تفسير سورة النبأ

الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور
تفسير سورة سورة النبأ من كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور .
لمؤلفه بشير ياسين . المتوفي سنة 2006 هـ

قوله تعالى ﴿ عم يتساءلون عن النبإ العظيم الذي هم فيه مختلفون ﴾.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ النبإ العظيم ﴾ : القرآن.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ الذي هم فيه مختلفون ﴾ : مصدق به ومكذب، فأما الموت فإنهم أقروا به كلهم لمعاينتهم إياه، واختلفوا في البعث بعد الموت.
قوله تعالى ﴿ كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ﴾.
قال الشيخ عطية سالم مكمل كتاب أضواء البيان : لم يبين هنا هل علموا أم لا.
ولكن ذكر آيات القدرة الباهرة على إحيائهم بعد الموت بمثابة إعلامهم بما اختلفوا فيه، لأنه بمنزلة من يقول لهم : إن كنتم مختلفين في إثبات البعث ونفيه، فهذه هي آياته ودلائله فاعتبروا بها وقايسوه عليها، والقدر على إيجاد تلك، قادر على إيجاد نظيرها.
ولكن العلم الحقيقي بالمعاينة لم يأت بعد لوجود السين وهي للمستقبل، وقد جاء في سورة التكاثر في قوله :﴿ ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لتروُنها عين اليقين ﴾، وهذا الذي سيعلمونه يوم الفصل المنصوص عليه في السياق، ﴿ إن يوم الفصل كان ميقاتا ﴾.
قوله تعالى ﴿ ألم نجعل الأرض مهادا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ مهادا ﴾ : بساطا.
قوله تعالى ﴿ والجبال أوْتادا ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ والجبال أوتادا ﴾ : والجبال للأرض أوتادا أن تميد بكم.
قوله تعالى ﴿ وجعلنا النهار معاشا وجعلنا سراجا وهاجا ﴾.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ النهار معاشا ﴾ : يبتغون فيه من فضل الله.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ﴿ وهاجا ﴾ : مضيئا.
قوله تعالى ﴿ وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ﴿ المعصرات ﴾ : السحاب، ﴿ ثجاجا ﴾ : منصبا.
قوله تعالى ﴿ وجنات ألفافا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ﴿ ألفافا ﴾ : مجتمعة.
قوله تعالى ﴿ إن يوم الفصل كان ميقاتا ﴾.
أخرج الطبري بسنده عن قتادة ﴿ إن يوم الفصل كان ميقاتا ﴾ : هو يوم عظمة الله، يفصل الله فيه بين الأولين والآخرين بأعمالهم.
قوله تعالى ﴿ يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا ﴾.
انظر سورة الأنعام آية [ ٧٣ ] وفيها حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا ﴿ الصور ﴾ : قرن ينفخ فيه.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ أفواجا ﴾ : زمرا زمرا.
انظر حديث أبي هريرة عند البخاري المتقدم عند الآية [ ٦٨ ] من سورة الزمر.
قوله تعالى ﴿ إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ إن جهنم كانت مرصادا ﴾ : يعلمنا أنه لا سبيل إلى الجنة حتى يقطع النار.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ مآبا ﴾ : مرجعا ومنزلا.
وقوله تعالى :﴿ لابثين فيها أحقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغسّاقا ﴾.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الحسن عن أبي هريرة ﴿ أحقابا ﴾ : الحقب : ثمانون سنة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ لابثين فيها أحقابا ﴾ : وهو ما لا انقطاع له كلما مضى حقب جاء حقب بعده.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :﴿ إلا حميما وغساقا ﴾ يقول : الزمهرير.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وغساقا ﴾ : ما يسيل من بين جلده ولحمه.
قوله تعالى ﴿ جزاء وفاقا إنهم كانوا لا يرجون حسابا ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :﴿ جزاء وفاقا ﴾ : وافق أعمالهم.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ إنهم كانوا لا يرجون حسابا ﴾ : لا يبالون الحساب ولا يخافونه.
قوله تعالى ﴿ وكل شيء أحصيناه كتابا ﴾.
قال الشيخ عطية سالم مكمل كتاب أضواء البيان : واللفظ عام في كل شيء، ويشهد له قوله تعالى ﴿ إنا كل شيء خلقناه بقدر ﴾ وبقدر فيه معنى الإحصاء، وفي السنة : حديث القلم المشهور، وكقوله :﴿ وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ﴾ وتقدم في سورة الجن قوله تعالى :﴿ وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا ﴾.
قوله تعالى ﴿ إن للمُتقين مفازا ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله تعالى :﴿ إن للمتقين مفازا ﴾ : متنزها.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ﴿ إن للمتقين مفازا ﴾ : مفازا من النار إلى الجنة.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله تعالى :﴿ إن للمتقين مفازا ﴾ قال : فازوا بأن نجوا من النار.
قوله تعالى :﴿ وكواعب أترابا وكأسا ودهاقا ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ﴿ وكواعب ﴾ : ونواهد، وقوله ﴿ أترابا ﴾ : مستويات.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ﴿ أترابا ﴾ : سنا واحدا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ﴿ دهاقا ﴾ : ممتلئا.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ دهاقا ﴾ : الملأى المتتابعة.
قوله تعالى ﴿ لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا جزاء من ربك عطاء حسابا ﴾.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ﴿ لغوا ولا كذابا ﴾ قال : لا باطلا ولا مأثما.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ﴿ عطاء حسابا ﴾ : عطاء كثيرا.
قوله تعالى ﴿ رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمان لا يملكون منه خطابا ﴾.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ خطابا ﴾ : كلاما إلا من أذن له.
قوله تعالى ﴿ يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا ﴾.
اخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ﴿ يوم يقوم الروح ﴾ : هو ملك أعظم الملائكة خلقا.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ﴿ الروح ﴾ : هم بنو آدم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ﴿ إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا ﴾ : إلا من أذن له الرب بشهادة أن لا إله إلا الله، وهي منتهى الصواب.
أخرج آدم ابن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ صوابا ﴾ : حقا في الدنيا وعمل به.
قوله تعالى ﴿ ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا ﴾.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ﴿ مئابا ﴾ : سبيلا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا ﴾ قال : اتخذوا إلى الله مآبا بطاعته، وما يقربهم إليه.
قوله تعالى ﴿ إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ﴾.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الحسن عن الحسن ﴿ يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ﴾ قال : ذاك المؤمن الكيس الحذر.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ﴾ وهو الهالك المفرط العاجز، وما يمنعه أنه يقول ذلك وقد راج عليه عورات عمله، وقد استقبل الرحمن وهو عليه غضبان، فتمنى الموت يومئذ، ولم يكن في الدنيا شيء أكره عنده من الموت.
Icon