تفسير سورة محمد

الموسوعة القرآنية
تفسير سورة سورة محمد من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية .
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٤٧ سورة محمد

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة محمد (٤٧) : الآيات ١ الى ٤]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ (٢) ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ (٣) فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ (٤)
١- الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ:
الَّذِينَ كَفَرُوا بالله وبرسوله.
وَصَدُّوا غيرهم.
عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ عن الدخول فى الإسلام.
أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ أبطل الله كل ما عملوه.
٢- وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ:
آمَنُوا صدقوا.
كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ محا عنهم سيئاتهم.
وَأَصْلَحَ بالَهُمْ وأصلح حالهم فى الدين والدنيا.
٣- ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ:
اتَّبَعُوا الْباطِلَ سلكوا طريق الباطل.
اتَّبَعُوا الْحَقَّ اتبعوا طريق الحق.
كَذلِكَ مثل ذلك البيان الواضح.
يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ يبين الله للناس أحوالهم ليعتبروا.
٤- فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَلَوْ
يَشاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ
فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فى الحرب.
فَضَرْبَ الرِّقابِ فاضربوا رقابهم.
حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ حتى إذا أضعفتموهم بكثرة القتل فيهم.
فَشُدُّوا الْوَثاقَ فأحكموا قيد الأسارى.
فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ فإما أن تمنوا عليهم بعد انتهاء المعركة بإطلاقهم دون عوض.
وَإِمَّا فِداءً واما أن تفدوهم بالمال، أو بالأسرى من المسلمين.
حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها أثقالها وتنتهى.
ذلِكَ حكم الله فيهم.
لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ بغير قتال.
وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ولكنه شرع الجهاد ليختبر المؤمنين بالكافرين.
فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ فلن يبطل أعمالهم.
[سورة محمد (٤٧) : الآيات ٥ الى ٧]
سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ (٥) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ (٦) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ (٧)
٥- سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ:
وَيُصْلِحُ بالَهُمْ ويصلح قلوبهم.
٦- وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ:
عَرَّفَها لَهُمْ أعلمها وبين لكل منزلته فيها.
٧- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ:
إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ إن تنصروا دين الله.
يَنْصُرْكُمْ على عدوكم.
وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ويوطد أمركم.

[سورة محمد (٤٧) : الآيات ٨ الى ٩]

وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (٨) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (٩)
٨- وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ:
فَتَعْساً لَهُمْ فقد أتعسهم الله وأشقاهم.
وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ وأبطل أعمالهم.
٩- ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ:
ما أَنْزَلَ اللَّهُ من القرآن والتكاليف.
فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ فأبطل أعمالهم.
[سورة محمد (٤٧) : الآيات ١٠ الى ١٣]
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها (١٠) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ (١١) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ (١٢) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ (١٣)
١٠- أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها:
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ الذين كذبوا الرسل من قبلهم.
دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أوقع عليهم الهلاك.
أَمْثالُها أمثال هذه العاقبة.
١١- ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ:
ذلِكَ الجزاء من نصر المؤمنين وقهر الكافرين.
بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا ناصرهم.
لا مَوْلى لَهُمْ ينصرهم.
١٢- إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ:
يَتَمَتَّعُونَ فى الدنيا.
مَثْوىً لَهُمْ مأوى ومقام.
١٣- وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ:
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ وكثير من أهل القرى السابقين.
هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً هم أشد قوة من أهل قريتك مكة.
الَّتِي أَخْرَجَتْكَ التي أخرجك أهلها.
فَلا ناصِرَ لَهُمْ يمنعهم منا.
[سورة محمد (٤٧) : الآيات ١٤ الى ١٧]
أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (١٤) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ (١٥) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ماذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (١٦) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ (١٧)
١٤- أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ:
عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ على معرفة جلية بخالقه.
كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ كمن زين لهم الشيطان شركهم الذي هو مما يسوء ويقبح بالإنسان.
وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ الباطلة.
١٥- مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ:
غَيْرِ آسِنٍ غير متغير.
كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ أصفة جنة هؤلاء كصفة جزاء من هو خالد فى النار.
حَمِيماً مفرطا فى الحرارة.
١٦- وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ماذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ:
وَمِنْهُمْ من الكفار.
مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ غير مؤمنين بك.
ماذا قالَ آنِفاً الآن.
١٧- وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ:
وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا إلى طريق الحق.
وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ وأعطاهم تقواهم التي يتقون بها النار.
[سورة محمد (٤٧) : الآيات ١٨ الى ٢٠]
فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ (١٨) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ (١٩) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلى لَهُمْ (٢٠)
١٨- فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ:
بَغْتَةً فجأة.
فَقَدْ جاءَ فقد ظهر.
أَشْراطُها علاماتها.
فَأَنَّى لَهُمْ فمن أين لهم.
إِذا جاءَتْهُمْ الساعة.
ذِكْراهُمْ التذكر.
١٩- فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ:
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ واستغفر الله لذنبك ولذنوب المؤمنين والمؤمنات.
مُتَقَلَّبَكُمْ كل متصرف لكم.
وَمَثْواكُمْ وكل إقامة.
٢٠- وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلى لَهُمْ:
لَوْلا هلا.
نُزِّلَتْ سُورَةٌ تدعوننا إلى القتال.
مُحْكَمَةٌ لا تحتمل غير وجوبه.
وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ مأمورا به.
مَرَضٌ نفاق.
نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ خوفا وفرقا من القتال.
فَأَوْلى لَهُمْ فأحق بهم.
[سورة محمد (٤٧) : الآيات ٢١ الى ٢٥]
طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ (٢١) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (٢٢) أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ (٢٣) أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (٢٤) إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ (٢٥)
٢١- طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ:
طاعَةٌ لله.
وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ وقول يقره الشرع.
فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فإذا جد الأمر ولزمهم القتال.
فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ فى الإيمان والطاعة.
لَكانَ خَيْراً لَهُمْ من النفاق.
٢٢- فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ:
فَهَلْ عَسَيْتُمْ فهل يتوقع منكم.
وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ وتقطعوا صلاتكم بأقاربكم.
٢٣- أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ:
لَعَنَهُمُ اللَّهُ أبعدهم الله عن رحمته.
فَأَصَمَّهُمْ عن سماع الحق.
وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ عن رؤية طريق الهدى.
٢٤- أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها:
أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أفلا يتفقهون هدى القرآن.
أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها أم على قلوبهم ما يحجبها عن تدبره.
٢٥- إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ:
عَلى أَدْبارِهِمْ إلى ما كانوا عليه من الكفر والضلال.
مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى من بعد ما ظهر لهم طريق الهداية.
سَوَّلَ لَهُمْ زين لهم.
وَأَمْلى لَهُمْ ومد لهم فى الآمال الكاذبة.
[سورة محمد (٤٧) : الآيات ٢٦ الى ٣٠]
ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ (٢٦) فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ (٢٧) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (٢٨) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ (٢٩) وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ (٣٠)
٢٦- ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ:
ذلِكَ الارتداد.
إِسْرارَهُمْ أي أسرار هؤلاء المنافقين.
٢٧- فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ:
فَكَيْفَ يكون حالهم.
وَأَدْبارَهُمْ ظهورهم.
٢٨- ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ:
ذلِكَ التوفى الرهيب على تلك الحالة.
اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ ما أغضبه وهو الباطل.
وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ ما يرضاه وهو الحق.
فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ فأبطل كل ما عملوه.
٢٩- أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ:
أَمْ حَسِبَ بل أظن.
مَرَضٌ نفاق.
أَضْغانَهُمْ أحقادهم.
٣٠- وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ:
لَأَرَيْناكَهُمْ لدللناك عليهم.
فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ فلعرفتهم بعلامات نسمهم بها.
وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ وأقسم لتعرفنهم.
فِي لَحْنِ الْقَوْلِ من أسلوب قولهم.
وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ حقيقة أعمالكم.
[سورة محمد (٤٧) : الآيات ٣١ الى ٣٣]
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ (٣١) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ (٣٢) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (٣٣)
٣١- وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ ولنختبرنكم.
الْمُجاهِدِينَ فى سبيل الله.
وَالصَّابِرِينَ فى البأساء والضراء.
وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ من طاعتكم فى الجهاد وغيره.
٣٢- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ:
عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ عن طريق الله.
وَشَاقُّوا الرَّسُولَ وخالفوا الرسول معاندين.
مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى من بعد ما ظهر لهم الهدى.
وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ وسيبطل كل ما عملوه.
٣٣- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ:
أَطِيعُوا اللَّهَ فيما أمركم به.
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فيما دعاكم إليه.
وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ ولا تضيعوا أعمالكم.
[سورة محمد (٤٧) : الآيات ٣٤ الى ٣٨]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (٣٤) فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (٣٥) إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ (٣٦) إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ (٣٧) ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ (٣٨)
٣٤- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ:
وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ عن الدخول فى الإسلام.
٣٥- فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ:
فَلا تَهِنُوا فلا تضعفوا إذا لقيتموهم.
وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ ولا تدعوهم إلى المسالمة خوفا منهم.
وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ الغالبون بقوة الإيمان.
وَاللَّهُ مَعَكُمْ بنصره.
وَلَنْ يَتِرَكُمْ ولن ينقصكم.
أَعْمالَكُمْ ثواب أعمالكم.
٣٦- إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ:
لَعِبٌ وَلَهْوٌ باطل وغرور.
يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ يعظكم الله ثواب ذلك.
وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ جميعها إنما يقتصر على ربع العشر.
٣٧- إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ:
فَيُحْفِكُمْ أي يجهدكم بطلبها كلها.
أَضْغانَكُمْ أحقادكم لحبكم لها.
٣٨- ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ
201
وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ
مَنْ يَبْخَلُ بهذا الإنفاق.
فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ فما يضر ببخله إلا نفسه.
وَإِنْ تَتَوَلَّوْا وإن تعرضوا.
يَسْتَبْدِلْ مكانكم.
ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ فى الإعراض عن طاعته.
202
Icon