهم المعجزات تداعوا للسخرية والاستهزاء من الرسول الأمين، واتهموه بالسحر الواضح، وأنكروا البعث والجزاء، سواء لهم أو لآبائهم القدامى.
المفردات :
وإذا ذكروا لا يذكرون : وإذا وعظوا لا يتعظون.
التفسير :
١٣- ﴿ وإذا ذكروا لا يذكرون ﴾
وإذا وجهت إليهم الدعوة إلى تذكر آلاء الله ونعمائه، والالتفات إلى خلق الله وآثاره في الأنفس والآفاق، لا يتعظون ولا يتأملون بسبب الرّان الذي ران على قلوبهم، من حُبّ الدنيا وشهواتها وملذاتها، والإعراض عن الآخرة وما يذكرهم بها.
تمهيد :
لوّن القرآن الكريم أسلوب الخطاب، فتحدث عن خلق السماء، وعن النجوم، وهي في السماء لأغراض ثلاثة : فهي زينة للسماء، وهداية للناظرين، ولحفظ الغيب من المتلصصين من الجن، ومن خطف شيئا من أمر الغيب سلطت عليه الشهب لتحرقه أو تخلبه.
هذا الكون العظيم : السماء وما فيها، والملائكة وطوائفهم، والجنّ والسيطرة على المتمردين منهم، وغير ذلك من أنحاء الكون والفضاء والهواء وما تحت الثرى، أهو أعظم أم خلقهم أعظم ؟
والجواب : إن خلق الكون أعظم من خلقهم، فقد خلقهم الله من طين رخو ملتصق بعضه ببعض، بل إن أمرهم ليدعوا إلى العجب، ومع هذا فهم يسخرون من الرسول الأمين، وإذا وعظهم لا يتعظون، وإذا قرأ عليهم الآيات أو بيّن لهم المعجزات تداعوا للسخرية والاستهزاء من الرسول الأمين، واتهموه بالسحر الواضح، وأنكروا البعث والجزاء، سواء لهم أو لآبائهم القدامى.
المفردات :
آية : معجزة.
يستسخرون : يبالغون في السخرية والاستهزاء.
التفسير :
١٤- ﴿ وإذا رأوا آية يستسخرون ﴾.
وإذا شاهدوا معجزة أو برهانا او آية قرآنية تدل على صدق رسالتك، وجمال دعوتك، تداعوا إلى السخرية والاستهزاء بها، ليغالبوا داعي الحق، وليرفضوا كل سبيل إلى الهداية، وقريب من هذا المعنى قوله تعالى :{ وقال الذين
كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون }. [ فصلت : ٢٦ ].
تمهيد :
لوّن القرآن الكريم أسلوب الخطاب، فتحدث عن خلق السماء، وعن النجوم، وهي في السماء لأغراض ثلاثة : فهي زينة للسماء، وهداية للناظرين، ولحفظ الغيب من المتلصصين من الجن، ومن خطف شيئا من أمر الغيب سلطت عليه الشهب لتحرقه أو تخلبه.
هذا الكون العظيم : السماء وما فيها، والملائكة وطوائفهم، والجنّ والسيطرة على المتمردين منهم، وغير ذلك من أنحاء الكون والفضاء والهواء وما تحت الثرى، أهو أعظم أم خلقهم أعظم ؟
والجواب : إن خلق الكون أعظم من خلقهم، فقد خلقهم الله من طين رخو ملتصق بعضه ببعض، بل إن أمرهم ليدعوا إلى العجب، ومع هذا فهم يسخرون من الرسول الأمين، وإذا وعظهم لا يتعظون، وإذا قرأ عليهم الآيات أو بيّن لهم المعجزات تداعوا للسخرية والاستهزاء من الرسول الأمين، واتهموه بالسحر الواضح، وأنكروا البعث والجزاء، سواء لهم أو لآبائهم القدامى.
١٥-﴿ وقالوا إن هذا إلا سحر مبين ﴾.
أي : ما هذا الذي يأتينا به محمد إلا ألاعيب ساحر، وخداع أريب ماهر يريد أن يلفتنا عما كان يعبد آباؤنا، وما هي من دلائل الحق في شيء، فإياكم أن تُخدعوا بها وترجعوا عن دين آبائكم، وعقائد أسلافكم.
والحقّ أن القرآن الكريم قد دخل عليهم من كل باب، وحاكمهم إلى الحسّ، وناقشهم في عقائدهم، وخلَب ألبابهم، وهزّ عقائدهم، وبين لهم أن الأصنام لا تنفع ولا تضرُّ ولا تعقل، ولا تستحق السجود والعبادة، وإنما يستحق ذلك الله الخالق بديع السماوات والأرض، والعرب – وهم أهل الفصاحة والبيان – قد أُخذوا بهذا البيان وهذه البلاغة والمناقشة الهادئة، وتقديم الأدلة الواضحة، فحاولوا تشويه القرآن، وإلصاق التهم بالرسول الأمين، فتخبَّطوا في هذه التهم، فقالوا : محمد ساحر، وقالوا : شاعر، وقالوا كاهن، وقالوا : كذّاب، وقالوا : يقدم أساطير الأولين، وقالوا تأتيه أضغاث أحلام بالليل فيصوغها بالنهار، وقالوا : مُفتر ينسب الوحي إلى الله، وهو يقدّمه من عند نفسه.
قال تعالى :﴿ بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ﴾. [ الأنبياء : ٥ ].
والآية تعبير واضح عن تخبطهم في التّهم وعدم استقرارهم على حال، وقد ناقشهم القرآن في أقوالهم وبيّن فسادها.
تمهيد :
لوّن القرآن الكريم أسلوب الخطاب، فتحدث عن خلق السماء، وعن النجوم، وهي في السماء لأغراض ثلاثة : فهي زينة للسماء، وهداية للناظرين، ولحفظ الغيب من المتلصصين من الجن، ومن خطف شيئا من أمر الغيب سلطت عليه الشهب لتحرقه أو تخلبه.
هذا الكون العظيم : السماء وما فيها، والملائكة وطوائفهم، والجنّ والسيطرة على المتمردين منهم، وغير ذلك من أنحاء الكون والفضاء والهواء وما تحت الثرى، أهو أعظم أم خلقهم أعظم ؟
والجواب : إن خلق الكون أعظم من خلقهم، فقد خلقهم الله من طين رخو ملتصق بعضه ببعض، بل إن أمرهم ليدعوا إلى العجب، ومع هذا فهم يسخرون من الرسول الأمين، وإذا وعظهم لا يتعظون، وإذا قرأ عليهم الآيات أو بيّن لهم المعجزات تداعوا للسخرية والاستهزاء من الرسول الأمين، واتهموه بالسحر الواضح، وأنكروا البعث والجزاء، سواء لهم أو لآبائهم القدامى.
١٦، ١٧- ﴿ أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعوثون* أو آباؤنا الأولون ﴾.
أنُبعث مرة أخرى بعد أن نموت وندفن في الأرض، ونصبح ترابا وعظاما بالية هي أبعد ما تكون عن الحياة، وكذلك آباؤنا السابقون الذين دُفنوا في التراب منذ مئات والآلف السنين، وصاروا رميما باليا وعظاما نخرة، وعمّهم البلى والفناء، وصاروا أبعد الناس عن الحياة والأحياء ؟ إن هناك بعدا بين الموت والفناء ثم العودة إلى البعث والحياة مرة ثانية.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:تمهيد :
لوّن القرآن الكريم أسلوب الخطاب، فتحدث عن خلق السماء، وعن النجوم، وهي في السماء لأغراض ثلاثة : فهي زينة للسماء، وهداية للناظرين، ولحفظ الغيب من المتلصصين من الجن، ومن خطف شيئا من أمر الغيب سلطت عليه الشهب لتحرقه أو تخلبه.
هذا الكون العظيم : السماء وما فيها، والملائكة وطوائفهم، والجنّ والسيطرة على المتمردين منهم، وغير ذلك من أنحاء الكون والفضاء والهواء وما تحت الثرى، أهو أعظم أم خلقهم أعظم ؟
والجواب : إن خلق الكون أعظم من خلقهم، فقد خلقهم الله من طين رخو ملتصق بعضه ببعض، بل إن أمرهم ليدعوا إلى العجب، ومع هذا فهم يسخرون من الرسول الأمين، وإذا وعظهم لا يتعظون، وإذا قرأ عليهم الآيات أو بيّن لهم المعجزات تداعوا للسخرية والاستهزاء من الرسول الأمين، واتهموه بالسحر الواضح، وأنكروا البعث والجزاء، سواء لهم أو لآبائهم القدامى.
١٦، ١٧- ﴿ أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعوثون* أو آباؤنا الأولون ﴾.
أنُبعث مرة أخرى بعد أن نموت وندفن في الأرض، ونصبح ترابا وعظاما بالية هي أبعد ما تكون عن الحياة، وكذلك آباؤنا السابقون الذين دُفنوا في التراب منذ مئات والآلف السنين، وصاروا رميما باليا وعظاما نخرة، وعمّهم البلى والفناء، وصاروا أبعد الناس عن الحياة والأحياء ؟ إن هناك بعدا بين الموت والفناء ثم العودة إلى البعث والحياة مرة ثانية.

تمهيد :
لوّن القرآن الكريم أسلوب الخطاب، فتحدث عن خلق السماء، وعن النجوم، وهي في السماء لأغراض ثلاثة : فهي زينة للسماء، وهداية للناظرين، ولحفظ الغيب من المتلصصين من الجن، ومن خطف شيئا من أمر الغيب سلطت عليه الشهب لتحرقه أو تخلبه.
هذا الكون العظيم : السماء وما فيها، والملائكة وطوائفهم، والجنّ والسيطرة على المتمردين منهم، وغير ذلك من أنحاء الكون والفضاء والهواء وما تحت الثرى، أهو أعظم أم خلقهم أعظم ؟
والجواب : إن خلق الكون أعظم من خلقهم، فقد خلقهم الله من طين رخو ملتصق بعضه ببعض، بل إن أمرهم ليدعوا إلى العجب، ومع هذا فهم يسخرون من الرسول الأمين، وإذا وعظهم لا يتعظون، وإذا قرأ عليهم الآيات أو بيّن لهم المعجزات تداعوا للسخرية والاستهزاء من الرسول الأمين، واتهموه بالسحر الواضح، وأنكروا البعث والجزاء، سواء لهم أو لآبائهم القدامى.
المفردات :
داخرون : صاغرون.
التفسير :
لكن القرآن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يردّ عليهم بما يأتي :
١٨- ﴿ قل نعم وأنتم داخرون ﴾
أي : قل أيها الرسول الأمين : نعم ستبعثون انتم وآباؤكم الأولون، حال كونكم، داخرون، أي صاغرون أذلاء أمام القدرة البالغة.
تمهيد :
لوّن القرآن الكريم أسلوب الخطاب، فتحدث عن خلق السماء، وعن النجوم، وهي في السماء لأغراض ثلاثة : فهي زينة للسماء، وهداية للناظرين، ولحفظ الغيب من المتلصصين من الجن، ومن خطف شيئا من أمر الغيب سلطت عليه الشهب لتحرقه أو تخلبه.
هذا الكون العظيم : السماء وما فيها، والملائكة وطوائفهم، والجنّ والسيطرة على المتمردين منهم، وغير ذلك من أنحاء الكون والفضاء والهواء وما تحت الثرى، أهو أعظم أم خلقهم أعظم ؟
والجواب : إن خلق الكون أعظم من خلقهم، فقد خلقهم الله من طين رخو ملتصق بعضه ببعض، بل إن أمرهم ليدعوا إلى العجب، ومع هذا فهم يسخرون من الرسول الأمين، وإذا وعظهم لا يتعظون، وإذا قرأ عليهم الآيات أو بيّن لهم المعجزات تداعوا للسخرية والاستهزاء من الرسول الأمين، واتهموه بالسحر الواضح، وأنكروا البعث والجزاء، سواء لهم أو لآبائهم القدامى.
المفردات :
زجرة : صيحة.
ينظرون : يبصرون أو ينتظرون.
التفسير :
١٩- ﴿ فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون ﴾.
أي : لا تستصعبوا البعث من القبور، فإنما هي صيحة واحدة، حين ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الثانية ؛ فيقوم الناس لربّ العالمين.
والخلاصة :
إن الأمر هين علينا، فإذا أمرنا بالبعث نفخ الملاك في الصدور ؛ فقام الكفار من القبور ينظرون حولهم متعجبين مما حدث لهم، فقد كانوا ينكرون البعث، فإذا بهم يجدونه حقيقة واقعة.
قال تعالى :﴿ ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ﴾. [ الزمر : ٦٨ ].
وقال سبحانه :﴿ وكل أتوه داخرين ﴾. [ النمل : ٨٧ ].
وقال عز شأنه :﴿ إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ﴾. [ غافر : ٦٠ ].
تمهيد :
لوّن القرآن الكريم أسلوب الخطاب، فتحدث عن خلق السماء، وعن النجوم، وهي في السماء لأغراض ثلاثة : فهي زينة للسماء، وهداية للناظرين، ولحفظ الغيب من المتلصصين من الجن، ومن خطف شيئا من أمر الغيب سلطت عليه الشهب لتحرقه أو تخلبه.
هذا الكون العظيم : السماء وما فيها، والملائكة وطوائفهم، والجنّ والسيطرة على المتمردين منهم، وغير ذلك من أنحاء الكون والفضاء والهواء وما تحت الثرى، أهو أعظم أم خلقهم أعظم ؟
والجواب : إن خلق الكون أعظم من خلقهم، فقد خلقهم الله من طين رخو ملتصق بعضه ببعض، بل إن أمرهم ليدعوا إلى العجب، ومع هذا فهم يسخرون من الرسول الأمين، وإذا وعظهم لا يتعظون، وإذا قرأ عليهم الآيات أو بيّن لهم المعجزات تداعوا للسخرية والاستهزاء من الرسول الأمين، واتهموه بالسحر الواضح، وأنكروا البعث والجزاء، سواء لهم أو لآبائهم القدامى.
المفردات :
يا ويلنا : يا هلاكنا.
يوم الدين : يوم الجزاء، تقول : دِنْتُه أي جازيته.
التفسير :
٢٠-﴿ وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين ﴾.
أي : قال الكافرون عندما شاهدوا البعث مشاهدة العيان : يا هلاكنا، هذا يوم الفصل والقضاء. والحساب والجزاء، أو قال بعضهم لبعض : هذا يوم الدّين، أي : يوم الجزاء، تقول : أدانه القاضي، أي جازاه.
تمهيد :
لوّن القرآن الكريم أسلوب الخطاب، فتحدث عن خلق السماء، وعن النجوم، وهي في السماء لأغراض ثلاثة : فهي زينة للسماء، وهداية للناظرين، ولحفظ الغيب من المتلصصين من الجن، ومن خطف شيئا من أمر الغيب سلطت عليه الشهب لتحرقه أو تخلبه.
هذا الكون العظيم : السماء وما فيها، والملائكة وطوائفهم، والجنّ والسيطرة على المتمردين منهم، وغير ذلك من أنحاء الكون والفضاء والهواء وما تحت الثرى، أهو أعظم أم خلقهم أعظم ؟
والجواب : إن خلق الكون أعظم من خلقهم، فقد خلقهم الله من طين رخو ملتصق بعضه ببعض، بل إن أمرهم ليدعوا إلى العجب، ومع هذا فهم يسخرون من الرسول الأمين، وإذا وعظهم لا يتعظون، وإذا قرأ عليهم الآيات أو بيّن لهم المعجزات تداعوا للسخرية والاستهزاء من الرسول الأمين، واتهموه بالسحر الواضح، وأنكروا البعث والجزاء، سواء لهم أو لآبائهم القدامى.
المفردات :
الفصل : القضاء بعد البعث.
التفسير :
٢١- ﴿ هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون ﴾.
﴿ الفصل ﴾ : القضاء والحكم، ففيه فصل بين الحق والباطل، أي : قال بعضهم لبعض : هذا يوم الفصل في الحكم، حيث يكفأ المؤمنون ويعاقب المكذبون، حيث كنا في الدنيا نكذّب الرسل ونكفر بالبعث والحشر والجزاء.
وكان أبو حاتم يقف على قولهم :﴿ يا ويلنا ﴾، ويجعل ما بعده من كلام الملائكة جوابا للمتكبرين وتوبيخا لهم، وقد مر في القرآن أشباه هذا الموقف، حيث يعتبر الكفار بعد فوات الأوان، ويصيحون نادمين معترفين بالواقع، وبأن هذا يوم الدين ويم الفصل بين الناس، حيث يحشر الكفار مع بعضهم، والزناة مع بعضهم، وشاربو الخمر مع بعضهم، وفي هذا اليوم يتمتع المؤمنون بالنعيم، ويعاقب الظالمون بالجحيم.
قال تعالى :﴿ وامتازوا اليوم أيها المجرمون ﴾. [ يس : ٥٩ ].
مسؤولية المشركين في الآخرة
﴿ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون ( ٢٢ ) من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم ( ٢٣ ) وقفوهم إنهم مسئولون ( ٢٤ ) مالكم لا تناصرون ( ٢٥ ) بل هم اليوم مستسلمون ( ٢٦ ) وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ( ٢٧ ) قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين ( ٢٨ ) قالوا بل لم تكونوا مؤمنين( ٢٩ ) وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين ( ٣٠ ) فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون ( ٣١ ) فأغويناهم إنا كنا غاوين ( ٣٢ ) فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون ( ٣٣ ) إنا كذلك نفعل بالمجرمين ( ٣٤ ) إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ( ٣٥ ) ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ( ٣٦ ) بل جاء بالحق وصدق المرسلين ( ٣٧ ) إنكم لذائقوا العذاب الأليم ( ٣٨ ) وما تجزون إلا ما كنتم تعملون ( ٣٩ ) ﴾
المفردات :
احشروا : اجمعوا الظالمين.
أزواجهم : أمثالهم وأشباههم، فيحشر أصحاب الخمر معا، وأصحاب الزنا كذلك.
وما كانوا يعبدون : من الأصنام والأوثان، فإنها تحشر معهم.
تمهيد :
تذكر الآيات موقف الحساب والعقاب للظالمين، فالملائكة تحشرهم مع قرنائهم : الزناة مع بعضهم، وشاربو الخمر مع بعضهم.. الخ كما تحشر معهم الآلهة المدّعاة التي عبدوها من دون الله، كل هؤلاء يُرْشَدون إلى الطريق المؤدية إلى جهنم، ويوقفون في الطريق، وتوجّه إليهم أسئلة للعتاب والملامة، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا ينصر بعضكم بعضا كما زعمتم في الدنيا، حيث قال أبو جهل فيما حكاه عنه القرآن :﴿ نحن جميع منتصر ﴾. [ القمر : ٤٤ ].
ثم نجد مشهدا مزريا بين الأتباع الضعفاء، الذين يلقون التبعة في ضلالتهم على القادة والرؤساء، ويتبرأ القادة من تبعة الإضلال، ويقدمون عددا من الأدلة على ذلك، ثم ييأس الجميع من النجاة ويستسلمون للعذاب.
التفسير :
٢٢، ٢٣ –﴿ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون* من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم ﴾.
يراد بالظلم الشرك، قال تعالى :﴿ إن الشرك لظلم عظيم ﴾. [ لقمان : ١٣ ].
أي : يقول الله تعالى للملائكة : اجمعوا الظالمين مع نظرائهم، فالزاني مع الزاني، والسارق مع السارق، وشارب الخمر مع شارب الخمر، والمشرك مع المشرك، والكافر مع الكافر، حيث تتلاقى كل فئة مع أفرادها، وقيل : مع زوجاتهم الكافرات اللائي رضين عن الكفر، وقيل : مع قرنائهم من الشياطين، بأن يحشر كل كافر مع شيطانه، والآيات تشمل كل ذلك، لكن الأولى إطلاق الأزواج هنا على الأشباه والنظائر في الصفات و العادات.
قال تعالى :﴿ وامتازوا اليوم أيها المجرمون ﴾. [ يس : ٥٩ ].
ويحشر مع الكفار الأصنام التي عبدوها من دون الله لزيادة التحسير والتّخجيل، ثم يقال للملائكة : أرشدوا هؤلاء المجرمين إلى طريق النار، فقد أعرضوا عن الهداية إلى الإيمان في الدنيا، فاهدوهم إلى الحميم في الآخرة، والتعبير بالهداية للتهكم.
المفردات :
فاهدوهم : دُلُّوهم ووجهوهم.
صراط : طريق.
الجحيم : جهنم، أي : فدلوهم إلى طريق النار.
التفسير :
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢:مسؤولية المشركين في الآخرة
﴿ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون ( ٢٢ ) من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم ( ٢٣ ) وقفوهم إنهم مسئولون ( ٢٤ ) مالكم لا تناصرون ( ٢٥ ) بل هم اليوم مستسلمون ( ٢٦ ) وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ( ٢٧ ) قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين ( ٢٨ ) قالوا بل لم تكونوا مؤمنين( ٢٩ ) وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين ( ٣٠ ) فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون ( ٣١ ) فأغويناهم إنا كنا غاوين ( ٣٢ ) فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون ( ٣٣ ) إنا كذلك نفعل بالمجرمين ( ٣٤ ) إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ( ٣٥ ) ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ( ٣٦ ) بل جاء بالحق وصدق المرسلين ( ٣٧ ) إنكم لذائقوا العذاب الأليم ( ٣٨ ) وما تجزون إلا ما كنتم تعملون ( ٣٩ ) ﴾

المفردات :

احشروا : اجمعوا الظالمين.
أزواجهم : أمثالهم وأشباههم، فيحشر أصحاب الخمر معا، وأصحاب الزنا كذلك.
وما كانوا يعبدون : من الأصنام والأوثان، فإنها تحشر معهم.
تمهيد :
تذكر الآيات موقف الحساب والعقاب للظالمين، فالملائكة تحشرهم مع قرنائهم : الزناة مع بعضهم، وشاربو الخمر مع بعضهم.. الخ كما تحشر معهم الآلهة المدّعاة التي عبدوها من دون الله، كل هؤلاء يُرْشَدون إلى الطريق المؤدية إلى جهنم، ويوقفون في الطريق، وتوجّه إليهم أسئلة للعتاب والملامة، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا ينصر بعضكم بعضا كما زعمتم في الدنيا، حيث قال أبو جهل فيما حكاه عنه القرآن :﴿ نحن جميع منتصر ﴾. [ القمر : ٤٤ ].
ثم نجد مشهدا مزريا بين الأتباع الضعفاء، الذين يلقون التبعة في ضلالتهم على القادة والرؤساء، ويتبرأ القادة من تبعة الإضلال، ويقدمون عددا من الأدلة على ذلك، ثم ييأس الجميع من النجاة ويستسلمون للعذاب.

التفسير :

٢٢، ٢٣ –﴿ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون* من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم ﴾.
يراد بالظلم الشرك، قال تعالى :﴿ إن الشرك لظلم عظيم ﴾. [ لقمان : ١٣ ].
أي : يقول الله تعالى للملائكة : اجمعوا الظالمين مع نظرائهم، فالزاني مع الزاني، والسارق مع السارق، وشارب الخمر مع شارب الخمر، والمشرك مع المشرك، والكافر مع الكافر، حيث تتلاقى كل فئة مع أفرادها، وقيل : مع زوجاتهم الكافرات اللائي رضين عن الكفر، وقيل : مع قرنائهم من الشياطين، بأن يحشر كل كافر مع شيطانه، والآيات تشمل كل ذلك، لكن الأولى إطلاق الأزواج هنا على الأشباه والنظائر في الصفات و العادات.
قال تعالى :﴿ وامتازوا اليوم أيها المجرمون ﴾. [ يس : ٥٩ ].
ويحشر مع الكفار الأصنام التي عبدوها من دون الله لزيادة التحسير والتّخجيل، ثم يقال للملائكة : أرشدوا هؤلاء المجرمين إلى طريق النار، فقد أعرضوا عن الهداية إلى الإيمان في الدنيا، فاهدوهم إلى الحميم في الآخرة، والتعبير بالهداية للتهكم.

تمهيد :
تذكر الآيات موقف الحساب والعقاب للظالمين، فالملائكة تحشرهم مع قرنائهم : الزناة مع بعضهم، وشاربو الخمر مع بعضهم.. الخ كما تحشر معهم الآلهة المدّعاة التي عبدوها من دون الله، كل هؤلاء يُرْشَدون إلى الطريق المؤدية إلى جهنم، ويوقفون في الطريق، وتوجّه إليهم أسئلة للعتاب والملامة، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا ينصر بعضكم بعضا كما زعمتم في الدنيا، حيث قال أبو جهل فيما حكاه عنه القرآن :﴿ نحن جميع منتصر ﴾. [ القمر : ٤٤ ].
ثم نجد مشهدا مزريا بين الأتباع الضعفاء، الذين يلقون التبعة في ضلالتهم على القادة والرؤساء، ويتبرأ القادة من تبعة الإضلال، ويقدمون عددا من الأدلة على ذلك، ثم ييأس الجميع من النجاة ويستسلمون للعذاب.
المفردات :
وقفوهم : احبسوهم في الموقف.
مسئولون : عن عقائدهم وأعمالهم.
التفسير :
٢٤ -﴿ وقفوهم إنهم مسئولون ﴾.
بعد إرشادهم إلى أول طريق الجحيم، يوقفون للسؤال والتقرير، والاعتراف بأخطائهم، كبراهين ساطعة وأدلة دامغة على أنّهم يدخلون الجحيم جزاء عادلا للجرائم التي ارتكبوها في الدنيا.
قال المفسرون :
وظاهر الآية : أن الحبس للسؤال بعد هدايتهم إلى طريق الجحيم، بمعنى تعريفهم إياه، ودلالتهم عليه، لا بمعنى إدخالهم فيه.
تمهيد :
تذكر الآيات موقف الحساب والعقاب للظالمين، فالملائكة تحشرهم مع قرنائهم : الزناة مع بعضهم، وشاربو الخمر مع بعضهم.. الخ كما تحشر معهم الآلهة المدّعاة التي عبدوها من دون الله، كل هؤلاء يُرْشَدون إلى الطريق المؤدية إلى جهنم، ويوقفون في الطريق، وتوجّه إليهم أسئلة للعتاب والملامة، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا ينصر بعضكم بعضا كما زعمتم في الدنيا، حيث قال أبو جهل فيما حكاه عنه القرآن :﴿ نحن جميع منتصر ﴾. [ القمر : ٤٤ ].
ثم نجد مشهدا مزريا بين الأتباع الضعفاء، الذين يلقون التبعة في ضلالتهم على القادة والرؤساء، ويتبرأ القادة من تبعة الإضلال، ويقدمون عددا من الأدلة على ذلك، ثم ييأس الجميع من النجاة ويستسلمون للعذاب.
المفردات :
لا تناصرون : لماذا لا ينصر بعضكم بعضا ؟
التفسير :
٢٥ –﴿ ما لكم لا تناصرون ﴾.
ما الذي جعلكم تقفون عاجزين، لا ينصر بعضكم بعضا، وقد كان أبو جهل يقول في مكة :﴿ نحن جميع منتصر ﴾. [ القمر : ٤٤ ]. وهذا السؤال للتقريع والتوبيخ.
تمهيد :
تذكر الآيات موقف الحساب والعقاب للظالمين، فالملائكة تحشرهم مع قرنائهم : الزناة مع بعضهم، وشاربو الخمر مع بعضهم.. الخ كما تحشر معهم الآلهة المدّعاة التي عبدوها من دون الله، كل هؤلاء يُرْشَدون إلى الطريق المؤدية إلى جهنم، ويوقفون في الطريق، وتوجّه إليهم أسئلة للعتاب والملامة، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا ينصر بعضكم بعضا كما زعمتم في الدنيا، حيث قال أبو جهل فيما حكاه عنه القرآن :﴿ نحن جميع منتصر ﴾. [ القمر : ٤٤ ].
ثم نجد مشهدا مزريا بين الأتباع الضعفاء، الذين يلقون التبعة في ضلالتهم على القادة والرؤساء، ويتبرأ القادة من تبعة الإضلال، ويقدمون عددا من الأدلة على ذلك، ثم ييأس الجميع من النجاة ويستسلمون للعذاب.
المفردات :
مستسلمون : منقادون، أو قد أسلم بعضهم بعضا وخذله عن عجز، وأصل الاستسلام : طلب السلامة، والانقياد تابع لذلك عرفا.
التفسير :
٢٦-﴿ بل هم اليوم مستسلمون ﴾
قد سدت في وجوههم جميع الحيل، فأظهروا العجز والانقياد لأمر الله، والاستسلام أصله : طلب السلامة، والمراد به هنا : الانقياد التام، والخضوع المطلق، يقال استسلم العدوّ لعدوه، إذا انقاد له وخضع لأمره.
والخلاصة :
ليسوا في هذا اليوم بقادرين على التناصر، بل هم اليوم خاضعون ومستسلمون، لعجزهم عن أي حيلة تنقذهم مما هم فيه من بلاء.
تمهيد :
تذكر الآيات موقف الحساب والعقاب للظالمين، فالملائكة تحشرهم مع قرنائهم : الزناة مع بعضهم، وشاربو الخمر مع بعضهم.. الخ كما تحشر معهم الآلهة المدّعاة التي عبدوها من دون الله، كل هؤلاء يُرْشَدون إلى الطريق المؤدية إلى جهنم، ويوقفون في الطريق، وتوجّه إليهم أسئلة للعتاب والملامة، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا ينصر بعضكم بعضا كما زعمتم في الدنيا، حيث قال أبو جهل فيما حكاه عنه القرآن :﴿ نحن جميع منتصر ﴾. [ القمر : ٤٤ ].
ثم نجد مشهدا مزريا بين الأتباع الضعفاء، الذين يلقون التبعة في ضلالتهم على القادة والرؤساء، ويتبرأ القادة من تبعة الإضلال، ويقدمون عددا من الأدلة على ذلك، ثم ييأس الجميع من النجاة ويستسلمون للعذاب.
المفردات :
يتساءلون : يتخاصمون بطريق الجدال.
التفسير :
٢٧- ﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ﴾.
أقبل الأتباع الضعفاء على القادة الكبراء يسألونهم ويلقون التبعة عليهم، وفي معنى هذه الآية قوله تعالى :﴿ ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين ﴾. [ سبأ : ٣١ ].
المفردات :
عن اليمين : من جهة الخير وناحيته فتنهوننا عنه، أو تمنعوننا بقوة وغلبة وقهر.
التفسير :
٢٨- ﴿ قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين ﴾.
اليمين يطلق على فعل الخير، فقد كانوا يتيامنون باليمين، ويتشاءمون بالشمال، وتطلق اليمين على القسم والحلف باليمين، وتطلق اليمين على القوّة، فاليمين في العادة أقوى من الشمال، وهذه المعاني الثلاثة يمكن أن تكون مرادة في الآية.
أي : قال الضعفاء للكبراء والقادة : كنتم تزعمون لنا أن الشرك والكفر خير وأفضل من محمد ودينه، وكنتم تُقْسمون لنا بالأيمان على ذلك، وكنتم في نفس الوقت تستخدمون القوة والتهديد والوعيد لإجبارنا على متابعتكم والسير خلفكم.
تمهيد :
تذكر الآيات موقف الحساب والعقاب للظالمين، فالملائكة تحشرهم مع قرنائهم : الزناة مع بعضهم، وشاربو الخمر مع بعضهم.. الخ كما تحشر معهم الآلهة المدّعاة التي عبدوها من دون الله، كل هؤلاء يُرْشَدون إلى الطريق المؤدية إلى جهنم، ويوقفون في الطريق، وتوجّه إليهم أسئلة للعتاب والملامة، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا ينصر بعضكم بعضا كما زعمتم في الدنيا، حيث قال أبو جهل فيما حكاه عنه القرآن :﴿ نحن جميع منتصر ﴾. [ القمر : ٤٤ ].
ثم نجد مشهدا مزريا بين الأتباع الضعفاء، الذين يلقون التبعة في ضلالتهم على القادة والرؤساء، ويتبرأ القادة من تبعة الإضلال، ويقدمون عددا من الأدلة على ذلك، ثم ييأس الجميع من النجاة ويستسلمون للعذاب.
٢٩- ﴿ قالوا بل لم تكونوا مؤمنين ﴾.
أي : قال القادة والكبراء للضعفاء والأتباع : نحن لم نجبركم على الكفر، ولم نكرهكم عليه، بل أنتم كنتم كارهين للإيمان، راغبين في الكفر، تتوقون إلى الهوى وتؤثرون الضلالة.
تمهيد :
تذكر الآيات موقف الحساب والعقاب للظالمين، فالملائكة تحشرهم مع قرنائهم : الزناة مع بعضهم، وشاربو الخمر مع بعضهم.. الخ كما تحشر معهم الآلهة المدّعاة التي عبدوها من دون الله، كل هؤلاء يُرْشَدون إلى الطريق المؤدية إلى جهنم، ويوقفون في الطريق، وتوجّه إليهم أسئلة للعتاب والملامة، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا ينصر بعضكم بعضا كما زعمتم في الدنيا، حيث قال أبو جهل فيما حكاه عنه القرآن :﴿ نحن جميع منتصر ﴾. [ القمر : ٤٤ ].
ثم نجد مشهدا مزريا بين الأتباع الضعفاء، الذين يلقون التبعة في ضلالتهم على القادة والرؤساء، ويتبرأ القادة من تبعة الإضلال، ويقدمون عددا من الأدلة على ذلك، ثم ييأس الجميع من النجاة ويستسلمون للعذاب.
المفردات :
من سلطان : من قهر وتسلط عليكم.
طاغين : مجاوزين الحدّ في الضلال.
التفسير :
٣٠- ﴿ وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين ﴾.
كانت لكم عقول وأفكار، وقلوب وأبصار وأفئدة، وكنتم تستطيعون أن تنظروا إلى دلائل الإيمان. وتتفكروا في دعوات الرسل، وتهتدوا إلى الإيمان بالله ورسله، لكنكم آثرتم الكفر على الإيمان، والضلالة على الهدى، والطغيان وعدم الاعتدال على العدل والسير على الطريق المستقيم، فلا تلومونا ولوموا أنفسكم.
تمهيد :
تذكر الآيات موقف الحساب والعقاب للظالمين، فالملائكة تحشرهم مع قرنائهم : الزناة مع بعضهم، وشاربو الخمر مع بعضهم.. الخ كما تحشر معهم الآلهة المدّعاة التي عبدوها من دون الله، كل هؤلاء يُرْشَدون إلى الطريق المؤدية إلى جهنم، ويوقفون في الطريق، وتوجّه إليهم أسئلة للعتاب والملامة، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا ينصر بعضكم بعضا كما زعمتم في الدنيا، حيث قال أبو جهل فيما حكاه عنه القرآن :﴿ نحن جميع منتصر ﴾. [ القمر : ٤٤ ].
ثم نجد مشهدا مزريا بين الأتباع الضعفاء، الذين يلقون التبعة في ضلالتهم على القادة والرؤساء، ويتبرأ القادة من تبعة الإضلال، ويقدمون عددا من الأدلة على ذلك، ثم ييأس الجميع من النجاة ويستسلمون للعذاب.
٣١- ﴿ فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون ﴾.
من المفسرين من رأى أنها من كلام الأتباع : أي : اعترف الأتباع والضعفاء بأنهم اختاروا الضلال بأنفسهم، فلزمهم ما ورد في القرآن الكريم :﴿ قال فالحق والحق أقول * لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ﴾ [ ص : ٨٤، ٨٥ ].
ومن المفسرين من رأى أن الآية من كلام الرؤساء، لأن ما قبلها وما بعدها من كلام القادة والرؤساء. أي : قال الرؤساء : لقد اخترنا الكفر بأنفسنا، وسنتعرض للعذاب نحن وأنتم، الرؤساء والأتباع، وإذا كان من عدله أن يجازي كل نفس بما كسبت، ويثيبها بما عملت، فلا يلومنّ كلّ منا إلا نفسه، ولا يلم بعضها بعضا، ولا داعي للجدل والخصام والنكير، فلا يُجنى من الشوك العنب، ولا يعقب الضلال إلى النار.
وفي هذا المعنى يقول تعالى :﴿ قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذا جاءكم بل كنتم مجرمين * وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون ﴾. [ سبأ ٣٣، ٣٢ ].
والقرآن الكريم بتكرار هذه المحاورة بين القادة والأتباع يفتح العيون والأبصار على حقائق القيامة ومشاهدها، ويبيّن أن التبعة فردية، وكل امرئ بما كسب رهين، ولن يتحمل الكبار شيئا من وزر الصغار، بل ينال الصغار الجزاء كاملا، ثم ينال الكبار جزاء كفرهم من جهة، وجزاء إضلال غيرهم من جهة أخرى.
قال تعالى :﴿ وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون* وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ﴾. [ العنكبوت : ١٢، ١٣ ]
تمهيد :
تذكر الآيات موقف الحساب والعقاب للظالمين، فالملائكة تحشرهم مع قرنائهم : الزناة مع بعضهم، وشاربو الخمر مع بعضهم.. الخ كما تحشر معهم الآلهة المدّعاة التي عبدوها من دون الله، كل هؤلاء يُرْشَدون إلى الطريق المؤدية إلى جهنم، ويوقفون في الطريق، وتوجّه إليهم أسئلة للعتاب والملامة، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا ينصر بعضكم بعضا كما زعمتم في الدنيا، حيث قال أبو جهل فيما حكاه عنه القرآن :﴿ نحن جميع منتصر ﴾. [ القمر : ٤٤ ].
ثم نجد مشهدا مزريا بين الأتباع الضعفاء، الذين يلقون التبعة في ضلالتهم على القادة والرؤساء، ويتبرأ القادة من تبعة الإضلال، ويقدمون عددا من الأدلة على ذلك، ثم ييأس الجميع من النجاة ويستسلمون للعذاب.
المفردات :
فأغويناكم : زنا لكم ما كنتم عليه من الكفر.
غاوين : بالوسوسة لكم.
التفسير :
٣٢- ﴿ فأغويناهم إنا كنا غاوين ﴾.
لم يكن من شأنكم إلا حبنا أن تكونوا مثلنا، وهو غير ملزم لكم، وإنما أضرّكم سوء اختياركم وقبح استعدادكم، وقريب منه قوله تعالى :﴿ وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ﴾. [ إبراهيم : ٢٢ ].
وقوله سبحانه :﴿ قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناكم كما غوينا... ﴾ [ القصص : ٦٣ ].
تمهيد :
تذكر الآيات موقف الحساب والعقاب للظالمين، فالملائكة تحشرهم مع قرنائهم : الزناة مع بعضهم، وشاربو الخمر مع بعضهم.. الخ كما تحشر معهم الآلهة المدّعاة التي عبدوها من دون الله، كل هؤلاء يُرْشَدون إلى الطريق المؤدية إلى جهنم، ويوقفون في الطريق، وتوجّه إليهم أسئلة للعتاب والملامة، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا ينصر بعضكم بعضا كما زعمتم في الدنيا، حيث قال أبو جهل فيما حكاه عنه القرآن :﴿ نحن جميع منتصر ﴾. [ القمر : ٤٤ ].
ثم نجد مشهدا مزريا بين الأتباع الضعفاء، الذين يلقون التبعة في ضلالتهم على القادة والرؤساء، ويتبرأ القادة من تبعة الإضلال، ويقدمون عددا من الأدلة على ذلك، ثم ييأس الجميع من النجاة ويستسلمون للعذاب.
٣٣- ﴿ فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون ﴾.
فإنهم – الأتباع والقادة – هم جميعا يوم القيامة يشتركون في العذاب، وهذا الاشتراك في مبدأ العذاب لا يمنع تميّز القادة بنصيب من العذاب لضلالهم، ونصيب آخر لإضلال غيرهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سنّ في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة " ١.
١ من سن في الإسلام سنة حسنة.
رواه مسلم في العلم (١٠١٧) وفي الزكاة (٢٥٥٤)، والدرامي في المقدمة (٥١٢، ٥١٤)، والترمذي في العلم (٢٦٧٥) وابن ماجة في المقدمة (٢٠٣) وأحمد (١٨٦٧٥، ١٨٧٠١، ١٨٧١٨، ١٨٧٢٠) من حديث جرير بن عبد الله البجلي. ورواه أحمد(١٠٣٧٠، ١٠١٧٨) من حديث حذيفة، ورواه ابن ماجة في المقدمة (٢٠٧) من حديث وهب بن عبد الله..

