هي تسع عشرة آية وقيل عشرون آية وهي مكية
قال الماوردي كلها مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر. قال وقال ابن عباس وقتادة إلا آيتين منها ﴿ واصبر على ما يقولون ﴾ والتي تليها، وقال الثعلبي إلا قوله :﴿ إن ربك يعلم أنك تقوم ﴾ إلى آخر السورة فإنه نزل بالمدينة، أخرج النحاس عن ابن عباس أنه قال نزلت بمكة إلا آيتين ﴿ إن ربك يعلم ﴾ الخ، وأخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت يا أيها المزمل بمكة، وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله، وعن جابر " قال اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا سموا هذا الرجل اسما تصدون الناس عنه فقالوا كاهن، قالوا ليس بكاهن، قالوا مجنون قالوا ليس بمجنون، قالوا ساحر، قالوا ليس بساحر فتفرق المشركون على ذلك. فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فتزمل في ثيابه وتدثر فيها فأتاه جبريل فقال :﴿ يا أيها المزمل، يا أيها المدثر ﴾ " أخرجه البراز والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل، وقال البراز بعد إخراجه من طريق معلى بن عبد الرحمن أن معلى قد حدث عنه جماعة من أهل العلم واحتملوا حديثه لكنه إذا تفرد بالأحاديث لا يتابع عليها، وعن ابن عباس " قال بت عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي من الليل فصلى ثلاث عشرة ركعة منها ركعتا الفجر، فحرزت قيامه في كل ركعة بقدر يا أيها المزمل "، أخرجه أبو داود والبيهقي في السنن.
ﰡ
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع صوت الملك ونظر إليه أخذته الرعدة فأتى أهله وقال زملوني دثروني، وكان خطابه صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الخطاب في أول نزول الوحي، ثم بعد ذلك خوطب بالنبوة والرسالة، وقال ابن عباس زملت هذا الأمر فقم به، وعنه قال يتزمل بالثياب، قال السهيلي ليس المزمل من أسماء النبي ﷺ كما ذهب إليه بعض الناس وعدوه في أسمائه صلى الله عليه وسلم، وإنما المزمل
وفي خطابه ﷺ بهذا الاسم فائدتان (إحداهما) الملاطفة فإن العرب إذا قصدت ملاطفة المخاطب وترك المعاتبة سموه باسم مشتق من حالته التي هو عليها " كقول النبي ﷺ لعلي حين غاضب فاطمة رضي الله عنها فأتاه وهو نائم وقد لصق بجنبه التراب فقال له: " قم أبا تراب "، إشعاراً له بأنه غير عاتب عليه وملاطف له. وكذلك قوله ﷺ لحذيفة " قم يا نومان وكان نائماً " ملاطفة له وإشعاراً بترك العتب، فقول الله تعالى لمحمد ﷺ (يا أيها المزمل) فيه تأنيس له وملاطفة ليستشعر أنه غير عاتب عليه.
والفائدة الثانية التنبيه لكل متزمل راقد ليله أن يتنبه إلى قيام الليل وذكر الله تعالى، لأن الاسم المشتق من الفعل يشترك فيه مع المخاطب كل من عمل ذلك العمل واتصف بتلك الصفة، ذكره الخطيب.
والعامة على كسر الميم لالتقاء الساكنين، وأبو السماك يضمها إتباعاً لحركة القاف، وقرىء بفتحها طلباً للخفة، قال أبو الفتح والغرض الهرب من التقاء الساكنين فبأي حركة حرك الأول حصل الغرض.
أخرج أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي والبيهقي وغيرهم عن سعد بن هشام قال قلت لعائشة " أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت ألست تقرأ هذه السورة (يا أيها المزمل) قلت بلى، قالت فإن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام رسول الله ﷺ وأصحابه حولاً حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها في السماء اثني عشر شهراً. ثم أنزل التخفيف في آخر هذه السورة، وصار قيام الليل تطوعاً من بعد فرضه " وقد روي هذا الحديث عنها من طرق.
