تفسير سورة المؤمنون

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة المؤمنون من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سورة المؤمنون مكية اتفاقاً.

١ - ﴿أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ سعدوا، أو بقيت لهم أعمالهم، أو بقوا في الجنة الفلاح: البقاء أو أدركوا ما طلبوا، ونجوا من شر ما منه هربوا " ع ".
٢ - ﴿خَاشِعُونَ﴾ خائفون، أو خاضعون، أو ساكنون، أو غض البصر وخفض الجناح، أو النظر إلى موضع السجود، وأن لا يجاوز بصره مصلاه.
٣ - ﴿اللَّغْوِ﴾ الباطل " ع " أو الكذب، أو الحلف، أو الشتم شتمهم كفار مكة فنهوا عن إجابتهم، أو المعاصي كلها.
١٠ - ﴿الوارثون﴾ قال الرسول [صلى الله عليه وسلم] :" ما منكم من أحد إلا وله منزل في الجنة ومنزل في النار، فإن دخل النار ورث أهل الجنة منزله، وإن دخل الجنة ورث أهل النار منزله فذلك قوله ﴿أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ﴾
١١ - ﴿الْفِرْدَوْسَ﴾ اسم للجنة " ح " أو أعلى الجنان، أو جبل الجنة
369
الذي تنفجر منه أنهارها، أو البستان رومي عُرِّب، قاله الزجاج. أو عربي وهو الكرم. ﴿ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طين ثم جعلناه نطفةً في قرارٍ مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً ءاخر فتبارك الله أحسن الخالقين ثم إنّكم بعد ذلك لميّتون ثم إنّكم يوم القيامة تبعثون﴾ ١٢ - ﴿الإنسان﴾ آدم - عليه الصلاة والسلام - أُستل من الطين، أو بنوه لرجوعهم إليه. ﴿سُلالَةٍ﴾ سلالة كل شيء صفوته التي تُستل منه، أو القليل مما يُستل وتُسمى النطفة والولد سلالة لأنهما صفوتان، أو ينسلان، أو السلالة الطين الذي إذا عصرته بين أصابعك خرج منه شيء، أوالتراب.
370
﴿ الإنسان ﴾ آدم - عليه الصلاة والسلام - أُستل من الطين، أو بنوه لرجوعهم إليه. ﴿ سلالة ﴾ سلالة كل شيء صفوته التي تُستل منه، أو القليل مما يُستل وتُسمى النطفة والولد سلالة لأنهما صفوتان، أو ينسلان، أو السلالة الطين الذي إذا عصرته بين أصابعك خرج منه شيء، أو التراب.
١٣ - ﴿قَرَارٍ﴾ الرحم ﴿مَّكِينٍ﴾ متمكن هيء لاستقراره.
١٤ - ﴿عَلَقَةً﴾ الدم الطري سمي به لأنه أول أحوال العلوق ﴿مضغة﴾ قدر ما يمضغ من اللحم، ذكر ذلك ليعلم الخلق أن الإعادة أهون من النشأة ﴿خلقا آخر﴾ بأن نفخ فيه الروح " ع "، أو بنبات الشعر / [١١٨ / ب]، أو بأنه ذكر، أو أنثى
370
" ح "، أو استوى شبابه " ﴿فَتَبَارَكَ﴾ تعظيم ﴿أَحْسَنُ الخالقين﴾ أصنع الصانعين ". ﴿ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين﴾ ١٧ - ﴿طَرَآئِقَ﴾ سماوات لأن كل طبقة طريقة للملائكة أو طباقاً بعضها فوق بعض ومنه طراق النعل إذا أطبق عليها ما يمسكها، أو كل طبقة منها على طريقة من الصنعة والهيئة. ﴿غَافِلِينَ﴾ من نزول المطر عليهم من السماء أو من سقوطها عليهم، أو عاجزين عن رزقهم. ﴿وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون وعليها وعلى الفلك تحملون﴾
371
﴿ طَرائق ﴾ سماوات لأن كل طبقة طريقة للملائكة أو طباقاً بعضها فوق بعض ومنه طراق النعل إذا أطبق عليها ما يمسكها، أو كل طبقة منها على طريقة من الصنعة والهيئة. ﴿ غافلين ﴾ من نزول المطر عليهم من السماء أو من سقوطها عليهم، أو عاجزين عن رزقهم.
