ﰡ
﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى السماوات وَمَا فِى الأرض وَهُوَ العزيز الحكيم﴾ رُوي أن هذه السورة نزلت بأسرها في بني النضير وذلك أن النبي ﷺ حين قدم المدينة صالح بنو النضير رسول الله صلى الله عليه وسلم
على أن لا يكونوا عليه ولا له فلما ظهر يوم بدر قالوا هو النبي الذي نعته في التوراة فلما هزم المسلمون يوم أحد ارتابوا ونكثوا فخرج كعب بن الأشرف في أربعين راكباً إلى مكة فحالف أبا سفيان عند الكعبة فأمر ﷺ محمد بن مسلمة الأنصاري فقتل كعباً غيلة ثم خرج ﷺ مع الجيش إليهم فحاصرهم إحدى وعشرين ليلة وأمر بقطع نخيلهم فلما قذف الله الرعب في قلوبهم طلبوا الصلح فأبى عليهم إلا الجلاء على أن يحمل كل ثلاثة أبيات على بعير ما شاءوا من متاعهم فجلوا إلى الشام إلى أريحاء وأذرعات
﴿هُوَ الذى أَخْرَجَ الذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الكتاب﴾ يعني يهود بني النضير ﴿مِن ديارهم﴾ بالمدينمة واللام في ﴿لأول الحشر﴾ تتعلق باخرج وهي اللام في
المؤمنون فداعيهم إلى التخريب
إزالة متحصنهم وأن يتسع لهم مجال الحرب ومعنى تخريبهم لها بأيدي المؤمنين أنهم لما عرضوهم بنكث العهد لذلك وكانوا السبب فيه فكانهم أمروهم به وكلفوهم إياه ﴿فاعتبروا يا أولي الأبصار﴾ أي فتأملوا فيما نزل بهؤلاء والسبب الذي استحقوا به ذلك فاحذروا أن تفعلوا مثل فعلهم فتعاقبوا بمثل عقوبتهم وهذا دليل على جواز القياس
﴿وَلَوْلاَ أَن كَتَبَ الله عَلَيْهِمُ الجلاء﴾ الخروج من الوطن مع الأهل والولد ﴿لَعَذَّبَهُمْ فِى الدنيا﴾ بالقتل والسبي كما فعل ببني قريظة ﴿وَلَهُمْ﴾ سواء أجلوا أو قتلوا ﴿فِى الآخرة عَذَابُ النار﴾ الذي لا أشد منه
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ﴾ أي إنما أصابهم ذلك بسبب أنهم ﴿شَاقُّواْ الله﴾ خالفوه ﴿وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقّ الله﴾ ورسوله ﴿فَإِنَّ الله شَدِيدُ العقاب﴾
﴿ما قطعتم من لينة﴾ هو بيان لما قطعتم ومحل ما نصب بقطعتم كأنه قيل أي شيء قطعتم وأنث الضمير الراجع إلى ما في قوله ﴿أَوْ تَرَكْتُمُوهَا﴾ لانه في معنى اللينة واللينة من الألوان وياؤها عن واو قلبت لكسر ما قبلها وقيل اللينة النخلة الكريمة كأنهم اشتقوها من اللين ﴿قَائِمَةً على أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ الله﴾ فقطعها وتركها بإذن الله ﴿وَلِيُخْزِىَ الفاسقين﴾ وليذل اليهود ويغيظهم أذن في قطعها
﴿وما أفاء الله على رسوله﴾ جعله فيأ له خاصة ﴿مِنْهُمْ﴾ من بني النضير
﴿مَّا أَفَاء الله على رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل﴾ وإنما لم يدخل العاطف على هذه الجملة لأنها بيان للأولى فهي منها غير أجنبية عنها بين لرسول الله ﷺ ما يصنع بما أفاء الله وأمره أن يضعه حيث يضع الخمس من الغنائم مقسومة
على الأقسام الخمسة وزيف هذا القول بعض المفسرين وقال الآية الأولى نزلت في أموال بني النضير وقد جعلها الله لرسوله خاصة وهذه الآية في غنائم كل قرية تؤخذ بقوة الغزاة وفي الآية بيان مصرف خمسها فهي مبتدأة ﴿كَى لاَ يَكُونَ دُولَةً﴾ تَكُونُ الدولة يزيد على كون التامة والدولة والدولة ما يدول للإنسان أي يدور من الجد ومعنى قوله كيلا يَكُونَ دُولَةً ﴿بَيْنَ الأغنياء مِنكُمْ﴾ كيلا يكون الفيء الذي حقه أن يعطي الفقراء ليكون لهم بلغة يعيشون بها جداً بين الأغنياء يتكاثرون به ﴿وما آتاكم الرسول﴾ أي ما أعطاكم من قسمة غنيمة أو فيء ﴿فَخُذُوهُ﴾ فاقبلوه ﴿وَمَا نهاكم عَنْهُ﴾ عن أخذه منها ﴿فانتهوا﴾ عنه ولا تطلبوه ﴿واتقوا الله﴾ أن تخالفوه وتتهاونوا بأوامره ونواهيه ﴿أَنَّ الله شَدِيدُ العقاب﴾ لم خالف رسوله