وعن ابن عباس قال: " لما نزل أول المزمل كانوا يقومون نحواً من قيامهم في شهر رمضان حتى نزل آخرها وكان بين أولها وآخرها نحو من سنة " أخرجه البيهقي والحاكم وصححه والطبراني وغيرهم، وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: " لما نزلت يا أيها المزمل قاموا حولاً حتى ورمت أقدامهم وسوقهم حتى نزلت (فاقرأوا ما تيسر منه) فاستراح الناس " وأخرج أبو داود في ناسخه وابن نصر وابن مردويه والبيهقي في سننه من طريق عكرمة عن ابن عباس " في الآية قال نسختها الآية التي فيها (عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) ".
وقوله (إلا قليلاً) استثناء من الليل أي صل الليل كله إلا يسيراً منه، والقليل من الشيء هو ما دون النصف، وقيل ما دون السدس، وقيل ما دون العشر، وقال مقاتل والكلبي المراد بالقليل هنا الثلث وقد أغنانا عن هذا الاختلاف قوله
(أو انقص منه قليلاً) الضمير في منه وعليه عائد إلى النصف والمعنى قم نصف الليل أو انقص من النصف قليلاً إلى الثلث.
قال الحفناوي قوله وقلته الخ جواب عما يقال أن النصف مساو للنصف الآخر فكيف يوصف بالقلة ومحصل الجواب أنه يوصف بها بالنظر لكل الليل لا بالنظر للنصف الآخر منه قال الأخفش نصفه أي أو نصفه كما يقال أعطه درهماً درهمين ثلاثة يريد أو درهمين أو ثلاثة، قال الواحدي قال المفسرون أو انقص من النصف قليلاً إلى الثلث أو زد على النصف إلى الثلثين جعل له سعة في مدة قيامه في الليل، وخيره في هذه الساعات للقيام، فكان النبي ﷺ وطائفة معه يقومون على هذه المقادير، وشق ذلك عليهم فكان الرجل لا يدري كم صلى أو كم بقي من الليل، فكان يقوم الليل كله حتى خفف الله عنهم ورحمهم ونسخ وجوب قيام الليل في حقه وحقنا.
وقيل الضميران في (منه وعليه) راجعان للأقل من النصف كأنه قال قم أقل من نصفه أو قم أنقص من ذلك الأقل، أو أزيد منه قليلاً، وهو بعيد جداً: والظاهر أن نصفه بدل من قليلاً، والضميران راجعان إلى النصف المبدل من قليلاً.
واختلف في الناسخ لهذا الأمر فقيل هو قوله (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه) إلى آخر السورة كما تقدم وقيل هو قوله (علم أن لن تحصوه) الخ وقيل هو قوله (علم أن سيكون منكم مرضى) الخ وقيل هو منسوخ بالصلوات الخمس. وبهذا قال مقاتل والشافعي وابن كيسان، وقيل هو قوله:
(فاقرؤا ما تيسر منه) وليس في القرآن سورة نسخ آخرها أولها إلا هذه
وأما على القول بأن قوله (إن ربك يعلم) مدني فبين الناسخ والمنسوخ عشر سنين لما علمت أن نزول المنسوخ كان في أول الوحي بمكة، ونزول الناسخ كان بالمدينة، وأقل ما يتحقق بينهما عشر سنين، وقد قال به سعيد بن جبير، وقيل نسخ التقدير بمكة وبقي التهجد حتى نسخ بالمدينة، وقيل نسخ أولها بآخرها ثم نسخ آخرها بإيجاب الصلوات الخمس، وذهب الحسن وابن سيرين إلى أن صلاة الليل فريضة على كل مسلم ولو قدر حلب شاة.
(ورتل القرآن ترتيلاً) أي اقرأه على مهل مع تدبر، وقيل بين وفصل من الثغر المرتل أي المفلج الأسنان، وكلام رتل بالتحريك أي مرتل، وثغر رتل أيضاًً إذا كان مستوي البنيان، أو اقرأ على تؤدة بتبيين الحروف وحفظ الوقوف وإشباع الحركات، بحيث يتمكن السامع من عدها، وقال الضحاك: اقرأه حرفاً حرفاً، وقال الزجاج: هو أن يبين جميع الحروف ويوفي حقها من الإشباع، وأصل الترتيل التنضيد والتنسيق وحسن النظام، وقال ابن عباس: بينه تبيينا، وتأكيد الفعل بالمصدر يدل على المبالغة، وإيجاب الأمر على وجه لا يلتبس فيه بعض الحروف ببعض، ولا ينقص من النطق بالحرف من مخرجه المعلوم، مع استيفاء حركته المعتبرة وأنه لا بد منه للقارىء.
