تفسير سورة الزمر

الموسوعة القرآنية
تفسير سورة سورة الزمر من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية .
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٣٩ سورة الزمر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ١ الى ٣]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١) إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (٢) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ (٣)
١- تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ:
الْكِتابِ القرآن.
الْعَزِيزِ الذي لا يغلبه أحد على مراده.
الْحَكِيمِ فى فعله وتشريعه.
٢- إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ:
إِلَيْكَ يا محمد صلّى الله عليه وسلم.
الْكِتابَ القرآن.
بِالْحَقِّ آمرا بالحق.
مُخْلِصاً لَهُ وحده.
الدِّينَ العبادة.
٣- أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ:
أَلا لِلَّهِ وحده.
الدِّينُ الْخالِصُ البريء من كل شائبة.
أَوْلِياءَ نصراء.
زُلْفى تقربا بشفاعتهم لنا عنده.
بَيْنَهُمْ بين المشركين والمؤمنين.
فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ من أمر الشرك والتوحيد.
كَفَّارٌ ممعن فى الكفر.
[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ٤ الى ٦]
لَوْ أَرادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ سُبْحانَهُ هُوَ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (٤) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (٥) خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٦)
٤- لَوْ أَرادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ سُبْحانَهُ هُوَ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ:
لَاصْطَفى لاختار.
ما يَشاءُ لا ما تشاءون أنتم حين تجعلون المسيح ابنا لله والملائكة بناته.
الْقَهَّارُ الذي بلغ الغاية فى القهر.
٥- خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ:
بِالْحَقِّ على ناموس ثابت.
يُكَوِّرُ يلف.
وَسَخَّرَ وذلك لإرادته ونفع عباده.
لِأَجَلٍ مُسَمًّى وهو يوم القيامة.
الْعَزِيزُ الغالب على كل شىء.
الْغَفَّارُ الذي بلغ الغاية فى الصفح عن المذنبين من عباده.
٦- خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ:
خَلَقَكُمْ أيها الناس.
مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ هو آدم أبو البشر.
مِنْها من هذه النفس.
زَوْجَها حواء.
ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ ثمانية أنواع، وهى الإبل والبقر والضأن والماعز.
خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ طورا من بعد طور.
فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ظلمة البطن والرحم والمشيمة.
فَأَنَّى تُصْرَفُونَ فكيف تعدلون عن عبادته الى عبادة غيره.
[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ٧ الى ٨]
إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٧) وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ (٨)
٧- إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ:
غَنِيٌّ عَنْكُمْ وعن ايمانكم وشكركم نعمه.
يَرْضَهُ لَكُمْ يتقبله منكم.
وَلا تَزِرُ ولا تحمل اثم.
وازِرَةٌ نفس آثمة.
وِزْرَ أُخْرى إثم نفس أخرى.
بِذاتِ الصُّدُورِ بما تكنه الصدور.
٨- وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ:
وَإِذا مَسَّ وإذا أصاب.
ضُرٌّ مكروه وشر.
مُنِيباً إِلَيْهِ راجعا اليه.
خَوَّلَهُ نِعْمَةً أعطاه نعمة.
نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ نسى الضر الذي كان يدعو ربه لإزالته وكشفه.
أَنْداداً شركاء.
لِيُضِلَّ نفسه.
عَنْ سَبِيلِهِ عن سبيل الله.
قُلْ يا محمد صلّى الله عليه وسلم لمن هذه سبيله.
تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا أنعم بكفرك قليلا فى حياتك.
[سورة الزمر (٣٩) : آية ٩]
أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (٩)
٩- أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ:
قانِتٌ خاشع.
آناءَ اللَّيْلِ أثناء الليل.
ساجِداً وَقائِماً يقضيها ساجدا وقائما، أي مصليا.
يَحْذَرُ الْآخِرَةَ يخاف عذاب الله فى الآخرة ويخشاه.
وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ ويطمع فى رحمة ربه.
وفى الكلام حذف تقديره: كغيره لمن يدعو ربه فى الضراء وينساه فى السراء.
أُولُوا الْأَلْبابِ أصحاب العقول المميزة.
[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ١٠ الى ١١]
قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ (١٠) قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (١١)
١٠- قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ:
قُلْ يا محمد صلّى الله عليه وسلم مبلغا عن ربك.
اتَّقُوا رَبَّكُمْ اخشوا عذابه.
وَأَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ لمن ضيم فى أرضه.
بِغَيْرِ حِسابٍ مما لا يدخل فى حساب الحاسبين.
١١- قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ:
مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ مخلصا له عبادتى من كل شرك ورياء.

