تفسير سورة الزخرف

تفسير الماوردي
تفسير سورة سورة الزخرف من كتاب النكت والعيون المعروف بـتفسير الماوردي .
لمؤلفه الماوردي . المتوفي سنة 450 هـ
سورة الزخرف
مكية بإجماع

﴿حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين وكم أرسلنا من نبي في الأولين وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزؤون فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين﴾ قوله عز وجل: ﴿حم. وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ الكتاب هو القرآن: وفي تسميته مبيناً ثلاثة أوجه: أحدها: لأنه بيِّن الحروف، قاله أبو معاذ. الثاني: لأنه بين الهدى والرشد والبركة، قاله قتادة. الثالث: لأن الله تعالى قد بين فيه أحكامه وحلاله وحرامه، قاله مقاتل. وفي هذا موضع القسم، وفيه وجهان: أحدهما: معناه ورب الكتاب. الثاني: أنه القسم بالكتاب، ولله عز وجل أن يقسم بما شاء، وإن لم يكن ذلك لغيره من خلقه.
214
وجواب القسم ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرءاناً عَرَبِيّاً﴾ وفيه ثلاثة أوجه: أحدها: إنا أنزلناه عربياً، قاله السدي. الثاني: إنا قلناه قرآناً عربياً، قاله مجاهد. الثالث: إنا بيناه قرآناً عربياً، قاله سفيان الثوري. ومعنى العربي أنه بلسان عربي، وفيه قولان: أحدهما: أنه جعل عربياً لأن لسان أهل السماء عربي، قاله مقاتل. الثاني: لأن كل نبي أنزل كتابه بلسان قومه، قاله سفيان الثوري. ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: تفهمون، فعلى هذا يكون هذا القول خاصاً بالعرب دون العجم، قاله ابن عيسى. الثاني: يتفكرون قاله ابن زيد، فعلى هذا يكون خطاباً عاماً للعرب والعجم. قوله عز وجل: ﴿وَإِنَّهُ فِي أَمِّ الْكِتَابِ﴾ فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: جملة الكتاب. الثاني: أصل الكتاب، قاله ابن سيرين. الثالث: أنها الحكمةالتي نبه الله عليها جميع خلقه، قاله ابن بحر. وفي ﴿الْكِتَابِ﴾ قولان: أحدهما أنه اللوح المحفوظ؛ قاله مجاهد. الثاني: أنه ذكر عند الله فيه ما سيكون من أفعال العباد مقابل يوم القيامة بما ترفعه الحفظة من أعمالهم، قاله ابن جريج. وفي المكنى عنه أنه في أمِّ الكتاب قولان: أحدهما: أنه القرآن، قاله الكلبي. الثاني: أنه ما يكون من الخلق من طاعة ومعصية وإيمان أو كفر، قاله ابن جريج. ﴿لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ فيه وجهان:
215
أحدهما: رفيع عن أن ينال فيبدل. حكيم أي محفوظ من نقص أو تغيير، وهذا تأويل من قال أنه ما يكون من الطاعات والمعاصي. الثاني: أنه علي في نسخه ما تقدم من الكتب، وحكيم أي محكم الحكم فلا ينسخ، وهذا تأويل من قال أنه القرآن. قوله عز وجل: ﴿أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً﴾ فيه أربعة تأويلات: أحدها: أفحسبتم أن نصفح ولما تفعلون ما أمرتم به؟ قاله ابن عباس. الثاني: معناه أنكم تكذبون بالقرآن ولا نعاقبكم فيه، قاله مجاهد. الثالث: أي نهملكم فلا نعرفكم بما يجب عليكم، حكاه النقاش. الرابع: أن نقطع تذكيركم بالقرآن: وإن كذبتم به: قاله قتادة. ويحتمل خامساً: أن نوعد ولا نؤاخذ، ونقول فلا نفعل. ﴿قَوْماً مُّسْرِفِينَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: مشركين، قاله قتادة. الثاني: مسرفين في الرد. ومعن صفحاً أي إعراضاً، يقال صفحت عن فلان أي أعرضت عنه. قال ابن قتيبة: والأصل فيه إنك توليه صفحة عنقك. قال كثير في صفة امرأة:
(صفحٌ فما تلقاك إلا بخيلة فمن قَلّ منها ذلك الوصل قلّت)
أي تعرض عنه بوجهها. قوله عز وجل: ﴿وَمَضَى مَثَلُ الأَوَّلِينَ﴾ فيه أربعة تأويلات: أحدها: سنة الأولين، قاله مجاهد. الثاني: عقوبة الأولين، قاله قتادة. الثالث: عِبرة الأولين، قاله السدي. الرابع: خبر الأولين أنهم أهلكوا بالتكذيب، حكاه النقاش.
216
وجواب القسم ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرآناً عَرَبِيّاً ﴾ وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها : إنا أنزلناه قرآنا عربياً، قاله السدي.
الثاني : إنا قلناه قرآناً عربياً ؛ قاله مجاهد.
الثالث : إنا بيناه قرآناً عربياً ؛ قاله سفيان الثوري. ومعنى العربي أنه بلسان عربي، وفيه قولان :
أحدهما : أنه جعل عربياً لأن لسان أهل السماء عربي، قاله مقاتل.
الثاني : لأن كل نبي أنزل كتابه بلسان قومه ؛ قاله سفيان الثوري.
﴿ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : تفهمون ؛ فعلى هذا يكون هذا القول خاصاً بالعرب دون العجم، قاله ابن عيسى.
الثاني : يتفكرون ؛ قاله ابن زيد، فعلى هذا يكون خطاباً عاماً للعرب والعجم.
قوله عز وجل :﴿ وَإِنَّهُ فِي أَمِّ الْكِتَابِ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : جملة الكتاب، قاله قتادة.
الثاني : أصل الكتاب، قاله ابن سيرين.
الثالث : أنها الحكمة التي نبه الله عليها جميع خلقه ؛ قاله ابن بحر.
وفي ﴿ الْكِتَابِ ﴾ قولان :
أحدهما : أنه اللوح المحفوظ ؛ قاله مجاهد.
الثاني : أنه ذكر عند الله فيه ما سيكون من أفعال العباد مقابل يوم القيامة بما ترفعه الحفظة من أعمالهم ؛ قاله ابن جريج.
وفي المكنى عنه أنه في أمِّ الكتاب قولان :
أحدهما : أنه القرآن ؛ قاله الكلبي.
الثاني : أنه ما يكون من الخلق من طاعة ومعصية وإيمان أو كفر ؛ قاله ابن جريج.
﴿ لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ فيه وجهان :
أحدها : رفيع عن أن ينال فيبدل. حكيم أي محفوظ من نقص أو تغيير ؛ وهذا تأويل من قال أنه ما يكون من الطاعات والمعاصي.
الثاني : أنه علي في نسخه ما تقدم من الكتب، وحكيم أي محكم الحكم فلا ينسخ ؛ وهذا تأويل من قال أنه القرآن.
قوله عز وجل :﴿ اَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً ﴾ فيه أربعة تأويلات :
أحدها : أفحسبتم أن نصفح عنكم ولما تفعلون ما أمرتم به ؟ قاله ابن عباس.
الثاني : معناه أنكم تكذبون بالقرآن ولا نعاقبكم فيه، قاله مجاهد.
الثالث : أي نهملكم١ فلا نعرفكم بما يجب عليكم، حكاه النقاش.
الرابع : أن نقطع تذكيركم بالقرآن- وإن كذبتم٢ به-، قاله قتادة.
ويحتمل خامساً : أن نوعد ولا نؤاخذ، ونقول فلا نفعل.
﴿ قَوْماً مُّسْرِفِينَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : مشركين، قاله قتادة.
الثاني : مسرفين في الرد.
ومعنى صفحاً أي إعراضاً، يقال صفحت عن فلان أي أعرضت عنه. قال ابن قتيبة : والأصل فيه إنك توليه صفحة عنقك. قال كثير في صفة امرأة :
صفوحٌ فما تلقاك إلا بخيلة فمن قَلّ منها ذلك الوصل قلّت
أي تعرض عنه بوجهها.
١ في ك نمهلكم والسياق يؤيد ما أثبتناه كما في نسخة ع..
٢ وإن كذبتم به ساقطة من ع..
قوله عز وجل :﴿ وَمَضَى مَثَلُ الأَوَّلِينَ ﴾ فيه أربعة تأويلات :
أحدها : سنة الأولين ؛ قاله مجاهد.
الثاني : عقوبة الأولين ؛ قاله قتادة.
الثالث : عِبرة الأولين، قاله السدي.
الرابع : خبر الأولين أنهم أهلكوا بالتكذيب، حكاه النقاش.
{ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم
216
تهتدون والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون} قوله عز وجل: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْداً﴾ أي فراشاً. ﴿وجَعَلَ لَكُم فِيهَا سُبُلاً﴾ أي طرقاً. ويحتمل ثانياً: أي معايش. ﴿لَعَلَّكُم تَهْتَدُونَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: تهتدون في أسفاركم، قاله ابن عيسى. الثاني: تعرفون نعمة الله عليكم، قاله سعيد بن جبير. ويحتمل ثالثاً: تهتدون إلى معايشكم. قوله عز وجل: ﴿وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: الأصناف كلها، قاله سعيد بن جبير. الثاني: أزواج الحيوان من ذكر وأنثى، قاله ابن عيسى. الثالث: أن الأزواج الشتاء والصيف، والليل والنهار، والسموات والأرض، والشمس والقمر، والجنة والنار، قاله الحسن. ويحتمل رابعاً: أن الأزواج ما يتقلب فيه الناس من خيرٍ وشر، وإيمان وكفر، وغنى وفقر، وصحة وسقم. ﴿وَجَعَلَ لَكُم مِّن الْفُلْكِ﴾ يعني السفن. ﴿والأنعام ما تركبون﴾ في الأنعام هنا قولان: أحدهما: الإبل والبقر، قاله سعيد بن جبير. الثاني: الإبل وحدها: قاله معاذ. فذكرهم نعمه عليهم في تسييرهم في البر والبحر.
217
ثم قال ﴿لِتَسْتَوُواْ عَلَى ظُهُورِهَا﴾ وأضاف الظهور إلى واحد لأن المراد به الجنس فصار الواحد في معنى الجمع. ﴿ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ﴾ أي ركبتم. ﴿وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا﴾ أي ذلل لنا هذا المركب. ﴿وَمَا كَنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: ضابطين، قاله الأخفش. الثاني: مماثلين في الأيد والقوة، قاله قتادة من قولهم هو قرن فلان إذا كان مثله في القوة. الثالث: مطيقين، قاله ابن عباس والكلبي، وأنشد قطرب لعمرو بن معدي كرب.