تمهيد :
تذكر الآيات موقف الحساب والعقاب للظالمين، فالملائكة تحشرهم مع قرنائهم : الزناة مع بعضهم، وشاربو الخمر مع بعضهم.. الخ كما تحشر معهم الآلهة المدّعاة التي عبدوها من دون الله، كل هؤلاء يُرْشَدون إلى الطريق المؤدية إلى جهنم، ويوقفون في الطريق، وتوجّه إليهم أسئلة للعتاب والملامة، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا ينصر بعضكم بعضا كما زعمتم في الدنيا، حيث قال أبو جهل فيما حكاه عنه القرآن :﴿ نحن جميع منتصر ﴾. [ القمر : ٤٤ ].
ثم نجد مشهدا مزريا بين الأتباع الضعفاء، الذين يلقون التبعة في ضلالتهم على القادة والرؤساء، ويتبرأ القادة من تبعة الإضلال، ويقدمون عددا من الأدلة على ذلك، ثم ييأس الجميع من النجاة ويستسلمون للعذاب.
المفردات :
بالمجرمين : بالمشركين.
التفسير :
٣٤- ﴿ إنا كذلك نفعل بالمجرمين ﴾.
إنا بمثل ذلك الفعل الذي يدل على الحكمة التشريعية، نعذب هؤلاء الكافرين، جزاء وفاقا لشركهم، وتكذيب المرسلين وإيذائهم.
تمهيد :
تذكر الآيات موقف الحساب والعقاب للظالمين، فالملائكة تحشرهم مع قرنائهم : الزناة مع بعضهم، وشاربو الخمر مع بعضهم.. الخ كما تحشر معهم الآلهة المدّعاة التي عبدوها من دون الله، كل هؤلاء يُرْشَدون إلى الطريق المؤدية إلى جهنم، ويوقفون في الطريق، وتوجّه إليهم أسئلة للعتاب والملامة، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا ينصر بعضكم بعضا كما زعمتم في الدنيا، حيث قال أبو جهل فيما حكاه عنه القرآن :﴿ نحن جميع منتصر ﴾. [ القمر : ٤٤ ].
ثم نجد مشهدا مزريا بين الأتباع الضعفاء، الذين يلقون التبعة في ضلالتهم على القادة والرؤساء، ويتبرأ القادة من تبعة الإضلال، ويقدمون عددا من الأدلة على ذلك، ثم ييأس الجميع من النجاة ويستسلمون للعذاب.
٣٥- ﴿ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ﴾.
إنهم كانوا إذا سمعوا كلمة التوحيد، وشهادة أن لا إله إلا الله، استكبروا وأنِفُوا أن يدينوا بها.
ومن ذلك ما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لأبي طالب عند موته، واجتماع قريش حوله : " قولوا لا إله إلا الله، تملكوا بها العرب، وتدين لكم العجم " أبوا وانِفُوا من ذلك.
وفي تفسير القرطبي :
رُوى عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، لما أنزل الله في كتابه، فذكر قوما استكبروا، فقال :﴿ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ﴾. وقد استكبر عنها المشركون يوم الحديبية، يوم كاتبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على قضية المدة. ا ه.
لقد اتفق النبي صلى الله عليه وسلم مع كفار مكة على هدنة مدتها عشر سنوات، لكن قريشا نقضت العهد، فساعدت قبيلة بكر حليفة قريش على قبيلة خزاعة حليفة النبي صلى الله عليه وسلم، وذهب عمرو بن سالم الخزاعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وأنشد بين يديه قصيدة عصماء جاء فيها :
إن قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا
هم بيتونا بالوتير هجّدا وقتلونا ركّعا سجّدا
فانصر هداك الله نصرا أيّدا وادع عباد الله يأتوا مددا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " نُصرت يا عمرو بن سالم " وقاد النبي صلى الله عليه وسلم جيشا فتح به مكة، وأنزل الله بسبب ذلك السورة النصر.
تمهيد :
تذكر الآيات موقف الحساب والعقاب للظالمين، فالملائكة تحشرهم مع قرنائهم : الزناة مع بعضهم، وشاربو الخمر مع بعضهم.. الخ كما تحشر معهم الآلهة المدّعاة التي عبدوها من دون الله، كل هؤلاء يُرْشَدون إلى الطريق المؤدية إلى جهنم، ويوقفون في الطريق، وتوجّه إليهم أسئلة للعتاب والملامة، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا ينصر بعضكم بعضا كما زعمتم في الدنيا، حيث قال أبو جهل فيما حكاه عنه القرآن :﴿ نحن جميع منتصر ﴾. [ القمر : ٤٤ ].
ثم نجد مشهدا مزريا بين الأتباع الضعفاء، الذين يلقون التبعة في ضلالتهم على القادة والرؤساء، ويتبرأ القادة من تبعة الإضلال، ويقدمون عددا من الأدلة على ذلك، ثم ييأس الجميع من النجاة ويستسلمون للعذاب.
المفردات :
لشاعر مجنون : يعنون محمد صلى الله عليه وسلم وقد كذبوا فما هو بشاعر ولا مجنون.
التفسير :
٣٦- ﴿ ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ﴾.
لقد جمعوا في كلمتهم بين إنكار الوحدانية، وإنكار الرسالة.
حيث قالوا : أنترك عبادة الآلهة التي ورثنا عبادتها عن آبائنا كابرا عن كابر، ونستمع لقول شاعر يخلط ويهذي، فمثله لا يصغى لكلامه، ولا يسمع لقوله، فرفضوا دعوة التوحيد، ورفضوا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
تمهيد :
تذكر الآيات موقف الحساب والعقاب للظالمين، فالملائكة تحشرهم مع قرنائهم : الزناة مع بعضهم، وشاربو الخمر مع بعضهم.. الخ كما تحشر معهم الآلهة المدّعاة التي عبدوها من دون الله، كل هؤلاء يُرْشَدون إلى الطريق المؤدية إلى جهنم، ويوقفون في الطريق، وتوجّه إليهم أسئلة للعتاب والملامة، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا ينصر بعضكم بعضا كما زعمتم في الدنيا، حيث قال أبو جهل فيما حكاه عنه القرآن :﴿ نحن جميع منتصر ﴾. [ القمر : ٤٤ ].
ثم نجد مشهدا مزريا بين الأتباع الضعفاء، الذين يلقون التبعة في ضلالتهم على القادة والرؤساء، ويتبرأ القادة من تبعة الإضلال، ويقدمون عددا من الأدلة على ذلك، ثم ييأس الجميع من النجاة ويستسلمون للعذاب.
المفردات :
بالحق : بالتوحيد.
التفسير :
٣٧-﴿ بل جاء بالحق وصدق المرسلين ﴾.
ردّ الله عليهم افتراءهم وزعمهم أن محمدا شاعر مجنون، فبيّن سبحانه أن هذا الرسول الأمين جاء بالقرآن الكريم، الذي أنزله الله بالحق، وبالحق نزل.
﴿ وصدق المرسلين ﴾. الذين أرسلهم الله فقصّ سيرتهم وسجّل كفاحهم، وبيّن أن جميع الرسل تعرضوا للبلاء والاختبار، قال تعالى :﴿ ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك... ﴾[ فصلت : ٤٣ ].
وقال عز شأنه :﴿ فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل... ﴾ [ الأحقاف : ٣٥ ].
وقد جاء في القرآن والسنة ما يفيد أن المسلم مطالب بالإيمان بالرسل والكتب السابقة، فجميع الرُّسل دعوا إلى التوحيد، وحثوا على مكارم الأخلاق، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى دارا فأتمها وأكملها إلا موضع لبنة فجعل الناس يطوفون الناس يطوفون بالدار، ويقولون : ما أجمل هذه الدار لو وضعت هذه اللبنة، فأنا هذه اللبنة، وأنا خاتم الرسل " ١. رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم : " الأنبياء إخوة لعلاّت ٢، أمهاتهم شتى ودينهم واحد " ٣ رواه البخاري.
وقال تعالى :﴿ قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له، مسلمون ﴾ [ البقرة : ١٣٦ ].
وقال صلى الله عليه وسلم :" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ٤
١ إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بني بيتا:
رواه البخاري في المناقب (٣٥٣٤، ٣٥٣٥) ومسلم في الفضائل (٢٢٨٦) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال " إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل من بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين "..

٢ العلات: الضرائر، شبه الرّسل بأبناء الضرائر، أمهاتهم متعددة، وأبوهم واحد، وكذلك الرسل رسالاتهم متعددة، ودينهم واحد، يدعوا إلى التوحيد ومكارم الأخلاق، فالله سبحانه وتعالى أرسلهم جميعا، وتميز كل رسول بهداية قومه، ودعوتهم إلى مكارم الخلاق، ومحاربة الرذائل المتفشية بينهم..
٣ الأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد:
رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٢٤٤٣) وأحمد في مسنده(٩٠١٧) من حديث أبي هريرة قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة والأنبياء، إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد "..

٤ إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق:
رواه أحمد في مسنده (٨٥٩٥) من حديث أبي هريرة..

تمهيد :
تذكر الآيات موقف الحساب والعقاب للظالمين، فالملائكة تحشرهم مع قرنائهم : الزناة مع بعضهم، وشاربو الخمر مع بعضهم.. الخ كما تحشر معهم الآلهة المدّعاة التي عبدوها من دون الله، كل هؤلاء يُرْشَدون إلى الطريق المؤدية إلى جهنم، ويوقفون في الطريق، وتوجّه إليهم أسئلة للعتاب والملامة، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا ينصر بعضكم بعضا كما زعمتم في الدنيا، حيث قال أبو جهل فيما حكاه عنه القرآن :﴿ نحن جميع منتصر ﴾. [ القمر : ٤٤ ].
ثم نجد مشهدا مزريا بين الأتباع الضعفاء، الذين يلقون التبعة في ضلالتهم على القادة والرؤساء، ويتبرأ القادة من تبعة الإضلال، ويقدمون عددا من الأدلة على ذلك، ثم ييأس الجميع من النجاة ويستسلمون للعذاب.
٣٧- ﴿ إنكم لذائقوا العذاب الأليم ﴾.
إن العذاب الأليم واقع بكم لا محالة، ستذوقونه وتتجرعون غصّته وآلامه، وسينزل بكم الذل والمهانة والخزي، ويجعلكم في حزن دائم.
تمهيد :
تذكر الآيات موقف الحساب والعقاب للظالمين، فالملائكة تحشرهم مع قرنائهم : الزناة مع بعضهم، وشاربو الخمر مع بعضهم.. الخ كما تحشر معهم الآلهة المدّعاة التي عبدوها من دون الله، كل هؤلاء يُرْشَدون إلى الطريق المؤدية إلى جهنم، ويوقفون في الطريق، وتوجّه إليهم أسئلة للعتاب والملامة، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا ينصر بعضكم بعضا كما زعمتم في الدنيا، حيث قال أبو جهل فيما حكاه عنه القرآن :﴿ نحن جميع منتصر ﴾. [ القمر : ٤٤ ].
ثم نجد مشهدا مزريا بين الأتباع الضعفاء، الذين يلقون التبعة في ضلالتهم على القادة والرؤساء، ويتبرأ القادة من تبعة الإضلال، ويقدمون عددا من الأدلة على ذلك، ثم ييأس الجميع من النجاة ويستسلمون للعذاب.
٣٨- ﴿ وما تجزون إلا ما كنتم تعملون ﴾.
إن الجزاء الحق من جنس العمل، فقد أشركتم بالله وكفرتم برسله، وكذبتم بآيات الله، ولم تُعْمِلوا عقولكم ولا فكركم، بل تكبرتم وأخذتكم العزة بالإثم، وقد استمرت الدعوة الإسلامية في مكة ثلاثة عشر عاما، وفي المدينة عشرة أعوام، أي قرابة ربع قرن من الزمان، كان أمامكم وقت متسع للهداية والإيمان، فآثرتم الضلالة، ولم تبذلوا جهدا للبحث عن الهداية، فذوقوا العذاب جزاء أعمالكم.
قال تعالى :﴿ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ﴾. [ الشورى : ٣٠ ].
وقال سبحانه :﴿ وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ﴾. [ غافر : ١٨ ].
جزاء المؤمنين
﴿ إلا عباد الله المخلصين ( ٤٠ ) أولئك لهم رزق معلوم ( ٤١ ) فواكه وهم مكرمون( ٤٢ ) في جنات النعيم ( ٤٣ ) على سرر متقابلين ( ٤٤ ) يطاف عليهم بكأس من معين ( ٤٥ ) بيضاء لذة للشاربين ( ٤٦ ) لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون( ٤٧ ) وعندهم قاصرات الطرف عين ( ٤٨ )كأنهم بيض مكنون ( ٤٩ ) ﴾
تمهيد :
تصف الآيات نعيم أهل الجنة، فهو نعيم أيّ نعيم، فلهم في الجنة أرزاق وفواكه، وكرامة ونعيم، يشربون خمرا بيضاء لذيذة، لا تغتال عقول شاربيها، ويتمتعون بالحور العين، وجمالهنّ أخّاذ كأنهنّ بيض محفوظ مصون.
التفسير :
٣٩- ﴿ إلا عباد الله المخلصين ﴾.
هذه الآية مرتبطة بما قبلها، حيث أخبر الله عن الكافرين بقوله تعالى :﴿ إنكم لذائقوا العذاب الأليم * وما تجزون إلا ما كنتم تعملون ﴾. [ الصافات : ٣٨، ٣٩ ].
﴿ إلا عباد الله المخلصين ﴾.
أي : لكن عباد الله الذين أخلصهم لطاعته لا يذوقون العذاب، وإنما يجزن بالثواب أضعافا مضاعفة بالنسبة لأعمالهم، فيجزون الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى ما شاء الله.
وقد قرأ بعض القراء بفتح لام المخلَصين، أي : الذين أخلصهم الله لطاعته وتوحيده، وقرأ بعض القراء بكسر اللام : المخلِصين، أي : الذين أخلصوا لله العبادة والطاعة.
قال تعالى :﴿ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ﴾. [ البينة : ٥ ].
تمهيد :
تصف الآيات نعيم أهل الجنة، فهو نعيم أيّ نعيم، فلهم في الجنة أرزاق وفواكه، وكرامة ونعيم، يشربون خمرا بيضاء لذيذة، لا تغتال عقول شاربيها، ويتمتعون بالحور العين، وجمالهنّ أخّاذ كأنهنّ بيض محفوظ مصون.
٤٠- ﴿ أولئك لهم رزق معلوم ﴾.
هؤلاء العباد المخلصون لهم مكانهم في الجنة، ورزقهم معلوم محفوظ، يأتيهم بغير سؤال، وبغير احتياجهم إليه، وإنما يأتيهم للتكريم والإعزاز، وللتفكه والتلذذ.
قال تعالى :﴿ ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ﴾. [ مريم : ٦٢ ].
أي : إن الرزق معلوم الوقت في الصباح والمساء.
تمهيد :
تصف الآيات نعيم أهل الجنة، فهو نعيم أيّ نعيم، فلهم في الجنة أرزاق وفواكه، وكرامة ونعيم، يشربون خمرا بيضاء لذيذة، لا تغتال عقول شاربيها، ويتمتعون بالحور العين، وجمالهنّ أخّاذ كأنهنّ بيض محفوظ مصون.
٤٢، ٤٣، ٤٤ –﴿ فواكه وهم مكرمون* في جنات النعيم * على سرر متقابلين ﴾.
كلمة :﴿ فواكه ﴾، بدل مما قبلها أي أن هذا الرزق المعلوم هو فواكه، والمراد بها : ما يؤكل لمجرد التلذذ دون الاقتيات، وجميع ما يأكله أهل الجنة كذلك حتى اللحم، لكونهم مستغنين عن القوت، لأن خلقتهم محكمة محفوظة من التحلل المحوج إلى البدل، والمراد بالفواكه، الثمار كلها، رطبها ويابسها.
قال تعالى :﴿ وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون ﴾. ( الواقعة : ٢٠، ٢١ ).
وقال تعالى :﴿ ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم... ﴾ [ محمد : ١٥ ].
ومع ذلك تقدم لهم الأطعمة والفواكه وألوان النعيم، ﴿ وهم مكرمون ﴾، معززون كالملوك والوجهاء والكبراء، والتكريم هنا إشارة إلى ما يلقونه عند الله تعالى برفع الدرجات، وسماع كلام الرحمان، فلا يلحقهم هوان، وذلك أعظم المثوبات، وأليقها بأولى الهمم، أي أن النعيم الإلهي للمؤمنين في الجنة نوعان :
الأول : حسّي، يشمل الجنة والأنهار والأشجار والثمار والظلال، والحور العين والطعام والفواكه والخمر والنعيم.
والثاني : معنوي، يتناول رضوان الله، والأنس به، وسماع كلامه، والاستمتاع برضاه وبركته ورؤيته.
﴿ في جنات النعيم ﴾.
في جنات ليس فيها إلاّ النعيم والتنعّم الحسي والمعنوي.
﴿ على سرر متقابلين ﴾.
على سرر يقابل بعضهم بعضا، لا يرى أحدهم قفا الآخر، بل تتحرك بهم الأسرة وتدور بهم كيف شاءوا، تواصلا وتحاببا بالنظر إلى الوجوه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٢:تمهيد :
تصف الآيات نعيم أهل الجنة، فهو نعيم أيّ نعيم، فلهم في الجنة أرزاق وفواكه، وكرامة ونعيم، يشربون خمرا بيضاء لذيذة، لا تغتال عقول شاربيها، ويتمتعون بالحور العين، وجمالهنّ أخّاذ كأنهنّ بيض محفوظ مصون.
٤٢، ٤٣، ٤٤ –﴿ فواكه وهم مكرمون* في جنات النعيم * على سرر متقابلين ﴾.
كلمة :﴿ فواكه ﴾، بدل مما قبلها أي أن هذا الرزق المعلوم هو فواكه، والمراد بها : ما يؤكل لمجرد التلذذ دون الاقتيات، وجميع ما يأكله أهل الجنة كذلك حتى اللحم، لكونهم مستغنين عن القوت، لأن خلقتهم محكمة محفوظة من التحلل المحوج إلى البدل، والمراد بالفواكه، الثمار كلها، رطبها ويابسها.
قال تعالى :﴿ وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون ﴾. ( الواقعة : ٢٠، ٢١ ).
وقال تعالى :﴿ ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم... ﴾ [ محمد : ١٥ ].
ومع ذلك تقدم لهم الأطعمة والفواكه وألوان النعيم، ﴿ وهم مكرمون ﴾، معززون كالملوك والوجهاء والكبراء، والتكريم هنا إشارة إلى ما يلقونه عند الله تعالى برفع الدرجات، وسماع كلام الرحمان، فلا يلحقهم هوان، وذلك أعظم المثوبات، وأليقها بأولى الهمم، أي أن النعيم الإلهي للمؤمنين في الجنة نوعان :
الأول : حسّي، يشمل الجنة والأنهار والأشجار والثمار والظلال، والحور العين والطعام والفواكه والخمر والنعيم.
والثاني : معنوي، يتناول رضوان الله، والأنس به، وسماع كلامه، والاستمتاع برضاه وبركته ورؤيته.
﴿ في جنات النعيم ﴾.
في جنات ليس فيها إلاّ النعيم والتنعّم الحسي والمعنوي.
﴿ على سرر متقابلين ﴾.
على سرر يقابل بعضهم بعضا، لا يرى أحدهم قفا الآخر، بل تتحرك بهم الأسرة وتدور بهم كيف شاءوا، تواصلا وتحاببا بالنظر إلى الوجوه.

المفردات :
على سرر متقابلين : لا ينظر بعضهم في قفا بعض، وإنما ينظر في وجهه تواصلا وتحاببا.
التفسير :
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٢:تمهيد :
تصف الآيات نعيم أهل الجنة، فهو نعيم أيّ نعيم، فلهم في الجنة أرزاق وفواكه، وكرامة ونعيم، يشربون خمرا بيضاء لذيذة، لا تغتال عقول شاربيها، ويتمتعون بالحور العين، وجمالهنّ أخّاذ كأنهنّ بيض محفوظ مصون.
٤٢، ٤٣، ٤٤ –﴿ فواكه وهم مكرمون* في جنات النعيم * على سرر متقابلين ﴾.
كلمة :﴿ فواكه ﴾، بدل مما قبلها أي أن هذا الرزق المعلوم هو فواكه، والمراد بها : ما يؤكل لمجرد التلذذ دون الاقتيات، وجميع ما يأكله أهل الجنة كذلك حتى اللحم، لكونهم مستغنين عن القوت، لأن خلقتهم محكمة محفوظة من التحلل المحوج إلى البدل، والمراد بالفواكه، الثمار كلها، رطبها ويابسها.
قال تعالى :﴿ وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون ﴾. ( الواقعة : ٢٠، ٢١ ).
وقال تعالى :﴿ ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم... ﴾ [ محمد : ١٥ ].
ومع ذلك تقدم لهم الأطعمة والفواكه وألوان النعيم، ﴿ وهم مكرمون ﴾، معززون كالملوك والوجهاء والكبراء، والتكريم هنا إشارة إلى ما يلقونه عند الله تعالى برفع الدرجات، وسماع كلام الرحمان، فلا يلحقهم هوان، وذلك أعظم المثوبات، وأليقها بأولى الهمم، أي أن النعيم الإلهي للمؤمنين في الجنة نوعان :
الأول : حسّي، يشمل الجنة والأنهار والأشجار والثمار والظلال، والحور العين والطعام والفواكه والخمر والنعيم.
والثاني : معنوي، يتناول رضوان الله، والأنس به، وسماع كلامه، والاستمتاع برضاه وبركته ورؤيته.
﴿ في جنات النعيم ﴾.
في جنات ليس فيها إلاّ النعيم والتنعّم الحسي والمعنوي.
﴿ على سرر متقابلين ﴾.
على سرر يقابل بعضهم بعضا، لا يرى أحدهم قفا الآخر، بل تتحرك بهم الأسرة وتدور بهم كيف شاءوا، تواصلا وتحاببا بالنظر إلى الوجوه.

تمهيد :
تصف الآيات نعيم أهل الجنة، فهو نعيم أيّ نعيم، فلهم في الجنة أرزاق وفواكه، وكرامة ونعيم، يشربون خمرا بيضاء لذيذة، لا تغتال عقول شاربيها، ويتمتعون بالحور العين، وجمالهنّ أخّاذ كأنهنّ بيض محفوظ مصون.
المفردات :
بكأس : بخمر.
من معين : من نهر ظاهر للعيون، جار على وجه الأرض.
التفسير :
٤٥- ﴿ يطاف عليهم بكأس من معين ﴾.
الكأس في القرآن الكريم يراد بها الخمر، وهي خمر حلال، فيها رقة وعذوبة وكثرة، كأنها تؤخذ من نهر جار، فلا تقتير ولا بخل، بل كلما طلبوا وجدوا.
والمعين : الماء الجاري الظاهر للعيون، وكذلك تجري الخمر في الجنة، كما قال تعالى :﴿ وأنهار من خمر لذة للشاربين... ﴾ [ محمد : ١٥ ] وهي خمر نظيفة، ليست كخمر الدنيا تداس بالأقدام.
قال الشاعر :
وشمولة من عهد عاد قد غدت صرعى تداس بأرجل العصّار
لانت لهم حتى انتشروا فتمكّنت منهم فصاحت فيهم بالثار
تمهيد :
تصف الآيات نعيم أهل الجنة، فهو نعيم أيّ نعيم، فلهم في الجنة أرزاق وفواكه، وكرامة ونعيم، يشربون خمرا بيضاء لذيذة، لا تغتال عقول شاربيها، ويتمتعون بالحور العين، وجمالهنّ أخّاذ كأنهنّ بيض محفوظ مصون.
المفردات :
لذة : ذات لذة.
التفسير :
٤٦- ﴿ بيضاء لذة للشاربين ﴾.
الخمر ببيضاء في لون بهي مشرق، يشيع اللذة والسرور في نفوس الشاربين، كأنها نفس اللذة والسعادة.
قال أبو نواس :
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها لو مسّها حجر مسته سراء.
تمهيد :
تصف الآيات نعيم أهل الجنة، فهو نعيم أيّ نعيم، فلهم في الجنة أرزاق وفواكه، وكرامة ونعيم، يشربون خمرا بيضاء لذيذة، لا تغتال عقول شاربيها، ويتمتعون بالحور العين، وجمالهنّ أخّاذ كأنهنّ بيض محفوظ مصون.
المفردات :
لا فيها غول : لا تغال عقولهم وصحتهم.
ينزفون : لا تذهب عقولهم بالسكر، كما ينزف الرجل ماء البئر وينزعه.
التفسير :
٤٧- ﴿ لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ﴾.
ليس في الخمر أي ضرر من أضرار خمر الدنيا، فهي لا تغتال عقول الشاربين كما في خمر الدنيا، ﴿ ولا هم عنها ﴾ – أي بسببها – يسكرون، وقد وصف الله السكر عن أهل الجنة، لئلا ينقطع الالتذاذ عنهم، فعقولهم كاملة، وسعادتهم مستمرة، ولا تفسد الخمر عقولهم.
قال الشاعر :
فمازالت الخمر تغتالنا وتذهب بالأول الأول
لقد جمع الله خمر الآخرة كل محاسن الخمر، وخلّصها من مساوئها، مثل : اغتيال العقل، والسكر، والصداع، والإدمان، والتردّي، وعدم الغيرة على العرض
يقول المتنبي :
وغير فؤادي للغواني رمية وغير بناني للزجاج ركاب
وللسرّ منى موضع لا يناله صديق ولا يطغى إليه شراب
وللخود منّي ساعة ثم بيننا فلاة إلى غير اللقاء تجاب
وما العشق إلا غرة وطماعة يعرض قلب نفسه فيصاب
تركنا لأطراف القنا كل شهوة فليس لنا إلا بهنّ لعاب.
تمهيد :
تصف الآيات نعيم أهل الجنة، فهو نعيم أيّ نعيم، فلهم في الجنة أرزاق وفواكه، وكرامة ونعيم، يشربون خمرا بيضاء لذيذة، لا تغتال عقول شاربيها، ويتمتعون بالحور العين، وجمالهنّ أخّاذ كأنهنّ بيض محفوظ مصون.
المفردات :
قاصرات الطرف : قصرن أبصارهنّ على أزواجهنّ، لا يمددن طرفا إلى غيرهم.
عين : جمع عيناء، وهي شديدة بياض العين شديدة سوادها، وقيل : عِين، أي حِسان العيون.
التفسير :
٤٨- ﴿ وعندهم قاصرات الطرف عين ﴾.
﴿ وعندهم ﴾ : أي عند أهل الجنة ألوان من المتع والنعيم الذي لا حد له.
قال تعالى :﴿ وفيهن ما تشتهيه النفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ﴾ [ الزخرف : ٧١ ].
وفيها نساء جميلات قصرن أبصارهنّ على أزواجهنّ، فلا ينظرن إلا إلى أزواجهن، مع جمال العين وشدة بياضها مع شدة سوادها، فهي عين عيناء واسعة جميلة.
وقيل :﴿ قاصرات الطرف ﴾، أي : ذابلات الجفون في تكسّر، كأنها نائمة وما هي بنائمة أو ضعيفة مريضة وما هي بمريضة.
قال ابن الأزدى :
مرضت سلوتي وصح غرامي من لحاظ هن المراض الصحاح
وقال الآخر : إن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحين قتلانا
يصرعن ذا اللبّ حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله إنسانا
تمهيد :
تصف الآيات نعيم أهل الجنة، فهو نعيم أيّ نعيم، فلهم في الجنة أرزاق وفواكه، وكرامة ونعيم، يشربون خمرا بيضاء لذيذة، لا تغتال عقول شاربيها، ويتمتعون بالحور العين، وجمالهنّ أخّاذ كأنهنّ بيض محفوظ مصون.
المفردات :
بيض مكنون : بيض مصون عن الريح والغبار، حيث تكنّه النعامة أو الدجاجة بريشها.
التفسير :
٤٩- ﴿ كأنهم بيض مكنون ﴾.
كأنهن بيض النعام المستور في الأعشاش، الذي لم تمسسه الأيدي، ولم يصبه الغبار، وقد شبههن ببيض النعام، لأن لونه أبيض يخالطه قليل من الصفرة، وهو لون محبوب في النساء عند العرب.
قال امرؤ القيس :
وبيضة خدر لا يرام خباؤها تمتعت من لهو بها غير مُعْجَل.
وقيل البيض المكنون، أي : المصون من الكسر، والمراد : أنّهن عذارى.
قال تعالى :﴿ لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ﴾ [ الرحمان : ٧٤ ].
وفي الحديث عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا أول الناس خروجا إذا بُعثوا، وأنا خطيبهم إذا وفدوا، وأنا مبشرهم إذا حزنوا، وأنا شفيعهم إذا حُبسوا، لواء الحمد يومئذ بيدي، وأنا أكرم ولد آدم على الله عز وجل ولا فخر، يطوف عليّ ألف خادم كأنهن البيض المكنون – أو اللؤلؤ المكنون – " ١
١ أخرجه ابن أبي حاتم، وروى بعضه الترمذي، وانظر مختصر تفسير ابن كثير للصابوني ٣/١٧٩..
مشاهدة المؤمن لعذاب الكافر
﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون( ٥٠ ) قال قائل منهم إني كان لي قرين ( ٥١ ) يقول أإنك لمن المصدقين ( ٥٢ ) أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون ( ٥٣ ) قال هل أنتم مطلعون ( ٥٤ ) فاطلع فرآه في سواء الجحيم ( ٥٥ ) قال تالله إن كدت لتردين ( ٥٦ ) ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ( ٥٧ ) أفما نحن بميّتين ( ٥٨ ) إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ( ٥٩ ) إنا هذا لهو الفوز العظيم ( ٦٠ ) لمثل هذا فليعمل العاملون ( ٦١ ) ﴾
المفردات :
يتساءلون : يتفاوضون فيما بينهم بأحاديثهم في الدنيا، وهو من تمام الأنس في الجنة.
تمهيد :
نعيم أهل الجنة لا حدود له، وقد مرّ ما تنعمون به من ألوان المآكل والمشارب، والمساكن والأزواج الحسان، ثم بيّن هنا خلوّ بالهم من المشاغل والهموم، وطيب نفوسهم، وسمرهم مع بعضهم البعض بما كان يقع لهم في الدنيا، حتى ليقصّ بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك، لولا لطف ربه به، وقد كانت عاقبة صديقه الكافر أن أصبح في وسط الجحيم، فشكر المؤمن ربّه لنجاته وسلامته من جهنم.
التفسير :
٥٠- ﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ﴾.
هذه الآية معطوفة على الآيتين السابقتين، فقد وصفت الآيات أهل الجنة بأنهم في نعيم ورزق معلوم، ولهم في الجنة فواكه وخمر وحور عين، أي : بينما هم في النعيم والأنس، والتفكه وشرب الخمر الحلال، أخذوا يتسامرون، ويتذاكرون شؤونهم في الدنيا.
ومعنى :﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ﴾.
أخذوا يتسامرون، ويتذكّرون ما فات، ويتساءلون عن الفضائل والمعارف، وعما جرى لهم وعليهم في الدنيا، وما أحلى تذكّر ما فات عند رفاهية الحال وخلوّ البال.
تمهيد :
نعيم أهل الجنة لا حدود له، وقد مرّ ما تنعمون به من ألوان المآكل والمشارب، والمساكن والأزواج الحسان، ثم بيّن هنا خلوّ بالهم من المشاغل والهموم، وطيب نفوسهم، وسمرهم مع بعضهم البعض بما كان يقع لهم في الدنيا، حتى ليقصّ بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك، لولا لطف ربه به، وقد كانت عاقبة صديقه الكافر أن أصبح في وسط الجحيم، فشكر المؤمن ربّه لنجاته وسلامته من جهنم.
المفردات :
قرين : خليل وصاحب.
التفسير :
٥١- ﴿ قال قائل منهم إني كان لي قرين ﴾.
قال رجل من أهل الجنة في تضاعيف محاوراته وكلامه مع رفاقه، متسامرا معهم : إني كان لي صاحب ملازم، وقيل : أراد به شقيقه الكافر الذي وردت قصته في سورة الكهف، وتبدأ بقوله تعالى :﴿ واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا ﴾. [ الكهف : ٣٢ ].
وقد أورد ابن كثير في تفسيره للآيات قصة طويلة عن السدّي، أخرجها ابن أبى حاتم، خلاصتها : أن الأخوين ورثا عن أبيهما ستة آلاف دينار، كل أخ أخذ نصيبه ثلاثة آلاف دينار، أما الكافر فقد اشترى أرضا ونخلا وزرعا بألف، واشترى رقيقا بألف، ودفع مهرا لزوجة مقداره ألف، وأما المؤمن فتصدق بماله، واشترى من الله تعالى أرض الجنة، ورقيق الجنة، والحور العين في الجنة، ثم تقابلا، الكافر في حشم وخدم وأتباع، فسلّم على أخيه، وسأله أين مالك ؟ هل ضاربت به أو تاجرت به ؟ قالا : لا، قال : فأين هو ؟ قال : اقترضه المليء الوفيّ، قال : من ؟ قال : الله ربي، فانتزع الكافر يده من يده، ثم قال :﴿ أإنك لمن المصدقين * أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون ﴾. [ الصافات : ٥٢، ٥٣ ].
ثم تمت القصة بأن أدخل الكافر وسط الجحيم، وأدخل المؤمن الجنة، وشاهد النخيل والثمار والأنهار التي أعدت له، كما شاهد الخدم الذين سيخدمونه، وشاهد قبة من ياقوتة حمراء مجوفة، فيها حوراء عيناء، فيقول : لمن هذه ؟ فيقال : هذه لك، ثم يذكر المؤمن شريكه فيقول :﴿ إني كان لي قرين * يقول أإنك لمن المصدقين... ﴾إلى آخر الآيات.
تمهيد :
نعيم أهل الجنة لا حدود له، وقد مرّ ما تنعمون به من ألوان المآكل والمشارب، والمساكن والأزواج الحسان، ثم بيّن هنا خلوّ بالهم من المشاغل والهموم، وطيب نفوسهم، وسمرهم مع بعضهم البعض بما كان يقع لهم في الدنيا، حتى ليقصّ بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك، لولا لطف ربه به، وقد كانت عاقبة صديقه الكافر أن أصبح في وسط الجحيم، فشكر المؤمن ربّه لنجاته وسلامته من جهنم.
المفردات :
لمدينون : مجزيون محاسبون بعد الموت.
التفسير :
٥٢، ٥٣ –﴿ يقول أإنك لمن المصدقين* أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون ﴾.
أي كان لي صديق أو رفيق أو شقيق ينكر البعث، ويقول لي مستنكرا عليّ : أئنك لمن المصدقين بالبعث والجزاء بعد أن نموت ونصبح ترابا وعظاما رميما متهالكا ؟ هذا أبعد ما يكون عن الحياة، أنُبعث ونُحاسب ونجازى على أعمالنا ؟
ومعنى :﴿ لمدينون ﴾. لمحاسبون ومجزيون بعد الموت.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٢:تمهيد :
نعيم أهل الجنة لا حدود له، وقد مرّ ما تنعمون به من ألوان المآكل والمشارب، والمساكن والأزواج الحسان، ثم بيّن هنا خلوّ بالهم من المشاغل والهموم، وطيب نفوسهم، وسمرهم مع بعضهم البعض بما كان يقع لهم في الدنيا، حتى ليقصّ بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك، لولا لطف ربه به، وقد كانت عاقبة صديقه الكافر أن أصبح في وسط الجحيم، فشكر المؤمن ربّه لنجاته وسلامته من جهنم.

المفردات :

لمدينون : مجزيون محاسبون بعد الموت.

التفسير :

٥٢، ٥٣ –﴿ يقول أإنك لمن المصدقين* أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون ﴾.
أي كان لي صديق أو رفيق أو شقيق ينكر البعث، ويقول لي مستنكرا عليّ : أئنك لمن المصدقين بالبعث والجزاء بعد أن نموت ونصبح ترابا وعظاما رميما متهالكا ؟ هذا أبعد ما يكون عن الحياة، أنُبعث ونُحاسب ونجازى على أعمالنا ؟
ومعنى :﴿ لمدينون ﴾. لمحاسبون ومجزيون بعد الموت.

تمهيد :
نعيم أهل الجنة لا حدود له، وقد مرّ ما تنعمون به من ألوان المآكل والمشارب، والمساكن والأزواج الحسان، ثم بيّن هنا خلوّ بالهم من المشاغل والهموم، وطيب نفوسهم، وسمرهم مع بعضهم البعض بما كان يقع لهم في الدنيا، حتى ليقصّ بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك، لولا لطف ربه به، وقد كانت عاقبة صديقه الكافر أن أصبح في وسط الجحيم، فشكر المؤمن ربّه لنجاته وسلامته من جهنم.
٥٤- ﴿ قال هل أنتم مطلعون ﴾.
قال الأخ المؤمن لإخوانه في الجنة : هيا نطلع على أهل النار، لنبحث عنه بين أهلها.
وفي الأثر : إن في الجنة كُوّى يطلع منها أهل الجنة على أهل النار، إذا رغبوا في ذلك، ليزدادوا شكرا لله على نجاتهم من النار وتمتّعهم بالجنة.
وقيل : القائل هو الله عز وجل لأهل الجنة، وقيل : القائل بعض الملائكة.
تمهيد :
نعيم أهل الجنة لا حدود له، وقد مرّ ما تنعمون به من ألوان المآكل والمشارب، والمساكن والأزواج الحسان، ثم بيّن هنا خلوّ بالهم من المشاغل والهموم، وطيب نفوسهم، وسمرهم مع بعضهم البعض بما كان يقع لهم في الدنيا، حتى ليقصّ بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك، لولا لطف ربه به، وقد كانت عاقبة صديقه الكافر أن أصبح في وسط الجحيم، فشكر المؤمن ربّه لنجاته وسلامته من جهنم.
المفردات :
في سواء الجحيم : وسط النار، وسمي الوسط سواء، لاستواء المسافة منه إلى الجوانب.
التفسير :
٥٥- ﴿ فاطلع فرآه في سواء الجحيم ﴾.
أي : اطلع المؤمن على أهل النار، فرأى قرينه في وسط جهنم.
قال الآلوسي :
واطلاع أهل الجنة على أهل النار، ومعرفة من فيها، مع ما بينهما من التباعد غير بعيد، بأن يخلق الله تعالى فيهم حدّة النظر، ويعرّفهم من أرادوا الاطلاع عليه، ولعلهم – إذا أرادوا ذلك – وقفوا على الأعراف. فاطلَّعوا على من أرادوا الاطلاع عليه من أهل النار، وقيل : إن لهم طاقات في الجنة، ينظرون منها من علوّ إلى أهل النار، وعلم القائل بأن القرين من أهل النار، لأنه كان منكرا للبعث ١. أ ه
١ تفسير الآلوسي ٢٣/٩٢، وهذه الأقوال يمكن مناقشتها، فالأمر في الآخرة لا يقاس بمقياس الدنيا، إن الحديث عن أصحاب الجنة، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، فإذا اشتهى مؤمن من اهل الجنة أن يرى قرينه من أهل النار، فسيراه بقدره الله وتيسيره.
وإذا كان من عِنْده علم من الكتاب قد استطاع إحضار عرش بلقيس في طرفة عين لنبي الله سليمان، واستطاع ذو القرنين بتيسير الله أن يصل إلى مشارق الأرض ومغاربها، واستطاع الهدهد أن يستكشف مملكة سبأ، وأن يوصّل خطاب سليمان إلى بلقيس، وكل هذا في الدنيا بتيسير الله وتوفيقه، والأمر في الآخرة ميسور أيّ ميسور، ولا يحتاج إلى إجهاد الآلوسي نفسه لتلمّس معرفة كيفية اطلاع مؤمن في الجنة على كافر في النار، يكفي أنه قول الله، والله على كل شيء قدير..