عن قتادة قال سئل أنس " كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال كانت مداً ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم " أخرجه البخاري (١)، وعن أم سلمة وقد سألها يعلى بن
_________
(١) قال ابن كثير: وقوله تعالى: (ورتل القرآن ترتيلاً) أي: اقرأه على تمهُّل فإنه يكون عوناً على فهم القرآن وتدبُّره، قال، وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه، قالت عائشة رضي الله عنها: كان يقرأ السورة فيرتِّلها حتى تكون أطول من أطوال منها. وفي " صحيح البخاري " عن أنس أنه سئل عن قراءة رسول الله ﷺ فقال: كانت مَدَّاًً، ثم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد (بسم الله) ويمد (الرحمن) ويمد (الرحيم). ثم قال: وروى الإمام
-[٣٨٢]-
أحمد عن عبد الله بن عمرو عن النبي ﷺ قال: " يقال لقارىء القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها " ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وللترمذي قالت " كان رسول الله ﷺ يقطع قراءته يقول الحمد لله رب العالمين، ثم يقف، الرحمن الرحيم، ثم يقف، وكان يقول مالك يوم الدين ثم يقف " وفي رواية أبي داود قالت " قراءة رسول الله ﷺ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين؛ الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، يقطع قراءته آية آية ".
وعن عبد الله بن مغفل قال: " رأيت رسول الله ﷺ يوم فتح مكة على ناقته يقرأ سورة الفتح فرجع في قراءته " أخرجه الشيخان. وعن جابر قال: " خرج علينا رسول الله ﷺ ونحن نقرأ القرآن وفينا العربي والعجمي فقال اقرأوا وكل حسن، وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه " أخرجه أبو داود، وزاد غيره في رواية " لا يجاوز تراقيهم ".
وعن ابن مسعود قال لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هَذّ الشعر، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب، ولا يكن هَمُّ أحدكم آخر السورة، وفي الباب أحاديث.
والمقصود من الترتيل إنما هو حضور القلب عند القراءة لا مجرد إخراج الحروف من الحلقوم بتعويج الوجه والفم وألحان الغناء كما يعتاده قراء هذا الزمان من أهل مصر وغيره، في مكة المكرمة وغيرها، بل هو بدعة أحدثها البطالون الأكالون، والحمقاء الجاهلون بالشرائع وأدلتها الصادقة، وليس هذا بأول قارورة كسرت في الإسلام.
_________
(١) زاد المسير ٨/ ٣٨٩.
وقوله
قال قتادة: ثقيل والله فرائضه وحدوده، وقال مجاهد: حلاله وحرامه، وقال الحسن: العمل به، وقال أبو العالية: ثقيلاً بالوعد والوعيد والحلال والحرام، وقال محمد بن كعب: ثقيل على المنافقين والكفار بما فيها من الاحتجاج عليهم والبيان لضلالهم وهتك أسرارهم، وبطلان أديانهم وسب آلهتهم، وقال السدي: ثقيل بمعنى كريم من قولهم فلان ثقل عليّ أي كرم عليّ، قال الفراء: ثقيلاً أي رزيناً ليس بالخفيف السفساف، لأنه كلام ربنا، وقال الحسين بن الفضل: ثقيلاً لا يحمله إلا قلب مؤيد بالتوفيق، ونفس مزينة بالتوحيد، وقيل هو خفيف على اللسان بالتلاوة ثقيل في الميزان بالثواب يوم القيامة، وقيل ثقيل أي ثابت كثبوت، الثقيل في محله، ومعناه أنه ثابت الإعجاز لا يزول إعجازه أبداً، وقيل وصفه بكونه ثقيلاً حقيقة لما ثبت " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها (١) على الأرض فما تستطيع أن تتحرك حتى يسرى عنه " أخرجه أحمد
_________
(١) الجران: باطن العنق.
وقيل ثقيلاً بمعنى أن العقل الواحد لا يفي بإدراك فوائده ومعانيه بالكلية، فالمتكلمون غاصوا في بحار معقولاته، والفقهاء بحثوا عن أحكامه وكذا أهل اللغة والنحو والمعاني والبيان، ثم لا يزال كل متأخر يفوز منه بفوائد ما وصل إليها المتقدمون، فعلمنا أن الإنسان الواحد لا يقوى على الاستقلال بحمله فصار كالجبل الثقيل الذي يعجز الخلق عن حمله، والأولى أن جميع هذه المعاني فيه، وقال القشيري القول الثقيل هو قول لا إله إلا الله لأنه ورد في الخبر " لا إله إلا الله خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان ".
