ﰡ
﴿حم﴾ وما بعده بالإمالة حمزة وعلي وخلف ويحيى وحماد وبين الفتح والكسر مدني وغيرهم بالتفخيم وعن ابن عباس أنه اسم الله الأعظم
﴿تَنزِيلُ الكتاب﴾ أي هذا تنزيل الكتاب ﴿مِنَ الله العزيز﴾ أي المنيع بسلطانه عن أن أي يتقول عليه متقول ﴿العليم﴾ بمن صدق به وكذب فهو تهديد للمشركين وبشارة للمؤمنين
﴿غَافِرِ الذنب﴾ ساتر ذنب المؤمنين ﴿وَقَابِلِ التوب﴾ قابل توبة الراجعين ﴿شَدِيدِ العقاب﴾ على المخالفين ﴿ذِى الطول﴾ ذي الفضل على العارفين أو ذي الغنى عني الكل وعن ابن عباس
غافر (٥ - ٣)
غافر الذنب وقابل التوب لمن قال لا إله إلا الله شديد العقاب لمن لا يقول لا إله إلا الله والتوب والثوب والاوب اخوات في معنى الرجوع والطول والغنى
﴿ما يجادل في آيات الله إِلاَّ الذين كَفَرُواْ﴾ ما يخاصم فيها بالتكذيب بها
﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ﴾ نوحاً ﴿والأحزاب﴾ أي الذين تحزبوا على الرسل وناصبوهم وهم عادو ثمود وقوم لوط وغيرهم ﴿مِّن بَعْدِهِمْ﴾ من بعد قوم نوح ﴿وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ﴾ من هذه الأمم التي هي قوم نوح والأحزاب ﴿بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ﴾ ليتمكنوا منه فيقتلوه والأخيذ الأسير ﴿وجادلوا بالباطل﴾ بالكفر ﴿لِيُدْحِضُواْ بِهِ الحق﴾ ليبطلوا به الإيمان ﴿فَأَخَذَتْهُمْ﴾ مظهر مكي وحفص يعني أنهم قصدوا أخذه فجعلت جزاءهم على إرادة أخذ الرسل أن أخذتهم فعاقبتهم ﴿فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ﴾ وبالياء يعقوب أي فإنكم تمرون على بلادهم
غافر (٧ - ٦)
فتعاينون أثر ذلك وهذا تقرير فيه معنى التعجيب
﴿وكذلك حقت كلمة رَبِّكَ عَلَى الذين كَفَرُواْ﴾ كلمات رَبكَ مدني وشامي ﴿أَنَّهُمْ أصحاب النار﴾ في محل الرفع بدل من كلمة ربك أي مثل ذلك الوجوب وجب على الكفرة كونهم من أصحاب النار ومعناه كما وجب إهلاكهم في الدنيا بالعذاب المستأصل كذلك وجب إهلاكهم بعذاب النار في الآخرة أو في محل النصب بحذف لام التعليل وايصال الفعل والذين كَفَرُواْ قريش ومعناه كما وجب إهلاك أولئك الأمم كذلك وجب إهلاك
﴿الذين يَحْمِلُونَ العرش وَمَنْ حَوْلَهُ﴾ يعني حاملي العرش والحافين حوله وهم الكروبيون سادة الملائكة صفة لاصحاب النار وفساده ظاهر روى أي حملة العرش ارجلهم في الارض السفلى رؤوسهم قد خرقت العرش وهم خشوع لا يرفعون طرفهم وفي الحديث إن الله تعالى أمر جميع الملائكة أن يغدوا ويروحوا بالسلام على حملة العرش تفضيلاً لهم على سائر الملائكة وقيل حول العرش سبعون ألف صف من الملائكة قيام قد وضعوا ايديهم على عواتقهم يهللون ويكبرون ومن ورائهم مائة ألف صف قد وضعوا الأيمان على الشمائل ما منهم أحد إلا وهو يسبح بما لا يسبح به الآخر ﴿يُسَبِّحُونَ﴾ خبر المبتدأ وهو الذين ﴿بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ أي مع حمده اذ الباء تدل على ان تسبيحهم بالحمد له ﴿وَيُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ وفائدته مع علمنا بأن حملة العرش ومن حوله من الملائكة الذين يسبحون بحمده مؤمنون اظهارا شرف الإيمان وفضله والترغيب فيه كما وصف الأنبياء في غير موضع بالصلاح لذلك وكما عقب أعمال الخير بقوله ثُمَّ كَانَ مِنَ الذين امنوا فأبان بذلك فضل الإيمان وقد روعي التناسب في قوله ويؤمنون به ﴿ويستغفرون للذين آمنوا﴾ كأنه قيل ويؤمنون به ويستغفرون لمن في مثل حالهم وفيه دليل على أن الاشتراك في الإيمان يجب أن يكون أدعى شيء إلى النصيحة والشفقة وإن تباعدت الأجناس والأماكن ﴿رَبَّنَا﴾ أي يقولون ربنا وهذا المحذوف حال ﴿وَسِعْتَ كُلَّ شَىْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً﴾ والرحمة والعلم هما اللذان وسعا كل شيء في المعنى إذ الأصل وسع كل شيء رحمتك وعلمك ولكن أزيل الكلام عن أصله بأن
غافر (١١ - ٨)
﴿رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جنات عَدْنٍ التى وَعَدْتَّهُمْ وَمَن صلح من آبائهم﴾ من في موضع نصب عطف على هم في وَأَدْخِلْهُمْ أو في وَعَدْتَّهُمْ والمعنى وعدتهم ووعدت من صلح من آبائهم ﴿وأزواجهم وذرياتهم إِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم﴾ أي الملك الذي لا يغلب وأنت مع ملكك وعزتك لا تفعل شيئا خاليا عن الحكمة وموجب حكمتك أن تفي بوعدك
﴿وَقِهِمُ السيئات﴾ أي جزاء السيئات وهو عذاب النار ﴿وَمَن تَقِ السيئات يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ﴾ أي رفع العذاب ﴿هُوَ الفوز العظيم﴾