تمهيد :
نعيم أهل الجنة لا حدود له، وقد مرّ ما تنعمون به من ألوان المآكل والمشارب، والمساكن والأزواج الحسان، ثم بيّن هنا خلوّ بالهم من المشاغل والهموم، وطيب نفوسهم، وسمرهم مع بعضهم البعض بما كان يقع لهم في الدنيا، حتى ليقصّ بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك، لولا لطف ربه به، وقد كانت عاقبة صديقه الكافر أن أصبح في وسط الجحيم، فشكر المؤمن ربّه لنجاته وسلامته من جهنم.
المفردات :
لتردين : لتهلكني إن أطعتك، والردى : الهلاك.
التفسير :
٥٦- ﴿ قال تالله إن كدت لتردين ﴾.
قال المؤمن لقرينه أو لشقيقه : كنت على وشك أن توقعني في الردى والهلاك، بما كنت تزينه لي وتوسوسه لي عن عدم البعث والحشر والجزاء.
تمهيد :
نعيم أهل الجنة لا حدود له، وقد مرّ ما تنعمون به من ألوان المآكل والمشارب، والمساكن والأزواج الحسان، ثم بيّن هنا خلوّ بالهم من المشاغل والهموم، وطيب نفوسهم، وسمرهم مع بعضهم البعض بما كان يقع لهم في الدنيا، حتى ليقصّ بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك، لولا لطف ربه به، وقد كانت عاقبة صديقه الكافر أن أصبح في وسط الجحيم، فشكر المؤمن ربّه لنجاته وسلامته من جهنم.
المفردات :
لكنت من المحضرين : المسوقين للعذاب مثلك.
التفسير :
٥٧- ﴿ ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ﴾.
ولولا فضل الله وتوفيقه وعنايته ورحمته بي، لكنت مثلك حاضرا في وسط النهار، أصطلى بعذابها، ولكن الله رحمني فهداني للإيمان، وأرشدني إلى توحيده،
تمهيد :
نعيم أهل الجنة لا حدود له، وقد مرّ ما تنعمون به من ألوان المآكل والمشارب، والمساكن والأزواج الحسان، ثم بيّن هنا خلوّ بالهم من المشاغل والهموم، وطيب نفوسهم، وسمرهم مع بعضهم البعض بما كان يقع لهم في الدنيا، حتى ليقصّ بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك، لولا لطف ربه به، وقد كانت عاقبة صديقه الكافر أن أصبح في وسط الجحيم، فشكر المؤمن ربّه لنجاته وسلامته من جهنم.
٥٨- ﴿ أفما نحن بميّتين ﴾.
أنعيش مخلدين في الجنة، متمتعين بنعيمها، لا يدركنا الموت، ولا يعترينا الفناء ؟
تمهيد :
نعيم أهل الجنة لا حدود له، وقد مرّ ما تنعمون به من ألوان المآكل والمشارب، والمساكن والأزواج الحسان، ثم بيّن هنا خلوّ بالهم من المشاغل والهموم، وطيب نفوسهم، وسمرهم مع بعضهم البعض بما كان يقع لهم في الدنيا، حتى ليقصّ بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك، لولا لطف ربه به، وقد كانت عاقبة صديقه الكافر أن أصبح في وسط الجحيم، فشكر المؤمن ربّه لنجاته وسلامته من جهنم.
٥٩- ﴿ إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ﴾.
ورد أن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة، وأن أهل النار إذا دخلوا النار، نادى مناد من قبل الله تعالى : يا أهل الجنة خلود بلا موت، ويا أهل النار خلود بلا موت، وهذا معلوم، لكن إذا كان أهل الجنة في نعيم مقيم لا حدود له، فإنهم يتحدثون هنا عن نعمة الله عليهم، وتفضله عليهم بالنعم أو يتساءلون تساؤل العارف ليزداد يقينا، وهم هنا في نعيم ويريدون أن يتأكدوا أن هذا النعيم لا ينفد، وأن الموت لن يدركهم، وأن العذاب لن يصيبهم، يتحدثون بذلك عرفانا لله وشكرا، أو سؤالا للملائكة ليزدادوا يقينا، أو يتحدثون مع بعضهم تلذذا وعرفانا لله بالفضل والمنّة.
وقريب من ذلك ما شاهدناه من دعاء زكريا لله أن يرزقه بولد، فلما بشرته الملائكة تساءل وقال :﴿ أن يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر... ﴾[ آل عمران : ٤٠ ].
ومعنى الآية :
﴿ إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ﴾.
أي : أيكرمنا الله بالخلود في الجنة وعدم الموت ؟ لكننا ذقنا الموتة الأولى في الدنيا، ولن يتكرر الموت في الجنة، ولن يصيبنا العذاب مثل أهل النار، فنحن في نعيم دائم وسرور دائم، وبُعد عن العذاب.
قال ابن كثير : هذا من كلام المؤمن، مغبطا نفسه، بما أعطاه الله تعالى من الخلد في الجنة، والإقامة في دار الكرامة، بلا موت فيها ولا عذاب.
تمهيد :
نعيم أهل الجنة لا حدود له، وقد مرّ ما تنعمون به من ألوان المآكل والمشارب، والمساكن والأزواج الحسان، ثم بيّن هنا خلوّ بالهم من المشاغل والهموم، وطيب نفوسهم، وسمرهم مع بعضهم البعض بما كان يقع لهم في الدنيا، حتى ليقصّ بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك، لولا لطف ربه به، وقد كانت عاقبة صديقه الكافر أن أصبح في وسط الجحيم، فشكر المؤمن ربّه لنجاته وسلامته من جهنم.
٦٠- ﴿ إنا هذا لهو الفوز العظيم ﴾.
يجوز أن تكون هذه الآية وما بعدها من تتمة كلام المؤمن، أو كلام أهل الجنة، حيث يتحدثون عن فضل الله عليهم، بالنجاة من النار، ودخول الجنة، فيقولون : إن دخول الجنة والفوز الأكبر بالنعيم المقيم.
قال تعالى :﴿ فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ﴾. [ آل عمران : ١٨٥ ].
تمهيد :
نعيم أهل الجنة لا حدود له، وقد مرّ ما تنعمون به من ألوان المآكل والمشارب، والمساكن والأزواج الحسان، ثم بيّن هنا خلوّ بالهم من المشاغل والهموم، وطيب نفوسهم، وسمرهم مع بعضهم البعض بما كان يقع لهم في الدنيا، حتى ليقصّ بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك، لولا لطف ربه به، وقد كانت عاقبة صديقه الكافر أن أصبح في وسط الجحيم، فشكر المؤمن ربّه لنجاته وسلامته من جهنم.
٦١- ﴿ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾.
أي : هذا هو المثل الأعلى، والجائزة الكبرى، التي تستحق أن يجتهد من أجلها أهل الدنيا، فيسهروا ليلهم، وينشطوا في نهارهم، ويجتهدوا في حياتهم لجائزة كبيرة تستحق هذا التعب، وهي الجنة، أما العمل للدنيا وحدها، فجزاؤه محدود، ونهايته فناء لا خلود.
قال قتادة : هذا من كلام أهل الجنة.
وقال ابن جرير : هو من كلام الله تعالى، ومعناه : لمثل هذا النعيم وهذا الفوز، فليعمل العاملون في الدنيا، ليصيروا إليه في الآخرة ١.
أخرج ابن أبي حاتم، وابن ماجة في كتاب الزهد من سننه، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا هل مشمر إلى الجنة، فإن الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة نور كلّها يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وثمرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، ومقام في أبد في دار سلامة، وفاكهة خضرة، وخير ونعمة، في محلة عالية بهية "، قالوا : نعم يا رسول الله، نحن المشمِّرون لها، قال صلى الله عليه وسلم :" قولوا إن شاء الله "، فقال القوم : إن شاء الله ٢.
وكان أحد المسلمين في غزو الروم يقول :
حبذا الجنة واقترابها طيب وبارد شرابها
والروم روم قد دنا ضرابها عليّ إن لقيتها قتالها.
١ مختصر تفسير ابن كثير تحقيق الصابوني ٣/١٨١..
٢ أورده ابن كثير في تفسيره، عند تفسير الآية ٥٦ من سورة يس: ﴿إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون. هم وأزواجهم في ظلال على الآرائك متكئون﴾ (يس: ٥٥، ٥٦)..
أنواع العذاب في جهنم
﴿ أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم ( ٦٢ ) إنا جعلناها فتنة للظالمين ( ٦٣ ) إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ( ٦٤ ) طلعها كأنه رؤوس الشياطين ( ٦٥ ) فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ( ٦٦ ) ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ( ٦٧ ) ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ( ٦٨ ) إنهم ألفوا آباءهم ضالين ( ٦٩ ) فهم على آثارهم يهرعون ( ٧٠ ) ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ( ٧١ ) ولقد أرسلنا فيهم منذرين ( ٧٢ ) فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ( ٧٣ ) إلا عباد الله المخلصين ( ٧٤ ) ﴾
المفردات :
النزل : ما يعدّ للضيف وغيره من الطعام والشراب.
الزقوم : شجرة صغيرة الورق، كريهة الرائحة، مرّة الطعم، تكون بتهامة.
تمهيد :
بعد أن وصف القرآن ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به فيها، أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار، وما يلقونه من العذاب الأليم، في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء التقليد الأعمى للآباء والأجداد، وعدم التفكير والتأمل في رسالة الرسل.
التفسير :
٦٢- ﴿ أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم ﴾.
أهذا الرزق المعلوم الذي أعطيته للأهل الجنة والنعيم المقيم، أفضل أم ما أعددت لأهل النار من الزقوم المرّ البشع، وهذا ضرب من التهكم، والسخرية بهم، وهو أسلوب كثير الورود في القرآن الكريم، حيث يقارن القرآن بين نعيم أهل الجنة، وعذاب أهل النار.
قال تعالى :﴿ مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار. وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ﴾. [ محمد : ١٥ ].
تمهيد :
بعد أن وصف القرآن ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به فيها، أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار، وما يلقونه من العذاب الأليم، في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء التقليد الأعمى للآباء والأجداد، وعدم التفكير والتأمل في رسالة الرسل.
المفردات :
فتنة : ابتلاء له في الدنيا، ومحنة وعذابا في الآخرة.
التفسير :
٦٣- ﴿ إنا جعلناها فتنة للظالمين ﴾.
امتحانا واختبارا لهم في الدنيا، وعذابا ومحنة لهم في الآخرة، وذلك أن كفار مكة لما سمعوا أن شجرة الزقوم في وسط جهنم، قالوا : كيف يمكن ذلك والنار تحرق الشجر ؟ وما علموا أن قدرة الله فوق كل قدرة، فقد ألقى إبراهيم في النار، فجعلها الله بردا وسلاما عليه، وفي النار حيّات وعقارب، وخزنة للنار، لأن النار لا تحرق إلا بإذنه تعالى، فالله قادر على خلق الشجر في النار، وحفظه من الاحتراق.
وذكر بعض المفسرين أن هناك دويبة تعيش في النار، وتتلذذ بالنار.
قال القرطبي :
لا يستحيل في العقل أن يخلق الله في النار شجرا من جنسها، لا تأكله النار، كما يخلق الله فيها الأغلال والقيود والحيات والعقارب. ا ه.
تمهيد :
بعد أن وصف القرآن ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به فيها، أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار، وما يلقونه من العذاب الأليم، في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء التقليد الأعمى للآباء والأجداد، وعدم التفكير والتأمل في رسالة الرسل.
المفردات :
أصل الجحيم : قعر جهنم.
التفسير :
٦٤- ﴿ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ﴾.
إنها شجرة تنبت في قعر جهنم، وأغصانها ترتفع إلى أركانها.
تمهيد :
بعد أن وصف القرآن ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به فيها، أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار، وما يلقونه من العذاب الأليم، في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء التقليد الأعمى للآباء والأجداد، وعدم التفكير والتأمل في رسالة الرسل.
المفردات :
طلعها : ثمرها.
رؤوس الشياطين : في قبح المنظر ونهاية البشاعة، والعرب تشبه قبح الصورة بالشيطان، فتقول : وجه كأنه وجه شيطان، كما يشبّهون حسن الصورة بالملك.
التفسير :
٦٥- ﴿ طلعها كأنه رؤوس الشياطين ﴾.
إن ثمرها في قبح منظره، وهول رؤيته شبيه برؤوس الشياطين، والعرب تتخيل صورة الشيطان قبيحة لا تعدلها صورة أخرى في ذلك، فيقول لمن يَسْمُونه بالقبح المتناهي : كأن رأسه رأس شيطان، وقد سلك امرؤ القيس هذا المسلك، فشبّه سيفه المسنن بأنياب الغول، أي أنه سيف بشع في حصد الرؤوس وقتل العداء فقال :
أيقتلني والمشرفيّ مضاجعي ومسنونة زرق كأنياب أغوال.
وعلى العكس من هذا تراهم يشبهون الصورة الحسنة بالملك، من قبل أنهم اعتقدوا فيه أنه خير محض، لا شرّ فيه، فارتسم في خيالهم بأبهى صورة، وعلى هذا جاء قوله تعالى حكاية عن النسوة اللائي بهرهنّ جمال يوسف :﴿ فلما رأينه أكبرنه، وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم ﴾. [ يوسف : ٣١ ].
تمهيد :
بعد أن وصف القرآن ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به فيها، أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار، وما يلقونه من العذاب الأليم، في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء التقليد الأعمى للآباء والأجداد، وعدم التفكير والتأمل في رسالة الرسل.
المفردات :
الملء : حشو الوعاء بما لا يحتمل الزيادة عليه.
التفسير :
٦٦- ﴿ فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ﴾.
بينما يتمتع أهل الجنة بالتفكه والتنعم بأفضل الأطعمة، وألذّ الفاكهة، والخمر الحلال، والحور العين، نجد أهل النار يأكلون الزقوم، وهم يعرفون مرارة طعمه، ومدى نّتنه، وبشاعة رائحته، لكنهم يجبرون على أكله لشدة الجوع، أو لأنهم مجبرون على أكله تعذيبا لهم وإذلالا، ويجبرون على ملء بطونهم لشدة حاجتهم.
قال تعالى :﴿ ليس لهم طعام إلا من ضريع * لا يسمن ولا يغني من جوع ﴾. [ الغاشية ٦، ٧ ].
والمضطر يركب الصعب والذلول، ويستروح من الضُّرّ بما يقاربه فيه.
تمهيد :
بعد أن وصف القرآن ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به فيها، أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار، وما يلقونه من العذاب الأليم، في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء التقليد الأعمى للآباء والأجداد، وعدم التفكير والتأمل في رسالة الرسل.
المفردات :
الشوب : الخلط، قال الفراء، شاب طعامه وشرابه، إذا خلطهما بشيء يشوبهما.
التفسير :
٦٧- ﴿ ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ﴾.
الشوب : الخلط، حميم. شراب مخلوط بماء شديد الحرارة، يُقطِّع الأحشاء.
قال تعالى :﴿ وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ﴾. [ محمد ١٥ ].
والمعنى :
أنهم بعد الأكل من الزقوم امتلأت بطونهم، فيستغيثون منه، فيغاثون بشراب مزج بالحميم، قد انتهى حرّه، فإذا أدنوه من أفواههم شوي لحوم وجوههم، وإذا شربوه قطّع أمعاءهم، نعوذ بالله من حال أهل النار.
قال تعالى :﴿ وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا ﴾. [ الكهف : ٢٩ ].
فأكلهم عذاب، وشرابهم لهيب، وإقامتهم الدائمة في جهنم، وبئس المصير.
تمهيد :
بعد أن وصف القرآن ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به فيها، أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار، وما يلقونه من العذاب الأليم، في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء التقليد الأعمى للآباء والأجداد، وعدم التفكير والتأمل في رسالة الرسل.
المفردات :
مرجعهم : مصيرهم.
التفسير :
٦٨–﴿ ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ﴾.
إنهم يؤخذون من منازلهم في الجحيم، فيأكلون الزقوم إلى أن تمتلئ بطونهم، ثم يشربون الحميم، ثم يرجعون إلى منازلهم في الجحيم.
قال تعالى :﴿ هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون * يطوفون بينها وبين حميم آن ﴾. [ الرحمان : ٤٣-٤٤ ].
أي أنهم يترددون بين النار، وبين حميم قد انتهى إلى أعلى درجة من الحرارة، فهو يغلى ويشوى الوجوه، ويقطع الأمعاء، في مقابل شراب أهل الجنة، وخمر أهل الجنة، وفواكه أهل الجنة، وبالجملة نعيم أهل الجنة، في مقابل عذاب أهل النار.
تمهيد :
بعد أن وصف القرآن ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به فيها، أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار، وما يلقونه من العذاب الأليم، في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء التقليد الأعمى للآباء والأجداد، وعدم التفكير والتأمل في رسالة الرسل.
المفردات :
ألفوا : وجدوا.
ضالين : بعيدين عن الحق.
يهرعون : يسرعون إسراعا شديدا.
التفسير :
٦٩، ٧٠ –﴿ إنهم ألفوا آباءهم ضالين* فهم على آثارهم يهرعون ﴾.
كأن إنسانا يتساءل : ما سبب هذا العذاب الشديد، والطعام المؤلم، والشراب الحار المهلك ؟ فكان الجواب هو ما يأتي : إنهم وجدوا آباءهم ضالين عن الحق، عابدين للأصنام، فأسرعوا في السير خلفهم بدون تدبّر أو تعقل، أو تفكير فيما يعرض عليهم من الوحي، وكلام الرسل.
والآيتان تنبيه للناس – كلِّ الناس – إلى خطورة التقليد الأعمى، وإتباع السابقين لمجرد الإلف والعادة، والجري وراء التقليد الأعمى بدون تبصّر أو تفكير، ولو لم يكن في القرآن كله سوى هاتين الآيتين في ذم التقليد الأعمى وبيان سوء عاقبته : لكان فيهما الكفاية.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٩:تمهيد :
بعد أن وصف القرآن ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به فيها، أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار، وما يلقونه من العذاب الأليم، في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء التقليد الأعمى للآباء والأجداد، وعدم التفكير والتأمل في رسالة الرسل.

المفردات :

ألفوا : وجدوا.
ضالين : بعيدين عن الحق.
يهرعون : يسرعون إسراعا شديدا.

التفسير :

٦٩، ٧٠ –﴿ إنهم ألفوا آباءهم ضالين* فهم على آثارهم يهرعون ﴾.
كأن إنسانا يتساءل : ما سبب هذا العذاب الشديد، والطعام المؤلم، والشراب الحار المهلك ؟ فكان الجواب هو ما يأتي : إنهم وجدوا آباءهم ضالين عن الحق، عابدين للأصنام، فأسرعوا في السير خلفهم بدون تدبّر أو تعقل، أو تفكير فيما يعرض عليهم من الوحي، وكلام الرسل.
والآيتان تنبيه للناس – كلِّ الناس – إلى خطورة التقليد الأعمى، وإتباع السابقين لمجرد الإلف والعادة، والجري وراء التقليد الأعمى بدون تبصّر أو تفكير، ولو لم يكن في القرآن كله سوى هاتين الآيتين في ذم التقليد الأعمى وبيان سوء عاقبته : لكان فيهما الكفاية.

تمهيد :
بعد أن وصف القرآن ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به فيها، أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار، وما يلقونه من العذاب الأليم، في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء التقليد الأعمى للآباء والأجداد، وعدم التفكير والتأمل في رسالة الرسل.
٧١- ﴿ ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ﴾.
أي : ليس الضلال خاصا بأهل مكة، وأشراف قريش، والأغنياء والكبراء من قومك يا محمد، فقد ضل قبلهم أكثر الأولين من الأمم السابقة، مثل قوم نوح، ومثل عاد وثمود.
قال تعالى :﴿ وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا ﴾. [ الإسراء : ١٧ ].
تمهيد :
بعد أن وصف القرآن ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به فيها، أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار، وما يلقونه من العذاب الأليم، في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء التقليد الأعمى للآباء والأجداد، وعدم التفكير والتأمل في رسالة الرسل.
المفردات :
منذرين : رسلا أنذروهم العذاب فكفروا.
التفسير :
٧٢- ﴿ ولقد أرسلنا فيهم منذرين ﴾.
إننا رحمة بالعباد، وتوجيها لهم، وقطعا لأعذارهم أرسلنا رسلنا بالبينات والآيات، وأعطيناهم المعجزات لدعوة الناس إلى التوحيد والعبادات والمعاملات السليمة، وتخويفهم عذاب الله إن لم يؤمنوا، وتبشيرهم بالجنة إن أطاعوا، واكتفى هنا بذكر أحد المثلين عن الآخر، لأن المكذبين كانوا يستحقون الإنذار والتخويف.
قال تعالى :﴿ رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما ﴾. [ النساء : ١٦٥ ].
تمهيد :
بعد أن وصف القرآن ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به فيها، أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار، وما يلقونه من العذاب الأليم، في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء التقليد الأعمى للآباء والأجداد، وعدم التفكير والتأمل في رسالة الرسل.
المفردات :
عاقبة المنذرين : نهاية الذين انذروا وحذّروا، وهي إهلاكهم لكفرهم.
التفسير :
٧٣- ﴿ فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ﴾.
فتأمل أيها الرسول، وتأمّل يا كلَّ من يتأتى منه النظر، كيف كان عاقبة المنذَرين الذين كذبوا رسلهم، وحذرهم الرسل وأنذروهم فلم يأبهوا بالإنذار، وسخروا من الرسل واستهزؤوا بهم، فكانت العاقبة الهلاك المخيف الذي أصاب المكذبين مثل : غرق قوم نوح، وغرق فرعون وملئه، وخسف الأرض بقارون، والهلاك الذي أصاب عادا وثمود، وكانت عاد تسكن جنوب الجزيرة قرب اليمن، بين اليمن وسلطنة عمان، وكانت ثمود تسكن شمال الجزيرة بين المدينة والأردن، وكان القوم من أهل مكة يمرون على بلادهم، ويعرفون ما أصابهم.
قال تعالى :﴿ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * وبالليل أفلا تعقلون ﴾ [ الصافات : ١٣٨، ١٣٧ ).
وخلاصة المعنى :
تأملوا ما أصاب المنذرين من الهلاك، وأنتم أهل لمثل هذا الهلاك إن لم تؤمنوا.
تمهيد :
بعد أن وصف القرآن ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به فيها، أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار، وما يلقونه من العذاب الأليم، في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء التقليد الأعمى للآباء والأجداد، وعدم التفكير والتأمل في رسالة الرسل.
٧٤- ﴿ إلا عباد الله المخلصين ﴾.
﴿ المخلَصين ﴾، بفتح اللام، أي : الذين استخلصهم الله من الكفر للإيمان والعمل الصالح، ومعرفة الله تعالى وطاعته، والقراءة الثانية :﴿ المخلِصين ﴾، بكسر اللام، أي " الذين أخلصوا قلوبهم لطاعة الله ومرضاته ومراقبته وابتغاء وجهه في أعمالهم.
والمعنى : لكن عباد الله المخلَصين ( بالفتح ) الذين أخلصهم الله بتوفيقهم للإيمان، أو المخلِصين ( بالكسر ) الذين أخلصوا إيمانهم لله ولنصرة دينه، أنجاهم الله من عذاب الدنيا، وفازوا بجنة عرضها السماوات والأرض في الآخرة.
قصة نوح عليه السلام
﴿ ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ( ٧٥ ) ونجيناه وأهله من الكرب العظيم ( ٧٦ ) وجعلنا ذريته هم الباقين ( ٧٧ ) وتركنا عليه في الآخرين ( ٧٨ ) سلام على نوح في العالمين ( ٧٩ ) إنا كذلك نجزي المحسنين ( ٨٠ ) إنهم من عبادنا المؤمنين ( ٨١ ) ثم أغرقنا الآخرين ( ٨٢ )* ﴾
المفردات :
نادانا : من النداء : وهو الاستغاثة.
فلنعم المجيبون : أجبناه أحسن الإجابة.
تمهيد :
ذكر القرآن على سبيل الإجمال ضلال كثير من الأمم السابقة، ثم شرع يفصل ذلك، فذكر طائفة من قصص الأنبياء، وعناية الله بهم، واستجابة دعائهم، وقصة نوح عليه السلام قد وردت في القرآن الكريم في سور متعددة منها : سورة الأعراف، وسورة هود، وسورة نوح، وسورة المؤمنون، والجانب المذكور منها هنا هو استجابة الله دعاءه، وإهلاك الكافرين، ونجاة المؤمنين، وبقاء التناسل في أولاده الثلاثة : سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم، وبعد قصة ذكر القرآن قصص إبراهيم، وإسماعيل، وموسى وهارون وإلياس، ولوط، ويونس، عليه السلام، وفيها عبر بالغة وإنذار لقريش، وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم.
التفسير :
٧٥- ﴿ ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ﴾.
مكث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، حتى يئس من إيمانهم، وأخبره الله أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن، فدعا الله أن يهلكهم قائلا :﴿ رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا* إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ﴾. [ نوح : ٢٦، ٢٧ ].
لقد استغاث بالله تعالى :﴿ فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ﴾. [ القمر : ١٠ ].
أي : قال : إني مقهور مغلوب على أمري، فانتصر لي يا الله، فنعم ما أجاب به الله، حيث نصره الله بالطوفان الذي أغرق الكافرين، وحمله الله في سفينة يركب فيها مع من اتبعه من المؤمنين.
وخلاصة معنى الآية :
استغاث بنا نوح فأجبناه أحسن إجابة، حيث نجيناه من الغرق، ونصرنا المؤمنين، وأهلكنا الكافرين.
تمهيد :
ذكر القرآن على سبيل الإجمال ضلال كثير من الأمم السابقة، ثم شرع يفصل ذلك، فذكر طائفة من قصص الأنبياء، وعناية الله بهم، واستجابة دعائهم، وقصة نوح عليه السلام قد وردت في القرآن الكريم في سور متعددة منها : سورة الأعراف، وسورة هود، وسورة نوح، وسورة المؤمنون، والجانب المذكور منها هنا هو استجابة الله دعاءه، وإهلاك الكافرين، ونجاة المؤمنين، وبقاء التناسل في أولاده الثلاثة : سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم، وبعد قصة ذكر القرآن قصص إبراهيم، وإسماعيل، وموسى وهارون وإلياس، ولوط، ويونس، عليه السلام، وفيها عبر بالغة وإنذار لقريش، وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم.
المفردات :
ونجيناه وأهله : أهل دينه.
من الكرب العظيم : الغرق، أو الغم الشديد.
التفسير :
٧٦- ﴿ ونجيناه وأهله من الكرب العظيم ﴾.
ونجينا نوحا وأهله المؤمنين، ومن آمن به من الغرق، ومن الإحساس بالقهر والإحباط.
تمهيد :
ذكر القرآن على سبيل الإجمال ضلال كثير من الأمم السابقة، ثم شرع يفصل ذلك، فذكر طائفة من قصص الأنبياء، وعناية الله بهم، واستجابة دعائهم، وقصة نوح عليه السلام قد وردت في القرآن الكريم في سور متعددة منها : سورة الأعراف، وسورة هود، وسورة نوح، وسورة المؤمنون، والجانب المذكور منها هنا هو استجابة الله دعاءه، وإهلاك الكافرين، ونجاة المؤمنين، وبقاء التناسل في أولاده الثلاثة : سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم، وبعد قصة ذكر القرآن قصص إبراهيم، وإسماعيل، وموسى وهارون وإلياس، ولوط، ويونس، عليه السلام، وفيها عبر بالغة وإنذار لقريش، وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم.
٧٧- ﴿ وجعلنا ذريته هم الباقين ﴾.
أي : أهلكنا الكافرين بالغرق، وجعلنا التناسل والتوالد في أبناء نوح الثلاثة : سام، وحام، ويافث، فسام أبو العرب وفارس، وحام أبو السودان من المشرق إلى المغرب، ويافث أبو الروم، وهذا هو المشهور على ألسنة المؤرخين، وليس في القرآن ولا في السنة نص قاطع على شيء من هذا.
تمهيد :
ذكر القرآن على سبيل الإجمال ضلال كثير من الأمم السابقة، ثم شرع يفصل ذلك، فذكر طائفة من قصص الأنبياء، وعناية الله بهم، واستجابة دعائهم، وقصة نوح عليه السلام قد وردت في القرآن الكريم في سور متعددة منها : سورة الأعراف، وسورة هود، وسورة نوح، وسورة المؤمنون، والجانب المذكور منها هنا هو استجابة الله دعاءه، وإهلاك الكافرين، ونجاة المؤمنين، وبقاء التناسل في أولاده الثلاثة : سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم، وبعد قصة ذكر القرآن قصص إبراهيم، وإسماعيل، وموسى وهارون وإلياس، ولوط، ويونس، عليه السلام، وفيها عبر بالغة وإنذار لقريش، وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم.
المفردات :
تركنا عليه في الآخرين : ثناء حسنّا في كل أمة، لأنه محبب إلى جميع الأديان.
التفسير :
٧٨- ﴿ وتركنا عليه في الآخرين ﴾.
تركنا عليه الثناء الحسن إلى آخر الدّهر، فهو الأب الثاني للبشرية، وهو مثل أعلى في الصبر والاحتمال.
تمهيد :
ذكر القرآن على سبيل الإجمال ضلال كثير من الأمم السابقة، ثم شرع يفصل ذلك، فذكر طائفة من قصص الأنبياء، وعناية الله بهم، واستجابة دعائهم، وقصة نوح عليه السلام قد وردت في القرآن الكريم في سور متعددة منها : سورة الأعراف، وسورة هود، وسورة نوح، وسورة المؤمنون، والجانب المذكور منها هنا هو استجابة الله دعاءه، وإهلاك الكافرين، ونجاة المؤمنين، وبقاء التناسل في أولاده الثلاثة : سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم، وبعد قصة ذكر القرآن قصص إبراهيم، وإسماعيل، وموسى وهارون وإلياس، ولوط، ويونس، عليه السلام، وفيها عبر بالغة وإنذار لقريش، وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم.
٧٩- ﴿ سلام على نوح في العالمين ﴾.
أي : أبقينا له دعاء الناس، وتسليمهم عليه، أمة بعد أمة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وقولهم :﴿ سلام على نوح في العالمين ﴾.
أي : تحية وأمان وثناء على نوح في العالمين، في الملائكة، والإنس، والجن.
وفي معنى الآية قوله تعالى :﴿ قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك... ﴾ [ هود : ٤٨ ].
وقال بعض المفسرين :
المراد من العالمين : الأنبياء، إذا يُبعث نبي بعده إلا أُمر بالاقتداء به.
قال تعالى :﴿ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا... ﴾ [ الشورى : ١٣ ].
وقال سبحانه :﴿ فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل... ﴾ [ الأحقاب : ٣٥ ].
وأولوا العزم من الرسل خمسة : نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلى الله عليه وسلم.
تمهيد :
ذكر القرآن على سبيل الإجمال ضلال كثير من الأمم السابقة، ثم شرع يفصل ذلك، فذكر طائفة من قصص الأنبياء، وعناية الله بهم، واستجابة دعائهم، وقصة نوح عليه السلام قد وردت في القرآن الكريم في سور متعددة منها : سورة الأعراف، وسورة هود، وسورة نوح، وسورة المؤمنون، والجانب المذكور منها هنا هو استجابة الله دعاءه، وإهلاك الكافرين، ونجاة المؤمنين، وبقاء التناسل في أولاده الثلاثة : سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم، وبعد قصة ذكر القرآن قصص إبراهيم، وإسماعيل، وموسى وهارون وإلياس، ولوط، ويونس، عليه السلام، وفيها عبر بالغة وإنذار لقريش، وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم.
٨٠- ﴿ إنا كذلك نجزي المحسنين ﴾.
لقد أكرمنا نوح واستجبنا دعاءه، وجعلنا ذريته هم الباقين، وجعلنا الملائكة والإنس والجن تستمر في الرضا والتقدير والدعاء لنوح، والتسليم عليه :﴿ سلام على نوح في العالمين ﴾. لأننا نجازي الإحسان بالإحسان، وقد كان نوح محسنا، فجعلنا له لسان صدق يذكر مآثره وجهاده الطويل مع قومه، وصبره عليهم.
تمهيد :
ذكر القرآن على سبيل الإجمال ضلال كثير من الأمم السابقة، ثم شرع يفصل ذلك، فذكر طائفة من قصص الأنبياء، وعناية الله بهم، واستجابة دعائهم، وقصة نوح عليه السلام قد وردت في القرآن الكريم في سور متعددة منها : سورة الأعراف، وسورة هود، وسورة نوح، وسورة المؤمنون، والجانب المذكور منها هنا هو استجابة الله دعاءه، وإهلاك الكافرين، ونجاة المؤمنين، وبقاء التناسل في أولاده الثلاثة : سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم، وبعد قصة ذكر القرآن قصص إبراهيم، وإسماعيل، وموسى وهارون وإلياس، ولوط، ويونس، عليه السلام، وفيها عبر بالغة وإنذار لقريش، وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم.
٨١- ﴿ إنه من عبادنا المؤمنين ﴾.
لقد كان نوح مؤمنا قويا الإيمان في دعائه لربه، وجهاده مع قومه، وصبره وتحمّله، وأساس ذلك صدق إيمانه، وعظيم إخلاصه.
والمقصود من الآية الدلالة على جلال الإيمان، وأنه القصارى من صفات المدح والتعظيم.
تمهيد :
ذكر القرآن على سبيل الإجمال ضلال كثير من الأمم السابقة، ثم شرع يفصل ذلك، فذكر طائفة من قصص الأنبياء، وعناية الله بهم، واستجابة دعائهم، وقصة نوح عليه السلام قد وردت في القرآن الكريم في سور متعددة منها : سورة الأعراف، وسورة هود، وسورة نوح، وسورة المؤمنون، والجانب المذكور منها هنا هو استجابة الله دعاءه، وإهلاك الكافرين، ونجاة المؤمنين، وبقاء التناسل في أولاده الثلاثة : سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم، وبعد قصة ذكر القرآن قصص إبراهيم، وإسماعيل، وموسى وهارون وإلياس، ولوط، ويونس، عليه السلام، وفيها عبر بالغة وإنذار لقريش، وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم.
٨٢- ﴿ ثم أغرقنا الآخرين ﴾.
لقد أضفنا إلى النعم التي أنعمنا بها على نوح، أننا أغرقنا أعداءه الكافرين، الذين آذوه وأعرضوا عن دعوته، وحرف العطف :﴿ ثم ﴾، للتراخي في الذكر لا في الواقع، إذا بقاؤه عليه السلام ومن معه متأخر عن الإغراق، أي : وفوق ذلك أغرقنا الآخرين من كفار قومه، ولم نبق لهم عينا ولا أثرا.
إبراهيم الخليل يحطم الأصنام
﴿ وإن من شيعته لإبراهيم ( ٨٣ ) إذ جاء ربه بقلب سليم ( ٨٤ ) إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون ( ٨٥ ) أإفكا آلهة دون الله تريدون ( ٨٦ ) فما ظنكم برب العالمين ( ٨٧ ) فنظر نظرة في النجوم ( ٨٨ ) فقال إني سقيم ( ٨٩ ) فتولوا عنه مدبرين ( ٩٠ ) فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون ( ٩١ ) ما لكم لا تنطقون ( ٩٢ ) فراغ عليهم ضربا باليمين ( ٩٣ ) فأقبلوا إليه يزفون ( ٩٤ ) ﴾
المفردات :
من شيعته : من أنصاره وأعوانه، وممن سار على دينه ومنهاجه.
تمهيد :
تتناول الآيات جانبا من قصة إبراهيم الخليل، وقد كان إبراهيم أمّة، أي : متعدد الجوانب، مخلصا لله تعال، وقد ذكرت قصة إبراهيم الخليل في سورة كثيرة من القرآن الكريم، لكن كل سورة عنيت بجانب من جوانب قصة إبراهيم.
ففي سورة البقرة نجد اهتماما بجانب العقيدة وتوحيد الله والإخلاص له، حيث نجد نقاشه مع النمروذ، وإخلاصه في بناء البيت، وقوله لله :﴿ رب أني كيف تحي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي... ﴾ [ البقرة : ٢٦٠ ].
وفي سورة مريم نجد حوار إبراهيم مع أبيه نديّا هادئا، حكيما مؤيدا بالأدلة والبراهين.
﴿ إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ﴾. [ مريم : ٤٢ ].
وفي سورة الأنبياء نجد الآيات ( ٥١-٧٢ ) تتحدث عن مناقشة قومه في عبادة الأصنام، ثم تكسير إبراهيم للأصنام، ثم رغبة قومه في معاقبته بالتحريق بالنار :﴿ قلنا يا نار كني بردا وسلاما على إبراهيم ﴾. [ الأنبياء : ٦٩ ].
وفي سورة الشعراء نجد آيات كريمة تتحدث عن إخلاص إبراهيم ومحبته لخالقه، حيث يقول :﴿ الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾ [ الشعراء : ٧٨-٨٢ ].
ثم تأتي السورة – سورة الصافات – فنجد الآيات ( ٨٣-١١٣ ).
تتحدث عن إبراهيم الخليل وتكسيره الأصنام، ودعائه أن يرزقه الله ذرية صالحة، واستجابة الله له، حيث رزقه بإسماعيل، وابتلائه تعالى لإبراهيم بذبح ولده إسماعيل، واستجابة الصبي والأب لأمر الله تعالى، ثم فداء إسماعيل بذبح عظيم، واعتباره قدوة وأسوة في هذا البلاء المبين، وبشارة إبراهيم بإسحاق، ومن نسل إسحاق يعقوب، الملقب بإسرائيل، وإنجاب إسرائيل اثني عشر ولدا، منهم يوسف عليه السلام.
ويعتبر إبراهيم الأب الثالث، أو آدم الثالث بالنسبة للأنبياء من بعده، فآدم الأب الأول، ونوح الأب الثاني بعد الطوفان، وإبراهيم آدم الثالث بالنسبة لشجرة الأنبياء، على نحو ما ترى في هذا الرسم :
إبراهيم

-
--إسماعيل ----- إسحاق

-
-------------يعقوب( إسرائيل )

-
--------------------الأسباط( ١٢ ) حفيدا

-
--------------------هم : يوسف وإخوته ( ١١ )