_________
(١) رواه البخاري في " صحيحه " عن عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يأتيك الوحي؟ فقال: أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده عليَّ، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلّمني فأعي ما يقول: قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي ﷺ في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه يتفصَّد عرقاً.
قال ابن الأعرابي إذا نمت من أول الليل ثم قمت فتلك المنشأة والنشأة ومنه ناشئة الليل قيل وناشئة الليل هي ما بين المغرب والعشاء لأن معنى نشأ ابتدأ وكان زين العابدين علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما يصلي بين المغرب والعشاء ويقول: هذه ناشئة الليل، وقال عكرمة وعطاء: هي بدو
وقال في الصحاح: ناشئة الليل أول ساعاته، وقال الحسن: هي ما بعد العشاء الآخرة إلى الصبح، وقال ابن عباس: هي قيام الليل بلسان الحبشة إذا قام الرجل قالوا نشأ، قال الشيخ فعلى هذا هي جمع ناشىء أي قائم (قلت) يعني أنها صفة لشيء يفهم الجمع أي طائفة أو فرقة ناشئة وإلا ففاعل لا يجمع على فاعلة.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال: هي أوله، وعنه قال الليل كله ناشئة، وعن ابن مسعود قال ناشئة الليل بالحبشية قيام الليل، وعن أنس بن مالك: قال هي ما بين المغرب والعشاء.
(هي أشد وطأً) قرأ الجمهور بفتح الواو وسكون الطاء مقصورة واختارها أبو حاتم وقرىء بكسر الواو وفتح الطاء ممدودة واختار هذه الفراء وأبو عبيدة، فالمعنى على الأولى أن الصلاة ناشئة الليل أثقل على المصلي من صلاة النهار، لأن الليل للنوم، قال ابن قتيبة المعنى أنها أثقل على المصلي من ساعات النهار من قول العرب اشتدت على القوم وطأة السلطان إذا ثقل عليهم ما يلزمهم منه، ومنه قوله صلى الله عليه عليه وآله وسلم " اللهم اشدد وطأتك على مضر " (١).
والمعنى على القراءة الثانية أنها أشد مواطأة أي موافقة السمع للقلب على تفهم القرآن من قولهم واطأت فلاناً على كذا مواطأة ووطاء إذا وافقته عليه، قال مجاهد وابن أبي مليكة: أي أشد موافقة بين القلب والسمع والبصر واللسان، لانقطاع الأصوات والحركات فيها، ومنه (ليواطئوا عدة ما حرم الله) أي ليوافقوا، وقال الأخفش: أشد قياماً، وقال الفراء: أي أثبت للعمل وأدوم لمن أراد الاستكثار من العبادة، والليل وقت الفراغ عن الاشتغال
_________
(١) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة القنوت في صلاة الصبح.
(وأقوم قيلاً) أي أبين قولاً، وأسد مقالاً، وأثبت قراءة وأصح قولاً من النهار لحضور القلب فيها وهدو الأصوات وسكونها، وأشد استقامة واستمراراً على الصواب، لأن الأصوات فيها هادئة والدنيا ساكنة، فلا يضطرب على المصلي ما يقرأه، قال قتادة ومجاهد: أي أصوب للقراءة وأثبت للقول لأنه زمان التفهم، قال أبو علي الفارسي: أَقوم قيلاً أي أشد استقامة بفراغ البال بالليل، قال الكلبي: أي أبين قولاً بالقرآن، وقال عكرمة: أي أتم نشاطاً وإخلاصاً وأكثر بركة، وقال ابن زيد: أجدر أن يتفقه في القرآن وقيل أعجل إجابة للدعاء.
وقال ابن عباس: السبح الفراغ للحاجة والنوم، قال ابن قتيبة: أي تصرفاً وإقبالاً وإدباراً في حوائجك وأشغالك وقيل فراغاً وسعة لنومك وراحتك، وقال الخليل: سبحاً أي نوماً والسبح التمدد، وقال الزجاج: المعنى إن فاتك في الليل شيء فلك في النهار فراغ للاستدراك.
