والآن فلننتقل بعون الله إلى سورة الكهف المكية أيضا، وإنما عرفت هذه السورة باسم " سورة الكهف " أخذا من كلمة ﴿ الكهف ﴾ الواردة في الآيات التالية :﴿ أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم ﴾ – ﴿ إذ أوى الفتية إلى الكهف ﴾ – ﴿ فأووا إلى الكهف ﴾ – ﴿ تزاور عن كهفهم ﴾ – ﴿ ولبثوا في كهفهم ﴾ |الآيات : ٩، ١٠، ١٦، ١٧، ٢٥|.
وأصحاب الكهف الذين وردت قصتهم في مطلع هذه السورة هم مجموعة من الشباب الصالح اعتنقوا الإيمان بالله دينا، والاستقامة سلوكا، والثبات طريقا، وفارقوا الأهل والعشيرة في سبيل الحفاظ على عقيدتهم التي كانت عندهم أعز من كل عزيز، وأحسن وصف ورد في شأنهم هو قول الله تعالى في هذه السورة عنهم :﴿ إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى، وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا ﴾ |الآيتان : ١٣، ١٤|.
ﰡ
ويجوز أن يكون قوله تعالى هنا :﴿ قيما ﴾ بمعنى أنه مصدق لما بين يديه من الكتب المنزلة، ومهيمن عليها، على حد قوله تعالى في سورة المائدة :﴿ وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ﴾ |الآية : ٤٨|، وطبقا لهذا التفسير يكون لفظ ﴿ قيما ﴾ مشتقا من ﴿ قام ﴾ للأمر إذا تولاه، أو ﴿ قام ﴾ على أهله إذا تولى أمرهم، ومنه ﴿ القيم ﴾ على المحجور، أي الذي يتولى أمره، و ﴿ قيم القوم ﴾ أي الذي يقوم بشأنهم ويسوس أمرهم، ولا شك أن كتاب الله قيم على غيره من الكتب السابقة واللاحقة.
ويجوز أن يكون قوله تعالى هنا :﴿ قيما ﴾ بمعنى أنه مصدق لما بين يديه من الكتب المنزلة، ومهيمن عليها، على حد قوله تعالى في سورة المائدة :﴿ وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ﴾ |الآية : ٤٨|، وطبقا لهذا التفسير يكون لفظ ﴿ قيما ﴾ مشتقا من ﴿ قام ﴾ للأمر إذا تولاه، أو ﴿ قام ﴾ على أهله إذا تولى أمرهم، ومنه ﴿ القيم ﴾ على المحجور، أي الذي يتولى أمره، و ﴿ قيم القوم ﴾ أي الذي يقوم بشأنهم ويسوس أمرهم، ولا شك أن كتاب الله قيم على غيره من الكتب السابقة واللاحقة.
وتحدث كتاب الله عن رسالة القرآن، وأنها بشارة ونذارة لعموم الإنسان، كما تحدث عن " زينة الأرض " التي هي اختبار لميوله وامتحان، فقال تعالى :﴿ لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ﴾ |الآية : ٢|، وقال تعالى :﴿ إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا ﴾، فمن أحسن العمل كانت له الحسنى وزيادة، ومن أساء الاستعمال كان من أهل الشقاوة لا من أهل السعادة.
في هذا الربع يواصل كتاب الله الحديث عن " الفتية " الذين اهتدوا وآمنوا واعتزلوا قومهم وما يعبدونه من دون الله، فآووا إلى أحد الكهوف الخالية، فارين بدينهم من الفتنة والأذى، بعد أن وصف كتاب الله في الربع الماضي ما كانوا عليه من إيمان راسخ بالله، واستنكار بالغ لمعتقدات الشرك والوثنية التي كان عليها قومهم ﴿ هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين، فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ﴾ جاءت آيات هذا الربع توضح عناصر جديدة، من هذه القصة الفريدة :
وشاءت حكمة الله أن تمر الشمس بكهفهم مر الكرام، فلا تسلط أشعتها القوية على جثثهم الهامدة، لا عند الشروق ولا عند الغروب، وذلك حتى لا يلحقها أي تغيير ولا تلف ﴿ وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين ﴾ أي تتنحى عنه وتميل ﴿ وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال ﴾ أي تمر بشمال الكهف، مائلة منهم
وتخللت قصة أهل الكهف التي هي محور التدبر والاعتبار في هذا الربع جملة من الآيات الكريمة، تؤكد عددا من مبادئ الإسلام القويمة، وتوجيهاته السليمة.
-منها أن من انتفع بالهدي الإلهي كالهدى الذي تضمنه كتاب الله دخل في زمرة المهتدين، ومن أعرض عنه ولم ينتفع به بقي في عداد الضالين، وذلك معنى قوله تعالى :﴿ من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ﴾، ويندرج تحت هذه الآية أصحاب الكهف أنفسهم، الذين سبق أن وصفهم كتاب الله قائلا :﴿ إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ﴾.
-العنصر الأول يتعلق بنومهم في الكهف على صورة جعلتهم عبرة للمعتبرين عبر القرون والأجيال، فقد شاءت حكمة الله أن تبقى أعينهم مفتحة لا تنطبق أجفانها طيلة نومهم الطويل، وأن تتقلب جنوبهم كما يتقلب الأحياء، حتى لا تبقى جنوبهم على وضع واحد فيصيب أجسامهم البلى والتلف، ﴿ وتحسبهم أيقاظا وهم رقود، ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال ﴾. وشاءت حكمة الله أن يستقر كلبهم على مدخل الكهف، باسطا ذراعيه، على هيئة أي كلب حي يقوم بالحراسة العادية أمام منزل صاحبه ﴿ وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ﴾ أي بالفناء أو العتبة، وشاءت حكمة الله أن تمر الشمس بكهفهم مر الكرام، فلا تسلط أشعتها القوية على جثثهم الهامدة، لا عند الشروق ولا عند الغروب، وذلك حتى لا يلحقها أي تغيير ولا تلف ﴿ وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين ﴾ أي تتنحى عنه وتميل ﴿ وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال ﴾ أي تمر بشمال الكهف، مائلة منهم، وشاءت حكمة الله أن يكون نومهم في مكان متسع من الكهف، حتى تبقى جثثهم معرضة للهواء الطلق ﴿ وهم في فجوة منه، ذلك من آيات الله ﴾.
-العنصر الثاني يتعلق بما ألقى الله على أجسادهم من المهابة والجلال، حتى يحول بينهم وبين كل متطفل يحاول أن يمد اليد إليهم، بما لا يتفق مع حكمة الله ومراده، وحتى يبقوا بمنجاة من عبث العابثين، إلى أن يبلغ الكتاب أجله، وتتحقق العبرة من قصة نومهم ويقظتهم، التي لها شبه قوي بموت الموتى وبعثهم، وإلى هذا العنصر السادس يشير قوله تعالى، مخاطبا لكل من يتخيل نفسه واقفا أمامهم في كهفهم، فيحسبهم أيقاظا وهم رقود ﴿ لو اطلعت عليهم ﴾ أي لو أشرفت عليهم فنظرت إليهم ﴿ لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا ﴾.
-العنصر الثاني يتعلق ببعثهم من مرقدهم بعد مرور عدة قرون على اعتزالهم في الكهف ونومهم الطويل فيه، فقد شاءت حكمة الله أن يوقظهم ويبعثهم ليروا بأنفسهم غلبة الحق على الباطل، وهزيمة الشرك أمام التوحيد، ولتقوم لهم الحجة على أن الحق الذي آمنوا به هو الذي ظهر وانتصر في مدينتهم وبين قومهم، وأن العاقبة للمتقين مهما طال الأمر، وبمجرد ما بعثهم الله أخذوا يتساءلون فيما بينهم عن المدة التي قضوها في الكهف، وانقسموا في تقديرها إلى فريقين، وعندما لم يهتدوا إلى جواب حاسم في الموضوع وكلوا أمر ذلك إلى علم الله، ونظرا لإحساسهم بالجوع المفرط فقد فكروا في أن يبعثوا أحدهم بما كان قد بقي معهم من النقود إلى المدينة التي اعتزلوها من قبل، ليشتري لهم منها طعاما طيبا يسدون به الرمق، لكنهم أشاروا على مبعوثهم في نفس الوقت أن يحذر ما أمكن من سكان المدينة حتى لا يشعر به أحد، ظنا منهم أن مدينتهم التي اعتزلوها من أجل الشرك لا تزال على ما فارقوها عليه، وأن أهلها لا يزالون متمسكين بعبادة الأصنام، وخوفا من أن أهلها إذا عرفوهم قتلوهم رجما بالحجارة، أو أكرهوهم على العودة إلى معتقداتهم الباطلة بدلا من عقيدة التوحيد، وفي ذلك الخسران المبين، وإلى هذا العنصر الثاني يشير قوله تعالى هنا :﴿ وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم ﴾ أي وكما أنمناهم تلك النومة الطويلة أيقظناهم، فأخذ بعضهم يسأل بعضا عما صنع الله بهم :﴿ قال قائل منهم كم لبثتم، قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم، قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف، ولا يشعرن بكم أحدا، إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا ﴾.
-العنصر الثاني يتعلق ببعثهم من مرقدهم بعد مرور عدة قرون على اعتزالهم في الكهف ونومهم الطويل فيه، فقد شاءت حكمة الله أن يوقظهم ويبعثهم ليروا بأنفسهم غلبة الحق على الباطل، وهزيمة الشرك أمام التوحيد، ولتقوم لهم الحجة على أن الحق الذي آمنوا به هو الذي ظهر وانتصر في مدينتهم وبين قومهم، وأن العاقبة للمتقين مهما طال الأمر، وبمجرد ما بعثهم الله أخذوا يتساءلون فيما بينهم عن المدة التي قضوها في الكهف، وانقسموا في تقديرها إلى فريقين، وعندما لم يهتدوا إلى جواب حاسم في الموضوع وكلوا أمر ذلك إلى علم الله، ونظرا لإحساسهم بالجوع المفرط فقد فكروا في أن يبعثوا أحدهم بما كان قد بقي معهم من النقود إلى المدينة التي اعتزلوها من قبل، ليشتري لهم منها طعاما طيبا يسدون به الرمق، لكنهم أشاروا على مبعوثهم في نفس الوقت أن يحذر ما أمكن من سكان المدينة حتى لا يشعر به أحد، ظنا منهم أن مدينتهم التي اعتزلوها من أجل الشرك لا تزال على ما فارقوها عليه، وأن أهلها لا يزالون متمسكين بعبادة الأصنام، وخوفا من أن أهلها إذا عرفوهم قتلوهم رجما بالحجارة، أو أكرهوهم على العودة إلى معتقداتهم الباطلة بدلا من عقيدة التوحيد، وفي ذلك الخسران المبين، وإلى هذا العنصر الثاني يشير قوله تعالى هنا :﴿ وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم ﴾ أي وكما أنمناهم تلك النومة الطويلة أيقظناهم، فأخذ بعضهم يسأل بعضا عما صنع الله بهم :﴿ قال قائل منهم كم لبثتم، قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم، قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف، ولا يشعرن بكم أحدا، إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا ﴾.
-العنصر الثالث يتعلق بعثور الأجيال التالية على أجسادهم محفوظة من كل تغيير، وذلك بعد مرور مدة طويلة على بعثهم من مرقدهم، فقد شاءت حكمة الله أن يمكن الأجيال التالية من العثور على أجسادهم، ليتأكد الذين عثروا عليهم من أن البعث الذي وعدهم الله به حق وصدق، نظرا لأن حال الكهف في نومهم الطويل، ثم انتباههم منه بعد عدة قرون، شبيه كل الشبه بحال من يموت ثم يبعث. وبمناسبة العثور عليهم افترق الناس في أمرهم، واقترح فريق أن يبنى على باب كهفهم مبنى أثري تذكاري، بينما اقترح آخر أن يبنى على مدخل كهفهم مسجد خاص لعبادة الله، وهذا الاقتراح الثاني هو الذي رجحت كفته، وإلى هذا العنصر الثالث يشير قوله تعالى هنا :﴿ وكذلك أعثرنا عليهم ﴾ أي أطلعنا عليهم من بعدهم من الناس ﴿ ليعلموا ﴾ أي ليعلم الذين عثروا عليهم ﴿ أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها، إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا، ربهم أعلم بهم، قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا ﴾.
-العنصر الرابع يتعلق بعدد أصحاب الكهف، ودون الاستناد إلى سند صحيح وجد من قال : إنهم ثلاثة، وكلبهم الحارس لهم هو الرابع، ووجد من قال : إنهم خمسة، وكلبهم هو السادس، ووجد من قال : إنهم سبعة، وكلبهم هو الثامن، وكتاب الله يكل علم عددهم الحقيقي في النهاية إلى علام الغيوب، وإن كان لا ينفي أن يعرف بعض الأصفياء من خلقه بعددهم على وجه التحقيق، وبهذه المناسبة يحض كتاب الله نبيه الأمين، وعن طريقه كافة المؤمنين، على الاكتفاء بما ورد عنهم في كتاب الله، وعدم المماراة في شأنهم، وينهاه عن استفتاء أهل الكتاب في أمرهم، وإلى هذا العنصر الرابع يشير قوله تعالى هنا :﴿ سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم، ويقولون خمسة سادسهم كلبهم، قل ربي أعلم بعدتهم، ما يعلمهم إلا قليل، فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا ﴾.