-
--------------------آلاف الأنبياء من بني إسرائيل

-
--محمد صلى الله عليه وسلم
فلم يكن من نسل إسماعيل نبي إلا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من نسل إسحاق جميع الأنبياء والرسل، وهم آلاف من المرسلين، ذكر القرآن بعضهم وترك بعضهم.
قال تعالى :﴿ منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك... ﴾ [ غافر : ٧٨ ].
وقال تعالى :﴿ وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم *ووهبنا له إسحاق ويعقوب كل هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين* وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ﴾. [ الأنعام : ٨٣-٨٧ ].
التفسير :
٨٣-﴿ وإن من شيعته لإبراهيم ﴾.
الضمير يعود إلى نوح عليه السلام، أي : وإن ممن شايع نوحا في دعوته إلى الله، وصبره على قومه، وبذله النفس والنفيس في مرضاة الله، مع سلامة القلب والإخلاص لله – إبراهيم عليه السلام فقد اتفقت شريعتاهما على توحيد الله، واختصاصه بالعبادة، وإن اختلفت فروع الشريعتين.
تمهيد :
تتناول الآيات جانبا من قصة إبراهيم الخليل، وقد كان إبراهيم أمّة، أي : متعدد الجوانب، مخلصا لله تعال، وقد ذكرت قصة إبراهيم الخليل في سورة كثيرة من القرآن الكريم، لكن كل سورة عنيت بجانب من جوانب قصة إبراهيم.
ففي سورة البقرة نجد اهتماما بجانب العقيدة وتوحيد الله والإخلاص له، حيث نجد نقاشه مع النمروذ، وإخلاصه في بناء البيت، وقوله لله :﴿ رب أني كيف تحي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي... ﴾ [ البقرة : ٢٦٠ ].
وفي سورة مريم نجد حوار إبراهيم مع أبيه نديّا هادئا، حكيما مؤيدا بالأدلة والبراهين.
﴿ إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ﴾. [ مريم : ٤٢ ].
وفي سورة الأنبياء نجد الآيات ( ٥١-٧٢ ) تتحدث عن مناقشة قومه في عبادة الأصنام، ثم تكسير إبراهيم للأصنام، ثم رغبة قومه في معاقبته بالتحريق بالنار :﴿ قلنا يا نار كني بردا وسلاما على إبراهيم ﴾. [ الأنبياء : ٦٩ ].
وفي سورة الشعراء نجد آيات كريمة تتحدث عن إخلاص إبراهيم ومحبته لخالقه، حيث يقول :﴿ الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾ [ الشعراء : ٧٨-٨٢ ].
ثم تأتي السورة – سورة الصافات – فنجد الآيات ( ٨٣-١١٣ ).
تتحدث عن إبراهيم الخليل وتكسيره الأصنام، ودعائه أن يرزقه الله ذرية صالحة، واستجابة الله له، حيث رزقه بإسماعيل، وابتلائه تعالى لإبراهيم بذبح ولده إسماعيل، واستجابة الصبي والأب لأمر الله تعالى، ثم فداء إسماعيل بذبح عظيم، واعتباره قدوة وأسوة في هذا البلاء المبين، وبشارة إبراهيم بإسحاق، ومن نسل إسحاق يعقوب، الملقب بإسرائيل، وإنجاب إسرائيل اثني عشر ولدا، منهم يوسف عليه السلام.
ويعتبر إبراهيم الأب الثالث، أو آدم الثالث بالنسبة للأنبياء من بعده، فآدم الأب الأول، ونوح الأب الثاني بعد الطوفان، وإبراهيم آدم الثالث بالنسبة لشجرة الأنبياء، على نحو ما ترى في هذا الرسم :
إبراهيم

-
--إسماعيل ----- إسحاق

-
-------------يعقوب( إسرائيل )

-
--------------------الأسباط( ١٢ ) حفيدا

-
--------------------هم : يوسف وإخوته ( ١١ )

-
--------------------آلاف الأنبياء من بني إسرائيل

-
--محمد صلى الله عليه وسلم
فلم يكن من نسل إسماعيل نبي إلا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من نسل إسحاق جميع الأنبياء والرسل، وهم آلاف من المرسلين، ذكر القرآن بعضهم وترك بعضهم.
قال تعالى :﴿ منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك... ﴾ [ غافر : ٧٨ ].
وقال تعالى :﴿ وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم *ووهبنا له إسحاق ويعقوب كل هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين* وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ﴾. [ الأنعام : ٨٣-٨٧ ].
المفردات :
بقلب سليم : بقلب خالص من آفات القلوب، كالحقد والحسد والنية السيئة، مع الإقبال على الله بقلب طاهر متبتل، راغب في مرضاته.
التفسير :
٨٣- ﴿ إذ جاء ربه بقلب سليم ﴾.
أي : شايعه جين جاء ربه، أي : أقبل على خالقه بقلب سليم من الحقد والحسد والآفات، طاهر من الرياء، نقي من العلائق الدنيوية، حافل بالتبتل والإخلاص والرجاء في جانب الله تعالى، وسلامة القلب أهم ما ينبغي أن يتوافر في المسلم لسلامة أعماله، وصلاح جميع أحواله.
تمهيد :
تتناول الآيات جانبا من قصة إبراهيم الخليل، وقد كان إبراهيم أمّة، أي : متعدد الجوانب، مخلصا لله تعال، وقد ذكرت قصة إبراهيم الخليل في سورة كثيرة من القرآن الكريم، لكن كل سورة عنيت بجانب من جوانب قصة إبراهيم.
ففي سورة البقرة نجد اهتماما بجانب العقيدة وتوحيد الله والإخلاص له، حيث نجد نقاشه مع النمروذ، وإخلاصه في بناء البيت، وقوله لله :﴿ رب أني كيف تحي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي... ﴾ [ البقرة : ٢٦٠ ].
وفي سورة مريم نجد حوار إبراهيم مع أبيه نديّا هادئا، حكيما مؤيدا بالأدلة والبراهين.
﴿ إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ﴾. [ مريم : ٤٢ ].
وفي سورة الأنبياء نجد الآيات ( ٥١-٧٢ ) تتحدث عن مناقشة قومه في عبادة الأصنام، ثم تكسير إبراهيم للأصنام، ثم رغبة قومه في معاقبته بالتحريق بالنار :﴿ قلنا يا نار كني بردا وسلاما على إبراهيم ﴾. [ الأنبياء : ٦٩ ].
وفي سورة الشعراء نجد آيات كريمة تتحدث عن إخلاص إبراهيم ومحبته لخالقه، حيث يقول :﴿ الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾ [ الشعراء : ٧٨-٨٢ ].
ثم تأتي السورة – سورة الصافات – فنجد الآيات ( ٨٣-١١٣ ).
تتحدث عن إبراهيم الخليل وتكسيره الأصنام، ودعائه أن يرزقه الله ذرية صالحة، واستجابة الله له، حيث رزقه بإسماعيل، وابتلائه تعالى لإبراهيم بذبح ولده إسماعيل، واستجابة الصبي والأب لأمر الله تعالى، ثم فداء إسماعيل بذبح عظيم، واعتباره قدوة وأسوة في هذا البلاء المبين، وبشارة إبراهيم بإسحاق، ومن نسل إسحاق يعقوب، الملقب بإسرائيل، وإنجاب إسرائيل اثني عشر ولدا، منهم يوسف عليه السلام.
ويعتبر إبراهيم الأب الثالث، أو آدم الثالث بالنسبة للأنبياء من بعده، فآدم الأب الأول، ونوح الأب الثاني بعد الطوفان، وإبراهيم آدم الثالث بالنسبة لشجرة الأنبياء، على نحو ما ترى في هذا الرسم :
إبراهيم

-
--إسماعيل ----- إسحاق

-
-------------يعقوب( إسرائيل )

-
--------------------الأسباط( ١٢ ) حفيدا

-
--------------------هم : يوسف وإخوته ( ١١ )

-
--------------------آلاف الأنبياء من بني إسرائيل

-
--محمد صلى الله عليه وسلم
فلم يكن من نسل إسماعيل نبي إلا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من نسل إسحاق جميع الأنبياء والرسل، وهم آلاف من المرسلين، ذكر القرآن بعضهم وترك بعضهم.
قال تعالى :﴿ منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك... ﴾ [ غافر : ٧٨ ].
وقال تعالى :﴿ وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم *ووهبنا له إسحاق ويعقوب كل هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين* وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ﴾. [ الأنعام : ٨٣-٨٧ ].
٨٤- ﴿ إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون ﴾.
هذه الآية وما بعدها بيان وتفسير لسلامة قلب إبراهيم، وإخلاصه في الدعوة إلى الله ؛ فقد ناقش أباه في عبادة الأصنام، وكذلك قومه، وهنا يسألهم سؤال منكر عليهم، لأن الذي يُعبَد هو الخالق الرازق القوي القادر، والأصنام لم تَخْلُق ولم تَرْزُق، ولا تدفع عن نفسها ضُرّا، ولا تجلب نفعا لنفسها، فضلا عن غيرها.
تمهيد :
تتناول الآيات جانبا من قصة إبراهيم الخليل، وقد كان إبراهيم أمّة، أي : متعدد الجوانب، مخلصا لله تعال، وقد ذكرت قصة إبراهيم الخليل في سورة كثيرة من القرآن الكريم، لكن كل سورة عنيت بجانب من جوانب قصة إبراهيم.
ففي سورة البقرة نجد اهتماما بجانب العقيدة وتوحيد الله والإخلاص له، حيث نجد نقاشه مع النمروذ، وإخلاصه في بناء البيت، وقوله لله :﴿ رب أني كيف تحي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي... ﴾ [ البقرة : ٢٦٠ ].
وفي سورة مريم نجد حوار إبراهيم مع أبيه نديّا هادئا، حكيما مؤيدا بالأدلة والبراهين.
﴿ إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ﴾. [ مريم : ٤٢ ].
وفي سورة الأنبياء نجد الآيات ( ٥١-٧٢ ) تتحدث عن مناقشة قومه في عبادة الأصنام، ثم تكسير إبراهيم للأصنام، ثم رغبة قومه في معاقبته بالتحريق بالنار :﴿ قلنا يا نار كني بردا وسلاما على إبراهيم ﴾. [ الأنبياء : ٦٩ ].
وفي سورة الشعراء نجد آيات كريمة تتحدث عن إخلاص إبراهيم ومحبته لخالقه، حيث يقول :﴿ الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾ [ الشعراء : ٧٨-٨٢ ].
ثم تأتي السورة – سورة الصافات – فنجد الآيات ( ٨٣-١١٣ ).
تتحدث عن إبراهيم الخليل وتكسيره الأصنام، ودعائه أن يرزقه الله ذرية صالحة، واستجابة الله له، حيث رزقه بإسماعيل، وابتلائه تعالى لإبراهيم بذبح ولده إسماعيل، واستجابة الصبي والأب لأمر الله تعالى، ثم فداء إسماعيل بذبح عظيم، واعتباره قدوة وأسوة في هذا البلاء المبين، وبشارة إبراهيم بإسحاق، ومن نسل إسحاق يعقوب، الملقب بإسرائيل، وإنجاب إسرائيل اثني عشر ولدا، منهم يوسف عليه السلام.
ويعتبر إبراهيم الأب الثالث، أو آدم الثالث بالنسبة للأنبياء من بعده، فآدم الأب الأول، ونوح الأب الثاني بعد الطوفان، وإبراهيم آدم الثالث بالنسبة لشجرة الأنبياء، على نحو ما ترى في هذا الرسم :
إبراهيم

-
--إسماعيل ----- إسحاق

-
-------------يعقوب( إسرائيل )

-
--------------------الأسباط( ١٢ ) حفيدا

-
--------------------هم : يوسف وإخوته ( ١١ )

-
--------------------آلاف الأنبياء من بني إسرائيل

-
--محمد صلى الله عليه وسلم
فلم يكن من نسل إسماعيل نبي إلا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من نسل إسحاق جميع الأنبياء والرسل، وهم آلاف من المرسلين، ذكر القرآن بعضهم وترك بعضهم.
قال تعالى :﴿ منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك... ﴾ [ غافر : ٧٨ ].
وقال تعالى :﴿ وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم *ووهبنا له إسحاق ويعقوب كل هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين* وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ﴾. [ الأنعام : ٨٣-٨٧ ].
المفردات :
الإفك : أسوا الكذب والاختلاق.
التفسير :
٨٥- ﴿ أئفكا آلهة دون الله تريدون ﴾.
والإفك : أشد الكذب، أي أتعبدون آلهة كاذبة، أو عبادة كاذبة لآلهة موهومة، وأصنام تصنعونها بأيديكم، ثم تؤمنون بها وتخصّونها من دون الله بالعبادة، ولو فكرتم لرأيتم أنكم أشرف منها، لأنكم الصانعون وهي المصنوعة.
تمهيد :
تتناول الآيات جانبا من قصة إبراهيم الخليل، وقد كان إبراهيم أمّة، أي : متعدد الجوانب، مخلصا لله تعال، وقد ذكرت قصة إبراهيم الخليل في سورة كثيرة من القرآن الكريم، لكن كل سورة عنيت بجانب من جوانب قصة إبراهيم.
ففي سورة البقرة نجد اهتماما بجانب العقيدة وتوحيد الله والإخلاص له، حيث نجد نقاشه مع النمروذ، وإخلاصه في بناء البيت، وقوله لله :﴿ رب أني كيف تحي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي... ﴾ [ البقرة : ٢٦٠ ].
وفي سورة مريم نجد حوار إبراهيم مع أبيه نديّا هادئا، حكيما مؤيدا بالأدلة والبراهين.
﴿ إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ﴾. [ مريم : ٤٢ ].
وفي سورة الأنبياء نجد الآيات ( ٥١-٧٢ ) تتحدث عن مناقشة قومه في عبادة الأصنام، ثم تكسير إبراهيم للأصنام، ثم رغبة قومه في معاقبته بالتحريق بالنار :﴿ قلنا يا نار كني بردا وسلاما على إبراهيم ﴾. [ الأنبياء : ٦٩ ].
وفي سورة الشعراء نجد آيات كريمة تتحدث عن إخلاص إبراهيم ومحبته لخالقه، حيث يقول :﴿ الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾ [ الشعراء : ٧٨-٨٢ ].
ثم تأتي السورة – سورة الصافات – فنجد الآيات ( ٨٣-١١٣ ).
تتحدث عن إبراهيم الخليل وتكسيره الأصنام، ودعائه أن يرزقه الله ذرية صالحة، واستجابة الله له، حيث رزقه بإسماعيل، وابتلائه تعالى لإبراهيم بذبح ولده إسماعيل، واستجابة الصبي والأب لأمر الله تعالى، ثم فداء إسماعيل بذبح عظيم، واعتباره قدوة وأسوة في هذا البلاء المبين، وبشارة إبراهيم بإسحاق، ومن نسل إسحاق يعقوب، الملقب بإسرائيل، وإنجاب إسرائيل اثني عشر ولدا، منهم يوسف عليه السلام.
ويعتبر إبراهيم الأب الثالث، أو آدم الثالث بالنسبة للأنبياء من بعده، فآدم الأب الأول، ونوح الأب الثاني بعد الطوفان، وإبراهيم آدم الثالث بالنسبة لشجرة الأنبياء، على نحو ما ترى في هذا الرسم :
إبراهيم

-
--إسماعيل ----- إسحاق

-
-------------يعقوب( إسرائيل )

-
--------------------الأسباط( ١٢ ) حفيدا

-
--------------------هم : يوسف وإخوته ( ١١ )

-
--------------------آلاف الأنبياء من بني إسرائيل

-
--محمد صلى الله عليه وسلم
فلم يكن من نسل إسماعيل نبي إلا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من نسل إسحاق جميع الأنبياء والرسل، وهم آلاف من المرسلين، ذكر القرآن بعضهم وترك بعضهم.
قال تعالى :﴿ منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك... ﴾ [ غافر : ٧٨ ].
وقال تعالى :﴿ وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم *ووهبنا له إسحاق ويعقوب كل هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين* وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ﴾. [ الأنعام : ٨٣-٨٧ ].
٨٦- ﴿ فما ظنكم برب العالمين ﴾.
فما ظنكم بما يفعل بكم رب العالمين، وكيف يعاقبكم بعد ترك عبادته، وعبادة أصنام من دونه.
قال قتادة : يعني : ما ظنكم بما هو فاعل بكم إذا لاقيتموه وقد عبدتم معه غيره ؟
تمهيد :
تتناول الآيات جانبا من قصة إبراهيم الخليل، وقد كان إبراهيم أمّة، أي : متعدد الجوانب، مخلصا لله تعال، وقد ذكرت قصة إبراهيم الخليل في سورة كثيرة من القرآن الكريم، لكن كل سورة عنيت بجانب من جوانب قصة إبراهيم.
ففي سورة البقرة نجد اهتماما بجانب العقيدة وتوحيد الله والإخلاص له، حيث نجد نقاشه مع النمروذ، وإخلاصه في بناء البيت، وقوله لله :﴿ رب أني كيف تحي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي... ﴾ [ البقرة : ٢٦٠ ].
وفي سورة مريم نجد حوار إبراهيم مع أبيه نديّا هادئا، حكيما مؤيدا بالأدلة والبراهين.
﴿ إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ﴾. [ مريم : ٤٢ ].
وفي سورة الأنبياء نجد الآيات ( ٥١-٧٢ ) تتحدث عن مناقشة قومه في عبادة الأصنام، ثم تكسير إبراهيم للأصنام، ثم رغبة قومه في معاقبته بالتحريق بالنار :﴿ قلنا يا نار كني بردا وسلاما على إبراهيم ﴾. [ الأنبياء : ٦٩ ].
وفي سورة الشعراء نجد آيات كريمة تتحدث عن إخلاص إبراهيم ومحبته لخالقه، حيث يقول :﴿ الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾ [ الشعراء : ٧٨-٨٢ ].
ثم تأتي السورة – سورة الصافات – فنجد الآيات ( ٨٣-١١٣ ).
تتحدث عن إبراهيم الخليل وتكسيره الأصنام، ودعائه أن يرزقه الله ذرية صالحة، واستجابة الله له، حيث رزقه بإسماعيل، وابتلائه تعالى لإبراهيم بذبح ولده إسماعيل، واستجابة الصبي والأب لأمر الله تعالى، ثم فداء إسماعيل بذبح عظيم، واعتباره قدوة وأسوة في هذا البلاء المبين، وبشارة إبراهيم بإسحاق، ومن نسل إسحاق يعقوب، الملقب بإسرائيل، وإنجاب إسرائيل اثني عشر ولدا، منهم يوسف عليه السلام.
ويعتبر إبراهيم الأب الثالث، أو آدم الثالث بالنسبة للأنبياء من بعده، فآدم الأب الأول، ونوح الأب الثاني بعد الطوفان، وإبراهيم آدم الثالث بالنسبة لشجرة الأنبياء، على نحو ما ترى في هذا الرسم :
إبراهيم

-
--إسماعيل ----- إسحاق

-
-------------يعقوب( إسرائيل )

-
--------------------الأسباط( ١٢ ) حفيدا

-
--------------------هم : يوسف وإخوته ( ١١ )

-
--------------------آلاف الأنبياء من بني إسرائيل

-
--محمد صلى الله عليه وسلم
فلم يكن من نسل إسماعيل نبي إلا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من نسل إسحاق جميع الأنبياء والرسل، وهم آلاف من المرسلين، ذكر القرآن بعضهم وترك بعضهم.
قال تعالى :﴿ منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك... ﴾ [ غافر : ٧٨ ].
وقال تعالى :﴿ وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم *ووهبنا له إسحاق ويعقوب كل هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين* وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ﴾. [ الأنعام : ٨٣-٨٧ ].
المفردات :
نظر : تأمل بعينيه.
التفسير :
٨٧- ﴿ فنظر نظرة في النجوم ﴾.
يروى أنه كان للقوم عيد – ربما كان هو عيد النيروز – يخرجون فيه إلى الحدائق والخلوات بعد أن يضعوا الثّمار بين يدي آلهتهم لتباركها، ثم يعودون بعد الفسحة و المرح، فيأخذون طعامهم المبارك، وقد انتظر إبراهيم هذا اليوم لينفّذ ما اعتزم عليه، فلما طلبوا منه الخروج معهم إلى عيدهم اعتذر لهم، بعد أن نظر إلى السماء، وقال :﴿ إني سقيم ﴾. أي : عليل القلب، ضيّق أشد الضيق من تصرفاتكم، فتركوه خوفا من العدوى.
تمهيد :
تتناول الآيات جانبا من قصة إبراهيم الخليل، وقد كان إبراهيم أمّة، أي : متعدد الجوانب، مخلصا لله تعال، وقد ذكرت قصة إبراهيم الخليل في سورة كثيرة من القرآن الكريم، لكن كل سورة عنيت بجانب من جوانب قصة إبراهيم.
ففي سورة البقرة نجد اهتماما بجانب العقيدة وتوحيد الله والإخلاص له، حيث نجد نقاشه مع النمروذ، وإخلاصه في بناء البيت، وقوله لله :﴿ رب أني كيف تحي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي... ﴾ [ البقرة : ٢٦٠ ].
وفي سورة مريم نجد حوار إبراهيم مع أبيه نديّا هادئا، حكيما مؤيدا بالأدلة والبراهين.
﴿ إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ﴾. [ مريم : ٤٢ ].
وفي سورة الأنبياء نجد الآيات ( ٥١-٧٢ ) تتحدث عن مناقشة قومه في عبادة الأصنام، ثم تكسير إبراهيم للأصنام، ثم رغبة قومه في معاقبته بالتحريق بالنار :﴿ قلنا يا نار كني بردا وسلاما على إبراهيم ﴾. [ الأنبياء : ٦٩ ].
وفي سورة الشعراء نجد آيات كريمة تتحدث عن إخلاص إبراهيم ومحبته لخالقه، حيث يقول :﴿ الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾ [ الشعراء : ٧٨-٨٢ ].
ثم تأتي السورة – سورة الصافات – فنجد الآيات ( ٨٣-١١٣ ).
تتحدث عن إبراهيم الخليل وتكسيره الأصنام، ودعائه أن يرزقه الله ذرية صالحة، واستجابة الله له، حيث رزقه بإسماعيل، وابتلائه تعالى لإبراهيم بذبح ولده إسماعيل، واستجابة الصبي والأب لأمر الله تعالى، ثم فداء إسماعيل بذبح عظيم، واعتباره قدوة وأسوة في هذا البلاء المبين، وبشارة إبراهيم بإسحاق، ومن نسل إسحاق يعقوب، الملقب بإسرائيل، وإنجاب إسرائيل اثني عشر ولدا، منهم يوسف عليه السلام.
ويعتبر إبراهيم الأب الثالث، أو آدم الثالث بالنسبة للأنبياء من بعده، فآدم الأب الأول، ونوح الأب الثاني بعد الطوفان، وإبراهيم آدم الثالث بالنسبة لشجرة الأنبياء، على نحو ما ترى في هذا الرسم :
إبراهيم

-
--إسماعيل ----- إسحاق

-
-------------يعقوب( إسرائيل )

-
--------------------الأسباط( ١٢ ) حفيدا

-
--------------------هم : يوسف وإخوته ( ١١ )

-
--------------------آلاف الأنبياء من بني إسرائيل

-
--محمد صلى الله عليه وسلم
فلم يكن من نسل إسماعيل نبي إلا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من نسل إسحاق جميع الأنبياء والرسل، وهم آلاف من المرسلين، ذكر القرآن بعضهم وترك بعضهم.
قال تعالى :﴿ منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك... ﴾ [ غافر : ٧٨ ].
وقال تعالى :﴿ وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم *ووهبنا له إسحاق ويعقوب كل هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين* وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ﴾. [ الأنعام : ٨٣-٨٧ ].
المفردات :
سقيم : مريض عليل.
فتولوا عنه : أعرضوا عنه.
مدبرين : راجعين.
الفسير :
٩٠، ٨٩ –﴿ فقال إني سقيم* تولوا عنه مدبرين ﴾.
أي : إني سقيم القلب، ضيّق الفؤاد، مريض بالهم والحزن مما أنتم عليه، لكنهم فهموا أنه مريض مرضا حسّيّا، فأسرعوا في الإدبار والذهاب إلى عيدكم، وتركوه مع الأصنام، وهي فرصة كان يتحين وجودها ويستعدّ لها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٩:تمهيد :
تتناول الآيات جانبا من قصة إبراهيم الخليل، وقد كان إبراهيم أمّة، أي : متعدد الجوانب، مخلصا لله تعال، وقد ذكرت قصة إبراهيم الخليل في سورة كثيرة من القرآن الكريم، لكن كل سورة عنيت بجانب من جوانب قصة إبراهيم.
ففي سورة البقرة نجد اهتماما بجانب العقيدة وتوحيد الله والإخلاص له، حيث نجد نقاشه مع النمروذ، وإخلاصه في بناء البيت، وقوله لله :﴿ رب أني كيف تحي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي... ﴾ [ البقرة : ٢٦٠ ].
وفي سورة مريم نجد حوار إبراهيم مع أبيه نديّا هادئا، حكيما مؤيدا بالأدلة والبراهين.
﴿ إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ﴾. [ مريم : ٤٢ ].
وفي سورة الأنبياء نجد الآيات ( ٥١-٧٢ ) تتحدث عن مناقشة قومه في عبادة الأصنام، ثم تكسير إبراهيم للأصنام، ثم رغبة قومه في معاقبته بالتحريق بالنار :﴿ قلنا يا نار كني بردا وسلاما على إبراهيم ﴾. [ الأنبياء : ٦٩ ].
وفي سورة الشعراء نجد آيات كريمة تتحدث عن إخلاص إبراهيم ومحبته لخالقه، حيث يقول :﴿ الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾ [ الشعراء : ٧٨-٨٢ ].
ثم تأتي السورة – سورة الصافات – فنجد الآيات ( ٨٣-١١٣ ).
تتحدث عن إبراهيم الخليل وتكسيره الأصنام، ودعائه أن يرزقه الله ذرية صالحة، واستجابة الله له، حيث رزقه بإسماعيل، وابتلائه تعالى لإبراهيم بذبح ولده إسماعيل، واستجابة الصبي والأب لأمر الله تعالى، ثم فداء إسماعيل بذبح عظيم، واعتباره قدوة وأسوة في هذا البلاء المبين، وبشارة إبراهيم بإسحاق، ومن نسل إسحاق يعقوب، الملقب بإسرائيل، وإنجاب إسرائيل اثني عشر ولدا، منهم يوسف عليه السلام.
ويعتبر إبراهيم الأب الثالث، أو آدم الثالث بالنسبة للأنبياء من بعده، فآدم الأب الأول، ونوح الأب الثاني بعد الطوفان، وإبراهيم آدم الثالث بالنسبة لشجرة الأنبياء، على نحو ما ترى في هذا الرسم :
إبراهيم


-
--إسماعيل ----- إسحاق


-
-------------يعقوب( إسرائيل )


-
--------------------الأسباط( ١٢ ) حفيدا


-
--------------------هم : يوسف وإخوته ( ١١ )


-
--------------------آلاف الأنبياء من بني إسرائيل


-
--محمد صلى الله عليه وسلم
فلم يكن من نسل إسماعيل نبي إلا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من نسل إسحاق جميع الأنبياء والرسل، وهم آلاف من المرسلين، ذكر القرآن بعضهم وترك بعضهم.
قال تعالى :﴿ منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك... ﴾ [ غافر : ٧٨ ].
وقال تعالى :﴿ وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم *ووهبنا له إسحاق ويعقوب كل هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين* وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ﴾. [ الأنعام : ٨٣-٨٧ ].

المفردات :

سقيم : مريض عليل.
فتولوا عنه : أعرضوا عنه.
مدبرين : راجعين.

الفسير :

٩٠، ٨٩ –﴿ فقال إني سقيم* تولوا عنه مدبرين ﴾.
أي : إني سقيم القلب، ضيّق الفؤاد، مريض بالهم والحزن مما أنتم عليه، لكنهم فهموا أنه مريض مرضا حسّيّا، فأسرعوا في الإدبار والذهاب إلى عيدكم، وتركوه مع الأصنام، وهي فرصة كان يتحين وجودها ويستعدّ لها.

المفردات :
فراغ إلى آلهتهم، فذهب إلى أصنامهم في خفية وحيلة.
التفسير :
٩١ – ﴿ فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون ﴾.
فمال إبراهيم إلى الآلهة المدّعاة، وتسلل في خفية إلى الأصنام، وقال للأصنام – في استهزاء وسخرية – ألا تأكلون من هذا الطعام المتعدد الأصناف، المختلف الأنواع الذي نثره حولكم هؤلاء السفهاء في يوم عيدهم ؟
تمهيد :
تتناول الآيات جانبا من قصة إبراهيم الخليل، وقد كان إبراهيم أمّة، أي : متعدد الجوانب، مخلصا لله تعال، وقد ذكرت قصة إبراهيم الخليل في سورة كثيرة من القرآن الكريم، لكن كل سورة عنيت بجانب من جوانب قصة إبراهيم.
ففي سورة البقرة نجد اهتماما بجانب العقيدة وتوحيد الله والإخلاص له، حيث نجد نقاشه مع النمروذ، وإخلاصه في بناء البيت، وقوله لله :﴿ رب أني كيف تحي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي... ﴾ [ البقرة : ٢٦٠ ].
وفي سورة مريم نجد حوار إبراهيم مع أبيه نديّا هادئا، حكيما مؤيدا بالأدلة والبراهين.
﴿ إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ﴾. [ مريم : ٤٢ ].
وفي سورة الأنبياء نجد الآيات ( ٥١-٧٢ ) تتحدث عن مناقشة قومه في عبادة الأصنام، ثم تكسير إبراهيم للأصنام، ثم رغبة قومه في معاقبته بالتحريق بالنار :﴿ قلنا يا نار كني بردا وسلاما على إبراهيم ﴾. [ الأنبياء : ٦٩ ].
وفي سورة الشعراء نجد آيات كريمة تتحدث عن إخلاص إبراهيم ومحبته لخالقه، حيث يقول :﴿ الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾ [ الشعراء : ٧٨-٨٢ ].
ثم تأتي السورة – سورة الصافات – فنجد الآيات ( ٨٣-١١٣ ).
تتحدث عن إبراهيم الخليل وتكسيره الأصنام، ودعائه أن يرزقه الله ذرية صالحة، واستجابة الله له، حيث رزقه بإسماعيل، وابتلائه تعالى لإبراهيم بذبح ولده إسماعيل، واستجابة الصبي والأب لأمر الله تعالى، ثم فداء إسماعيل بذبح عظيم، واعتباره قدوة وأسوة في هذا البلاء المبين، وبشارة إبراهيم بإسحاق، ومن نسل إسحاق يعقوب، الملقب بإسرائيل، وإنجاب إسرائيل اثني عشر ولدا، منهم يوسف عليه السلام.
ويعتبر إبراهيم الأب الثالث، أو آدم الثالث بالنسبة للأنبياء من بعده، فآدم الأب الأول، ونوح الأب الثاني بعد الطوفان، وإبراهيم آدم الثالث بالنسبة لشجرة الأنبياء، على نحو ما ترى في هذا الرسم :
إبراهيم

-
--إسماعيل ----- إسحاق

-
-------------يعقوب( إسرائيل )

-
--------------------الأسباط( ١٢ ) حفيدا

-
--------------------هم : يوسف وإخوته ( ١١ )

-
--------------------آلاف الأنبياء من بني إسرائيل

-
--محمد صلى الله عليه وسلم
فلم يكن من نسل إسماعيل نبي إلا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من نسل إسحاق جميع الأنبياء والرسل، وهم آلاف من المرسلين، ذكر القرآن بعضهم وترك بعضهم.
قال تعالى :﴿ منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك... ﴾ [ غافر : ٧٨ ].
وقال تعالى :﴿ وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم *ووهبنا له إسحاق ويعقوب كل هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين* وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ﴾. [ الأنعام : ٨٣-٨٧ ].
٩٢-﴿ ما لكم لا تنطقون ﴾.
ما الذي جعلكم صامتين لا تردّون جوابا ولا تنطقون ؟ وهو سؤال يقصد به المبالغة في السخرية والاستهزاء.
تمهيد :
تتناول الآيات جانبا من قصة إبراهيم الخليل، وقد كان إبراهيم أمّة، أي : متعدد الجوانب، مخلصا لله تعال، وقد ذكرت قصة إبراهيم الخليل في سورة كثيرة من القرآن الكريم، لكن كل سورة عنيت بجانب من جوانب قصة إبراهيم.
ففي سورة البقرة نجد اهتماما بجانب العقيدة وتوحيد الله والإخلاص له، حيث نجد نقاشه مع النمروذ، وإخلاصه في بناء البيت، وقوله لله :﴿ رب أني كيف تحي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي... ﴾ [ البقرة : ٢٦٠ ].
وفي سورة مريم نجد حوار إبراهيم مع أبيه نديّا هادئا، حكيما مؤيدا بالأدلة والبراهين.
﴿ إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ﴾. [ مريم : ٤٢ ].
وفي سورة الأنبياء نجد الآيات ( ٥١-٧٢ ) تتحدث عن مناقشة قومه في عبادة الأصنام، ثم تكسير إبراهيم للأصنام، ثم رغبة قومه في معاقبته بالتحريق بالنار :﴿ قلنا يا نار كني بردا وسلاما على إبراهيم ﴾. [ الأنبياء : ٦٩ ].
وفي سورة الشعراء نجد آيات كريمة تتحدث عن إخلاص إبراهيم ومحبته لخالقه، حيث يقول :﴿ الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾ [ الشعراء : ٧٨-٨٢ ].
ثم تأتي السورة – سورة الصافات – فنجد الآيات ( ٨٣-١١٣ ).
تتحدث عن إبراهيم الخليل وتكسيره الأصنام، ودعائه أن يرزقه الله ذرية صالحة، واستجابة الله له، حيث رزقه بإسماعيل، وابتلائه تعالى لإبراهيم بذبح ولده إسماعيل، واستجابة الصبي والأب لأمر الله تعالى، ثم فداء إسماعيل بذبح عظيم، واعتباره قدوة وأسوة في هذا البلاء المبين، وبشارة إبراهيم بإسحاق، ومن نسل إسحاق يعقوب، الملقب بإسرائيل، وإنجاب إسرائيل اثني عشر ولدا، منهم يوسف عليه السلام.
ويعتبر إبراهيم الأب الثالث، أو آدم الثالث بالنسبة للأنبياء من بعده، فآدم الأب الأول، ونوح الأب الثاني بعد الطوفان، وإبراهيم آدم الثالث بالنسبة لشجرة الأنبياء، على نحو ما ترى في هذا الرسم :
إبراهيم

-
--إسماعيل ----- إسحاق

-
-------------يعقوب( إسرائيل )

-
--------------------الأسباط( ١٢ ) حفيدا

-
--------------------هم : يوسف وإخوته ( ١١ )

-
--------------------آلاف الأنبياء من بني إسرائيل

-
--محمد صلى الله عليه وسلم
فلم يكن من نسل إسماعيل نبي إلا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من نسل إسحاق جميع الأنبياء والرسل، وهم آلاف من المرسلين، ذكر القرآن بعضهم وترك بعضهم.
قال تعالى :﴿ منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك... ﴾ [ غافر : ٧٨ ].
وقال تعالى :﴿ وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم *ووهبنا له إسحاق ويعقوب كل هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين* وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ﴾. [ الأنعام : ٨٣-٨٧ ].
المفردات :
باليمين : بيده اليمنى، أو بالقوة والشدّة.
التفسير :
٩٣-﴿ فراغ عليهم ضربا باليمين ﴾.
فمال إبراهيم على الأصنام يضربها قويا، ويستخدم يمينه – وهي أقوى الجارحتين – في تكسير الأصنام، وجعلها جذاذا وقطعا مهشمة.
تمهيد :
تتناول الآيات جانبا من قصة إبراهيم الخليل، وقد كان إبراهيم أمّة، أي : متعدد الجوانب، مخلصا لله تعال، وقد ذكرت قصة إبراهيم الخليل في سورة كثيرة من القرآن الكريم، لكن كل سورة عنيت بجانب من جوانب قصة إبراهيم.
ففي سورة البقرة نجد اهتماما بجانب العقيدة وتوحيد الله والإخلاص له، حيث نجد نقاشه مع النمروذ، وإخلاصه في بناء البيت، وقوله لله :﴿ رب أني كيف تحي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي... ﴾ [ البقرة : ٢٦٠ ].
وفي سورة مريم نجد حوار إبراهيم مع أبيه نديّا هادئا، حكيما مؤيدا بالأدلة والبراهين.
﴿ إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ﴾. [ مريم : ٤٢ ].
وفي سورة الأنبياء نجد الآيات ( ٥١-٧٢ ) تتحدث عن مناقشة قومه في عبادة الأصنام، ثم تكسير إبراهيم للأصنام، ثم رغبة قومه في معاقبته بالتحريق بالنار :﴿ قلنا يا نار كني بردا وسلاما على إبراهيم ﴾. [ الأنبياء : ٦٩ ].
وفي سورة الشعراء نجد آيات كريمة تتحدث عن إخلاص إبراهيم ومحبته لخالقه، حيث يقول :﴿ الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾ [ الشعراء : ٧٨-٨٢ ].
ثم تأتي السورة – سورة الصافات – فنجد الآيات ( ٨٣-١١٣ ).
تتحدث عن إبراهيم الخليل وتكسيره الأصنام، ودعائه أن يرزقه الله ذرية صالحة، واستجابة الله له، حيث رزقه بإسماعيل، وابتلائه تعالى لإبراهيم بذبح ولده إسماعيل، واستجابة الصبي والأب لأمر الله تعالى، ثم فداء إسماعيل بذبح عظيم، واعتباره قدوة وأسوة في هذا البلاء المبين، وبشارة إبراهيم بإسحاق، ومن نسل إسحاق يعقوب، الملقب بإسرائيل، وإنجاب إسرائيل اثني عشر ولدا، منهم يوسف عليه السلام.
ويعتبر إبراهيم الأب الثالث، أو آدم الثالث بالنسبة للأنبياء من بعده، فآدم الأب الأول، ونوح الأب الثاني بعد الطوفان، وإبراهيم آدم الثالث بالنسبة لشجرة الأنبياء، على نحو ما ترى في هذا الرسم :
إبراهيم

-
--إسماعيل ----- إسحاق

-
-------------يعقوب( إسرائيل )

-
--------------------الأسباط( ١٢ ) حفيدا

-
--------------------هم : يوسف وإخوته ( ١١ )