٢٠ - ﴿وَشَجَرَةً﴾ الزيتون خصت بالذكر لكثرة نفعها وقلة تعاهدها ﴿سَيْنَآءَ﴾ البركة كأنه قال: جبل البركة " ع "، أو الحسن المنظر أو الكثير [الشجر]، أو الجبل الذي كلم عليه موسى - عليه الصلاة والسلام - أو المرتفع من السناء وهو الارتفاع فيكون عربياً وعلى ما سبق سريانياً " ع " أو نبطياً، أو حبشياً ﴿تَنبُتُ بِالدُّهْنِ﴾ بالمطر ليصح دخول الباء. أو الزيت أي تثمر الدهن فالباء صلة.
(....................................... ونرجو بالفرج)
أو معناه تنبت وفيها الدهن، وهذه عبرة تشرب الماء وتنبت الدهن ﴿وَصِبْغٍ﴾ أدم يصطبغ به، وقيل الصبغ كل ما يؤتدم به سوى اللحم. {ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون فقال الملؤا الذين كفروا من قومه ما هذ إلا بشرٌ مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو
372
شاء الله لأنزل ملائكةً مّا سمعنا بهذا في ءابائنا الأوّلين إن هو إلا رجل به جنةٌ فتربصوا به حتى حين ٢}
373
٢٤ - ﴿مَّا سَمِعْنَا﴾ بمثل دعوته، أو ببشرٍ أتى برسالة ربه ﴿الأَوَّلِينَ﴾ أول أب ولدك أو أقرب آبائك إليك.
٢٥ -[ ﴿حَتَّى حِينٍ﴾ ] الحين: موته، أو ظهور جنونه. ﴿قال رب انصرني بما كذّبون فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنّهم مغرقون فإذا استويت أنت ومن مّعك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين وقل رّب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين إن في ذلك لأيات وإن كنّا لمبتلين﴾
٢٧ - ﴿التَّنُّورُ﴾ تنور الخبز، أو أحر مكان في دارك، أو طلوع الفجر أو عَبَّر به عن شدة الأمر كقولهم: حمى الوطيس.
٢٩ - ﴿أَنزِلْنِى﴾ في السفينة ﴿مُنزَلاً مُّبَارَكاً﴾ بالنجاة، أو أنزلني منها منزلاً مباركاً بالماء والشجر. ﴿ثم أنشأنا من بعدهم قرناً ءاخرين فأرسلنا فيهم رسولاً منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتّقون وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الأخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشرٌ مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب ممّا تشربون ولئن أطعتم بشراٌ مثلكم إنّكم إذا لخاسرون أيعدكم إنّكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنّكم مخرجون هيهات هيهات لما توعدون إن هي إلا حياتنا الدّنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين إن هو إلا رجل افترى على الله كذباً وما نحن له بمؤمنين قال ربّ انصرني بما كذّبون ٣٩ قال عمّا قليل ليصبحن نادمين فأخذتهم الصّيحة بالحق فجعلناهم غثاءً فبعداً للقوم الظالمين﴾
٣٧ - ﴿نَمُوتُ﴾ يموت قوم ويولد آخرون، أو يموت قوم ويحيا آخرون، أو فيه تقديم وتأخير، أو يموت الآباء ويحيا الأبناء.
٤١ - ﴿غُثَآءً﴾ البالي من الشجر " ع "، أو ورق الشجر إذا وقع في الماء ثم جف، أو ما حمله الماء من الزبد والقذى ﴿فَبُعْداً﴾ لهم من الرحمة باللعنة، أو بُعْدًا لهم في العذاب زيادة في هلاكهم. {ثمّ أنشأنا من بعدهم قروناً ءاخرين ما تسبق من أمّةٍ أجلها وما يستئخرون ثمّ أرسلنا رسلنا تتراً كل ما جاء أمّةً رسولها كذّبوه فأتبعنا بعضهم بعضاّ وجعلناهم أحاديث
374
فبعداً لقومٍ لا يؤمنون} ٤٤ - ﴿تَتْرَا﴾ منون متواترين يتبع بعضهم بعضاً " ع "، أو متقطعين بين كل اثنين دهر طويل، تتراً: اشتُق من وتر القوس لاتصاله بمكانه منه أو من الوتر لأن كل واحد يبعث فرداً بعد صاحبه، أو من التواتر. ﴿ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بئاياتنا وسلطان مبينٍ إلى فرعون وملإئه فاستكبروا وكانوا قوماً عالين فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون فكذبوهما فكانوا من المهلكين ولقد ءاتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون﴾
375
﴿ تَتْراً ﴾ منون متواترين يتبع بعضهم بعضاً " ع "، أو متقطعين بين كل اثنين دهر طويل، تتراً : اشتُق من وتر القوس لاتصاله بمكانه منه أو من الوتر لأن كل واحد يبعث فرداً بعد صاحبه، أو من التواتر.
