ﰡ
خيل صيام وخيل صائمة*** تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما
وقال الجوهري : " الصوم : الإمساك عن الطعام، وصام الفرس، أي : أقام على غير علف. وهو البيت المتقدم عنده، وفسره عياض بمطلق الإمساك.
والصوم : ذرق النعامة. والصوم : شجرة في لغة هذيل " ٢.
وهو في الشرع : " الإمساك عن شهوتي الفم والفرج. أو ما يقوم مقامها، مخالفة للهوى في طاعة المولى في جميع أجزاء النهار بنية قبل الفجر أو معه إن أمكن فيما عدا زمن الحيض والنفاس وأيام الأعياد ". ( نفسه : ٢/٤٨٥ ).
٢ - الصحاح: ٥/١٩٧٠ بتصرف..
والجواب من وجهين :
أحدهما : أنه روي انه كان في زمانها عابد يسمى هارون، وكانت رضي الله عنها في غاية العبادة، فلما جاءت بعيسى عليه السلام من غير زواج، واتهمها –رضي الله عنها- بنو إسرائيل بالزنا، قيل لها :﴿ يا أخت هارون ﴾ أي : في العبادة، ﴿ ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا ﴾ متعجبين كيف يصدر القبيح من غير محله. وأصل الأخوة التساوي في الصفة. ومنه قوله تعالى :﴿ كلما دخلت أمة لعنت أختها ﴾١ أي : مساويتها في الكفر، ﴿ وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها ﴾٢ أي : مساويتها في الدلالة. وتقول العرب : هذه العروة أخت هذه العروة. وهذه الواقعة أخت تلك الواقعة. وهذه النعل أخت تلك النعل. ومنه مواخاة الفواصل في السجع وغيره، وأصل ذلك كله المساواة، وسمي أخو النسب أخا لمساواته أخاه في الخروج من تلك البطن لأمهما، أو ذلك الظهر لأبيهما، ولما اجتمعت المساواة في الصفتين للشقيق قويت الأخوة فيه، فسمي شقيقا كالعصا إذا شقت بنصفين فإن المساواة بينهما في غاية القوة، وقيل لآخر : أخر لأب، وللآخر أخ لأم، إشارة للجهة التي وقعت فيها المساواة، فلما حصلت المساواة بين مريم- رضي الله عنها- وبين ذلك العبد، سمت أخته على القاعدة.
وقيل : كان في ذلك الزمان فاسق يسمى هارون، فلما اعتقدوا فيها التهمة جعلوها أخته، أي في ذلك الفعل القبيح.
وثانيهما : قيل : إنها من ذرية موسى عليه السلام، وهو أخو هارون، فقيل لها أخت هارون، كما جاء في التوراة في الفصل الحادي عشر في السفر الخامس٣ : أن الله تعالى قال : " إني سأقيم لبني إسرائيل نبيا من إخوتهم مثلك أجعل كلامي على فيه " وإخوة بني إسرائيل بجملتهم هم بنو إسماعيل فجعل بني أخي أبيهم إخوته، فكذلك سميت مريم رضي الله عنها أخت هارون عليه السلام. ( الأجوبة الفاخرة : ٢٠٩-٢١٠ ).
٢ - سورة الزخرف: ٤٨..
٣ - الصواب أن النص في اللفظ الثامن عشر من سفر الثتنية. "ثتنية: ٨/١٥-١٨"..
٦ :﴿ لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ﴾ ٦٢.
٨٣٣- قيل : اللغو هو الذي لا فائدة فيه. والسلام فيه فائدة. ليس من جنس اللغو فيكون– الاستثناء- منقطعا.
وقيل : السلام في الدنيا : دعاء بالسلامة، وفي الآخرة : جعل الأمان لأهل الجنة، فيتعذر الدعاء بالسلامة، فسار السلام لغوا لبطلان معناه المقصود.
وقيل : على هذا التقدير لم يبطل أيضا، بل هو في الدنيا الدعاء والتحية والإكرام بطل أحد معنييه، وهو الدعاء، وبقيت المكارمة والتعظيم فليس لغوا لحصول هذه الفوائد منه. ( العقد المنظوم : ٢/٢٩٦ ).