﴿إِنَّ الذين كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ﴾ أي يوم القيامة إذا دخلوا النار ومقتوا أنفسهم فيناديهم خزنة النار ﴿لَمَقْتُ الله أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ﴾ أي لقمت الله أنفسكم أكبر من مقتكم أنفسكم فاستغنى بذكرها مرة والمقت أشد البغض وانتصاب ﴿إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإيمان﴾ بالمقت الأول عند الزمخشري والمعنى أنه يقال لهم يوم القيامة كان الله بمقت أنفسكم الأمارة بالسوء والكفر حين كان الأنبياء يدعونكم إلى الإيمان فتأبون قبوله وتختارون عليه الكفر أشد مما تمقتونهن اليوم وأنتم في النار إذا وقعتم فيها باتباعكم هواهن وقيل معناه لمقت الله إياكم الآن أكبر من مقت بعضكم لبعض كقوله ويوم القيامة يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً واذ تَدْعُونَ تعليل وقال
﴿قَالُواْ رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثنتين وَأَحْيَيْتَنَا اثنتين﴾ أي إماتتين وإحياءتين أو موتتين وحياتين وأراد بالإماتتين خلقهم أمواتاً أولاً وإماتتهم عند انقضاء آجالهم وصح أن يسمى خلقهم أمواتاً إماتة كما صح أن يقال سبحان من صغر جسم البعوضة وكبر جسم الغيل وليس ثمة نقل من كبر إلى صغر ولا من صغر إلى كبر والسبب فيه أن الصغر والكبر جائزان على المصنوع الواحد فإذا اختار الصانع أحد الجائزين فقد صرف المصنوع عن الجائز الآخر فجعل صرفه عنه كنقله منه وبالاحياءتين الاحياة الأولى في الدنيا والإحياءة الثانية البعث ويدل عليه قوله وَكُنتُمْ أمواتا فأحياكم ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثم يحييكم
غافر (١٦ - ١١)
وقيل الموتة الأولى في الدنيا والثانية في القبر بعد الإحياء للسؤال والإحياء الأول إحياؤه في القبر بعد موته للسؤال والثاني للبعث ﴿فاعترفنا بذنوبنا﴾ لما راوا الاماتة والاحياء تكررا عليهم علموا أن الله قادر على الإعادة كما هو قادر على الإنشاء فاعترفوا بذنوبهم التي اقترفوها من إنكار البعث وما تبعه من معاصيهم ﴿فَهَلْ إلى خُرُوجٍ﴾ من النار أي إلى نوع من الخروج سريع أو بطيء لنتخلص ﴿مِّن سَبِيلٍ﴾ قط أم اليأس واقع دون ذلك فلا خروج ولا سبيل إليه وهذا كلام من غلب عليه اليأس وإنما يقولون ذلك تحيراً ولهذا جاء الجواب على حسب ذلك وهو قوله
﴿ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِىَ الله وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ﴾ أي ذلكم الذي أنتم فيه وأن لا سبيل لكم إلى خروج قط بسبب كفركم بتوحيد الله وإيمانكم بالإشراك به ﴿فالحكم للَّهِ﴾ حيث حكم عليكم بالعذاب السرمد ﴿العلى﴾ شأنه فلا يرد قضاؤه ﴿الكبير﴾ العظيم سلطانه فلا يحد جزاؤه وقيل كان الحرورية اخذوا قولهم حكم إلا لله من هذا وقال قتادة لما خرج اهل حروراء قال علي رضى الله عنه من هؤلاء قيل المحكمون أي يقولون لا حكم الا لله فقال علي رضى الله عنه كلمة حق أريد بها باطل
﴿هو الذي يريكم آياته﴾ من الريح والسحاب والرعد والبرق والصواعق ونحوها ﴿وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السماء﴾ وبالتخفيف مكي وبصري ﴿رِزْقاً﴾ مطراً لأنه سبب الرزق ﴿وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ﴾ وما يتعظ وما يعتبر بآيات الله إلا من يتوب من الشرك ويرجع إلى الله فإن المعاند لا يتذكر ولا يتعظ ثم قال للمنيبين
﴿فادعوا الله﴾ فاعبدوه ﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدين﴾ من الشرك ﴿وَلَوْ كَرِهَ الكافرون﴾ وإن غاظ ذلك أعداءكم ممن ليس على دينكم
﴿رَفِيعُ الدرجات ذُو العرش يُلْقِى الروح﴾ ثلاثة أخبار لقوله هو مرتبة على قوله الذى يريكم أو أخبار مبتدأ محذوف ومعنى رفيع الدرجات رافع السموات بعضها فوق بعض أو رافع درجات عباده في الدنيا بالمنزلة أو رافع منازلهم في الجنة وذو العرش مالك عرشه الذي فوق السموات خلقه مطافا للملائكة اظهار لعظمته مع استغنائه في مملكته
﴿يَوْمَ هُم بارزون﴾ ظاهرون لا يسترهم شيء من جبل أو أكمة أو بناء ﴿لاَ يخفى عَلَى الله مِنْهُمْ شَىْءٌ﴾ أي من اعمالهم واحوالهم ﴿لمن الملك اليوم﴾
غافر (٢١ - ١٧)
أي يقول الله تعالى ذلك حين لا أحد يجيبه ثم يجيب نفسه بقوله ﴿للَّهِ الواحد الْقَهَّارِ﴾ أي الذي قهر الخلق بالموت وينتصب اليوم بمدلول لمن اى لمن يثبت الملك في هذا اليوم وقيل ينادي منادٍ فيقول لمن الملك اليوم فيجيبه أهل المحشر لله الواحد القهار
﴿اليوم تجزى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لاَ ظُلْمَ اليوم إِنَّ الله سَرِيعُ الحساب﴾ لما قرر أن الملك لله وحده في ذلك اليوم عدد نتائج ذلك وهي أن كل نفس تجزى بما كسبت عملت في الدنيا من خير وشر وأن الظلم مأمون منه لأنه ليس بظلام للعبيد وأن الحساب لا يبطيء لأنه لا يشغله حساب عن حساب فيحاسب الخلق كله في وقت واحد وهو اسرع الحاسبين
﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزفة﴾ أي القيامة سميت بها لأزوفها أي لقربها ويبدل من يوم الآزفة ﴿إِذِ القلوب لَدَى الحناجر﴾ أي التراقي يعني ترتفع قلوبهم عن مقارها فتلصق بحناجرهم فلا هي تخرج فيموتوا ولا ترجع إلى مواضعها فيتنفسوا ويتروّحوا ﴿كاظمين﴾ ممسكين بحناجرهم من كظم القربة شد رأسها وهو حال من القلوب محمول على اصحابها وانما جمع الكاظم جمع السلامة لأنه وصفها بالكظم الذي هو من أفعال العقلاء ﴿مَا للظالمين﴾
