ﰡ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة المعارج (٧٠) : الآيات ١ الى ٦]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (١) لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (٢) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ (٣) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤)فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (٥) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً (٦)
١- سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ:
سَأَلَ سائِلٌ دعا داع استعجالا على سبيل الاستهزاء.
بِعَذابٍ واقِعٍ من الله.
٢- لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ:
لِلْكافِرينَ من الله.
لَيْسَ لَهُ دافِعٌ أي ليس لهذا العذاب راد يصرفه عنهم.
٣- مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ:
ذِي الْمَعارِجِ ذى العظمة والعلاء، وقيل: السموات.
٤- تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ:
تَعْرُجُ تصعد.
وَالرُّوحُ جبريل.
إِلَيْهِ إلى مهبط أمره.
سَنَةٍ من سنى الدنيا.
٥- فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا:
فَاصْبِرْ يا محمد صلّى الله عليه وسلم على استهزائهم واستعجالهم بالعذاب.
صَبْراً جَمِيلًا لا جزع فيه.
٦- إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً:
إِنَّهُمْ أي الكافرين.
بَعِيداً مستحيلا لا يقع.
[سورة المعارج (٧٠) : الآيات ٧ الى ٩]
وَنَراهُ قَرِيباً (٧) يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ (٨) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ (٩)
٧- وَنَراهُ قَرِيباً:
قَرِيباً أي هينا فى قدرتنا غير متعذر علينا.
٨- يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ:
كَالْمُهْلِ كالفضة المذابة.
٩- وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ:
كَالْعِهْنِ كالصوف المصبوغ المنفوش.
[سورة المعارج (٧٠) : الآيات ١٠ الى ١٣]
وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (١٠) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١) وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (١٢) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (١٣)
١٠- وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً:
أي: ولا يسأل قريب قريبا عن أمره، إذ كل منهما مشغول بشأنه.
١١- يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ:
يُبَصَّرُونَهُمْ يتعارفون بينهم حتى يعرف بعضهم بعضا، وهو مع ذلك لا يسأله.
يَوَدُّ الْمُجْرِمُ يود الكافر.
لَوْ يَفْتَدِي لو يفدى نفسه.
مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ من عذاب يوم القيامة.
١٢- وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ:
وَصاحِبَتِهِ وزوجته.
١٣- وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ:
وَفَصِيلَتِهِ وعشيرته.
الَّتِي تُؤْوِيهِ التي تضمه وينتمى إليها.
[سورة المعارج (٧٠) : الآيات ١٤ الى ٢٠]
وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (١٤) كَلاَّ إِنَّها لَظى (١٥) نَزَّاعَةً لِلشَّوى (١٦) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (١٧) وَجَمَعَ فَأَوْعى (١٨)إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (١٩) إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (٢٠)
١٤- وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ:
ثُمَّ يُنْجِيهِ هذا الفداء.
١٥- كَلَّا إِنَّها لَظى:
كَلَّا ردع.
إِنَّها أي النار.
لَظى لهب خالص.
١٦- نَزَّاعَةً لِلشَّوى:
نَزَّاعَةً شديدة النزع.
لِلشَّوى لليدين والرجلين وسائر الأطراف.
١٧- تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى:
تَدْعُوا تنادى.
مَنْ أَدْبَرَ من أعرض عن الحق.
وَتَوَلَّى وترك الطاعة.
١٨- وَجَمَعَ فَأَوْعى:
وَجَمَعَ المال.
فَأَوْعى وجعله فى وعائه- خزائنه- ومنع حق الله تعالى.
١٩- إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً:
خُلِقَ طبع.
هَلُوعاً شديد الهلع والفزع.
٢٠- إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً:
الشَّرُّ المكروه والعسر.
جَزُوعاً شديد الجزع.