٤٦ - ﴿عالين﴾ متكبرين، أو مشركين، أو قاهرين، أوظالمين.
٤٧ - ﴿عَابِدُونَ﴾ مطيعون، أو خاضعون، أو مستعبدون، أو كان بنو إسرائيل يعبدون فرعون، وفرعون يعبد الأصنام. ﴿وجعلنا ابن مريم وأمّه ءايةً وءاويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ﴾
٥٠ - ﴿آية﴾ بخلفه من غير والد وكلامه في المهد ببراءة أمه ﴿رَبْوَةٍ﴾ المكان المرتفع إذا اخضر بالنبات فإن لم يكن فيه نبات فهو نشز، أو ربوة وإن لم يكن به نبات، والمراد بها الرملة، أو دمشق، أو مصر، أو بيت القدس،
375
قال كعب: هي أقرب إلى السماء بثمانية عشر ميلاْ ﴿قَرَارٍ﴾ استواء، أو ثمار، أو معيشة تقوتهم " ح "، أو منازل يستقرون فيها ﴿وَمَعِينٍ﴾ الماء الجاري، أو الظاهر، أشتق من العيون لجريانه منها فهو مفعول من العيون، أو من المعونة، أو الماعون. ﴿يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إنّى بما تعملون عليم وإن هذه أمتكم أمّة واحدةً وأنا ربّكم فاتّقون فتقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون فذرهم في غمرتهم حتى حين أيحسبون أنّما نمدّهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ٥٦﴾
376
٥٢ - ﴿امتكم﴾ دينكم، أو جماعتكم، أو خلقكم.
٥٣ - ﴿فتقطعوا﴾ فتقرقوا أمر دينهم ﴿زُبُراً﴾ فرقاً وجماعات، أو كتباً أخذ كل فريق كتاباً / [١١٩ / أ] آمن به وكفر بما سواه ﴿بِمَا لَدَيْهِمْ﴾ من دين وكتاب أو أموال وأولاد ﴿فَرِحُونَ﴾ معجبون، أو مسرورون.
٥٤ - ﴿غمرتهم﴾ ضلالتهم، أو جهلهم، أو غفلتهم، أو حيرتهم ﴿حَتَّى حِينٍ﴾ الموت، أو يوم بدر، أو تهديد كقول القائل " لك يوم " قاله الكلبي.
٥٥ - ﴿نُمِدُّهُم﴾ نعطيهم ونزيدهم.
٥٦ - ﴿نُسَارِعُ﴾ بجعله خيراً لهم عاجلاً، أو نريد لهم به خيراً ﴿لا يَشْعُرُونَ﴾ أنه استدراج، أو اختبار. ﴿إنّ الذين هم من خشية ربّهم مشفقون والذين هم بئايات ربّهم يؤمنون والذين هم بربّهم لا يشركون والذين يؤتون ما ءاتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون﴾
٦٠ - ﴿يوتون﴾ الزكاة، أو أعمال البر كلها ﴿وَجِلَةٌ﴾ خائفة، قيل وجل العارف من طاعته أكثر من وجله من مخالفته، لأن التوبة تمحو المخالفة والطاعة تطلب بتصحيح الغرض ﴿أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ﴾ يخافون أن لا ينجوا من عذابه إذا قدموا عليه، أو أن لا يقبل عملهم إذا عرضوا عليه.
٦١ - ﴿وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ لمن تقدمهم من الأمم. {ولا نكلّف نفساً إلا وسعها ولدينا كتابٌ ينطق بالحق وهم لا يظلمون بل قلوبهم في غمرةٍ من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون ٦٣ حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب
377
إذا هم يجئرون لا تجئروا اليوم إنكم منا لا تنصرون قد كانت ءاياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون مستكبرين به سامراً تهجرون}
378
٦٣ - ﴿غمرة﴾ غطاء، أوغفلة من هذا القرآن، أو الحق ﴿أَعْمَالٌ﴾ خطايا من دون الحق، أو أعمال أُخر سبق في اللوح المحفوظ أنهم يعملونها.
٦٤ - ﴿مُتْرَفِيهِم﴾ الموسع عليهم بالخصب، أو الأموال والأولاد ﴿يجأرون﴾ يجزعون، أو يستغيثون " ع "، أو يضجون، أو يصرخون إلى الله - تعالى - بالتوبة فلا تُقبل منهم " ح " قيل نزلت في قتلى بدر ﴿إذا هم يجأرون﴾ الذين بمكة.