﴿يَعْلَمُ خَآئِنَةَ الأعين﴾ مصدر بمعنى الخيانة كالعافية بمعنى المعافاة والمراد استراق النظر إلى ما يحل ﴿وَمَا تُخْفِى الصدور﴾ وما تسره من أمانة وخيانة وقيل هو أن ينظر إلى أجنبية بشهوة مسارقة ثم يتفكر بقلبه في جمالها ولا يعلم بنظرته وفكرته من بحضرته والله يعلم ذلك كله ويعلم خائنة الأعين خبر من أخبار هو في قوله هُوَ الذي يريكم اياته مثل يُلْقِى الروح ولكن يلقي الروح قد علل بقوله لِيُنذِرَ يَوْمَ التلاق ثم استطرد ذكر أحوال يوم التلاق إلى قوله وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ فبعد لذلك عن أخواته
﴿والله يَقْضِى بالحق﴾ أي والذي هذه صفاته لا يحكم إلا بالعدل ﴿والذين يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَقْضُونَ بِشَىْءٍ﴾ وآلهتهم لا يقضون بشيء وهذا تهكم بهم لأن ما لا يوصف بالقدرة لا يقال فيه يقضي أو لا يقضي تَدْعُونَ نافع ﴿إِنَّ الله هُوَ السميع البصير﴾ تقرير لقوله يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعين وَمَا تُخْفِى الصدور ووعيد لهم بأنه يسمع ما يقولون ويبصر ما يعملون وأنه يعاقبهم عليه وتعريض بما يدعون من دونه وأنها لا تسمع ولا تبصر
﴿أو لم يسيروا في الأرض فينظروا﴾
غافر (٢٦ - ٢١)
﴿كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ﴾ أي آخر أمر الذين كذبوا الرسل من قبلهم ﴿كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً﴾ هم فصل وحقه أن يقع بين معرفتين إلا أن أشد منهم ضارع المعرفة في أنه لا تدخله الألف واللام فأجري مجراه مّنكُمْ شامى ﴿وآثارا فِى الأرض﴾ أي حصوناً وقصوراً ﴿فَأَخَذَهُمُ الله بِذُنُوبِهِمْ﴾ عاقبهم بسبب ذنوبهم ﴿وَمَا كَانَ لَهُم مّنَ الله مِن وَاقٍ﴾ ولم يكن لهم شيء يقيهم من عذاب الله
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ﴾ أي الأخذ بسبب أنهم ﴿كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بالبينات فَكَفَرُواْ فَأَخَذَهُمُ الله إِنَّهُ قَوِىٌّ﴾ قادر على كل شيء ﴿شَدِيدُ العقاب﴾ اذا عاقب
﴿ولقد أرسلنا موسى بأياتنا﴾ التسع ﴿وسلطان مُّبِينٍ﴾ وحجة ظاهرة
﴿إلى فِرْعَوْنَ وهامان وقارون فَقَالُواْ﴾ هو ﴿ساحر كَذَّابٌ﴾ فسموا السلطان المبين سحراً وكذباً
﴿فَلَمَّا جَآءَهُمْ بالحق﴾ بالنبوة ﴿مِنْ عِندِنَا قَالُواْ اقتلوا أبناء الذين آمنوا مَعَهُ﴾ أي أعيدوا عليهم القتل كالذي كان أولاً ﴿واستحيوا نِسَآءَهُمْ﴾ للخدمة ﴿وَمَا كَيْدُ الكافرين إِلاَّ فِى ضلال﴾ ضياع يعني أنهم باشروا قتلهم أولاً فما أغنى عنهم ونفذ قضاء الله بإظهار من خافوه فما يغني عنهم هذا القتل الثاني وكان فرعون قد كف عن قتل الولدان فلما بعث موسى عليه السلام وأحس بأنه قد وقع أعاده عليهم غيظاً وظناً منه أنه يصدهم بذلك عن مظاهرة موسى عليه السلام وما علم أن كيده ضائع في الكرتين جميعاً
﴿وقال فرعون﴾ لك ﴿ذَرُونِى أَقْتُلْ موسى﴾ كان إذا همّ بقتله كفوه بقولهم ليس بالذى نخافه وهو أقل من ذلك وما هو إلا ساحر وإذا قتلته أدخلت الشبهة على الناس واعتقدوا أنك عجزت عن معارضته بالحجة والظاهر أن فرعون قد استيقن أنه نبي وأن ماجاء به آيات وما هو بسحر ولكن كان فيه خب وكان قتالاً سفاكاً للدماء في أهون شيء فكيف لا يقتل من أحس بأنه هو الذي يهدم ملكه ولكن كان يخاف إن هم بقتله أن يعاجل بالهلاك وقوله ﴿وَلْيَدْعُ رَبَّهُ﴾ شاهد صدق على فرط خوفه منه ومن دعوته ربه وكان قوله ذَرُونِى أَقْتُلْ موسى تمويهاً على قومه وإيهاماً أنهم هم الذين يكفونه وما كان يكفه إلا ما في نفسه من هول الفزع ﴿إِنِّى أَخَافُ﴾ إن لم أقتله ﴿أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ﴾ أن يغير ما أنتم عليه وكانوا يعبدونه ويعبدون الاصنام
غافر (٢٨ - ٢٦)
﴿أَوْ أَن يُظْهِرَ﴾ موسى ﴿فِى الأرض الفساد﴾ بضم الياء ونصب الدال مدني وبصري وحفص وغيرهم بفتح الياء ورفع الدال والأول أولى لموافقة يبدل والفساد في الأرض التقاتل والتهايج الذي يذهب معه الأمن وتتعطل المزارع والمكاسب والمعايش ويهلك الناس قتلاً وضياعاً كأنه قال إني أخاف أن يفسد عليكم دينكم بدعوتكم إلى دينه أو يفسد عليكم دنياكم بما يظهر من الفتن بسببه وقرأ غير أهل الكوفة وان معناه إني أخاف فساد دينكم ودنياكم معاً
﴿وَقَالَ مُوسَى﴾ لما سمع بما أجراه فرعون من حديث قتله لقومه ﴿إِنِّى عُذْتُ بِرَبِّى وَرَبِّكُمْ مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لاَّ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الحساب﴾ وفي قوله وَرَبِّكُمْ بعث لهم على أن يقتدوا به فيعوذوا بالله عياذه ويعتصموا بالتوكل عليه اعتصامه وقال مّن كُلّ مُتَكَبّرٍ لتشمل استعاذته فرعون وغيره من الجبابرة وليكون على طريقة التعريض فيكون أبلغ وأراد بالتكبر الاستكبار عن الاذعان للحق وهو أقبح استكبار وأدل على دناءة صاحبه وعلى فرط