-
--------------------آلاف الأنبياء من بني إسرائيل

-
--محمد صلى الله عليه وسلم
فلم يكن من نسل إسماعيل نبي إلا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من نسل إسحاق جميع الأنبياء والرسل، وهم آلاف من المرسلين، ذكر القرآن بعضهم وترك بعضهم.
قال تعالى :﴿ منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك... ﴾ [ غافر : ٧٨ ].
وقال تعالى :﴿ وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم *ووهبنا له إسحاق ويعقوب كل هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين* وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ﴾. [ الأنعام : ٨٣-٨٧ ].
المفردات :
يزفون : يسرعون، من زفّ القوم زفيفا : إذا أسرعوا، ومنه زفيف النعام، وهو صوت النعام إذا أسرع.
التفسير :
٩٤-﴿ فأقبلوا إليه يزفون ﴾.
فأقبلوا يسرعون الخطى، ويحدثون حوله زفيفا، كصوت النعام حين يسرع بالجري، إنهم جمع هائج غاضب، يريد أن ينتقم ممن كسّر أصنامهم.
نجاة إبراهيم من النار، وفداء إسماعيل
﴿ قال أتعبدون ما تنحتون ( ٩٥ ) والله خلقكم وما تعملون ( ٩٦ ) قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم ( ٩٧ ) فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين ( ٩٨ ) وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين ( ٩٩ ) ربي هب لي من الصالحين ( ١٠٠ ) وبشرناه بغلام حليم ( ١٠١ ) فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ( ١٠٢ ) فلما أسلما وتله للجبين ( ١٠٣ ) ونديناه أن يا إبراهيم ( ١٠٤ ) قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين ( ١٠٥ ) إن هذا لهو البلاء المبين ( ١٠٦ ) وفديناه بذبح عظيم ( ١٠٧ ) وتركنا عليه في الآخرين ( ١٠٨ ) سلام على إبراهيم ( ١٠٩ ) كذلك نجزي المحسنين ( ١١٠ ) إنه من عبادنا المؤمنين ( ١١١ ) وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ( ١١٢ ) وبركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ( ١١٣ ) ﴾
المفردات :
ما تنحتون : ما تصنعونه بأيديكم.
تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.
التفسير :
٩٥- ﴿ قال أتعبدون ما تنحتون ﴾.
أي : قال إبراهيم عليه السلام لقومه حين سألوه :﴿ أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم ﴾. [ الأنبياء : ٦٢ ].
قال لهم : أيستقيم منكم أن تعبدوا أصناما تنحتونها من الصخر، وتصنعونها بأيديكم من الحجارة ؟ والإله لا ينبغي أن يكون مصنوعا، بل هو الصانع الخالق للكون وما فيه.
تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.
٩٦- ﴿ والله خلقكم وما تعملون ﴾.
أي : إن الله تعالى هو خالقكم، وخالق ما تعملونه من الأصنام، فهو سبحانه الذي وهبكم القدرة والقوة واليد والعمل.
قال القرطبي :
﴿ والله خلقكم وما تعملون ﴾.
( ما ) في موضع نصب، أي : خلقكم وخلق ما تعملونه من الأصنام، يعني الخشب والحجارة وغيرها.
وروى البخاري : عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى يصنع كل صانع وصنعته "، ذكره ابن كثير في تفسيره، فهو سبحانه الخالق، وهو سبحانه الصانع، وهو سبحانه المُستحق للعبادة.
تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.
المفردات :
الجحيم : النار الشديدة الإيقاد.
التفسير :
٩٧- ﴿ قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم ﴾.
هكذا الباطل ورجاله، عندما يغلبهم الحق بالمنطق والحجة والدليل، بأنّ الله هو الصانع الحقيقي لكل شيء في الكون، حتى الإنسان وعقله ويده ومداركه وصنعته، فهو المستحق للعبادة، أما الأصنام فإنها مصنوعة لا صانعة، والإله الحق صانع لا مصنوع.
أي عندما قهرهم إبراهيم بالحجة تعمدوا إفحامه بالقوة، فعزموا على بناء بنيان يجمع فيه الحطب، وتضرم فيه النيران، ويلقى إبراهيم في وسط النيران ليكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه الخروج عليهم.
تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.
المفردات :
كيدا : مكرا وسوءا.
الأسفلين : الأذلين المقهورين.
التفسير :
٩٨- ﴿ فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين ﴾.
أي : أرادوا تدبير الهلاك له وإحراقه ؛ فنجاه الله من النار وجعلها بردا وسلاما عليه، وكان ذلك معجزة لإبراهيم، حيث أرادوا الكيد له وإهلاكه، فنجاه الله ورفع شأنه، وأظهر صدقه، وعلا شأن إبراهيم، وأصبح أعداؤه مقهورين أذلاء أسفلين.
تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.
المفردات :
ذاهب إلى ربي : مهاجر إلى حيث أمرني، أو حيث أتجرد لعبادته.
التفسير :
٩٩- ﴿ وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين ﴾.
أي : قال إبراهيم حين نجاه الله من النار، وأمره بالهجرة إلى بلاد الشام : إني ذاهب إلى طاعة ربي، والطريق الذي اختاره لي، وهو بلاد الشام، وقد تكفل الله بهدايتي إلى ما فيه صلاح ديني ودنياي.
قال القرطبي :
هذه الآية أصل في الهجرة والعزلة، وأول من فعل ذلك إبراهيم - عليه السلام – وذلك حين خلّصه الله من النار، فقال :﴿ إني ذاهب إلى ربي ﴾. أي : مهاجر من بلد قومي ومولدي، إلى حيث أتمكن من عبادة ربي، فإنه، ﴿ سيهدين ﴾. فيما نويت إلى الصواب. ا ه.
وقال مقاتل :
هو أول من هاجر من الخلق مع لوط وسارّة على الأرض المقدسة، وهي أرض الشام.
ويتبادر إلى الذهن موقف مُشابه، هو موقف موسى عليه السلام، حين خرج مهاجرا من مصر.
قال تعالى :﴿ فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين * ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾. [ القصص : ٢١، ٢٢ ]
تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.
المفردات :
هب لي من الصالحين : ارزقني الولد الصالح.
التفسير :
١٠٠- ﴿ ربي هب لي من الصالحين ﴾.
أي هب لي من لدنك ذرية طيبة صالحة، تشدُّ أزري، وتعينني في كبري، فقد تركتُ وطني وتوجهت وحيدا حيث أمرتني، وأنا في حاجة إلى ذرية صالحة، تكون قرة عين لي، وتؤنسني في غربتي ووحدتي.
تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.
١٠١- ﴿ فبشرناه بغلام حليم ﴾.
استجاب الله دعاء إبراهيم، وبشره بولده البكر الحليم الصابر.
وقد انطوت البشارة على ثلاث :
١- أنه ولد ذكر.
٢- أنه يبلغ ويدرك مدارك الشباب.
٣- أنه يكون في غاية الحلم والخلق والرضا.
وجمهور العلماء والمفسرين على أن البشارة الأولى كانت بإسماعيل، فلما امتحن الله إبراهيم بذبح ولده إسماعيل، فصبر وأطاع وامتثل لأمر الله هو وابنه إسماعيل، صرف الله عنك التكليف بذبح إسماعيل وأنزل الفداء من السماء، وهو كبش كان يرعى في الجنة قدَّمه قابيل، ثم حمله الملك إلى إبراهيم ليذبحه بديلا عن ذبح إسماعيل، ثم كفأ الله إبراهيم بأن بشره بإسحاق، وبشره بأن إسحاق سيلد حفيدا لإبراهيم يسمى يعقوب.
وزعمت اليهود أن الذبيح هو إسحاق، حيث حسدوا المسلمين أن يتصف جدّ نبيهم بالحلم والصبر، وقد اختار هذا الرأي ابن جرير الطبري.
واختار ابن كثير أن الذبيح هو إسماعيل، وأورد مبحثا في تفسير هذه الآيات عنوانه :( ذكر الآثار الواردة بأن الذبيح هو إسماعيل عليه الصلاة والسلام، وهو الصحيح المقطوع به )، وفي رواية عن ابن عباس أنه قال : المُفدى إسماعيل عليه السلام، وزعمت اليهود أنه إسحاق، وكذبت اليهود.
وقد قال تعالى :﴿ فبشرنها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ﴾. [ هود : ٧١ ].
أي : بابن وابن ابن، فلم يكن ليأمره بذبح إسحاق، وله فيه من الموعِد بما وعده، وما الذي أُمر بذبحه إلا إسماعيل.
تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.
المفردات :
فلما بلغ معه السعي : فلما بلغ السن التي تساعده على أن يسعى مع والده في أعماله، وحاجات المعيشة.
ترى : تشير وتفكر، مأخوذ من الرأي.
التفسير :
١٠٢- ﴿ فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾.
تبدأ قصة الذبيح إسماعيل عليه السلام، وقد بشر الله الخليل بإسماعيل، ويفهم من السياق أن إسماعيل قد شبّ عن الطوق، وبلغ مبلغ القدرة على السعي، ومساعدة والده في العمل، وقيل كان عمره ثلاثة عشر عاما.
ورأى إبراهيم في المنام أن الله يأمره بذبح إسماعيل، وكان ذلك ليلة الثمن من ذي الحجة، فتروى إبراهيم في الأمر، وقال : هل هذه الرؤيا من الله أم أضغاث أحلام ؟ فسُمّي يوم الثامن من ذي الحجة بيوم التروية، وفي الليلة التالية تأكد الأمر بذبح إسماعيل، وفي الصباح عرف أنه أمر من الله، فسُمِّي عرفات.
وفي ليلة العيد تأكّد الأمر فعزم على التنفيذ في الصباح، فسُمي يوم الأضحى، أي : يوم الذبح والتضحية، وقد شاور إبراهيم ولده ليعدّ نفسه للأمر وليثبّته ويصبّره إن احتاج إلى ذلك.
فالأمر كان خطبا كبيرا : الخليل يسلم أمره لله، ويتكلم في هدوء ورزانة، فيقول :﴿ يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى... ﴾أي : فلما رزق الخليل بإسماعيل، وكبر إسماعيل، وأصبح قادرا على مساعدة والده، ومعاونته في العمل، أجلس الخليل ولده إسماعيل بجواره، وقال يا بني، إني رأيت رؤيا من الله تعالى، يكلّفني بذبحك تقربا إليه، لكن إسماعيل كان هادئا رزينا، ثابتا موفقا حين قال :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾.
﴿ يا أبت ﴾ في هدوء وثبات، ﴿ افعل ما تؤمر ﴾، نفذ ما أمرك الله به من ذبحي، ستجدني بمشيئة الله وتوفيقه ومعونته من الصابرين الثابتين الملتزمين.
ونلحظ هنا أنه قدّم المشيئة : لأنه لا حول له ولا قوّة في هذا الأمر الجلل إلا بمشيئة الله وتوفيقه.
قال العلماء :
علَّق صبره على مشيئة الله في قوله :﴿ ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. فلما استثنى وفقه الله للصبر، وإنه لموقف مؤثر في تاريخ الإسلام، بل في تاريخ البشرية : أب يضحي في هدوء وامتثال، وغلام في ميعة الصبا – ثلاثة عشر عاما - يمتثل هادئا مستعينا بالله، صابرا راضيا مستجيبا، صادقا في وعده، حليما مطيعا لربه ولوالده، لقد كان بلاء أيّ بلاء، وقد استجابا لأمر الله ربّ العالمين، وهكذا الأنبياء عليهم السلام، يلهمهم الله تعالى في جميع مراحل حياتهم ما يجعلهم في أعلى درجات السمو النفسي، واليقين القلبي، والكمال الخلقي.
كمْ تحمّل نوح الذي مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، كم تحمل أيوب الذي مرض مرضا شديدا، وانهدم منزل على أولاده، فصبر أيوب، ودعا الله في تضرع وإخلاص، فاستجاب الله دعاءه، ويسر له الشفاء، ورزقه ذرية صالحة، ضعف أولاده السابقين. ويونس حين تضرع إلى الله وهو في جوف الحوت، فاستجاب الله له، وأمر الحوت أن يلفظه على الشاطئ، ثم أرسله إلى مائة ألف أو يزيدون ؛ فآمنوا فأكرمهم الله في الدنيا والآخرة، وموسى الذي قارع جبروت فرعون، وصاول السحرة، واستعد للهجرة، وفلق الله له البحر ؛ فسار فيه هادئا فوق طريق يابس، ثم أغرق فرعون وقومه، ونجّى موسى ومن معه من المؤمنين. وعيسى وقد حاول الأعداء قتله وصلبه فرفعه الله إليه، محمد صلى الله عليه وسلم وقد مكث في مكة يدعو قومه ثلاثة عشر عاما، ثم هاجر إلى المدينة، وحارب في غزوات متعددة، مثل : بدر، وأحد، والخندق، والحديبية، وفتح مكة، وتبوك، وحنين، والطائف ؛ ثم نصره الله نصرا مبينا.
وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أشدكم بلاء الأنبياء، ثم الأولياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، وما يزال البلاء يصيب المؤمن حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. " ١
١ أشد الناس بلاء الأنبياء:
بوّب به البخاري في كتاب المرضى، ورواه الترمذي في الزهد (٢٣٩٨)، وابن ماجة في الفتن (٤. ٢٣) وأحمد. (١٤٨٤، ١٤٩٧، ١٥٥٨، ١٦١٠)، والدارمي في الرقاق (٢٧٨٣)، من حديث سعد بن أبي وقاص، وقال الترمذي: حسن صحيح..

تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.
المفردات :
أسلما : استسلما لأمر الله وانقادا له.
تله : كبّه على وجهه.
التفسير :
١٠٣- ﴿ فلما أسلما وتله للجبين ﴾.
فلما استسلما لأمر الله، حيث انقاد إبراهيم للأمر، وسلّم إسماعيل نفسه في رضا وإيمان وتجاوب، وألقى الأب ولده على جنبه، حيث جزء من الجبين على الأرض، أوكبّه على وجهه بإشارة الولد، كيلا يرى منه ما يورث رقة تحول بين الأب وبين تنفيذ أمر الله.
قال الآلوسي في تفسيره :
أخرج غير واحد أنه قال لأبيه : لا تذبحني وأنت تنظر إلى وجهي، عسى أن ترحمني فلا تجهز عليّ، اربط يديّ إلى رقبتي، ثم ضع وجهي للأرض.
وفي الآثار حكاية أقوال كثيرة غير ذلك، وكل هذه الأقوال تدور حول امتثال الغلام لأمر الله وإذعانه لقضائه.
تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.
المفردات :
صدّقت الرؤيا : وفّيتها حقّها بالعزم على تنفيذ ما أمر الله.
البلاء المبين : الاختيار البيّن الذي يتميز فيه المخلص من غيره.
التفسير :
١٠٤- ١٠٥- ١٠٦ –﴿ وناديناه أن يا إبراهيم* قد صدقت الرؤيا إن كذلك نجزي المحسنين* إن هذا لهو البلاء المبين ﴾.
أي عندما امتثلا لأمر الله، واستعدّا تمام الاستعداد : أرسل الله الملك خلف إبراهيم، فناداه يا إبراهيم : قد صدّقت الرؤيا، أي : قد استعددت استعدادا تامّا لتنفيذ الرؤيا وتصديقها، ورأينا منك الصدق والاستجابة، ومن إسماعيل صدق الوعد، فكان الفضل العظيم، والفرج الكبير، والاستبشار والاغتباط. والحمد لله والشكر له على ما أنعم عليهما من دفع البلاء العظيم بد حلوله، والثواب الجزيل، ورضوان الله الذي ليس وراءه مطلوب.
﴿ إنا كذلك نجزي المحسنين ﴾.
أي فعلنا ذلك – بقبول عمل إبراهيم، والفداء بذبح عظيم – لأن من سنتنا إكرام المحسنين، ورفع درجاتهم، وتفريج كرباتهم، وكشف الهم والغم عنهم.
﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾.
هذا هو الامتحان الشديد والاختبار القوي، والمحنة الصعبة، البالغة أقصى غايات القسوة والمرارة، والتي لا يحتملها إلا أصحاب العزائم العالية، والقلوب السليمة، والنفوس المخلصة لله رب العالمين، فمن المعتاد أن يذهب الناس للجهاد، وأن يتطوعوا بالشهادة في طلب النصر، وأن يضحي فرد من أجل حياة أمة ومستقبلها، أما أن يكلّف أب بأن يذبح ولده الوحيد البكر الذي جاءه على الكبر، وأن يعرض الرأي على الغلام، فتكون منه الاستجابة والمعونة، ومعاونة الأب في هذا التكليف، فهذا فعلا هو البلاء المبين، والاختبار الشديد، والامتحان الصعب الذي لا ينجح فيه إلا أمثال الخليل إبراهيم، وأمثال إسماعيل الصادق الوعد، الرسول النبي.
قال تعالى :﴿ واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا * وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا ﴾ [ مريم : ٥٤، ٥٥ ].
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٤:تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.

المفردات :

صدّقت الرؤيا : وفّيتها حقّها بالعزم على تنفيذ ما أمر الله.
البلاء المبين : الاختيار البيّن الذي يتميز فيه المخلص من غيره.

التفسير :


١٠٤-
١٠٥- ١٠٦ –﴿ وناديناه أن يا إبراهيم* قد صدقت الرؤيا إن كذلك نجزي المحسنين* إن هذا لهو البلاء المبين ﴾.
أي عندما امتثلا لأمر الله، واستعدّا تمام الاستعداد : أرسل الله الملك خلف إبراهيم، فناداه يا إبراهيم : قد صدّقت الرؤيا، أي : قد استعددت استعدادا تامّا لتنفيذ الرؤيا وتصديقها، ورأينا منك الصدق والاستجابة، ومن إسماعيل صدق الوعد، فكان الفضل العظيم، والفرج الكبير، والاستبشار والاغتباط. والحمد لله والشكر له على ما أنعم عليهما من دفع البلاء العظيم بد حلوله، والثواب الجزيل، ورضوان الله الذي ليس وراءه مطلوب.
﴿ إنا كذلك نجزي المحسنين ﴾.
أي فعلنا ذلك – بقبول عمل إبراهيم، والفداء بذبح عظيم – لأن من سنتنا إكرام المحسنين، ورفع درجاتهم، وتفريج كرباتهم، وكشف الهم والغم عنهم.
﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾.
هذا هو الامتحان الشديد والاختبار القوي، والمحنة الصعبة، البالغة أقصى غايات القسوة والمرارة، والتي لا يحتملها إلا أصحاب العزائم العالية، والقلوب السليمة، والنفوس المخلصة لله رب العالمين، فمن المعتاد أن يذهب الناس للجهاد، وأن يتطوعوا بالشهادة في طلب النصر، وأن يضحي فرد من أجل حياة أمة ومستقبلها، أما أن يكلّف أب بأن يذبح ولده الوحيد البكر الذي جاءه على الكبر، وأن يعرض الرأي على الغلام، فتكون منه الاستجابة والمعونة، ومعاونة الأب في هذا التكليف، فهذا فعلا هو البلاء المبين، والاختبار الشديد، والامتحان الصعب الذي لا ينجح فيه إلا أمثال الخليل إبراهيم، وأمثال إسماعيل الصادق الوعد، الرسول النبي.
قال تعالى :﴿ واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا * وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا ﴾ [ مريم : ٥٤، ٥٥ ].

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٤:تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.

المفردات :

صدّقت الرؤيا : وفّيتها حقّها بالعزم على تنفيذ ما أمر الله.
البلاء المبين : الاختيار البيّن الذي يتميز فيه المخلص من غيره.

التفسير :


١٠٤-
١٠٥- ١٠٦ –﴿ وناديناه أن يا إبراهيم* قد صدقت الرؤيا إن كذلك نجزي المحسنين* إن هذا لهو البلاء المبين ﴾.
أي عندما امتثلا لأمر الله، واستعدّا تمام الاستعداد : أرسل الله الملك خلف إبراهيم، فناداه يا إبراهيم : قد صدّقت الرؤيا، أي : قد استعددت استعدادا تامّا لتنفيذ الرؤيا وتصديقها، ورأينا منك الصدق والاستجابة، ومن إسماعيل صدق الوعد، فكان الفضل العظيم، والفرج الكبير، والاستبشار والاغتباط. والحمد لله والشكر له على ما أنعم عليهما من دفع البلاء العظيم بد حلوله، والثواب الجزيل، ورضوان الله الذي ليس وراءه مطلوب.
﴿ إنا كذلك نجزي المحسنين ﴾.
أي فعلنا ذلك – بقبول عمل إبراهيم، والفداء بذبح عظيم – لأن من سنتنا إكرام المحسنين، ورفع درجاتهم، وتفريج كرباتهم، وكشف الهم والغم عنهم.
﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾.
هذا هو الامتحان الشديد والاختبار القوي، والمحنة الصعبة، البالغة أقصى غايات القسوة والمرارة، والتي لا يحتملها إلا أصحاب العزائم العالية، والقلوب السليمة، والنفوس المخلصة لله رب العالمين، فمن المعتاد أن يذهب الناس للجهاد، وأن يتطوعوا بالشهادة في طلب النصر، وأن يضحي فرد من أجل حياة أمة ومستقبلها، أما أن يكلّف أب بأن يذبح ولده الوحيد البكر الذي جاءه على الكبر، وأن يعرض الرأي على الغلام، فتكون منه الاستجابة والمعونة، ومعاونة الأب في هذا التكليف، فهذا فعلا هو البلاء المبين، والاختبار الشديد، والامتحان الصعب الذي لا ينجح فيه إلا أمثال الخليل إبراهيم، وأمثال إسماعيل الصادق الوعد، الرسول النبي.
قال تعالى :﴿ واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا * وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا ﴾ [ مريم : ٥٤، ٥٥ ].

تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.
المفردات :
بذبح عظيم : كبش سمين عظيم القدر.
التفسير :
١٠٧- ﴿ وفديناه بذبح عظيم ﴾.
والذّبح بمعنى المذبوح، فهو مصدر بمعنى اسم المفعول، كالطِّحن بمعنى المطحون، قال الحسن البصري : أي : وفديناه بوَعْل أهبط عليه من جبل ثبير. ا ه
وقيل : فديناه بكبش عظيم الجثَّة مكتنز لحما وشحما، أو كبش عظيم القدر لأنه عطاء الله، والعطاء يعظم بعِظَم معطيه، وأنه يفدى الله به نبينا ابن نبي.
تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.
١٠٨- ١٠٩ –﴿ وتركنا عليه في الآخرين* سلام على إبراهيم ﴾.
أي : فوق منتنا عليه بالفداء والتوفيق، أبقينا له ذكرا حسنا بين الناس، فاليهود يجلّونه، والنصارى يعظمونه، والمسلمون يبجلونه، والمشركون يحترمونه، ويقولون : إنّا على ملة إبراهيم أبينا، وذلك استجابة لدعوته حين قال :﴿ واجعل لي لسان صدق في الآخرين* واجعلني من ورثة جنة النعيم ﴾. [ الشعراء : ٨٤، ٨٥ ].
سلام على إبراهيم :
وجعلنا التحية والسلام على إبراهيم منا ومن الملائكة، ومن الإنس والجن، ومن سائر الأمم المتعاقبة بعده، فكل أهل الأديان يحيونه بالسلام عليه بلغاتهم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٨:تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.

١٠٨-
١٠٩ –﴿ وتركنا عليه في الآخرين* سلام على إبراهيم ﴾.
أي : فوق منتنا عليه بالفداء والتوفيق، أبقينا له ذكرا حسنا بين الناس، فاليهود يجلّونه، والنصارى يعظمونه، والمسلمون يبجلونه، والمشركون يحترمونه، ويقولون : إنّا على ملة إبراهيم أبينا، وذلك استجابة لدعوته حين قال :﴿ واجعل لي لسان صدق في الآخرين* واجعلني من ورثة جنة النعيم ﴾. [ الشعراء : ٨٤، ٨٥ ].

سلام على إبراهيم :

وجعلنا التحية والسلام على إبراهيم منا ومن الملائكة، ومن الإنس والجن، ومن سائر الأمم المتعاقبة بعده، فكل أهل الأديان يحيونه بالسلام عليه بلغاتهم.

تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.
١١٠- ﴿ كذلك نجزي المحسنين ﴾.
أي : مثل هذا الجزاء الحسن من دوام الذكر، وخالد الثناء، نجزي به المحسنين في أعمالهم، الصادقين في إخلاصهم ونيّاتهم.
تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.
١١١- ﴿ إنه من عبادنا المؤمنين ﴾.
إن إبراهيم من جملة عبادنا المؤمنين، الراسخين في الإيمان، الصادقين في العقيدة، والآية فيها تعظيم لقدر الإيمان الصادق، وبيان كاشف عن أن الذي حمل إبراهيم على الوفاء بذبح ابنه، والصدق في طاعة ربّه، والنجاح في البلاء، إنما كان سببه صدق العبودية لله، وصدق الإيمان بالله رب العالمين.
تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.
١١٢- ﴿ وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ﴾.
نظرّا لصدق بلاء إبراهيم، ووفائه في الاستعداد لذبح إسماعيل، بشرناه بولد آخر يبلغ مبلغ الرجال، ويكون نبيا من الصالحين، فهي عدة بشارات، منها : أن المُبَشّر به غلام، واسمه إسحاق، وأنه يبلغ مبلغ الرجال، ويوحى إليه بالنبوة، ويكون من الصالحين، أي المطيعين لله، المتسمين بالصلاح وفعل الخيرات، وترك السيئات.
تمهيد :
إبراهيم الخليل له مواقف كثيرة في وفائه وإخلاصه وتطوعه لعمل الخير، وموضوع الأصنام ونقاش قومه سبق ذكره في سورة الأنعام وغيرها، لكن موضوع ذبح إسماعيل لم يذكر في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع من سورة الصافات، ورؤيا الأنبياء حق، فقد رأى إبراهيم في منامه التكليف من الله بأن يذبح ولده إسماعيل وفي الصباح أخبر ولده بذلك فقال إسماعيل :﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾. [ الصافات : ١٠٢ ].
ولما حاول ذبح إسماعيل لم تنجح المحاولة، وأنزل الله كبشا سمينا من السماء فداء لإسماعيل.
وقال سبحانه :﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾. [ الصافات : ١٠٦ ].
لقد كان امتحانا قاسيا، نجح فيه إبراهيم وإسماعيل، وسُنّ من أجله ذبح الأضحية في العيد الأكبر، ورزق الله إبراهيم غلاما آخر، هو إسحاق، وبارك الله على إبراهيم وعلى إسحاق بالرضا والتوفيق ومن نسل إسحاق كان يعقوب، ومن نسل يعقوب الأسباط، وهم أحفاد إبراهيم، ومن نسلهم آلاف الأنبياء لبني إسرائيل.
المفردات :
باركنا عليه : أفضلنا عليه البركات.
ظالم لنفسه : موبق لها، ومهلكها بالكفر والمعاصي.
التفسير :
١١٣- ﴿ وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ﴾.
أنزلنا البركة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وعلى إسحاق ابنه، حيث باركنا فيه وجعلنا النبوة في عقبه، وطلبنا من المسلمين في صلواتهم أن يدعوا لهم بالبركة فيقولوا :" اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ".
﴿ ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ﴾.
أي : ومن ذرية إبراهيم وإسحاق من أحسن في عمله فآمن بربه، وأطاع أمره، واجتنب نواهيه، ومن ذريتهما من ظلم نفسه ظلما مبينا واضحا، حيث دسَّى نفسه بالكفر والفسوق والمعاصي، وفي ذلك تنبيه إلى أن الخبيث والطيب لا يجري أمرهما على العرق والعنصر دائما، فقد يلد البار فاجرا، وقد يلد الفاجر بارا، فابن نوح أغرق ودخل النار، ووالد إبراهيم كان من الضّالين، وزوجتا نوح ولوط نموذج لكافرتين في النّار، وزوجة فرعون نموذج لامرأة مؤمنة لها في الجنة منزلة عالية.
وهكذا لا يضير الآباء ظلم الأنبياء، ولا يعود عليهم بنقيصة، ما داموا لم يقصروا في تربية أو توجيه أو نصيحة.
قال تعالى :﴿ ألا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ [ النجم : ٣٨ ].
قصة موسى وهارون عليهما السلام
﴿ ولقد مننّا على موسى وهارون ( ١١٤ ) ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم( ١١٥ ) ونصرناهم فكانوا هم الغالبين ( ١١٦ ) وآتيناهما الكتاب المستبين ( ١١٧ ) وهديناهما الصراط المستقيم ( ١١٨ ) وتركنا عليهما في الآخرين ( ١١٩ ) سلام على موسى وهارون ( ١٢٠ ) إن كذلك نجزي المحسنين ( ١٢١ ) إنهما من عبادنا المؤمنين ( ١٢٢ ) ﴾
المفردات :
مننا : أحسنّا وأنعمنا عليهما بالنبوة والنجاة والنصرة.
تفسير :
١١٤- ﴿ ولقد مننا على موسى وهارون ﴾.
بعد الفراغ من قصة إبراهيم وإسماعيل، وما تضمنته من أخبار غريبة وأحداث عجيبة ومنح جزيلة، ومواقف جليلة، شرعت الآيات في تقديم شريحة من قصة موسى وهارون، وصُدرت القصة بالمنة، لإبراز فضل الله على رجلين أعزلين من السلاح والقوة، ونجاحها في رسالتهما، ونجاتهما من القتل والذُّلّ، ونصرهما على فرعون وجيشه، وفوق ذلك أعطاهما الله التوراة هدّى ونورا، وهداهما الطريق الواضح، وأعقبهما الذكر الحسن والثناء الجميل.
وخلاصة معنى الآية :
كانت لنا منن ونعم على موسى وهارون : بالرسالة والنبوة، والانتصار على السحرة، والنجاة من الظالمين، والنجاة من الغرق، وهلاك فرعون وجيشه، ونجاة موسى والمؤمنين به.
المفردات :
الكرب : المكروه والشدة.
التفسير :
١١٥- ﴿ ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم ﴾.
نجينا موسى وهارون ومن تبعهما من المؤمنين من تسلط فرعون وقومه وظلمهم، حيث كانوا يقتلون أبناء بني إسرائيل الذكور، ويستحيون الإناث، ويعاملون معاملة بني إسرائيل معاملة العبيد والأرقاء، إلى ضروب أخرى من المهانة والمذلة وكانت ولادة موسى في حوالي القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
قال تعالى :﴿ وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ﴾. [ البقرة : ٤٩ ].
١١٦- ﴿ ونصرناهم فكانوا هم الغالبين ﴾.
لقد مرت المنن على موسى وهارون بعدة مراحل.
( أ‌ ) تبليغ الرسالة إلى فرعون وقومه.
( ب‌ ) نجاتهما ومن آمن بهما من عذاب الإبادة الذي يمارسه فرعون، بقتل الذكور واستحياء الإناث.
( ج ) النصر على فرعون والغلبة عليه.
ومع أن النصر مصاحب للغلبة وللنجاة من فرعون، إلا أن القرآن هنا أظهر النجاة كمنّة من المنن تستحق الشكر وحدها، ثم نعمة النصر على ملك قويّ متمكن، ذي بطش وقوة، وبطانة وجيش قوي مطيع فهي منن متعددة.
المفردات :
الكتاب المستبين : الواضح، وهو التوراة.
التفسير :
١١٧- ﴿ وآتيناهما الكتاب المستبين ﴾.
بعد النجاة والنصر أعطاهما الله التوراة فيها هدّى ونور، وتشريع وأحكام ؛ لتنير لهم الطريق، فهي كتاب جامع مبين واضح، مشتمل على ما يحتاج إليه البشر من مصالح الدين والدنيا.
قال تعالى :﴿ إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور... ﴾ [ المائدة : ٤٤ ].
وقال تعالى :﴿ ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين ﴾. [ الأنبياء : ٤٨ ].
المفردات :
الصراط المستقيم : الذي لا عوج فيه، لأنه الموصل إلى الحق والصواب.
التفسير :
١١٨- ﴿ وهديناهما الصراط المستقيم ﴾.
يسرنا لهما الطريق الواضح، وألهمناهما الخطة المحكمة الموصلة إلى تبليغ الرسالة، وإقامة الحجة، وأنعمنا عليهما بالمعجزة والنصر، ثم الذكر الحسن.
١١٩- ١٢٠ –﴿ وتركنا عليهما في الآخرين* سلام على موسى وهارون ﴾.
جعلنا لهما ذكرا حسنا، وثناء مُتصلا في أمم الأرض وعالم السماء، فالملائكة والجن والإنس يسلمون عليهما أبدا الدهر، ويثنى عليهما الناس الثناء الجميل.
وتضل الأمم والجماعات والأفراد إلى يوم الدين، تقول :﴿ سلام على موسى وهارون ﴾. وما في معناه، أي : ما أبدع عملهما في إحقاق الحق، وإزهاق الباطل وإبلاغ الرسالة، وإنقاذ المستضعفين، وإهلاك الظالمين، ونشر الإيمان بين الناس، فلهم من الجميع السلام اللفظي والسلام المعنوي.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١٩:
١١٩-
١٢٠ –﴿ وتركنا عليهما في الآخرين* سلام على موسى وهارون ﴾.
جعلنا لهما ذكرا حسنا، وثناء مُتصلا في أمم الأرض وعالم السماء، فالملائكة والجن والإنس يسلمون عليهما أبدا الدهر، ويثنى عليهما الناس الثناء الجميل.
وتضل الأمم والجماعات والأفراد إلى يوم الدين، تقول :﴿ سلام على موسى وهارون ﴾. وما في معناه، أي : ما أبدع عملهما في إحقاق الحق، وإزهاق الباطل وإبلاغ الرسالة، وإنقاذ المستضعفين، وإهلاك الظالمين، ونشر الإيمان بين الناس، فلهم من الجميع السلام اللفظي والسلام المعنوي.

١٢٠- ١٢٢-﴿ إن كذلك نجزي المحسنين* إنهما من عبادنا المؤمنين ﴾.
بمثل هذا التكريم نجازي المحسنين، ونكافئ العاملين جزاء سخيا وافيا.
إنهما، أي : موسى وهارون. من عبادنا المؤمنين، الذين أخلصوا في إيمانهم، وتحملوا عبء الرسالة والنبوة إلى ملك ظالم قاهر، فأوضحا له الحجة والبينة، وجاهدا في الله حق جهاده، وكان الدافع لهما هو الإيمان الصادق. فما أعظم الإيمان، إنه مفتاح الخير، وطريق النجاة في الدنيا، والسعادة في الآخرة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢١:
١٢٠-
١٢٢-﴿ إن كذلك نجزي المحسنين* إنهما من عبادنا المؤمنين ﴾.
بمثل هذا التكريم نجازي المحسنين، ونكافئ العاملين جزاء سخيا وافيا.
إنهما، أي : موسى وهارون. من عبادنا المؤمنين، الذين أخلصوا في إيمانهم، وتحملوا عبء الرسالة والنبوة إلى ملك ظالم قاهر، فأوضحا له الحجة والبينة، وجاهدا في الله حق جهاده، وكان الدافع لهما هو الإيمان الصادق. فما أعظم الإيمان، إنه مفتاح الخير، وطريق النجاة في الدنيا، والسعادة في الآخرة.

قصة إلياس عليه السلام
﴿ وإن إلياس لمن المرسلين ( ١٢٣ ) إذ قال لقومه ألا تتقون ( ١٢٤ ) أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين ( ١٢٥ ) الله ربكم ورب آبائكم الأولين ( ١٢٦ )فكذبوه فإنهم لمحضرون ( ١٢٧ ) إلا عباد الله المخلصين ( ١٢٨ ) وتركنا عليه في الآخرين ( ١٢٩ سلام على آل ياسين ( ١٣٠ ) إنا كذلك نجزي المحسنين ( ١٣١ ) إنه من عبادنا المؤمنين ( ١٣٢ ) ﴾
المفردات :
إلياس : هو إلياس بن ياسين من سبط هارون، أخي موسى – عليهم السلام – بُعث بعده، وقيل : إنه إدريس.
تمهيد :
قصة نبي كريم، دعا قومه إلى توحيد الله ونبذ عبادة الأصنام فكذبه قومه، واستحقوا عذاب الآخرة، ونجى الله عباده المخلصين، وترك الذكر الحسن والثناء الجميل على إلياسين.
التفسير :
١٢٣- ﴿ وإنا إلياس لمن المرسلين ﴾.
قال ابن جرير الطبري :
هو إلياس بن ياسين بن فِنحاص بن العيزار بن هارون أخي موسى عليهما السلام، فهو إسرائيلي من سبط هارون، وينتهي نسبه أيضا على إبراهيم وإسحاق، ويعرف إلياس في كتب الإسرائيليين باسم ( إيليا )، وقد أرسله الله إلى قوم كانوا يعبدون صنما يسمونه ( بعلا ). ويقال : إن رسالته كانت في عهد ( آخاب ). أحد ملوك بني إسرائيل في حوالي القرن العاشر ق. م.
ونلحظ أن القرآن الكريم قد لوّن في عرض القصص، ففي قصة نوح كان المدخل :﴿ ولقد نادانا نوح... ﴾[ الصافات : ٧٥ ] وفي قصة إبراهيم : وإن من شيعته لإبراهيم. ( الصافات : ٨٣ ) وفي قصة موسى وهارون :﴿ ولقد مننا على موسى وهارون ﴾ [ الصافات : ١١٤ ]. وهنا عند الحديث عن قصة إلياس قال :﴿ وإن إلياس لمن المرسلين ﴾. وهنا لون من ألوان التفنن في القول، وروائع الإعجاز، حيث يختار لكل قصة ما يختاره منها، ويختار لها المدخل والجزء المعروض من القصة، والخاتمة، لقد أراد الله تصريف القول، وتلوينه لأنه العليم بعباده، الخبير بما يناسبهم.
وخلاصة معنى الآية :
وإن من أنبياء الله تعالى ورسله الذين أرسلهم الله إلى قومهم لإرشادهم – إلياس عليه السلام.
تمهيد :
قصة نبي كريم، دعا قومه إلى توحيد الله ونبذ عبادة الأصنام فكذبه قومه، واستحقوا عذاب الآخرة، ونجى الله عباده المخلصين، وترك الذكر الحسن والثناء الجميل على إلياسين.
١٢٤- ﴿ إذ قال لقومه ألا تتقون ﴾.
حين قال لقومه : ألا تتقون الله الذي خلقكم ورزقكم، وبيده الخلق والبعث، وتخافونه وتطيعونه.
تمهيد :
قصة نبي كريم، دعا قومه إلى توحيد الله ونبذ عبادة الأصنام فكذبه قومه، واستحقوا عذاب الآخرة، ونجى الله عباده المخلصين، وترك الذكر الحسن والثناء الجميل على إلياسين.
المفردات :
بعلا : اسم صنم لأهل ( بكّ ) بين الشام، وهو البلد المعروف اليوم باسم " بعلبك "، وقيل البعل : الرب بلغة اليمن.
التفسير :
١٢٥- ﴿ أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين ﴾.
أتعبدون صنما يسمّى بعلا، لا ينفع ولا يضرّ، ولا يسمع ولا يجيب، وتتركون أحسن من يسمّى خالقا، فهو خالق الكون والإنسان، وبيده الخلق والأمر وهو على كل شيء قدير.
والبعل : اسم الصنم الذي كان يعبده قومه، وقيل : سميت باسم هذا الصنم مدينة ( بعلبك ) بالشام، وكان قومه يسكنون فيها، وقيل : البعل، أي : الرب بلغة اليمن.
تمهيد :
قصة نبي كريم، دعا قومه إلى توحيد الله ونبذ عبادة الأصنام فكذبه قومه، واستحقوا عذاب الآخرة، ونجى الله عباده المخلصين، وترك الذكر الحسن والثناء الجميل على إلياسين.
١٢٦- ﴿ الله ربكم ورب آبائكم الأولين ﴾.
ولفظ الجلالة في قوله :﴿ الله ربكم ورب آبائكم الأولين ﴾. بدل من :﴿ أحسن الخالقين ﴾. ١
أي : أتعبدون صنما، وتتركون أحسن من خلق، وهو الله خلقكم وأنعم عليكم، وهو ربكم ورب آبائكم السابقين عليكم، من لدن آدم عليه السلام، الذي عمرت بهم الدنيا، وعن طريقهم أتيتم على هذه الحياة، فهو مستحق للشكر منكم ومن آبائكم.
١ قرأ غير واحد من السبعة، (الله ربكم)، برفع لفظ الجلالة على أنه مبتدأ، ورفع (ربُّكم) على أنه خبر..
تمهيد :
قصة نبي كريم، دعا قومه إلى توحيد الله ونبذ عبادة الأصنام فكذبه قومه، واستحقوا عذاب الآخرة، ونجى الله عباده المخلصين، وترك الذكر الحسن والثناء الجميل على إلياسين.
المفردات :
لمحضرون : لشاهدون العذاب، مساقون إليه.
التفسير :
١٢٧- ﴿ فكذبوه فإنهم لمحضرون ﴾.
أي : فكذبوه في دعوته إلى توحيد الله، ونبذ عبادة الصنم، فاستحقوا أن يُحضَروا يوم القيامة، وأن يحشروا للسؤال والحساب والعقاب، فلفظ الحضور كناية عن استحقاقهم للحضور، كما يستدعى المجرم للحضور للمساءلة في النيابة أو قسم الشرطة، وليس المراد الإحضار وحده، بل ما يترتب عليه من المساءلة والمحاسبة والمعاتبة والمعاقبة ؛ ثم أخرج من بينهم جماعة لم يكذبوا نبيهم بل أطاعوه، فقال :﴿ إلا عباد الله المخلصين ﴾.
تمهيد :
قصة نبي كريم، دعا قومه إلى توحيد الله ونبذ عبادة الأصنام فكذبه قومه، واستحقوا عذاب الآخرة، ونجى الله عباده المخلصين، وترك الذكر الحسن والثناء الجميل على إلياسين.
١٢٨- ﴿ إلا عباد الله المخلصين ﴾.
إلا قومّا أخلصوا لله العبادة، وأطاعوا رسوله، فإن الله يحسن جزاءهم وعقابهم في الجنة.
تمهيد :
قصة نبي كريم، دعا قومه إلى توحيد الله ونبذ عبادة الأصنام فكذبه قومه، واستحقوا عذاب الآخرة، ونجى الله عباده المخلصين، وترك الذكر الحسن والثناء الجميل على إلياسين.
المفردات :
إلياسين. لغة في إلياس، كسيناء في سينين، وقيل : هو جمع له، أريد به هو وأتباعه، مثل : المهلبيين، والناصريين والخبيبيين.
التفسير :
١٢٩- ١٣٠، ١٣١، ١٣٢- ﴿ وتركنا عليه في الآخرين* سلام على آل ياسين * إن كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين ﴾.
تركنا على إلياسين في الأمم التالية بعده الذكر الحسن، والثناء الجميل المشتمل على قولهم، ﴿ سلام على آل ياسين ﴾، وما في معناه، وإنا بمثل هذا الجزاء الحسن نجازي كل محسن من عبادنا المؤمنين.
قال تعالى :﴿ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ﴾. [ الرحمن : ٦٠ ].
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٩:تمهيد :
قصة نبي كريم، دعا قومه إلى توحيد الله ونبذ عبادة الأصنام فكذبه قومه، واستحقوا عذاب الآخرة، ونجى الله عباده المخلصين، وترك الذكر الحسن والثناء الجميل على إلياسين.