(لقد علم القبائل ما عقيل لنا في النائبات بمقرنينا)
وفي أصله قولان: أحدهما: أن أصله مأخوذ من الإقران، يقال أقرن فلان إذا أطاق. الثاني: أن أصله مأخوذ من المقارنة وهو أن يقرن بعضها ببعض في السير. وحكى سليمان بن يسار أن قوماً كانوا في سفر، فكانوا إذا ركبوا قالوا: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ﴾ وكان فيهم رجل على ناقة له رازم وهي لا تتحرك هزالاً فقال أما أنا فإني لهذه مقرن، قال فقصمت به فدقت عنقه.
218
قوله عز وجل :﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْداً ﴾ أي فراشاً.
﴿ وجَعَلَ لَكُم فِيهَا سُبُلاً ﴾ أي طرقاً.
ويحتمل ثانياً : أي معايش.
﴿ لَعَلَّكُم تَهْتَدُونَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : تهتدون في أسفاركم قاله ابن عيسى.
الثاني : تعرفون نعمة الله عليكم ؛ قاله سعيد بن جبير.
ويحتمل ثالثاً : تهتدون إلى معايشكم.
قوله عز وجل :﴿ وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : الأصناف كلها، قاله سعيد بن جبير.
الثاني : أزواج الحيوان من ذكر وأنثى، قاله ابن عيسى.
الثالث : أن الأزواج الشتاء والصيف، والليل والنهار، والسموات والأرض، والشمس والقمر، والجنة والنار، قاله الحسن.
ويحتمل رابعاً : أن الأزواج ما يتقلب فيه الناس من خيرٍ وشر، وإيمان وكفر، وغنى وفقر، وصحة وسقم.
﴿ وَجَعَلَ لَكُم مِّن الْفُلْكِ ﴾ يعني السفن.
﴿ والأنعام ما تركبون ﴾ في الأنعام هنا قولان :
أحدهما : الإبل والبقر ؛ قاله سعيد بن جبير.
الثاني : الإبل وحدها : قاله معاذ. فذكرهم نعمه عليهم في تسييرهم في البر والبحر.
ثم قال ﴿ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهَا ﴾ وأضاف الظهور إلى واحد لأن المراد به الجنس فصار الواحد في معنى١ الجمع.
﴿ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ ﴾ أي ركبتم.
﴿ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا ﴾ أي ذلل لنا هذا المركب.
﴿ وَمَا كَنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : ضابطين ؛ قاله الأخفش.
الثاني : مماثلين في الأيد والقوة ؛ قاله قتادة من قولهم هو قرن فلان إذا كان مثله في القوة.
الثالث : مطيقين ؛ قاله ابن عباس والكلبي، وأنشد قطرب٢ لعمرو بن معدي كرب :
لقد علم القبائل ما عقيل لنا في النائبات بمقرنينا
وفي أصله قولان :
أحدهما : أن أصله مأخوذ من الإقران ؛ يقال أقرن فلان إذا أطاق. الثاني : أن أصله مأخوذ من المقارنة وهو أن يقرن بعضها ببعض في السير.
وحكى سليمان بن يسار أن قوماً كانوا في سفر، فكانوا إذا ركبوا قالوا :﴿ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ﴾، وكان فيهم رجل على ناقة له رازم وهي لا تتحرك هزالاً، فقال أما أنا فإني لهذه مقرن، قال : فقمصت به فدقت عنقه٣.
١ معنى ساقطة من ع..
٢ في ك وأنشد قطرب معنى قول معدي كرب..
٣ ويسن أن يقول عند الركوب. اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل والمال، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والجور بعد الكور وسوء المنظر في الأهل والمال يعني بالجور والكور تشتت أمر الرجل بعد اجتماعه..
{وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون وقالوا لو شاء الرحمن
218
ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون} قوله عز وجل: ﴿وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: عدلاً أي مثلاً، قاله قتادة. الثاني: من الملائكة ولداً، قاله مجاهد. الثالث: نصيباً، قاله قطرب. الرابع: أنه البنات، والجزء عند أهل العربية البنات. يقال قد أجزأت المرأة إذا ولدت البنات. قال الشاعر:
(إن أجزأت مرة قوماً فلا عجب قد تجزىء الحرة المذكارُ أحيانا)
﴿إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ﴾ قال الحسن: يعد المصائب وينسى النعم. قوله عز وجل: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً﴾ أي بما جعل للرحمن البنات ولنفسه البنين. ﴿ظَلَّ وَجْههُه مُسْوَداً﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: ببطلان مثله الذي ضربه. الثاني: بما بشر به من الأنثى. ﴿وَهُوَ كَظِيمٌ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: حزين، قاله قتادة. الثاني: مكروب، قاله عكرمة. الثالث: ساكت، حكاه ابن أبي حاتم. وذلك لفساد مثله وبطلان حجته. قوله عز وجل: ﴿أَوَمَن يُنَشَّؤُاْ فِي الْحِلْيَةِ﴾ النشوء التربية، والحلية الزينة. وفي المراد بها ثلاثة أوجه: أحدها: الجواري، قاله ابن عباس ومجاهد. الثاني: البنات. قاله ابن قتيبة.
219
الثالث: الأَصنام، قاله ابن زيد. وفي ﴿الْخِصَامِ﴾ وجهان: أحدهما: في الحجة. الثاني: في الجدل. ﴿غَيْرُ مُبِينٍ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أنه عني قلة البلاغة، قاله السدي. الثاني: ضعف الحجة، قال قتادة: ما حاجت امرأة إلا أوشكت أن تتكلم بغير حجتها. الثالث: السكوت عن الجواب، قاله الضحاك وابن زيد ومن زعم أنها الأصنام. قوله عز وجل: ﴿وَجَعَلُواْ الْمَلآئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمنِ إِنَاثاً﴾ في قوله ﴿عِبَادُ الرَّحْمَنِ﴾ وجهان: أحدهما: أنه سماهم عباده على وجه التكريم كما قال ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الِّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً﴾. الثاني: أنه جمع عابد. وفي قوله: ﴿إِنَاثاً﴾ وجهان: أحدهما: أي بنات الرحمن. الثاني: ناقصون نقص البنات. ﴿أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: مشاهدتم وقت خلقهم. الثاني: مشاهدتهم بعد خلقهم حتى علموا أنهم إناث. ﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾ أي ستكتب شهادتهم إن شهدوا ويسألون عنها إذا بعثوا.
220
قوله عز وجل :﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ﴾ أي بما جعل للرحمن البنات، ولنفسه البنين.
﴿ ظَلَّ وَجْهُه مُسْوَداً ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : ببطلان مثله الذي ضربه.
الثاني : بما بشر به من الأنثى.
﴿ وَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : حزين ؛ قاله قتادة.
الثاني : مكروب ؛ قاله عكرمة.
الثالث : ساكت ؛ حكاه ابن أبي حاتم. وذلك لفساد مثله وبطلان حجته.
قوله عز وجل :﴿ أَوَمَن يُنَشَُّأ فِي الْحِلْيَةِ ﴾ النشوء التربية ؛ والحلية الزينة. وفي المراد بها ثلاثة أوجه :
أحدها : الجواري ؛ قاله ابن عباس ومجاهد.
الثاني : البنات ؛ قاله ابن قتيبة.
الثالث : الأَصنام ؛ قاله ابن زيد.
وفي ﴿ الْخِصَامِ ﴾ وجهان :
أحدهما : في الحجة.
الثاني : في الجدل.
﴿ غَيْرُ مُبِينٍ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه عنى قلة البلاغة ؛ قاله السدي.
الثاني : ضعف الحجة، قال قتادة. قال قتادة : ما حاجت امرأة إلا أوشكت أن تتكلم بغير حجتها.
الثالث : السكوت عن الجواب، قاله الضحاك وابن زيد ومن زعم أنها الأصنام.
قوله عز وجل :﴿ وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمنِ إِنَاثاً ﴾ في قوله ﴿ عِبَادُ الرَّحْمَنِ ﴾ وجهان :
أحدهما : أنه سماهم عباده على وجه التكريم كما قال ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الِّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً ﴾.
الثاني : أنه جمع عابد.
وفي قوله :﴿ إِنَاثاً ﴾ وجهان :
أحدهما : أي بنات الرحمن.
الثاني : ناقصون نقص البنات.
﴿ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : مشاهدتهم وقت خلقهم.
الثاني : مشاهدتهم بعد خلقهم حتى علموا أنهم إناث.
﴿ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ﴾ أي ستكتب شهادتهم إن شهدوا، ويسألون عنها إذا بعثوا.
{أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون وكذلك ما أرسلنا من قبلك
220
في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين} قوله عز وجل: ﴿بَلْ قَالُواْ إِنَّا وَجَدْنَاءَابَآءَنَا عَلَى أُمَّةٍ﴾ فيه خمسة أوجه: أحدها: على دين، قاله قتادة وعطية، ومنه قول قيس بن الخطيم:
(كنا على أمة آبائنا قد يقتدي الآخر بالأول)
الثاني: على ملة وهو قريب من معنى الأول، قاله مجاهد وقطرب وفي بعض المصاحف. ﴿قَالُواْ إِنَّا وَجَدْنَاءَابَاءَنَا عَلَى مِلَّةٍ﴾. الثالث: على قبلة، حُكي ذلك عن الفراء. الرابع: على استقامة، قاله الأخفش، وأنشد النابغة:
(حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وهل يأثَمَن ذو أمة وهو طائع)
الخامس: على طريقة، قاله عمر بن عبد العزيز، وكان يقرأ ﴿عَلَى أُمَّةٍ﴾ بكسر الألف والأمة الطريقة من قولهم أممت القوم. حكاه الفراء. ﴿وَإِنَّا عَلَىءَاثَارِهِم مُّهْتَدُونَ﴾ قال قتادة متبعون. وحكى مقاتل أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة، وأبي سفيان، وأبي جهل، وعتبة، وشيبة ابني ربيعة من قريش.
221
قوله عز وجل :﴿ بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آباءَنَا عَلَى أُمَّةٍ ﴾ فيه خمسة أوجه :
أحدها : على دين، قاله قتادة وعطية. ومنه قول قيس بن الخطيم :
كنا على أمة آبائنا *** قد يقتدي الآخر بالأول١
الثاني : على ملة وهو قريب من معنى الأول ؛ قاله مجاهد وقطرب وفي بعض المصاحف. ﴿ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى مِلَّةٍ ﴾.
الثالث : على قبلة ؛ حُكي ذلك عن الفراء.
الرابع : على استقامة، قاله الأخفش وأنشد النابغة :
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة *** وهل يأثَمَن ذو أمة وهو طائع
الخامس : على طريقة، قاله عمر بن عبد العزيز، وكان يقرأ ﴿ عَلَى إُمَّةٍ ﴾ بكسر الألف والأمة الطريقة من قولهم أممت القوم. حكاه الفراء.