﴿وقال رجل مؤمن من آل فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إيمانه﴾ قيل كان قبطياً ابن عم لفرعون امن بموسى سرا ومن ال فرعون صفة لرجل وقيل كان اسرائيليا من آل فرعون صلة ليكتم أي يكتم إيمانه من آل فرعون واسمه سمعان أو حبيب أو خربيل أو حزبيل والظاهر الأول ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ﴾ لأن يقول وهذا إنكار منه عظيم كأنه قيل أترتكبون الفعلة الشنعاء التي هي قتل نفس محرمة ومالكم علة في ارتكابها إلا كلمة الحق وهي قوله ﴿رَبِّىَ الله﴾ وهو ربكم أيضاً لا ربه وحده ﴿وَقَدْ جَآءَكُمْ﴾ الجملة حال ﴿بالبينات مِن رَّبِّكُمْ﴾ يعني أنه لم يحضر لتصحيح قوله ببينة واحدة ولكن ببينات من عند من اسب اليه الربوبية وهو استدراج لهم الى الاتعراف به ﴿وَإِن يَكُ كاذبا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صادقا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الذى يَعِدُكُمْ﴾ احتج عليهم بطريق التقسيم فإنه لا يخلو من أن يكون كاذباً أو صادقاً فإن يك كاذباً فعليه وبال كذبه ولا يتخطاه وإن يك صادقاً يصبكم بعض الذي يعدكم من العذاب ولم يقل كل الذي يعدكم مع أنه وعد من نبي صادق القول مداراة لهم وسلوكاً لطريق الإنصاف فجاء بما هو أقرب إلى تسليمهم له وليس فيه نفي اصابه الكل فكانه قال لهم لعل ما يكون في صدقه أن يصيبكم بعض ما يعدكم وهو العذاب العاجل وفي ذلك هلاككم وكان وعدهم عذاب الدنيا والآخرة وتقديم
غافر (٣٢ - ٢٨)
الكاذب على الصادق من هذا القبيل أيضاً وتفسير البعض بالكل مزيف ﴿إِنَّ الله لاَ يَهْدِى مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ﴾ مجاوز للحد ﴿كَذَّابٌ﴾ في ادعائه وهذا أيضاً من باب المجاملة
﴿يا قوم لَكُمُ الملك اليوم ظاهرين﴾ عالين وهو حال من كم في لَكُمْ ﴿فِى الأرض﴾ في أرض مصر ﴿فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ الله إن جاءنا﴾ عنى أن لكم ملك مصر وقد علوتم الناس وقهرتموهم فلا تفسدوا أمركم على أنفسكم ولا تتعرضوا لبأس الله أي عذابه فإنه لا طاقة لكم به إن جاءكم ولا يمنعكم منه احد وقال ينصرنا وجاءنا لأنه منهم في القرابة وليعلمهم بأن الذي ينصحهم به هو مساهم لهم فيه ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَآ أرى﴾ أي ما أشير عليكم برأي إلا بما أرى من قتله يعني لا أستصوب إلا قتله وهذا الذي تقولونه غير صواب ﴿وَمَا أَهْدِيكُمْ﴾ بهذا الرأي ﴿إِلاَّ سَبِيلَ الرشاد﴾ طريق الصواب والصلاح وما أعلمكم إلا ما أعلم من الصواب ولا أدخر منه شيئاً ولا أسر عنكم خلاف ما اظهر يعنى ان لسانه وقلبه متوطئان على ما يقول وقد كذب فقد كان مستشعراً للخوف الشديد من جهة موسى عليه السلام ولكنه كان يتجلد ولولا استشعاره لم يستشر أحداً ولم يقف الأمر على الإشارة
﴿وقال الذي آمن يا قوم إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِّثْلَ يَوْمِ الأحزاب﴾ أي مثل أيامهم لأنه لما أضافه إلى الأحزاب وفسرهم بقوله
﴿مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ والذين مِن بَعْدِهِمْ﴾ ولم يلتبس أن كل حزب منهم كان له يوم دمار اقتصر على الواحد من الجمع ودأب هؤلاء دؤبهم في عملهم من الكفر والتكذيب وسائر المعاصي وكون ذلك دائباً دائماً منهم لا يفترون عنه ولا بد من حذف مضاف أي مثل جزاء دأبهم وانتصاب
﴿ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد﴾
غافر (٣٦ - ٣٣)
أي يوم القيامة التنادي مكي ويعقوب في الحالين وإثبات الياء هو الأصل وحذفها حسن لأن الكسرة تدل على الياء وآخر هذه الآي على الدال وهو ما حكى الله تعالى في سورة الأعراف وَنَادَى أصحاب الجنة اصحاب النار ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة ونادى اصحاب الاعراف وقيل ينادي منادٍ ألا إن فلانا سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً ألا إن فلاناً شقي شقاوة لا يسعد بعدها أبداً
﴿يوم تولون مدبرين﴾ منصرفين عن موقف الحساب الى النار ﴿ما لكم مِنَ الله﴾ من عذاب الله ﴿مِنْ عَاصِمٍ﴾ مانع ودافع ﴿وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ مرشد
﴿وَلَقَدْ جَآءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بالبينات﴾ هو يوسف بن يعقوب وقيل يوسف ابن أفراييم بن يوسف بن يعقوب أقام فيهم نبياً عشرين سنة وقيل إن فرعون موسى هو فرعون يوسف عمر إلى زمنه
﴿الذين يجادلون﴾ بدل من هو مسرف وجاز بداله منه وهو جمع لأنه لا يريد مسرفاً واحدا بل كل مسرف ﴿في آيات الله﴾ في دفعها وإبطالها ﴿بِغَيْرِ سلطان﴾ حجة ﴿أتاهم كَبُرَ مَقْتاً﴾ أي عظم بغضاً وفاعل كبر ضمير هُوَ مُسْرِفٌ وهو جمع معنى وموحد لفظاً فحمل البدل على معناه والضمير الراجع إليه على لفظه ويجوز أن يرفع الذين على الابتداء ولا بد في هذا الوجه من حذف مضاف يرجع إليه الضمير في كَبُرَ تقديره جدال الذين يجادلون كبر مقتاً ﴿عِندَ الله وعند الذين آمنوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ الله على كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾ قَلْبٍ بالتنوين أبو عمرو وإنما وصف القلب التكبر والتجبر لأنه منبعهما كما تقول سمعت الأذن وهو كقوله فانه اثم قلبه وإن كان الآثم هو الجملة
﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ﴾ تمويهاً على قومه أو جهلاً منه ﴿يا هامان ابن لِى صَرْحاً﴾ أي قصراً وقيل الصرح البناء الظاهر الذي لا يخفى على الناظر وإن بعد ومنه يقال صرح الشيء إذا ظهر ﴿لَّعَلِّى﴾ وبفتح الياء حجازي وشامي وأبو عمرو ﴿أبلغ الأسباب﴾ ثم ابدل منها تفخيم شأنها وإبانة انه يقصد امر عظيما
﴿أسباب السماوات﴾ أي طرقها وأبوابها وما يؤدي اليها
غافر (٤٢ - ٣٧)
وكل ما أداك إلى شيء فهو سبب إليه كالرشاء ونحوه ﴿فَأَطَّلِعَ﴾ بالنصب حفص على جواب الترجي تشبيهاً للترجي بالتمني وغيره بالرفع عطفاً على أبلغ ﴿إلى إله موسى﴾ والمعنى فأنظر إليه ﴿وَإِنِّى لأَظُنُّهُ﴾ أي موسى ﴿كاذبا﴾ في قوله له إله غيري ﴿وكذلك﴾ ومثل ذلك التزيين وذلك الصد ﴿زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءَ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السبيل﴾ المستقيم وبفتح الصاد كوفي ويعقوب أي غيره صداً أو هو بنفسه صدوداً والمزين الشيطان بوسوسته كقوله وَزَيَّنَ لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل أو الله تعالى ومثله زَيَّنَّا لَهُمْ أعمالهم فهم يعمهون ﴿وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِى تَبَابٍ﴾ خسران وهلاك
﴿وقال الذي آمن يا قوم اتبعون﴾ اتبعوني في الحالين مكي ويعقوب وسهل ﴿أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرشاد﴾ وهو نقيض الغي وفيه تعريض شبيه بالتصريح أن ما عليه فرعون وقومه سبيل الغي أجمل أولاً ثم فسر فافتتح بذم الدنيا وتصغير شأنها بقوله
﴿يا قوم إِنَّمَا هذه الحياة الدنيا متاع﴾ تمتع يسير فالإخلاد إليها أصل الشر ومنبع الفتن وثنى بتعظيم الآخرة وبين أنها هي الوطن والمستقر بقوله ﴿وَإِنَّ الآخرة هِىَ دَارُ القرار﴾ ثم ذكر الأعمال سيئها وحسنها وعاقبة كل منهما ليثبط عما يتلف وينشط لما يزلف بقوله
مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى
﴿مَنْ عَمِلَ سَيَّئَةً فَلاَ يجزى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صالحا مّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجنة يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ يُدخلون مكي وبصري ويزيد وأبو بكر ثم وازن بين الدعوتين دعوته إلى دين الله الذي تمرته الجنات ودعوتهم إلى اتخاذ الأنداد الذي عاقبته النار بقوله
﴿ويا قوم ما لي﴾ وبفتح الياء حجازي وأبو عمرو ﴿أَدْعُوكُمْ إِلَى النجاة﴾ أي الجنة ﴿وَتَدْعُونَنِى إِلَى النار﴾
﴿تَدْعُونَنِى لأكْفُرَ بالله﴾ هو بدل من تَدْعُونَنِى الأول يقال دعاه إلى كذا ودعاه له كما يقال هداه إلى الطريق وهداه له ﴿وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِى بِهِ عِلْمٌ﴾ اى بربوبيته والمراد بنفى العلم نفى للعلوم كأنه قال وأشرك به ما ليس بإله وماليس بإله كيف يصح أن يعلم إلهاً ﴿وَأَنَاْ أَدْعُوكُمْ إِلَى العزيز الغفار﴾ وهو الله سبحانه
غافر (٤٧ - ٤٣)
وتعالى وتكرير النداء لزيادة التنبيه لهم والإيقاظ عن سنة الغفلة وفيه أنهم قومه وأنه من آل فرعون وجيء بالواو في النداء الثالث دون الثاني ولان الثاني داخل على كلام هو بيان للمجمل وتفسير له بخلاف الثالث
﴿لاَ جَرَمَ﴾ عند البصريين لا رد لما دعاه اليه قومه وجرم فعل بمعنى حق وان مع ما في حيزه فاعله أي حق ووجب بطلان دعوته ﴿أَنَّمَا تَدْعُونَنِى إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِى الدنيا وَلاَ فِى الآخرة﴾ معناه ان ما تدعونني إليه ليس له دعوة إلى نفسه قط أي من حق المعبود بالحق أن يدعو العباد إلى طاعته وما تدعون إليه وإلى عبادته لا يدعو هو إلى ذلك ولا يدعي الربوبية أو معناه ليس له استجابة دعوة في الدنيا ولا في الآخرة دعوة مستجابة جعلت الدعوة التي لا استجابة لها ولا منفعة كلا دعوة أو سميت الاستجابة باسم الدعوة كما سمي الفعل المجازي عليه
﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ﴾ أي من النصيحة عند نزول العذاب ﴿وَأُفَوِّضُ﴾ وأسلم ﴿أَمْرِى﴾ وبفتح الياء مدني وأبو عمرو ﴿إِلَى الله﴾ لأنهم توعدوه ﴿إِنَّ الله بَصِيرٌ بالعباد﴾ بأعمالهم ومالهم
﴿فَوقَاهُ الله سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُواْ﴾ شدائد مكرهم وما هموا به من إلحاق أنواع العذاب بمن خالفهم وقيل إنه خرج من عندهم هارباً إلى جبل فبعث قريباً من ألف في طلبه فمنهم من أكلته السباع ومن رجع منهم صلبه فرعون ﴿وَحَاقَ﴾ ونزل ﴿بِأَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ العذاب﴾