-ومنها أن من عزم على فعل أمر من الأمور لا بد أن يربط قوله ويعلق فعله على مشيئة الله، لأنه لا يستغني في أية لحظة من اللحظات عن استمداد العون والتوفيق من الله، وهذا الموقف يجعله في أمن من أن يكون كاذبا، لأن تعليق كلامه بالمشيئة يخرجه عن أن يكون خبرا قاطعا، وذلك معنى قوله تعالى :﴿ ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا، إلا أن يشاء الله ﴾.
-ومنها أن من عزم على فعل أمر من الأمور لا بد أن يربط قوله ويعلق فعله على مشيئة الله، لأنه لا يستغني في أية لحظة من اللحظات عن استمداد العون والتوفيق من الله، وهذا الموقف يجعله في أمن من أن يكون كاذبا، لأن تعليق كلامه بالمشيئة يخرجه عن أن يكون خبرا قاطعا، وذلك معنى قوله تعالى :﴿ ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا، إلا أن يشاء الله ﴾.
-ومنها أن من تعرض للخطأ والنسيان فأخطأه التوفيق والتسديد، عليه أن يتدارك ما فاته بالتماس الهداية من ربه من جديد، وذلك معنى قوله تعالى :﴿ واذكر ربك إذا نسيت، وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا ﴾، أي عسى أن يهديني لشيء آخر أنفع وأقوم من الأول.
-العنصر الخامس يتعلق بعدد السنين التي مرت على أصحاب الكهف وهم رقود قبل أن يبعثهم الله من مرقدهم، ويتعرفوا على ما آل إليه أمر مدينتهم من الصلاح بعد الفساد، والإيمان بعد الشرك، وفي هذا الصدد نجد كتاب الله في الربع الماضي لا يحدد أي عدد مخصوص، بل يقول :﴿ فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ﴾، ونجد كتاب الله في هذا الربع يصف حيرة أصحاب الكهف أنفسهم بعد أن بعثهم الله من مرقدهم، وعدم اتفاقهم على مدة محدودة لبقائهم داخل الكهف، ويتحدث عن تسليمهم الأمر في تحديدها إلى علم الله فيقول :
﴿ قال قائل منهم كم لبثتم، قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم، قالوا ربكم أعلم بما لبثتم ﴾.
ثم نجد كتاب الله في هذا الربع أيضا يشير إلى مدة ثلاثمائة سنة وتسع سنين، ولعل هذا التحديد مما كانت تتداوله بعض الألسنة، ولاسيما بين أهل الكتاب، لكن كتاب الله يعقب على هذا العدد نفسه، بعد ذكره مباشرة، بما يفيد أن الله وحده هو الذي يعلم مدة مكثهم بالكهف على وجه التحديد، وأنه سبحانه هو المنفرد بعلم الغيب دون سواه، وفي هذا التعقيب إشارة واضحة إلى أن العدد الوارد من قبل ليس هو العدد الحقيقي الذي يتفق مع الواقع، وإنما أتى به كتاب الله على سبيل الحكاية المجردة، لا على سبيل التأكيد والتصديق والإثبات القاطع، وكما رد كتاب الله العلم بعدة أصحاب الكهف أنفسهم إلى الله وحده رد العلم بعدة السنين التي قضوها في الكهف إلى الله وحده دون سواه، وإلى العدد المذكور يشير قوله تعالى هنا :﴿ ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا ﴾.
ثم يستدرك عليه قائلا :﴿ قل الله أعلم بما لبثوا، له غيب السماوات والأرض، أبصر به وأسمع، ما لهم من دونه من ولي، ولا يشرك في حكمه أحدا ﴾. ويؤيد هذا التفسير الذي اختاره ما ذهب إليه قتادة ومطرف بن عبد الله من أن العدد المشار إليه هنا هو قول أهل الكتاب، وأن الله تعالى رد قولهم بقوله :﴿ قل الله أعلم بما لبثوا ﴾ |الآية : ٢٦|.
-العنصر السادس يتعلق بما ألقى الله على أجسادهم من المهابة والجلال، حتى يحول بينهم وبين كل متطفل يحاول أن يمد اليد إليهم، بما لا يتفق مع حكمة الله ومراده، وحتى يبقوا بمنجاة من عبث العابثين، إلى أن يبلغ الكتاب أجله، وتتحقق العبرة من قصة نومهم ويقظتهم، التي لها شبه قوي بموت الموتى وبعثهم، وإلى هذا العنصر السادس يشير قوله تعالى، مخاطبا لكل من يتخيل نفسه واقفا أمامهم في كهفهم، فيحسبهم أيقاظا وهم رقود ﴿ لو اطلعت عليهم ﴾ أي لو أشرفت عليهم فنظرت إليهم ﴿ لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا ﴾.
وتخللت قصة أهل الكهف التي هي محور التدبر والاعتبار في هذا الربع جملة من الآيات الكريمة، تؤكد عددا من مبادئ الإسلام القويمة، وتوجيهاته السليمة.
-منها أن من انتفع بالهدي الإلهي كالهدى الذي تضمنه كتاب الله دخل في زمرة المهتدين، ومن أعرض عنه ولم ينتفع به بقي في عداد الضالين، وذلك معنى قوله تعالى :﴿ من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ﴾، ويندرج تحت هذه الآية أصحاب الكهف أنفسهم، الذين سبق أن وصفهم كتاب الله قائلا :﴿ إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ﴾.
-ومنها أن من تحمل مسؤولية الدعوة إلى الله يجب عليه أن لا يتخلى عنها، وأن يواصلها دون انقطاع، وأن يؤثر بها من عندهم حرص كبير على تلقينها، واستعداد خاص لقبولها، وأن يسقط من حسابه في هذا المجال الاعتبارات الجانبية والمظاهر المادية، وإلى ذلك يشير قوله تعالى :﴿ واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته، ولن تجد من دونه ملتحدا ﴾ أي ملجأ آخر تلجأ إليه.
﴿ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ﴾.
وختمت آيات هذا الربع بالدعوة إلى وجوب الثبات على الحق والتمسك به دون هوادة ولا لين، في وجه الغافلين والمتنطعين، وأتباع الأهواء الظالمين، فقال تعالى خطابا لنبيه، وعن طريقه لجميع ورثته وحملة الدعوة الإسلامية من بعده :﴿ ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ﴾ أي مجاوزا للحق ﴿ وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها، وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه، بئس الشراب، وساءت مرتفقا ﴾.
﴿ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ﴾.
وختمت آيات هذا الربع بالدعوة إلى وجوب الثبات على الحق والتمسك به دون هوادة ولا لين، في وجه الغافلين والمتنطعين، وأتباع الأهواء الظالمين، فقال تعالى خطابا لنبيه، وعن طريقه لجميع ورثته وحملة الدعوة الإسلامية من بعده :﴿ ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ﴾ أي مجاوزا للحق ﴿ وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها، وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه، بئس الشراب، وساءت مرتفقا ﴾.
في الربع الماضي أوصى كتاب الله رسوله وورثته من حملة الدعوة الإسلامية بأن يؤثروا بعنايتهم من عندهم حرص على تلقي الدعوة، واستعداد لقبولها، وأن لا يعيروا أي اهتمام للاعتبارات الجانبية والمظاهر المادية، إذ قال تعالى :﴿ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ﴾، وانسياقا مع نفس المبدأ، وسيرا في نفس الاتجاه جاء في حصة هذا اليوم قوله تعالى :﴿ واضرب لهم مثلا رجلين ﴾ |الآيات : ٣٢، ٣٣، ٣٤، ٣٥، ٣٦، ٣٧، ٣٨، ٣٩، ٤٠، ٤١، ٤٢، ٤٣، ٤٤|، وقوله تعالى :﴿ واضرب لهم مثل الحياة الدنيا ﴾ |الآية : ٤٥|.
-أما المثل الأول الذي جاء في هذا الربع فقد تضمنت آياته البينات محاورة بين رجلين، أحدهما مؤمن بالله وباليوم الآخر، شاكر لأنعمه، قانع بما أعطاه مولاه، وثانيهما متمرد على الله، كافر بأنعمه وباليوم الآخر، لا حد لمطامعه وما يتمناه، وكل منهما ينطق لسانه في هذه المحاورة بما يوضح اتجاهه ومنحاه.
والظاهر من سياق هذه الآيات وما بين السطور أن الرجلين كان يملك كل منهما مزرعة منسقة من المزارع الفيحاء، ذات الحدائق الغناء، التي يضرب بها المثل، في المياه الجارية، والأشجار الباسقة، والثمار الشهية، ثم اضطر أحدهما للتخلي عن مزرعته، فباعها للآخر، بغية الوفاء بالتزامات كانت في ذمته، وهكذا آلت إحدى المزرعتين إلى الثاني، فأصبحت المزرعتان معا " جنة واحدة " في ملكه، بينما الآخر أصبح لا يملك شيئا ﴿ واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا، كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا، وفجرنا خلالهما نهرا، وكان له ثمر ﴾، غير أن الثاني الذي اتسعت دائرة ملكه زاده ذلك طغيانا وعدوانا، فأخذ يتبجح على رفيقه بسعة المال وكثرة الولد، واطمأن إلى أن مزرعته الكبرى أصبحت في مأمن من جميع الجوائح، وأعلن شكه في قيام الساعة نفسها، ثم عقب على شكه بأنه حتى على فرض قيام الساعة سيكون محظوظا في الآخرة كما هو محظوظ في الدنيا، كأنه مفروض على الله أن يملي له باستمرار، ناسيا قوله تعالى :﴿ وأملي لهم، إن كيدي متين ﴾، وإلى هذا الموقف يشير قوله تعالى حكاية عنه :﴿ فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا، ودخل جنته وهو ظالم لنفسه، قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا، وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منهما منقلبا ﴾، وحيث إن هذا الشخص وأمثاله من الكافرين بنعمة الله، والمكذبين بلقائه، لا ينتظر أن يكون له نصيب في " جنة الخلد " قال كتاب الله في شأنه " ودخل جنته "، أي دخل جنته التي في دنياه، إشارة إلى أن المزرعة الكبرى التي يتبجح بها ويتكبر هي جنته الأولى والأخيرة ﴿ ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها، وما له في الآخرة من نصيب ﴾ |الشورى : ٢٠|.
في الربع الماضي أوصى كتاب الله رسوله وورثته من حملة الدعوة الإسلامية بأن يؤثروا بعنايتهم من عندهم حرص على تلقي الدعوة، واستعداد لقبولها، وأن لا يعيروا أي اهتمام للاعتبارات الجانبية والمظاهر المادية، إذ قال تعالى :﴿ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ﴾، وانسياقا مع نفس المبدأ، وسيرا في نفس الاتجاه جاء في حصة هذا اليوم قوله تعالى :﴿ واضرب لهم مثلا رجلين ﴾ |الآيات : ٣٢، ٣٣، ٣٤، ٣٥، ٣٦، ٣٧، ٣٨، ٣٩، ٤٠، ٤١، ٤٢، ٤٣، ٤٤|، وقوله تعالى :﴿ واضرب لهم مثل الحياة الدنيا ﴾ |الآية : ٤٥|.
-أما المثل الأول الذي جاء في هذا الربع فقد تضمنت آياته البينات محاورة بين رجلين، أحدهما مؤمن بالله وباليوم الآخر، شاكر لأنعمه، قانع بما أعطاه مولاه، وثانيهما متمرد على الله، كافر بأنعمه وباليوم الآخر، لا حد لمطامعه وما يتمناه، وكل منهما ينطق لسانه في هذه المحاورة بما يوضح اتجاهه ومنحاه.
والظاهر من سياق هذه الآيات وما بين السطور أن الرجلين كان يملك كل منهما مزرعة منسقة من المزارع الفيحاء، ذات الحدائق الغناء، التي يضرب بها المثل، في المياه الجارية، والأشجار الباسقة، والثمار الشهية، ثم اضطر أحدهما للتخلي عن مزرعته، فباعها للآخر، بغية الوفاء بالتزامات كانت في ذمته، وهكذا آلت إحدى المزرعتين إلى الثاني، فأصبحت المزرعتان معا " جنة واحدة " في ملكه، بينما الآخر أصبح لا يملك شيئا ﴿ واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا، كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا، وفجرنا خلالهما نهرا، وكان له ثمر ﴾، غير أن الثاني الذي اتسعت دائرة ملكه زاده ذلك طغيانا وعدوانا، فأخذ يتبجح على رفيقه بسعة المال وكثرة الولد، واطمأن إلى أن مزرعته الكبرى أصبحت في مأمن من جميع الجوائح، وأعلن شكه في قيام الساعة نفسها، ثم عقب على شكه بأنه حتى على فرض قيام الساعة سيكون محظوظا في الآخرة كما هو محظوظ في الدنيا، كأنه مفروض على الله أن يملي له باستمرار، ناسيا قوله تعالى :﴿ وأملي لهم، إن كيدي متين ﴾، وإلى هذا الموقف يشير قوله تعالى حكاية عنه :﴿ فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا، ودخل جنته وهو ظالم لنفسه، قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا، وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منهما منقلبا ﴾، وحيث إن هذا الشخص وأمثاله من الكافرين بنعمة الله، والمكذبين بلقائه، لا ينتظر أن يكون له نصيب في " جنة الخلد " قال كتاب الله في شأنه " ودخل جنته "، أي دخل جنته التي في دنياه، إشارة إلى أن المزرعة الكبرى التي يتبجح بها ويتكبر هي جنته الأولى والأخيرة ﴿ ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها، وما له في الآخرة من نصيب ﴾ |الشورى : ٢٠|.