٦٦ - ﴿تَنكِصُونَ﴾ تستأخرون، أو تكذبون، أو رجوع القهقرى عَبَّر به عن ترك القبول.
٦٧ - ﴿مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ﴾ بحرم الله أن يظهر عليهم فيه أحد ﴿سَامِراً﴾ فاعل من السمر وهو الحديث ليلاً، أو ظل القمر يقولون حلف بالسمر
378
والقمر، لأنهم يسمرون في ظلمة الليل وضوء القمر ويقولون: لا أكلمك السمر والقمر أي الليل والنهار، قال الزجاج: أخذت سمرة اللون من السمر. ﴿تَهْجُرُونَ﴾ تعرضون عن الحق أو " تُهِجرون " القول بالقبيح من الكلام وبالضم من هُجر القول، أنكر تسامرهم بالإزراء على الحق مع ظهوره لهم، أو أنكر تسامرهم آمنين والخوف أحق بهم. ﴿أفلم يدّبرّوا القول أم جاءهم ما لم يأت ءاباءهم الأوّلين أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون أم يقولون به جنّة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون ولو أتّبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهنّ بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون أم تسئلهم خرجاً فخراج ربّك خيرٌ وهو خيرٌ الرازقين وإنّك لتدعوهم إلى صراط مستقيم وإنّ الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون ولو رحمانهم وكشفنا ما بهم من ضرٍ للجّوا في طغيانهم يعمهون﴾ ﴿٧١ - {اتَّبَعَ الْحَقُّ﴾ الله عند الأكثرين، أو التنزيل ﴿أهواءهم﴾ فيما
379
يشتهون، أو يعبدون. ﴿وَمَن فِيهِنَّ﴾ الثقلان والملائكة، أو ما بينهما من خلق ﴿بِذِكْرِهِم﴾ بيان الحق لهم، أو شرفهم، لأن الرسول [صلى الله عليه وسلم] منهم والقرآن بلسانهم، فهم عن شرفهم، أو عن القرآن ﴿مُّعْرِضُونَ﴾.
380
﴿ اتَّبَعَ الحق ﴾ الله عند الأكثرين، أو التنزيل ﴿ أهواءهم ﴾ فيما يشتهون، أو يعبدون. ﴿ ومن فيهن ﴾ الثقلان والملائكة، أو ما بينهما من خلق ﴿ بذِكرهم ﴾ بيان الحق لهم، أو شرفهم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم منهم والقرآن بلسانهم، فهم عن شرفهم، أو عن القرآن ﴿ مُعْرِضون ﴾.
٧٢ - ﴿فَخَرَاجُ رَبِّكَ﴾ فرزق ربك في الدنيا والآخرة، أو أجره في الآخرة، الخَرْج: ما يؤخذ عن الرقاب، والخراج ما يؤخذ عن الأرض قاله أبو عمرو بن العلاء.
٧٤ - ﴿لَنَاكِبُونَ﴾ عادلون، أو حائدون، أو تاركون، أو معرضون. ﴿ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربّهم وما يتضرعون حتى إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذابٍ شديدٍ إذا هم فيه مبلسون وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون وهو الذي يحيى ويميت وله اختلاف الّيل والنهار أفلا تعقلون بل قالوا مثل ما قال الأوّلون قالوا أءذا متنا وكنّا تراباً وعظاماً أءنا لمبعوثون لقد وعدنا نحن وءاباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأوّلين﴾
380
٧٧ - ﴿بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ﴾ السبع التي دعا بها الرسول [صلى الله عليه وسلم] فقحطوا سبع سنين حتى أكلوا العلهز من الجوع وهو الوبر بالدم، أو قتلهم يوم بدر " ع " أو باباً من عذاب جهنم.
381
﴿ باباً ذا عذاب شديد ﴾ السبع التي دعا بها الرسول صلى الله عليه وسلم فقحطوا سبع سنين حتى أكلوا العلهز من الجوع وهو الوبر بالدم، أو قتلهم يوم بدر " ع " أو باباً من عذاب جهنم.
٧٩ - ﴿ذرأكم﴾ خلقكم، أونشركم.
٨٠ - ﴿اختلاف الليل والنهار﴾ بالزيادة والنقصان، أو تعاقبهما. {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من ربّ السموات السبّع وربّ العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون ٥ قل من بيده ملكوت كل شىءٍ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون ٨٩ بل أتيناهم بالحق
381
وإنهم لكاذبون}
382
٨٨ - ﴿مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍ﴾ خزائن كل شيء، أو ملك كل شيء وهو مبالغة كالجبروت والرهبوت، ﴿يُجِيرُ﴾ يمنع ولا يمنع منه.