وقرىء سبخاً بالخاء المعجمة قيل ومعنى هذه القراءة الخفة والسعة والاستراحة، قال الأصمعي يقال سبخ الله الحمى أي خففها، وسبخ الحر فتر وخف ومنه قول الشاعر.
فسبخ عليك الهم واعلم بأنه | إذا قدر الرحمن شيئاًً فكائن |
(وتبتل تبتيلاً) أي انقطع إليه انقطاعاً بالإشتغال لعبادته، والتبتل الانقطاع يقال تبتلت الشيء أي قطعته وميزته عن غيره، وصدقة بتلة أي منقطعة من مال صاحبها، ويقال للراهب تبتل لانقطاعه عن الناس، ووضع تبتيلاً مكان تبتلاً لرعاية الفواصل، قال الواحدي والتبتل رفض الدنيا وما فيها والتماس ما عند الله، وقيل المعنى أخلص إليه إخلاصاً، وقيل توكل عليه توكلاً.
(لا إله إلا هو) أو على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو رب الخ وقرأ زيد بن علي بنصبه على المدح، وقرأ الجمهور المشرق والمغرب مفردين، وقرأ ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم المشارق والمغارب على الجمع، وقد قدمنا تفسير المشرق والمغرب والمشرقين والمغربين والمشارق والمغارب.
(فاتخذه وكيلاً) أي إذا عرفت أنه المختص بالربوبية فاتخذه قائماً بأمورك وعول عليه في جميعها، وقيل كفيلاً بما وعدك من الجزاء والنصر، وفائدة الفاء أن لا تلبث بعد أن عرفت في تفويض الأمور إلى الواحد القهار إذ لا عذر لك في الانتظار بعد الإقرار.
قال البقاعي وليس ذلك بأن يترك الإنسان كل عمل فإن ذلك طمع فارغ بل بالإجمال في طلب كل ما ندب الإنسان إلى طلبه ليكون متوكلاً في السبب، منتظراً المسبب، فلا يهمل الأسباب ويتركها طامعاً في المسببات، لأنه حينئذ يكون كمن يطلب الولد من غير زوجة، وهو مخالف لحكمة هذه الدار المبنية على الأسباب.
(أولي النعمة) أي أرباب الغنى والسعة والترفه واللذة في الدنيا، والنعمة بالفتح التنعم بالكسر الإنعام وبالضم المسرة.
(ومهلهم قليلاً) أي تمهيلاً قليلاً، على أنه نعت لمصدر محذوف، أو زماناً قليلاً على أنه صفة لزمان محذوف، والمعنى أمهلهم إلى انقضاء آجالهم، وقيل إلى نزول عقوبة الدنيا بهم كيوم بدر، قالت عائشة " لما نزلت هذه الآية لم يكن إلا يسيراً حتى كانت وقعة بدر " وقيل إلى يوم القيامة، والأول أولى لقوله:
(وجحيماً) أي ناراً مؤججة محرقة
(ليس لهم طعام إلا من ضريع) وقال: هو شوك العوسج، قال عكرمة: هو شوك يأخذ بالحلق لا يدخل ولا يخرج والغصة الشجى في الحلق وهو ما ينشب فيه من عظم أو غيره وجمعها غصص (وعذاباً أليماً) أي ونوعاً آخر من العذاب غير ما ذكر وجعاً يخلص وجعه إلى القلب.
(وكانت الجبال) أي وتكون الجبال التي هي مراسي الأرض وأوتادها (كثيباً مهيلاً) وإنما عبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه، والكثيب الرمل المجتمع من كثب الشيء إذا جمعه، كأنه فعيل بمعنى مفعول، والمهيل الذي يمر تحت الأرجل، قال الواحدي: أي رملاً سائلاً يقال لكل شيء أرسلته إرسالاً من تراب أو طعام أهلته هيلاً، قال الضحاك والكلبي: المهيل الذي إذا وطئته بالقدم زل من تحتها، وإذا أخذت أسفله انهال. وقال ابن عباس: المهيل الذي إذا أخذت منه شيئاًً تبعك آخره، وعنه قال المهيل الرمل السائل.
(كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً) يعني موسى
(فأخذناه أخذاً وبيلاً) أي شديداً ثقيلاً غليظاً، ومنه قيل للمطر وابل، وقال الأخفش شديداً، وبه قال ابن عباس، والمعنى متقارب، ومنه طعام وبيل إذا كان لا يستمرأ.