في الربع الماضي أوصى كتاب الله رسوله وورثته من حملة الدعوة الإسلامية بأن يؤثروا بعنايتهم من عندهم حرص على تلقي الدعوة، واستعداد لقبولها، وأن لا يعيروا أي اهتمام للاعتبارات الجانبية والمظاهر المادية، إذ قال تعالى :﴿ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ﴾، وانسياقا مع نفس المبدأ، وسيرا في نفس الاتجاه جاء في حصة هذا اليوم قوله تعالى :﴿ واضرب لهم مثلا رجلين ﴾ |الآيات : ٣٢، ٣٣، ٣٤، ٣٥، ٣٦، ٣٧، ٣٨، ٣٩، ٤٠، ٤١، ٤٢، ٤٣، ٤٤|، وقوله تعالى :﴿ واضرب لهم مثل الحياة الدنيا ﴾ |الآية : ٤٥|.
-أما المثل الأول الذي جاء في هذا الربع فقد تضمنت آياته البينات محاورة بين رجلين، أحدهما مؤمن بالله وباليوم الآخر، شاكر لأنعمه، قانع بما أعطاه مولاه، وثانيهما متمرد على الله، كافر بأنعمه وباليوم الآخر، لا حد لمطامعه وما يتمناه، وكل منهما ينطق لسانه في هذه المحاورة بما يوضح اتجاهه ومنحاه.
والظاهر من سياق هذه الآيات وما بين السطور أن الرجلين كان يملك كل منهما مزرعة منسقة من المزارع الفيحاء، ذات الحدائق الغناء، التي يضرب بها المثل، في المياه الجارية، والأشجار الباسقة، والثمار الشهية، ثم اضطر أحدهما للتخلي عن مزرعته، فباعها للآخر، بغية الوفاء بالتزامات كانت في ذمته، وهكذا آلت إحدى المزرعتين إلى الثاني، فأصبحت المزرعتان معا " جنة واحدة " في ملكه، بينما الآخر أصبح لا يملك شيئا ﴿ واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا، كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا، وفجرنا خلالهما نهرا، وكان له ثمر ﴾، غير أن الثاني الذي اتسعت دائرة ملكه زاده ذلك طغيانا وعدوانا، فأخذ يتبجح على رفيقه بسعة المال وكثرة الولد، واطمأن إلى أن مزرعته الكبرى أصبحت في مأمن من جميع الجوائح، وأعلن شكه في قيام الساعة نفسها، ثم عقب على شكه بأنه حتى على فرض قيام الساعة سيكون محظوظا في الآخرة كما هو محظوظ في الدنيا، كأنه مفروض على الله أن يملي له باستمرار، ناسيا قوله تعالى :﴿ وأملي لهم، إن كيدي متين ﴾، وإلى هذا الموقف يشير قوله تعالى حكاية عنه :﴿ فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا، ودخل جنته وهو ظالم لنفسه، قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا، وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منهما منقلبا ﴾، وحيث إن هذا الشخص وأمثاله من الكافرين بنعمة الله، والمكذبين بلقائه، لا ينتظر أن يكون له نصيب في " جنة الخلد " قال كتاب الله في شأنه " ودخل جنته "، أي دخل جنته التي في دنياه، إشارة إلى أن المزرعة الكبرى التي يتبجح بها ويتكبر هي جنته الأولى والأخيرة ﴿ ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها، وما له في الآخرة من نصيب ﴾ |الشورى : ٢٠|.
في الربع الماضي أوصى كتاب الله رسوله وورثته من حملة الدعوة الإسلامية بأن يؤثروا بعنايتهم من عندهم حرص على تلقي الدعوة، واستعداد لقبولها، وأن لا يعيروا أي اهتمام للاعتبارات الجانبية والمظاهر المادية، إذ قال تعالى :﴿ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ﴾، وانسياقا مع نفس المبدأ، وسيرا في نفس الاتجاه جاء في حصة هذا اليوم قوله تعالى :﴿ واضرب لهم مثلا رجلين ﴾ |الآيات : ٣٢، ٣٣، ٣٤، ٣٥، ٣٦، ٣٧، ٣٨، ٣٩، ٤٠، ٤١، ٤٢، ٤٣، ٤٤|، وقوله تعالى :﴿ واضرب لهم مثل الحياة الدنيا ﴾ |الآية : ٤٥|.
-أما المثل الأول الذي جاء في هذا الربع فقد تضمنت آياته البينات محاورة بين رجلين، أحدهما مؤمن بالله وباليوم الآخر، شاكر لأنعمه، قانع بما أعطاه مولاه، وثانيهما متمرد على الله، كافر بأنعمه وباليوم الآخر، لا حد لمطامعه وما يتمناه، وكل منهما ينطق لسانه في هذه المحاورة بما يوضح اتجاهه ومنحاه.
والظاهر من سياق هذه الآيات وما بين السطور أن الرجلين كان يملك كل منهما مزرعة منسقة من المزارع الفيحاء، ذات الحدائق الغناء، التي يضرب بها المثل، في المياه الجارية، والأشجار الباسقة، والثمار الشهية، ثم اضطر أحدهما للتخلي عن مزرعته، فباعها للآخر، بغية الوفاء بالتزامات كانت في ذمته، وهكذا آلت إحدى المزرعتين إلى الثاني، فأصبحت المزرعتان معا " جنة واحدة " في ملكه، بينما الآخر أصبح لا يملك شيئا ﴿ واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا، كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا، وفجرنا خلالهما نهرا، وكان له ثمر ﴾، غير أن الثاني الذي اتسعت دائرة ملكه زاده ذلك طغيانا وعدوانا، فأخذ يتبجح على رفيقه بسعة المال وكثرة الولد، واطمأن إلى أن مزرعته الكبرى أصبحت في مأمن من جميع الجوائح، وأعلن شكه في قيام الساعة نفسها، ثم عقب على شكه بأنه حتى على فرض قيام الساعة سيكون محظوظا في الآخرة كما هو محظوظ في الدنيا، كأنه مفروض على الله أن يملي له باستمرار، ناسيا قوله تعالى :﴿ وأملي لهم، إن كيدي متين ﴾، وإلى هذا الموقف يشير قوله تعالى حكاية عنه :﴿ فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا، ودخل جنته وهو ظالم لنفسه، قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا، وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منهما منقلبا ﴾، وحيث إن هذا الشخص وأمثاله من الكافرين بنعمة الله، والمكذبين بلقائه، لا ينتظر أن يكون له نصيب في " جنة الخلد " قال كتاب الله في شأنه " ودخل جنته "، أي دخل جنته التي في دنياه، إشارة إلى أن المزرعة الكبرى التي يتبجح بها ويتكبر هي جنته الأولى والأخيرة ﴿ ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها، وما له في الآخرة من نصيب ﴾ |الشورى : ٢٠|.
-أما المثل الأول الذي جاء في هذا الربع فقد تضمنت آياته البينات محاورة بين رجلين، أحدهما مؤمن بالله وباليوم الآخر، شاكر لأنعمه، قانع بما أعطاه مولاه، وثانيهما متمرد على الله، كافر بأنعمه وباليوم الآخر، لا حد لمطامعه وما يتمناه، وكل منهما ينطق لسانه في هذه المحاورة بما يوضح اتجاهه ومنحاه.
لكن صاحبه لم يلبث أن رد عليه قوله، مستنكرا ما فاه به من عبارات كلها كفر بالله، وتطاول على الله، واعتماد كلي على المال والولد، مذكرا إياه بقدرة الله التي يسرت له أسباب الرخاء والازدهار، وبقوة الله التي بيدها تصريف مجاري الأقدار، بحيث لا يصعب عليها تحويل الموقع الخصب إلى موقع جدب، ولا تحويل مجرى الماء عن المكان الذي فيه الزرع، إلى مكان سحيق لا زرع فيه ولا نبات، فتنقلب المزرعة الفيحاء إلى أرض بلقع هي عبارة عن خلاء وعراء، وإلى هذا الجواب الذي يعتبر في مثل هذا الباب، هو فصل الخطاب، يشير قوله تعالى هنا :﴿ قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا، لكنا هو الله ربي ﴾ أي لكن أنا لا أقول بمقالتك، بل أعترف بأنه هو الله ربي ﴿ ولا أشرك بربي أحدا، ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله، إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا، فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك، ويرسل عليها حسبانا من السماء ﴾ أي صاعقة أو عذابا من السماء ﴿ فتصبح صعيدا زلقا ﴾ أي أرضا ملساء لا ينبت فيها نبات، ولا يثبت عليها قدم ﴿ أو يصبح ماؤها غورا ﴾ أي غائرا وغائبا في أعماق الأرض ﴿ فلن تستطيع له طلبا ﴾ أي لن تستطيع الحصول عليه ولا على غيره بدلا منه، لأن الماء " الغائر " يطلب أسفل الأرض، على عكس الماء " المعين " الذي يطلب وجه الأرض.
وقوله تعالى هنا ﴿ لكنا هو الله ربي ﴾ قال أبو عبيد : الأصل لكن أنا، فحذفت الألف، فالتقت نونان، فجاء التشديد لذلك، وفي قراءة أبي ﴿ لكن أنا هو الله ربي ﴾.
-أما المثل الأول الذي جاء في هذا الربع فقد تضمنت آياته البينات محاورة بين رجلين، أحدهما مؤمن بالله وباليوم الآخر، شاكر لأنعمه، قانع بما أعطاه مولاه، وثانيهما متمرد على الله، كافر بأنعمه وباليوم الآخر، لا حد لمطامعه وما يتمناه، وكل منهما ينطق لسانه في هذه المحاورة بما يوضح اتجاهه ومنحاه.
لكن صاحبه لم يلبث أن رد عليه قوله، مستنكرا ما فاه به من عبارات كلها كفر بالله، وتطاول على الله، واعتماد كلي على المال والولد، مذكرا إياه بقدرة الله التي يسرت له أسباب الرخاء والازدهار، وبقوة الله التي بيدها تصريف مجاري الأقدار، بحيث لا يصعب عليها تحويل الموقع الخصب إلى موقع جدب، ولا تحويل مجرى الماء عن المكان الذي فيه الزرع، إلى مكان سحيق لا زرع فيه ولا نبات، فتنقلب المزرعة الفيحاء إلى أرض بلقع هي عبارة عن خلاء وعراء، وإلى هذا الجواب الذي يعتبر في مثل هذا الباب، هو فصل الخطاب، يشير قوله تعالى هنا :﴿ قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا، لكنا هو الله ربي ﴾ أي لكن أنا لا أقول بمقالتك، بل أعترف بأنه هو الله ربي ﴿ ولا أشرك بربي أحدا، ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله، إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا، فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك، ويرسل عليها حسبانا من السماء ﴾ أي صاعقة أو عذابا من السماء ﴿ فتصبح صعيدا زلقا ﴾ أي أرضا ملساء لا ينبت فيها نبات، ولا يثبت عليها قدم ﴿ أو يصبح ماؤها غورا ﴾ أي غائرا وغائبا في أعماق الأرض ﴿ فلن تستطيع له طلبا ﴾ أي لن تستطيع الحصول عليه ولا على غيره بدلا منه، لأن الماء " الغائر " يطلب أسفل الأرض، على عكس الماء " المعين " الذي يطلب وجه الأرض.
وقوله تعالى هنا ﴿ لكنا هو الله ربي ﴾ قال أبو عبيد : الأصل لكن أنا، فحذفت الألف، فالتقت نونان، فجاء التشديد لذلك، وفي قراءة أبي ﴿ لكن أنا هو الله ربي ﴾.
-أما المثل الأول الذي جاء في هذا الربع فقد تضمنت آياته البينات محاورة بين رجلين، أحدهما مؤمن بالله وباليوم الآخر، شاكر لأنعمه، قانع بما أعطاه مولاه، وثانيهما متمرد على الله، كافر بأنعمه وباليوم الآخر، لا حد لمطامعه وما يتمناه، وكل منهما ينطق لسانه في هذه المحاورة بما يوضح اتجاهه ومنحاه.
لكن صاحبه لم يلبث أن رد عليه قوله، مستنكرا ما فاه به من عبارات كلها كفر بالله، وتطاول على الله، واعتماد كلي على المال والولد، مذكرا إياه بقدرة الله التي يسرت له أسباب الرخاء والازدهار، وبقوة الله التي بيدها تصريف مجاري الأقدار، بحيث لا يصعب عليها تحويل الموقع الخصب إلى موقع جدب، ولا تحويل مجرى الماء عن المكان الذي فيه الزرع، إلى مكان سحيق لا زرع فيه ولا نبات، فتنقلب المزرعة الفيحاء إلى أرض بلقع هي عبارة عن خلاء وعراء، وإلى هذا الجواب الذي يعتبر في مثل هذا الباب، هو فصل الخطاب، يشير قوله تعالى هنا :﴿ قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا، لكنا هو الله ربي ﴾ أي لكن أنا لا أقول بمقالتك، بل أعترف بأنه هو الله ربي ﴿ ولا أشرك بربي أحدا، ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله، إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا، فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك، ويرسل عليها حسبانا من السماء ﴾ أي صاعقة أو عذابا من السماء ﴿ فتصبح صعيدا زلقا ﴾ أي أرضا ملساء لا ينبت فيها نبات، ولا يثبت عليها قدم ﴿ أو يصبح ماؤها غورا ﴾ أي غائرا وغائبا في أعماق الأرض ﴿ فلن تستطيع له طلبا ﴾ أي لن تستطيع الحصول عليه ولا على غيره بدلا منه، لأن الماء " الغائر " يطلب أسفل الأرض، على عكس الماء " المعين " الذي يطلب وجه الأرض.