﴿ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ٢ قال قتادة متبعون. وحكى مقاتل أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة وأبي سفيان وأبي جهل وعتبة وشيبة ابني ربيعة من قريش.
١ في ك يفتدى الآخر فالأول..
٢ وفي هذا دليل على إبطال التقليد، لذمة إياهم على تقليد آبائهم وتركهم النظر فيما دعاهم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم..
{وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون بل
221
متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكؤون وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين} قوله عز وجل: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَآءٌ﴾ البراء مصدر موضع الوصف، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث، فكأنه قال إنني بريء. ﴿مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي﴾ وهذا استثناء منقطع وتقديره، لكن الذي فطرني أي خلقني: ﴿فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ﴾ وقيل فيه محذوف تقديره إلا الذي فطرني لا أبرأ منه ﴿فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ﴾ قال ذلك ثقة بالله وتنبيهاً لقومه أن الهداية من ربه. قوله عز وجل: ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيةً فِي عَقِبِهِ﴾ فيها ثلاثة أقاويل: أحدها: لا إله إلا الله، لم يزل في ذريته من يقولها، قاله مجاهد، وقتادة. الثاني: ألا تعبدوا إلا الله، قاله الضحاك. الثالث: الإسلام، لقوله تعالى: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ﴾ قاله عكرمة. وفي ﴿عَقِبِهِ﴾ ثلاثة أوجه: أحدها: ولده، قاله عكرمة. الثاني: في آل محمد صلى الله عليه وسلم، قاله السدي. الثالث: من خلفه، قاله ابن عباس.
222
﴿لَعَلَّهُم يَرْجِعُونَ﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: يرجعون إلى الحق، قاله إبراهيم. الثاني: يتوبون، قاله ابن عباس. الثالث: يذكرون، قاله قتادة. الرابع: يرجعون إلى دينك الذي هو دين إبراهيم، قاله الفراء. قوله عز وجل: ﴿وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءَانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَينِ عَظِيمٍ﴾ أما القريتان فإحداهما مكة والأخرى الطائف. وأما عظيم مكة ففيه قولان: أحدهما: أنه الوليد بن المغيرة، قاله ابن عباس. الثاني: عتبة بن ربيعة، قاله مجاهد. وأما عظيم الطائف ففيه أربعة أقاويل: أحدها: أنه حبيب بن عمر الثقفي، قاله ابن عباس. الثاني: [عمير] بن عبد ياليل، [الثقفي] قاله مجاهد. الثالث: عروة بن مسعود، قاله قتادة. الرابع: أنه كنانة [عبد] بن عمرو، قاله السدي. قوله عز وجل: ﴿أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ﴾ يعني النبوة فيضعوها حيث شاءوا. ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ يعني أرزاقهم، قال قتادة: فتلقاه ضعيف القوة قليل الحيلة عيي اللسان وهو مبسوط له، وتلقاه شديد الحيلة بسيط اللسان وهو مقتر عليه. ﴿وَرَفَعَنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ﴾ فيه خمسة أوجه: أحدها: بالفضائل، فمنهم فاضل ومنهم مفضول، قاله مقاتل. الثاني: بالحرية والرق، فبعضهم مالك وبعضهم مملوك. الثالث: بالغنى والفقر، فبعضهم غني، وبعضهم فقير. الرابع: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
223
الخامس: قاله السدي، التفضيل في الرزق إن الله تعالى قسم رحمته بالنبوة كما قسم الرزق بالمعيشة. ﴿لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً﴾ فيه وجهان: أحدهما: يعني خدماً، قاله السدي. الثاني: ملكاً، قاله قتادة. ﴿وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: أن النبوة خير من الغنى. الثاني: أن الجنة خير من الدنيا. الثالث: أن إتمام الفرائض خير من كثرة النوافل. الرابع: أن ما يتفضل به عليهم خير مما يجازيهم عليه من أعمالهم، قاله بعض أصحاب الخواطر. قوله عز وجل: ﴿وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أَمَّةً وَاحِدَةً﴾ فيه وجهان: أحدهما: على دين واحد كفاراً، قاله ابن عباس والسدي. الثاني: على اختيار الدنيا على الدين، قاله ابن زيد. ﴿لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِ سُقُفاً مَّن فِضَّةٍ﴾ فيها قولان: أحدهما: أنها أعالي البيوت، قاله قتادة، ومجاهد. الثاني: الأبواب، قاله النقاش. ﴿وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ﴾ قال ابن عباس: المعارج الدرج، وهو قول الجمهور وأحدها معراج. ﴿عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ﴾ أي درج من فضة عليها يصعدون، والظهور الصعود. وأنشد: نابغة بني جعدة رسول الله ﷺ قوله:
224
فغضب رسول الله ﷺ وقال: (إِلَى أَينَ) قال: إلى الجنة. قال: (أَجَل إِن شَاءَ اللَّهُ) قال الحسن: والله لقد مالت الدنيا بأكثر أهلها وما فعل ذلك فكيف لو فعل؟ ﴿وَزُخْرُفاً﴾ فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه الذهب: قاله ابن عباس. وأنشد قطرب قول ذي الأصبع:
(علونا السماء عفة وتكرما وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا)
(زخآرف أشباهاً تخال بلوغها سواطع جمر من لظى يتلهب)
الثاني: الفرش ومتاع البيت، قاله ابن زيد. الثالث: أنه النقوش، قاله الحسن.
225
﴿ مما تعبدون إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي ﴾ وهذا استثناء منقطع وتقديره : لكن الذي فطرني أي خلقني :
﴿ فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ﴾ وقيل فيه محذوف تقديره إلا الذي فطرني لا أبرد منه ﴿ فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ﴾. قال ذلك ثقة بالله وتنبيهاً لقومه أن الهداية من ربه.
قوله عز وجل :﴿ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيةً فِي عَقِبِهِ ﴾ فيها ثلاثة أقاويل :
أحدها : لا إله إلا الله، لم يزل في ذريته من يقولها ؛ قاله مجاهد وقتادة.
الثاني : ألا تعبدوا إلا الله ؛ قاله الضحاك.
الثالث : الإسلام ؛ لقوله تعالى :﴿ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ ﴾ ؛ قاله عكرمة. وفي ﴿ عَقِبِهِ ﴾ ثلاثة أوجه :
أحدها : ولده ؛ قاله عكرمة.
الثاني : في آل محمد صلى الله عليه وسلم ؛ قاله السدي.
الثالث : من خلفه ؛ قاله ابن عباس.
﴿ لَعَلَّهُم يَرْجِعُونَ ﴾ فيه أربعة أوجه :
أحدها : يرجعون إلى الحق، قاله إبراهيم.
الثاني : يتوبون، قاله ابن عباس.
الثالث : يذكرون، قاله قتادة.
الرابع : يرجعون إلى دينك الذي هو دين إبراهيم، قاله الفراء.
قوله عز وجل :﴿ وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَينِ عَظِيمٍ ﴾ أما القريتان فإحداهما مكة والأخرى الطائف.
وأما عظيم مكة ففيه قولان : أحدهما : أنه الوليد بن المغيرة، قاله ابن عباس.
الثاني : عتبة بن ربيعة، قاله مجاهد.
وأما عظيم الطائف ففيه أربعة أقاويل :
أحدها : أنه حبيب بن عمر١ الثقفي ؛ قاله ابن عباس.
الثاني :[ عمير ] بن عبد ياليل، [ الثقفي ] ٢ قاله مجاهد.
الثالث : عروة بن مسعود، قاله قتادة.
الرابع : أنه كنانة [ عبد بن ]٣ عمرو، قاله السدي.
١ في ك عمر والصواب ما أثبتناه..
٢ ما بين المربعين من تفسير القرطبي..
٣ في الأصول كنانة بن عمرو والزيادة من تفسير القرطبي..
قوله عز وجل :﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ ﴾ يعني النبوة فيضعوها حيث شاءوا.
﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنَْيَا ﴾ يعني أرزاقهم. قال قتادة : فتلقاه ضعيف القوة قليل الحيلة عيي اللسان وهو مبسوط له، وتلقاه شديد الحيلة بسيط اللسان وهو مقتر عليه.
﴿ وَرَفَعَنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ﴾ فيه خمسة أوجه :
أحدها : بالفضائل، فمنهم فاضل ومنهم مفضول ؛ قاله مقاتل.
الثاني : بالحرية والرق، فبعضهم مالك وبعضهم مملوك.
الثالث : بالغنى والفقر، فبعضهم غني وبعضهم فقير.
الرابع : بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الخامس : قاله السدي التفضيل في الرزق إن الله تعالى قسم رحمته بالنبوة كما قسم الرزق بالمعيشة.
﴿ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : يعني خدماً ؛ قاله السدي.
الثاني : ملكاً ؛ قاله قتادة.
﴿ وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ فيه أربعة أوجه :
أحدها : أن النبوة خير من الغنى.
الثاني : أن الجنة خير من الدنيا.
الثالث : أن إتمام الفرائض خير من كثرة النوافل.
الرابع : أن ما يتفضل به عليهم خير مما يجازيهم عليه من أعمالهم، قاله بعض أصحاب الخواطر.
قوله عز وجل :﴿ وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أَمَّةً وَاحِدَةً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : على دين واحد كفاراً، قاله ابن عباس والسدي.
الثاني : على اختيار الدنيا على الدين، قاله ابن زيد.
﴿ لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِم سُقُفاً مَّن فِضَّةٍ ﴾ فيها قولان :
أحدهما : أنها أعالي البيوت، قاله قتادة ومجاهد.
الثاني : الأبواب ؛ قاله النقاش.
﴿ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ﴾ قال ابن عباس : المعارج الدرج، وهو قول الجمهور، واحدها معراج.
﴿ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ﴾ أي درج من فضة عليها يصعدون ؛ والظهور الصعود. وأنشد : نابغة بني جعدة رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله :
علونا السماء عفة وتكرما وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا١
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :" إِلَى أَينَ " ؟ قال : إلى الجنة.
قال :" أَجَل إِن شَاءَ اللَّهُ ". قال الحسن : والله لقد مالت الدنيا بأكثر أهلها وما فعل ذلك فكيف لو فعل ؟
١ هكذا ورد بالأصول ولم أعثر على مرجع يؤيد هذه الرواية ففي الأغاني ج ٥ ص ٨ طبعة دار الكتب: بلغنا السماء مجدنا وجدودنا. وفي لسان العرب مادة ظهر: بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا. وفي تفسير القرطبي: علونا السماء عزة ومهابة..
﴿ وَزُخْرُفاً ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه الذهب، قاله ابن عباس. وأنشد قطرب قول ذي الأصبع :
زخارف أشباهاً تخال بلوغها سواطع جمر من لظى يتلهب
الثاني : الفرش ومتاع البيت، قاله ابن زيد.
