تفسير سورة يس

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة يس من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

﴿ ما أنذر آباءهم ﴾ يجوز " ما " نافية ١. ويجوز بمعنى " الذي " أي : لتخوفنهم ٢ الذي خوف آباءهم لأن الأرض لا تخلوا من حجة ٣.
١ أي : لم ينذر آباءهم. بمعنى لم يأت آباءهم نبي، ولا أنزل عليهم كتاب..
٢ في ب لتخوفهم..
٣ انظر : الفريد ج ٤ ص ٩٩، والدر المصون ج ٩ ص ٢٤٦..
﴿ إنا جعلنا في أعناقهم ﴾ هي صورة عذابهم ١، أو مثل امتناعهم عن الإيمان كالمغلول عن التصرف ٢، وفي حديث النساء :" منهن غل قمل " ٣فإنه إذا يبس الغل قمل في عنقه، فيجتمع٤ عليه محنتان، فضربه مثلا للسليطة اللسان الغالية المهر.
﴿ مقحمون ﴾ مرفوعة رؤوسهم، والمقمح : الذي يصوب رأسه إلى ظهره [ على ] ٥هيئة البعير. بعير قامح، وإبل قماح٦.
١ أي : في الآخرة فعلى هذا يكون معنى جعل الأغلال حقيقة..
٢ وعلى هذا يكون المعنى على الاستعارة. وقد ذكر هذا الزمخشري في الكشاف ج٣ ص ٣١٥، وعقب عليه أبو حيان بأن فيه دسيسة الاعتزال، والصحيح أن يقول : استعارة لمنع الله إياهم من الإيمان البحر المحيط ج ٩ ص ٥٠..
٣ هذا من حديث عمر بن الخطاب عن النساء. ومعناه : أنهم كانوا يأخذون الأسير فيشدونه بالقد وعليه الشعر، فإذا يبس قمل في عنقه فيجمع عليه محنتان : الغل والقمل. فضربه مثلا للمرأة السيئة الخلق الكثيرة المهر، لا يجد منها بعلها مخلصا، وقد أورده ابن الجوزي في غريب الحديث ج ٢ ص ١٦١، وابن الأثير في النهاية ج٣ ص ٣٨١..
٤ في ب ليجتمع..
٥ سقط من ب..
٦ أي : يقال بعير قامح وإبل قماح : إذا رويت من الماء فقمحت. انظر : غريب القرآن لابن قتيبة ص ٣٦٣. ومعاني القرآن للزجاج ج ٤ ص ٢٧٩..
عنقه، فتجتمع عليه محنتان، فضربه مثلا للسليطة اللّسان، الغالية المهر.
مُقْمَحُونَ: مرفوعة رؤوسهم، والمقمح الذي يصوّب رأسه إلى ظهره على هيئة البعير، بعير قامح وإبل قماح «١».
١١ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ: أي: بالغيب عن الناس، أو فيما غاب عنه من أمر الآخرة.
١٢ وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا: أعمالهم وَآثارَهُمْ: سننهم بعدهم في الخير والشر، كقوله «٢» : يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ.
١٣ أَصْحابَ الْقَرْيَةِ: أهل أنطاكية «٣».
والرسولان الأولان: توصا وبولص «٤»، والثالث: شمعون «٥».
٢٠ رَجُلٌ يَسْعى: حبيب النجّار «٦».
(١) غريب القرآن لليزيدي: ٣١١، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٦٣، ومعاني الزجاج:
٤/ ٢٧٩، وتهذيب اللغة: ٤/ ٨١.
(٢) سورة القيامة: آية: ١٣.
(٣) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٢/ ١٥٥ عن عكرمة، وقتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٧/ ٤٩، وعزا إخراجه إلى الفريابي عن ابن عباس رضي الله عنهما. كما نسبه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة.
وقال الماوردي في تفسيره: ٣/ ٣٨٥: «هي أنطاكية في قول جميع المفسرين» وأنطاكية:
بالفتح ثم السكون والياء مخففة مدينة بالشام قريبة من حلب.
