تفسير سورة سورة النبأ من كتاب النكت والعيون
المعروف بـالماوردي
.
لمؤلفه
الماوردي
.
المتوفي سنة 450 هـ
ﰡ
ﭑﭒ
ﰀ
ﭔﭕﭖ
ﰁ
ﭘﭙﭚﭛ
ﰂ
ﭝﭞ
ﰃ
ﭠﭡﭢ
ﰄ
ﭤﭥﭦﭧ
ﰅ
ﭩﭪ
ﰆ
ﭬﭭ
ﰇ
ﭯﭰﭱ
ﰈ
ﭳﭴﭵ
ﰉ
ﭷﭸﭹ
ﰊ
ﭻﭼﭽﭾ
ﰋ
ﮀﮁﮂ
ﰌ
ﮄﮅﮆﮇﮈ
ﰍ
ﮊﮋﮌﮍ
ﰎ
ﮏﮐ
ﰏ
قوله تعالى ﴿ عَمَّ يتساءَلونَ عن النبإ العَظيمِ ﴾ يعني عن أي شيء يتساءل المشركون؟ لأن قريشاً حيث بُعث رسول الله ﷺ جعلت تجادل وتَختصم في الذي دعا إليه.
وفي ﴿ النبأ العظيم ﴾ أربعة أقاويل :
أحدها : القرآن، قاله مجاهد.
الثاني : يوم القيامة، قاله ابن زيد.
الثالث : البعث بعد الموت، قاله قتادة.
الرابع : عن أمر النبي ﷺ.
﴿ الذي هُمْ فيه مُختَلِفَونَ ﴾ هو البعث، فأما الموت فلم يختلفوا فيه، وفيه قولان :
أحدهما : أنه اختلف فيه المشركون من بين مصدق منهم ومكذب، قاله قتادة.
الثاني : اختلف فيه المسلمون والمشركون، فصدّق به المسلمون وكذّب به المشركون، قاله يحيى بن سلام.
﴿ كَلاَّ سيعْلَمون ثم كلا سيعلمون ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أنه وعيد بعد وعيد للكفار، قاله الحسن، فالأول : كلا سيعلمون ما ينالهم من العذاب في القيامة، والثاني : كلا سيعلمون ما ينالهم من العذاب في جهنم.
القول الثاني : أن الأول للكفار فيما ينالهم من العذاب في النار، والثاني للمؤمنين فيما ينالهم من الثواب في الجنة، قاله الضحاك.
﴿ وجَعَلْنا نَوْمَكم سُباتاً ﴾ فيه أربعة تأويلات :
أحدها : نعاساً، قاله السدي.
الثاني : سكناً، قاله قتادة.
الثالث : راحة ودعة، ولذلك سمي يوم السبت سبتاً لأنه يوم راحة ودعة، قال أبو جعفر الطبري : يقال سبت الرجل إذا استراح.
الرابع : سُباتا أي قطعاً لأعمالهم، لأن أصل السبات القطع ومنه قولهم سبت الرجل شعره إذا قطعه، قال الأنباري : وسمي يوم السبت لانقطاع الأعمال فيه.
ويحتمل خامساً : أن السبات ما قرت فيه الحواس حتى لم تدرك بها الحس.
﴿ وجَعَلْنا اللّيلَ لِباساً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : سكناً، قاله سعيد بن جبير والسدي.
الثاني : غطاء، لأنه يغطي سواده كما يغطى الثوب لابسه، قاله أبو جعفر الطبري.
﴿ وجَعَلنا النهارَ مَعاشاً ﴾ يعني وقت اكتساب، وهو معاش لأنه يعاش فيه.
ويحتمل ثانياً : أنه زمان العيش واللذة.
﴿ وجَعَلْنا سِراجاً وَهّاجاً ﴾ يعني بالسراج الشمس، وفي الوهّاج أربعة أقاويل :
أحدها : المنير، قاله ابن عباس.
الثاني : المتلألىء، قاله مجاهد.