﴿النار﴾ بدل من سُوءُ العذاب أو خبر مبتدأ محذوف كأنه قيل ما سوء العذاب قيل هو النار أو مبتدأ خبره ﴿يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا﴾ وعرضهم عليها إحراقهم بها يقال عرض الإمام الأسارى على السيف إذا قتلهم به ﴿غُدُوّاً وَعَشِيّاً﴾ أي في هذين الوقتين يعذبون بالنار وفيما بين ذلك إما أن يعذبوا بجنس آخر أو ينفس عنهم ويجوز أن يكون غدواً وعشياً عبارة عن الدوام هذا في الدنيا ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة﴾ يقال لخزنة جهنم ﴿أدخلوا آل فِرْعَوْنَ﴾ من الإدخال مدني وحمزة وعلي وحفص خلف ويعقوب وغيرهم أدخلوا أي يقال لهم ادخلوا يا آل فرعون ﴿أَشَدَّ العذاب﴾ أي عذاب جهنم وهذه الآية دليل على عذاب القبر
﴿وَإِذْ يَتَحَآجُّونَ﴾ واذكر وقت تخاصمهم {فِى النار فيقول
غافر (٥٥ - ٤٧)
﴿فهل أنتم مغنون﴾ دافعون ﴿عنا نصيبا﴾ جزءا ﴿من النار﴾
﴿قَالَ الذين استكبروا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا﴾ التنوين عوض من المضاف إليه أي إنا كلنا فيها لا يغني أحد عن أحد ﴿إِنَّ الله قَدْ حَكَمَ بَيْنَ العباد﴾ قضى بينهم بأن أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار
﴿وَقَالَ الذين فِى النار لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ﴾ للقُوَّام بتعذيب أهلها وإنما لم يقل لخزنتها لأن في ذكر جهنم تهويلاً وتفظيعاً ويحتمل أن جهنم هي أبعد النار قعراً من قولهم بئر جهنّام بعيدة القعر وفيها أعتى الكفار وأطغاهم فلعل الملائكة الموكلين بعذاب أولئك أجوب دعوة لزيادة قربهم من الله تعالى فلهذا تعمدهم أهل النار بطلب الدعوة منهم ﴿ادعوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً﴾ بقدر يوم من الدنيا ﴿مِّنَ العذاب﴾
﴿قَالُواْ﴾ أي الخزنة توبيخاً لهم بعد مدة طويلة ﴿أولم تك﴾ اى او لم تك قصة وقوله ﴿تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم﴾ تفسير للقصة ﴿بالبينات﴾ بالمعجزات ﴿قَالُواْ﴾ أي الكفار ﴿بلى قَالُواْ﴾ أي الخزنة تهكماً بهم ﴿فادعوا﴾ أنتم ولا استجابة لدعائكم ﴿وما دعاء الكافرين إِلاَّ فِى ضلال﴾ بطلان وهو من قول الله تعالى ويحتمل أن يكون من كلام الخزنة
﴿إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فِى الحياة الدنيا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشهاد﴾ أي في الدنيا والآخرة يعني أنه يغلبهم في الدارين جميعا بالحجة والظفر على
﴿يَوْمَ لاَ يَنفَعُ الظالمين مَعْذِرَتُهُمْ﴾ هذا بدل من يَوْمَ يَقُومُ أي لا يقبل عذرهم لاينفع كوفي ونافع ﴿وَلَهُمُ اللعنة﴾ البعد من رحمة الله ﴿وَلَهُمْ سُوءُ الدار﴾ أي سوء دار الأخرة وهو عذابها
﴿ولقد آتينا مُوسَى الهدى﴾ يريد به جميع ما أتى به في باب الدين من المعجزات والتوراة والشرائع ﴿وأورثنا بني إسرائيل الكتاب﴾ أي التوراة والإنجيل والزبور لأن الكتاب جنس أي تركنا الكتاب من بعد هذا الى هذا
﴿هُدًى وذكرى﴾ إرشاداً وتذكرة وانتصابهما على المفعول له أو على الحال ﴿لأُِوْلِى الألباب﴾ لذوي العقول
﴿فاصبر﴾ على ما يجرعك قومك من الفصص ﴿إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ﴾ يعني إن ما سبق به وعد من نصرتك واعلاء
غافر (٦٠ - ٥٥)
كلمتك حق ﴿واستغفر لِذَنبِكَ﴾ أي لذنب أمتك ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بالعشى والإبكار﴾ أي دم على عبادة ربك والثناء عليه وقيل هما صلاتا العصر والفجر وقيل قل سبحان الله وبحمده
﴿إن الذين يجادلون في آيات الله بِغَيْرِ سلطان أتاهم﴾ لا وقف
﴿لَخَلْقُ السماوات والأرض أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ الناس﴾ لما كانت مجادلتهم في آيات الله مشتملة على إنكار البعث وهو أصل المجادلة ومدارها حجوا بخلق السموات والارض لأنهم كانوا مقرين بأن الله خالقها فإن من قدر على خلقها مع عظمها كان على خلق الإنسان مع مهانته أقدر ﴿ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ﴾ لأنهم لا يتأملون لغلبة الغفلة عليهم
﴿وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وَعَمِلُواْ الصالحات وَلاَ المسىء﴾ لا زائدة ﴿قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ﴾ تتعظون بتاءين كوفي وبياء وتاء غيرهم وقليلا صفة مصدر محذوف أي تذكراً قليلاً يتذكرون وما صلة زائدة
﴿إِنَّ الساعة لآتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا﴾ لا بد من مجيئها وليس بمرتاب فيها
﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادعونى﴾ اعبدوني ﴿أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ أثبكم فالدعاء بمعنى العبادة كثير في القرآن ويدل عليه قوله ﴿إِنَّ الذين يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى﴾ وقال عليه السلام الدعاء هو العبادة وقرأ هذه الآية ﷺ وعن ابن عباس رضي الله عنهما وحدوني أغفر لكم وهذا تفسير للدعاء بالعبادة ثم للعبادة بالتوحيد وقيل سلوني أعطكم ﴿سَيَدْخُلُونَ جهنم﴾ سيدخلون مكى وابو عمرو ﴿داخرين﴾
غافر (٦٦ - ٦١)
صاغرين