[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ١٢ الى ١٧]

وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (١٢) قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٣) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (١٤) فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (١٥) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (١٦)
وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ (١٧)
١٢- وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ:
الْمُسْلِمِينَ المنقادين لأوامره.
١٣- قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ:
عَظِيمٍ الهول، وهو يوم القيامة.
١٤- قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي:
اللَّهَ وحده.
مُخْلِصاً لَهُ دِينِي مبرئا عبادتى من الشرك والرياء.
١٥- فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ:
الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ أضاعوا أنفسهم بضلالهم.
وَأَهْلِيهِمْ بإضلالهم.
الْخُسْرانُ الْمُبِينُ الكامل البين.
١٦- لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ:
لَهُمْ لهؤلاء الخاسرين.
ظُلَلٌ طبقات متراكمة.
ذلِكَ التصوير للعذاب.
يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يحذرهم.
فَاتَّقُونِ فاخشوا عذابى.
١٧- وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ:
الطَّاغُوتَ الأصنام والشياطين.
أَنْ يَعْبُدُوها أن يتقربوا إليها.
وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ ورجعوا الى الله فى كل أمورهم.
لَهُمُ الْبُشْرى لهم البشارة.
فَبَشِّرْ يا محمد صلّى الله عليه وسلم.
عِبادِ عبادى المتقين.
[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ١٨ الى ٢١]
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ (١٨) أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (١٩) لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعادَ (٢٠) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (٢١)
١٨- الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ:
أَحْسَنَهُ الأهدى الى الحق.
هَداهُمُ اللَّهُ وفقهم الى الهدى.
أُولُوا الْأَلْبابِ أصحاب العقول المميزة.
١٩- أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ:
أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أفمن وجبت عليه كلمة العذاب.
٢٠- لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعادَ:
اتَّقَوْا رَبَّهُمْ خافوا عذابه.
الْمِيعادَ ما وعد به.
٢١- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ:
فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فأدخله فى الأرض فى ينابيع وعيون.
ثُمَّ يَهِيجُ ثم ييبس بعد نضارته.
حُطاماً فتاتا متكسرا.
إِنَّ فِي ذلِكَ التنقل من حال الى حال.
لَذِكْرى لعبرة.

[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ٢٢ الى ٢٥]

أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٢) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٢٣) أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٢٤) كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (٢٥)
٢٢- أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ:
شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ بقبول تعاليمه.
عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ على بصيرة من ربه.
فَوَيْلٌ فعذاب شديد.
لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ لمن قست قلوبهم.
مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عن ذكر الله.
٢٣- اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ:
مُتَشابِهاً تشابهت معانيه وألفاظه فى بلوغ الغاية فى الاعجاز والاحكام.
مَثانِيَ تتردد فيه المواعظ والأحكام.
تَقْشَعِرُّ مِنْهُ تنقبض عند تلاوته.
ذلِكَ الكتاب الذي اشتمل على هذه الصفات.
هُدَى اللَّهِ نور الله.
يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ فيوفقه إلى الإيمان به.
وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ لعلمه أنه سيعرض عن الحق.
فَما لَهُ مِنْ هادٍ فليس له من مرشد ينقذه من الضلال.
٢٤- أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ:
أَفَمَنْ يَتَّقِي أفمن يدفع.
بِوَجْهِهِ يتقى به العذاب.
وثمة حذف تقديره: كمن يأتى يوم القيامة آمنا.
٢٥- كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ:
لا يَشْعُرُونَ لا يتوقعون.
[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ٢٦ الى ٣١]
فَأَذاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٢٦) وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٧) قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٢٨) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٢٩) إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠)
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١)
٢٦- فَأَذاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ:
الْخِزْيَ الصغار.
٢٧- وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ:
وَلَقَدْ ضَرَبْنا ولقد بينا.
مِنْ كُلِّ مَثَلٍ يذكرهم بالحق.
لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ لعلهم يتعظون.
٢٨- قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ:
عَرَبِيًّا بلسانهم.
غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لا اختلال فيه.
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ رجاء أن يخشوا ربهم.
٢٩- ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ:
رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مملوكا لشركاء.
مُتَشاكِسُونَ متنازعون فيه.
وَرَجُلًا سَلَماً خالص الملكية لواحد.
هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا أي لا يستويان.
الْحَمْدُ لِلَّهِ على اقامة الحجة على الناس.
٣٠- إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ:
إِنَّكَ الخطاب لرسول الله صلّى الله عليه وسلم.
وَإِنَّهُمْ جميعا.
٣١- ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ:
تَخْتَصِمُونَ يخاصم بعضكم بعضا.