الثالث : أنه النقوش، قاله الحسن.
﴿ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون﴾ قوله عز وجل: ﴿وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: يعرض، قاله قتادة. الثاني: يعمى، قاله ابن عباس. الثالث: أنه السير في الظلمة، مأخوذ من العشو وهو البصر الضعيف، ومنه قول الشاعر:
225
وفي قوله: ﴿عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ﴾ ثلاثة أوجه: أحدها: عن ذكر الله، قاله قتادة. الثاني: عما بيّنه الله من حلال وحرام وأمر ونهي، وهو معنى قول ابن عباس. الثالث: عن القرآن لأنه كلام الرحمن، قاله الكلبي. ﴿نُقِيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً﴾ فيه وجهان: أحدهما: نلقيه شيطاناً. الثاني: نعوضه شيطاناً، مأخوذ من المقايضة وهي المعاوضة. ﴿فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾ فيه قولان: أحدهما: أنه شيطان يقيض له في الدنيا يمنعه من الحلال ويبعثه على الحرام، وينهاه عن الطاعة ويأمره بالمعصية، وهو معنى قول ابن عباس. الثاني: هو أن الكافر إذا بعث يوم القيامة من قبره شفع بيده شيطان فلم يفارقه حتى يصير بهما الله إلى النار، قاله سعيد بن جبير. قوله عز وجل: ﴿حَتَّى إِذَا جَآءَنا﴾ قرأ على التوحيد أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وحفص، يعني ابن آدم، وقرأ الباقون ﴿جَاءَانَا﴾ على التثنية يعني ابن آدم وقرينه. ﴿قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بَعُدَْ الْمَشْرِقَيْنِ﴾ هذا قول ابن آدم لقرينه وفي المشرقين قولان: أحدهما: أنه المشرق والمغرب فغلب أحدهما على الآخر كما قيل: سنة العمرين، كقول الشاعر:
(لنعم الفتى تعشو إلى ضوءِ ناره إذا الريحُ هبّت والمكان جديب)
(أخذنا بآفاق السماء عليكم لنا قمراها والنجوم الطوالع)
الثاني: أنه مشرق الشتاء ومشرق الصيف، كقوله تعالى ﴿رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ﴾. قوله عز وجل: ﴿فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ﴾ وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه قولان:
226
أحدهما: إما نخرجنك من مكة من أذى قريش فإنا منهم منتقمون بالسيف يوم بدر. الثاني: فإما نقبض روحك إلينا فإنا منتقمون من أمتك فيما أحدثوا بعدك. وروي أن النبي ﷺ أُرِي ما لقيت أمته بعده فما زال منقبضاً ما انبسط ضاحكاً حتى لقي الله تعالى. قوله عز وجل: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ﴾ يعني القرآن ذكر لك [ولقومك]. وفي ﴿لَذِكْرٌ﴾ قولان: أحدهما: الشرف، أي شرف لك ولقومك، قاله ابن عباس. الثاني: أنه لذكر لك ولقومك تذكرون به أمر الدين وتعملون به، حكاه ابن عيسى. ﴿وَلِقَوْمِكَ﴾ فيه قولان: أحدهما: من اتبعك من أمتك، قاله قتادة. الثاني: لقومك من قريش فيقال: ممن هذا الرجل؟ فيقال: من العرب، فيقال: من أي العرب؟ فيقال: من قريش، قاله مجاهد. ﴿وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: عن الشكر، قاله مقاتل. الثاني: أنت ومن معك عما أتاك، قاله ابن جريج. وحكى ابن أبي سلمة عن أبيه عن مالك بن أنس في قوله ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ﴾ أنه قول الرجل حدثني أبي عن جدي. قوله عز وجل: ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ﴾ فيه ثلاثة أقاويل:
227
أحدها: يعني الأنبياء الذين جمعوا له ليلة الإسراء، قاله ابن عباس، وابن زيد، وكانوا سبعين نبياً منهم إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، فلم يسألهم لأنه كان أعلم بالله منهم، قاله ابن عباس. الثاني: أهل الكتابين التوراة والإنجيل، قاله قتادة، والضحاك، ويكون تقديره سل أمم من أرسلنا من قبلك من رسلنا. الثالث: جبريل، ويكون تقديره. واسأل عما أرسلنا من قبلك من رسلنا، حكاه النقاش. ﴿أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِءَالِهَةً يُعْبَدُونَ﴾ وسبب هذا الأمر بالسؤال أن اليهود والمشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن ما جئت به مخالف لمن كان قبلك، فأمره الله بسؤالهم لا لأنه كان في شك منه. واختلف في سؤال النبي ﷺ لهم على قولين: أحدهما: أنه سألهم، فقالت الرسل بعثنا بالتوحيد، قاله الواقدي. الثاني: أنه لم يسأل ليقينه بالله تعالى، حتى حكى ابن زيد أن ميكائيل قال لجبريل: هل سألك محمد ذلك؟ فقال جبريل: هو أشد إيماناً وأعظم يقيناً من أن يسألني عن ذلك.
228
قوله عز وجل :﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَنا ﴾ قرأ على التوحيد أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص، يعني ابن آدم ؛ وقرأ الباقون ﴿ جَاَ آنَا ﴾ على التثنية يعني ابن آدم وقرينه.
﴿ قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بَعُدَْ الْمَشْرِقَيْنِ ﴾ هذا قول ابن آدم لقرينه. وفي المشرقين قولان :
أحدهما : أنه المشرق والمغرب فغلب أحدهما على الآخر، كما قيل : سنة العمرين، كقول الشاعر :
أخذنا بآفاق السماء عليكم لنا١ قمراها والنجوم الطوالع
الثاني : أنه مشرق الشتاء ومشرق الصيف، كقوله تعالى ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ﴾.
١ لنا ساقطة من ك وهذا البيت للفرزدق من قصيدة له في الديوان ٥٠٩..
قوله عز وجل :﴿ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ ﴾ وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه قولان :
أحدهما : إما نخرجنك من مكة من أذى قريش فإنا منهم منتقمون بالسيف يوم بدر.
الثاني : فإما نقبض روحك إلينا فإنا منتقمون من أمتك فيما أحدثوا بعدك. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أُرِي ما لقيت أمته بعده فما زال منقبضاً ما انبسط ضاحكاً حتى لقي الله تعالى.
قوله عز وجل :﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ﴾ يعني القرآن ذكر لك [ ولقومك ] ١.
وفي ﴿ لَذِكْرٌ ﴾ قولان :
أحدهما : الشرف، أي شرف لك ولقومك، قاله ابن عباس.
الثاني : أنه لذكر لك ولقومك تذكرون به أمر الدين وتعملون به، حكاه ابن عيسى.
﴿ وَلِقَوْمِكَ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : من اتبعك من أمتك، قاله قتادة.
الثاني : لقومك من٢ قريش فيقال : ممن هذا الرجل ؟ فيقال : من العرب، فيقال : من أي العرب ؟ فيقال : من قريش، قاله مجاهد.
﴿ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : عن الشكر ؛ قاله مقاتل.
الثاني : أنت ومن معك عما أتاك، قاله ابن جريج.
وحكى ابن أبي سلمة عن أبيه عن مالك بن أنس في قوله ﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ﴾ أنه قول الرجل حدثني أبي عن جدي.
١ زيادة يقتضيها المعنى..
٢ من ساقطة من ك..
قوله عز وجل :﴿ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : يعني الأنبياء الذين جمعوا له ليلة الإسراء ؛ قاله ابن عباس وابن زيد، وكانوا سبعين نبياً منهم إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، فلم يسألهم لأنه كان أعلم بالله منهم، قاله ابن عباس.
الثاني : أهل الكتابين التوراة والإنجيل، قاله قتادة والضحاك، ويكون تقديره : سل أمم من أرسلنا من قبلك من رسلنا١.
الثالث : جبريل، ويكون تقديره : واسأل عما أرسلنا من قبلك من رسلنا، حكاه النقاش.
﴿ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ﴾ وسبب هذا الأمر بالسؤال أن اليهود والمشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إن ما جئت به مخالف لمن كان قبلك، فأمره الله بسؤالهم لا لأنه كان في شك منه.
واختلف في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم لهم على قولين :
أحدهما : أنه سألهم، فقالت الرسل بعثنا بالتوحيد، قاله الواقدي.
الثاني : أنه لم يسأل ليقينه بالله تعالى، حتى حكى ابن زيد أن ميكائيل قال لجبريل : هل سألك محمد ذلك ؟ فقال جبريل : هو أشد إيماناً وأعظم يقيناً من أن يسألني٢ عن ذلك.
١ فيكون على حذف مضاف كقوله تعالى ﴿واسأل القرية﴾ أي أهل القرية..
٢ في ع يسأل..
﴿ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون﴾
228
قوله عز وجل: ﴿وَقَالُواْ يَأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: أنهم قالوا على وجه الاستهزاء، قاله الحسن. الثاني: أنه يجري على ألسنتهم ما ألفوه من اسمه، قاله الزجاج. الثالث: أنهم أرادوا بالساحر غالب السحرة، وهو معنى قول ابن بحر. الرابع: أن الساحر عندهم هو العالم، فعظموه بذلك ولم تكن صفة ذم، حكاه ابن عيسى وقاله الكلبي. ﴿بِمَا عَهِدَ عِندَكَ﴾ قال مجاهد: لئن أمنا لتكشف العذاب عنا، قال الضحاك، وذلك أن الطوفان أخذهم ثمانية أيام لا يسكن ليلاً ولا نهاراً. ﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ﴾ أي يغدرون وكان موسى دعا لقومه فأجيب فيهم فلم يفواْ.
229
قوله عز وجل :﴿ وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ﴾ فيه أربعة أوجه :
أحدها : أنهم قالوا١ على وجه الاستهزاء، قاله الحسن.
الثاني : أنه جرى على ألسنتهم ما ألفوه من اسمه، قاله الزجاج.
الثالث : أنهم أرادوا بالساحر غالب السحرة، وهو معنى قول ابن بحر.
الرابع : أن الساحر عندهم هو العالم، فعظموه بذلك ولم تكن صفة ذم ؛ حكاه ابن عيسى وقاله الكلبي.
﴿ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ﴾ قال مجاهد : لئن آمنا لتكشفن العذاب عنا، قال الضحاك : وذلك أن الطوفان أخذهم ثمانية أيام لا يسكن ليلاً ولا نهاراً.
١ قالوا ساقطة من ع..
﴿ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ ﴾ أي يغدرون وكان موسى دعا لقومه فأجيب فيهم فلم يفوا.
