تفسير سورة المعارج

تفسير ابن أبي حاتم
تفسير سورة سورة المعارج من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم .
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سُورَةُ الْمَعَارِجِ
٧٠
قَوْلُهُ تَعَالَى: سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ
١٨٩٨٣ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: سَأَلَ سَائِلٌ قَالَ: هُوَ النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ، وَفِي قَوْلِهِ: بِعَذَابٍ وَاقِعٍ قَالَ: كَائِنٌ لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ. مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ قَالَ: ذِي الدَّرَجَاتِ «١».
١٨٩٨٤ - عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ: سَأَلَ سَائِلٌ قَالَ: نَزَلَتْ بِمَكَّةَ فِي النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ، وَقَدْ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ، الْآيَةَ، وَكَانَ عَذَابُهُ يَوْمَ بَدْرٍ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: ذِي الْمَعَارِجِ
١٨٩٨٥ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: ذِي الْمَعَارِجِ قَالَ: ذي العلو وَالْفَوَاضِلِ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
١٨٩٨٧ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ: مُنْتَهَى أَمْرِهِ مِنْ أَسْفَلِ الْأَرْضِينَ إِلَى مُنْتَهَى أَمْرِهِ مِنْ فوق سبع سموات مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ وَيَوْمٌ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ يَعْنِي بِذَلِكَ نُزُولَ الْأَمْرِ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَمِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَذَلِكَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ، لِأَنَّ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ «٤».
١٨٩٨٨ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: غِلَظُ كُلِّ أَرْضٍ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، فَذَلِكَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ، وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَبَيْنَ الْعَرْشِ مَسِيرَةُ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ أَلْفَ عَامٍ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ «٥».
(١) الدر ٨/ ٢٧٧.
(٢) الدر ٨/ ٢٧٧.
(٣) الدر ٨/ ٢٧٨.
(٤) الدر ٨/ ٢٧٩
(٥) الدر ٨/ ٢٧٩ [.....]
عن ابن عباس في قوله :﴿ من الله ذي المعارج ﴾ قال : ذي الدرجات.
قوله تعالى :﴿ ذي المعارج ﴾
عن ابن عباس في قوله :﴿ ذي المعارج ﴾ قال : ذي العلو والفواضل.
قوله تعالى :﴿ في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ﴾
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ﴾ قال : منتهى أمره من أسفل الأرضيين إلى منتهى أمره من فوق سبع سموات ﴿ مقداره خمسين ألف سنة ﴾ ويوم كان مقداره ألف سنة يعني بذلك نزول الأمر من السماء إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد، فذلك مقداره ألف سنة، لأن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : غلظ كل أرض خمسمائة عام، فذلك أربعة عشر ألف عام، وبين السماء السابعة وبين العرش مسيرة ستة وثلاثين ألف عام، فذلك قوله :﴿ في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ﴾.
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ﴾ قال : لو قدرتموه لكان خمسين ألف سنة من أيامكم، قال : يعني يوم القيامة.
١٨٩٨٩ - عن ابن عباس رضي الله عنهما فِي قَوْلِهِ: فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ: لَوْ قَدَّرْتُمُوهُ لَكَانَ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِكُمْ، قَالَ: يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا
١٨٩٩٠ - عَنْ عِكْرَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ الْهَلَعِ فَقَالَ: هُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ: إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا فَهُوَ الْهُلُوعُ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ
١٨٩٩١ - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ قَالَ: هُمُ الَّذِينَ إِذَا صَلَّوْا لَمْ يَلْتَفِتُوا «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ
١٨٩٩٢ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ قَالَ:
لِلشَّمْسِ كُلُّ يَوْمٍ مَطْلَعٌ تَطْلُعُ فِيهِ وَمَغْرِبٌ تَغْرُبُ فِيهِ غَيْرُ مَطْلَعِهَا بِالْأَمْسِ، وَغَيْرُ مغربها بالأمس «٤».
(١) الدر ٨/ ٢٧٩.
(٢) الدر ٨/ ٢٨٣.
(٣) الدر ٨/ ٢٨٤.
(٤) الدر ٨/ ٢٨٦.
قوله تعالى :﴿ الذين هم على صلاتهم دائمون ﴾
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه في قوله :﴿ الذين هم على صلاتهم دائمون ﴾ قال : هم الذين إذا صلوا لم يلتفتوا.
قوله تعالى :﴿ فلا أقسم برب المشارق والمغارب ﴾
عن ابن عباس في قوله :﴿ فلا أقسم برب المشارق والمغارب ﴾ قال : للشمس كل يوم مطلع تطلع فيه ومغرب تغرب فيه غير مطلعها بالأمس، وغير مغربها بالأمس.
Icon