ﰡ
قوله: عَنْها حِوَلًا [١٠٨] : تحوّلا.
ومن سورة مريم
قوله: ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا [١] الذكر مرفوع بكهيعص. وإن شئت أضمرت:
هَذَا ذكر رحمة ربِّك. والمعنى ذكر ربك عبده برحمته فهو تقديم وتأخير. (زَكَرِيَّا) فِي موضع نصب.
وقوله: وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا [٤] يقول: لَمْ أشق بدعائك، أجبتني إذ دعوتك.
وقوله: الْمَوالِيَ [٥] هم بنو (عم «١» الرجل) وورثته والَولِيّ وَالْمَوْلَى «٢» فِي كلام العرب واحد «٣» وَفِي قراءة عبد الله (إِنَّما مَوْلاكُمُ اللهُ «٤» ورَسُولُهُ) مكان (وَلِيُّكُمُ) وذكر فِي خَفَّتِ «٥» الموالي أَنَّهُ قلَّت، ذُكِرَ عن عثمان (بن عفان «٦» ).
وقوله ١٠٨ ب: يرثنى [٦] تقرأ جزمًا ورفعًا: قرأها يَحْيَى «٧» بن وثاب جزما والجزم الوجه لأن
(٢) ا: «الموالي».
(٣) وهو هنا ابن العم. [.....]
(٤) الآية ٥٥ سورة المائدة.
(٥) كذا. وكأن الأصل: «ذكر فى خفت خفت» والمراد أن هذه الصيغة «خفت» من الخفة رويت عن عثمان رضى الله عنه.
(٦) ا: «رحمه الله».
(٧) وهى قراءة أبى عمرو والكسائي وافقهما اليزيدي والشنبوذى. وقرأ الباقون بالرفع.
ومثله (ردءا «١» يصدّقنى) و (يُصَدِّقْنِي).
وإذا أوقعت الأمر عَلَى نكرة: بعدها فعل فِي أوّله الياء والتاء والنون والألف «٢» كَانَ فِيهِ وجهان: الجزمُ عَلَى الجزاء والشرط، والرفع عَلَى أَنَّهُ صلة للنكرة بِمنزلة الَّذِي، كقول القائل: أعِرْنِي دابَّة أركبها، وإن شئت أركبُها: وكذلك (أَنْزِلْ «٣» عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا) ولو قَالَ (تَكُنْ «٤» لَنَا) كَانَ صوابًا. فإذا كَانَ الفعلُ الَّذِي بعد النكرة لَيْسَ للأوّل ولا يصلح فِيهِ إضمار الْهَاء إن كَانَ الفعل واقعًا عَلَى الرجل فليس إلا الجزم كقولك: هَبْ لي ثوبًا أَتَجَمّل «٥» مع الناس لا يكون (أَتجمَّل) إِلَّا جَزْمًا لأن الْهَاء لا تصلح فِي أتجمل. وتقول: أَعِرْنِي دابَّة أركب يا هذا لأنك تقول أركبها فتضمر الْهَاء فيصلح ذَلِكَ.
وقوله: لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا [٧] لَمْ يسم أحد بيحيى قبل يَحْيَى بن زكريّا.
وقوله: مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا «٦» و (عِتِيًّا) «٧» وقرأ ابن عباس (عُسِيًّا) وأنت قائل للشيخ إذا كبر، قد عَتَا وعسا كما يُقال للعود إذا يَبِس.
وقوله: قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ [٩] أي خَلْقُه عَليّ هَيِّن.
وقوله: آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ [١٠] (أن) فِي موضع رفع أي آيتك هَذَا.
و (تُكَلِّمَ) منصوبة بأن ولو رُفعت (كما قَالَ «٨» : أَفَلا يرون إن لا يرجع إليهم قولا:) كان صوابا.)
(٢) ا: «الأول» والألف أول حروف الهجاء.
(٣) الآية ١١٤ سورة المائدة.
(٤) ورد الجزم عن المطوعى أحد رواة الأعمش فى القراءات الشاذة.
(٥) فى ش: «أتجمل به» ولو كان كذلك لصح الرفع لوجود الرابط.
(٦) كسر العين لحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وافقهم الأعمش، والضم للباقين.
(٧) كسر العين لحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وافقهم الأعمش، والضم للباقين.
(٨) فى ابدل ما بين القوسين: «تكلم كان صوابا كما قال: افلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا».