وقوله تعالى هنا ﴿ لكنا هو الله ربي ﴾ قال أبو عبيد : الأصل لكن أنا، فحذفت الألف، فالتقت نونان، فجاء التشديد لذلك، وفي قراءة أبي ﴿ لكن أنا هو الله ربي ﴾.
-أما المثل الأول الذي جاء في هذا الربع فقد تضمنت آياته البينات محاورة بين رجلين، أحدهما مؤمن بالله وباليوم الآخر، شاكر لأنعمه، قانع بما أعطاه مولاه، وثانيهما متمرد على الله، كافر بأنعمه وباليوم الآخر، لا حد لمطامعه وما يتمناه، وكل منهما ينطق لسانه في هذه المحاورة بما يوضح اتجاهه ومنحاه.
لكن صاحبه لم يلبث أن رد عليه قوله، مستنكرا ما فاه به من عبارات كلها كفر بالله، وتطاول على الله، واعتماد كلي على المال والولد، مذكرا إياه بقدرة الله التي يسرت له أسباب الرخاء والازدهار، وبقوة الله التي بيدها تصريف مجاري الأقدار، بحيث لا يصعب عليها تحويل الموقع الخصب إلى موقع جدب، ولا تحويل مجرى الماء عن المكان الذي فيه الزرع، إلى مكان سحيق لا زرع فيه ولا نبات، فتنقلب المزرعة الفيحاء إلى أرض بلقع هي عبارة عن خلاء وعراء، وإلى هذا الجواب الذي يعتبر في مثل هذا الباب، هو فصل الخطاب، يشير قوله تعالى هنا :﴿ قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا، لكنا هو الله ربي ﴾ أي لكن أنا لا أقول بمقالتك، بل أعترف بأنه هو الله ربي ﴿ ولا أشرك بربي أحدا، ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله، إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا، فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك، ويرسل عليها حسبانا من السماء ﴾ أي صاعقة أو عذابا من السماء ﴿ فتصبح صعيدا زلقا ﴾ أي أرضا ملساء لا ينبت فيها نبات، ولا يثبت عليها قدم ﴿ أو يصبح ماؤها غورا ﴾ أي غائرا وغائبا في أعماق الأرض ﴿ فلن تستطيع له طلبا ﴾ أي لن تستطيع الحصول عليه ولا على غيره بدلا منه، لأن الماء " الغائر " يطلب أسفل الأرض، على عكس الماء " المعين " الذي يطلب وجه الأرض.
وقوله تعالى هنا ﴿ لكنا هو الله ربي ﴾ قال أبو عبيد : الأصل لكن أنا، فحذفت الألف، فالتقت نونان، فجاء التشديد لذلك، وفي قراءة أبي ﴿ لكن أنا هو الله ربي ﴾.
-أما المثل الأول الذي جاء في هذا الربع فقد تضمنت آياته البينات محاورة بين رجلين، أحدهما مؤمن بالله وباليوم الآخر، شاكر لأنعمه، قانع بما أعطاه مولاه، وثانيهما متمرد على الله، كافر بأنعمه وباليوم الآخر، لا حد لمطامعه وما يتمناه، وكل منهما ينطق لسانه في هذه المحاورة بما يوضح اتجاهه ومنحاه.
لكن صاحبه لم يلبث أن رد عليه قوله، مستنكرا ما فاه به من عبارات كلها كفر بالله، وتطاول على الله، واعتماد كلي على المال والولد، مذكرا إياه بقدرة الله التي يسرت له أسباب الرخاء والازدهار، وبقوة الله التي بيدها تصريف مجاري الأقدار، بحيث لا يصعب عليها تحويل الموقع الخصب إلى موقع جدب، ولا تحويل مجرى الماء عن المكان الذي فيه الزرع، إلى مكان سحيق لا زرع فيه ولا نبات، فتنقلب المزرعة الفيحاء إلى أرض بلقع هي عبارة عن خلاء وعراء، وإلى هذا الجواب الذي يعتبر في مثل هذا الباب، هو فصل الخطاب، يشير قوله تعالى هنا :﴿ قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا، لكنا هو الله ربي ﴾ أي لكن أنا لا أقول بمقالتك، بل أعترف بأنه هو الله ربي ﴿ ولا أشرك بربي أحدا، ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله، إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا، فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك، ويرسل عليها حسبانا من السماء ﴾ أي صاعقة أو عذابا من السماء ﴿ فتصبح صعيدا زلقا ﴾ أي أرضا ملساء لا ينبت فيها نبات، ولا يثبت عليها قدم ﴿ أو يصبح ماؤها غورا ﴾ أي غائرا وغائبا في أعماق الأرض ﴿ فلن تستطيع له طلبا ﴾ أي لن تستطيع الحصول عليه ولا على غيره بدلا منه، لأن الماء " الغائر " يطلب أسفل الأرض، على عكس الماء " المعين " الذي يطلب وجه الأرض.
وقوله تعالى هنا ﴿ لكنا هو الله ربي ﴾ قال أبو عبيد : الأصل لكن أنا، فحذفت الألف، فالتقت نونان، فجاء التشديد لذلك، وفي قراءة أبي ﴿ لكن أنا هو الله ربي ﴾.
-أما المثل الأول الذي جاء في هذا الربع فقد تضمنت آياته البينات محاورة بين رجلين، أحدهما مؤمن بالله وباليوم الآخر، شاكر لأنعمه، قانع بما أعطاه مولاه، وثانيهما متمرد على الله، كافر بأنعمه وباليوم الآخر، لا حد لمطامعه وما يتمناه، وكل منهما ينطق لسانه في هذه المحاورة بما يوضح اتجاهه ومنحاه.
ومضت الآيات الكريمة في استعراض ما آل إليه أمر المزرعتين، مبينة أن ما توقعه الرجل المؤمن لهما، وما تنبأ به لصاحبهما عن مصيرهما –نظرا لكفره وعدم شكره، وغروره وكبره- لم يلبث أن أصبح هو الأمر الواقع، الذي ليس له من دافع، إذ المؤمن ينظر بنور الله، وحينئذ ندم صاحبهما على كفره دون أن ينفعه الندم، وذاق من مرارة الخيبة والإفلاس أشد الألم، وإلى هذه الحالة يشير قوله تعالى في إيجاز وإعجاز :﴿ وأحيط بثمره ﴾ أي هلك كل ما كان في مزرعته من الثمار، يقال : أحاط به العدو إذا أهلكه ﴿ فأصبح يقلب كفيه ﴾ أي يضرب إحداهما على الأخرى ندما وتحسرا ﴿ على ما أنفق فيها ﴾ أي من مال وجهد ﴿ وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا، ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله ﴾ أي لم يجد من يدفع عنه عذاب الله، ولم ينفعه ما كان يفتخر به على صاحبه من المال والولد ﴿ وما كان منتصرا ﴾.
-أما المثل الأول الذي جاء في هذا الربع فقد تضمنت آياته البينات محاورة بين رجلين، أحدهما مؤمن بالله وباليوم الآخر، شاكر لأنعمه، قانع بما أعطاه مولاه، وثانيهما متمرد على الله، كافر بأنعمه وباليوم الآخر، لا حد لمطامعه وما يتمناه، وكل منهما ينطق لسانه في هذه المحاورة بما يوضح اتجاهه ومنحاه.
ومضت الآيات الكريمة في استعراض ما آل إليه أمر المزرعتين، مبينة أن ما توقعه الرجل المؤمن لهما، وما تنبأ به لصاحبهما عن مصيرهما –نظرا لكفره وعدم شكره، وغروره وكبره- لم يلبث أن أصبح هو الأمر الواقع، الذي ليس له من دافع، إذ المؤمن ينظر بنور الله، وحينئذ ندم صاحبهما على كفره دون أن ينفعه الندم، وذاق من مرارة الخيبة والإفلاس أشد الألم، وإلى هذه الحالة يشير قوله تعالى في إيجاز وإعجاز :﴿ وأحيط بثمره ﴾ أي هلك كل ما كان في مزرعته من الثمار، يقال : أحاط به العدو إذا أهلكه ﴿ فأصبح يقلب كفيه ﴾ أي يضرب إحداهما على الأخرى ندما وتحسرا ﴿ على ما أنفق فيها ﴾ أي من مال وجهد ﴿ وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا، ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله ﴾ أي لم يجد من يدفع عنه عذاب الله، ولم ينفعه ما كان يفتخر به على صاحبه من المال والولد ﴿ وما كان منتصرا ﴾.
-أما المثل الأول الذي جاء في هذا الربع فقد تضمنت آياته البينات محاورة بين رجلين، أحدهما مؤمن بالله وباليوم الآخر، شاكر لأنعمه، قانع بما أعطاه مولاه، وثانيهما متمرد على الله، كافر بأنعمه وباليوم الآخر، لا حد لمطامعه وما يتمناه، وكل منهما ينطق لسانه في هذه المحاورة بما يوضح اتجاهه ومنحاه.
وفي أعقاب هذه المحاورة وما تضمنته من مواقف تدعو إلى التأمل والاعتبار أكد كتاب الله أن الملجأ الوحيد الذي ينبغي الالتجاء إليه، والركن الركين الذي ينبغي الاعتماد عليه، في السراء والضراء، والشدة والرخاء، والدنيا والآخرة، هو الحق سبحانه وتعالى، فهو ولي من والاه، وهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه، فقال تعالى :﴿ هنالك الولاية لله الحق، هو خير ثوابا وخير عقبا ﴾ فعاقبة من آمن به وتوكل عليه عاقبة خير ونصر ﴿ ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ﴾ |محمد : ١١|. و " الولاية " بالفتح النصرة والتولي، وبالكسر الحكم والملك، وقال أبو عبيد : " الولاية بفتح الواو للخالق، وبكسرها للمخلوق " وكلمة ﴿ الحق ﴾ هنا بخفض القاف نعت لله عز وجل، على غرار قوله تعالى في آية أخرى :﴿ ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ﴾ |الأنعام : ٦٢|.
-أما المثل الأول الذي جاء في هذا الربع فقد تضمنت آياته البينات محاورة بين رجلين، أحدهما مؤمن بالله وباليوم الآخر، شاكر لأنعمه، قانع بما أعطاه مولاه، وثانيهما متمرد على الله، كافر بأنعمه وباليوم الآخر، لا حد لمطامعه وما يتمناه، وكل منهما ينطق لسانه في هذه المحاورة بما يوضح اتجاهه ومنحاه.
-وأما المثل الثاني الذي ورد في هذا الربع فهو يتضمن تشبيه حال الدنيا في نضارتها وبهجتها وما يعتورها من هلاك وفناء –بالنسبة لحياة كل فرد في حد ذاته، وبالنسبة لحياة النوع البشري على العموم- بحال النبات الذي يستمد غذاءه من الماء، فينمو ويترعرع، ويصبح أخضر يانعا تعلوه الأزهار، وتزينه الثمار، ثم يميل نجمه إلى الأفول، ويحل به اليبس والذبول، وهذا المعنى هو الذي يتضمنه قوله تعالى هنا :﴿ واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما ﴾ أي يابسا ﴿ تذروه الرياح ﴾ أي تنسفه وتطرحه ذات اليمين وذات الشمال ﴿ وكان الله على كل شيء مقتدرا ﴾ أي مقتدرا على الخلق والإنشاء، كما هو مقتدر على الإبادة والإفناء، والقصد من ضرب هذا المثل هو الحض على العمل الصالح الذي ينفع في الدارين معا.
أما ﴿ الباقيات الصالحات ﴾ فمن جملة ما روى في تفسيرهما قول ابن عباس رضي الله عنه : " أنها كل عمل صالح من قول أو فعل يبقى للآخرة "، وإلى مثل هذا القول ذهب عبد الرحمان بن زيد بن أسلم إذ قال : " هي الأعمال الصالحة كلها "، واختاره ابن جرير الطبري، وقال القرطبي : " إنه هو الصحيح إن شاء الله، لأن كل ما بقي ثوابه جاز أن يقال له هذا ". وهكذا تندرج في " الباقيات الصالحات " وتكون جزءا منها نفس الصلوات الخمس، والأذكار المأثور فضلها، وهي " سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " مما خرجه مالك في الموطأ والنسائي والترمذي وابن ماجة في السنن، ويشهد لتفسير( الباقيات الصالحات ) بالمعنى العام الذي أوردناه قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع به، أو صدقة جارية )، فهذه الأمور الثلاثة كلها بمقتضى الحديث الشريف " صالحات باقيات " لأنها أعمال خير تبقى ثمرتها للإنسان، ولا تنقطع بالموت، ويصدق عليها أنها ﴿ خير ثوابا وخير أملا ﴾، وقد أعاد كتاب الله الحديث عن الباقيات الصالحات في سورة مريم، فقال تعالى :﴿ والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخيرا مردا ﴾ |الآية : ٧٦|.
وكما أنهى كتاب الله الربع الماضي بوصف الجزاء الذي يلقاه الكافرون في جهنم إذ قال :﴿ إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها ﴾ وختمه بقوله ﴿ بئس الشراب، وساءت مرتفقا ﴾ خصص بداية هذا الربع لوصف الجزاء الذي يلقاه المؤمنون في الجنة، فقال :﴿ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ﴾، وختم وصف جزائهم بقوله :﴿ نعم الثواب، وحسنت مرتفقا ﴾.
وقوله تعالى :﴿ ووجدوا ما عملوا حاضرا ﴾ أي وجدوا إحصاء ما عملوا وجزاءه حاضرا، على غرار قوله تعالى في سورة آل عمران :﴿ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ﴾.