الثالث : أنه من وهج الحر، قاله الحسن.
الرابع : أنه الوقّاد، الذي يجمع بين الضياء والجمال.
﴿ وأَنْزَلْنا من المُعْصِراتِ ماءً ثَجّاجاً ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : ان المعصرات الرياح، قاله ابن عباس وعكرمة، قال زيد بن أسلم هي الجنوب.
الثاني : أنها السحاب، قاله سفيان والربيع.
الثالث : أن المعصرات السماء، قاله الحسن وقتادة.
وفي الثجاج قولان :
أحدهما : الكثير قاله ابن زيد.
الثاني : المنصبّ، قاله ابن عباس، وقال عبيد بن الأبرص :
وفي ﴿ النبأ العظيم ﴾ أربعة أقاويل :
أحدها : القرآن، قاله مجاهد.
الثاني : يوم القيامة، قاله ابن زيد.
الثالث : البعث بعد الموت، قاله قتادة.
الرابع : عن أمر النبي ﷺ.
﴿ الذي هُمْ فيه مُختَلِفَونَ ﴾ هو البعث، فأما الموت فلم يختلفوا فيه، وفيه قولان :
أحدهما : أنه اختلف فيه المشركون من بين مصدق منهم ومكذب، قاله قتادة.
الثاني : اختلف فيه المسلمون والمشركون، فصدّق به المسلمون وكذّب به المشركون، قاله يحيى بن سلام.
﴿ كَلاَّ سيعْلَمون ثم كلا سيعلمون ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أنه وعيد بعد وعيد للكفار، قاله الحسن، فالأول : كلا سيعلمون ما ينالهم من العذاب في القيامة، والثاني : كلا سيعلمون ما ينالهم من العذاب في جهنم.
القول الثاني : أن الأول للكفار فيما ينالهم من العذاب في النار، والثاني للمؤمنين فيما ينالهم من الثواب في الجنة، قاله الضحاك.
﴿ وجَعَلْنا نَوْمَكم سُباتاً ﴾ فيه أربعة تأويلات :
أحدها : نعاساً، قاله السدي.
الثاني : سكناً، قاله قتادة.
الثالث : راحة ودعة، ولذلك سمي يوم السبت سبتاً لأنه يوم راحة ودعة، قال أبو جعفر الطبري : يقال سبت الرجل إذا استراح.
الرابع : سُباتا أي قطعاً لأعمالهم، لأن أصل السبات القطع ومنه قولهم سبت الرجل شعره إذا قطعه، قال الأنباري : وسمي يوم السبت لانقطاع الأعمال فيه.
ويحتمل خامساً : أن السبات ما قرت فيه الحواس حتى لم تدرك بها الحس.
﴿ وجَعَلْنا اللّيلَ لِباساً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : سكناً، قاله سعيد بن جبير والسدي.
الثاني : غطاء، لأنه يغطي سواده كما يغطى الثوب لابسه، قاله أبو جعفر الطبري.
﴿ وجَعَلنا النهارَ مَعاشاً ﴾ يعني وقت اكتساب، وهو معاش لأنه يعاش فيه.
ويحتمل ثانياً : أنه زمان العيش واللذة.
﴿ وجَعَلْنا سِراجاً وَهّاجاً ﴾ يعني بالسراج الشمس، وفي الوهّاج أربعة أقاويل :
أحدها : المنير، قاله ابن عباس.
الثاني : المتلألىء، قاله مجاهد.
الثالث : أنه من وهج الحر، قاله الحسن.
الرابع : أنه الوقّاد، الذي يجمع بين الضياء والجمال.
﴿ وأَنْزَلْنا من المُعْصِراتِ ماءً ثَجّاجاً ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : ان المعصرات الرياح، قاله ابن عباس وعكرمة، قال زيد بن أسلم هي الجنوب.
الثاني : أنها السحاب، قاله سفيان والربيع.
الثالث : أن المعصرات السماء، قاله الحسن وقتادة.