المفردات :

إلياسين. لغة في إلياس، كسيناء في سينين، وقيل : هو جمع له، أريد به هو وأتباعه، مثل : المهلبيين، والناصريين والخبيبيين.

التفسير :


١٢٩-
١٣٠، ١٣١، ١٣٢- ﴿ وتركنا عليه في الآخرين* سلام على آل ياسين * إن كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين ﴾.
تركنا على إلياسين في الأمم التالية بعده الذكر الحسن، والثناء الجميل المشتمل على قولهم، ﴿ سلام على آل ياسين ﴾، وما في معناه، وإنا بمثل هذا الجزاء الحسن نجازي كل محسن من عبادنا المؤمنين.
قال تعالى :﴿ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ﴾. [ الرحمن : ٦٠ ].

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٩:تمهيد :
قصة نبي كريم، دعا قومه إلى توحيد الله ونبذ عبادة الأصنام فكذبه قومه، واستحقوا عذاب الآخرة، ونجى الله عباده المخلصين، وترك الذكر الحسن والثناء الجميل على إلياسين.

المفردات :

إلياسين. لغة في إلياس، كسيناء في سينين، وقيل : هو جمع له، أريد به هو وأتباعه، مثل : المهلبيين، والناصريين والخبيبيين.

التفسير :


١٢٩-
١٣٠، ١٣١، ١٣٢- ﴿ وتركنا عليه في الآخرين* سلام على آل ياسين * إن كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين ﴾.
تركنا على إلياسين في الأمم التالية بعده الذكر الحسن، والثناء الجميل المشتمل على قولهم، ﴿ سلام على آل ياسين ﴾، وما في معناه، وإنا بمثل هذا الجزاء الحسن نجازي كل محسن من عبادنا المؤمنين.
قال تعالى :﴿ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ﴾. [ الرحمن : ٦٠ ].

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٩:تمهيد :
قصة نبي كريم، دعا قومه إلى توحيد الله ونبذ عبادة الأصنام فكذبه قومه، واستحقوا عذاب الآخرة، ونجى الله عباده المخلصين، وترك الذكر الحسن والثناء الجميل على إلياسين.

المفردات :

إلياسين. لغة في إلياس، كسيناء في سينين، وقيل : هو جمع له، أريد به هو وأتباعه، مثل : المهلبيين، والناصريين والخبيبيين.

التفسير :


١٢٩-
١٣٠، ١٣١، ١٣٢- ﴿ وتركنا عليه في الآخرين* سلام على آل ياسين * إن كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين ﴾.
تركنا على إلياسين في الأمم التالية بعده الذكر الحسن، والثناء الجميل المشتمل على قولهم، ﴿ سلام على آل ياسين ﴾، وما في معناه، وإنا بمثل هذا الجزاء الحسن نجازي كل محسن من عبادنا المؤمنين.
قال تعالى :﴿ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ﴾. [ الرحمن : ٦٠ ].

قصة لوط عليه السلام
﴿ وإن لوطا لمن المرسلين ( ١٣٣ ) إذ نجيناه وأهله أجمعين ( ١٣٤ ) إلا عجوزا في الغابرين ( ١٣٥ ) ثم دمرنا الآخرين ( ١٣٦ )وإنكم لتمرون عليهم مصبحين ( ١٣٧ )وبالليل أفلا تعقلون ( ١٣٨ ) ﴾
التفسير :
١٣٣- ﴿ وإنا لوطا لمن المرسلين ﴾.
هذا مدخل لجانب قصة لوط عليه السلام، وهو ابن أخ لإبراهيم، وقد آمن به وهاجر معه من العراق إلى الشام، وأرسل الله لوطا إلى قرية سدوم، من قرى الشام، وكان أهلها يعبدون الأصنام، ويرتكبون فاحشة اللواط، أي استغناء الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وهي المثلية الجنسية، فأرسل الله لوطا إليهم يدعوهم إلى توحيد الله تعالى، والابتعاد عن هذه الفاحشة النكراء.
قال تعالى :﴿ أتأتون الذكران من العالمين * وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون * قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين ﴾. [ الشعراء : ١٦٥-١٦٧ ].
١٣٤- ﴿ إذ نجيناه وأهله أجمعين ﴾.
على طريقة القرآن الكريم في عرض بعض جوانب القصة للعظة والاعتبار، ولاستنباط الإنسان الأجزاء المحذوفة.
وخلاصة المعنى :
لقد أرسلنا لوطا إلى قومه لدعوتهم للإيمان، والابتعاد عن اللواط، فكذبوه وهددوه ومن آمن معه بالطرد من قرية سدوم، وتمادوا في عتوهم وعنادهم، وكانوا يأتون المنكر في ناديهم وأماكن اجتماعهم، ويقطعون الطريق ويغتصبون المارّة، ولما تمادوا في عنادهم أمره الله أن يسير مع من آمن به في جزء من الليل، ولا يلتفت إلى قومه حتى لا يرق قلبه من أجلهم، فإن الله عز وجل قد قدّر إهلاكهم، وسار لوط وأهله أجمعون ليلا فناجاهم الله.
المفردات :
الغابرين : الباقين في العذاب، أو الماضين الهالكين، من : غبر، أي بقى أو مضى، فهو من الأضداد.
التفسير :
١٣٥- ﴿ إلا عجوزا في الغابرين ﴾.
إلا امرأته العجوز التي انتصرت لقومها، وتعاونت معهم، ، وأفشت أسرار نبي الله لوط لهم، فإنها هلكت مع من هلك من قومها، وجعلنا محلّتهم من الأرض بحيرة ذات ماء رديء الطعم، منتن الريح. ١.
١ اشتهرت بتسميتها (بحيرة لوط) وهي قريبة من شرق الأردن، انظر مختصر تفسير ابن كثير: محمد الصابوني ٣/١٩٠..
المفردات :
دمرنا : أهلكنا.
التفسير :
١٣٦- ﴿ ثم دمرنا الآخرين ﴾.
حمل جبريل قريتهم إلى أعلى، ثم جعل عاليها سافلها، وأمطرت عليهم السماء حجارة مهلكة فتم تدميرهم جزاء خروجهم على أمر الله، وسلوكهم الشاذ المعيب، والاستهانة برسول الله لوط والمؤمنين به.
المفردات :
مصبحين، وبالليل، داخلين في الصباح والمساء، أي نهارا وليلا.
التفسير :
١٣٧- ١٣٨- ﴿ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين* وبالليل أفلا تعقلون ﴾.
وكان أهل مكة يسيرون في تجارتهم إلى الشام، ويمرون على سدوم في طريقهم، فلفت القرآن أنظارهم إلى أنهم يمرون على هذه القرية صباحا أو مساء أفلا تتعظون بهم، وتستخدمون عقولكم، في أن هؤلاء هلكوا بسبب مخالفة رسولهم، وعدم إيمانهم بربهم، وأنتم تفعلون نفس فعلهم، وتستحقون مثل هذه العقوبة، أو تبادروا بالتوبة على الله تعالى، والإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى غزوة تبوك على مشارف الروم، ومرّ بالطريق على قرية ثمود، فحنى رأسه، واستحث راحلته، وأسرع في السير، وقال لأصحابه : " لا تمروا على قرى القوم الذين ظلموا أنفسهم، إلا وأنتم مشفقون١ أن يصيبكم ما أصابهم " ٢.
وقد قال صلى الله عليه وسلم " ملعون من عَمِل عمل قوم لوط " ٣.
وقال صلى الله عليه وسلم " إن الله لا يستحي من الحق، لا تجامعوا النساء في حشاشتهن " ٤ أي : في أدبارهن، وقد حرم الإسلام جماع المرأة في دبرها، وحرّم الإسلام المثلية الجنسية، وهي استغناء الرجال بالرجال، واستغناء النساء بالنساء، لأن ذلك شذوذ جنسي، وخروج على فطرة الله التي فطر الناس عليها، فالله عز وجل خلق الزوجين الذكر والأنثى، في النّبات والحيوان والإنسان، وعن طريق التلقيح بين الذكر والأنثى يتم الإخصاب والتوالد، وتعمر الأرض، ويتم التناسل، كما خلق الله صدْر الرجل وصدْر الأنثى بصورة يتم معها التقابل والإمتاع، والمودة والرحمة، والاستمتاع الحلال.
قال صلى الله عليه وسلم : " في بضع أحدكم صدقة " فقلنا : يا رسول الله، يأتي أحدنا شهوته فيكون له ثواب ؟ قال : " أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه عقاب " قلنا : نعم، قال : " فكذلك لو وضعها في حلال كان له ثواب " ٥.
إن أوروبا وأمريكا وغيرها من البلدان ذاقت العلقم من جراء الإيدز، وعادت هذه البلاد إلى التحذير من العلاقة الجنسية غير المشروعة طلبا للوقاية من نقل الأمراض، وقد سبق الإسلام حين حرّم الزنا، وحث على العفة والاستقامة، وشجع الزواج الحلال، وبناء الأسرة والعشرة بالمعروف، وكل ما من شأنه إسعاد الرجل والمرأة، وإقامة أسرة سعيدة آمنة مطمئنة نفسيا وجنسيا وسلوكيا وأخلاقيا ودينيا، تتمتع بالمودة والرحمة والألفة والانسجام.
قال تعالى :﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة عن ذلك لآيات لقوم يتفكرون ﴾. [ الروم : ٢١ ].
١ المقصود الاتعاظ بالهالكين مثل ثمود قوم صالح، ومثل قوم لوط..
٢ لا تمروا على قرى القوم الذين ظلموا أنفسهم:
رواه البخاري في الصلاة (٤١٥) وفي أحاديث الأنبياء (١١٢، ٣١٣) وفي المغازي (٤. ٧٦، ٤. ٨٦)، وفي تفسير القرآن (٤٣٣٣)، ومسلم في الزهد (٥٢٩٢، ٥٢٩٣)، وأحمد (٤٣٣٣، ٤٩٧٤، ٥٠٩٠). من حديث عبد الله بن عمر بلفظ:" لا تدخلوا على هؤلاء العذبين إلا أن تكونوا باكين... " الحديث..

٣ ملعون من عمل بعمل قوم لوط:
رواه أحمد في مسنده (١٨٧٨) والترمذي تعليقا في الحدود (١٤٥٦) من حديث ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ملعون من سب أباه، ملعون من سب أمه، ملعون من ذبح لغير الله، معلون من غير تخوم الأرض، ملعون من كمه أعمى عن طريق، ملعون من وقع على بهيمة، ملعون من عمل بعمل قوم لوط"..

٤ إن الله لا يستحيى من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن:
رواه الترمذي في الرضاع (١١٦٤) والدارمي في الطهارة (١١٤١) من حديث علي بن طلق قال: قال رسول الله صلى اله عليه وسلم: "إذا أحدث أحدكم في الصلاة فلينصرف وليتوضأ ثم يصلي ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تأتوا النساء في أدبارهن فإن الله لا يستحيى من الحق ". وقال الترمذي: حديث علي بن طلق حديث حسن وسمعت محمد يقول لا أعرف لعلي بن طلق عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث الواحد، ولا أعرف هذا الحديث من حديث طلق بن علي السحيمي وكأنه رأى أن هذا رجل آخر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى وكيع هذا الحديث. ورواه ابن ماجة في النكاح (١٩٢٤) وأحمد في مسنده (٢١٣٥١) من حديث خزيمة بن ثابت قال: قال رسول الله صلى اله عليه وسلم: " إن الله لا يستحيى من الحق – ثلاث مراث – لا تأتوا النساء في أدبارهن ".

٥ وفي بضع أحدكم صدقة:
رواه مسلم في الزكاة (١٠٠٦) من حديث أبي ذر أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال: " أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن صدقة وفي بضع أحدكم صدقة " قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر فكذا إذا وضعها في الحلال كان له أجر "..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣٧:المفردات :
مصبحين، وبالليل، داخلين في الصباح والمساء، أي نهارا وليلا.

التفسير :


١٣٧-
١٣٨- ﴿ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين* وبالليل أفلا تعقلون ﴾.
وكان أهل مكة يسيرون في تجارتهم إلى الشام، ويمرون على سدوم في طريقهم، فلفت القرآن أنظارهم إلى أنهم يمرون على هذه القرية صباحا أو مساء أفلا تتعظون بهم، وتستخدمون عقولكم، في أن هؤلاء هلكوا بسبب مخالفة رسولهم، وعدم إيمانهم بربهم، وأنتم تفعلون نفس فعلهم، وتستحقون مثل هذه العقوبة، أو تبادروا بالتوبة على الله تعالى، والإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى غزوة تبوك على مشارف الروم، ومرّ بالطريق على قرية ثمود، فحنى رأسه، واستحث راحلته، وأسرع في السير، وقال لأصحابه :" لا تمروا على قرى القوم الذين ظلموا أنفسهم، إلا وأنتم مشفقون١ أن يصيبكم ما أصابهم " ٢.
وقد قال صلى الله عليه وسلم " ملعون من عَمِل عمل قوم لوط " ٣.
وقال صلى الله عليه وسلم " إن الله لا يستحي من الحق، لا تجامعوا النساء في حشاشتهن " ٤ أي : في أدبارهن، وقد حرم الإسلام جماع المرأة في دبرها، وحرّم الإسلام المثلية الجنسية، وهي استغناء الرجال بالرجال، واستغناء النساء بالنساء، لأن ذلك شذوذ جنسي، وخروج على فطرة الله التي فطر الناس عليها، فالله عز وجل خلق الزوجين الذكر والأنثى، في النّبات والحيوان والإنسان، وعن طريق التلقيح بين الذكر والأنثى يتم الإخصاب والتوالد، وتعمر الأرض، ويتم التناسل، كما خلق الله صدْر الرجل وصدْر الأنثى بصورة يتم معها التقابل والإمتاع، والمودة والرحمة، والاستمتاع الحلال.
قال صلى الله عليه وسلم :" في بضع أحدكم صدقة " فقلنا : يا رسول الله، يأتي أحدنا شهوته فيكون له ثواب ؟ قال :" أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه عقاب " قلنا : نعم، قال :" فكذلك لو وضعها في حلال كان له ثواب " ٥.
إن أوروبا وأمريكا وغيرها من البلدان ذاقت العلقم من جراء الإيدز، وعادت هذه البلاد إلى التحذير من العلاقة الجنسية غير المشروعة طلبا للوقاية من نقل الأمراض، وقد سبق الإسلام حين حرّم الزنا، وحث على العفة والاستقامة، وشجع الزواج الحلال، وبناء الأسرة والعشرة بالمعروف، وكل ما من شأنه إسعاد الرجل والمرأة، وإقامة أسرة سعيدة آمنة مطمئنة نفسيا وجنسيا وسلوكيا وأخلاقيا ودينيا، تتمتع بالمودة والرحمة والألفة والانسجام.
قال تعالى :﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة عن ذلك لآيات لقوم يتفكرون ﴾. [ الروم : ٢١ ].
١ المقصود الاتعاظ بالهالكين مثل ثمود قوم صالح، ومثل قوم لوط..
٢ لا تمروا على قرى القوم الذين ظلموا أنفسهم:
رواه البخاري في الصلاة (٤١٥) وفي أحاديث الأنبياء (١١٢، ٣١٣) وفي المغازي (٤. ٧٦، ٤. ٨٦)، وفي تفسير القرآن (٤٣٣٣)، ومسلم في الزهد (٥٢٩٢، ٥٢٩٣)، وأحمد (٤٣٣٣، ٤٩٧٤، ٥٠٩٠). من حديث عبد الله بن عمر بلفظ:" لا تدخلوا على هؤلاء العذبين إلا أن تكونوا باكين... " الحديث..

٣ ملعون من عمل بعمل قوم لوط:
رواه أحمد في مسنده (١٨٧٨) والترمذي تعليقا في الحدود (١٤٥٦) من حديث ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ملعون من سب أباه، ملعون من سب أمه، ملعون من ذبح لغير الله، معلون من غير تخوم الأرض، ملعون من كمه أعمى عن طريق، ملعون من وقع على بهيمة، ملعون من عمل بعمل قوم لوط"..

٤ إن الله لا يستحيى من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن:
رواه الترمذي في الرضاع (١١٦٤) والدارمي في الطهارة (١١٤١) من حديث علي بن طلق قال: قال رسول الله صلى اله عليه وسلم: "إذا أحدث أحدكم في الصلاة فلينصرف وليتوضأ ثم يصلي ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تأتوا النساء في أدبارهن فإن الله لا يستحيى من الحق ". وقال الترمذي: حديث علي بن طلق حديث حسن وسمعت محمد يقول لا أعرف لعلي بن طلق عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث الواحد، ولا أعرف هذا الحديث من حديث طلق بن علي السحيمي وكأنه رأى أن هذا رجل آخر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى وكيع هذا الحديث. ورواه ابن ماجة في النكاح (١٩٢٤) وأحمد في مسنده (٢١٣٥١) من حديث خزيمة بن ثابت قال: قال رسول الله صلى اله عليه وسلم: " إن الله لا يستحيى من الحق – ثلاث مراث – لا تأتوا النساء في أدبارهن ".

٥ وفي بضع أحدكم صدقة:
رواه مسلم في الزكاة (١٠٠٦) من حديث أبي ذر أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال: " أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن صدقة وفي بضع أحدكم صدقة " قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر فكذا إذا وضعها في الحلال كان له أجر "..


قصة يونس عليه السلام
﴿ وإن يونس لمن المرسلين ( ١٣٩ )إذ أبق إلى الفلك المشحون ( ١٤٠ ) فساهم فكان من المدحضين ( ١٤١ ) فالتقمه الحوت وهو مليم ( ١٤٢ )فلولا أنه كان المسبحين ( ١٤٣ )للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ( ١٤٤ ) * فنبذناه بالعراء وهو سقيم ( ١٤٥ ) وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ( ١٤٦ ) وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ( ١٤٧ ) فآمنوا فمتعناهم إلى حين ( ١٤٨ ) ﴾
تمهيد :
تأتي قصة نبي الله يونس في ختام القصص القرآني، في سورة الصافات، ومن الملاحظ أن أول القصص قصة نوح، وقد غرق المكذبون به بالطوفان، وآخر القصص كان قصة يونس، وقد غرق يونس في اليّم وابتلعه الحوت، ثم نجّاه الله إلى الشاطئ، وأرسله إلى مائة ألف أو يزيدون، ﴿ فآمنوا... ﴾ ؛ وهي قصة تذكّر المؤمن بالالتجاء إلى الله تعالى، وصدق الإيمان، وعدم اليأس، وتسبيح الله والدعاء في الشدائد بدعوة يونس :﴿ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾. [ الأنبياء : ٨٧ ].
التفسير :
١٣٩- ﴿ وإن يونس لمن المرسلين ﴾.
وإن يونس لمن جماعة المرسلين، فاذكر أيها الرسول قصته وخبره لقومك.
تمهيد :
تأتي قصة نبي الله يونس في ختام القصص القرآني، في سورة الصافات، ومن الملاحظ أن أول القصص قصة نوح، وقد غرق المكذبون به بالطوفان، وآخر القصص كان قصة يونس، وقد غرق يونس في اليّم وابتلعه الحوت، ثم نجّاه الله إلى الشاطئ، وأرسله إلى مائة ألف أو يزيدون، ﴿ فآمنوا... ﴾ ؛ وهي قصة تذكّر المؤمن بالالتجاء إلى الله تعالى، وصدق الإيمان، وعدم اليأس، وتسبيح الله والدعاء في الشدائد بدعوة يونس :﴿ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾. [ الأنبياء : ٨٧ ].
المفردات :
أبق : هرب، وأصل الإباق : هروب العبد من سيده بغير إذنه، فاستعير لهرب يونس من قريته قبل أن يأذن له ربُّه.
المشحون : المملوء.
التفسير :
١٤٠- ﴿ إذ أبق إلى الفلك المشحون ﴾.
وخلاصة قصة يونس كما ذكرها الآلوسي وغيره من المفسرين :
أن الله تعالى أرسله إلى أهل نينوى بالعراق، في حوالي القرن الثامن قبل الميلاد، فدعاهم إلى إخلاص العبادة لله تعالى، فاستعصوا عليه، فضاق بهم ذرعا، وأخبرهم أن العذاب سيأتيهم خلال ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الثالث خرج يونس من بلد قومه، قبل أن يأذن الله له بالخروج، فلما افتقده قومه آمنوا، وتابوا وتضرعوا بالدعاء إلى الله قبل أن ينزل بهم العذاب، أما يونس عليه السلام فقد ترك قومه، وركب سفينة مشحونة بالناس، ثم سارت السفينة واحتواها البحر، وفي وسط اللجة ماجت واضطربت وكادت تغرق وكان من تدبير ركاب السفينة التخفيف من أحمالها، ثم التخفيف من ركابها، ليسلم الباقون، فأجريت القرعة ثلاث مرات، وفي كل مرة تصيب نبي الله يونس، فقال أنا العبد الآبق، أي : هربت من قومي حين ضقت بهم ذرعا، فألقى بنفسه في البحر.
تمهيد :
تأتي قصة نبي الله يونس في ختام القصص القرآني، في سورة الصافات، ومن الملاحظ أن أول القصص قصة نوح، وقد غرق المكذبون به بالطوفان، وآخر القصص كان قصة يونس، وقد غرق يونس في اليّم وابتلعه الحوت، ثم نجّاه الله إلى الشاطئ، وأرسله إلى مائة ألف أو يزيدون، ﴿ فآمنوا... ﴾ ؛ وهي قصة تذكّر المؤمن بالالتجاء إلى الله تعالى، وصدق الإيمان، وعدم اليأس، وتسبيح الله والدعاء في الشدائد بدعوة يونس :﴿ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾. [ الأنبياء : ٨٧ ].
المفردات :
فساهم : قارع، أجرى قرعة في ركاب السفينة.
المدحضين : المغلوبين بالقرعة.
التفسير :
١٤١- ﴿ فساهم فكان من المدحضين ﴾.
﴿ فساهم ﴾. فقارع من في السفينة بالسهام، يقال : استهم القوم إذا اقترعوا.
﴿ فكان من المدحضين ﴾.
أي : من المغلوبين، حيث وقعت القرعة عليه دون سواه، يقال : دحضَت حجة فلان، إذا بطلت وخسرت. ومنه قوله تعالى :﴿ حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد ﴾. [ الشورى : ١٦ ].
تمهيد :
تأتي قصة نبي الله يونس في ختام القصص القرآني، في سورة الصافات، ومن الملاحظ أن أول القصص قصة نوح، وقد غرق المكذبون به بالطوفان، وآخر القصص كان قصة يونس، وقد غرق يونس في اليّم وابتلعه الحوت، ثم نجّاه الله إلى الشاطئ، وأرسله إلى مائة ألف أو يزيدون، ﴿ فآمنوا... ﴾ ؛ وهي قصة تذكّر المؤمن بالالتجاء إلى الله تعالى، وصدق الإيمان، وعدم اليأس، وتسبيح الله والدعاء في الشدائد بدعوة يونس :﴿ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾. [ الأنبياء : ٨٧ ].
المفردات :
التقمه : ابتلعه.
وهو مليم : داخل في الملامة، مستحق لها.
التفسير :
١٤٢- ﴿ فالتقمه الحوت وهو مليم ﴾.
فابتلعه الحوت، كأنما كان مستعدا لابتلاعه.
﴿ وهو مليم ﴾ : وهو واقع في اللوم حيث أتى من الأفعال ما يلام عليه.
ومليم ّ : اسم فاعل من الفعل ألام، بمعنى اسم المفعول، أي : داخل في الملامة، ومنه المثل :( رب لائم مليم ) أي : يلوم غيره، وهو أحق منه باللوم.
تمهيد :
تأتي قصة نبي الله يونس في ختام القصص القرآني، في سورة الصافات، ومن الملاحظ أن أول القصص قصة نوح، وقد غرق المكذبون به بالطوفان، وآخر القصص كان قصة يونس، وقد غرق يونس في اليّم وابتلعه الحوت، ثم نجّاه الله إلى الشاطئ، وأرسله إلى مائة ألف أو يزيدون، ﴿ فآمنوا... ﴾ ؛ وهي قصة تذكّر المؤمن بالالتجاء إلى الله تعالى، وصدق الإيمان، وعدم اليأس، وتسبيح الله والدعاء في الشدائد بدعوة يونس :﴿ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾. [ الأنبياء : ٨٧ ].
المفردات :
المسبحين : الذاكرين.
للبث : مكث.
يوم يبعثون : يوم القيامة.
التفسير :
١٤٣-١٤٤- ﴿ فلولا أنه كان المسبحين* للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ﴾.
أي : لولا أنه كان كثير التسبيح والذكر لله تعالى لكان بطن الحوت قبرا له إلى يوم البعث، وهو يوم القيامة، والمراد من التسبيح : مطلق الذكر لله تعالى.
وقال النيسابوري في تفسير الآية :
الأظهر أن المراد بالتسبيح هو ما ذكره الله تعالى في قوله :﴿ فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ﴾. [ الأنبياء : ٨٧، ٨٨ ].
وفي النص حثّ على مداومة ذكر الله، والالتجاء إليه.
وقد قيل في الأثر : " تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدّة " ١.
وقد اختلف في مدة مكث يونس في بطن الحوت، فقيل : أربعون يوما، وقيل : عشرون، وقيل سبعة، وقيل : ثلاثة، وقيل : لم يمكث إلا قليلا ثم أُخرج من بطنه عقب الوقت الذي التقم فيه.
والرأي الأخير هو الأرجح لأنه هو الذي يساعد عليه السياق، لأن الله عطف النجاة بالفاء، فقال سبحانه وتعالى :﴿ فنبذناه بالعراء وهو سقيم ﴾. والفاء تدل على الترتيب والتعقيب، ولأن رحمة الله قريب من المحسنين، ولأن الله قال في سياق آخر :﴿ فاستجبنا له ونجيناه من الغم... ﴾ [ الأنبياء : ٨٨ ]. ولأن الله قريب من عباده.
وقد ورد في الحديث الشريف الذي أورده النيسابوري وغيره من المفسرين : " إن دعاء يونس في بطن الحوت صعد إلى العرش فسمعته الملائكة، وكان صوتا ضعيفا، فشفعوا له، فأمر الله الحوت فقذفه بالساحل "
وروى عطاء : أنه حين ابتلع الحوت يونس، أوحى الله تعالى إلى الحوت : أن قد جعلت بطنك له سجنّا، ولم أجعله لط طعاما، والمراد أن الله ألهم الحوت ذلك، وحبس جهازه الهضمي عن هضمه والله أعلم.
١ تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة:
قال العجلوني في كشف الخفاء: رواه أبو قاسم بن بشران في أماليه، وكذا القضاعي عن أبي هريرة رضي الله عنه، ورواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس بلفظ: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت إلي فقال: " يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله... " الحديث، وفيه: " قد جف القلم بما هو كائن فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه، أو أرادوا أن يضروك بشيء لم يقضه الله عليك لم يقدروا عليه " وفيه:" واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا "، وأورده الضياء في المختارة وهو حسن، وله شاهد رواه عبد ابن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه بلفظ: " يا ابن عباس احفظ ا الله يحفظك، واحفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة " وذكره مطولا بسند ضعيف، ورواه أحمد والطبراني وغيرهما بسند أصح رجالا وأقوى، قال في المقاصد: وقد بسطت الكلام عليه في تخرج الأربعين..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤٣:تمهيد :
تأتي قصة نبي الله يونس في ختام القصص القرآني، في سورة الصافات، ومن الملاحظ أن أول القصص قصة نوح، وقد غرق المكذبون به بالطوفان، وآخر القصص كان قصة يونس، وقد غرق يونس في اليّم وابتلعه الحوت، ثم نجّاه الله إلى الشاطئ، وأرسله إلى مائة ألف أو يزيدون، ﴿ فآمنوا... ﴾ ؛ وهي قصة تذكّر المؤمن بالالتجاء إلى الله تعالى، وصدق الإيمان، وعدم اليأس، وتسبيح الله والدعاء في الشدائد بدعوة يونس :﴿ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾. [ الأنبياء : ٨٧ ].

المفردات :

المسبحين : الذاكرين.
للبث : مكث.
يوم يبعثون : يوم القيامة.

التفسير :


١٤٣-
١٤٤- ﴿ فلولا أنه كان المسبحين* للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ﴾.
أي : لولا أنه كان كثير التسبيح والذكر لله تعالى لكان بطن الحوت قبرا له إلى يوم البعث، وهو يوم القيامة، والمراد من التسبيح : مطلق الذكر لله تعالى.

وقال النيسابوري في تفسير الآية :

الأظهر أن المراد بالتسبيح هو ما ذكره الله تعالى في قوله :﴿ فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ﴾. [ الأنبياء : ٨٧، ٨٨ ].
وفي النص حثّ على مداومة ذكر الله، والالتجاء إليه.
وقد قيل في الأثر :" تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدّة " ١.
وقد اختلف في مدة مكث يونس في بطن الحوت، فقيل : أربعون يوما، وقيل : عشرون، وقيل سبعة، وقيل : ثلاثة، وقيل : لم يمكث إلا قليلا ثم أُخرج من بطنه عقب الوقت الذي التقم فيه.
والرأي الأخير هو الأرجح لأنه هو الذي يساعد عليه السياق، لأن الله عطف النجاة بالفاء، فقال سبحانه وتعالى :﴿ فنبذناه بالعراء وهو سقيم ﴾. والفاء تدل على الترتيب والتعقيب، ولأن رحمة الله قريب من المحسنين، ولأن الله قال في سياق آخر :﴿ فاستجبنا له ونجيناه من الغم... ﴾ [ الأنبياء : ٨٨ ]. ولأن الله قريب من عباده.
وقد ورد في الحديث الشريف الذي أورده النيسابوري وغيره من المفسرين :" إن دعاء يونس في بطن الحوت صعد إلى العرش فسمعته الملائكة، وكان صوتا ضعيفا، فشفعوا له، فأمر الله الحوت فقذفه بالساحل "
وروى عطاء : أنه حين ابتلع الحوت يونس، أوحى الله تعالى إلى الحوت : أن قد جعلت بطنك له سجنّا، ولم أجعله لط طعاما، والمراد أن الله ألهم الحوت ذلك، وحبس جهازه الهضمي عن هضمه والله أعلم.
١ تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة:
قال العجلوني في كشف الخفاء: رواه أبو قاسم بن بشران في أماليه، وكذا القضاعي عن أبي هريرة رضي الله عنه، ورواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس بلفظ: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت إلي فقال: " يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله... " الحديث، وفيه: " قد جف القلم بما هو كائن فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه، أو أرادوا أن يضروك بشيء لم يقضه الله عليك لم يقدروا عليه " وفيه:" واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا "، وأورده الضياء في المختارة وهو حسن، وله شاهد رواه عبد ابن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه بلفظ: " يا ابن عباس احفظ ا الله يحفظك، واحفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة " وذكره مطولا بسند ضعيف، ورواه أحمد والطبراني وغيرهما بسند أصح رجالا وأقوى، قال في المقاصد: وقد بسطت الكلام عليه في تخرج الأربعين..


تمهيد :
تأتي قصة نبي الله يونس في ختام القصص القرآني، في سورة الصافات، ومن الملاحظ أن أول القصص قصة نوح، وقد غرق المكذبون به بالطوفان، وآخر القصص كان قصة يونس، وقد غرق يونس في اليّم وابتلعه الحوت، ثم نجّاه الله إلى الشاطئ، وأرسله إلى مائة ألف أو يزيدون، ﴿ فآمنوا... ﴾ ؛ وهي قصة تذكّر المؤمن بالالتجاء إلى الله تعالى، وصدق الإيمان، وعدم اليأس، وتسبيح الله والدعاء في الشدائد بدعوة يونس :﴿ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾. [ الأنبياء : ٨٧ ].
المفردات :
فنبذناه : طرحناه.
بالعراء : بالأرض الفضاء.
سقيم : مريض ضعيف البدن.
التفسير :
١٤٥- ﴿ فنبذناه بالعراء وهو سقيم ﴾.
أي : أمرنا الحوت أن يلفظه ويطرحه في الفضاء الواسع من الأرض، وهو عليل واهن البدن خائر القوى مما أصابه.
قال ابن عباس : كبدن الصبي حين يولد، قيل : إنه نبذه على شاطئ دجلة قرب مدينة ( نينوى ).
تمهيد :
تأتي قصة نبي الله يونس في ختام القصص القرآني، في سورة الصافات، ومن الملاحظ أن أول القصص قصة نوح، وقد غرق المكذبون به بالطوفان، وآخر القصص كان قصة يونس، وقد غرق يونس في اليّم وابتلعه الحوت، ثم نجّاه الله إلى الشاطئ، وأرسله إلى مائة ألف أو يزيدون، ﴿ فآمنوا... ﴾ ؛ وهي قصة تذكّر المؤمن بالالتجاء إلى الله تعالى، وصدق الإيمان، وعدم اليأس، وتسبيح الله والدعاء في الشدائد بدعوة يونس :﴿ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾. [ الأنبياء : ٨٧ ].
المفردات :
يقطين : شجرة القرع العسلي، وليس لها ساق تقوم عليه.
التفسير :
١٤٦- ﴿ وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ﴾.
أنبتنا عليه مظلّة له كالخيمة تقيه من الحر والبرد، وأكثر المفسرين على أنها شجرة القرع، وتسمى ( الدُّباء ) : القرع العسلي، وقيل : شجرة الموز يتغطى بورقها، ويستظل بأغصانها، فتقيه لفح الشمس ووهجها، وبرد الصحراء، ويأكل من ثمارها فتغنيه عن طلب الغذاء من أي جهة أخرى، وقيل : اليقطين شجرة التين.
والخلاصة : أنها شجرة أنبتت من أجله، لتقدم له الرعاية، وكل ما يحتاج إليه كمعجزة إلهية.
وذكر الزمخشري : أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لتحب القرع، قال : " أجل هي شجرة أخي يونس، وإنّها تشد قلب الحزين "
وذكر القرطبي : عن انس – رضي الله عنه – قال : قُدّم للنبي صلى الله عليه وسلم مرق فيه دباء وقديد، فجعل يتَّبع الدُّباء حول القصعة، قال أنس : فلم أزل أحب الدُّباء من يومئذ١. - أخرجه الأئمة.
١ فلم أزل أحب الدباء من يومئذ:
رواه البخاري في البيوع (٢٠٩٢) من حديث أنس بن مالك قال: إن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه قال: أنس بن مالك: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام فقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا ومرقا فيه دباء وقديد، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي القصعة قال: فلم أزل أحب الدباء من يومئذ..