﴿ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين﴾ قوله عز وجل: ﴿وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ﴾ فيه وجهان: أحدهما: أن معنى نادى أي قال، قاله أبو مالك. الثاني: أمر من نادى في قومه، قاله ابن جريج. ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ﴾ فيه قولان: أحدهما: أنها الإسكندرية، قاله مجاهد. الثاني: أنه ملك منها أربعين فرسخاً في مثلها، حكاه النقاش.
229
﴿وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي﴾ فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: كانت جنات وأنهاراً تجري من تحت قصره، قاله قتادة. وقيل من تحت سريره. الثاني: أنه أراد النيل يجري من تحتي أي أسفل مني. الثالث: أن معنى قوله: ﴿وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي﴾ أي القواد والجبابرة يسيرون تحت لوائي، قاله الضحاك. ويحتمل رابعاً: أنه أراد بالأنهار الأموال، وعبر عنها بالأنهار لكثرتها وظهورها وقوله ﴿تَجْرِي مِن تَحْتِي﴾ أي أفرقها على من يتبعني لأن الترغيب والقدرة في الأموال في الأنهار. ﴿أَفَلاَ تُبْصِرُونَ﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: أفلا تبصرون إلى قوتي وضعف موسى؟. الثاني: قدرتي على نفعكم وعجز موسى. ثم صرح بحاله فقال ﴿أَمْ أَنَاْ خَيْرٌ﴾ قال السدي: بل أنا خير. ﴿مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أي ضعيف، قاله قتادة. الثاني: حقير، قاله سفيان. الثالث: لأنه كان يمتهن نفسه في حوائجه، حكاه ابن عيسى. ﴿وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ﴾ أي يفهم، وفيه ثلاثة أوجه: أحدها: يعني أنه عيي اللسان، قاله قتادة. الثاني: أَلثغ قاله، الزجاج. الثالث: ثقيل اللسان لجمرة كان وضعها في فيه وهو صغير، قاله سفيان. قوله عز وجل: ﴿فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ﴾ فيه وجهان: أحدهما: أنه قال ذلك لأنه كان عادة الوقت وزي أهل الشرف. الثاني: ليكون ذلك دليلاً على صدقه، والأساورة جمع أسورة، والأسورة جمع سوار.
230
﴿أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: متتابعين، قاله قتادة. الثاني: يقارن بعضهم بعضاً في المعونة، قاله السدي. الثالث: مقترنين أي يمشون معاً، قاله مجاهد. وفي مجيئهم معه قولان: أحدهما: ليكونوا معه أعواناً، قاله مقاتل. الثاني: ليكونوا دليلاً على صدقه، قاله الكلبي. وليس يلزم هذا لأن الإعجاز كاف، وقد كان في الجائز أن يكذب مع مجيء الملائكة كما يكذب مع ظهور الآيات. وذكر فرعون الملائكة حكاية عن لفظ موسى لأنه لا يؤمن بالملائكة من لا يعرف خالقهم. قوله عز وجل: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: استفزهم بالقول فأطاعوه على التكذيب، قاله ابن زياد. الثاني: حركهم بالرغبة فخفوا معه في الإجابة، وهو معنى قول الفراء. الثالث: استجهلهم فأظهروا طاعة جهلهم، وهو معنى قول الكلبي. الرابع: دعاهم إلى باطله فخفوا في إجابته، قاله ابن عيسى. قوله عز وجل: ﴿فَلَمَّاءَاسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ﴾ فيه وجهان: أحدهما: أغضبونا، رواه الضحاك عن ابن عباس. الثاني: أسخطونا، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس. ومعناهما مختلف، والفرق بينهما أن السخط إظهار الكراهة، والغضب إرادة الانتقام. والأسف هو الأسى على فائت. وفيه وجهان: أحدهما: أنه لما جعل هنا في موضع الغضب صح أن يضاف إلى الله لأنه قد يغضب على من عصاه.
231
الثاني: أن الأسف راجع إلى الأنبياء لأن الله تعالى لا يفوته شيء، ويكون تقديره: فلما آسفوا رسلنا انتقمنا منهم. قوله عز وجل: ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً﴾ قرأ حمزة والكسائي بضم السين واللام، وفيه تأويلان: أحدهما: أهواء مختلفة، قاله ابن عباس. الثاني: جمع سلف أي جميع من قد مضى من الناس، قاله ابن عيسى. وقرأ الباقون بفتح السين واللام، أي متقدمين، وفيه ثلاثة أوجه: أحدها، سلفاً في النار، قاله قتادة. الثاني: سلفاً لكفار أمة محمد ﷺ، قاله مجاهد. الثالث: سلفاً لمثل من عمل مثل عملهم، قاله أبو مجلز. ﴿وَمَثَلاً لِّلآخِرينَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: عظة لغيرهم، قاله قتادة. الثاني: عبرة لمن بعدهم، قاله مجاهد.
232
ثم صرح بحاله فقال ﴿ أَمْ أَنَا خَيْرٌ ﴾ قال السدي : بل أنا خير.
﴿ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أي ضعيف، قاله قتادة.
الثاني : حقير، قاله سفيان.
الثالث : لأنه كان يمتهن نفسه في حوائجه، حكاه ابن عيسى.
﴿ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ ﴾ أي يفهم، وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها : يعني أنه عيي اللسان ؛ قاله قتادة.
الثاني : أَلثغ ؛ قاله الزجاج.
الثالث : ثقيل اللسان لجمرة كان وضعها في فيه وهو صغير، قاله سفيان.
قوله عز وجل :﴿ فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسوِرَةٌ١ مِّن ذَهَبٍ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أنه قال ذلك لأنه كان عادة الوقت وزى أهل الشرف.
الثاني : ليكون ذلك دليلاً على صدقه. والأساورة جمع أسورة، والأسورة جمع سوار.
﴿ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : متتابعين، قاله قتادة.
الثاني : يقارن بعضهم بعضاً في المعونة، قاله السدي.
الثالث : مقترنين أي يمشون معاً ؛ قاله مجاهد.
وفي مجيئهم معه قولان :
أحدهما : ليكونوا معه أعواناً ؛ قاله مقاتل.
الثاني : ليكونوا دليلاً على صدقه، قاله الكلبي. وليس يلزم هذا لأن الإعجاز كاف، وقد كان في الجائز أن يكذب مع مجيء الملائكة كما يكذب مع ظهور الآيات.
وذكر فرعون الملائكة حكاية عن لفظ موسى لأنه لا يؤمن بالملائكة من لا يعرف خالقهم.
١ قراءة حفص التي في مصاحفنا المتداولة أسورة وقرأ الباقون أساورة..
قوله عز وجل :﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ﴾ فيه أربعة أوجه :
أحدها : استفزهم بالقول فأطاعوه على التكذيب ؛ قاله ابن زياد.
الثاني : حركهم بالرغبة فخفوا معه في الإجابة، وهو معنى قول الفراء.
الثالث : استجهلهم فأظهروا طاعة جهلهم، وهو معنى قول الكلبي. الرابع : دعاهم إلى باطله فخفوا في إجابته ؛ قاله ابن عيسى.
قوله عز وجل :﴿ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أغضبونا، رواه الضحاك عن ابن عباس.
الثاني : أسخطونا، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس. ومعناهما مختلف، والفرق بينهما أن السخط إظهار الكراهة، والغضب إرادة الانتقام.
والأسف هو الأسى على فائت. وفيه وجهان :
أحدهما : أنه لما جعل هنا في موضع الغضب صح أن يضاف إلى الله لأنه قد يغضب على من عصاه.
الثاني : أن الأسف راجع إلى الأنبياء لأن الله تعالى لا يفوته شيء، ويكون تقديره : فلما آسفوا رسلنا انتقمنا منهم.
قوله عز وجل :﴿ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً ﴾ قرأ حمزة والكسائي بضم السين واللام وفيه تأويلان :
أحدهما : أهواء مختلفة، قاله ابن عباس.
الثاني : جمع سلف أي جميع من قد مضى من الناس ؛ قاله ابن عيسى.
وقرأ الباقون بفتح السين واللام، أي متقدمين، وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها، سلفاً في النار ؛ قاله قتادة.
الثاني : سلفاً لكفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ قاله مجاهد.
الثالث : سلفاً لمثل من عمل مثل عملهم ؛ قاله أبو مجلز.
﴿ وَمَثَلاً لِّلآخِرينَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : عظة لغيرهم ؛ قاله قتادة.
الثاني : عبرة لمن بعدهم، قاله مجاهد.
{ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه
232
هذا صراط مستقيم فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم} قوله عز وجل: ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً﴾ الآية. فيه أربعة أقاويل: أحدها: ما رواه ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا مَعْشَرَ قُرَيشٍ إِنَّهُ لَيسَ أَحَدٌ يُعْبَدُ مِن دُونِ اللَّهِ فِيهِ خَيْرٌ) فقالوا: ألست تزعم أن عيسى كان نبياً وعبداً صالحاً؟ فقد كان يعبد من دون الله، فنزلت. الثاني: ما حكاه مجاهد أن قريشاَ قالت: إن محمداً يريد أن نعبده كما عبد قوم عيسى عيسى، فنزلت. الثالث: ما حكاه قتادة أن الله لما ذكر نزول عيسى في القرآن قالت قريش: يا محمد ما أردت إلى ذكر عيسى؟ فنزلت هذه الآية. الرابع: ما ذكره ابن عيسى أنه لما ذكر الله خلق عيسى من غير ذكر كآدم أكبرته قريش فنزلت هذه الآية. وضربه مثلاً أن خلقه من أنثى بغير ذكر كما خلق آدم من غير أنثى ولا ذكر ولذلك غلت فيه النصارى حين اتخذته إلهاً. ﴿... يَصِدُّونَ﴾ فيه قراءتان: إحداهما: بكسر الصاد. والثانية: بضمها فاختلف أهل التفسير في اختلافهما على قولين: أحدهما: معناه واحد وإن اختلف لفظهما في الصيغة مثل يشد ويشُد وينِم وينُم، فعلى هذا في تأويل ذلك أربعة أوجه: أحدها: يضجون، قاله ابن عباس، وعكرمة، والضحاك. الثاني: يضحكون، قاله قتادة. الثالث: يجزعون، حكاه عبد الرحمن بن أبي حاتم.