[سورة المعارج (٧٠) : الآيات ٢١ الى ٣٠]
وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (٢١) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (٢٢) الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (٢٣) وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (٢٤) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (٢٥)وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (٢٦) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٢٧) إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (٢٨) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (٢٩) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٣٠)
٢١- وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً:
الْخَيْرُ اليسر.
مَنُوعاً شديد المنع.
٢٢- إِلَّا الْمُصَلِّينَ:
أي المقيمين للصلاة.
٢٣- الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ:
دائِمُونَ لا يتركونها فى وقت من الأوقات.
٢٤- وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ:
حَقٌّ مَعْلُومٌ معين مشروع.
٢٥- لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ:
لِلسَّائِلِ لمن يسألهم المعونة.
وَالْمَحْرُومِ لمن يتعفف عن سؤالهم.
٢٦- وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ:
بِيَوْمِ الدِّينِ بيوم الجزاء فيتزودون له.
٢٧- وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ:
مُشْفِقُونَ خائفون فيتقونه لا يقعون فى أسبابه.
٢٨- إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ:
غَيْرُ مَأْمُونٍ لأحد أن يقع فيه.
٢٩- وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ:
لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ فلا تغلبهم شهواتها.
٣٠- إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ:
أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ يعنى إماءهم.
[سورة المعارج (٧٠) : الآيات ٣١ الى ٣٧]
فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (٣١) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (٣٢) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ (٣٣) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (٣٤) أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (٣٥)
فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (٣٦) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ (٣٧)
٣١- فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ:
فَمَنِ ابْتَغى فمن طلب متاعا.
وَراءَ ذلِكَ وراء الزوجات والإماء.
العادُونَ المتجاوزون الحلال إلى الحرام.
٣٢- وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ:
لِأَماناتِهِمْ أمانات الشرع وأمانات العبادات وما التزموه لله والناس.
راعُونَ حافظون غير خائنين ولا ناقضين.
٣٣- وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ:
قائِمُونَ بالحق غير كاتمين لما يعلمون.
٣٤- وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ:
يُحافِظُونَ يؤدونها على أكمل وجه.
٣٥- أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ:
أُولئِكَ أصحاب هذه الصفات.
مُكْرَمُونَ من الله تعالى.
٣٦- فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ:
فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا أي فما بال الذين كفروا.
قِبَلَكَ إلى جهتك.
مُهْطِعِينَ مسرعين.
٣٧- عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ:
عَنِ الْيَمِينِ عن يمينك.
عِزِينَ جماعات.
[سورة المعارج (٧٠) : الآيات ٣٨ الى ٤٣]
أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (٣٨) كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (٣٩) فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ (٤٠) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٤١) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٤٢)
يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (٤٣)
٣٨- أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ:
أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ وقد سمع وعد الله ورسوله للمؤمنين بالجنة.
أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ أن يدخله الله جنة نعيم.
٣٩- كَلَّا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ:
كَلَّا للردع، أي فليرتدعوا.
مِمَّا يَعْلَمُونَ من ماء مهين.
٤٠- فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ:
إِنَّا لَقادِرُونَ غير عاجزين.
٤١- عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ:
عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ على أن نأتى بمن هم أطوع منهم لله.
بِمَسْبُوقِينَ أي لا يفوتنا شىء ولا يعجزنا أمر نريده.
٤٢- فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ:
فَذَرْهُمْ فاتركهم.
يَخُوضُوا فى باطلهم.
وَيَلْعَبُوا بدنياهم.
يُوعَدُونَ فيه العذاب.
٤٣- يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ:
مِنَ الْأَجْداثِ من القبور.
سِراعاً إلى الداعي.
يُوفِضُونَ يسرعون.
[سورة المعارج (٧٠) : آية ٤٤]
خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (٤٤)
٤٤- خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ:
خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ ذليلة أبصارهم لا يستطيعون رفعها.
تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ تغشاهم الحقارة والمهانة.
ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ به فى الدنيا وهم يكذبون.