(يجعل الولدان شيباً) لشدة هوله أي يصير الولدان شيوخاً شمطاً، والشيب جمع أشيب، وهذا يجوز أن يكون حقيقة وأنهم يصيرون كذلك، أو تمثيلاً لأن من شاهد الهول العظيم تقاصرت قواه وضعفت أعضاؤه وصار كالشيخ في الضعف وسقوط القوة، قال الشاعر:
والهم يخترم الجسيم نحافة | ويشيب ناصية الصبى ويهرم |
قال الحسن أي كيف تتقون يوماً يجعل الولدان شيباً إذ كفرتم وكذا قرأ ابن مسعود وعطية، ويوماً مفعول به لتتقون، قال ابن الأنباري: ومنهم من نصب اليوم بكفرتم، وهذا قبيح، والولدان الصبيان.
وعن ابن عباس " أن رسول الله ﷺ قرأ يجعل الولدان شيباً قال ذلك يوم القيامة. وذلك يوم يقول الله لآدم قم فابعث من ذريتك بعثاً إلى النار، قال من كم يا رب؟ قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين
ثم زاد سبحانه في وصف ذلك اليوم بالشدة فقال:
وقال أبو عمرو بن العلاء: لم يقل منفطرة لأن مجازها السقف، فيكون هذا كما في قوله (وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً) وقال الفراء: السماء تذكر وتؤنث، وقال أبو علي الفارسي: هو من باب الجراد المنتشر، والشجر الأخضر و (أعجاز نخل منقعر) وقال أيضاًً أي السماء ذات انفطار كقولهم امرأة مرضع، أي ذات إرضاع على طريق النسب. وانفطارها لنزول الملائكة قال:
(إذا السماء انفطرت) وقوله: (والسموات يتفطرن من فوقهن) وقيل منفطر به أي بالله والمراد بأمره، والأول أولى، وقال ابن عباس: منفطر به ممتلئة بلسان الحبشة وعنه قال مثقلة موقرة، وعنه قال يعني تشقق السماء.
(وكان وعده مفعولاً) أي كان وعد الله بما وعد به من البعث والحساب وغير ذلك كائناً لا محالة، والمصدر مضاف إلى فاعله، أو وكان وعد اليوم مفعولاً فالمصدر مضاف إلى مفعوله، ومعنى مفعولاً أنه مقضي نافذ لا يرد على حد (من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله) قال مقاتل كان وعده أن يظهر دينه على الدين كله.
(علم أن لن تحصوه) فكيف يقومون نصفه وثلثه وهم لا يحصونه، وقال الفراء النصب أشد بالصواب، لأنه قال أقل من ثلثي الليل ثم فسر نفس القلة.
(علم أن لن تحصوه) أي لن تطيقوا علم مقاديرهما على الحقيقة، وفي أن ضمير شأن محذوف أي أنه وقيل المعنى لن تطيقوا قيام الليل، قال القرطبي والأول أصح، فإن قيام الليل ما فرض كله قط قال مقاتل وغيره لما نزل (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (٢) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (٣) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ) شق ذلك عليهم وكان الرجل لا يدري متى نصف الليل من ثلثه فيقوم حتى يصبح مخافة أن يخطىء فانتفخت أقدامهم وامْتُقِعَتْ (١) ألوانهم، فرحمهم الله وخفف عنهم فقال (علم أن لن تحصوه) لأنكم إن زدتم ثقل عليكم واحتجتم إلى تكلف ما ليس فرضاً، وإن نقصتم شق ذلك عليكم.
(فتاب عليكم) أي فعاد عليكم بالعفو ورخص لكم في ترك القيام، وقيل أسقط عنكم فرض القيام إذ عجزتم، وأصل التوبة الرجوع كما تقدم، فالمعنى رجع بكم من التثقيل إلى التخفيف، ومن العسر إلى اليسر، قال المحلي رجع بكم إلى التخفيف، قال الحفناوي فالمراد التوبة اللغوية لا التوبة من الذنب والمراد بالتخفيف الذي رجع بهم إليه ما كان قبل وجوب القيام لكن الرجوع في الجملة لأنه قبل وجوب قيام الليل لم يكن عليهم قيام شيء منه، وفي هذا الرجوع والتخفيف وجوب جزء مطلق يصدق بركعتين.