وقوله تعالى :﴿ ولا يظلم ربك أحدا ﴾ أي لا يعذب أحدا بغير جرم، ولا يؤاخذ أحدا بجرم آخر، كما أنه سبحانه لا ينقص طائعا من ثوابه، ولا يزيد عاصيا في عقابه، وبمثل هذا المعنى ورد قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما ربك بظلام للعبيد ﴾ |فصلت : ٤٦|.
في بداية هذا الربع أعاد كتاب الله الحديث عن تتويج آدم وبنيه بتاج الخلافة عن الله في الأرض، للقيام بعمارتها، وتنظيم شؤونها، طبقا للتوجيهات الإلهية، والنواميس الأخلاقية، وأشار إلى كبر إبليس وعناده، وتمرده على أمر الله وانتقاده، فقال تعالى :﴿ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا، إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ﴾، وبذلك كشف كتاب الله النقاب عن طبيعة إبليس، وأنه على خلاف ما يتوهمه المتوهمون لا يدخل في عداد الملائكة المقربين، الذين ﴿ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ﴾ |التحريم : ٦|، وإنما هو من فصيلة " الجن " التي يوجد فيها المؤمن والكافر، والبر والفاجر، وكون إبليس من الجن لا من الملائكة هو الذي يوضح مغزى المفاضلة، التي عقدها إبليس نفسه بين شخصه وبين آدم أبي البشر، إذ قال فيما حكى عنه كتاب الله في سورة الأعراف وسورة ص :﴿ أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ﴾ |١٢، ٧٦|.
والمعروف أن الملائكة خلقوا من نور، بينما الجن خلقوا من نار، والإنس خلقوا من طين، وبهذا البيان يتضح لجميع الأذهان أن الآيات الأخرى التي ورد فيها ذكر ﴿ إبليس ﴾ مستثنى من ﴿ الملائكة ﴾ إنما ورد ذكره فيها على معنى " الاستثناء المنقطع " الذي يعتبر فيه " ما بعد إلا " خارجا عما ورد قبلها لا داخلا فيه، وأنه لا سبيل إلى حمله على " الاستثناء المتصل " لتخالف الأصلين، وتباين الطبيعتين، قال تعالى في سورة الحجر :﴿ والجان خلقناه من قبل من نار السموم ﴾ |الآية : ٢٧|، وقال تعالى في سورة الرحمان :﴿ وخلق الجان من مارج من نار ﴾ |الآية : ١٥|.
ثم لفت كتاب الله أنظار بني آدم إلى العداوة المتأصلة بينهم وبين إبليس وذريته، وأن هذه العداوة الراسخة والدائمة التي يكنها إبليس لآدم وذريته كافية لأن تجعلهم على حذر من موالاته ومتابعته، فكيف يعادون ربهم، ويوالون عدوهم، وذلك قوله تعالى :﴿ أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو، بئس للظالمين بدلا ﴾. وقد حذر كتاب الله في غير ما سورة وغير ما آية بني الإنسان، من مطاوعة الشيطان، ومواجهة خالقهم ورازقهم بالتمرد والعصيان، لما في ذلك من سوء العاقبة ومنتهى الخسران، فقال تعالى في سورة فاطر :﴿ إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ﴾ |الآية : ٦|، وقال تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولا تتبعوا خطوات الشيطان، إنه لكم عدو مبين ﴾ |الآية : ١٤٢|.
واستغرق وصف هذه القصة القسم الثاني من هذا الربع، والقسم الأول من الربع الآتي، وهذه القصة توحي بعدة أمور :
-الأمر الأول- أن الله رفع العلماء بعضهم فوق بعض درجات ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾ فلا ينبغي لأي عالم أن يعتقد أن عنده منتهى العلم، أو جميع أنواع العلم، وكما أنه سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، فإنه يفيض من علمه على شخص ما لا يفيضه على آخر، ولا ينبغي لأي عالم أن يقنع بما عنده من العلم دون أن يطلب المزيد دائما :﴿ وقل رب زدني علما ﴾، بل عليه أن ينتهز جميع الفرص والمناسبات، لتلقي أطيب النفحات ﴿ قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ﴾.
-الأمر الثاني- أن العالم بالرغم من كونه عالما لا بد له من أن يلتزم منتهى الأدب مع من هو أعلم منه، وأن لا يعترض على الطريقة التي يختارها معلمه لتعليمه :﴿ قال ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا، قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ﴾.
-الأمر الثالث- أن العالم ينبغي له أن يتخطى بنظره حدود المظاهر والظواهر، ويتطلع قبل كل شيء إلى حكم الأشياء وأسرارها، ويتعرف على مقاصدها وأهدافها، ويلم بظروف النوازل وملابساتها، وبذلك يتحاشى إصدار الأحكام، التي لا تناسب المقام، وإلا أدى به الحال إلى الوقوع في الغلط، وارتكاب الشطط ﴿ قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ﴾.
-الأمر الرابع- أن المستزيد من العلم ينبغي له أن يتأنى ولا يستعجل من هو أعلم منه، فلا يلح عليه بكثرة السؤال لأن ذلك يؤدي به إلى المضايقة والإملال، ﴿ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ﴾.
﴿ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ﴾. روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يرحم الله موسى لوددنا أنه صبر، حتى يقص الله علينا من خبرهما ). وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة، ولو صبر لرأى العجب ). و " الذمامة " بفتح الذال هي الحياء والإشفاق من الذم واللوم، وبهذه التوجيهات والإرشادات يربينا الذكر الحكيم على السلوك القويم.
واستغرق وصف هذه القصة القسم الثاني من هذا الربع، والقسم الأول من الربع الآتي، وهذه القصة توحي بعدة أمور :
-الأمر الأول- أن الله رفع العلماء بعضهم فوق بعض درجات ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾ فلا ينبغي لأي عالم أن يعتقد أن عنده منتهى العلم، أو جميع أنواع العلم، وكما أنه سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، فإنه يفيض من علمه على شخص ما لا يفيضه على آخر، ولا ينبغي لأي عالم أن يقنع بما عنده من العلم دون أن يطلب المزيد دائما :﴿ وقل رب زدني علما ﴾، بل عليه أن ينتهز جميع الفرص والمناسبات، لتلقي أطيب النفحات ﴿ قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ﴾.
-الأمر الثاني- أن العالم بالرغم من كونه عالما لا بد له من أن يلتزم منتهى الأدب مع من هو أعلم منه، وأن لا يعترض على الطريقة التي يختارها معلمه لتعليمه :﴿ قال ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا، قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ﴾.
-الأمر الثالث- أن العالم ينبغي له أن يتخطى بنظره حدود المظاهر والظواهر، ويتطلع قبل كل شيء إلى حكم الأشياء وأسرارها، ويتعرف على مقاصدها وأهدافها، ويلم بظروف النوازل وملابساتها، وبذلك يتحاشى إصدار الأحكام، التي لا تناسب المقام، وإلا أدى به الحال إلى الوقوع في الغلط، وارتكاب الشطط ﴿ قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ﴾.
-الأمر الرابع- أن المستزيد من العلم ينبغي له أن يتأنى ولا يستعجل من هو أعلم منه، فلا يلح عليه بكثرة السؤال لأن ذلك يؤدي به إلى المضايقة والإملال، ﴿ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ﴾.
﴿ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ﴾. روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يرحم الله موسى لوددنا أنه صبر، حتى يقص الله علينا من خبرهما ). وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة، ولو صبر لرأى العجب ). و " الذمامة " بفتح الذال هي الحياء والإشفاق من الذم واللوم، وبهذه التوجيهات والإرشادات يربينا الذكر الحكيم على السلوك القويم.
واستغرق وصف هذه القصة القسم الثاني من هذا الربع، والقسم الأول من الربع الآتي، وهذه القصة توحي بعدة أمور :
-الأمر الأول- أن الله رفع العلماء بعضهم فوق بعض درجات ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾ فلا ينبغي لأي عالم أن يعتقد أن عنده منتهى العلم، أو جميع أنواع العلم، وكما أنه سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، فإنه يفيض من علمه على شخص ما لا يفيضه على آخر، ولا ينبغي لأي عالم أن يقنع بما عنده من العلم دون أن يطلب المزيد دائما :﴿ وقل رب زدني علما ﴾، بل عليه أن ينتهز جميع الفرص والمناسبات، لتلقي أطيب النفحات ﴿ قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ﴾.
-الأمر الثاني- أن العالم بالرغم من كونه عالما لا بد له من أن يلتزم منتهى الأدب مع من هو أعلم منه، وأن لا يعترض على الطريقة التي يختارها معلمه لتعليمه :﴿ قال ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا، قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ﴾.
-الأمر الثالث- أن العالم ينبغي له أن يتخطى بنظره حدود المظاهر والظواهر، ويتطلع قبل كل شيء إلى حكم الأشياء وأسرارها، ويتعرف على مقاصدها وأهدافها، ويلم بظروف النوازل وملابساتها، وبذلك يتحاشى إصدار الأحكام، التي لا تناسب المقام، وإلا أدى به الحال إلى الوقوع في الغلط، وارتكاب الشطط ﴿ قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ﴾.
-الأمر الرابع- أن المستزيد من العلم ينبغي له أن يتأنى ولا يستعجل من هو أعلم منه، فلا يلح عليه بكثرة السؤال لأن ذلك يؤدي به إلى المضايقة والإملال، ﴿ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ﴾.
﴿ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ﴾. روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يرحم الله موسى لوددنا أنه صبر، حتى يقص الله علينا من خبرهما ). وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة، ولو صبر لرأى العجب ). و " الذمامة " بفتح الذال هي الحياء والإشفاق من الذم واللوم، وبهذه التوجيهات والإرشادات يربينا الذكر الحكيم على السلوك القويم.
واستغرق وصف هذه القصة القسم الثاني من هذا الربع، والقسم الأول من الربع الآتي، وهذه القصة توحي بعدة أمور :
-الأمر الأول- أن الله رفع العلماء بعضهم فوق بعض درجات ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾ فلا ينبغي لأي عالم أن يعتقد أن عنده منتهى العلم، أو جميع أنواع العلم، وكما أنه سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، فإنه يفيض من علمه على شخص ما لا يفيضه على آخر، ولا ينبغي لأي عالم أن يقنع بما عنده من العلم دون أن يطلب المزيد دائما :﴿ وقل رب زدني علما ﴾، بل عليه أن ينتهز جميع الفرص والمناسبات، لتلقي أطيب النفحات ﴿ قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ﴾.
-الأمر الثاني- أن العالم بالرغم من كونه عالما لا بد له من أن يلتزم منتهى الأدب مع من هو أعلم منه، وأن لا يعترض على الطريقة التي يختارها معلمه لتعليمه :﴿ قال ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا، قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ﴾.
-الأمر الثالث- أن العالم ينبغي له أن يتخطى بنظره حدود المظاهر والظواهر، ويتطلع قبل كل شيء إلى حكم الأشياء وأسرارها، ويتعرف على مقاصدها وأهدافها، ويلم بظروف النوازل وملابساتها، وبذلك يتحاشى إصدار الأحكام، التي لا تناسب المقام، وإلا أدى به الحال إلى الوقوع في الغلط، وارتكاب الشطط ﴿ قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ﴾.
-الأمر الرابع- أن المستزيد من العلم ينبغي له أن يتأنى ولا يستعجل من هو أعلم منه، فلا يلح عليه بكثرة السؤال لأن ذلك يؤدي به إلى المضايقة والإملال، ﴿ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ﴾.
﴿ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ﴾. روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يرحم الله موسى لوددنا أنه صبر، حتى يقص الله علينا من خبرهما ). وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة، ولو صبر لرأى العجب ). و " الذمامة " بفتح الذال هي الحياء والإشفاق من الذم واللوم، وبهذه التوجيهات والإرشادات يربينا الذكر الحكيم على السلوك القويم.
واستغرق وصف هذه القصة القسم الثاني من هذا الربع، والقسم الأول من الربع الآتي، وهذه القصة توحي بعدة أمور :
-الأمر الأول- أن الله رفع العلماء بعضهم فوق بعض درجات ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾ فلا ينبغي لأي عالم أن يعتقد أن عنده منتهى العلم، أو جميع أنواع العلم، وكما أنه سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، فإنه يفيض من علمه على شخص ما لا يفيضه على آخر، ولا ينبغي لأي عالم أن يقنع بما عنده من العلم دون أن يطلب المزيد دائما :﴿ وقل رب زدني علما ﴾، بل عليه أن ينتهز جميع الفرص والمناسبات، لتلقي أطيب النفحات ﴿ قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ﴾.
-الأمر الثاني- أن العالم بالرغم من كونه عالما لا بد له من أن يلتزم منتهى الأدب مع من هو أعلم منه، وأن لا يعترض على الطريقة التي يختارها معلمه لتعليمه :﴿ قال ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا، قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ﴾.
-الأمر الثالث- أن العالم ينبغي له أن يتخطى بنظره حدود المظاهر والظواهر، ويتطلع قبل كل شيء إلى حكم الأشياء وأسرارها، ويتعرف على مقاصدها وأهدافها، ويلم بظروف النوازل وملابساتها، وبذلك يتحاشى إصدار الأحكام، التي لا تناسب المقام، وإلا أدى به الحال إلى الوقوع في الغلط، وارتكاب الشطط ﴿ قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ﴾.
-الأمر الرابع- أن المستزيد من العلم ينبغي له أن يتأنى ولا يستعجل من هو أعلم منه، فلا يلح عليه بكثرة السؤال لأن ذلك يؤدي به إلى المضايقة والإملال، ﴿ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ﴾.
﴿ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ﴾. روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يرحم الله موسى لوددنا أنه صبر، حتى يقص الله علينا من خبرهما ). وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة، ولو صبر لرأى العجب ). و " الذمامة " بفتح الذال هي الحياء والإشفاق من الذم واللوم، وبهذه التوجيهات والإرشادات يربينا الذكر الحكيم على السلوك القويم.