٨٩ - ﴿تُسْحَرُونَ﴾ تُصرفون عن التصديق بالبعث، أو تكذبون فيخيل إليكم أن الكذب حق. ﴿ما أتخذ الله من ولدٍ وما كان معه من إلهٍ إذاً لّذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعضٍ سبحان الله عمّا يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عمّا يشركون قل رّب إمّا ترينّي ما يوعدون ربّ فلا تجعلني في القوم الظالمين وإنّا على أن نّريك ما نعدهم لقادرون ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون﴾
٩٦ - ﴿بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ﴾ ادفع بالإغضاء والصفح إساءة المسيء، أو الفحش بالسلام، أو المنكر بالموعظة، أو أمح بالحسنة السيئة، أو قابل أعداءك بالنصح وأولياءك بالموعظة.
٩٧ - ﴿هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ﴾ نزغاتهم، أو إغوائهم، أو أذاهم، أو الجنون.
٩٨ - ﴿يحضرون﴾ يشهدون، أو يقاربون. ﴿حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون﴾
١٠٠ - ﴿ورائهم﴾ أمامهم ﴿بزرخ﴾ حاجز بين الموت والبعث، أو بين الدنيا والآخرة، أو بين الموت والرجوع إلى الدنيا، أو الإمهال إلى يوم القيامة، أو ما بين النفختين وهو أربعون سنة. ﴿فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون ١٠١ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفّت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون﴾
١٠١ - ﴿فَلا أَنسَابَ﴾ يتواصلون بها، أو لا يتعارفون للهول ﴿وَلا يَتَسَآءَلُونَ﴾ أن يحمل بعضهم عن بعض ولا أن يعين بعضهم بعضاً، أو لا يتساءلون لانشغال كل منهم بنفسه. ﴿ألم تكن ءاياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذّبون قالوا ربّنا غلبت علينا شقوتنا وكنّا قوماً ضالين ربّنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنّا ظالمون﴾
١٠٦ - ﴿شِقْوَتُنَا﴾ الهوى، أو حسن الظن بالنفس، وسوء الظن
383
بالخلق. ﴿قال اخسئوا فيها ولا تكلّمون إنّه كان فريقٌ من عبادى يقولون ربّنا ءامنّا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الرحمين فاتخذتموهم سخرياً حتى أنسوكم ذكرى وكنتم منهم تضحكون إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنّهم هم الفائزون﴾
384
١٠٨ - ﴿اخسئوا﴾ اصغروا، الخاسئ: الصاغر " ح "، أو الساكت الذي لا يتكلم، أو ابعدوا بُعد الكلب ﴿وَلا تُكَلِّمُونِ﴾ في دفع العذاب، أو زجرهم عن الكلام غضباً عليهم " ح "، فهو آخر كلام يُكلمون به.
١١٠ - ﴿سِخْرِيّاً﴾ هزواً بالضم والكسر، أو بالضم من السخرة والاستعباد وبالكسر الاستهزاء " ح ".
384
﴿قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوماً أو بعض يومٍ فسئل العادّين قال إن لبثتم إلا قليلاً لو أنّكم كنتم تعلمون أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثاً وأنّكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم﴾
385
١١٢ - ﴿لَبِثْتُمْ﴾ في الدنيا، أو القبور، استقلوا ذلك لما صاروا إليه من العذاب الطويل.
١٣٣ - ﴿العادين﴾ الملائكة، أو الحساب. ﴿ومن يدع مع الله إلهاً ءاخر لا برهان له به فإنّما حسابه عند ربّه إنّه لا يفلح الكافرون وقل ربّ اغفر وارحم وأنت خير الراحمين﴾
١١٧ - ﴿لا بُرْهَانَ لَهُ﴾ أن مع الله إلاهاً آخر، أوصفة الإله المعبود [من دون الله] أنه لا برهان له ﴿حِسَابُهُ﴾ محاسبته عند الله يوم القيامة، أو مكافأته، والحساب المكافأة " حسبي الله " أي كافيني الله.
385
سورة النور
مدنية اتفاقاً.

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿سورة أنزلناها وفرضناها وانزلنا فيها ءايات بينات لعلكم تذكرون الزّانية والزاني فاجلدوا كل واحدٍ منهما مائة جلدةٍ ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين﴾
386
Icon