[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ٣٢ الى ٣٦]

فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (٣٢) وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (٣٣) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ (٣٤) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٣٥) أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٣٦)
٣٢- فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ:
مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ نسب اليه ما ليس له.
وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ وأنكر الحق حين جاءه على لسان الرسل.
مَثْوىً مستقر.
٣٣- وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ:
وَصَدَّقَ بِهِ إذ جاءه.
٣٤- لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ:
لَهُمْ ما يَشاؤُنَ ما يحبون.
ذلِكَ الفضل.
جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ جزاء كل محسن.
٣٥- لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ:
لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ ليغفر لهم.
أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا أسوأ عملهم.
وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ ويوفيهم أجرهم.
بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ بأحسن ما عملوا فى الدنيا.
٣٦- أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ:
أَلَيْسَ اللَّهُ وحده.
بِكافٍ عَبْدَهُ كافيا عباده ما يهمهم.
وَيُخَوِّفُونَكَ الخطاب لرسول الله صلّى الله عليه وسلم.
بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بآلهتهم التي يدعونها من دون الله.
مِنْ هادٍ من مرشد.
[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ٣٧ الى ٤١]
وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ (٣٧) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (٣٨) قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٩) مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (٤٠) إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (٤١)
٣٧- وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ:
بِعَزِيزٍ بمنيع الجناب.
ذِي انْتِقامٍ من الكافرين.
٣٨- وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ:
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ هؤلاء المشركين.
كاشِفاتُ مزيلات ومزيحات.
مُمْسِكاتُ مانعات.
حَسْبِيَ اللَّهُ هو وحده يكفينى كل شىء.
٣٩- قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ:
قُلْ متوعدا.
عَلى مَكانَتِكُمْ على طريقتكم من الكفر والتكذيب.
إِنِّي عامِلٌ انى ثابت على عمل ما أمرنى به ربى.
فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ من سيأتيه عذاب يخزيه.
٤٠- مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ:
يُخْزِيهِ يذله.
مُقِيمٌ دائم لا ينكشف عنه.
٤١- إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ:
الْكِتابَ القرآن الكريم.
لِلنَّاسِ جميعا.
بِالْحَقِّ مشتملا على الحق.
بِوَكِيلٍ بموكل بهدايتهم.
[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ٤٢ الى ٤٤]
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٤٢) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعاءَ قُلْ أَوَلَوْ كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ (٤٣) قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٤٤)
٤٢- اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ:
يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ يقبض أرواحها.
حِينَ مَوْتِها حين يحين أجلها.
وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها ويقبض الأرواح التي لم تمت حين نومها.
فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ لا يردها.
وَيُرْسِلُ الْأُخْرى التي لم يحن أجلها عند اليقظة.
إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى محدود.
٤٣- أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعاءَ قُلْ أَوَلَوْ كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ:
شُفَعاءَ يتقربون بهم اليه.
أَوَلَوْ كانُوا هؤلاء الشفعاء.
لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً ليس بملكهم فعل شىء.
وَلا يَعْقِلُونَ أي ولا لهم قدرة على التمييز.
٤٤- قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ:
قُلْ الخطاب لرسول الله صلّى الله عليه وسلم.
لِلَّهِ وحده.
الشَّفاعَةُ جَمِيعاً الشفاعة كلها، فلا ينالها أحد إلا برضاه.
ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ فيحاسبكم على أعمالكم.