﴿للفقراء﴾ بدل من قوله ولذي القربا والمعطوف عليه والذي منع الا بدال من الله وَلِلرَّسُولِ وإن كان المعنى لرسول الله إن الله عز وجل أخرج رسوله من الفقراء في قوله وَيَنصُرُونَ الله وَرَسُولَهُ وأنه يترفع برسول الله عن التسمية بالفقير وأن الإبدال على ظاهر اللفظ من خلاف الواجب في تعظيم الله عز وجل ﴿المهاجرين الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن ديارهم وأموالهم﴾ بمكة وفيه دليل على أن الكفار يملكون بالاستيلاء أموال المسلمين لأن الله تعالى سمى المهاجرين فقراء مع أنه كانت لهم ديار وأموال ﴿يَبْتَغُونَ﴾ حال ﴿فَضْلاً مّنَ الله وَرِضْوَاناً﴾ أي يطلبون الجنة ورضوان الله ﴿وينصرون الله ورسوله﴾ أي ينصرون دين الله ويعينون رسوله ﴿أُوْلَئِكَ هُمُ الصادقون﴾ في إيمانهم وجهادهم
﴿والذين﴾ معطوف على المهاجرين وهم الانصار ﴿تبوؤوا الدار﴾ توطنوا المدينة ﴿والإيمان﴾ وأخلصوا الإيمان كقوله علفتها تبناً وماء بارداً أو وجعلوا الإيمان مستقراً ومتوطناً لهم لتمكنهم واستقامتهم عليه كما جعلوا المدينة كذلك أو أراد دار الهجرة فأقام لام التعريف في الدار مقام المضاف اليه وحذف تبوئ دار الهجرة والايمان وقيل من قبل المهاجرين هجرتهم ﴿يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ﴾ حتى شاطروهم أموالهم وأنزلوهم منازلهم ونزل من كانت له امرأتان عن احداهما حتى تزوج بها رجل من المهاجرين ﴿وَلاَ يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةً مّمَّا أُوتُواْ﴾ ولا يعلمون في أنفسهم طلب محتاج إليه مما أوتي المهاجرون من الفيء وغيره
حسداً مما أعطي المهاجرون من الفيء حيث خصهم النبي ﷺ به وقيل ٤ لا يجدون في صدورهم من حاجة من فقد ما أوتوا فحذف المضافان ﴿وَيُؤْثِرُونَ على أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ فقر وأصلها خصاص البيت وهي فروجه والجملة في موضع الحال أي مفروضة خصاصتهم روي أنه نزل برجل منهم ضيف فنوّم الصبية وقرّب الطعام وأطفأ المصباح ليشبع ضيفه ولا يأكل هو وعن أنس أهدى لبعضهم رأس مشوي وهو مجهود فوجهه إلى جاره فتداولته تسعة أنفس حق عاد إلى الأول أبو زيد قال لي شاب من أهل بلخ با الزهد عندكم قلت إذا وجدنا أكلنا وإذا فقدنا صبرنا فقال هكذا عندنا كلاب بلخ بل إذا فقدنا صبرنا وإذا وجدنا أثارنا ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المفلحون﴾ الظافرون بما أرادوا والشح أكل اللؤم وأن تكون نفس الرجل كزة حريصة على المنع وأما البخل فهو المنع نفسه وقيل الشح أكل مال أخيك ظلماً والبخل منع مالك وعن كسرى الشح أضر من الفقر لأن الفقير يتسع إذا وجد بخلاف الشحيح
﴿والذين جاؤوا مِن بَعْدِهِمْ﴾ عطف أيضاً على المهاجرين وهم الذين هاجروا من بعد وقيل التابعون بإحسان وقيل من بعدهم إلى يوم القيامة قال عمر رضى الله عنه دخل في هذا الفيء كل من هو مولود إلى يوم القيامة في الإسلام فجعل الواو للعطف فيهما وقرئ لِلَّذِينَ فيهما ﴿يَقُولُونَ رَبَّنَا اغفر لَنَا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان﴾ قيل هم المهاجرين
