ﰡ
وقوله تعالى :﴿ الذى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ الناس ﴾ هل يختص هذا بني آدم كما هو الظاهر، أو يعم بني آدم والجن؟ فيه قولان، ويكونون قد دخلوا في لفظ الناس تغليباً، وقوله :﴿ مِنَ الجنة والناس ﴾ هل هو تفصيل لقوله :﴿ الذى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ الناس ﴾ ثم بيّنهم فقال :﴿ مِنَ الجنة والناس ﴾ وهذا يقوي القول الثاني، وقيل قوله :﴿ مِنَ الجنة والناس ﴾ تفسير للذي يوسوس في صدور الناس من شياطين الإنس والجن كما قال تعالى :﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإنس والجن يُوحِي بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ زُخْرُفَ القول غُرُوراً ﴾ [ الأنعام : ١١٢ ]، وكما قال الإمام أحمد عن أبي ذر قال :« أتيت رسول الله ﷺ وهو في المسجد فجلست فقال :» يا أبا ذر هل صليت؟ « قلت : لا، قال :» قم فصل « قال : فقمت فصليت، ثم جلست فقال :» يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن «، قال، فقلت : يا رسول الله وللإنس شياطين؟ قال :» نعم « »، وروى الإمام أحمد، عن ابن عباس قال :« جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال : يا رسول الله صلى الله إني لأحدث نفسي بالشيء، لأن آخر من السماء أحب إليّ من أن أتكلم به، قال؛ فقال النبي ﷺ :» الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي ردّ كيده إلى الوسوسة « ».