واستغرق وصف هذه القصة القسم الثاني من هذا الربع، والقسم الأول من الربع الآتي، وهذه القصة توحي بعدة أمور :
-الأمر الأول- أن الله رفع العلماء بعضهم فوق بعض درجات ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾ فلا ينبغي لأي عالم أن يعتقد أن عنده منتهى العلم، أو جميع أنواع العلم، وكما أنه سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، فإنه يفيض من علمه على شخص ما لا يفيضه على آخر، ولا ينبغي لأي عالم أن يقنع بما عنده من العلم دون أن يطلب المزيد دائما :﴿ وقل رب زدني علما ﴾، بل عليه أن ينتهز جميع الفرص والمناسبات، لتلقي أطيب النفحات ﴿ قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ﴾.
-الأمر الثاني- أن العالم بالرغم من كونه عالما لا بد له من أن يلتزم منتهى الأدب مع من هو أعلم منه، وأن لا يعترض على الطريقة التي يختارها معلمه لتعليمه :﴿ قال ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا، قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ﴾.
-الأمر الثالث- أن العالم ينبغي له أن يتخطى بنظره حدود المظاهر والظواهر، ويتطلع قبل كل شيء إلى حكم الأشياء وأسرارها، ويتعرف على مقاصدها وأهدافها، ويلم بظروف النوازل وملابساتها، وبذلك يتحاشى إصدار الأحكام، التي لا تناسب المقام، وإلا أدى به الحال إلى الوقوع في الغلط، وارتكاب الشطط ﴿ قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ﴾.
-الأمر الرابع- أن المستزيد من العلم ينبغي له أن يتأنى ولا يستعجل من هو أعلم منه، فلا يلح عليه بكثرة السؤال لأن ذلك يؤدي به إلى المضايقة والإملال، ﴿ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ﴾.
﴿ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ﴾. روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يرحم الله موسى لوددنا أنه صبر، حتى يقص الله علينا من خبرهما ). وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة، ولو صبر لرأى العجب ). و " الذمامة " بفتح الذال هي الحياء والإشفاق من الذم واللوم، وبهذه التوجيهات والإرشادات يربينا الذكر الحكيم على السلوك القويم.
واستغرق وصف هذه القصة القسم الثاني من هذا الربع، والقسم الأول من الربع الآتي، وهذه القصة توحي بعدة أمور :
-الأمر الأول- أن الله رفع العلماء بعضهم فوق بعض درجات ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾ فلا ينبغي لأي عالم أن يعتقد أن عنده منتهى العلم، أو جميع أنواع العلم، وكما أنه سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، فإنه يفيض من علمه على شخص ما لا يفيضه على آخر، ولا ينبغي لأي عالم أن يقنع بما عنده من العلم دون أن يطلب المزيد دائما :﴿ وقل رب زدني علما ﴾، بل عليه أن ينتهز جميع الفرص والمناسبات، لتلقي أطيب النفحات ﴿ قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ﴾.
-الأمر الثاني- أن العالم بالرغم من كونه عالما لا بد له من أن يلتزم منتهى الأدب مع من هو أعلم منه، وأن لا يعترض على الطريقة التي يختارها معلمه لتعليمه :﴿ قال ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا، قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ﴾.
-الأمر الثالث- أن العالم ينبغي له أن يتخطى بنظره حدود المظاهر والظواهر، ويتطلع قبل كل شيء إلى حكم الأشياء وأسرارها، ويتعرف على مقاصدها وأهدافها، ويلم بظروف النوازل وملابساتها، وبذلك يتحاشى إصدار الأحكام، التي لا تناسب المقام، وإلا أدى به الحال إلى الوقوع في الغلط، وارتكاب الشطط ﴿ قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ﴾.
-الأمر الرابع- أن المستزيد من العلم ينبغي له أن يتأنى ولا يستعجل من هو أعلم منه، فلا يلح عليه بكثرة السؤال لأن ذلك يؤدي به إلى المضايقة والإملال، ﴿ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ﴾.
﴿ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ﴾. روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يرحم الله موسى لوددنا أنه صبر، حتى يقص الله علينا من خبرهما ). وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة، ولو صبر لرأى العجب ). و " الذمامة " بفتح الذال هي الحياء والإشفاق من الذم واللوم، وبهذه التوجيهات والإرشادات يربينا الذكر الحكيم على السلوك القويم.
واستغرق وصف هذه القصة القسم الثاني من هذا الربع، والقسم الأول من الربع الآتي، وهذه القصة توحي بعدة أمور :
-الأمر الأول- أن الله رفع العلماء بعضهم فوق بعض درجات ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾ فلا ينبغي لأي عالم أن يعتقد أن عنده منتهى العلم، أو جميع أنواع العلم، وكما أنه سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، فإنه يفيض من علمه على شخص ما لا يفيضه على آخر، ولا ينبغي لأي عالم أن يقنع بما عنده من العلم دون أن يطلب المزيد دائما :﴿ وقل رب زدني علما ﴾، بل عليه أن ينتهز جميع الفرص والمناسبات، لتلقي أطيب النفحات ﴿ قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ﴾.
-الأمر الثاني- أن العالم بالرغم من كونه عالما لا بد له من أن يلتزم منتهى الأدب مع من هو أعلم منه، وأن لا يعترض على الطريقة التي يختارها معلمه لتعليمه :﴿ قال ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا، قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ﴾.
-الأمر الثالث- أن العالم ينبغي له أن يتخطى بنظره حدود المظاهر والظواهر، ويتطلع قبل كل شيء إلى حكم الأشياء وأسرارها، ويتعرف على مقاصدها وأهدافها، ويلم بظروف النوازل وملابساتها، وبذلك يتحاشى إصدار الأحكام، التي لا تناسب المقام، وإلا أدى به الحال إلى الوقوع في الغلط، وارتكاب الشطط ﴿ قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ﴾.
-الأمر الرابع- أن المستزيد من العلم ينبغي له أن يتأنى ولا يستعجل من هو أعلم منه، فلا يلح عليه بكثرة السؤال لأن ذلك يؤدي به إلى المضايقة والإملال، ﴿ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ﴾.
﴿ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ﴾. روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يرحم الله موسى لوددنا أنه صبر، حتى يقص الله علينا من خبرهما ). وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة، ولو صبر لرأى العجب ). و " الذمامة " بفتح الذال هي الحياء والإشفاق من الذم واللوم، وبهذه التوجيهات والإرشادات يربينا الذكر الحكيم على السلوك القويم.
واستغرق وصف هذه القصة القسم الثاني من هذا الربع، والقسم الأول من الربع الآتي، وهذه القصة توحي بعدة أمور :
-الأمر الأول- أن الله رفع العلماء بعضهم فوق بعض درجات ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾ فلا ينبغي لأي عالم أن يعتقد أن عنده منتهى العلم، أو جميع أنواع العلم، وكما أنه سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، فإنه يفيض من علمه على شخص ما لا يفيضه على آخر، ولا ينبغي لأي عالم أن يقنع بما عنده من العلم دون أن يطلب المزيد دائما :﴿ وقل رب زدني علما ﴾، بل عليه أن ينتهز جميع الفرص والمناسبات، لتلقي أطيب النفحات ﴿ قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ﴾.
-الأمر الثاني- أن العالم بالرغم من كونه عالما لا بد له من أن يلتزم منتهى الأدب مع من هو أعلم منه، وأن لا يعترض على الطريقة التي يختارها معلمه لتعليمه :﴿ قال ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا، قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ﴾.
-الأمر الثالث- أن العالم ينبغي له أن يتخطى بنظره حدود المظاهر والظواهر، ويتطلع قبل كل شيء إلى حكم الأشياء وأسرارها، ويتعرف على مقاصدها وأهدافها، ويلم بظروف النوازل وملابساتها، وبذلك يتحاشى إصدار الأحكام، التي لا تناسب المقام، وإلا أدى به الحال إلى الوقوع في الغلط، وارتكاب الشطط ﴿ قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ﴾.
-الأمر الرابع- أن المستزيد من العلم ينبغي له أن يتأنى ولا يستعجل من هو أعلم منه، فلا يلح عليه بكثرة السؤال لأن ذلك يؤدي به إلى المضايقة والإملال، ﴿ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ﴾.
﴿ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ﴾. روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يرحم الله موسى لوددنا أنه صبر، حتى يقص الله علينا من خبرهما ). وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة، ولو صبر لرأى العجب ). و " الذمامة " بفتح الذال هي الحياء والإشفاق من الذم واللوم، وبهذه التوجيهات والإرشادات يربينا الذكر الحكيم على السلوك القويم.
واستغرق وصف هذه القصة القسم الثاني من هذا الربع، والقسم الأول من الربع الآتي، وهذه القصة توحي بعدة أمور :
-الأمر الأول- أن الله رفع العلماء بعضهم فوق بعض درجات ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾ فلا ينبغي لأي عالم أن يعتقد أن عنده منتهى العلم، أو جميع أنواع العلم، وكما أنه سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، فإنه يفيض من علمه على شخص ما لا يفيضه على آخر، ولا ينبغي لأي عالم أن يقنع بما عنده من العلم دون أن يطلب المزيد دائما :﴿ وقل رب زدني علما ﴾، بل عليه أن ينتهز جميع الفرص والمناسبات، لتلقي أطيب النفحات ﴿ قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ﴾.
-الأمر الثاني- أن العالم بالرغم من كونه عالما لا بد له من أن يلتزم منتهى الأدب مع من هو أعلم منه، وأن لا يعترض على الطريقة التي يختارها معلمه لتعليمه :﴿ قال ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا، قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ﴾.
-الأمر الثالث- أن العالم ينبغي له أن يتخطى بنظره حدود المظاهر والظواهر، ويتطلع قبل كل شيء إلى حكم الأشياء وأسرارها، ويتعرف على مقاصدها وأهدافها، ويلم بظروف النوازل وملابساتها، وبذلك يتحاشى إصدار الأحكام، التي لا تناسب المقام، وإلا أدى به الحال إلى الوقوع في الغلط، وارتكاب الشطط ﴿ قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ﴾.
-الأمر الرابع- أن المستزيد من العلم ينبغي له أن يتأنى ولا يستعجل من هو أعلم منه، فلا يلح عليه بكثرة السؤال لأن ذلك يؤدي به إلى المضايقة والإملال، ﴿ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ﴾.
﴿ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ﴾. روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يرحم الله موسى لوددنا أنه صبر، حتى يقص الله علينا من خبرهما ). وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة، ولو صبر لرأى العجب ). و " الذمامة " بفتح الذال هي الحياء والإشفاق من الذم واللوم، وبهذه التوجيهات والإرشادات يربينا الذكر الحكيم على السلوك القويم.
واستغرق وصف هذه القصة القسم الثاني من هذا الربع، والقسم الأول من الربع الآتي، وهذه القصة توحي بعدة أمور :
-الأمر الأول- أن الله رفع العلماء بعضهم فوق بعض درجات ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾ فلا ينبغي لأي عالم أن يعتقد أن عنده منتهى العلم، أو جميع أنواع العلم، وكما أنه سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، فإنه يفيض من علمه على شخص ما لا يفيضه على آخر، ولا ينبغي لأي عالم أن يقنع بما عنده من العلم دون أن يطلب المزيد دائما :﴿ وقل رب زدني علما ﴾، بل عليه أن ينتهز جميع الفرص والمناسبات، لتلقي أطيب النفحات ﴿ قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ﴾.
-الأمر الثاني- أن العالم بالرغم من كونه عالما لا بد له من أن يلتزم منتهى الأدب مع من هو أعلم منه، وأن لا يعترض على الطريقة التي يختارها معلمه لتعليمه :﴿ قال ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا، قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ﴾.
-الأمر الثالث- أن العالم ينبغي له أن يتخطى بنظره حدود المظاهر والظواهر، ويتطلع قبل كل شيء إلى حكم الأشياء وأسرارها، ويتعرف على مقاصدها وأهدافها، ويلم بظروف النوازل وملابساتها، وبذلك يتحاشى إصدار الأحكام، التي لا تناسب المقام، وإلا أدى به الحال إلى الوقوع في الغلط، وارتكاب الشطط ﴿ قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ﴾.
-الأمر الرابع- أن المستزيد من العلم ينبغي له أن يتأنى ولا يستعجل من هو أعلم منه، فلا يلح عليه بكثرة السؤال لأن ذلك يؤدي به إلى المضايقة والإملال، ﴿ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ﴾.
﴿ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ﴾. روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يرحم الله موسى لوددنا أنه صبر، حتى يقص الله علينا من خبرهما ). وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة، ولو صبر لرأى العجب ). و " الذمامة " بفتح الذال هي الحياء والإشفاق من الذم واللوم، وبهذه التوجيهات والإرشادات يربينا الذكر الحكيم على السلوك القويم.
واستغرق وصف هذه القصة القسم الثاني من هذا الربع، والقسم الأول من الربع الآتي، وهذه القصة توحي بعدة أمور :
-الأمر الأول- أن الله رفع العلماء بعضهم فوق بعض درجات ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾ فلا ينبغي لأي عالم أن يعتقد أن عنده منتهى العلم، أو جميع أنواع العلم، وكما أنه سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، فإنه يفيض من علمه على شخص ما لا يفيضه على آخر، ولا ينبغي لأي عالم أن يقنع بما عنده من العلم دون أن يطلب المزيد دائما :﴿ وقل رب زدني علما ﴾، بل عليه أن ينتهز جميع الفرص والمناسبات، لتلقي أطيب النفحات ﴿ قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ﴾.