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين نافقوا﴾ أي ألم تر يا محمد إلى عبد الله بن أبيّ وأشياعه ﴿يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الكتاب﴾ يعني بني النضير والمراد إخوة الكفر ﴿لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ﴾ من دياركم ﴿لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ﴾ روى ابن أبيّ وأصحابه دسوا إلى بني النضير حين حاصرهم النبي ﷺ لا تخرجوا من الحصن فإن قاتلوكم فنحن معكم لا نخذلكم ولئن أخرجتم لنخرجن معكم ﴿وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ﴾ في قتالكم ﴿أَحَداً أَبَداً﴾ من رسول الله والمسلمين إن حملنا عليه أو في خذلانكم وإخلاف ما وعدناكم من النصرة ﴿وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ والله يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لكاذبون﴾ في مواعيدهم لليهود وفيه دليل على صحة النبوة لأنه إخبار بالغيب
﴿لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ لاَ يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأدبار ثُمَّ لا ينصرون﴾
وأنما قال ولئن نصروهم بعد الأحبار بأنهم لا ينصرونهم على الفرض والتقدير كقوله لئن أشركت ليحبطن عملك وكما يعلم ما يكون فهو يعلم ما لا يكون لو كان كيف يكون والمعنى ولئن نصر المنافقون اليهود ليهزمن المنافقون ثم لا ينصرون بعد ذلك أي يهلكهم الله ولا ينفعهم نفاقهم لظهور كفرهم أو ليهزمن اليهود ثم لا ينفعهم نصرة المنافقين
﴿لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً﴾ أي أشد مرهوبية مصدر رهب المبني للمفعول وقوله ﴿فِى صُدُورِهِمْ﴾ دلالة على نفاقهم يعن أنهم يظهرون لكم في العلانية خوف الله وأنتم أهيب في صدورهم ﴿مّنَ الله ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ﴾ لا يعلمون الله وعظمته حتى يخشوه حق خشيته
﴿لاَ يقاتلونكم﴾ لا يقدرون على مقاتلتكم ﴿جَمِيعاً﴾ مجتمعين يعني اليهود والمنافقين ﴿إِلا﴾ كائنين ﴿فِى قُرًى مُّحَصَّنَةٍ﴾ بالخنادق والدروب ﴿أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ﴾ جدار مكي وأبو عمرو ﴿بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شديد﴾ يعنى أن البأس الشديد الذي يوصوفون به إنما هو بينهم إذا اقتتلوا ولو قاتلوكم لم يبق لهم ذلك البأس والشدة لأن الشجاع يجبن عند محاربة الله ورسوله ﴿يحسبهم﴾ أي اليهود والمنافقين ﴿جَمِيعاً﴾ مجتمعين ذوي ألفة واتحاد ﴿وقلوبهم شتى﴾ متفرقة لا ألفة بينهما يعنى أن بينهم احنا وءداوات فلا يتعاضدون حق التعاضد وهذا تجسير للمؤمنين وتشجيع لقلوبهم على قتالهم ﴿ذلك﴾ التفرق ﴿بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ﴾ أن تشتت القلوب مما يوهن قواهم ويعين على أرواحهم
﴿كَمَثَلِ الذين مِن قَبْلِهِمْ﴾ أي مثلهم كمثل أهل بدر فحذف المبتدأ ﴿قريبا﴾ أي استقر من قبله زمناً قريباً ﴿ذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ﴾ سوء عاقبة كفرهم وعداوتهم لرسول الله ﷺ من قولهم كلأ وبيل وخيم سيء العاقبة يعني ذاقوا عذاب القتل في الدنيا ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ أي ولهم مع ذلك في الآخرة عذاب النار
{كَمَثَلِ الشيطان إِذْ قَالَ للإنسان اكفر فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنّى بَرِىء مّنكَ إِنّى
﴿فكان عاقبتهما﴾
عاقبة الإنسان الكافر والشيطان ﴿أَنَّهُمَا فِى النار خالدين فيها﴾ عاقبتهما خبر كان مقدم وأن مع اسمها وخبرها أي في النار في موضع الرفع على الاسم وخالدين حال ﴿وذلك جزاء الظالمين﴾