وفي الثجاج قولان :
أحدهما : الكثير قاله ابن زيد.
الثاني : المنصبّ، قاله ابن عباس، وقال عبيد بن الأبرص :
فثجّ أعلاه ثم ارتج أسفلُه | وضاق ذَرْعاً بحمل الماء مُنْصاحِ |
بَرَدَتْ مَراشِفُها علىَّ فَصَدَّني | عنها وعن تَقْبيلِها البَرْدُ |
والشراب ها هنا : العذاب.
ويحتمل أن يريد بالشراب الري، لأن الشراب يروي وهم فيها عطاش أبداً.
﴿ إلاّ حَميماً وغَسّاقاً ﴾ أما الحميم ففيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه الحارّ الذي يحرق، قاله ابن عباس.
الثاني : دموع أعينهم في النار تجتمع في حياض في النار فيُسقونْه، قاله ابن زيد.
الثالث : أنه نوع من الشراب لأهل النار، قاله السدي. وأما الغسّاق ففيه أربعة أقاويل :
أحدهاك أنه القيح الغليظ، قاله ابن عمر.
373
الثاني : أنه الزمهرير البارد الذي يحرق من برده، قاله ابن عباس.
الثالث : أنه صديد أهل النار، قاله قتادة.
الرابع : أنه المنتن باللغة الطحاوية، قاله ابن زيد.
﴿ جزاءً وِفاقاً ﴾ وهو جمع وفق، قال أهل التأويل : وافق سوءُ الجزاء سوءَ العمل.
﴿ إنهم كانوا لا يَرْجُونَ حِساباً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : لا يرجون ثواباً ولا يخافون عقاباً، قاله ابن عباس.
الثاني : لا يخافون وعيد الله بحسابهم ومجازاتهم، وهذا معنى قول قتادة.
﴿ وكذّبوا بآياتِنا كِذّاباً ﴾ يعني بآيات القرآن، وفي « كِذّاباً » وجهان :
أحدهما : أنه الكذب الكثير.
الثاني : تكذيب بعضهم لبعض، ومنه قول الشاعر :
وهي لغة يمانية.
الثالث : أنه صديد أهل النار، قاله قتادة.
الرابع : أنه المنتن باللغة الطحاوية، قاله ابن زيد.
﴿ جزاءً وِفاقاً ﴾ وهو جمع وفق، قال أهل التأويل : وافق سوءُ الجزاء سوءَ العمل.
﴿ إنهم كانوا لا يَرْجُونَ حِساباً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : لا يرجون ثواباً ولا يخافون عقاباً، قاله ابن عباس.
الثاني : لا يخافون وعيد الله بحسابهم ومجازاتهم، وهذا معنى قول قتادة.
﴿ وكذّبوا بآياتِنا كِذّاباً ﴾ يعني بآيات القرآن، وفي « كِذّاباً » وجهان :
أحدهما : أنه الكذب الكثير.
الثاني : تكذيب بعضهم لبعض، ومنه قول الشاعر :
فَصَدَقْتُها وَكَذَبْتُها | والمرءُ يَنْفعُهُ كِذابُهْ |
374
﴿ إنّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : نجاة من شرها، قاله ابن عباس.
الثاني : فازوا بأن نجوا من النار بالجنة، ومن العذاب بالرحمة، قاله قتادة، وتحقيق هذا التأويل أنه الخلاص من الهلاك، ولذلك قيل للفلاة إذا قل ماؤها مفازة تفاؤلاً بالخلاص منها.
﴿ وكَواعِبَ أَتْراباً ﴾ في الكواعب قولان :
أحدهما : النواهد، قاله ابن عباس.
الثاني : العذارى، قاله الضحاك، ومنه قول قيس بن عاصم :
وفي الاتراب أربعة أقاويل :
أحدها : الأقران، قاله ابن عباس.
الثاني : الأمثال، قاله مجاهد.
الثالث : المتصافيات، قاله عكرمة.