انظر: معجم ما استعجم: ١/ ٢٠٠، ومعجم البلدان: ١/ ٢٦٦، والروض المعطار: ٣٨.
(٤) في «ك» : توماء وبولص، وجاء في هامش الأصل عن ابن إسحاق في اسميهما: «تاروص» و «ماروص» وعن كعب «صادوق»، و «صدوق»، وعن مقاتل: «تومان»، و «مانوص».
وانظر الأقوال في اسميهما في زاد المسير: ٧/ ١٠، وتفسير القرطبي: ١٥/ ١٤.
(٥) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ١٢/ ٢٨٦: «وذكر الناس في أسماء الرسل: صادق مصدوق، وشلوم، وغير هذا، والصحة معدومة فاختصرت». [.....]
(٦) تفسير الطبري: ٢٢/ ١٥٨، وتفسير الماوردي: ٣/ ٣٨٨، والتعريف والأعلام للسهيلي:
١٤٤، وتفسير القرطبي: ١٥/ ١٧.
وكانت السماء أمسكت فتطيروا بهم وقتلوهم، فلما رأى حبيب نعيم الجنة تمنى إيمان قومه.
٢٧ بِما غَفَرَ لِي: بأي شيء غفر [لي] «١».
[٨٠/ ب] ٢٨ مِنْ جُنْدٍ: / أي: لم نحتج إلى جند.
٢٩ خامِدُونَ: ميتون «٢».
٣٠ يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ: تلقين لهم أن يتحسروا على ما فاتهم، أو معناه: حلّوا محلّ من يتحسّر عليه «٣».
والحسرة: شدّة النّدم حتى يحسر كالحسير البعير المعيي «٤».
٣٢ وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ: لما بالتخفيف «٥» على أنّ «ما» صلة مؤكدة و «إن» مخففة من المثقلة، أي: إن كلا لجميع لدينا محضرون.
وبالتشديد «٦» على أنها بمعنى الأوان جحدا، بمعنى: أي: ما كلّ إلّا جميع لدينا. وجَمِيعٌ في الوجهين تأكيد ل كُلٌّ.
٣٥ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ: أي: يأكلوا من ثمره بغير صنعة كالرطب والفواكه، ويعملون منه بأيديهم كالخبز والحلاوى.
(١) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٢) تفسير الطبري: ٢٣/ ٢، والمفردات للراغب: ١٥٨، واللسان: ٣/ ١٦٥ (خمد).
(٣) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٣/ ٣٨٩ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٤) أي: المتعب.
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٤/ ٢٨٥، واللسان: ٤/ ١٨٨ (حسر).
(٥) وهي قراءة نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، والكسائي.
التبصرة لمكي: ٣٠٦، والتيسير للداني: ١٢٦.
وانظر توجيه هذه القراءة، وقراءة التشديد في معاني القرآن للفراء: ٢/ ٣٧٧، ومعاني القرآن للزجاج: ٤/ ٢٨٦، وإعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٣٩٣، والكشف لمكي: ٢/ ٢١٥.
(٦) قراءة عاصم، وابن عامر كما في الغاية في القراءات العشر: ٢٤٦، والتبصرة لمكي:
٣٠٦، والتيسير للداني: ١٢٦.
أو هو على النفي، أي: ليأكلوا ولم يعملوا ذلك بأيديهم «١».
٣٦ خَلَقَ الْأَزْواجَ: الأشكال.
٣٧ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ: نخرج منه ضوءه كما تسلخ الشّاة من جلدها «٢».
٣٨ لِمُسْتَقَرٍّ لَها: لأبعد مغاربها من الأفق ثم ترجع إليها «٣».