-الأمر الثاني- أن العالم بالرغم من كونه عالما لا بد له من أن يلتزم منتهى الأدب مع من هو أعلم منه، وأن لا يعترض على الطريقة التي يختارها معلمه لتعليمه :﴿ قال ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا، قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ﴾.
-الأمر الثالث- أن العالم ينبغي له أن يتخطى بنظره حدود المظاهر والظواهر، ويتطلع قبل كل شيء إلى حكم الأشياء وأسرارها، ويتعرف على مقاصدها وأهدافها، ويلم بظروف النوازل وملابساتها، وبذلك يتحاشى إصدار الأحكام، التي لا تناسب المقام، وإلا أدى به الحال إلى الوقوع في الغلط، وارتكاب الشطط ﴿ قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ﴾.
-الأمر الرابع- أن المستزيد من العلم ينبغي له أن يتأنى ولا يستعجل من هو أعلم منه، فلا يلح عليه بكثرة السؤال لأن ذلك يؤدي به إلى المضايقة والإملال، ﴿ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ﴾.
﴿ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ﴾. روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يرحم الله موسى لوددنا أنه صبر، حتى يقص الله علينا من خبرهما ). وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة، ولو صبر لرأى العجب ). و " الذمامة " بفتح الذال هي الحياء والإشفاق من الذم واللوم، وبهذه التوجيهات والإرشادات يربينا الذكر الحكيم على السلوك القويم.
واستغرق وصف هذه القصة القسم الثاني من هذا الربع، والقسم الأول من الربع الآتي، وهذه القصة توحي بعدة أمور :
-الأمر الأول- أن الله رفع العلماء بعضهم فوق بعض درجات ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾ فلا ينبغي لأي عالم أن يعتقد أن عنده منتهى العلم، أو جميع أنواع العلم، وكما أنه سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، فإنه يفيض من علمه على شخص ما لا يفيضه على آخر، ولا ينبغي لأي عالم أن يقنع بما عنده من العلم دون أن يطلب المزيد دائما :﴿ وقل رب زدني علما ﴾، بل عليه أن ينتهز جميع الفرص والمناسبات، لتلقي أطيب النفحات ﴿ قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ﴾.
-الأمر الثاني- أن العالم بالرغم من كونه عالما لا بد له من أن يلتزم منتهى الأدب مع من هو أعلم منه، وأن لا يعترض على الطريقة التي يختارها معلمه لتعليمه :﴿ قال ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا، قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ﴾.
-الأمر الثالث- أن العالم ينبغي له أن يتخطى بنظره حدود المظاهر والظواهر، ويتطلع قبل كل شيء إلى حكم الأشياء وأسرارها، ويتعرف على مقاصدها وأهدافها، ويلم بظروف النوازل وملابساتها، وبذلك يتحاشى إصدار الأحكام، التي لا تناسب المقام، وإلا أدى به الحال إلى الوقوع في الغلط، وارتكاب الشطط ﴿ قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ﴾.
-الأمر الرابع- أن المستزيد من العلم ينبغي له أن يتأنى ولا يستعجل من هو أعلم منه، فلا يلح عليه بكثرة السؤال لأن ذلك يؤدي به إلى المضايقة والإملال، ﴿ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ﴾.
﴿ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ﴾. روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يرحم الله موسى لوددنا أنه صبر، حتى يقص الله علينا من خبرهما ). وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة، ولو صبر لرأى العجب ). و " الذمامة " بفتح الذال هي الحياء والإشفاق من الذم واللوم، وبهذه التوجيهات والإرشادات يربينا الذكر الحكيم على السلوك القويم.
في بداية هذا الربع يلقي كتاب الله الأضواء على معلم حكيم كان معاصرا لموسى عليه السلام، فعقد الرحلة إليه موسى ليلتقي عنه ما آتاه من العلم. ويكشف الله النقاب عن " تأويل " تصرفاته التي أثارت دهشة موسى حينا، واستنكاره حينا آخر.
( قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذراً )
ففيما يخص السفينة التي خرقها وقلع لوحا من ألواحها في غفلة عن أنظار ركابها أثناء ركوب موسى معه على ظهرها يقول :
﴿ أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً ﴾.
﴿ وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفراً فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحماً ﴾
﴿ وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفراً فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحماً ﴾
ثم يعقب على ذلك كله بما يدفع كل اعتراض على أعماله، أو انتقاد لتصرفاته فيقول :﴿ وما فعلته عن أمري ﴾، وهذا التعقيب يؤكد ما وصفه به كتاب الله في مطلع هذه القصة إذ قال تعالى في شأنه :﴿ فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ﴾.
إذن، فكل ما فعله إنما فعله يوحي من الله وعن أمره، ويحضر للذهن هنا قول إسماعيل الذبيح لأبيه إبراهيم الخليل فيما حكاه الله في قصته ﴿ يا أبت افعل ما تومر ﴾ [ الصافات : ١٠٢ ].
ومن لطائف التفسير المتناقل في هذه الآيات، ما نقله القرطبي من أنها كانت حجة على موسى لا له، ذلك أنه لما أنكر خرق السفينة نودي : يا موسى أين كان تدبيرك هذا وأنت في التابوت مطروحا في اليم ؟ إشارة إلى ما ورد في قوله تعالى :﴿ إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى، أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل ﴾، [ طه : ٣٨ ٣٩ ] وقوله تعالى :﴿ فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني ﴾ [ القصص : ٧ ].
ولما أنكر القضاء على الغلام نودي : يا موسى أين إنكار هذا من وكزك المصري وقضائك عليه ؟ إشارة إلى ما ورد في قوله تعالى :﴿ فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه ﴾ [ القصص : ١٥ ].
ولما أنكر ميل الجدار دون اقتضاء أجر نودي : يا موسى أين هذا من رفعك حجر البئر لما وردت ماء مدين وسقيك للبنتين دون أجر ؟ إشارة إلى ما ورد في قوله تعالى :﴿ ولما ورد ما مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان، قال ما خطبكما، قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير، فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير، فجاءت إحداهما تمشي على استحياء، قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ﴾ [ القصص : ٢٣ ٢٤ ٢٥ ].
ومن المفيد في هذا المقام القضاء على بعض الشبه والأوهام، ذلك أن الاعتراضات التي اعترض بها موسى على تصرفات صاحبه إنما لم يكن لها قبول، لأن تصرفات صاحبه صدرت على مقتضى ما أوحي إليه من عند الله، ولم تصدر منه عن رأيه الخاص ومحض هواه، ولذلك لم يعد عمله خروجا على شريعة موسى عليه السلام، وأقره موسى في النهاية على تأويله وفارقه بسلام، اقتناعا منه بقوله دفاعا عن نفسه :﴿ وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبراً ﴾ لكن في حالة ما إذا أكمل الله دينه وانقطع الوحي الإلهي بالمرة، وختمت الرسالة إلى الأبد، كما هو الحال بالنسبة للرسالة المحمدية التي هي خاتمة الرسالات، إذ لا نبي بعد نبينا ولا رسول، فإنه لا يقبل من أحد من المسلمين مهما كانت درجته في العلم والصلاح والولاية أي قول أو فعل مخالف لنصوص الوحي الثابتة في كتاب الله وسنة رسوله، فنصوص الشريعة حاكمة على ما سواها، ومهيمنة على ما عداها، وكل ما يصدر عن الناس من الأقوال والأفعال لا بد أن يوزن بميزانها، فما وافقها كان مقبولا، وما خالفها كان مرفوضا، ومن هنا كان كل ما يخرم قاعدة شرعية أو حكما شرعيا ليس بحق في نفسه، بل هو إما خيال أو وهم، وإما من إلقاء الشيطان، حسبما نص عليه الشاطبي في ( الموافقات )، قال تعالى :﴿ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ﴾ [ النساء : ٦٥ ].
والآن فلننظر إلى ما يتخلل هذه القصة من مغزى عميق، أو معنى دقيق، فقوله تعالى :﴿ وآتيناه من كل شيء سبباً ﴾ بعد قوله :﴿ إنا مكنا له في الأرض ﴾ إشارة إلى أن التمكين في الأرض، أي أرض كانت، واستقرار السلطان فيها، إنما يتم عند توافر الأسباب والعوامل الضرورية له، ويفهم من هذا أنه متى اختل سبب من تلك الأسباب أو عامل من تلك العوامل، وقع من الخلل بحسبه، وعلى قدر أهميته، وعلى رأس تلك الأسباب والعوامل : الإيمان بالله، وإقامة العدل بين الناس، ومقاومة الفساد وردع المفسدين، وهذه الأسباب والعوامل كلها توفرت في ذي القرنين، طبقا لما حكاه كتاب الله في قصته
والآن فلننتقل بعون الله إلى سورة الكهف المكية أيضا، وإنما عرفت هذه السورة باسم " سورة الكهف " أخذا من كلمة ﴿ الكهف ﴾ الواردة في الآيات التالية :﴿ أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم ﴾ – ﴿ إذ أوى الفتية إلى الكهف ﴾ – ﴿ فأووا إلى الكهف ﴾ – ﴿ تزاور عن كهفهم ﴾ – ﴿ ولبثوا في كهفهم ﴾ |الآيات : ٩، ١٠، ١٦، ١٧، ٢٥|.
وأصحاب الكهف الذين وردت قصتهم في مطلع هذه السورة هم مجموعة من الشباب الصالح اعتنقوا الإيمان بالله دينا، والاستقامة سلوكا، والثبات طريقا، وفارقوا الأهل والعشيرة في سبيل الحفاظ على عقيدتهم التي كانت عندهم أعز من كل عزيز، وأحسن وصف ورد في شأنهم هو قول الله تعالى في هذه السورة عنهم :﴿ إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى، وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا ﴾ |الآيتان : ١٣، ١٤|.
وقوله تعالى :﴿ حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ﴾ إشارة إلى ما تراءى لذي القرنين عند غروب الشمس كأنها تغرب في عين، وهذه العين ( حمئة ) داكنة اللون، لما تجمع حولها وأحاط بها من الطين والأعشاب، على غرار ما يتراءى لراكب السفينة في البحر، أو الواقف على شاطئه، من أن الشمس تغرب في الماء وراء الأفق، بينما هي في الحقيقة إنما تغيب عن مكان لتشرق على مكان آخر، وهي لا تفارق فلكها الخاص.
والآن فلننتقل بعون الله إلى سورة الكهف المكية أيضا، وإنما عرفت هذه السورة باسم " سورة الكهف " أخذا من كلمة ﴿ الكهف ﴾ الواردة في الآيات التالية :﴿ أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم ﴾ – ﴿ إذ أوى الفتية إلى الكهف ﴾ – ﴿ فأووا إلى الكهف ﴾ – ﴿ تزاور عن كهفهم ﴾ – ﴿ ولبثوا في كهفهم ﴾ |الآيات : ٩، ١٠، ١٦، ١٧، ٢٥|.
وأصحاب الكهف الذين وردت قصتهم في مطلع هذه السورة هم مجموعة من الشباب الصالح اعتنقوا الإيمان بالله دينا، والاستقامة سلوكا، والثبات طريقا، وفارقوا الأهل والعشيرة في سبيل الحفاظ على عقيدتهم التي كانت عندهم أعز من كل عزيز، وأحسن وصف ورد في شأنهم هو قول الله تعالى في هذه السورة عنهم :﴿ إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى، وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا ﴾ |الآيتان : ١٣، ١٤|.
( قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردماً )
ثم عقب ذو القرنين على إقامة السد بما يفيد أنه لا بد ان يأتي وقت يدك فيه السد دكا، إشارة إلى قيام الساعة، عندما تخرج الأرض أثقالها وتبدل الأرض غير الأرض والسماوات فقال فيما حكى عنه كتاب الله :﴿ فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقاً ﴾.
في حصة هذا اليوم نتناول الربع الثاني من الحزب الواحد والثلاثين في المصحف الكريم، وبداية هذا الربع قوله تعالى في سورة الكهف المكية :﴿ أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ﴾ ونهايته قوله تعالى في سورة مريم المكية أيضا ﴿ قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضياً ﴾.
تواجهنا في القسم الأول من هذا الربع خاتمة سورة الكهف، وفي هذه الخاتمة يستنكر كتاب الله من جديد موقف المشركين الذي يتخذون من عباده أولياء، يوالونهم ويعبدونهم من دون الله، فيجعلونهم محل الخوف والرجاء، ويعتقدون أن بيدهم المنع والعطاء، ناسين أن العابد والمعبود في هذه الحالة سيان، إذ في العجز والضعف، والافتقار إلى الله خالق الخلق ورازقهم، لا يفترق إنسان عن إنسان، وإقبال العاجز الفقير على عبادة عاجز فقير مثله نوع من خور الرأي، وضرب من العبودية والهون ﴿ أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ﴾ ؟.
وتحدث كتاب الله عن العالمين الذين يتقبل الله أعمالهم، والعالمين الذين يحبط أعمالهم فلا يقيم لها أي وزن، منبها إلى أن نعمة القبول إنما يحظى بها الذين " أمنوا وعملوا الصالحات " فلا بد من أن يكون الإيمان بالله واليوم الآخر هو الحافز إلى العمل والدافع إليه، ولا بد من أن يكون العمل صالحا في نفسه، بحيث تتحقق به مصلحة، يؤدي إلى صلاح، أما الأعمال التي لا تنبثق عن الإيمان بالله، أو تؤدي إلى الفساد في الأرض، دون أن يتحقق بها أي خير أو صلاح فلا عبرة بها، ولا قيمة لها يوم الحساب، ولا يشفع في عمل الكافر أن يكون ظاهره خيرا ومصلحة، لأنه فاقد لروح العمل، التي هي الإيمان بالله وبلقائه، ونية التقرب إليه بالعمل، والثقة بحسن جزائه.