(فاقرأوا ما تيسر من القرآن) بيان للبدل الذي وقع النسخ إليه أي فنسخ التقدير بالأجزاء الثلاثة إلى جزء مطلق من الليل، وسيأتي أن هذا الجزء نسخ أيضاًً بوجوب الصلوات الخمس، والمعنى فاقرأوا في الصلاة بالليل ما
_________
(١) امتُقِعَ لونه (بالبناء للمجهول) تغيَّر من حزن أو فزع أو مرض.
وعن قيس بن أبي حازم قال: " صليت خلف ابن عباس فقرأ في أول ركعة بالحمد لله رب العالمين وأول آية من البقرة ثم ركع فلما انصرفنا أقبل علينا فقال إن الله يقول فاقرأوا ما تيسر منه " أخرجه الدارقطني والبيهقي في سننه وحسناه، قال ابن كثير هذا حديث غريب جداً لم أره إلا في معجم الطبراني.
وعن أبي سعيد عند أحمد والبيهقي في سننه قال: " أمرنا رسول الله ﷺ أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر " وقد قدمنا في أول هذه السورة ما روي أن هذه الآيات المذكورة هنا هي الناسخة لوجوب قيام الليل وقيل المعنى فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل، والصلاة تسمى قرآناً كقوله (وقرآن الفجر) قيل إن هذه الآية نسخت قيام الليل ونصفه والنقصان من النصف والزيادة عليه فيحتمل أن يكون ما تضمنته هذه الآية فرضاً ثابتاً ويحتمل أن يكون منسوخاً لقوله (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً).
قال الشافعي: الواجب طلب الاستدلال بالسنة على أحد المعنيين، فوجدنا سنة رسول الله ﷺ تدل على أن لا واجب من الصلاة إلا الخمس، وقد ذهب قوم إلى أن قيام الليل نسخ في حقه ﷺ وفي حق أمته، وقيل نسخ التقدير بمقدار، وبقي أصل الوجوب وقيل أنه نسخ في حق الأمة وبقي فرضاً في حقه صلى الله عليه وسلم، والأول القول بنسخ قيام الليل على العموم في حقه ﷺ وفي حق
وأيضاًً الأحاديث الصحيحة المصرحة بقول السائل لرسول الله ﷺ هل على غيرها يعني الصلوات الخمس، فقال " لا إلا أن تطوع " تدل على عدم وجوب غيرها فارتفع بهذا وجوب قيام الليل وصلاته على الأمة كما ارتفع وجوب ذلك على النبي ﷺ بقوله:
(ومن الليل فتهجد به نافلة لك) قال الواحدي قال المفسرون في قوله: (فاقرأوا ما تيسر منه) كان هذا في صدر الإسلام ثم نسخ بالصلوات الخمس عن المؤمنين وثبت على النبي ﷺ خاصة، وذلك قوله (وأقيموا الصلاة).
قلت فيه نظر لأن وجوب الصلوات الخمس لا ينافي وجوب قيام الليل، وشرط الناسخ أن يكون حكمه منافياً ومعارضاً لحكم المنسوخ كوجوب العدة بحول مع وجوبها بأربعة أشهر فليتأمل، فالصواب أن يكون النسخ بغير ذلك كالحديث الذي قدمنا.
ثم ذكر سبحانه عذرهم فقال: (علم أن سيكون منكم مرضى) فلا يطيقون قيام الليل ويشق عليهم ذلك، وقال الحفناوي هذا استئناف مبين لحكمة أخرى، فالحكمة الأولى هي قوله: (علم أن لن تحصوه) والثانية هي قوله (علم أن سيكون) الخ.
(وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله) أي يسافرون فيها للتجارة والأرباح يطلبون من رزق الله ما يحتاجونه إليه في معاشهم فلا يطيقون قيام الليل (وآخرون يقاتلون في سبيل الله) يعني الغزاة والمجاهدين فلا يطيقون قيام الليل، قال النسفي: سوى سبحانه وتعالى في هذه الآية بين
قال ابن مسعود أيما رجل جلب شيئاًً إلى مدينة من مدائن المسلمين صابراً محتسباً فباعه بسعر يومه كان عند الله من الشهداء ثم قرأ هذه الآية، وقال ابن عمر ما خلق الله موتة أموتها بعد القتل في سبيل الله أحب إليَّ من أن أموت بين شعبتي رحل أضرب في الأرض أبتغي من فضل الله، وقال طاوس الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله.