الرابع : المتآخيات، قاله السدي.
﴿ وكأساً دِهاقاً ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : مملوءة، قاله ابن عباس، ومنه قول الشاعر :
الثاني : متتابعة يتبع بعضها بعضاً، قاله عكرمة.
الثالث : صافية، رواه عمر بن عطاء، قال الشاعر :
﴿ لا يَسْمعونَ فيها لَغْواً ولا كِذّاباً ﴾ في اللغو ها هنا أربعة أقاويل :
أحدها الباطل، قاله ابن عباس.
الثاني : الحلف عند شربها، قاله السدي.
الثالث : الشتم، قاله مجاهد.
الرابع : المعصية، قاله الحسن.
وفي « كِذّاباً » ثلاثة أقاويل :
أحدهاك لا يكذب بعضهم بعضاً، قاله سعيد بن جبير.
الثاني : أنه الخصومة، قاله الحسن.
الثالث : أنه المأثم، قاله قتادة.
وفي قوله ﴿ لا يَسْمَعونَ فيها ﴾ وجهان :
أحدهما : في الجنة، قاله مجاهد.
الثاني : في شرب الخمر، قاله يحيى بن سلام.
﴿ جزاءً من ربكَ عَطاءً حِساباً ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : كافياً، قاله الكلبي.
الثاني : كثيراً، قاله قتادة.
الثالث : حساباً لما عملوا، فالحساب بمعنى العد.
أحدهما : نجاة من شرها، قاله ابن عباس.
الثاني : فازوا بأن نجوا من النار بالجنة، ومن العذاب بالرحمة، قاله قتادة، وتحقيق هذا التأويل أنه الخلاص من الهلاك، ولذلك قيل للفلاة إذا قل ماؤها مفازة تفاؤلاً بالخلاص منها.
﴿ وكَواعِبَ أَتْراباً ﴾ في الكواعب قولان :
أحدهما : النواهد، قاله ابن عباس.
الثاني : العذارى، قاله الضحاك، ومنه قول قيس بن عاصم :
وكم مِن حَصانٍ قد حَويْنا كريمةٍ | ومِن كاعبٍ لم تَدْرِ ما البؤسُ مُعْصر |
أحدها : الأقران، قاله ابن عباس.
الثاني : الأمثال، قاله مجاهد.
الثالث : المتصافيات، قاله عكرمة.
الرابع : المتآخيات، قاله السدي.
﴿ وكأساً دِهاقاً ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : مملوءة، قاله ابن عباس، ومنه قول الشاعر :
أتانا عامرٌ يَبْغي قِرانا | فأَتْرَعنا له كأساً دِهاقاً |
الثالث : صافية، رواه عمر بن عطاء، قال الشاعر :
لأنْتِ آلى الفؤادِ أَحَبُّ قُرْباً | مِن الصّادي إلى كأسٍ دِهَاقِ. |
أحدها الباطل، قاله ابن عباس.
الثاني : الحلف عند شربها، قاله السدي.
الثالث : الشتم، قاله مجاهد.
الرابع : المعصية، قاله الحسن.
وفي « كِذّاباً » ثلاثة أقاويل :
أحدهاك لا يكذب بعضهم بعضاً، قاله سعيد بن جبير.
الثاني : أنه الخصومة، قاله الحسن.
الثالث : أنه المأثم، قاله قتادة.
وفي قوله ﴿ لا يَسْمَعونَ فيها ﴾ وجهان :
أحدهما : في الجنة، قاله مجاهد.
الثاني : في شرب الخمر، قاله يحيى بن سلام.
﴿ جزاءً من ربكَ عَطاءً حِساباً ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : كافياً، قاله الكلبي.
الثاني : كثيراً، قاله قتادة.
الثالث : حساباً لما عملوا، فالحساب بمعنى العد.
﴿ يومَ يقومُ والرُّوحُ الملائكةُ صَفّاً ﴾ في الروح ها هنا ثمانية أقاويل :
أحدها : الروح خلق من خلق الله كهيئة الناس وليسوا أناساً، وهم جند للَّه سبحانه، قاله أبو صالح.