قوله (يُرِيدُ اللَّهُ «٢» أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا) لأن الْهَاء لا تصلح فِي (أن) فقس على هذين.
وقوله (ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا) يُقال: من غير خَرَس.
وقوله وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا [١٣] الحنان: الرحمة (ونصب «٣» حَنَانًا أي) وفعلنا ذَلِكَ رحمةً لأبويه «٤» (وَزَكاةً) يقول: وصلاحًا. ويُقال: وتزكية لهما.
وقوله: إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا
[١٦] يقال «٥» : فِي مَشْرُقَة «٦» دارِ أهلها. والعربُ تَقُولُ: هُوَ مني نَبْذَة «٧» ونُبْذَة.
وقوله. فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً
[١٧] كانت إذا أتاها الحيض ضربت حِجابَا.
وقوله «٨» : فَأَوْحى إِلَيْهِمْ [١١] أي أشار إليهم. والعربُ تَقُولُ: أوحى إليّ ووَحَى وأومأ إليّ وَوَمَى بِمعنى واحد، ووَحَى يحى و (ومِي يَمِي) «٩» وإنه ليحي إلى وَحْيا ما أعرفه.
وقوله: لِأَهَبَ لَكِ
[١٩] الْهِبَة من الله، حكاها جبريل لَهَا، كأنه هُوَ الواهب. وَذَلِكَ كَثِير فِي القرآن خاصة. وَفِي قراءة «١٠» عبد الله (لِيَهَبَ لَكِ) والمعنى: ليهب الله لك. وأما تفسير
(٢) الآية ١٧٦ سورة آل عمران. [.....]
(٣) سقط ما بين القوسين في ا.
(٤) ا: «لأبويك».
(٥) ا: «يقول».
(٦) المشرقة- مثلثة الراء-: موضع القعود فى الشمس بالشتاء.
(٧) أي فى ناحية.
(٨) هذا فى الآية ١١، فهو مذكور فى غير مكانه.
(٩) هما فى الأصل: ومأ يمأ دخلهما التخفيف.
(١٠) هى قراءة أبى عمرو ويعقوب. وفى بعض الروايات عن نافع.
فإنه كقولك أرسَلني بالقول لأهب لك فكأنه قال: قَالَ: ذا لأهب لك والفعل لله تعالى.
وقوله وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا [٢٠] البغيّ: الفاجرة.
وقوله: هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ [٢١] خلقه علىّ هيّن.
وقوله: مَكاناً قَصِيًّا [٢٢] (قاصيًا) بِمعنى واحد. أنشدني بعضهم.
لَتقعُدِنَّ مَقعدَ الْقَصِيِّ | مِنِّي ذي القاذُورة الْمَقْلِيّ «١» |
وتَميم تَقُولُ: شرّ ما أشاءك إلى مُخّة عرقوب.
وقوله (وَكُنْتُ نَسْياً) ١٠٩ أصحاب عبد الله قرءوا «٧» نسيا) بفتح «٨» النون. وسائر العرب تكسر النون وهما لغتان مثل الجسر والجسر والحجر والْحَجْر والْحِجْر والوَتْر والوِتْر. والنِّسْي: ما تلقيه المرأة
(٢) ا: «منه».
(٣) الآية ٩٦ سورة الكهف.
(٤) سقط الواو فى ا.
(٥) ا: «القراءة».
(٦) فى اللسان عن الأصمعى: «وذلك أن العرقوب لامخ فيه، وإنما يحوج إليه من لا يقدر على شىء». [.....]
(٧) ش: «يقولون».
(٨) الفتح قراءة حفص وحمزة. والكسر قراءة الباقين.
بِمنزلة قولك: حِجْرًا محجورًا: حرامًا محرمًا، نسيًا منسيًا. والعربُ تَقُولُ: نسيته نِسْيَانًا، ونسيا، أنشدني بعضهم:
من طاعة الربّ وعَصْي الشيطان
يريد: وعصيان الشيطان «٣». وكذلك أتيته إتيانًا وأتْيًا. قَالَ الشاعر:
أَتْيُ الفواحش فيهم معروفة | ويرون فعل المكرُمات حَرَامَا «٤» |
وقوله: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ [٢٥] العربُ تَقُولُ: هَزّ بِهِ وهزَّه، وخذ الْخِطَام وخذ بالخطام، وتعلق زيدًا وتعلق بزيد، وخُذْ برأسه وخذ رأسه، وامدد بالحبل (وامدد الحبل «٦» ) قال الله (فَلْيَمْدُدْ «٧» بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ) معناه: فليمدد سببا (إلى السّماء) وكذلك فِي قوله (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ) لو كانت: وهُزّي جذع النخلة كَانَ صوابًا.