﴿الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا﴾ وهو من الإسناد المجازي أي مبصراً فيه لأن الابصار في الحقيقة لاهل النهار وقرن الليل بالمفعول له والنهار بالحال ولم يكونا حالين أو مفعولاً لهما رعاية لحق للقابلة لأنهما متقابلان معنى لأن كل واحد منهما يؤدي مؤدى الآخر ولأنه لو قيل لتبصروا فيه فاتت الفصاحة التي في الاسناد المجزى ولو قيل ساكناً لم تتميز الحقيقة من المجاز إذ الليل يوصف بالسكون على الحقيقة ألا ترى إلى قولهم ليل ساجٍ أي ساكن لا ريح فيه ﴿إِنَّ الله لَذُو فَضْلٍ عَلَى الناس﴾ ولم يقل لمفضل أو لمتفضل لأن المراد تنكير الفضل وأن يجعل فضلاً لا يوازيه فضل وذلك إنما يكون بالإضافة ﴿ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَشْكُرُونَ﴾ ولم يقل ولكن اكثرهم حتى لا يتكرر ذكرالناس لأن في هذا التكرير تخصيصاً لكفران النعمة بهم وأنهم هم الذين يكفرون فضل الله ولا يشكرونه كقوله ان الانسان لكفور وقوله ان الانسان لظلوم كفار
﴿ذلكم﴾ الذي خلق لكم الليل والنهار ﴿الله رَبُّكُمْ خالق كُلِّ شَىْءٍ لاَّ إله إِلاَّ هُوَ﴾ أخبار مترادفة أي هو الجامع لهذه الأوصاف من الربوبية والإلهية وخلق كل شيء والوحدانية ﴿فأنى تُؤْفَكُونَ﴾ فكيف ومن أي وجه تصرفون عن عبادته إلى عبادة الأوثان
﴿كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يَجْحَدُونَ﴾ أي كل من جحد بآيات الله ولم يتأملها ولم يطلب الحق أفك كما افكوا
﴿الله الذى جَعَلَ لَكُمُ الأرض قَرَاراً﴾ مستقراً ﴿والسمآء بِنَاءً﴾ سقفاً فوقكم ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾ قيل لم يخلق حيواناً أحسن صورة من الإنسان وقيل لم يخلقهم منكوسين كالبهائم ﴿وَرَزَقَكُم مّنَ الطيبات﴾ اللذيذات ﴿ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ فتبارك الله رَبُّ العالمين﴾
﴿هُوَ الحى لاَ إله إِلاَّ هُوَ فادعوه﴾ فاعبدوه ﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدين﴾ أي الطاعة من الشرك والرياء قائلين ﴿الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين﴾ وعن ابن عباس رضى الله عنهما من قال لا إله إلا الله فليقل على أثرها الحمد لله رب العالمين
ولما طلب الكفار منه عليه السلام عبادة الأوثان نزل ﴿قُلْ إِنّى نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الذين تَدْعُونَ مِن دُونِ الله لَمَّا جَآءَنِى البينات مِن رَّبِّى﴾ هي القرآن وقيل العقل والوحى ﴿وأمرت أن أسلم﴾ استقيم وانقاد
غافر (٧٤ - ٦٧)
﴿لرب العالمين﴾
﴿هُوَ الذى خَلَقَكُمْ﴾ أي أصلكم ﴿مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً﴾ اقتصر على الواحد لأن المراد بيان الجنس ﴿ثُمَّ لِتَبْلُغُواْ أَشُدَّكُمْ﴾ متعلق بمحذوف تقديره ثم يبقيكم لتبلغوا وكذلك ﴿ثُمَّ لِتَكُونُواْ شُيُوخاً﴾ وبكسر الشين مكي وحمزة وعلي وحماد ويحيى والأعشى ﴿وَمِنكُمْ مَّن يتوفى مِن قَبْلُ﴾ أي من قبل بلوغ الأشد أو من قبل الشيخوخة ﴿وَلِتَبْلُغُواْ أَجَلاً مُّسَمًّى﴾ معناه ويفعل ذلك لتبلغوا أجلاً مسمى وهو وقت الموت أو يوم القيامة ﴿وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ ما في ذلك من العبر والحجج
﴿هُوَ الذى يُحْيِى وَيُمِيتُ فَإِذَا قضى أَمْراً فإنما يقول له كن فيكون﴾ اى فإنا يكون سريعاً من غير كلفة
﴿ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يُصْرَفُونَ﴾ ذكر الجدال في هذه السورة في ثلاثة مواضع فجاز أن يكون في ثلاثة أقوام أو ثلاثة أصناف أو للتاكيد
﴿الذين كَذَّبُواْ بالكتاب﴾ بالقرآن ﴿وَبِمَآ أَرْسَلْنَا بِهِ رسلنا﴾ من الكتب ﴿فسوف يعلمون﴾
﴿إذ الأغلال في أعناقهم﴾ اذ ظرف زمان ماضٍ والمراد به هنا الاستقبال كقوله فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ وهذا لأن الأمور المستقبلة لما كانت في أخبار الله تعالى مقطوعاً بها عبر عنها بلفظ ما كان ووجد والمعنى على الاستقبال ﴿والسلاسل﴾ عطف على الأغلال والخبر فِى أعناقهم والمعنى إذ الأغلال والسلاسل في أعناقهم ﴿يُسْحَبُونَ﴾
﴿فِى الحميم﴾ يجرون
﴿ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ﴾ أي تقول لهم الخزنة ﴿أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ﴾
﴿مِن دُونِ الله﴾ يعني الأصنام التي تعبدونها ﴿قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا﴾ غابوا عن عيوننا فلا نراهم ولا ننتفع بهم ﴿بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً﴾ أي تبين لنا أنهم لم يكونوا شيئاً وما كنا نعبد بعبادتهم شيئاً كما تقول حسبت أن فلاناً شىء فاذا هو ليس بشى إذا خبرته فلم تر عنده خيراً ﴿كَذَلِكَ يُضِلُّ الله الكافرين﴾ مثل ضلال آلهتهم عنهم يضلهم عن آلهتهم حتى لو طلبوا الآلهة أو طلبتهم الآلهة لم يتصادقوا او كما اضل هؤلاء
غافر (٨٠ - ٧٥)
المجادلين يضل سائر الكافرين الذين علم منهم اختيار الضلالة على الذين