الثاني : أنهم أشرف الملائكة، قاله مقاتل بن حيان.
الثالث : أنهم حفظة على الملائكة، قاله ابن أبي نجيح.
الثالث : أنهم حفظة على الملائكة خلقاً، قاله ابن عباس.
الرابع : أنه ملك من أعظم الملائكة خلقاً، قاله ابن عباس.
الخامس : هو جبريل عليه السلام، قاله سعيد بن جبير.
السادس : أنهم بنو آدم، قاله قتادة.
السابع : أنهم بنو آدم، قاله قتادة.
الثامن : أنه القرآن، قاله زيد بن أسلم.
﴿ لا يتكلمونَ إلا مَنْ أَذِنَ له الرحمنُ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : لا يشفعون إلا من أذن له الرحمن في الشفاعة، قاله الحسن.
الثاني : لا يتكلمون في شيء إلا من أذن له الرحمن شهادة أن لا إله إلا الله، قاله ابن عباس.
﴿ وقالَ صَواباً ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : يعني حقاً، قاله الضحاك.
الثاني : قول لا إله إلا الله، قاله أبو صالح.
الثالث : أن الروح يقول يوم القيامة : لا تُدخل الجنة إلا بالرحمة، ولا النار إلا بالعمل، فهو معنى قوله « وقال صواباًَ » قاله الحسن.
ويحتمل رابعاً : أنه سؤال الطالب وجواب المطلوب، لأن كلام الخلق في القيامة مقصور على السؤال والجواب.
﴿ ذلك اليومُ الحقُّ ﴾ يعني يوم القيامة، وفي تسميته الحق وجهان :
أحدهما : لأن مجئيه حق وقد كانوا على شك.
الثاني : أنّ الله تعالى يحكم فيه بالحق بالثواب والعقاب.
﴿ فمن شاءَ اتّخَذ إلى ربِّه مآباً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : سبيلاً، قاله قتادة.
الثاني : مرجعاً، قاله ابن عيسى.
ويحتمل ثالثاً : اتخذ ثواباً لاستحقاقه بالعمل لأن المرجع يستحق على المؤمن والكافر.
﴿ إنّا أنذْرْناكم عَذاباَ قريباً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : عقوبة الدنيا، لأنه أقرب العذابين، قاله قتادة، وقاله مقاتل : هو قتل قريش ببدر.
الثاني : عذاب يوم القيامة، لأنه آت وكل آت قريب، وهو معنى قول الكلبي.
﴿ يومَ ينظُرُ المْرءُ ما قدَّمَتْ يَداهُ ﴾ يعني يوم ينظر المرء ما قدّم من عمل خير، قال الحسن : قدَّم فقَدِم على ما قَدَّم. ويحتمل أن يكون عامّاً في نظر المؤمن إلى ما قدّم من خير، ونظر الكافر إلى ما قدّم من شر.
﴿ ويقولُ الكافرُ يا لَيْتني كنتُ تُراباً ﴾ قال مجاهد يبعث الحيوان فيقاد للمنقورة من الناقرة، وللمركوضة من الراكضة، وللمنطوحة من الناطحة، ثم يقول الرب تعالى : كونوا تراباً بلا جنة ولا نار، فيقول الكافر حينئذ : يا ليتني كنت تراباً وفي قوله ذلك وجهان :
أحدهما : يا ليتني صرت اليوم مثلها تراباً بلا جنة ولا نار، قاله مجاهد. الثاني : يا ليتني كنت مثل هذا الحيوان في الدنيا وأكون اليوم تراباً، قاله أبو هريرة : وهذه من الأماني الكاذبة كما قال الشاعر :
قال مقاتل : نزل قوله تعالى :﴿ يوم ينظر المرء ما قدّمت يداهُ ﴾ في أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، ونزل قوله تعالى :﴿ ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً ﴾ في أخيه الأسود بن عبد الأسد.