233
الرابع: يعرضون، قاله إبراهيم. والقول الثاني: معناهما مختلف، وفيه ثلاثة أوجه: أحدها: أنها بالضم يعدلون، وبالكسر يتفرقون، قاله الحسن. الثاني: أنه بالضم يعتزلون، وبالكسر يضجون، قاله الأخفش. الثالث: أنه بالضم من الصدود، وبالكسر من الضجيج، قاله قطرب. ﴿وَقَالُواْءَأَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ﴾ وهذا قول قريش، قالواْ: أآلهتنا وهي أصنامهم التي يبعدونها خير ﴿أَمْ هُوَ﴾ فيه قولان: أحدهما: أم محمد ﷺ، قاله قتادة. الثاني: أم عيسى، قاله السدي. ﴿مَا ضَرَبُوه لَكَ إِلاَّ جَدَلاً﴾ قال السدي: هو قول قريش لرسول الله ﷺ تزعم كل شيء عبد من دون الله في النار فنحن نرضى أن تكون آلهتنا مع عيسى وعزير والملائكة هؤلاء قد عبدوا من دون الله. ﴿بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: أن الخصم الحاذق بالخصومة. الثاني: أنه المجادل بغير حجة. قوله عز وجل: ﴿إِنْ هُوَ إِلاَّعَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ﴾ قال قتادة: يعني عيسى. ﴿أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: بالنبوة. الثاني: بخلقه من غير أب كآدم. وفيه وجه. الثالث: بسياسة نفسه وقمع شهوته. ﴿وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَآئِيلَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: يعني أنه لبني إسرائيل، قاله قتادة. الثاني: لتمثيله بآدم، قاله ابن عيسى. قوله عز وجل: ﴿وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكم مَّلاَئِكَةً﴾ فيه وجهان:
234
أحدهما: يعني لقلبنا بعضكم ملائكة من غير أب كما خلقنا عيسى من غير أب ليكونوا خلفاء من ذهب منكم. الثاني: جعلنا بدلاً منكم ملائكة. ﴿فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: ملائكة يخلف بعضها بعضاً، قاله قتادة. الثاني: ملائكة يكونون خلفاً منكم، قاله السدي. الثالث: ملائكة يعمرون الأرض بدلاً منكم، قاله مجاهد. الرابع: ملائكة يكونون رسلاً إليكم بدلاً من الرسل منكم. قوله عز وجل: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ﴾ فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أن القرآن علم الساعة لما فيه من البعث والجزاء، قاله الحسن وسعيد بن جبير. الثاني: أن إحياء عيسى الموتى دليل على الساعة وبعث الموتى، قاله ابن إسحاق. الثالث: أن خروج عيسى علم الساعة لأنه من علامة القيامة وشروط الساعة، قاله ابن عباس، وقتادة، ومجاهد، والضحاك، والسدي. وروى خالد عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأَنبِيَاءُ إِخْوَةٌ لَعِلاَّتُ أُمَّهَاتُهُم شَتَّى وَدِينُهُم وَاحِدٌ، أَنَا أَولَى النَّاسِ بِعيسَى ابنِ مَرْيَمَ، إِنَّهُ لَيسَ بَينِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ أَوَّلُ نَازِلٍ، فَيَكْسَرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الخنزيرَ، وَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الإِسْلاَمِ). وحكى ابن عيسى عن قوم أنهم قالوا: إذا نزل عيسى رفع التكليف لئلا يكون
235
رسولاً إلى أهل ذلك الزمان يأمرهم عن الله تعالى وينهاهم، وهذا قول مردود لثلاثة أمور: للحديث الذي قدمناه، ولأن بقاء الدنيا يقتضي بقاء التكليف فيها، ولأنه ينزل آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر وليس يستنكر أن يكون أمر الله تعالى مقصوراً على تأييد الإسلام والأمر به والدعاء إليه. وحكى مقاتل أن عيسى ينزل من السماء على ثنية جبل بأرض الشام يقال له أفيف. ﴿فَلاَ تَمْتَرُونَّ بِهَا﴾ فيه وجهان: أحدهما: لا تشكون فيها يعني الساعة. قاله يحيى بن سلام. الثاني: فلا تكذبون بها، قاله السُدي. ﴿وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّستَقِيمٌ﴾ فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: القرآن صراط مستقيم إلى الجنة، قاله الحسن. الثاني: عيسى، قاله ابن عباس. الثالث: الإسلام، قاله يحيى. قوله عز وجل: ﴿وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبِيِّنَاتِ﴾ فيها وجهان: أحدهما: أنه الإنجيل، قاله قتادة. الثاني: أنه الآيات التي جاء بها من إحياء الموتى وإبراء الأسقام، والإخبار بكثير من الغيوب، قاله ابن عباس. ﴿قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ﴾ فيه قولان: أحدهما: بالنبوة، قاله السدي. الثاني: بعلم ما يؤدي إلى الجميل ويكف عن القبيح، قاله ابن عيسى. ويحتمل ثالثاً: أن الحكمة الإنجيل الذي أنزل عليه. ﴿وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ﴾ وفيه قولان: أحدهما: تبديل التوراة، قاله مجاهد. الثاني: ما تختلفون فيه من أمر دينكم لا من أمر دنياكم، حكاه ابن عيسى. وفي قوله: ﴿بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ﴾ أي كل الذي تختلفون فيه، فكان
236
البعض هنا بمعنى الكل ما اقتصرعلى بيان بعض دون الكل، قاله الأخفش، وأنشد لبيد:
(ترّاك أمكنة إذا لم أرضها أو يعتلق بعض النفوس حمامها)
والموت لا يعتلق النفوس دون بعض. الثاني: أنه بين لهم بعضه دون جميعه، ويكون معناه أبين لكم بعض ذلك أيضاً وأكلكم في بعضه إلى الاجتهاد، وأضمر ذلك لدلالة الحال عليه. قوله عز وجل: ﴿فَاخْتَلَفَ الأَحَْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ﴾ قال قتادة يعني ﴿مِن بَيْنِهِم﴾ فيهم قولان: أحدهما: أنهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى خالف بعضهم بعضاً، قاله مجاهد والسدي. الثاني: فرق النصارى من النسطورية واليعاقبة والملكية اختلفوا في عيسى فقالت النسطورية: هو ابن الله. وقالت اليعاقبة هو الله. وقالت الملكية ثالث ثلاثة أحدهم الله، قاله الكلبي ومقاتل.
237
﴿ وَقَالُوا َأَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ﴾ وهذا قول قريش، قالوا : أآلهتنا وهي أصنامهم التي يبعدونها خير ﴿ أَمْ هُوَ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أم محمد صلى الله عليه وسلم، قاله قتادة.
الثاني : أم عيسى ؛ قاله السدي.
﴿ مَا ضَرَبُوه لَكَ إِلاَّ جَدَلاً ﴾ قال السدي : هو قول قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم تزعم كل شيء عبد من دون الله في النار فنحن نرضى أن تكون آلهتنا مع عيسى وعزير والملائكة هؤلاء قد عبدوا من دون الله.
﴿ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أن الخصم الحاذق بالخصومة.
الثاني : أنه المجادل بغير حجة.
قوله عز وجل :﴿ إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ ﴾ قال قتادة : يعني عيسى.
﴿ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : بالنبوة.
الثاني : بخلقه من غير أب كآدم.
وفيه وجه الثالث : بسياسة نفسه وقمع شهوته.
﴿ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : يعني أنه لبني إسرائيل، قاله قتادة.
الثاني : لتمثيله بآدم، قاله ابن عيسى.
قوله عز وجل :﴿ وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكم مَّلاَئِكَةً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : يعني لقلبنا بعضكم ملائكة من غير أب كما خلقنا عيسى من غير أب ليكونوا خلفاء من ذهب منكم.
الثاني : جعلنا بدلاً منكم ملائكة.
﴿ فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ ﴾ فيه أربعة أوجه :
أحدها : ملائكة يخلف بعضها بعضاً ؛ قاله قتادة.
الثاني : ملائكة يكونون خلفاً منكم، قاله السدي.
الثالث : ملائكة يعمرون الأرض بدلاً منكم ؛ قاله مجاهد.
الرابع : ملائكة يكونون رسلاً إليكم بدلاً من الرسل منكم.
قوله عز وجل :﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أن القرآن علم الساعة لما فيه من البعث والجزاء ؛ قاله الحسن وسعيد بن جبير.
الثاني : أن إحياء عيسى الموتى دليل على الساعة وبعث الموتى، قاله ابن إسحاق.
الثالث : أن خروج عيسى علم الساعة لأنه من علامة القيامة وشروط الساعة، قاله ابن عباس وقتادة ومجاهد والضحاك والسدي.
وروى خالد عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الأَنبِيَاءُ إِخْوَةٌ لَعِلاَّتُ١، أُمَّهَاتُهُم شَتَّى وَدِينُهُم وَاحِدٌ، أَنَا أَولَى النَّاسِ بِعيسَى ابنِ مَرْيَمَ، إِنَّهُ لَيسَ بَينِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ أَوَّلُ نَازِلٍ، فَيَكْسَرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الخنزيرَ، وَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الإِسْلاَمِ ".
وحكى ابن عيسى عن قوم أنهم قالوا : إذا نزل عيسى رفع التكليف لئلا يكون رسولاً إلى أهل ذلك الزمان يأمرهم عن الله تعالى وينهاهم. وهذا قول مردود٢ لثلاثة أمور : للحديث الذي قدمناه، ولأن بقاء الدنيا يقتضي بقاء التكليف فيها، ولأنه ينزل آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر وليس يستنكر أن يكون أمر الله تعالى مقصوراً على تأييد الإسلام والأمر به والدعاء إليه.
وحكى مقاتل أن عيسى ينزل من السماء على ثنية جبل بأرض الشام يقال له أفيق٣.
﴿ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : لا تشكّون فيها يعني الساعة. قاله يحيى بن سلام.
الثاني : فلا تكذّبون بها ؛ قاله السُدي.
﴿ وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّستَقِيمٌ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : القرآن صراط مستقيم إلى الجنة، قاله الحسن.
الثاني : عيسى ؛ قاله ابن عباس.
الثالث : الإسلام، قاله يحيى.
١ رواه البخاري في الأنبياء ٦/ ٣٥٣ و٣٥٤، ومسلم في الفضائل رقم ٢٣٦٥..
٢ في ع مرذول وقد نقل هذا الرد القرطبي في تفسيره ج ١٦ ص ١٠٦..
٣ تكملة الحديث بين ممصرتين وشعر رأسه دهين وبيده حربة يقتل بها الرجال، فيأتي بيت المقدس والناس في صلاة العصر، والإمام يؤم بهم، فيتأخر الإمام فيتقدمه عيسى ويصلي خلفه على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يقتل الخنازير ويكسر الصليب ويخرب البيع والكنائس ويقتل النصارى إلا من آمن به. والحديث رواه أبو هريرة. والممصر من الثياب الذي فيه صفرة خفيفة..
قوله عز وجل :﴿ وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبِيِّنَاتِ ﴾ فيها وجهان :
أحدهما : أنه الإنجيل، قاله قتادة.
الثاني : أنه الآيات التي جاء بها من إحياء الموتى وإبراء الأسقام، والإخبار بكثير من الغيوب، قاله ابن عباس.
﴿ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : بالنبوة ؛ قاله السدي.