تمهيد :
تأتي قصة نبي الله يونس في ختام القصص القرآني، في سورة الصافات، ومن الملاحظ أن أول القصص قصة نوح، وقد غرق المكذبون به بالطوفان، وآخر القصص كان قصة يونس، وقد غرق يونس في اليّم وابتلعه الحوت، ثم نجّاه الله إلى الشاطئ، وأرسله إلى مائة ألف أو يزيدون، ﴿ فآمنوا... ﴾ ؛ وهي قصة تذكّر المؤمن بالالتجاء إلى الله تعالى، وصدق الإيمان، وعدم اليأس، وتسبيح الله والدعاء في الشدائد بدعوة يونس :﴿ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾. [ الأنبياء : ٨٧ ].
١٤٧- ﴿ وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ﴾.
قيل : أرسله الله إلى قوم آخرين، فاستجابوا جميعا لدعوته وآمنوا برسالته.
وقال الأكثرون : هم قومه الذين أرسل إليهم قبل ذلك فكذّبوه، فتوعدهم بالعذاب، وتركهم يونس قبل أن ينزل بهم، فتابوا واستغفروا وندموا، فتاب الله عليهم وقبل توبتهم، ولما أرسل إليهم يونس بعد نجاته من الغرق، ونجاته من بطن الحوت، ورعاية الله له في العراء، آمن به قومه عن آخرهم، وكان عددهم يزيد على مائة ألف ولا ينقص، قيل : يزيد عشرة آلاف، وقيل : عشرين ألفا، وقيل أربعين ألفا.
قال تعالى :﴿ فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ﴾. [ يونس : ٩٨ ].
تمهيد :
تأتي قصة نبي الله يونس في ختام القصص القرآني، في سورة الصافات، ومن الملاحظ أن أول القصص قصة نوح، وقد غرق المكذبون به بالطوفان، وآخر القصص كان قصة يونس، وقد غرق يونس في اليّم وابتلعه الحوت، ثم نجّاه الله إلى الشاطئ، وأرسله إلى مائة ألف أو يزيدون، ﴿ فآمنوا... ﴾ ؛ وهي قصة تذكّر المؤمن بالالتجاء إلى الله تعالى، وصدق الإيمان، وعدم اليأس، وتسبيح الله والدعاء في الشدائد بدعوة يونس :﴿ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾. [ الأنبياء : ٨٧ ].
١٤٨- ﴿ فآمنوا فمتعناهم إلى حين ﴾.
أي أن قوم يونس عندما عاد إليهم يونس بعد غرقه ونجاته، آمنوا به وصدّقوه واتبعوا رسالته، فكشف الله عنهم العذاب المُخْزي المذلّ، الذي كان قد توعدهم به يونس، ومتّعهم الله بصحتهم وأموالهم وحياتهم إلى حين انتهاء آجالهم.
لقد كفر أكثر الناس بالرسول الذي أرسل إليهم، كقوم نوح، وعاد قوم هود، وثمود قوم صالح، وفرعون وقومه الذين كذّبوا موسى وهارون، وقوم عيسى، وأهل مكة الذين كذبوا محمد صلى الله عليه وسلم، فساق القرآن الكثير من قصص الأنبياء والمرسلين، لتكون عظة وعبرة لهم كما ساق قصة يونس، وفيها تضرع وتسبيح واستجابة من الله ليونس، وفيها توبة قومه وإيمانهم، فكشف الله عنهم العذاب، ومتعهم بحياتهم في الدنيا ليكون واضحا للناس عاقبة المكذبين من الهلاك، وعاقبة المؤمنين من النجاة.
قال تعالى :﴿ لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ﴾. [ يوسف : ١١١ ].
مناقشة المشركين وتفنيد عقائدهم.
﴿ فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون ( ١٤٩ )أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ( ١٥٠ ) ألا إنهم من إفكهم ليقولون ( ١٥١ ) ولد الله وإنهم لكاذبون ( ١٥٢ ) أصطفى البنات على البنين ( ١٥٣ )ما لكم كيف تحكمون ( ١٥٤ ) أفلا تذكرون ( ١٥٥ ) أم لكم سلطان مبين ( ١٥٦ ) فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين ( ١٥٧ ) وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون ( ١٥٨ ) سبحان الله عما يصفون ( ١٥٩ ) ﴾
المفردات :
فاستفتهم : فاستخبر كفار مكة توبيخّا لهم، وسلهم على سبيل الإنكار عليهم.
تمهيد :
تحدث القرآن الكريم في سورة الصافات عن عدد من الرسل فذكر جهادهم، وإخلاصهم، ونصر الله لهم، ليعتبر النّاس بما كان منهم ومن أقوامهم، وفي الآيات الأخيرة من سورة الصافات مناقشة للمشركين في عقائدهم الفاسدة، حيث كان بعض القبائل العربية تزعم أن الله تعالى تزوج من الجن فأنجبت الجن له الملائكة، واعتقدوا أن الملائكة إناث، وهم كانوا يكرهون الإناث، فناقشهم القرآن بحسب زعمهم واعتقادهم، أي إذا كان الله سيتخذ ولدا، فينبغي أن يكون ذكرا لا أنثى، والله منزه عن الصاحبة والولد، أي منزه أن يكون له زوجة، ومنزه عن أن يختار ذريته من الإناث دون البنين، ثم ناقشهم في هذه الدعاوى الباطلة، وسألهم : هل عندكم حجة قوية بذلك ؟ إن كان لكم فأين هي ؟ إن الجن سيحضرون يوم القيامة للحساب والجزاء، وللعاصي منهم جهنم، وللطائع الجنة، والعباد الطائعون لله سينجيهم الله من العذاب ويدخلهم الجنة.
التفسير :
١٤٩- ﴿ فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون ﴾.
أي : اسألهم يا محمد عن مصدر هذا الزعم الكاذب، أيليق بهم أن ينسبوا لله الملائكة ويجعلون إناثا، وينسبون البنين إليهم ؟
وفي سورة النجم يقول القرآن الكريم :{ ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذا قسمة ضيزى. [ النجم : ٢١، ٢٢ ].
أي : قسمة جائرة، حيث جعلوا للخالق الرازق الإناث، وللمخلوقين الذكور، والملائكة عباد الله، ملتزمون بأمر الله، طائعون له، لا يستكبرون عن طاعته، ولا يتمتعون عن الامتثال لأمره.
قال سبحانه وتعالى :﴿ إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى * وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ﴾. [ النجم : ٢٧، ٢٨ ].
تمهيد :
تحدث القرآن الكريم في سورة الصافات عن عدد من الرسل فذكر جهادهم، وإخلاصهم، ونصر الله لهم، ليعتبر النّاس بما كان منهم ومن أقوامهم، وفي الآيات الأخيرة من سورة الصافات مناقشة للمشركين في عقائدهم الفاسدة، حيث كان بعض القبائل العربية تزعم أن الله تعالى تزوج من الجن فأنجبت الجن له الملائكة، واعتقدوا أن الملائكة إناث، وهم كانوا يكرهون الإناث، فناقشهم القرآن بحسب زعمهم واعتقادهم، أي إذا كان الله سيتخذ ولدا، فينبغي أن يكون ذكرا لا أنثى، والله منزه عن الصاحبة والولد، أي منزه أن يكون له زوجة، ومنزه عن أن يختار ذريته من الإناث دون البنين، ثم ناقشهم في هذه الدعاوى الباطلة، وسألهم : هل عندكم حجة قوية بذلك ؟ إن كان لكم فأين هي ؟ إن الجن سيحضرون يوم القيامة للحساب والجزاء، وللعاصي منهم جهنم، وللطائع الجنة، والعباد الطائعون لله سينجيهم الله من العذاب ويدخلهم الجنة.
١٥٠- ﴿ أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ﴾.
إضراب وانتقال من التبكيت بالسؤال الأول، إلى التبكيت بهذا.
أي : بل أخلقنا الملائكة إناثا، وهم شاهدون لخلقهم ؟ فإن هذه الأمور الغيبية لا تعلم إلا بالمشاهدة، وهو هنا يناقشهم بمقتضى قولهم وأفكارهم البعيدة عن الحق والواقع، حيث ارتكبوا ثلاثة أنواع من الكفر :
أحدها : التجسيم لأن الولادة مختصة بالأجسام.
الثاني : تفضيل أنفسهم على ربّهم، حيث جعلوا أقل الجنسين في نظرهم له، وأرفعها لهم.
قال تعالى :﴿ وإذا بشر أحدكم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم * أو من ينشؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين ﴾. [ الزخرف : ١٧، ١٨ ].
الثالث : أنهم استهانوا بالملائكة، وهم عباد مكرمون، حيث حكموا عليهم بالأنوثة، ولو قيل لأحدهم : فيك أنوثة، غضب وثار لكرامته، وليس لقائله ثوب النمر.
قال تعالى :﴿ وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون ﴾. [ الزخرف : ١٩ ].
والمقصود أنهم لم يشهدوا خلق الملائكة حتى يكون قولهم هذا عن بينة ويقين.
تمهيد :
تحدث القرآن الكريم في سورة الصافات عن عدد من الرسل فذكر جهادهم، وإخلاصهم، ونصر الله لهم، ليعتبر النّاس بما كان منهم ومن أقوامهم، وفي الآيات الأخيرة من سورة الصافات مناقشة للمشركين في عقائدهم الفاسدة، حيث كان بعض القبائل العربية تزعم أن الله تعالى تزوج من الجن فأنجبت الجن له الملائكة، واعتقدوا أن الملائكة إناث، وهم كانوا يكرهون الإناث، فناقشهم القرآن بحسب زعمهم واعتقادهم، أي إذا كان الله سيتخذ ولدا، فينبغي أن يكون ذكرا لا أنثى، والله منزه عن الصاحبة والولد، أي منزه أن يكون له زوجة، ومنزه عن أن يختار ذريته من الإناث دون البنين، ثم ناقشهم في هذه الدعاوى الباطلة، وسألهم : هل عندكم حجة قوية بذلك ؟ إن كان لكم فأين هي ؟ إن الجن سيحضرون يوم القيامة للحساب والجزاء، وللعاصي منهم جهنم، وللطائع الجنة، والعباد الطائعون لله سينجيهم الله من العذاب ويدخلهم الجنة.
المفردات :
إفكهم : كذبهم.
التفسير :
١٥١- ١٥٢ – ﴿ ألا إن من إفكهم ليقولون* ولد الله وإنهم لكاذبون ﴾.
استئناف لإبطال أصل مذهبهم الفاسد، وبيان أنّ مبناه الإفك والكذب، من غير دليل أو مشاهدة، أو وحي من السماء يفيد ذلك.
والمعنى : ألا إنهم من كذبهم، وشدة جهلهم، ليقولون زورا وبهتانا، ﴿ ولد الله ﴾ أي : اتخذ الله ولدا، وهو سبحانه منزه عن الوالدية والولدية، فليس جسما ولا حالا في جسم، وهو واحد أحد، فرد صمد، لم يلد ولدا، ولم يولد من أب، ولم يكن له نظير أو مثيل، قال تعالى :﴿ قل هو الله أحد * الله الصمد* لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا ﴾. [ الإخلاص : ١-٤ ].
﴿ وإنهم لكاذبون ﴾. في ذلك، فالناس جميعا عباد الله. قال تعالى :﴿ لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون... ﴾ [ النساء : ١٧٢ ].
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥١:تمهيد :
تحدث القرآن الكريم في سورة الصافات عن عدد من الرسل فذكر جهادهم، وإخلاصهم، ونصر الله لهم، ليعتبر النّاس بما كان منهم ومن أقوامهم، وفي الآيات الأخيرة من سورة الصافات مناقشة للمشركين في عقائدهم الفاسدة، حيث كان بعض القبائل العربية تزعم أن الله تعالى تزوج من الجن فأنجبت الجن له الملائكة، واعتقدوا أن الملائكة إناث، وهم كانوا يكرهون الإناث، فناقشهم القرآن بحسب زعمهم واعتقادهم، أي إذا كان الله سيتخذ ولدا، فينبغي أن يكون ذكرا لا أنثى، والله منزه عن الصاحبة والولد، أي منزه أن يكون له زوجة، ومنزه عن أن يختار ذريته من الإناث دون البنين، ثم ناقشهم في هذه الدعاوى الباطلة، وسألهم : هل عندكم حجة قوية بذلك ؟ إن كان لكم فأين هي ؟ إن الجن سيحضرون يوم القيامة للحساب والجزاء، وللعاصي منهم جهنم، وللطائع الجنة، والعباد الطائعون لله سينجيهم الله من العذاب ويدخلهم الجنة.

المفردات :

إفكهم : كذبهم.

التفسير :


١٥١-
١٥٢ – ﴿ ألا إن من إفكهم ليقولون* ولد الله وإنهم لكاذبون ﴾.
استئناف لإبطال أصل مذهبهم الفاسد، وبيان أنّ مبناه الإفك والكذب، من غير دليل أو مشاهدة، أو وحي من السماء يفيد ذلك.
والمعنى : ألا إنهم من كذبهم، وشدة جهلهم، ليقولون زورا وبهتانا، ﴿ ولد الله ﴾ أي : اتخذ الله ولدا، وهو سبحانه منزه عن الوالدية والولدية، فليس جسما ولا حالا في جسم، وهو واحد أحد، فرد صمد، لم يلد ولدا، ولم يولد من أب، ولم يكن له نظير أو مثيل، قال تعالى :﴿ قل هو الله أحد * الله الصمد* لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا ﴾. [ الإخلاص : ١-٤ ].
﴿ وإنهم لكاذبون ﴾. في ذلك، فالناس جميعا عباد الله. قال تعالى :﴿ لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون... ﴾ [ النساء : ١٧٢ ].

تمهيد :
تحدث القرآن الكريم في سورة الصافات عن عدد من الرسل فذكر جهادهم، وإخلاصهم، ونصر الله لهم، ليعتبر النّاس بما كان منهم ومن أقوامهم، وفي الآيات الأخيرة من سورة الصافات مناقشة للمشركين في عقائدهم الفاسدة، حيث كان بعض القبائل العربية تزعم أن الله تعالى تزوج من الجن فأنجبت الجن له الملائكة، واعتقدوا أن الملائكة إناث، وهم كانوا يكرهون الإناث، فناقشهم القرآن بحسب زعمهم واعتقادهم، أي إذا كان الله سيتخذ ولدا، فينبغي أن يكون ذكرا لا أنثى، والله منزه عن الصاحبة والولد، أي منزه أن يكون له زوجة، ومنزه عن أن يختار ذريته من الإناث دون البنين، ثم ناقشهم في هذه الدعاوى الباطلة، وسألهم : هل عندكم حجة قوية بذلك ؟ إن كان لكم فأين هي ؟ إن الجن سيحضرون يوم القيامة للحساب والجزاء، وللعاصي منهم جهنم، وللطائع الجنة، والعباد الطائعون لله سينجيهم الله من العذاب ويدخلهم الجنة.
المفردات :
أصطفى : أختار، وهو استفهام توبيخ.
التفسير :
١٥٣- ﴿ أصطفى البنات على البنين ﴾.
والاستفهام هنا للإنكار والتوبيخ، فأي شيء يحمله – وهو الخالق المختار – أن يختار لنفسه الإناث، هل فضّل الله البنات على البنين حتى تنسبُوا إليه البنات، وتختارون لأنفسكم البنين ؟
تمهيد :
تحدث القرآن الكريم في سورة الصافات عن عدد من الرسل فذكر جهادهم، وإخلاصهم، ونصر الله لهم، ليعتبر النّاس بما كان منهم ومن أقوامهم، وفي الآيات الأخيرة من سورة الصافات مناقشة للمشركين في عقائدهم الفاسدة، حيث كان بعض القبائل العربية تزعم أن الله تعالى تزوج من الجن فأنجبت الجن له الملائكة، واعتقدوا أن الملائكة إناث، وهم كانوا يكرهون الإناث، فناقشهم القرآن بحسب زعمهم واعتقادهم، أي إذا كان الله سيتخذ ولدا، فينبغي أن يكون ذكرا لا أنثى، والله منزه عن الصاحبة والولد، أي منزه أن يكون له زوجة، ومنزه عن أن يختار ذريته من الإناث دون البنين، ثم ناقشهم في هذه الدعاوى الباطلة، وسألهم : هل عندكم حجة قوية بذلك ؟ إن كان لكم فأين هي ؟ إن الجن سيحضرون يوم القيامة للحساب والجزاء، وللعاصي منهم جهنم، وللطائع الجنة، والعباد الطائعون لله سينجيهم الله من العذاب ويدخلهم الجنة.
١٥٤- ﴿ مالكم كيف تحكمون ﴾.
ماذا أصابكم، أو أي شيء حدث لكم حتى أصدرتم هذه الأحكام الفاسدة، مع وضوح بطلانها.
تمهيد :
تحدث القرآن الكريم في سورة الصافات عن عدد من الرسل فذكر جهادهم، وإخلاصهم، ونصر الله لهم، ليعتبر النّاس بما كان منهم ومن أقوامهم، وفي الآيات الأخيرة من سورة الصافات مناقشة للمشركين في عقائدهم الفاسدة، حيث كان بعض القبائل العربية تزعم أن الله تعالى تزوج من الجن فأنجبت الجن له الملائكة، واعتقدوا أن الملائكة إناث، وهم كانوا يكرهون الإناث، فناقشهم القرآن بحسب زعمهم واعتقادهم، أي إذا كان الله سيتخذ ولدا، فينبغي أن يكون ذكرا لا أنثى، والله منزه عن الصاحبة والولد، أي منزه أن يكون له زوجة، ومنزه عن أن يختار ذريته من الإناث دون البنين، ثم ناقشهم في هذه الدعاوى الباطلة، وسألهم : هل عندكم حجة قوية بذلك ؟ إن كان لكم فأين هي ؟ إن الجن سيحضرون يوم القيامة للحساب والجزاء، وللعاصي منهم جهنم، وللطائع الجنة، والعباد الطائعون لله سينجيهم الله من العذاب ويدخلهم الجنة.
١٥٥- ﴿ أفلا تذكرون ﴾.
معطوف على محذوف، تقديره أتجهلون هذه الأمور الظاهرة، فلا تتذكرون، أي أنسيتم دلائل القدرة والتنزيه المركوزة في كل العقول، فلا تتذكرون أنه لا يجوز أن يكون لله ولد، بل يجب أن يكون منزها عن مشابهة الحوادث.
قال تعالى :﴿ وقالوا اتخذ الرحمان ولدا * لقد جئتم شيئا إدا * تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا * أن دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي للرحمن أن يتخذا ولدا* إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمان عبدا* لقد أحصاهم وعدهم عدا * وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ﴾. [ مريم : ٨٨-٩٥ ].
تمهيد :
تحدث القرآن الكريم في سورة الصافات عن عدد من الرسل فذكر جهادهم، وإخلاصهم، ونصر الله لهم، ليعتبر النّاس بما كان منهم ومن أقوامهم، وفي الآيات الأخيرة من سورة الصافات مناقشة للمشركين في عقائدهم الفاسدة، حيث كان بعض القبائل العربية تزعم أن الله تعالى تزوج من الجن فأنجبت الجن له الملائكة، واعتقدوا أن الملائكة إناث، وهم كانوا يكرهون الإناث، فناقشهم القرآن بحسب زعمهم واعتقادهم، أي إذا كان الله سيتخذ ولدا، فينبغي أن يكون ذكرا لا أنثى، والله منزه عن الصاحبة والولد، أي منزه أن يكون له زوجة، ومنزه عن أن يختار ذريته من الإناث دون البنين، ثم ناقشهم في هذه الدعاوى الباطلة، وسألهم : هل عندكم حجة قوية بذلك ؟ إن كان لكم فأين هي ؟ إن الجن سيحضرون يوم القيامة للحساب والجزاء، وللعاصي منهم جهنم، وللطائع الجنة، والعباد الطائعون لله سينجيهم الله من العذاب ويدخلهم الجنة.
المفردات :
سلطان مبين : حجة واضحة وبرهان على أن الملائكة بنات الله.
التفسير :
١٥٦، ١٥٧- ﴿ أم لكم سلطان مبين * فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين ﴾.
إضراب وانتقال من توبيخهم على جهالاتهم إلى تحدّيهم وإثبات كذبهم.
والمعنى :
بل ألكم حجة واضحة، أو كتاب منزّل من عند الله يفيد أن الملائكة بنات الله ؟ وإن كانت لديكم هذه الحجة والبينة فأتوا بها إن كنتم صادقين، وهكذا دخل القرآن عليهم من كل باب، وحاكمهم إلى الأدلة الحسيّة الملموسة بعد المعقولة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥٦:تمهيد :
تحدث القرآن الكريم في سورة الصافات عن عدد من الرسل فذكر جهادهم، وإخلاصهم، ونصر الله لهم، ليعتبر النّاس بما كان منهم ومن أقوامهم، وفي الآيات الأخيرة من سورة الصافات مناقشة للمشركين في عقائدهم الفاسدة، حيث كان بعض القبائل العربية تزعم أن الله تعالى تزوج من الجن فأنجبت الجن له الملائكة، واعتقدوا أن الملائكة إناث، وهم كانوا يكرهون الإناث، فناقشهم القرآن بحسب زعمهم واعتقادهم، أي إذا كان الله سيتخذ ولدا، فينبغي أن يكون ذكرا لا أنثى، والله منزه عن الصاحبة والولد، أي منزه أن يكون له زوجة، ومنزه عن أن يختار ذريته من الإناث دون البنين، ثم ناقشهم في هذه الدعاوى الباطلة، وسألهم : هل عندكم حجة قوية بذلك ؟ إن كان لكم فأين هي ؟ إن الجن سيحضرون يوم القيامة للحساب والجزاء، وللعاصي منهم جهنم، وللطائع الجنة، والعباد الطائعون لله سينجيهم الله من العذاب ويدخلهم الجنة.

المفردات :

سلطان مبين : حجة واضحة وبرهان على أن الملائكة بنات الله.

التفسير :

١٥٦، ١٥٧- ﴿ أم لكم سلطان مبين * فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين ﴾.
إضراب وانتقال من توبيخهم على جهالاتهم إلى تحدّيهم وإثبات كذبهم.

والمعنى :

بل ألكم حجة واضحة، أو كتاب منزّل من عند الله يفيد أن الملائكة بنات الله ؟ وإن كانت لديكم هذه الحجة والبينة فأتوا بها إن كنتم صادقين، وهكذا دخل القرآن عليهم من كل باب، وحاكمهم إلى الأدلة الحسيّة الملموسة بعد المعقولة.

تمهيد :
تحدث القرآن الكريم في سورة الصافات عن عدد من الرسل فذكر جهادهم، وإخلاصهم، ونصر الله لهم، ليعتبر النّاس بما كان منهم ومن أقوامهم، وفي الآيات الأخيرة من سورة الصافات مناقشة للمشركين في عقائدهم الفاسدة، حيث كان بعض القبائل العربية تزعم أن الله تعالى تزوج من الجن فأنجبت الجن له الملائكة، واعتقدوا أن الملائكة إناث، وهم كانوا يكرهون الإناث، فناقشهم القرآن بحسب زعمهم واعتقادهم، أي إذا كان الله سيتخذ ولدا، فينبغي أن يكون ذكرا لا أنثى، والله منزه عن الصاحبة والولد، أي منزه أن يكون له زوجة، ومنزه عن أن يختار ذريته من الإناث دون البنين، ثم ناقشهم في هذه الدعاوى الباطلة، وسألهم : هل عندكم حجة قوية بذلك ؟ إن كان لكم فأين هي ؟ إن الجن سيحضرون يوم القيامة للحساب والجزاء، وللعاصي منهم جهنم، وللطائع الجنة، والعباد الطائعون لله سينجيهم الله من العذاب ويدخلهم الجنة.
المفردات :
الجنة : الملائكة لأنهم يستجنون، أي : يختفون ويستترون، أو الجنّ.
التفسير :
١٥٨- ﴿ وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون ﴾.
ادعى بعض قبائل العرب أن الله تعالى تزوج من بنات سروات الجن فأنجبت له الملائكة، وهو اعتقاد فاسد، سيحضرون يوم القيامة ليناقشوا في الحساب ولينالوا عنه الجزاء.
وروى عن الحسن : أشركوا الشيطان في عبادة الله، فهذا النسب الذي جعلوه.
قال مجاهد، ومقاتل : القائل ذلك هم كنانة وخزاعة، قالوا : إن الله خطب إلى سادات الجنّ، فزوّجوه من سروات بناتهم، فالملائكة بنات الله من سروات بنات الجنّ.
وقال قتادة والكلبي :
قالت اليهود لعنهم الله، إن الله صاهر الجنّ فكانت الملائكة من بينهم، وتطلق الجنة على الملائكة، لأنها مستترة لا ترى، مثل الجنين مستور في بطن أمّه، والمجنون عقله مستور، والمجنَّ يستر صدر المحارب، وجنَّ الظلام : ستر ما تحته، أي، ادعت بعض القبائل العربية أن الله تزوج من الجن، من بين أمراء الجن وسراتهم، فاختار بنتا من بناتهم، فأنجب منها الملائكة، والملائكة تعلم أن هؤلاء الكفار سيحضرون ويحاسبون.
أخرج آدم بن أبي إلياس، وعبد بن حميد، وابن جرير وغيرهم، عن مجاهد قال : قال كفار قريش : الملائكة بنات الله، فقال لهم أبو بكر الصدّيق على سبيل التبكيت : فمن أمهاتهنّ ؟ فقالوا : بنات سروات الجن.
والخلاصة :
إن هؤلاء سيُحضرون إلى القيامة، ويعذبون في النار، حيث ادعوا أن الله تزوج من الجنّ فأنجب منها الملائكة، تعالى الله سبحانه عن ذلك علوا كبيرا.
تمهيد :
تحدث القرآن الكريم في سورة الصافات عن عدد من الرسل فذكر جهادهم، وإخلاصهم، ونصر الله لهم، ليعتبر النّاس بما كان منهم ومن أقوامهم، وفي الآيات الأخيرة من سورة الصافات مناقشة للمشركين في عقائدهم الفاسدة، حيث كان بعض القبائل العربية تزعم أن الله تعالى تزوج من الجن فأنجبت الجن له الملائكة، واعتقدوا أن الملائكة إناث، وهم كانوا يكرهون الإناث، فناقشهم القرآن بحسب زعمهم واعتقادهم، أي إذا كان الله سيتخذ ولدا، فينبغي أن يكون ذكرا لا أنثى، والله منزه عن الصاحبة والولد، أي منزه أن يكون له زوجة، ومنزه عن أن يختار ذريته من الإناث دون البنين، ثم ناقشهم في هذه الدعاوى الباطلة، وسألهم : هل عندكم حجة قوية بذلك ؟ إن كان لكم فأين هي ؟ إن الجن سيحضرون يوم القيامة للحساب والجزاء، وللعاصي منهم جهنم، وللطائع الجنة، والعباد الطائعون لله سينجيهم الله من العذاب ويدخلهم الجنة.
١٥٩- ﴿ سبحان الله عما يصفون ﴾.
تنزه الله تعالى وتقدّس عما يقوله الجاهلون، فالله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وهو منزّه عن أن يكون جسما، أو حالا في جسم، ومنزّه عن اتخاذ الصاحبة والولد، فالخلق كلهم عباده، والملائكة عباد مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، وقد سار القرآن الكريم في مناقشة عقائد المشركين، وإبطال أفكارهم الباطلة، وبالعقل والحجة، والبرهان والمنطق.
قال تعالى :﴿ أنى يكون له ولد ولم يكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم ﴾. [ الأنعام : ١٠١ ].
وقال سبحانه :{ ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون [ المؤمنون : ٩١ ].
طاعة الملائكة لربهم
﴿ إلا عباد الله المخلصين ( ١٦٠ ) فإنكم وما تعبدون ( ١٦١ ) ما أنتم عليه بفاتنين ( ١٦٢ ) إلا من هو صال الجحيم ( ١٦٣ ) وما منا إلا له مقام معلوم ( ١٦٤ ) وإنا لنحن الصافون ( ١٦٥ )وإنا لنحن المسبحون ( ١٦٦ ) وإن كانوا ليقولون ( ١٦٧ ) لو أن عندنا ذكرا من الأولين ( ١٦٨ ) لكنا عباد الله المخلصين ( ١٦٩ ) فكفروا به فسوف يعلمون ( ١٧٠ ) ﴾
تمهيد :
تتبرأ الملائكة ممن جعلها آلهة أو بنات لله، وتقول : إن الكفار لا يضرّون إلا أنفسهم، ولا يستميلون للضلال إلا من خلق أصلا لذلك، وعلم الله منه اختيار الضلال، وتبين الملائكة أنهم عبيد لله مخلصون، يلتزمون بمنازلهم، ويصطفون للعبادة، ويسبحون الله وينزهونه، وقد كانت العرب تتمنى أن ينزل عليها كتاب من السماء، يذكرها بالله، ويحدثها عن الأمم السابقة، ويرشدها إلى أمر دينها ودنياها، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه – وهو خاتم المرسلين، ومعه أفضل كتاب – كفروا به فسوف يعلمون عاقبة كفرهم.
التفسير :
١٦٠- ﴿ إلا عباد الله المخلصين ﴾.
لكن عباد الله المؤمنين بالله حقا، والمنزّهين له عن الصاحبة والولد، والمتبعين لهدى القرآن الكريم، ناجون من العذاب، بعيدون عن النار، وهم من أهل الجنة إن شاء الله.
تمهيد :
تتبرأ الملائكة ممن جعلها آلهة أو بنات لله، وتقول : إن الكفار لا يضرّون إلا أنفسهم، ولا يستميلون للضلال إلا من خلق أصلا لذلك، وعلم الله منه اختيار الضلال، وتبين الملائكة أنهم عبيد لله مخلصون، يلتزمون بمنازلهم، ويصطفون للعبادة، ويسبحون الله وينزهونه، وقد كانت العرب تتمنى أن ينزل عليها كتاب من السماء، يذكرها بالله، ويحدثها عن الأمم السابقة، ويرشدها إلى أمر دينها ودنياها، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه – وهو خاتم المرسلين، ومعه أفضل كتاب – كفروا به فسوف يعلمون عاقبة كفرهم.
المفردات :
بفاتنين : بمضلّين أو مفسدين.
صال الجحيم : داخلها ومُقاس حرّها.
التفسير :
١٦١- ١٦٢، ١٦٣- ﴿ فإنكم وما تعبدون * ما أنتم عليه بفاتنين* إلا من هو صال الجحيم ﴾.
وفي هذه الآيات استخفاف بالمشركين، حيث إنهم لا يستطيعون فتنة مؤمن عن دينه، ولا إضلال أحد حتى يتبع مذهبهم، إلا من كان شقيّا في الأصل، مستعدا للنار والاصطلاء بها بفطرته.
والمعنى :
إنكم أيها الكفار وما تعبدونه من أصنام وأوثان، أو ملائكة أو جن أو أوهام، لا تفتنون مؤمنا أو راسخا في الإيمان، ولا تُضلّون إلا من خلق مستعدا للضلال، والاصطلاء بنار الجحيم، وفي هذا المعنى يقول الله تعالى عن الشيطان :﴿ إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون* إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ﴾. [ النحل : ٩٩، ١٠٠ ].
قال النحاس :
أهل التفسير مجمعون فيها علمت على أن المعنى : ما أنتم بمضلين أحدا، إلا من قدّر الله عز وجل أن يضلّ.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦١:تمهيد :
تتبرأ الملائكة ممن جعلها آلهة أو بنات لله، وتقول : إن الكفار لا يضرّون إلا أنفسهم، ولا يستميلون للضلال إلا من خلق أصلا لذلك، وعلم الله منه اختيار الضلال، وتبين الملائكة أنهم عبيد لله مخلصون، يلتزمون بمنازلهم، ويصطفون للعبادة، ويسبحون الله وينزهونه، وقد كانت العرب تتمنى أن ينزل عليها كتاب من السماء، يذكرها بالله، ويحدثها عن الأمم السابقة، ويرشدها إلى أمر دينها ودنياها، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه – وهو خاتم المرسلين، ومعه أفضل كتاب – كفروا به فسوف يعلمون عاقبة كفرهم.

المفردات :

بفاتنين : بمضلّين أو مفسدين.
صال الجحيم : داخلها ومُقاس حرّها.

التفسير :


١٦١-
١٦٢، ١٦٣- ﴿ فإنكم وما تعبدون * ما أنتم عليه بفاتنين* إلا من هو صال الجحيم ﴾.
وفي هذه الآيات استخفاف بالمشركين، حيث إنهم لا يستطيعون فتنة مؤمن عن دينه، ولا إضلال أحد حتى يتبع مذهبهم، إلا من كان شقيّا في الأصل، مستعدا للنار والاصطلاء بها بفطرته.

والمعنى :

إنكم أيها الكفار وما تعبدونه من أصنام وأوثان، أو ملائكة أو جن أو أوهام، لا تفتنون مؤمنا أو راسخا في الإيمان، ولا تُضلّون إلا من خلق مستعدا للضلال، والاصطلاء بنار الجحيم، وفي هذا المعنى يقول الله تعالى عن الشيطان :﴿ إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون* إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ﴾. [ النحل : ٩٩، ١٠٠ ].

قال النحاس :

أهل التفسير مجمعون فيها علمت على أن المعنى : ما أنتم بمضلين أحدا، إلا من قدّر الله عز وجل أن يضلّ.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦١:تمهيد :
تتبرأ الملائكة ممن جعلها آلهة أو بنات لله، وتقول : إن الكفار لا يضرّون إلا أنفسهم، ولا يستميلون للضلال إلا من خلق أصلا لذلك، وعلم الله منه اختيار الضلال، وتبين الملائكة أنهم عبيد لله مخلصون، يلتزمون بمنازلهم، ويصطفون للعبادة، ويسبحون الله وينزهونه، وقد كانت العرب تتمنى أن ينزل عليها كتاب من السماء، يذكرها بالله، ويحدثها عن الأمم السابقة، ويرشدها إلى أمر دينها ودنياها، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه – وهو خاتم المرسلين، ومعه أفضل كتاب – كفروا به فسوف يعلمون عاقبة كفرهم.

المفردات :

بفاتنين : بمضلّين أو مفسدين.
صال الجحيم : داخلها ومُقاس حرّها.

التفسير :


١٦١-
١٦٢، ١٦٣- ﴿ فإنكم وما تعبدون * ما أنتم عليه بفاتنين* إلا من هو صال الجحيم ﴾.
وفي هذه الآيات استخفاف بالمشركين، حيث إنهم لا يستطيعون فتنة مؤمن عن دينه، ولا إضلال أحد حتى يتبع مذهبهم، إلا من كان شقيّا في الأصل، مستعدا للنار والاصطلاء بها بفطرته.

والمعنى :

إنكم أيها الكفار وما تعبدونه من أصنام وأوثان، أو ملائكة أو جن أو أوهام، لا تفتنون مؤمنا أو راسخا في الإيمان، ولا تُضلّون إلا من خلق مستعدا للضلال، والاصطلاء بنار الجحيم، وفي هذا المعنى يقول الله تعالى عن الشيطان :﴿ إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون* إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ﴾. [ النحل : ٩٩، ١٠٠ ].

قال النحاس :

أهل التفسير مجمعون فيها علمت على أن المعنى : ما أنتم بمضلين أحدا، إلا من قدّر الله عز وجل أن يضلّ.

تمهيد :
تتبرأ الملائكة ممن جعلها آلهة أو بنات لله، وتقول : إن الكفار لا يضرّون إلا أنفسهم، ولا يستميلون للضلال إلا من خلق أصلا لذلك، وعلم الله منه اختيار الضلال، وتبين الملائكة أنهم عبيد لله مخلصون، يلتزمون بمنازلهم، ويصطفون للعبادة، ويسبحون الله وينزهونه، وقد كانت العرب تتمنى أن ينزل عليها كتاب من السماء، يذكرها بالله، ويحدثها عن الأمم السابقة، ويرشدها إلى أمر دينها ودنياها، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه – وهو خاتم المرسلين، ومعه أفضل كتاب – كفروا به فسوف يعلمون عاقبة كفرهم.
١٦٤ – ﴿ وما منا إلا له مقام معلوم ﴾.
هذا من قول الملائكة تنزيهّا لله أن تكون له بنات من الملائكة، حيث تقول الملائكة : نحن مطيعون لله، ملتزمون بمنازلنا ودرجاتنا في طاعة الله وتنفيذ أوامره، لا نعصى له أمرا، ونفعل ما يأمرنا به، ولا نتقدم أو نتأخر عن الموقع الذي يضعنا فيه، فنحن خدم مخلصون، وعبيد مطيعون، ملتزمون بمنزلتنا.
والآية تشير إلى أن الملك لا يتعدى مقامه على ما فوقه، ولا يهبط عنه إلى ما دونه.
قال مقاتل :
هذه الثلاث آيات :﴿ وما منا إلا له مقام معلوم ﴾. وما بعدها، نزلت و رسول الله عند سدرة المنتهى، فتأخر جبريل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أهنا تفارقني " ؟ فقال : ما أستطيع أن أتقدم من مكاني، وأنزل الله تعالى حكاية عن قول الملائكة :﴿ وما منا إلا له مقام معلوم... ﴾ إلى آخر الآيات.
تمهيد :
تتبرأ الملائكة ممن جعلها آلهة أو بنات لله، وتقول : إن الكفار لا يضرّون إلا أنفسهم، ولا يستميلون للضلال إلا من خلق أصلا لذلك، وعلم الله منه اختيار الضلال، وتبين الملائكة أنهم عبيد لله مخلصون، يلتزمون بمنازلهم، ويصطفون للعبادة، ويسبحون الله وينزهونه، وقد كانت العرب تتمنى أن ينزل عليها كتاب من السماء، يذكرها بالله، ويحدثها عن الأمم السابقة، ويرشدها إلى أمر دينها ودنياها، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه – وهو خاتم المرسلين، ومعه أفضل كتاب – كفروا به فسوف يعلمون عاقبة كفرهم.
المفردات :
الصافون : الواقفون في العبادة صفوفا.
التفسير :
١٦٥- ﴿ وإنا لنحن الصافون ﴾.
أي : تصطف الملائكة للعبادة صفوفا منتظمة، حيث يتمون الصف الأول ثم الذي يليه، ثم الذي يليه، وقد أُمرنا بإتمام صفوف الصلاة، والانتظام فيها، والإقتداء في ذلك بالملائكة.
جاء في صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد، فقال : " ألا تَصُفون كما تصفُّ الملائكة عند ربها " فقلنا : يا رسول الله، كيف تَصُفُّ الملائكة عند ربّها ؟ قال : " يتمّون الصفوف الأول، ويتراصّون في الصّف " ١.
وأخرج مسلم عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فُضّلنا على الأمم بثلاث : جُعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض مسجدا، وجعلت لنا تربتها طهورا إذ لم نجد الماء، وليس يصطف أحد من أهل الملل في صلاتهم، غير المسلمين " ٢.
وروى ابن أبي حاتم، وابن جرير، قالا : قال أبو نضرة : كان عمر رضي الله عنه إذا أقيمت الصلاة، استقبل الناس بوجهه، ثم قال : أقيموا صفوفكم، استووا قياما، يريد الله بكم هَدْيَ الملائكة، ثم يقول :﴿ وإنا لنحن الصافون ﴾. تأخر يا فلان، تقدم يا فلان، ثم يتقدم فيكبر ٣.
١ ألا تصفون كما تصف الملائكة:
رواه مسلم في الصلاة (٤٣٠) وأحمد في مسنده (٢٠٤٥٦) من حديث جابر بن سمرة قال: خرج علينا رسول الله صلى اله عليه وسلم فقال: " ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس اسكنوا في الصلاة " قال: ثم خرج علينا قرآنا حلقا فقال: " أراكم عزين " قال: ثم خرج علينا فقال: " ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها " فقلنا: يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال:" يتمون الصوف الأول ويتراصون في الصف "..

٢ فضلنا على الناس بثلاث:
رواه مسلم في المساجد (٥٢٢) من حديث حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا، وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء " وذكر خصلة أخرى..

٣ انظر مختصر تفسير ابن كثير، تحقيق محمد علي الصابوني، وفيه طائفة أخرى من الأحاديث النبوية..
تمهيد :
تتبرأ الملائكة ممن جعلها آلهة أو بنات لله، وتقول : إن الكفار لا يضرّون إلا أنفسهم، ولا يستميلون للضلال إلا من خلق أصلا لذلك، وعلم الله منه اختيار الضلال، وتبين الملائكة أنهم عبيد لله مخلصون، يلتزمون بمنازلهم، ويصطفون للعبادة، ويسبحون الله وينزهونه، وقد كانت العرب تتمنى أن ينزل عليها كتاب من السماء، يذكرها بالله، ويحدثها عن الأمم السابقة، ويرشدها إلى أمر دينها ودنياها، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه – وهو خاتم المرسلين، ومعه أفضل كتاب – كفروا به فسوف يعلمون عاقبة كفرهم.
المفردات :
المسبحون : المنزّهون الله عما لا يليق به.
التفسير :
١٦٦- ﴿ وإنا لنحن المسبحون ﴾.
أي : ننزه الله عما لا يليق به، وعن دعوى الكفار أن الملائكة بنات الله، أو المعنى : وإنا لنحن المصلّون.
قال قتادة :﴿ المسبحون ﴾. أي : المصلّون.
وقال ابن عباس : كل تسبيح في القرآن بمعنى الصلاة، أي : الذاكرون لله، القائمون بتنزيهه وذكره، والصلاة له بدون ملل أو فتور، والإنسان لا يخلوا من فتور وانشغال بالمعاش، أما الملائكة فلا ينقطعون عن ذكر الله، وكان مسروق يروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من السماء الدنيا موضع إلا عليه ملك ساجد أو قائم " فذلك قوله تعالى :﴿ وما منا إلا له، مقام معلوم ﴾. ١.
١ ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد:
يشهد لهذه اللفظة ما رواه أحمد في مسنده (٢١٠٠٥) والترمذي في الزهد (٢٣١٢) من حديث أبى ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أرى ما لا ترون وأسمع مالا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد، لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولا تلذذتم بالنساء على الفرشات ولخرجتم على – أو إلى – الصعدات تجأرون إلى الله " قال: فقال أبو ذر: والله ولوددت أني شجرة تعضد.
وأخرجه الضحاك في تفسيره ورواه ابن عساكر بنحوه، وأصله في الصحاح، وانظر مختصر تفسير ابن كثير تحقيق محمد علي الصابوني ٣/١٩٣..

تمهيد :
تتبرأ الملائكة ممن جعلها آلهة أو بنات لله، وتقول : إن الكفار لا يضرّون إلا أنفسهم، ولا يستميلون للضلال إلا من خلق أصلا لذلك، وعلم الله منه اختيار الضلال، وتبين الملائكة أنهم عبيد لله مخلصون، يلتزمون بمنازلهم، ويصطفون للعبادة، ويسبحون الله وينزهونه، وقد كانت العرب تتمنى أن ينزل عليها كتاب من السماء، يذكرها بالله، ويحدثها عن الأمم السابقة، ويرشدها إلى أمر دينها ودنياها، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه – وهو خاتم المرسلين، ومعه أفضل كتاب – كفروا به فسوف يعلمون عاقبة كفرهم.
المفردات :
ذكرا : كتابا، أو من يذكرنا بأمر الله أو بكتابه.
التفسير :
١٦٧- ١٦٨-١٦٩ – ﴿ وإن كانوا ليقولون* لو أن عندنا ذكرا من الأولين* لكنا عبد الله المخلصين ﴾.
كان المشركون من أهل مكة يتشوقون أن ينزل عليهم كتاب من كتب السماء، كالتوراة التي أنزلت على موسى، والإنجيل الذي أنزل على عيسى، والزبور الذي أنزل على داود، والصحف التي أنزلت على إبراهيم، ويقولون : نتمنى أن ينزل علينا كتاب فيه قصص الأولين، وأخبار السابقين، وأحكام وشرائع النبيين، ثم اختار الله لهم خاتم المرسلين، وأنزل عليه كتابا مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه، مشتملا على القصص والأخبار، والشرائع والآداب، ومشاهد القيامة والحساب والجزاء، مشتملا على الإعجاز، وجمال العرض وبدائع الأخبار، وألوان البلاغة والبيان، لكنهم أعرضوا عن القرآن، وكفروا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال جل جلاله :﴿ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا ﴾. [ فاطر : ٤٢ ].
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦٧:تمهيد :
تتبرأ الملائكة ممن جعلها آلهة أو بنات لله، وتقول : إن الكفار لا يضرّون إلا أنفسهم، ولا يستميلون للضلال إلا من خلق أصلا لذلك، وعلم الله منه اختيار الضلال، وتبين الملائكة أنهم عبيد لله مخلصون، يلتزمون بمنازلهم، ويصطفون للعبادة، ويسبحون الله وينزهونه، وقد كانت العرب تتمنى أن ينزل عليها كتاب من السماء، يذكرها بالله، ويحدثها عن الأمم السابقة، ويرشدها إلى أمر دينها ودنياها، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه – وهو خاتم المرسلين، ومعه أفضل كتاب – كفروا به فسوف يعلمون عاقبة كفرهم.