٣٩ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ: المنازل المعروفة الثمانية والعشرون [الشّرطان، البطين، الثّريا، الدّبران، الهقعة، الهنعة، الذّراع، النّثرة، الطّرف، الجبهة، الزّبرة، الصرفة، العوّاء، السّماك، الغفر، الزّباني، الإكليل، القلب، الشّولة، ، النعائم، البلدة، سعد الذابح، سعد بلع، سعد السّعود، سعد الأخبية، فرغ الدلو المقدم، فرغ الدلو المؤخر، بطن الحوت. هذه ثمانية وعشرون منزلا، أربعة عشر منها شامية أولها الشرطان وآخرها السّماك، لأنها في شق الشام من السماء، وأربعة عشر منها يمانية أولها الغفر وآخرها بطن الحوت لأنها في شق اليمن عن السماء، وهي تعرف في الهيئات من النجوم] «٤».
(١) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٦٥، وتفسير الطبري: ٢٣/ ٤، ومعاني الزجاج:
٤/ ٢٨٦.
(٢) انظر معاني القرآن للزجاج: ٤/ ٢٨٧، والمفردات للراغب: ٢٣٨، واللسان: ٣/ ٢٤ (سلخ).
(٣) انظر هذا المعنى في تفسير الطبري: ٢٣/ ٦، وتفسير البغوي: ٤/ ١٢، وزاد المسير:
٧/ ١٩.
وأخرج الإمام البخاري والإمام مسلم رحمهما الله تعالى عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
«سألت النبي ﷺ عن قوله تعالى: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها قال: «مستقرها تحت العرش».
صحيح البخاري: ٦/ ٣٠، كتاب التفسير، سورة يس، باب قوله: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها.
وصحيح مسلم: ١/ ١٣٩، كتاب الإيمان، باب «بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان».
(٤) ما بين معقوفين عن نسخة «ك»، وانظر أسماء منازل القمر في كتاب الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب: (٢٣، ٢٤)، والأنواء لابن قتيبة: ٤، واللسان: ١/ ١٧٦ (نوأ).
كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ: العذق اليابس «١». يقولون: عرجون «فنعول» من «الانعراج» بل «فعلون» «٢».
٤٠ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ: لسرعة سير القمر «٣».
وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ: لا يأتي اللّيل إلّا بعد انتهاء النّهار.
وسئل الرضا «٤» - عند المأمون- عن اللّيل والنهار أيّهما أسبق؟ فقال:
النهار ودليله: أمّا من القرآن: وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ، ومن الحساب أنّ الدنيا خلقت بطالع «السّرطان» والكواكب في إشرافها، فتكون الشّمس في «الحمل» عاشر الطالع وسط السّماء.
يَسْبَحُونَ: يسيرون بسرعة فرس سابح وسبوح «٥».
(١) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٦١، وغريب القرآن لليزيدي: ٣١١، وتفسير الطبري:
٢٣/ ٦، وتفسير القرطبي: ١٥/ ٣٠.
(٢) في «ك» : بل فعلون، من الانعراج.
وفي وزن «عرجون» قال العكبري في التبيان: ٢/ ١٠٨٣: «فعلول، والنون أصل. وقيل:
هي زائدة لأنه من الانعراج وهذا صحيح المعنى، ولكنه شاذ في الاستعمال»
.
وانظر الكشاف: ٣/ ٣٢٣، والبيان لابن الأنباري: ٢/ ٢٩٥، وتفسير القرطبي:
١٥/ ٣٠.
(٣) قال النحاس في إعراب القرآن: ٣/ ٣٩٥: «وأحسن ما قيل في معناه وأبينه مما لا يدفع أن سير القمر سير سريع فالشمس لا تدركه في السير». [.....]
(٤) الرّضا: (١٥٣- ٢٠٣ هـ-).
هو علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، كان مقربا من الخليفة العباسي المأمون، الذي عهد إليه بالخلافة من بعده، لكنه مات في حياة المأمون ب «طوس».
قال الحافظ ابن حجر في التقريب: ٤٠٥: «صدوق، والخلل ممن روى عنه، من كبار العاشرة... ».
وانظر أخباره في تاريخ الطبري: ٨/ ٥٦٨، وسير أعلام النبلاء: ٩/ ٣٨٧، وشذرات الذهب: ٢/ ٦.
(٥) سبح الفرس: جريه، وفي النهاية: ٢/ ٣٣٢: «فرس سابح، إذا كان حسن مدّ اليدين في الجري».