الثاني : بعلم ما يؤدي إلى الجميل ويكف عن القبيح ؛ قاله ابن عيسى.
ويحتمل ثالثاً : أن الحكمة الإنجيل الذي أنزل عليه.
﴿ وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ﴾ وفيه قولان :
أحدهما : تبديل التوراة، قاله مجاهد.
الثاني : ما تختلفون فيه من أمر دينكم لا من أمر دنياكم، حكاه ابن عيسى.
وفي قوله :﴿ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ﴾ أي كل الذي تختلفون فيه، فكان البعض هنا بمعنى الكل لأنه ما اقتصر على بيان بعض دون الكل ؛ قاله الأخفش وأنشد لبيد :
ترّاك أمكنة إذا لم أرضها أو يعتلق بعض النفوس حمامها
والموت لا يعتلق بعض النفوس دون بعض.
الثاني : أنه بين لهم بعضه دون جميعه، ويكون معناه أبين لكم بعض ذلك أيضاً وأكلكم في بعضه إلى الاجتهاد، وأضمر ذلك لدلالة الحال عليه.
قوله عز وجل :﴿ فَاخْتَلَفَ الأَحَْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ ﴾ قال قتادة يعني ﴿ مِن بَيْنِهِم ﴾ فيهم قولان :
أحدهما : أنهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى خالف بعضهم بعضاً، قاله مجاهد والسدي.
الثاني : فرق النصارى من النسطورية واليعاقبة والملكية١ اختلفوا في عيسى فقالت النسطورية : هو ابن الله. وقالت اليعاقبة هو الله. وقالت الملكية٢ ثالث ثلاثة أحدهم الله ؛ قاله الكلبي ومقاتل.
١ والملكية ساقطة من ك والملكيون هم المسيحيون الذين خضعوا للمجمع الخلقيدوني (م ٤٥٠) الذي انحاز إليه الملك مرقيانوس وهم في طاعة بطريرك أنطاكية ومنهم الفرع الذي اتحد بالكرسي الرسولي في القرن الثاني عشر ولغتهم الطقسية اليونانية والعربية..
٢ وفي بعض النسخ الملكانية والصواب ما أثبتناه..
﴿هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون﴾
237
قوله عز وجل: ﴿الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ﴾ فيه قولان: أحدهما: أنهم أعداء في الدنيا، لأن كل واحد منهم زين للآخر ما يوبقه، وهو معنى قول مجاهد. الثاني: أنهم أعداء في الآخرة مع ما كان بينهم من التواصل في الدنيا لما رأوا سوء العاقبة فيها بالمقارنة، وهو معنى قول قتادة. وحكى النقاش أن هذه الآية نزلت في أمية بن خلف الجمحي، وعقبة بن أبي معيط كانا خليلين. وكان عقبة يجالس النبي ﷺ فقالت قريش قد صبأ عقبة بن أبي معيط وقال له أمية: وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمداً ولم تتفل في وجهه ففعل عقبة ذلك فنذر النبي ﷺ قتله، فقتله يوم بدر صبراً، وقتل أمية في المعركة، وفيهما نزلت هذه الآية. قوله عز وجل: ﴿أَنتُمْ وأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ﴾ فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: هم وأزواجهم المؤمنات في الدنيا. الثاني: ومن يزوجون من الحور في الآخرة. الثالث: هم وقرناؤهم في الدنيا. وفي ﴿تُحْبَرُونَ﴾ ستة تأويلات: أحدها: تكرمون، قاله ابن عباس، والكرامة في المنزلة. الثاني: تفرحون، قاله الحسن، والفرح في القلب. الثالث: تتنعمون، قاله قتادة، والنعيم في البدن. الرابع: تسرّون، قاله مجاهد، والسرور في العين. الخامس: تعجبون، قاله ابن أبي نجيح، والعجب ها هنا درك ما يستطرف. السادس: أنه التلذذ بالسماع، قاله يحيى بن أبي كثير. قوله عز وجل: ﴿.. وَأَكْوَابٍ﴾ فيها خمسة أقاويل: أحدها: أنه الآنية المدورة الأفواه، قاله مجاهد. الثاني: أنها ليست لها آذن، قاله السدي.
238
الثالث: أن الكوب: المدور القصير العنق القصير العروة، والإبريق: الطويل العنق الطويل العروة، قاله قتادة. الرابع: أنها الأباريق التي لا خراطيم لها، قاله الأخفش. الخامس: أنها الأباريق التي ليس لها عروة، قاله قطرب. قوله عز وجل: ﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُ الأَعْيُنُ﴾ قرأ نافع، وابن عامر، وعاصم في رواية حفص ﴿تَشْتَهِيهِ﴾. ويحتمل وجهين: أحدهما: ما تشتهي الأنفس ما تتمناه، وما تلذ الأعين هو ما رآه فاشتهاه. الثاني: ما تشتهيه الأنفس هو ما كان طيب المخبر، وما تلذ الأعين ما كان حسن المنظر.
239
قوله عز وجل :﴿ الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أنهم أعداء في الدنيا، لأن كل واحد منهم زين للآخر ما يوبقه ؛ وهو معنى قول مجاهد.
الثاني : أنهم أعداء في الآخرة مع ما كان بينهم من التواصل في الدنيا لما رأوا سوء العاقبة فيها بالمقارنة وهو معنى قول قتادة.
وحكى النقاش أن هذه الآية نزلت في أمية بن خلف الجمحي وعقبة ابن أبي معيط < كانا خليلين، وكان عقبة يجالس النبي صلى الله عليه وسلم فقالت قريش قد صبأ عقبة بن أبي معيط>١ وقال له أمية : وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمداً ولم تتفل في وجهه ففعل عقبة ذلك، فنذر النبي صلى الله عليه وسلم قتله، فقتله يوم بدر صبراً، وقتل أمية في المعركة، وفيهما نزلت هذه الآية.
١ ساقط من نسخة ع..
قوله عز وجل :﴿ أَنتُمْ وأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : هم وأزواجهم المؤمنات في الدنيا.
الثاني : ومن يزوجون من الحور في الآخرة.
الثالث : هم وقرناؤهم في الدنيا.
وفي ﴿ تُحْبَرُونَ ﴾ ستة تأويلات :
أحدها : تكرمون ؛ قاله ابن عباس١، والكرامة في المنزلة.
الثاني : تفرحون ؛ قاله الحسن. والفرح في القلب.
الثالث : تتنعمون، قاله قتادة. والنعيم في البدن.
الرابع : تسرّون، قاله مجاهد. والسرور في العين.
الخامس : تعجبون، قاله ابن أبي نجيح. والعجب ها هنا درك ما يستطرف.
السادس : أنه التلذذ بالسماع ؛ قاله يحيى بن أبي كثير.
١ في ع ابن عيسى والحق من هذا القول منقول عن ابن عباس كما ذكرت أكثر كتب التفسير..
قوله عز وجل :﴿. . وَأَكْوَابٍ ﴾ فيها خمسة أقاويل :
أحدها : أنه الآنية المدورة الأفواه، قاله مجاهد.
الثاني : أنها ليست لها آذن ؛ قاله السدي.
الثالث : أن الكوب : المدور القصير العنق القصير العروة، والإبريق : الطويل العنق الطويل العروة ؛ قاله قتادة.
الرابع : أنها الأباريق التي لا خراطيم لها ؛ قاله الأخفش.
الخامس : أنها الأباريق التي ليس لها عروة، قاله قطرب.
قوله عز وجل :﴿ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُ الأَعْيُنُ ﴾ قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية حفص ﴿ تَشْتَهِيهِ ﴾.
ويحتمل وجهين :
أحدهما : ما تشتهي الأنفس ما تتمناه، وما تلذ الأعين هو ما رآه فاشتهاه.
الثاني : ما تشتهيه الأنفس هو ما كان طيب المخبر، وما تلذ الأعين ما كان حسن المنظر.
﴿إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون﴾ قوله عز وجل: ﴿وَنَادَوْاْ يَا مَالِكُ﴾ هذا نداء أهل النار لخزانها حين ذاقوا عذابها. ﴿لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾ أي يميتنا، طلبوا الموت ليستريحوا به من عذاب النار. ﴿قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ﴾ أي لابثون في عذابها أحياء، وفي مدة ما بين ندائهم وجوابه أربعة أقاويل. أحدها: أربعون سنة، قاله عبد الله بن عمرو. الثاني: ثمانون سنة، قاله السدي. الثالث: مائة سنة، قاله نوف.
239
الرابع: ألف سنة، قاله ابن عباس، لأن بعد ما بين النداء والجواب أخزى لهم وأذل. قوله تعالى: ﴿أَمْ أَبْرَمُواْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أم أجمعوا على التكذيب فإنا مجمعون على الجزاء بالبعث، قاله قتادة. الثاني: أن أحكموا كيداً فإنا محكمون لها كيداً، قاله ابن زيد. الثالث: قضوا أمراً فإنا قاضون عليهم بالعذاب، قاله الكلبي. وقيل إن هذه الآية نزلت في كفار قريش حين اجتمع وجوههم في دار الندوة يتشاورون في أمر النبي ﷺ حتى استقر رأيهم على ما أشار به أبو جهل عليهم أن يبرز من كل قبيلة رجل ليشتركوا في قتله فتضعف المطالبة بدمه، فنزلت هذه الآية، وقتل الله جميعهم عليهم اللعنة يوم بدر.
240
قوله عز وجل :﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ ﴾ هذا نداء أهل النار لخزانها حين ذاقوا١ عذابها.
﴿ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ﴾ أي يميتنا، طلبوا الموت ليستريحوا به من عذاب النار.
﴿ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ﴾ أي لابثون في عذابها أحياء، وفي٢ مدة ما بين ندائهم وجوابه أربعة أقاويل.
أحدها : أربعون سنة، قاله عبد الله بن عمرو.
الثاني : ثمانون سنة، قاله السدي.
الثالث : مائة سنة، قاله نوف٣.
الرابع : ألف سنة، قاله ابن عباس، لأن بعد ما بين النداء والجواب أخزى لهم وأذل.
١ في ع خافوا عذابها..
٢ في ك وفي هذه المدة..
٣ المراد نوف البكالي..
قوله تعالى :﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أم أجمعوا على التكذيب فإنا مجمعون على الجزاء بالبعث، قاله قتادة.
الثاني١ : أم أحكموا كيداً فإنا محكمون لها كيداً ؛ قاله ابن زيد.
الثالث : قضوا أمراً فإنا قاضون عليهم بالعذاب ؛ قاله الكلبي.