المفردات :

ذكرا : كتابا، أو من يذكرنا بأمر الله أو بكتابه.

التفسير :


١٦٧-
١٦٨-١٦٩ – ﴿ وإن كانوا ليقولون* لو أن عندنا ذكرا من الأولين* لكنا عبد الله المخلصين ﴾.
كان المشركون من أهل مكة يتشوقون أن ينزل عليهم كتاب من كتب السماء، كالتوراة التي أنزلت على موسى، والإنجيل الذي أنزل على عيسى، والزبور الذي أنزل على داود، والصحف التي أنزلت على إبراهيم، ويقولون : نتمنى أن ينزل علينا كتاب فيه قصص الأولين، وأخبار السابقين، وأحكام وشرائع النبيين، ثم اختار الله لهم خاتم المرسلين، وأنزل عليه كتابا مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه، مشتملا على القصص والأخبار، والشرائع والآداب، ومشاهد القيامة والحساب والجزاء، مشتملا على الإعجاز، وجمال العرض وبدائع الأخبار، وألوان البلاغة والبيان، لكنهم أعرضوا عن القرآن، وكفروا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال جل جلاله :﴿ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا ﴾. [ فاطر : ٤٢ ].

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦٧:تمهيد :
تتبرأ الملائكة ممن جعلها آلهة أو بنات لله، وتقول : إن الكفار لا يضرّون إلا أنفسهم، ولا يستميلون للضلال إلا من خلق أصلا لذلك، وعلم الله منه اختيار الضلال، وتبين الملائكة أنهم عبيد لله مخلصون، يلتزمون بمنازلهم، ويصطفون للعبادة، ويسبحون الله وينزهونه، وقد كانت العرب تتمنى أن ينزل عليها كتاب من السماء، يذكرها بالله، ويحدثها عن الأمم السابقة، ويرشدها إلى أمر دينها ودنياها، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه – وهو خاتم المرسلين، ومعه أفضل كتاب – كفروا به فسوف يعلمون عاقبة كفرهم.

المفردات :

ذكرا : كتابا، أو من يذكرنا بأمر الله أو بكتابه.

التفسير :


١٦٧-
١٦٨-١٦٩ – ﴿ وإن كانوا ليقولون* لو أن عندنا ذكرا من الأولين* لكنا عبد الله المخلصين ﴾.
كان المشركون من أهل مكة يتشوقون أن ينزل عليهم كتاب من كتب السماء، كالتوراة التي أنزلت على موسى، والإنجيل الذي أنزل على عيسى، والزبور الذي أنزل على داود، والصحف التي أنزلت على إبراهيم، ويقولون : نتمنى أن ينزل علينا كتاب فيه قصص الأولين، وأخبار السابقين، وأحكام وشرائع النبيين، ثم اختار الله لهم خاتم المرسلين، وأنزل عليه كتابا مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه، مشتملا على القصص والأخبار، والشرائع والآداب، ومشاهد القيامة والحساب والجزاء، مشتملا على الإعجاز، وجمال العرض وبدائع الأخبار، وألوان البلاغة والبيان، لكنهم أعرضوا عن القرآن، وكفروا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال جل جلاله :﴿ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا ﴾. [ فاطر : ٤٢ ].

تمهيد :
تتبرأ الملائكة ممن جعلها آلهة أو بنات لله، وتقول : إن الكفار لا يضرّون إلا أنفسهم، ولا يستميلون للضلال إلا من خلق أصلا لذلك، وعلم الله منه اختيار الضلال، وتبين الملائكة أنهم عبيد لله مخلصون، يلتزمون بمنازلهم، ويصطفون للعبادة، ويسبحون الله وينزهونه، وقد كانت العرب تتمنى أن ينزل عليها كتاب من السماء، يذكرها بالله، ويحدثها عن الأمم السابقة، ويرشدها إلى أمر دينها ودنياها، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه – وهو خاتم المرسلين، ومعه أفضل كتاب – كفروا به فسوف يعلمون عاقبة كفرهم.
١٧٠- ﴿ فكفروا به فسوف يعلمون ﴾.
فجاءهم الكتاب الذي طالما تمنّوه، واشتاقوا إليه، فقابلوه بالكفر والتكذيب، فسوف يعلمون عاقبة كفرهم وجحودهم.
لقد كان العرب أهل فصاحة وبيان، وشعر ونثر وحكمة، وكان القرآن في الذروة العليا من الفصاحة والبلاغة والبيان، وكانوا أعرف الناس بارتفاع قدر القرآن، وعلو منزلته، وجلال رتبته، وأنه فوق طاقة البشر، لكنهم عاندوا، فنسبوه للسحر والكهانة والأساطير، وما هو بقول شاعر ولا ساحر ولا كاهن، بل هو تنزيل من رب العالمين، لكنهم كذّبوا بالقرآن الكريم عنادا ومكابرة.
قال تعالى :﴿ فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ﴾. [ الأنعام : ٣٣ ].
وقال تعالى :﴿ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا... ﴾ [ النمل : ١٤ ].
نصر المرسلين
﴿ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ( ١٧١ ) إنهم لهم المنصورون ( ١٧٢ ) وإنا جندنا لهم الغالبون ( ١٧٣ ) فتولى عنهم حتى حين ( ١٧٤ ) وأبصرهم فسوف يبصرون ( ١٧٥ ) أفبعذابنا يستعجلون ( ١٧٦ ) فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين ( ١٧٧ )وتولى عنهم حتى حين ( ١٧٨ ) وأبصر فسوف يبصرون ( ١٧٩ ) سبحان ربك رب العزة عما يصفون ( ١٨٠ ) وسلام على المرسلين ( ١٨١ )والحمد لله رب العالمين ( ١٨٢ ) ﴾
المفردات :
كلمتنا : وعدنا الرسل بالنصر، مثل :﴿ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي... ﴾ [ المجادلة : ٢١ ]. وقد تم فتح مكة، ودخل الناس في دين الله أفواجا.
التفسير :
١٧١، ١٧٢، ١٧٣ – ﴿ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإنا جندنا لهم الغالبون ﴾.
وعد الله المؤمنين بالنصر، وحسن الخاتمة، وقد يُهزم المؤمنون في معركة، وقد يمتحنون في موقف، لكن الله وعد الصادقين بالجزاء الحسن في الدنيا، أو الآخرة، فإن استشهدوا فلهم حسن الجزاء في الآخرة، تلك سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا، وهي أن العاملين المخلصين يستحقون النصر.
قال تعالى :﴿ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ﴾. [ المجادلة : ٢١ ].
وقال تعالى :﴿ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ﴾. [ غافر : ٥١ ].
وتاريخ الكفاح بين المسلمين في مكة مع المشركين يثبت ذلك، حيث مكث الرسول صلى الله عليه في مكة ثلاثة عشر عاما، وكل من آمن به مائتا رجل وامرأة، ثم رحل إلى المدينة ووضع أساس الدولة، وخاض غزوات بدر وأحد والخندق والحديبية، ثم فتحت مكة، ودخل الناس في دين الله أفواجا، واستمرّ المدُّ الإسلامي في غزوتي حنين والطائف. وغزوة تبوك، وحروب الردّة، ثم فتح المسلمون بلاد فارس والروم ومصر وشمال أفريقيا، وقد أصاب المسلمين ليل طويل، وظلام دامس، فسقطت بغداد في يد التتار سنة ٦٥٦ ه، واستولى الضعف والعجز على كثير من البلاد الإسلامية، لكن ذلك لم يمنع المسلمين من أن يهبّوا في معركة عين جالوت، حيث هزموا التتار، وأعادوهم ناكصين على أعقابهم، ثم دخل التتار في الدين الإسلامي.
ثم كانت الحروب الصليبية، التي أعقبها تقدم صلاح الدّين بجيش يجمع رجال مصر والشام، وانتصر في معركة حطين، ودخل المسجد الأقصى، وحمد الله حمدا كثيرا.
وفي عصرنا الحاضر نجد المعارك دائرة بين الإسلام والصهيونية وغيرها، وإذا تأملنا وجدنا أن أقوى أسلحة الأمة هو ما يأتي :
١- التزامها بدينها وصدق إيمانها وطاعة ربّها.
٢- ترك الفرقة والاختلاف والبعد عن النزاع والتخاصم.
٣- الوحدة وضم الصف وجمع الكلمة.
٤- إعداد العدّة بالعلم والعمل والتفوق العلمي الحضاري.
لقد نصر الله أنبياءه ورسله مثل : إبراهيم، ونوح، ويونس، وموسى، وعيسى، ومحمد صلى الله عليه وسلم، وهزم الكافرين المعاندين.
وإن أعدى أعدائنا هو الذي يلهينا عن عقيدتنا، وإن باب النصر في التمسك بهذه العقيدة، والتمسك بسنة الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهدى السلف الصالح، والأخذ بنصيب وافر من العلوم والتقنية وكل أبواب التفوق، وهذا هو الإعداد الجيّد لأسباب النصر، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
قال ابن كثير :
﴿ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ﴾.
أي : تقدم في الكتاب الأول أن العاقبة للرسل وأتباعهم في الدنيا والآخرة، ولهذا قال جل جلاله.
﴿ إنهم لهم المنصورون ﴾.
أي : في الدنيا والآخرة كما تقدم بيان نصرتهم على قومهم، ممن كذبهم وخالفهم، كيف أهلك الله الكافرين، ونجّى عباده المؤمنين.
﴿ وإن جندنا لهم الغالبون ﴾. أي : تكون لهم العاقبة.
وهذا النصر للمؤمنين في أغلب الأحيان في الدنيا، وباليقين والتأكيد في الآخرة، لقد انهزم المؤمنون في غزوة أحد، وكان ذلك درسا عمليا للمؤمنين في حياتهم، وسلوكهم مع الهزيمة والنصر، بالثبات واليقين والأمل، وأن رحى الحرب دائرة، يوم لك ويوم عليك، وأن الجراح التي تصيبك والآلام تماثلها جراح سابقة ولاحقة عند الأعداء، لكن العاقبة للمتقين، والثواب للمؤمنين، وإن لم تصادف النصر في الدنيا، فستلقى الثواب وحسن الجزاء في الآخرة، ورضوانا من الله أكبر.
قال النيسابوري :
ثم بين أنّ رسل الله وجنده منصورون غالبون عاجلا وأجلا، والأول أكثر، والثاني تحقيقي يقيني. ا ه.
وهو يقصد أن قوله تعالى :﴿ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم أهم المنصورون * وإن جمدنا لهم الغالبون ﴾.
أن النصر كان في الأكثر للمسلمين، فقد انهزموا في بعض الغزوات، وفي بعض المعارك، لكن العاقبة كانت للمؤمنين، فنصر المؤمنين في الدنيا كان هو الأعم الأغلب، أمّا النصر في الآخرة فهو يقيني على التحقيق.
وكلّ ذلك يفتح الباب أمام الدعاة والهداة، وقوى الأمة الإسلامية ورموزها وقادتها للأمل والعمل، حتى لا تصاب الأمة بالإحباط والتردّي. نحن نشاهد الأمم الكبرى تتقدم علميا واقتصاديا، لكن ذلك يوجب علينا ألا نيأس من المستقبل، وأن نثق في قدرات أمّتنا على استعادة الكرّة.
وبعض علماء الاجتماع يذكرون أن التطوّر والتقدم دائري متحرّك، تقدم المسلمون في عصر النبوة والعصر الأموي العباسّي الأول، ثم تقهقروا ومرّ بهم ليل طويل، تقدم فيه الغرب وأمريكا وروسيا، ثم تضعضعت روسيا وتفككت، وليس ببعيد أن تعود الكرّة للعالم العربي والإسلامي لاسترداد المجد، والتفوق والتقدم، بيد أن ذلك مرهون بالأخذ بالأسباب، وبالعمل والأمل، وبالتوكل لا بالتواكل، والتوكل هو الأخذ بالأسباب، ثم الاعتماد على الله تعالى.
قال تعالى :﴿ فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ﴾. [ الجمعة : ١٠ ].
وقال تعالى :﴿ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ﴾. [ الكهف : ٣٠ ].
وقال صلى الله عليه وسلم : " ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده " ١.
ويقول تعالى :﴿ ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ﴾. [ يوسف : ٨٧ ].
فعلينا أن نحارب اليأس والقنوط، وأن نزرع الأمل وحبّ العمل، والاستشراف لمستقبل أفضل، ولا يشترط أن نجني نحن ثمار النصر، يكفي أن نعمل وأن نبني، وأن تُكمل الأجيال القادمة ما وضعنا أساسه وأقمنا أصوله.
قال صلى الله عليه وسلم :" إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة يَغْرسها فليغرسها " ٢.
وهذا الحديث يحثنا على العمل والأمل في سائر الأحوال والظروف، ودائما يعقب الليل ظهور الفجر، وأنوار الصباح، وقد انهزمت ألمانيا في الحرب العالمية، وكذلك اليابان، لكن الإصرار والعمل والأمل، والرغبة في التفوّق، جعلهما يستعيدان المجد والمكانة، ونحن أولى بالأمل في وجه الله القائل :﴿ فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا ﴾. [ الشرح : ٥، ٦ ].
ويقول تعالى :﴿ ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما ﴾. [ النساء : ١٠٤ ].
ويقول تعالى :﴿ حتى إذا استيئس الرسل وظنوا إنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فننجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ﴾. [ يوسف : ١١٠ ].
وفي التفسير : إن الله يمتحن المؤمنين بالشدّة والبلاء، تلك سنته في عباده، قال تعالى :﴿ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ﴾. [ البقرة : ٢١٤ ].
فلله حكمة سامية في اختبار المرسلين، واختبار عباده المؤمنين، حتى إذا طال الظلام، واشتدت عوامل اليأس، ومرت بعض لحظات من الخوف والتوجُّس، ومرّت ولو لبرهة لحظات اليأس أو الخوف من تخلّف النصر، أو تكذيب الأتباع أنفسهم، عند هذه الشدّة يأتي نصر الله ووعده الصادق في نصر المؤمنين، وهزيمة المجرمين المكذّبين.
وصدق الله العظيم :﴿ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإن جندنا لهم الغالبون ﴾.
١ ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده:
رواه البخاري في البيوع (٢٠٧٣) وفي أحاديث الأنبياء (٣٤١٧) من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن داود النبي عليه السلام كان لا يأكل إلا من عمل يده" ورواه البخاري في البيوع (٢٠٧٢) من حديث المقدام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده ".

٢ إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة:
رواه أحمد في مسنده (١٢٥٦٩) من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل ".

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧١:نصر المرسلين
﴿ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ( ١٧١ ) إنهم لهم المنصورون ( ١٧٢ ) وإنا جندنا لهم الغالبون ( ١٧٣ ) فتولى عنهم حتى حين ( ١٧٤ ) وأبصرهم فسوف يبصرون ( ١٧٥ ) أفبعذابنا يستعجلون ( ١٧٦ ) فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين ( ١٧٧ )وتولى عنهم حتى حين ( ١٧٨ ) وأبصر فسوف يبصرون ( ١٧٩ ) سبحان ربك رب العزة عما يصفون ( ١٨٠ ) وسلام على المرسلين ( ١٨١ )والحمد لله رب العالمين ( ١٨٢ ) ﴾

المفردات :

كلمتنا : وعدنا الرسل بالنصر، مثل :﴿ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي... ﴾ [ المجادلة : ٢١ ]. وقد تم فتح مكة، ودخل الناس في دين الله أفواجا.

التفسير :

١٧١، ١٧٢، ١٧٣ – ﴿ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإنا جندنا لهم الغالبون ﴾.
وعد الله المؤمنين بالنصر، وحسن الخاتمة، وقد يُهزم المؤمنون في معركة، وقد يمتحنون في موقف، لكن الله وعد الصادقين بالجزاء الحسن في الدنيا، أو الآخرة، فإن استشهدوا فلهم حسن الجزاء في الآخرة، تلك سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا، وهي أن العاملين المخلصين يستحقون النصر.
قال تعالى :﴿ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ﴾. [ المجادلة : ٢١ ].
وقال تعالى :﴿ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ﴾. [ غافر : ٥١ ].
وتاريخ الكفاح بين المسلمين في مكة مع المشركين يثبت ذلك، حيث مكث الرسول صلى الله عليه في مكة ثلاثة عشر عاما، وكل من آمن به مائتا رجل وامرأة، ثم رحل إلى المدينة ووضع أساس الدولة، وخاض غزوات بدر وأحد والخندق والحديبية، ثم فتحت مكة، ودخل الناس في دين الله أفواجا، واستمرّ المدُّ الإسلامي في غزوتي حنين والطائف. وغزوة تبوك، وحروب الردّة، ثم فتح المسلمون بلاد فارس والروم ومصر وشمال أفريقيا، وقد أصاب المسلمين ليل طويل، وظلام دامس، فسقطت بغداد في يد التتار سنة ٦٥٦ ه، واستولى الضعف والعجز على كثير من البلاد الإسلامية، لكن ذلك لم يمنع المسلمين من أن يهبّوا في معركة عين جالوت، حيث هزموا التتار، وأعادوهم ناكصين على أعقابهم، ثم دخل التتار في الدين الإسلامي.
ثم كانت الحروب الصليبية، التي أعقبها تقدم صلاح الدّين بجيش يجمع رجال مصر والشام، وانتصر في معركة حطين، ودخل المسجد الأقصى، وحمد الله حمدا كثيرا.
وفي عصرنا الحاضر نجد المعارك دائرة بين الإسلام والصهيونية وغيرها، وإذا تأملنا وجدنا أن أقوى أسلحة الأمة هو ما يأتي :

١-
التزامها بدينها وصدق إيمانها وطاعة ربّها.

٢-
ترك الفرقة والاختلاف والبعد عن النزاع والتخاصم.

٣-
الوحدة وضم الصف وجمع الكلمة.

٤-
إعداد العدّة بالعلم والعمل والتفوق العلمي الحضاري.
لقد نصر الله أنبياءه ورسله مثل : إبراهيم، ونوح، ويونس، وموسى، وعيسى، ومحمد صلى الله عليه وسلم، وهزم الكافرين المعاندين.
وإن أعدى أعدائنا هو الذي يلهينا عن عقيدتنا، وإن باب النصر في التمسك بهذه العقيدة، والتمسك بسنة الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهدى السلف الصالح، والأخذ بنصيب وافر من العلوم والتقنية وكل أبواب التفوق، وهذا هو الإعداد الجيّد لأسباب النصر، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

قال ابن كثير :

﴿ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ﴾.
أي : تقدم في الكتاب الأول أن العاقبة للرسل وأتباعهم في الدنيا والآخرة، ولهذا قال جل جلاله.
﴿ إنهم لهم المنصورون ﴾.
أي : في الدنيا والآخرة كما تقدم بيان نصرتهم على قومهم، ممن كذبهم وخالفهم، كيف أهلك الله الكافرين، ونجّى عباده المؤمنين.
﴿ وإن جندنا لهم الغالبون ﴾. أي : تكون لهم العاقبة.
وهذا النصر للمؤمنين في أغلب الأحيان في الدنيا، وباليقين والتأكيد في الآخرة، لقد انهزم المؤمنون في غزوة أحد، وكان ذلك درسا عمليا للمؤمنين في حياتهم، وسلوكهم مع الهزيمة والنصر، بالثبات واليقين والأمل، وأن رحى الحرب دائرة، يوم لك ويوم عليك، وأن الجراح التي تصيبك والآلام تماثلها جراح سابقة ولاحقة عند الأعداء، لكن العاقبة للمتقين، والثواب للمؤمنين، وإن لم تصادف النصر في الدنيا، فستلقى الثواب وحسن الجزاء في الآخرة، ورضوانا من الله أكبر.

قال النيسابوري :

ثم بين أنّ رسل الله وجنده منصورون غالبون عاجلا وأجلا، والأول أكثر، والثاني تحقيقي يقيني. ا ه.
وهو يقصد أن قوله تعالى :﴿ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم أهم المنصورون * وإن جمدنا لهم الغالبون ﴾.
أن النصر كان في الأكثر للمسلمين، فقد انهزموا في بعض الغزوات، وفي بعض المعارك، لكن العاقبة كانت للمؤمنين، فنصر المؤمنين في الدنيا كان هو الأعم الأغلب، أمّا النصر في الآخرة فهو يقيني على التحقيق.
وكلّ ذلك يفتح الباب أمام الدعاة والهداة، وقوى الأمة الإسلامية ورموزها وقادتها للأمل والعمل، حتى لا تصاب الأمة بالإحباط والتردّي. نحن نشاهد الأمم الكبرى تتقدم علميا واقتصاديا، لكن ذلك يوجب علينا ألا نيأس من المستقبل، وأن نثق في قدرات أمّتنا على استعادة الكرّة.
وبعض علماء الاجتماع يذكرون أن التطوّر والتقدم دائري متحرّك، تقدم المسلمون في عصر النبوة والعصر الأموي العباسّي الأول، ثم تقهقروا ومرّ بهم ليل طويل، تقدم فيه الغرب وأمريكا وروسيا، ثم تضعضعت روسيا وتفككت، وليس ببعيد أن تعود الكرّة للعالم العربي والإسلامي لاسترداد المجد، والتفوق والتقدم، بيد أن ذلك مرهون بالأخذ بالأسباب، وبالعمل والأمل، وبالتوكل لا بالتواكل، والتوكل هو الأخذ بالأسباب، ثم الاعتماد على الله تعالى.
قال تعالى :﴿ فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ﴾. [ الجمعة : ١٠ ].
وقال تعالى :﴿ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ﴾. [ الكهف : ٣٠ ].
وقال صلى الله عليه وسلم :" ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده " ١.
ويقول تعالى :﴿ ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ﴾. [ يوسف : ٨٧ ].
فعلينا أن نحارب اليأس والقنوط، وأن نزرع الأمل وحبّ العمل، والاستشراف لمستقبل أفضل، ولا يشترط أن نجني نحن ثمار النصر، يكفي أن نعمل وأن نبني، وأن تُكمل الأجيال القادمة ما وضعنا أساسه وأقمنا أصوله.
قال صلى الله عليه وسلم :" إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة يَغْرسها فليغرسها " ٢.
وهذا الحديث يحثنا على العمل والأمل في سائر الأحوال والظروف، ودائما يعقب الليل ظهور الفجر، وأنوار الصباح، وقد انهزمت ألمانيا في الحرب العالمية، وكذلك اليابان، لكن الإصرار والعمل والأمل، والرغبة في التفوّق، جعلهما يستعيدان المجد والمكانة، ونحن أولى بالأمل في وجه الله القائل :﴿ فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا ﴾. [ الشرح : ٥، ٦ ].
ويقول تعالى :﴿ ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما ﴾. [ النساء : ١٠٤ ].
ويقول تعالى :﴿ حتى إذا استيئس الرسل وظنوا إنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فننجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ﴾. [ يوسف : ١١٠ ].
وفي التفسير : إن الله يمتحن المؤمنين بالشدّة والبلاء، تلك سنته في عباده، قال تعالى :﴿ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ﴾. [ البقرة : ٢١٤ ].
فلله حكمة سامية في اختبار المرسلين، واختبار عباده المؤمنين، حتى إذا طال الظلام، واشتدت عوامل اليأس، ومرت بعض لحظات من الخوف والتوجُّس، ومرّت ولو لبرهة لحظات اليأس أو الخوف من تخلّف النصر، أو تكذيب الأتباع أنفسهم، عند هذه الشدّة يأتي نصر الله ووعده الصادق في نصر المؤمنين، وهزيمة المجرمين المكذّبين.
وصدق الله العظيم :﴿ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإن جندنا لهم الغالبون ﴾.
١ ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده:
رواه البخاري في البيوع (٢٠٧٣) وفي أحاديث الأنبياء (٣٤١٧) من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن داود النبي عليه السلام كان لا يأكل إلا من عمل يده" ورواه البخاري في البيوع (٢٠٧٢) من حديث المقدام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده ".

٢ إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة:
رواه أحمد في مسنده (١٢٥٦٩) من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل ".


نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧١:نصر المرسلين
﴿ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ( ١٧١ ) إنهم لهم المنصورون ( ١٧٢ ) وإنا جندنا لهم الغالبون ( ١٧٣ ) فتولى عنهم حتى حين ( ١٧٤ ) وأبصرهم فسوف يبصرون ( ١٧٥ ) أفبعذابنا يستعجلون ( ١٧٦ ) فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين ( ١٧٧ )وتولى عنهم حتى حين ( ١٧٨ ) وأبصر فسوف يبصرون ( ١٧٩ ) سبحان ربك رب العزة عما يصفون ( ١٨٠ ) وسلام على المرسلين ( ١٨١ )والحمد لله رب العالمين ( ١٨٢ ) ﴾

المفردات :

كلمتنا : وعدنا الرسل بالنصر، مثل :﴿ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي... ﴾ [ المجادلة : ٢١ ]. وقد تم فتح مكة، ودخل الناس في دين الله أفواجا.

التفسير :

١٧١، ١٧٢، ١٧٣ – ﴿ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإنا جندنا لهم الغالبون ﴾.
وعد الله المؤمنين بالنصر، وحسن الخاتمة، وقد يُهزم المؤمنون في معركة، وقد يمتحنون في موقف، لكن الله وعد الصادقين بالجزاء الحسن في الدنيا، أو الآخرة، فإن استشهدوا فلهم حسن الجزاء في الآخرة، تلك سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا، وهي أن العاملين المخلصين يستحقون النصر.
قال تعالى :﴿ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ﴾. [ المجادلة : ٢١ ].
وقال تعالى :﴿ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ﴾. [ غافر : ٥١ ].
وتاريخ الكفاح بين المسلمين في مكة مع المشركين يثبت ذلك، حيث مكث الرسول صلى الله عليه في مكة ثلاثة عشر عاما، وكل من آمن به مائتا رجل وامرأة، ثم رحل إلى المدينة ووضع أساس الدولة، وخاض غزوات بدر وأحد والخندق والحديبية، ثم فتحت مكة، ودخل الناس في دين الله أفواجا، واستمرّ المدُّ الإسلامي في غزوتي حنين والطائف. وغزوة تبوك، وحروب الردّة، ثم فتح المسلمون بلاد فارس والروم ومصر وشمال أفريقيا، وقد أصاب المسلمين ليل طويل، وظلام دامس، فسقطت بغداد في يد التتار سنة ٦٥٦ ه، واستولى الضعف والعجز على كثير من البلاد الإسلامية، لكن ذلك لم يمنع المسلمين من أن يهبّوا في معركة عين جالوت، حيث هزموا التتار، وأعادوهم ناكصين على أعقابهم، ثم دخل التتار في الدين الإسلامي.
ثم كانت الحروب الصليبية، التي أعقبها تقدم صلاح الدّين بجيش يجمع رجال مصر والشام، وانتصر في معركة حطين، ودخل المسجد الأقصى، وحمد الله حمدا كثيرا.
وفي عصرنا الحاضر نجد المعارك دائرة بين الإسلام والصهيونية وغيرها، وإذا تأملنا وجدنا أن أقوى أسلحة الأمة هو ما يأتي :

١-
التزامها بدينها وصدق إيمانها وطاعة ربّها.

٢-
ترك الفرقة والاختلاف والبعد عن النزاع والتخاصم.

٣-
الوحدة وضم الصف وجمع الكلمة.

٤-
إعداد العدّة بالعلم والعمل والتفوق العلمي الحضاري.
لقد نصر الله أنبياءه ورسله مثل : إبراهيم، ونوح، ويونس، وموسى، وعيسى، ومحمد صلى الله عليه وسلم، وهزم الكافرين المعاندين.
وإن أعدى أعدائنا هو الذي يلهينا عن عقيدتنا، وإن باب النصر في التمسك بهذه العقيدة، والتمسك بسنة الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهدى السلف الصالح، والأخذ بنصيب وافر من العلوم والتقنية وكل أبواب التفوق، وهذا هو الإعداد الجيّد لأسباب النصر، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

قال ابن كثير :

﴿ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ﴾.
أي : تقدم في الكتاب الأول أن العاقبة للرسل وأتباعهم في الدنيا والآخرة، ولهذا قال جل جلاله.
﴿ إنهم لهم المنصورون ﴾.
أي : في الدنيا والآخرة كما تقدم بيان نصرتهم على قومهم، ممن كذبهم وخالفهم، كيف أهلك الله الكافرين، ونجّى عباده المؤمنين.
﴿ وإن جندنا لهم الغالبون ﴾. أي : تكون لهم العاقبة.
وهذا النصر للمؤمنين في أغلب الأحيان في الدنيا، وباليقين والتأكيد في الآخرة، لقد انهزم المؤمنون في غزوة أحد، وكان ذلك درسا عمليا للمؤمنين في حياتهم، وسلوكهم مع الهزيمة والنصر، بالثبات واليقين والأمل، وأن رحى الحرب دائرة، يوم لك ويوم عليك، وأن الجراح التي تصيبك والآلام تماثلها جراح سابقة ولاحقة عند الأعداء، لكن العاقبة للمتقين، والثواب للمؤمنين، وإن لم تصادف النصر في الدنيا، فستلقى الثواب وحسن الجزاء في الآخرة، ورضوانا من الله أكبر.

قال النيسابوري :

ثم بين أنّ رسل الله وجنده منصورون غالبون عاجلا وأجلا، والأول أكثر، والثاني تحقيقي يقيني. ا ه.
وهو يقصد أن قوله تعالى :﴿ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم أهم المنصورون * وإن جمدنا لهم الغالبون ﴾.
أن النصر كان في الأكثر للمسلمين، فقد انهزموا في بعض الغزوات، وفي بعض المعارك، لكن العاقبة كانت للمؤمنين، فنصر المؤمنين في الدنيا كان هو الأعم الأغلب، أمّا النصر في الآخرة فهو يقيني على التحقيق.
وكلّ ذلك يفتح الباب أمام الدعاة والهداة، وقوى الأمة الإسلامية ورموزها وقادتها للأمل والعمل، حتى لا تصاب الأمة بالإحباط والتردّي. نحن نشاهد الأمم الكبرى تتقدم علميا واقتصاديا، لكن ذلك يوجب علينا ألا نيأس من المستقبل، وأن نثق في قدرات أمّتنا على استعادة الكرّة.
وبعض علماء الاجتماع يذكرون أن التطوّر والتقدم دائري متحرّك، تقدم المسلمون في عصر النبوة والعصر الأموي العباسّي الأول، ثم تقهقروا ومرّ بهم ليل طويل، تقدم فيه الغرب وأمريكا وروسيا، ثم تضعضعت روسيا وتفككت، وليس ببعيد أن تعود الكرّة للعالم العربي والإسلامي لاسترداد المجد، والتفوق والتقدم، بيد أن ذلك مرهون بالأخذ بالأسباب، وبالعمل والأمل، وبالتوكل لا بالتواكل، والتوكل هو الأخذ بالأسباب، ثم الاعتماد على الله تعالى.
قال تعالى :﴿ فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ﴾. [ الجمعة : ١٠ ].
وقال تعالى :﴿ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ﴾. [ الكهف : ٣٠ ].
وقال صلى الله عليه وسلم :" ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده " ١.
ويقول تعالى :﴿ ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ﴾. [ يوسف : ٨٧ ].
فعلينا أن نحارب اليأس والقنوط، وأن نزرع الأمل وحبّ العمل، والاستشراف لمستقبل أفضل، ولا يشترط أن نجني نحن ثمار النصر، يكفي أن نعمل وأن نبني، وأن تُكمل الأجيال القادمة ما وضعنا أساسه وأقمنا أصوله.
قال صلى الله عليه وسلم :" إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة يَغْرسها فليغرسها " ٢.
وهذا الحديث يحثنا على العمل والأمل في سائر الأحوال والظروف، ودائما يعقب الليل ظهور الفجر، وأنوار الصباح، وقد انهزمت ألمانيا في الحرب العالمية، وكذلك اليابان، لكن الإصرار والعمل والأمل، والرغبة في التفوّق، جعلهما يستعيدان المجد والمكانة، ونحن أولى بالأمل في وجه الله القائل :﴿ فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا ﴾. [ الشرح : ٥، ٦ ].
ويقول تعالى :﴿ ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما ﴾. [ النساء : ١٠٤ ].
ويقول تعالى :﴿ حتى إذا استيئس الرسل وظنوا إنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فننجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ﴾. [ يوسف : ١١٠ ].
وفي التفسير : إن الله يمتحن المؤمنين بالشدّة والبلاء، تلك سنته في عباده، قال تعالى :﴿ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ﴾. [ البقرة : ٢١٤ ].
فلله حكمة سامية في اختبار المرسلين، واختبار عباده المؤمنين، حتى إذا طال الظلام، واشتدت عوامل اليأس، ومرت بعض لحظات من الخوف والتوجُّس، ومرّت ولو لبرهة لحظات اليأس أو الخوف من تخلّف النصر، أو تكذيب الأتباع أنفسهم، عند هذه الشدّة يأتي نصر الله ووعده الصادق في نصر المؤمنين، وهزيمة المجرمين المكذّبين.
وصدق الله العظيم :﴿ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإن جندنا لهم الغالبون ﴾.
١ ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده:
رواه البخاري في البيوع (٢٠٧٣) وفي أحاديث الأنبياء (٣٤١٧) من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن داود النبي عليه السلام كان لا يأكل إلا من عمل يده" ورواه البخاري في البيوع (٢٠٧٢) من حديث المقدام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده ".

٢ إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة:
رواه أحمد في مسنده (١٢٥٦٩) من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل ".


المفردات :
فتول عنهم : فأعرض عن كفار مكة.
حتى حين : إلى الوقت الذي أمهلوا إليه، أو إلى بدر أو فتح مكة.
التفسير :
١٧٤- ﴿ فتولى عنهم حتى حين ﴾.
أي : أعرض عن كفار مكة، واصبر عليهم، وانتظر ما سيحلّ بهم، مثل النصر عليهم يوم بدر، وفتح مكة سنة ٨ ه، ودخول الناس في دين الله أفواجا.
١٧٥- ﴿ وأبصرهم فسوف يبصرون ﴾.
وأبصر ما يكون عليه حالهم يوم القيامة، فسوف يرون هذا اليوم، ويرون صنوف العذاب الذي ينتظرهم في ذلك اليوم، والآية محتملة أن يكون ذلك في الدنيا، أي : أنظرهم وارتقب ما يصيبهم، وما يحل بهم من العذاب والنقمة، بسبب مخالفتهم وتكذيبهم لك.
﴿ فسوف يبصرون ﴾. فسوف يرون ذلك ويشاهدونه.
١٧٦- ﴿ أفبعذابنا يستعجلون ﴾.
أي : هم طالما سخروا منك، ومن تهديهم بعذاب السماء، الذي أصاب المكذّبين قبلهم كقوم نوح وعاد وثمود.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن المشركين قالوا للنبي صلى اله عليه وسلم : يا محمد، أرنا العذاب الذي تخوّفنا به، فنزلت هذه الآية.
المفردات :
بساحتهم : بفنائهم، والمراد : بهم.
فساء صباح المنذرين : فبئس الصباح صباحهم.
التفسير :
١٧٧- ﴿ فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين ﴾.
فإذا نزل العذاب الموعود بساحتهم، وحلّ بهم وهم مصرّون على الكفر، فبئس صباح المنذرين صباحهم.
قال النيسابوري في تفسير الآية :
وكان من عادة العرب أن يغيروا صباحا، فسميت الغارة صباحا، وإن وقعت في وقت آخر، وشبّه نزول العذاب بساحتهم بعدما أنذروه، برجل أنذر قومه بهجوم للأعداء عليهم، فلم يلتفتوا إلى إنذاره، ولا أخذوا أهبتهم، حتى أناخ جيش الأعداء بفنائهم بغتة، فشن الغارة عليهم، قيل نزلت في فتح مكة. ا ه.
وروى في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال : لما أتى رسول الله صلى اله عليه وسلم خيبر، وكانوا خارجين إلى مزارعهم ومعهم المساحي، قالوا : محمد والخميس، ورجعوا إلى حصونهم، فقال صلى الله عليه وسلم : " لله أكبر فتحت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم، ﴿ فساء صباح المنذرين ﴾. ١
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينذر قومه بالعذاب، ليتخذوا طريقهم إلى الإيمان والإسلام، فكذّبوا نبيهم، واستحقوا ما نزل بهم يوم بدر أو يوم فتح مكة.
قال الزمخشري : وما فَصَحت هذه الآية، ولا كانت لها الروعة التي تحسُّ بها، ويروقك موردها، على نفسك وطبعك، إلا لمجيئها على طريق التمثيل ٢.
١ الله أكبر خربت خيبر:
رواه البخاري في الجهاد (٢٩٤٥) ومسلم في الجهاد (١٣٦٥) من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى خيبر فجاءها ليلا وكان إذا جاء قوما بليل لا يغير عليهم حتى يصبح فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم فلما رأوه قالوا: محمد والله، ومحمد والخميس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " الله أكبر خربت خيبر، ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم، فساء صباح المنذرين "..

٢ انظر كشاف الزمخشري، وتفسير النيسابوري ٢٣/٧٢، ومختصر تفسير ابن كثير ٣/١٩٤، ١٩٥..
١٧٨- ﴿ وتولى عنهم حتى حين ﴾.
أي : أعرض عنهم إلى حين يلقون العذاب، ولا تهتم كثيرا بتكذيبهم إياك.
١٧٩- ﴿ وأبصر فسوف يبصرون ﴾.
أي : أبصر ما يستقبلك ويستقبلهم، فسوف يرون العذاب الذي يستعجلون به، والآيتان تأكيد لما تقدم من الأمر بذلك، أو المراد بإحداهما عذاب الدنيا، وبالثانية عذاب الآخرة، والله أعلم.
المفردات :
سبحان ربك : تنزيها لربك يا محمد عما يصفه به المشركون.
العزة : الغلبة والقدرة.
التفسير :
١٨٠- ﴿ سبحان ربك رب العزة عما يصفون ﴾.
ونلحظ أن السورة ناقشت الكافرين والمكذبين، في كفرهم وشبهاتهم ودعواهم، وتخرُّصِهم على الله، بأنه اتخذ زوجة من الجنّ، فأنجبت له الملائكة، لذلك جاءت آخر السورة لتنزّه الله جل جلاله عما لا يليق به.
ومعنى الآية :
تنزّه ربك يا محمد وهو صاحب العزة والجلال، والمجد والكمال، عما يصفه به الكافرون في اتخاذ الصاحبة والولد، تنزّه الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا.
١٨١- ﴿ وسلام على المرسلين ﴾.
أي : تحية أمان وتكريم للمرسلين، الذي بلّغوا رسالات ربّهم، وجاهدوا في الله حق جهاده، حتى أتاهم اليقين، فعليهم السلام في الدنيا والآخرة.
١٨٢- ﴿ والحمد لله رب العالمين ﴾.
والشكر لله الذي أرسل المرسلين، وأنزل الكتب، وبين للناس الطريقين، وأنعم عليهم بسائر النّعم التي لا تعدّ ولا تحصى، فلله الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون، وهذه الكلمات تقال عندما يغادر الإنسان مجلسه، فيقرؤها اقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
أخرج ابن أبي حاتم، عن الشعبي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة، فليقل آخر مجلسه حين يريد أن يقوم :﴿ سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين ﴾.
اللهم لك الحمد، ولك المنة والفضل، ولك الثناء الحسن الجميل، الحمد لله رب العالمين، حمدا كثيرا طيبا طاهرا مباركا فيه، كما يرضى ربّنا ويحبّ لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا رادّ لما قضيت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.
وصل اللهم على سيدنا محمد، وعلى إخوانه النبيين والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
Icon