وانظر الصحاح: ١/ ٣٧٢، واللسان: ٢/ ٤٧٠، وتاج العروس: ٦/ ٤٤٤ (سبح).
٤١ حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ «١» : آباءهم «٢» لأنّه ذرأ «٣» الأبناء منهم، تسمية للسبب باسم المسبّب، وإن كان الذرية الأولاد فذكرهم لأنه لا قوة لهم على السّفر كقوّة الرجال.
٤٢ مِنْ مِثْلِهِ: من سائر السّفن التي هي مثل سفينة نوح «٤»، أو هو الإبل فإنّهن سفن البرّ «٥».
٤٥ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ: من عذاب الدنيا، وَما خَلْفَكُمْ: من عذاب الآخرة «٦».
٤٩ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ: في متاجرهم ومبايعهم/.
وفي الحديث «٧» :«النّفخات ثلاث: نفخة الفزع، والصعق، والقيام
(١) بالجمع قراءة نافع، وابن عامر كما في السبعة لابن مجاهد: ٥٤٠، والتبصرة لمكي:
٣٠٧، والتيسير للداني: ١٨٤.
(٢) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٣/ ٣٩٢ عن أبان بن عثمان رضي الله عنهما. ولفظ الذرية يطلق على الآباء وعلى الأبناء، فهو من الأضداد كما في اللسان: (١٤/ ٢٨٥، ٢٨٦) (ذرا).
(٣) أي: خلق الأبناء منهم.
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٣/ ١٠ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ورجحه الطبري: «لدلالة قوله: وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ على أن ذلك كذلك، وذلك أن الغرق معلوم أنه لا يكون إلا في الماء، ولا غرق في البر»
.
(٥) أخرجه الطبري في تفسيره: (٢٣/ ١٠، ١١) عن محمد بن سعد عن أبيه... ، وهو إسناد مسلسل بالضعفاء، تقدم بيان أحوالهم ص (١٣٥).
وأخرجه أيضا عن عكرمة، وعبد الله بن شداد، والحسن.
(٦) ذكره الزجاج في معانيه: ٤/ ٢٨٩، ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٣٩٣ عن سفيان، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: ٧/ ٢٣، والقرطبي في تفسيره: ١٥/ ٣٦.
(٧) هذا جزء من حديث طويل أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٣/ ١٤ عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا.
وأورده القرطبي في تفسيره: ١٣/ ٢٤٠، ثم قال: «ذكره علي بن معبد والطبري والثعلبي وغيرهم، وصححه ابن العربي».
وذكره ابن كثير في تفسيره: ٥/ ٣٨٥، وقال: «وهذا الحديث قد رواه الطبراني وابن جرير، وابن أبي حاتم، وغير واحد، مطولا جدا... ».
قال القرطبي- رحمه الله تعالى- في التذكرة: ٢٦٦: «واختلف في عدد النفخات، فقيل:
ثلاث، نفخة الفزع لقوله تعالى: وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ ونفخة الصعق، ونفخة البعث، لقوله تعالى:
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ.
وهذا اختيار ابن العربي وغيره... وقيل: هما نفختان، ونفخة الفزع هي نفخة الصعق، لأن الأمرين لا زمان لها، أي: فزعوا فزعا ماتوا منه... »
اه-.
وصحح القرطبي هذا القول وأورد الأدلة عليه، فانظره هناك.
لرب العالمين».
٥٢ مِنْ مَرْقَدِنا: يخفّف عنهم بين النفختين فينامون «١».
٥٥ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ: ناعمون «٢»، و «الشغل» : افتضاض الأبكار «٣».
وقيل: السّماع، بل هو كلّ راحة ونعيم.
والفكه الذي يتفكه مما يأكل، والفاكه صاحب الفاكهة ك «التامر» «٤».
(١) أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٣/ ١٦ عن قتادة، ونقله البغوي في تفسيره: ٤/ ١٥ عن ابن عباس، وأبي بن كعب، وقتادة.