وقيل إن هذه الآية نزلت في كفار قريش حين اجتمع وجوههم في دار الندوة يتشاورون في أمر النبي صلى الله عليه وسلم حتى استقر رأيهم على ما أشار به أبو جهل عليهم أن يبرز من كل قبيلة رجل٢ ليشتركوا في قتله فتضعف المطالبة بدمه، فنزلت هذه الآية٣، وقتل الله جميعهم عليهم٤ اللعنة يوم بدر.
١ الثاني ساقطة من ك..
٢ رجل ساقطة من ك..
٣ الآية ساقطة من ك..
٤ عليهم اللعنة ساقطة من ع..
﴿قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون﴾ قوله عز وجل: ﴿قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ فيه ستة أقاويل: أحدها: إن كان للرحمن ولد فأنا أول من يعبد الله ليس له ولد، قاله ابن زيد. ومجاهد. الثاني: معناه فأنا أول العابدين، ولكن لم يكن ولا ينبغي أن يكون، قاله قتادة.
240
الثالث: قل لم يكن للرحمن ولد وأنا أول الشاهدين بأن ليس له ولد. قاله ابن عباس. الرابع: قل ما كان للرحمن ولد، وهذا كلام تام ثم استأنف فقال: فأنا أول العابدين أي الموحدين من أهل مكة، قاله السدي. الخامس: قل إن قلتم إن للرحمن ولداً فأنا أول الجاحدين أن يكون له ولد، قاله سفيان. السادس: إن كان للرحمن ولد فأنا أول الآنفين أن يكون له ولد، قاله الكسائي وابن قتيبة، ومنه قول الفرزدق:
(أولئك آبائي فجئني بمثلهم وأعْبُدُ أن أهجو تميماً بدارم)
قوله عز وجل: ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَآءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ﴾ وهذا إبطال أن يكون غير الله إلَهاً وأن الإلَه هو الذي يكون في السماء إلهاً وفي الأرض إلهاً وليست هذه صفة لغير الله، فوجب أن يكون هو الإله. وفي معنى الكلام وجهان: أحدهما: أنه الموحد في السماء والأرض، قاله مقاتل. الثاني: أنه المعبود في السماء والأرض، قاله الكلبي. ﴿وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: أنه يذكر ذلك صفة لتعظيمه. الثاني: أنه يذكره تعليلاً لإلاهيته لأنه حكيم عليم وليس في الأصنام حكيم عليم. قوله عز وجل: ﴿وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دَونِهِ الشَّفَاعَةَ﴾ فيها قولان: أحدهما: الشركة ومنه أخذت الشفعة في البيع لاستحقاق الشريك لها. ويكون معنى الكلام أن الذين يدعون من دون الله لا يملكون مع الله شركة يستحقون أن يكونوا بها آلهة إلا أن يشهدوا عند الله بالحق على من عليه حق أو له حق، وهذا معنى قول ابن بحر.
241
الثاني: أن الشفاعة استعطاف المشفوع إليه فيما يرجى، واستصفاحه فيما يخشى وهو قول الجمهور. وقيل إن سبب نزولها ما حكي أن النضر بن الحارث ونفراً من قريش قالوا إن كان ما يقوله محمد حقاً فنحن نتولى الملائكة، وهم أحق بالشفاعة لنا منه فأنزل الله تعالى ﴿وَلاَ يَمْلِكُ الِّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ﴾ معناه الذين يعبدونهم من دون الله وهم الملائكة الشفاعة لهم. وقال قتادة: هم الملائكة وعيسى وعزير لأنهم عبدوا من دون الله. ﴿إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: يعني أن الشهادة بالحق إنما هي لمن شهد في الدنيا بالحق وهم يعلمون أنه الحق فتشفع لهم الملائكة، قاله الحسن. الثاني: أن الملائكة لا تشفع إلا لمن شهد أن لا إله إلا الله وهم يعلمون أن الله ربهم. قوله عز وجل: ﴿وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَّ يَؤْمِنُونَ﴾ وهي تقرأ على ثلاثة أوجه بالنصب والجر والرفع. فأما الجر فهي على قراءة عاصم وحمزة، وهي في المعنى راجعة إلى قوله تعالى ﴿وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ وعلم قيلِه. وأما الرفع فهو قراءة الأعرج، ومعناها ابتداء، وقيله، قيل محمد، يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون. والقيل هو القول. وأما النصب فهي قراءة الباقين من أئمة القراء، وفي تأويلها أربعة أوجه: أحدها: بمعنى إلا من شهد بالحق وقال قيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون، على وجه الإنكار عليهم، قاله ابن عيسى. الثاني: أنها بمعنى أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم وقيلَه يا رب، قاله يحيى بن سلام.
242
الثالث: بمعنى وشكا محمد إلى ربه قيله، ثم ابتداء فأخبر ﴿يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلآءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ﴾، قاله الزجاج. قوله عز وجل: ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ﴾ قال قتادة: أمره بالصفح عنهم، ثم أمره بقتالهم فصار الصفح منسوخاً بالسيف. ويحتمل الصفح عن سفههم أن يقابلهم عليه ندباً له إلى الحلم. ﴿وَقُلْ سَلاَمٌ﴾ فيه خمسة أوجه: أحدها: أي قل ما تسلم به من شرهم، قاله ابن عيسى. الثاني: قل خيراً بدلاً من شرهم؛ قاله السدي. الثالث: أي احلم عنهم؛ قاله الحسن. الرابع: أنه أمره بتوديعهم بالسلام ولم يجعله تحية لهم؛ حكاه النقاش. الخامس: أنه عرفه بذلك كيف السلام عليهم؛ رواه شعيب بن الحباب. ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ يحتمل أمرين: أحدهما: فسوف يعلمون حلول العذاب بهم. الثاني: فسوف يعلمون صدقك في إنذارهم، والله أعلم.
243
سورة الدخان

بسم الله الرحمن الرحيم

244
قوله عز وجل :﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ ﴾ وهذا إبطال أن يكون غير الله إلَهاً، وأن الإلَه هو الذي يكون في السماء إلهاً وفي الأرض إلهاً، وليست هذه صفة لغير الله، فوجب أن يكون هو الإله.
وفي معنى الكلام وجهان :
أحدهما : أنه الموحد١ في السماء والأرض قاله مقاتل.
الثاني : أنه المعبود في السماء والأرض، قاله الكلبي.
﴿ وَهُوَ الْحَكِيمُ٢ الْعَلِيمُ ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : أنه يذكر ذلك صفة لتعظيمه.
الثاني : أنه يذكره تعليلاً لإلاهيته لأنه حكيم عليم وليس في الأصنام حكيم عليم.
١ في ع الموكل..
٢ حكيم على وزن فعيل صيغة مبالغة واسم الفاعل حاكم وقيل معناه الحكيم، وقال قوم الحكيم المانع من الفساد. أما العليم فهو صيغة مبالغة أيضا واسم الفاعل عالم..
قوله عز وجل :﴿ وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دَونِهِ الشَّفَاعَةَ ﴾ فيها قولان :
أحدهما : الشركة ومنه أخذت الشفعة في البيع لاستحقاق الشريك لها. ويكون معنى الكلام أن الذين يدعون من دون الله لا يملكون مع الله شركة يستحقون أن يكونوا بها آلهة إلا أن يشهدوا عند الله بالحق على من عليه حق أو له حق ؛ وهذا معنى قول ابن بحر.
الثاني : أن الشفاعة استعطاف المشفوع إليه فيما يرجى، واستصفاحه فيما يخشى، وهو قول الجمهور.
وقيل إن سبب نزولها ما حكي أن النضر بن الحارث ونفراً من قريش قالوا إن كان ما يقوله محمد حقاً فنحن نتولى الملائكة، وهم أحق بالشفاعة لنا منه فأنزل الله تعالى ﴿ وَلاَ يَمْلِكُ الِّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ ﴾ معناه الذين يعبدونهم من دون الله وهم الملائكة الشفاعة لهم. وقال قتادة : هم الملائكة وعيسى وعزير لأنهم عبدوا من دون الله.
﴿ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما١ : يعني أن الشهادة بالحق إنما هي لمن شهد في الدنيا بالحق وهم يعلمون أنه الحق فتشفع لهم الملائكة ؛ قاله الحسن.
الثاني : أن الملائكة لا تشفع إلا لمن شهد أن لا إله إلا الله وهم يعلمون أن الله ربهم.
١ أحدهما ساقطة من ك..
قوله عز وجل :﴿ وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَّ يَؤْمِنُونَ ﴾ وهي تقرأ على ثلاثة أوجه بالنصب والجر والرفع.
فأما الجر فهي على قراءة عاصم وحمزة وهي في المعنى راجعة إلى قوله تعالى ﴿ وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ﴾ وعلم قيلِه.
وأما الرفع فهو قراءة الأعرج١، ومعناها ابتداء كلام [ تقديره ] ٢ : وقيله، قيل محمد، يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون. والقيل هو القول.
وأما النصب فهي قراءة الباقين من أئمة القراء، وفي تأويلها أربعة أوجه :
أحدها : بمعنى إلا من شهد بالحق وقال قيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون. على وجه الإنكار عليهم٣، قاله ابن عيسى.
الثاني : أنها بمعنى أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم وقيلَه يا رب، قاله يحيى بن سلام.
الثالث : بمعنى وشكا محمد إلى ربه قيله، ثم ابتداء فأخبر ﴿ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ ﴾ ؛ قاله الزجاج٤.
١ وبهما قرأ قتادة وابن هرمز ومسلم بن جندب..
٢ في الأصول بخبر بدل كلمه تقديره ولا معنى لها والتصويب من تفسير القرطبي ج ١٦ ص ١٢٤..
٣ نعليهم ساقطة من ك..
٤ في ع قاله قتادة وهذا القول منسوب إلى الفراء والأخفش في تفسير القرطبي١٦ ج ١٢٤.
قوله عز وجل :﴿ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ ﴾ قال قتادة : أمره بالصفح عنهم، ثم أمره بقتالهم فصار الصفح منسوخاً بالسيف. ويحتمل الصفح عن سفههم أن [ لا ] يقابلهم عليه ندباً١ له إلى الحلم.
﴿ وَقُلْ سَلاَمٌ ﴾ فيه خمسة أوجه :
أحدها : أي قل ما تسلم به من شرهم ؛ قاله ابن عيسى.
الثاني : قل خيراً بدلاً من شرهم ؛ قاله السدي.
الثالث : أي احلم عنهم ؛ قاله الحسن.
الرابع : أنه أمره بتوديعهم بالسلام ولم يجعله تحية لهم ؛ حكاه النقاش.
الخامس : أنه عرفه بذلك كيف السلام عليهم ؛ رواه شعيب بن الحبحاب.
﴿ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾ يحتمل أمرين :
أحدهما : فسوف يعلمون حلول العذاب بهم.
الثاني : فسوف يعلمون صدقك في إنذارهم. والله أعلم.
١ في ك بذلا له إلى الحلم..
Icon