[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ٤٥ الى ٤٨]
وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (٤٥) قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٤٦) وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (٤٧) وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٤٨)
٤٥- وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ:
وَحْدَهُ دون أن تذكر آلهتهم.
اشْمَأَزَّتْ انقبضت.
الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ أي آلهتهم.
إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ إذا هم يفرحون ويسرون.
٤٦- قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ:
فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ خالق السموات والأرض على غير مثال.
عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ما نسر وما نعلن.
فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ من أمور الدنيا والآخرة. فاحكم بينى وبين هؤلاء المشركين.
٤٧- وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ:
لَافْتَدَوْا بِهِ لقدموه فداء.
وَبَدا لَهُمْ وظهر لهم.
ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ما لم يكن يخطر على بالهم من العذاب.
٤٨- وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ:
وَبَدا لَهُمْ وظهر لهم فى هذا اليوم.
سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا سوء عملهم.
وَحاقَ بِهِمْ وأحاط بهم من العذاب.
ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ فى الدنيا.
[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ٤٩ الى ٥٢]
فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنَّا قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٤٩) قَدْ قالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٥٠) فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ (٥١) أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢)
٤٩- فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنَّا قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ:
فَإِذا مَسَّ فاذا أصاب.
ضُرٌّ ما يكره.
دَعانا نادانا تضرعا.
ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ ثم إذا أعطيناه.
إِنَّما أُوتِيتُهُ أعطيته ونلته.
عَلى عِلْمٍ لعلم منى بوجوه كسبه.
بَلْ هِيَ أي هذه النعمة.
فِتْنَةٌ اختبار وابتلاء.
٥٠- قَدْ قالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ:
قَدْ قالَهَا أي هذه المقالة.
فَما أَغْنى عَنْهُمْ فما دفع عنهم العذاب.
ما كانُوا يَكْسِبُونَ ما اكتسبوه من مال وجاه.
٥١- فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ:
فَأَصابَهُمْ هؤلاء الكفار.
سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا جزاء سيئات أعمالهم.
وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ والظالمون من هؤلاء المخاطبين.
سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا جزاء سيئات أعمالهم.
وَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ وما هم بمفلتين من العقاب.
٥٢- أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ:
يَبْسُطُ الرِّزْقَ يوسعه.
وَيَقْدِرُ ويعطيه بقدر.
[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ٥٣ الى ٥٦]
قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣) وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (٥٤) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (٥٥) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (٥٦)
٥٣- قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ:
أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أكثروا على أنفسهم من المعاصي.
لا تَقْنَطُوا لا تيأسوا.
٥٤- وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ:
وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وارجعوا اليه تائبين.
وَأَسْلِمُوا لَهُ وانقادوا له طائعين.
ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ثم لا تجدون من ينصركم ويدفع عنكم العذاب.
٥٥- وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ:
أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وهو القرآن الكريم.
بَغْتَةً فجأة.
وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ وأنتم لا تعلمون بمجيئه.
٥٦- أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ:
أَنْ تَقُولَ لئلا تقول.
يا حَسْرَتى يا أسفى.
عَلى ما فَرَّطْتُ على ما قصرت.
فِي جَنْبِ اللَّهِ فى طاعة الله وحقه.
وَإِنْ كُنْتُ وانى كنت فى الدنيا.
لَمِنَ السَّاخِرِينَ لمن المستهزئين بدينه.