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله﴾ في أوامره فلا تخالفوها ﴿وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ﴾ نكر النفس تقليلاً للأنفس النواظر فيما قد من للآخرة ﴿مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ يعني يوم القيامة سماه باليوم الذي يلي يومك تقريباً له أو عبر عن الآخرة بالغد كأن الدنيا والآخرة نهار أن يوم وغد وتنكيره لتعظيم أمره أي انه لا يعرف كنهه لعظمه وعن مالك ابن دينار مكتوب على باب الجنة وجدناه ما عملنا ربحنا ما قدمنا خسرنا ما خلفنا ﴿واتقوا الله﴾ كرر الأمر بالتقوى تأكيدا واتقوا الله أداء الواجبات لأنه قرن بما هو عمل واتقوا الله في ترك المعاصي لأنه قرن بما يجري مجرى الوعيد وهو ﴿إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ وفيه تحريض على المراقبة لأن من علم وقت فعله أن الله مطلع على ما يرتكب من الذنوب يمتنع عنه
﴿ولا تكونوا كالذين نسوا الله﴾ تركوك ذكر الله عز وجل وما أمرهم به
﴿لاَ يَسْتَوِى أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هُمُ الفائزون﴾ هذا تنبيه للناس وإيذان بأنهم لفرط غفلتهم وقلة فكرهم في العاقبة وتهالكهم على إيثار العاجلة واتباع الشهوات كأنهم لا يعرفون الفرق بين الجنة والنار والبون العظيم بين أصحابهما وأن الفوز العظيم مع أصحاب الجنة والعذاب الأليم مع أصحاب النار فمن حقهم أن يعلموا ذلك وينبهوا عليك كما تقول لما يعق أباه هو أبوك تجعله بمنزلة من لا يعرفه فتنبها بذلك على حق الأبوّة الذي يقتضي البر والتعطف وقد استدلت الشافعية بهذه الآية على أن المسلم لا يقتل بالكافر وأن الكافر لا يملك مال المسلم بالاستيلاء وقد أجبنا عن مثل هذا في أصول الفقه والكافي
﴿لو أنزلنا هذا القرآن على جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خاشعا مُّتَصَدّعاً مّنْ خَشْيَةِ الله﴾ أي من شان االقرآن وعظمته أنه لو جعل في الجبل تميز وأنزل عليه القرآن لخشع أي لخضع وتطأطأ وتصدع أي تشقق من خشية الله وجائزان يكون هذا تمثيلاً كما في قوله إِنَّا عرضنا الأمانة ويدل عليه قوله ﴿وَتِلْكَ الأمثال نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ وهي إشارة إلى هذا المثل وإلى أمثاله في مواضع من التنزيل والمراد توبيخ الإنسان على قسوة قلبه وقلة تخشعه عند تلاوة القرآن وتدبر قوارعه وزواجره ثم رد على من أشرك وشبهه بخلقه فقال
﴿هُوَ الله الذى لاَ إله إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الغيب والشهادة﴾
أي السر والعلانية أو الدنيا والآخرة أو المعدوم والموجود ﴿هو الرحمن الرحيم﴾
﴿هُوَ الله الذى لاَ إله إِلاَّ هُوَ الملك﴾ الذي لا يزول ملكه ﴿القدوس﴾ المنزه عن القبائح وفي تسبيح الملائكة سبوح قدوس رب الملائكة والروح ﴿السلام﴾ الذي سلم لخلق من ظلمه عن الزجاج ﴿المؤمن﴾ واهب الأمن وعن الزجاج الذي آمن الخلق من ظلمه أو المؤمن من عذابه من أطاعه ﴿المهيمن﴾ الرقيب على كل شيء الحافظ له مفيعل من الأمن إلا أن همزته قلبت هاء ﴿العزيز﴾ الغالب غير المغلوب ﴿الجبار﴾ العالي العظيم الذي يذل له من دونه أو العظيم الشأن في القدرة والسلطان أو القهار ذو الجبروت ﴿المتكبر﴾ البليغ الكبرياء والعظمة ﴿سبحان الله عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ نزه ذاته عما يصفه به المشركون
﴿هو الله الخالق﴾ المقدر لما يوجده ﴿البارئ﴾ الموجد ﴿المصور﴾ في الأرحام ﴿لَهُ الأسماء الحسنى﴾ الدالة على الصفات العلا ﴿يُسَبّحُ لَهُ مَا فِى السماوات والأرض وَهُوَ العزيز الحكيم﴾ ختم السورة بما بدأ به عن أبي هريرة رضي الله عنه سألت حبيبي رسول الله ﷺ عن الاسم الأعظم فقال عليك بآخر الحشر فأكثر قراءته فأعدت عليه فأعاد عليّ فأعدت عليه فأعاد علي
سبب النزول
بسم الله الرحمن الرحيم