(٢) انظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٦٦، وتفسير الماوردي: ٣/ ٣٩٦، واللسان:
١٣/ ٥٢٤ (فكه).
(٣) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٣/ ١٨ عن عبد الله بن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن المسيب رضي الله تعالى عنهم.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٧/ ٦٤، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن أبي الدنيا في «صفة الجنة»، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما كما عزا إخراجه إلى عبد بن حميد، وابن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد، وابن مسعود رضي الله عنه.
وانظر هذا القول في معاني الزجاج: ٤/ ٢٩١، وتفسير الماوردي: ٣/ ٣٩٦، وتفسير ابن كثير: ٦/ ٥٦٩.
(٤) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: (٢/ ١٦٣، ١٦٤)، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٦٦، واللسان: ١٣/ ٥٢٤ (فكه).
٥٦ والْأَرائِكِ: الفرش في الحجال «١».
٥٧ ما يَدَّعُونَ: يستدعون ويتمنّون «٢».
٥٨ سَلامٌ قَوْلًا: أي: ولهم من الله سلام يسمعونه، وهو بشارتهم بالسّلامة أبدا.
٥٩ وَامْتازُوا: ينفصل فرق المجرمين بعضهم عن بعض «٣».
٦٢ جِبِلًّا «٤» وجبلّا: خلقا «٥».
٦٦ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ: أعميناهم في الدنيا.
فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ: الطريق.
فَأَنَّى يُبْصِرُونَ: فكيف.
٦٧ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ: في منازلهم حيث يجترحون المآثم.
فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا: لم يقدروا على ذهاب ومجيء.
٦٨ وَمَنْ نُعَمِّرْهُ: نبلغه ثمانين سنة «٦» نُنَكِّسْهُ: نرده من القوة إلى
(١) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ١٦٤، وغريب القرآن لليزيدي: ٣١٢، وتفسير غريب القرآن:
٣٦٦، وتفسير الطبري: ٢٣/ ٢٠، والمفردات للراغب: ١٦.
قال الزجاج في معانيه: ٤/ ٢٩٢: «وهي في الحقيقة «الفرش» كانت في حجال أو غير حجال».
وفي الصحاح: ٤/ ١٦٦٧ (حجل) :«والحجلة بالتحريك: واحدة حجال العروس، وهي بيت يزيّن بالثياب والأسرة والستور». [.....]
(٢) مجاز القرآن: ٢/ ١٦٤، وتفسير الطبري: ٢٠/ ٢١، ومعاني القرآن للزجاج: ٤/ ٢٩٢.
(٣) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ٣٩٧ عن الضحاك.
(٤) بضم الجيم والباء وتخفيف اللام قراءة ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وقرأ نافع، وعاصم بكسر الجيم والباء وتشديد اللام.
السبعة لابن مجاهد: ٥٤٢، والتبصرة لمكي: ٣٠٨، والتيسير للداني: ١٨٤.
(٥) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ١٦٤، وتفسير الطبري: ٢٣/ ٢٣، ومعاني الزجاج: ٤/ ٢٩٣، والمفردات للراغب: ٨٧.
(٦) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٣/ ٣٩٩ عن سفيان، وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٧/ ٧٠، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سفيان.
والصواب في ذلك ما قاله المفسرون إن المراد من قوله تعالى: نُعَمِّرْهُ: نمد له في العمر ونطيل فيه، ونرده إلى أرذله.
انظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٦٨، وتفسير الطبري: ٢٣/ ٢٦، وتفسير البغوي:
٤/ ١٨، وزاد المسير: ٧/ ٣٣، وتفسير القرطبي: ١٥/ ٥١.
الضعف ومن الزيادة إلى النقصان.
٧٠ مَنْ كانَ حَيًّا: حيّ القلب «١».
وَيَحِقَّ: يجب.
٧١ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا: تولّينا خلقه «٢»، وكقوله «٣» : فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ أو مما عملت قوانا.
واليد والأيد: القوّة «٤»، والله متعال أن تحله القوة أو الضعف، فالمعنى: قوانا التي أعطيناها الأشياء.