[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ٥٧ الى ٦٣]

أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٥٧) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٨) بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (٥٩) وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ (٦٠) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١)
اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (٦٢) لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٦٣)
٥٧- أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ:
لَكُنْتُ فى الدنيا.
مِنَ الْمُتَّقِينَ الذين وقوا أنفسهم من العذاب بالايمان.
٥٨- أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ:
كَرَّةً رجعة الى الدنيا.
فَأَكُونَ فيها.
مِنَ الْمُحْسِنِينَ ممن يحسنون عملا.
٥٩- بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ:
وَاسْتَكْبَرْتَ وتعاليت عن أن تؤمن بها.
٦٠- وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ:
وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ حزنا وكآبة.
مَثْوىً مقرا.
لِلْمُتَكَبِّرِينَ المتعالين عن الحق.
٦١- وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ:
بِمَفازَتِهِمْ بما سبق فى علمه من فوزهم.
٦٢- اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ:
وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ يتولى أمره بمقتضى حكمته.
٦٣- لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ:
لَهُ وحده.
مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ تصاريف أمور السموات والأرض فلا يتصرف فيهن سواه.
[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ٦٤ الى ٦٨]
قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (٦٤) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (٦٥) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٦) وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٧) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨)
٦٤- قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ:
قُلْ الخطاب لرسول الله صلّى الله عليه وسلم.
أَفَغَيْرَ اللَّهِ أي أفبعد وضوح الآيات تأمرونى بأن أخص غير الله بالعبادة.
٦٥- وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ:
وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ من الرسل.
لَئِنْ أَشْرَكْتَ بالله شيئا.
لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ليبطلن الله عملك.
٦٦- بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ:
بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ أي لا تجبهم الى ما دعوك اليه من عبادة غير الله.
وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ له على نعمه.
٦٧- وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ:
وَما قَدَرُوا اللَّهَ أي ما عظموه وما عرفوه، يعنى المشركين.
حَقَّ قَدْرِهِ حق تعظيمه وحق معرفته.
قَبْضَتُهُ مملوكة له.
مَطْوِيَّاتٌ قد طويت كما يطوى الثوب.
سُبْحانَهُ تنزه عن أن يشرك به.
وَتَعالى علوا كبيرا عن أن يكون له شريك.
٦٨- وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ:
فَصَعِقَ فمات.
فَإِذا هُمْ قِيامٌ قد قاموا من قبورهم.
يَنْظُرُونَ ينتظرون ماذا سيفعل الله بهم.
[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ٦٩ الى ٧١]
وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٩) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ (٧٠) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ (٧١)
٦٩- وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ:
وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ يومئذ، أي يوم البعث.
وَوُضِعَ الْكِتابُ وأعد الكتاب الذي سجلت فيه أعمالهم.
وَجِيءَ وأحضر.
بِالنَّبِيِّينَ بالأنبياء.
وَالشُّهَداءِ والعدول ليشهدوا على الخلق.
وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وفصل بينهم.
بِالْحَقِّ بالعدل.
وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ نقصا فى ثواب ولا زيادة فى عذاب.
٧٠- وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ:
وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ ووفيت كل نفس جزاء عملها.
٧١- وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ:
وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا ودفعوا دفعا.
زُمَراً جماعات.
حَتَّى إِذا جاؤُها حتى إذا بلغوها.
خَزَنَتُها حراسها.
وَيُنْذِرُونَكُمْ ويخوفونكم.
حَقَّتْ وجبت.

[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ٧٢ الى ٧٥]

قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٢) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (٧٣) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (٧٤) وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٧٥)
٧٢- قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ:
فِيها أي فى جهنم.
مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ مقر المتعالين عن قبول الحق.
٧٣- وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ:
طِبْتُمْ نعمتم بما نلتم.
٧٤- وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الثناء لله وحده.
الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ الذي حقق لنا ما وعدنا به على لسان رسله.
وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ أرض الجنة.
نَتَبَوَّأُ ننزل.
الْعامِلِينَ الذين أحسنوا فيما عملوا.
٧٥- وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ:
حَافِّينَ محيطين.
يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ لهجين بالثناء على ربهم.
وَقُضِيَ وفصل.
بَيْنَهُمْ بين الخلائق.
بِالْحَقِّ بالعدل.
وَقِيلَ بلسان الكون أجمع.
الْحَمْدُ لِلَّهِ الثناء لله.
رَبِّ الْعالَمِينَ خالق الخلق كله.
Icon