﴿ذلكم﴾ العذاب الذي نزل بكم ﴿بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِى الأرض بِغَيْرِ الحق وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ﴾ بسبب ما كان لكم من الفرح والمرح بغير الحق وهو الشرك وعبادة الأوثان فيقال لهم
﴿ادخلوا أبواب جَهَنَّمَ﴾ السبعة المقسومة لكم قال الله تعالى لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ منهم جزء مقسوم ﴿خالدين فِيهَا﴾ مقدرين الخلود ﴿فَبِئْسَ مَثْوَى المتكبرين﴾ عن الحق جهنم
﴿فاصبر﴾ يا محمد ﴿إِنَّ وَعْدَ الله﴾ بإهلاك الكفار ﴿حَقٌّ﴾ كائن ﴿فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ﴾ أصله فإن نريك وما مزيدة لتوكيد معنى الشرط ولذلك ألحقت النون بالفعل ألا تراك لا تقول إن تكرمني أكرمك ولكن
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ﴾ إلى أممهم ﴿مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ﴾ قيل بعث الله ثمانية آلاف في أربعة آلاف من بني إسرائيل وأربعة آلاف من سائر الناس وعن علي رضى الله عنه إن الله تعالى بعث نبياً أسود فهو ممن لم تذكر قصته في القرآن ﴿وَمَا كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله﴾ وهذا جواب اقتراحم فمن الآيات عناداً يعني إنا قد أرسلنا كثيراً من الرسل وما كان لواحد منهم أن يأتى بآية إلا ياذن الله والآخرة وإذا ذكر الله إلا أن يشاء الله ويأذن في الإتيان بها ﴿فَإِذَا جَآءَ أَمْرُ الله﴾ أي يوم القيامة وهو وعيد ورد عقيب اقتراحهم الآيات ﴿قُضِىَ بالحق وَخَسِرَ هُنَالِكَ المبطلون﴾ المعاندون الذين اقترحوا الآيات عناداً
﴿الله الذى جَعَلَ﴾ خلق ﴿لَكُمُ الأنعام﴾ الإبل ﴿لِتَرْكَبُواْ مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ أي لتركبوا بعضها وتأكلوا بعضها
﴿وَلَكُمْ فيِهَا منافع﴾ أي الألبان والأوبار ﴿وَلِتَبْلُغُواْ عَلَيْهَا حَاجَةً فِى صُدُورِكُمْ﴾ أي لتبلغوا عليها ما تحتاجون إليه من الأمور ﴿وَعَلَيْهَا﴾ وعلى الأنعام ﴿وَعَلَى الفلك تُحْمَلُونَ﴾ أي على الأنعام وحدها لا تحملون ولكن عليها وعلى الفلك في البر
غافر (٨٥ - ٨١)
والبحر
﴿ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون﴾ انها ليست من عند الله واى نصب بتنكرون وقد جاءت على اللغة المستفيضة وقولك فأية آيات الله قليل لأن التفرقة بين المذكر والمؤنث في الأسماء غير الصفات نحو حمار وحمارة غريب وهي في أي أغرب لإبهامه
﴿أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى الأرض فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ أَكْثَرَ مِنْهُمْ﴾ عددا ﴿وأشد قوة﴾ بدنا ﴿وآثارا فِى الأرض﴾ قصوراً ومصانع ﴿فَمَآ أغنى عَنْهُمْ﴾ مانافية ﴿مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾
﴿فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ العلم﴾ يريد علمهم بأمور الدنيا ومعرفتهم بتدبيرها كما قال يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مّنَ الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون فلما جاءتهم الرسل بعلوم الديانات وهي أبعد شيء من علمهم لبعثها على رفض الدنيا والظلف عن الملاذ والشهوات لم يلتفتوا إليها وصغروها واستهزؤوا بها واعتقدوا أنه لا علم أنفع وأجلب للفوائد من علمهم ففرحوا به أو علم الفلاسفة والدهريين فإنهم كانوا إذا سمعوا بوحي الله دفعوه وصغروا علم الأنبياء إلى علمهم وعن سقراط أنه سمع بموسى عليه السلام وقيل له لو هاجرت إليه فقال نحن قوم مهذبون فلا حاجة بنا إلى من يهذبنا أو المراد فرحوا بما عند الرسل من العلم فرح ضحك منه واستهزاء به كأنه قال استهزؤوا بالبينات وبما جاؤوا به من علم الوحي فرحين مرحين ويدل عليه قوله ﴿وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يستهزؤون﴾ أو الفرح للرسل أي الرسل لما رأوا جهلهم
﴿فلما رأوا بأسنا﴾ شدة عذابنا ﴿قالوا آمنا بالله وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ﴾
﴿فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إيمانهم لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا﴾ أي فلم يصح ولم يستقم أن ينفعهم ايمانهم ﴿سنة الله﴾ بمنزلة وعد الله ونحوه من المصادر المؤكدة ﴿التى قَدْ خَلَتْ فِى عِبَادِهِ﴾ أن الإيمان عند نزول العذاب لا ينفع وأن العذاب نازل بمكذبي الرسل ﴿وَخَسِرَ هُنَالِكَ الكافرون﴾ هنالك مكان مستعار للزمان والكافرون خاسرون في كل أوان ولكن يتبين خسرانهم إذا عاينوا العذاب وفائدة ترادف الفاآت في هذه الآيات أن فَمَا أغنى عَنْهُمْ نتيجة قوله كانوا اكثر منهم وفلما جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم كالبيان والتفسير لقوله فَمَا أغنى عَنْهُمْ كقولك رزق زيد المال فمنع المعروف فلم يحسن الى الفقراء وفلما رَأَوْاْ بَأْسَنَا تابع لقوله فَلَمَّا جَاءتْهُمْ كأنه قال فكفروا فلما رأوا بأسنا آمنوا وكذلك فلم يك ينفعهم ايمانهم تابع لايمانهم لمارأوا باس الله والله اعلم
فصلت (٥ - ١)
سورة فصلت
بسم الله الرحمن الرحيم