في حصة هذا اليوم نتناول الربع الثاني من الحزب الواحد والثلاثين في المصحف الكريم، وبداية هذا الربع قوله تعالى في سورة الكهف المكية :﴿ أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ﴾ ونهايته قوله تعالى في سورة مريم المكية أيضا ﴿ قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضياً ﴾.
تواجهنا في القسم الأول من هذا الربع خاتمة سورة الكهف، وفي هذه الخاتمة يستنكر كتاب الله من جديد موقف المشركين الذي يتخذون من عباده أولياء، يوالونهم ويعبدونهم من دون الله، فيجعلونهم محل الخوف والرجاء، ويعتقدون أن بيدهم المنع والعطاء، ناسين أن العابد والمعبود في هذه الحالة سيان، إذ في العجز والضعف، والافتقار إلى الله خالق الخلق ورازقهم، لا يفترق إنسان عن إنسان، وإقبال العاجز الفقير على عبادة عاجز فقير مثله نوع من خور الرأي، وضرب من العبودية والهون ﴿ أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ﴾ ؟.
وتحدث كتاب الله عن العالمين الذين يتقبل الله أعمالهم، والعالمين الذين يحبط أعمالهم فلا يقيم لها أي وزن، منبها إلى أن نعمة القبول إنما يحظى بها الذين " أمنوا وعملوا الصالحات " فلا بد من أن يكون الإيمان بالله واليوم الآخر هو الحافز إلى العمل والدافع إليه، ولا بد من أن يكون العمل صالحا في نفسه، بحيث تتحقق به مصلحة، يؤدي إلى صلاح، أما الأعمال التي لا تنبثق عن الإيمان بالله، أو تؤدي إلى الفساد في الأرض، دون أن يتحقق بها أي خير أو صلاح فلا عبرة بها، ولا قيمة لها يوم الحساب، ولا يشفع في عمل الكافر أن يكون ظاهره خيرا ومصلحة، لأنه فاقد لروح العمل، التي هي الإيمان بالله وبلقائه، ونية التقرب إليه بالعمل، والثقة بحسن جزائه.
وإلى الأخسرين أعملا يشير قوله هنا :﴿ قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً ﴾.
في حصة هذا اليوم نتناول الربع الثاني من الحزب الواحد والثلاثين في المصحف الكريم، وبداية هذا الربع قوله تعالى في سورة الكهف المكية :﴿ أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ﴾ ونهايته قوله تعالى في سورة مريم المكية أيضا ﴿ قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضياً ﴾.
تواجهنا في القسم الأول من هذا الربع خاتمة سورة الكهف، وفي هذه الخاتمة يستنكر كتاب الله من جديد موقف المشركين الذي يتخذون من عباده أولياء، يوالونهم ويعبدونهم من دون الله، فيجعلونهم محل الخوف والرجاء، ويعتقدون أن بيدهم المنع والعطاء، ناسين أن العابد والمعبود في هذه الحالة سيان، إذ في العجز والضعف، والافتقار إلى الله خالق الخلق ورازقهم، لا يفترق إنسان عن إنسان، وإقبال العاجز الفقير على عبادة عاجز فقير مثله نوع من خور الرأي، وضرب من العبودية والهون ﴿ أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ﴾ ؟.
وتحدث كتاب الله عن العالمين الذين يتقبل الله أعمالهم، والعالمين الذين يحبط أعمالهم فلا يقيم لها أي وزن، منبها إلى أن نعمة القبول إنما يحظى بها الذين " أمنوا وعملوا الصالحات " فلا بد من أن يكون الإيمان بالله واليوم الآخر هو الحافز إلى العمل والدافع إليه، ولا بد من أن يكون العمل صالحا في نفسه، بحيث تتحقق به مصلحة، يؤدي إلى صلاح، أما الأعمال التي لا تنبثق عن الإيمان بالله، أو تؤدي إلى الفساد في الأرض، دون أن يتحقق بها أي خير أو صلاح فلا عبرة بها، ولا قيمة لها يوم الحساب، ولا يشفع في عمل الكافر أن يكون ظاهره خيرا ومصلحة، لأنه فاقد لروح العمل، التي هي الإيمان بالله وبلقائه، ونية التقرب إليه بالعمل، والثقة بحسن جزائه.
ثم فسر معنى الأخسرين أعمالا فقال :﴿ الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ﴾ أي عملوا أعمالا على غير هدى، ظانين أنهم على شيء، وأن أعمالهم منظور إليها بعين الرضا والقبول
في حصة هذا اليوم نتناول الربع الثاني من الحزب الواحد والثلاثين في المصحف الكريم، وبداية هذا الربع قوله تعالى في سورة الكهف المكية :﴿ أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ﴾ ونهايته قوله تعالى في سورة مريم المكية أيضا ﴿ قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضياً ﴾.
تواجهنا في القسم الأول من هذا الربع خاتمة سورة الكهف، وفي هذه الخاتمة يستنكر كتاب الله من جديد موقف المشركين الذي يتخذون من عباده أولياء، يوالونهم ويعبدونهم من دون الله، فيجعلونهم محل الخوف والرجاء، ويعتقدون أن بيدهم المنع والعطاء، ناسين أن العابد والمعبود في هذه الحالة سيان، إذ في العجز والضعف، والافتقار إلى الله خالق الخلق ورازقهم، لا يفترق إنسان عن إنسان، وإقبال العاجز الفقير على عبادة عاجز فقير مثله نوع من خور الرأي، وضرب من العبودية والهون ﴿ أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ﴾ ؟.
وتحدث كتاب الله عن العالمين الذين يتقبل الله أعمالهم، والعالمين الذين يحبط أعمالهم فلا يقيم لها أي وزن، منبها إلى أن نعمة القبول إنما يحظى بها الذين " أمنوا وعملوا الصالحات " فلا بد من أن يكون الإيمان بالله واليوم الآخر هو الحافز إلى العمل والدافع إليه، ولا بد من أن يكون العمل صالحا في نفسه، بحيث تتحقق به مصلحة، يؤدي إلى صلاح، أما الأعمال التي لا تنبثق عن الإيمان بالله، أو تؤدي إلى الفساد في الأرض، دون أن يتحقق بها أي خير أو صلاح فلا عبرة بها، ولا قيمة لها يوم الحساب، ولا يشفع في عمل الكافر أن يكون ظاهره خيرا ومصلحة، لأنه فاقد لروح العمل، التي هي الإيمان بالله وبلقائه، ونية التقرب إليه بالعمل، والثقة بحسن جزائه.
﴿ أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً ﴾ أي فلا وزن لهم عندنا يومئذ ولا اعتبار
وكما نص كتاب الله في هذه الآية على إحباط أعمال الكافرين، لأنها مجرد أشباح، فاقدة لروح الإيمان بالله، وخالية من نية التقرب إليه، فقد نص على نفس المعنى في قوله تعالى :﴿ والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمئان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ﴾ [ النور : ٣٩ ]، وقوله تعالى :﴿ وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ﴾ [ الفرقان : ٢٣ ].
في حصة هذا اليوم نتناول الربع الثاني من الحزب الواحد والثلاثين في المصحف الكريم، وبداية هذا الربع قوله تعالى في سورة الكهف المكية :﴿ أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ﴾ ونهايته قوله تعالى في سورة مريم المكية أيضا ﴿ قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضياً ﴾.
تواجهنا في القسم الأول من هذا الربع خاتمة سورة الكهف، وفي هذه الخاتمة يستنكر كتاب الله من جديد موقف المشركين الذي يتخذون من عباده أولياء، يوالونهم ويعبدونهم من دون الله، فيجعلونهم محل الخوف والرجاء، ويعتقدون أن بيدهم المنع والعطاء، ناسين أن العابد والمعبود في هذه الحالة سيان، إذ في العجز والضعف، والافتقار إلى الله خالق الخلق ورازقهم، لا يفترق إنسان عن إنسان، وإقبال العاجز الفقير على عبادة عاجز فقير مثله نوع من خور الرأي، وضرب من العبودية والهون ﴿ أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ﴾ ؟.
وتحدث كتاب الله عن العالمين الذين يتقبل الله أعمالهم، والعالمين الذين يحبط أعمالهم فلا يقيم لها أي وزن، منبها إلى أن نعمة القبول إنما يحظى بها الذين " أمنوا وعملوا الصالحات " فلا بد من أن يكون الإيمان بالله واليوم الآخر هو الحافز إلى العمل والدافع إليه، ولا بد من أن يكون العمل صالحا في نفسه، بحيث تتحقق به مصلحة، يؤدي إلى صلاح، أما الأعمال التي لا تنبثق عن الإيمان بالله، أو تؤدي إلى الفساد في الأرض، دون أن يتحقق بها أي خير أو صلاح فلا عبرة بها، ولا قيمة لها يوم الحساب، ولا يشفع في عمل الكافر أن يكون ظاهره خيرا ومصلحة، لأنه فاقد لروح العمل، التي هي الإيمان بالله وبلقائه، ونية التقرب إليه بالعمل، والثقة بحسن جزائه.
أما الفائزون الذين لم يضل سعيهم في الحياة الدنيا، وتقبل الله أعمالهم في الآخرة، فجازاهم عنها الجزاء الاوفى، فيشير إليهم قوله تعالى هنا :﴿ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً ﴾
وكما استعمل كتاب الله في الحديث عن مصير السعداء المقبول علمهم كلمة ( نزلا ) فقال :﴿ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً ﴾، إلا أن نزلاء الفردوس لا يبغون عن نزلهم حولا ولا بدلا، بينما نزلاء جهنم لو وجدوا السبيل لمفارقتها لما استقروا بها لحظة واحدة، فضلا عن أن يتخذوها نزلا ﴿ ساءت مستقرا ومقاما ﴾.
﴿ خالدين فيها لا يبغون عنها حولاً ﴾ أي مقيمين فيها باستمرار لا يتحولون عنها، ولا يبغون بها بديلا، لأنها الغايات في السعادة والنعيم ﴿ حسنت مستقرا ومقاما ﴾.
في حصة هذا اليوم نتناول الربع الثاني من الحزب الواحد والثلاثين في المصحف الكريم، وبداية هذا الربع قوله تعالى في سورة الكهف المكية :﴿ أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ﴾ ونهايته قوله تعالى في سورة مريم المكية أيضا ﴿ قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضياً ﴾.
تواجهنا في القسم الأول من هذا الربع خاتمة سورة الكهف، وفي هذه الخاتمة يستنكر كتاب الله من جديد موقف المشركين الذي يتخذون من عباده أولياء، يوالونهم ويعبدونهم من دون الله، فيجعلونهم محل الخوف والرجاء، ويعتقدون أن بيدهم المنع والعطاء، ناسين أن العابد والمعبود في هذه الحالة سيان، إذ في العجز والضعف، والافتقار إلى الله خالق الخلق ورازقهم، لا يفترق إنسان عن إنسان، وإقبال العاجز الفقير على عبادة عاجز فقير مثله نوع من خور الرأي، وضرب من العبودية والهون ﴿ أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ﴾ ؟.
وتحدث كتاب الله عن العالمين الذين يتقبل الله أعمالهم، والعالمين الذين يحبط أعمالهم فلا يقيم لها أي وزن، منبها إلى أن نعمة القبول إنما يحظى بها الذين " أمنوا وعملوا الصالحات " فلا بد من أن يكون الإيمان بالله واليوم الآخر هو الحافز إلى العمل والدافع إليه، ولا بد من أن يكون العمل صالحا في نفسه، بحيث تتحقق به مصلحة، يؤدي إلى صلاح، أما الأعمال التي لا تنبثق عن الإيمان بالله، أو تؤدي إلى الفساد في الأرض، دون أن يتحقق بها أي خير أو صلاح فلا عبرة بها، ولا قيمة لها يوم الحساب، ولا يشفع في عمل الكافر أن يكون ظاهره خيرا ومصلحة، لأنه فاقد لروح العمل، التي هي الإيمان بالله وبلقائه، ونية التقرب إليه بالعمل، والثقة بحسن جزائه.
أما الفائزون الذين لم يضل سعيهم في الحياة الدنيا، وتقبل الله أعمالهم في الآخرة، فجازاهم عنها الجزاء الاوفى، فيشير إليهم قوله تعالى هنا :﴿ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً ﴾
وكما استعمل كتاب الله في الحديث عن مصير السعداء المقبول علمهم كلمة ( نزلا ) فقال :﴿ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً ﴾، إلا أن نزلاء الفردوس لا يبغون عن نزلهم حولا ولا بدلا، بينما نزلاء جهنم لو وجدوا السبيل لمفارقتها لما استقروا بها لحظة واحدة، فضلا عن أن يتخذوها نزلا ﴿ ساءت مستقرا ومقاما ﴾.
﴿ خالدين فيها لا يبغون عنها حولاً ﴾ أي مقيمين فيها باستمرار لا يتحولون عنها، ولا يبغون بها بديلا، لأنها الغايات في السعادة والنعيم ﴿ حسنت مستقرا ومقاما ﴾.
وكما نوهت سورة الكهف في مطلعها بالمؤمنين الذين يعلمون الصالحات وزفت إليهم البشرى فقال تعالى :﴿ ويبشر المؤمنين الذين يعلمون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ﴾ [ الآية : ٢ ]، أكدت في ختامها بصورة قاطعة أهمية الإيمان بالله والعمل الصالح، مبينة أن ذلك هو الوسيلة الوحيدة إلى الله، لمن ابتغى قبوله ورضاه ﴿ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ﴾.