ثم لما ذكر سبحانه ههنا ثلاثة أسباب مقتضية للترخيص ورفع وجوب القيام فرفعه عن جميع الأمة لأجل هذه الأعذار التي تنوب بعضهم، ذكر ما يفعلونه بعد هذا الترخيص فقال (فاقرأوا ما تيسر منه) وقد تقدم تفسيره قريباً والتكرير للتأكيد (وأقيموا الصلاة) يعني المفروضة وهي الخمس لوقتها (وآتوا الزكاة) يعني الواجبة في الأموال (١)، وقال الحرث العكلي صدقة الفطر لأن زكاة الأموال وجبت بعد ذلك، وقيل صدقة التطوع، وقيل كل أفعال الخير.
(وأقرضوا الله قرضاً حسناً) أي أنفقوا ما سوى المفروض في سبل الخير من أموالكم إنفاقاً حسناً عن طيب قلب، وإنما أضافه إلى نفسه لئلا يمن على الفقير فيما يتصدق به عليه، وهذا لأن الفقير معاون له في تلك القربة فلا تكون له عليه منة، بل المنة للفقير عليه، وقد مضى تفسيره في سورة الحديد.
_________
(١) قال ابن كثير: وقوله تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) أي: أقيموا صلاتكم الواجبة عليكم، وآتوا الزكاة المفروضة، قال: وهذا يدل لمن قال: إن فرض الزكاة نزل بمكة، لكن مقادير النُّصُب والمخرَج لم تُبين إلا بالمدينة، والله أعلم. قال: وقد قال ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، والحسن، وقتادة، وغير واحد من السلف: إن هذه الآية نسخت الذي كان الله قد أوجبه على المسلْمين أولاً من قيام الليل، واختلفوا في المدة التي بينهما على أقوال، وقد ثبت في " الصحيحين " أن رسول الله ﷺ قال لذلك الرجل الذي سأل: ماذا فرض الله عليه من الصلوات؟: " خمس صلوات في اليوم والليلة " قال: هل عليَّ غيرها؟ قال: " لا إلا أن تطوع ".
(هو خيراً وأعظم أجراً) أي أجزل ثواباً مما تؤخرونه إلى عند الموت أو توصون به ليخرج بعد موتكم، وانتصاب خيراً على أنه ثاني مفعولي تجدوه وضمير هو ضمير فصل وبالنصب قرأ الجمهور، وقرىء بالرفع على أنه خبر هو، والجملة في محل نصب على أنها ثاني مفعولي تجدوه، قال أبو زيد وهي لغة تميم يرفعون ما بعد ضمير الفصل، وقرأ الجمهور أيضاًً أعظم بالنصب عطفاً على (خيراً) وقرىء بالرفع مثل خير وانتصاب أجراً على التمييز.
(واستغفروا الله) أي اطلبوا منه المغفرة لذنوبكم في مجامع أحوالكم فإنكم لا تخلون من ذنوب تقترفونها (إن الله غفور رحيم) أي كثير المغفرة لمن استغفره كثير الرحمة لمن استرحمه، ويستر على أهل الذنب والتقصير، ويخفف عن أهل الجهد والتوفير، وهو على ما يشاء قدير (١).
_________
(١) قال ابن جرير الطبري في تتمة الآية من آخر السورة (واستغفروا الله) يقول تعالى ذكره: سلوا الله غفران ذنوبكم، يصفح لكم عنها (إن الله غفور رحيم) يقول: إن الله ذو مغفرة لذنوب من تاب من عباده من ذنوبه، وذو رحمة أن يعاقبهم عليها من بعد توبتهم منها.
هي خمس أو ست وخمسون آية وهي مكيّة في قول الجميع، قال ابن عباس نزلت بمكة، وعن ابن الزبير مثله.
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (٦) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (٧) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (١٠) ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (١١)قال الواحدي قال المفسرون لما بدىء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالوحي أتاه جبريل فرآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على سرير بين السماء والأرض كالنور المتلألىء ففزع ووقع مغشياً عليه، فلما أفاق دخل على خديجة ودعا بماء فصبه عليه، وقال دثروني، فدثروه بقطيفة فقال