مالِكُونَ: ضابطون لأن القصد إلى أنها ذليلة لقوله: وَذَلَّلْناها لَهُمْ «٥».
٧٥ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ: في النار «٦»، أو عند الحساب «٧» : أي: لا
(١) أخرج الطبري في تفسيره: ٢٣/ ٢٨ عن قتادة قال: حيّ القلب حيّ البصر».
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٤٠٠ عن قتادة، وكذا البغوي في تفسيره: ٤/ ١٩، وابن عطية في المحرر الوجيز: ١٢/ ٣٢٤.
(٢) تفسير البغوي: ٤/ ٢٠.
(٣) سورة الشورى: آية: ٣٠.
(٤) ينظر هذا المعنى في تفسير غريب القرآن: ٣٦٨، وتأويل مشكل القرآن: ١٥٤، ١٥٥، والمحرر الوجيز: ١٢/ ٣٢٥، والصحاح: ٦/ ٢٥٤٠، واللسان: ١٥/ ٤٢٤ (يدي).
(٥) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٤/ ٢٩٤.
وانظر تفسير الطبري: ١٣/ ٢٨، وتفسير الماوردي: ٣/ ٤٠١، وتفسير البغوي: ٤/ ٢٠.
(٦) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٣/ ٤٠١ عن الحسن، وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٧/ ٧٣، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن الحسن رحمه الله تعالى.
(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٣/ ٢٩ عن مجاهد.
ينصرون «١» وهم حاضرون.
٧٨ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ: قاله أبيّ بن خلف «٢».
ولا يجوز نصب فَيَكُونُ من قوله: كُنْ فَيَكُونُ «٣» لأنّ الفعل واحد وإنما ينصب الثاني الذي يجب بوجوب الأول كقولك: ائتني فأكرمك.
ومن سورة الصافات
١ وَالصَّافَّاتِ: الملائكة «٤»، لأنها صفوف في السّماء «٥»، أو تصفّ أجنحتها حتى يؤمروا بما خلقوا لها.
٢ فَالزَّاجِراتِ زَجْراً: أي: زجرا تدركه القلوب كما تدرك وسوسة الشّيطان «٦».
(١) في «ك» و «ج» : ينصرونهم.
(٢) انظر تفسير الطبري: ٢٣/ ٣٠، وأسباب النزول: ٤٢٣، وتفسير ابن كثير: ٦/ ٥٧٩، والدر المنثور: (٧/ ٧٤، ٧٥). [.....]
(٣) في هذا القول نظر، لأن قراءة النصب سبعية، قرأ بها ابن عامر والكسائي كما في السبعة لابن مجاهد: ٥٤٤، والتيسير للداني: ١٣٧.
وانظر توجيه هذه القراءة في إعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٤٠٨، وحجة القراءات:
٣/ ٤٠٨.
(٤) هذا قول الجمهور، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره: ٤٣٨ عن ابن مسعود، وقتادة.
وأخرجه الطبري في تفسيره: ٢٣/ ٣٣ عن ابن مسعود، وقتادة، ومجاهد، والسدي.
وأخرجه الحاكم في المستدرك: ٢/ ٤٢٩ عن ابن مسعود رضي الله عنه، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٧/ ٧٨، وزاد نسبته إلى الفريابي، وعبد بن حميد، والطبراني، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود.
وحكى الطبري- رحمه الله تعالى- إجماع أهل التأويل على هذا القول.
(٥) نقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٤٠٤ عن مسروق، وقتادة. وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: ٧/ ٤٤ إلى ابن عباس رضي الله عنهما.
(٦) ينظر هذا المعنى في تفسير الفخر الرازي: ٢٦/ ١١٥، وتفسير القرطبي: ١٥/ ٦٢، وروح المعاني: ٢٣/ ٦٥.
ولا يجوز نصب ( فيكون ( من قوله ) كن فيكون ) لأن الفعل واحد وإنما ينصب الثاني الذي يجب بوجوب الأول٢ كقولك : ائتني فأكرمك.
Icon