أحدها : الروح خلق من خلق الله كهيئة الناس وليسوا أناساً، وهم جند للَّه سبحانه، قاله أبو صالح.
الثاني : أنهم أشرف الملائكة، قاله مقاتل بن حيان.
الثالث : أنهم حفظة على الملائكة، قاله ابن أبي نجيح.
الثالث : أنهم حفظة على الملائكة خلقاً، قاله ابن عباس.
الرابع : أنه ملك من أعظم الملائكة خلقاً، قاله ابن عباس.
الخامس : هو جبريل عليه السلام، قاله سعيد بن جبير.
السادس : أنهم بنو آدم، قاله قتادة.
السابع : أنهم بنو آدم، قاله قتادة.
الثامن : أنه القرآن، قاله زيد بن أسلم.
﴿ لا يتكلمونَ إلا مَنْ أَذِنَ له الرحمنُ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : لا يشفعون إلا من أذن له الرحمن في الشفاعة، قاله الحسن.
الثاني : لا يتكلمون في شيء إلا من أذن له الرحمن شهادة أن لا إله إلا الله، قاله ابن عباس.
﴿ وقالَ صَواباً ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : يعني حقاً، قاله الضحاك.
الثاني : قول لا إله إلا الله، قاله أبو صالح.
الثالث : أن الروح يقول يوم القيامة : لا تُدخل الجنة إلا بالرحمة، ولا النار إلا بالعمل، فهو معنى قوله « وقال صواباًَ » قاله الحسن.
ويحتمل رابعاً : أنه سؤال الطالب وجواب المطلوب، لأن كلام الخلق في القيامة مقصور على السؤال والجواب.
﴿ ذلك اليومُ الحقُّ ﴾ يعني يوم القيامة، وفي تسميته الحق وجهان :
أحدهما : لأن مجئيه حق وقد كانوا على شك.
الثاني : أنّ الله تعالى يحكم فيه بالحق بالثواب والعقاب.
﴿ فمن شاءَ اتّخَذ إلى ربِّه مآباً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : سبيلاً، قاله قتادة.
الثاني : مرجعاً، قاله ابن عيسى.
ويحتمل ثالثاً : اتخذ ثواباً لاستحقاقه بالعمل لأن المرجع يستحق على المؤمن والكافر.
﴿ إنّا أنذْرْناكم عَذاباَ قريباً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : عقوبة الدنيا، لأنه أقرب العذابين، قاله قتادة، وقاله مقاتل : هو قتل قريش ببدر.
الثاني : عذاب يوم القيامة، لأنه آت وكل آت قريب، وهو معنى قول الكلبي.
﴿ يومَ ينظُرُ المْرءُ ما قدَّمَتْ يَداهُ ﴾ يعني يوم ينظر المرء ما قدّم من عمل خير، قال الحسن : قدَّم فقَدِم على ما قَدَّم. ويحتمل أن يكون عامّاً في نظر المؤمن إلى ما قدّم من خير، ونظر الكافر إلى ما قدّم من شر.
﴿ ويقولُ الكافرُ يا لَيْتني كنتُ تُراباً ﴾ قال مجاهد يبعث الحيوان فيقاد للمنقورة من الناقرة، وللمركوضة من الراكضة، وللمنطوحة من الناطحة، ثم يقول الرب تعالى : كونوا تراباً بلا جنة ولا نار، فيقول الكافر حينئذ : يا ليتني كنت تراباً وفي قوله ذلك وجهان :
أحدهما : يا ليتني صرت اليوم مثلها تراباً بلا جنة ولا نار، قاله مجاهد. الثاني : يا ليتني كنت مثل هذا الحيوان في الدنيا وأكون اليوم تراباً، قاله أبو هريرة : وهذه من الأماني الكاذبة كما قال الشاعر :
ألا يا ليتني والمْرءُ مَيْتُ | وما يُغْني من الحدثانِ لَيْت. |