تفسير سورة النّاس

صفوة البيان لمعاني القرآن
تفسير سورة سورة الناس من كتاب صفوة البيان لمعاني القرآن .
لمؤلفه حسنين مخلوف . المتوفي سنة 1410 هـ
مكية، وآياتها ست.

بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ قل أعوذ ﴾ ألتجئ وأستجير﴿ برب الناس ﴾ مربّيهم ومصلح أمورهم.
﴿ ملك الناس ﴾ مالكهم ملكا تاما، والمتصرف فيهم تصرفا كاملا، ملوكا وعبيدا.
﴿ إله الناس ﴾ معبودهم، القادر قدرة تامة على التصرف الكامل فيهم إيجادا وإعداما، المتصف بجميع صفات الكمال والجلال. وأضيف الرب إلى الناس خاصة، وإن كان تعالى ربا لجميع المخلوقات تشريفا لهم ؛ ولأن الاستعاذة وقت من شر الموسوس في صدور الناس. فكأنه قيل : أعوذ من شر الموسوس إلى الناس بربهم، المالك لأمورهم، الذي هو إلههم ومعبودهم.
﴿ من شر الوسواس ﴾ أي الشيطان الموسوس. ﴿ الخناس ﴾ الذي يخنس، أي يتأخر إذا تيقظ له الإنسان واستعان عليه بالله تعالى.
﴿ الذي يوسوس في صدور الناس ﴾ يلقى فيها في خفية ما يضلها عن سبيل الحق، ويكون سبب شقائها.
﴿ من الجنة والناس ﴾ بيان للشيطان الذي يوسوس للإنسان، وأنه كما يكون من الجن يكون من الإنس ؛ وكل من يفعل ذلك منهما يقال له شيطان ؛ إذ هو لغة كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب. وعن قتادة : أن من الجن شياطين، ومن الإنس شياطين ؛ فنعوذ بالله من شياطين الإنس والجن. ويشير إلى ذلك قوله تعالى :﴿ وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرور ﴾١.
١ آية ١١٢ الأنعام..
Icon