(٢) بعده فى ش: «والنسى مثله» ولا حاجة إليه.
(٣) سقط فى ا.
(٤) «معروفة» جاء تأنيثها وهى خبر عن (أتى» لاكتسابه التأنيث من إضافته إلى «الفواحش».
(٥) القراءة الأولى بكسر الميم من (من) لنافع وحفص وحمزة والكسائي وأبى جعفر وروح وخلف وافقهم الحسن والأعمش. والقراءة بالفتح للباقين.
(٦) الخطام: ما يوضع فى أنف البعير ليقتاد به.
(٧) الآية ١٥ سورة الحج.
وقوله (جَنِيًّا) الْجَنِيِّ والْمَجْنِيّ واحد وهو مفعول بِهِ.
وقوله: وَقَرِّي عَيْناً [٢٦] جاء فِي التفسير: طِيبي نَفسًا. وإنما نصبت الْعَين لأن الفعل كَانَ لَهَا، فصيرته للمرأة. معناهُ: لتقرر عينك، فإذا حول الفعل عَن صاحبه إلى ما قبله نصب صاحب الفعل عَلَى التفسير. ومثله (فَإِنْ طِبْنَ «٥» لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً) وإِنَّما معناه: فإن طابت أنفسهن لكم، وَضَاقَ بِهِ ذرعًا وضقت بِهِ ذَرْعًا، وسؤت بِهِ ظَنًّا إنَّما (معناهُ «٦» : ساء به ظنّي) وكذلك مررت برجل حسنٍ وجهًا إنما كَانَ «٧» معناه: حسن وجهه، فحولت فعل الوجه إلى الرجل فصار الوجه مفسرًا.
فابن عَلَى ذا ما شئت. وقوله: (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً) أي صمتًا.
وقوله: لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا [٢٧] الْفِريّ: الأمر العظيم. والعربُ تَقُولُ: يَفْرِي الْفَرِيّ إذا هُوَ أجادَ العمل أو السَّقْيَ ففضل الناس قيل هذا فيه. وقال الراجز «٨».
(٤) سقط ما بين القوسين فى ا.
(٥) الآية ٤ سورة النساء.
(٦) فى ش: «إنما هو ساء به ظنا» وقد يكون الأصل: «ظنه» فى مكان «ظنه» ليستقيم الكلام.
(٧) سقط فى ش. [.....]
(٨) فى اللسان عن الفراء أنه زرارة بن صعب يخاطب العامرية.
أي قد كنت تأكلينه أكلًا كثيرا «٢».
وقوله: يا أُخْتَ هارُونَ [٢٨] كَانَ لَهَا أخ يُقالُ لَهُ هَارونَ من خيار بني إسرائيل ولم يكن من أبويها فقيل: يا أخت هارون فِي صلاحه. أي إن أخاك صالح وأبواك أبواك كالتغيير لَها. أي أهل بيتك صالِحون وقد أتيتِ أمرا عظيما.
وقوله: فَأَشارَتْ إِلَيْهِ [٢٩] إلى ابنها. ويُقال إن المهد حِجْرهَا وحَجْرها. ويُقال: سَريره والحِجْر أجود «٣».
وقوله: وَجَعَلَنِي مُبارَكاً [٣١] يتعلم منى حيثما كنت.
وقوله جَبَّاراً [٣٢] الجبَّار: الَّذِي يقتل عَلى الغضب، ويضرب عَلَى الغضب.
وقوله وَبَرًّا بِوالِدَتِي نصبته عَلَى وجعلني نبيًّا وجعلني بَرًّا. مُتبع للنبي كقوله (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً «٤» ) ثم قال (وَدانِيَةً «٥» عَلَيْهِمْ ظِلالُها) (دانية) مردودة على (مُتَّكِئِينَ «٦» فِيها) كما أن البر مردودة عَلَى قوله (نَبِيًّا).
وقوله: وَالسَّلامُ عَلَيَّ [٣٣] جاء فِي التفسير السَّلامة علَيّ.
وقوله: قَوْلَ الْحَقِّ [٣٤] فِي قراءة عبد الله (قَالُ اللهِ الحقّ) والقول والقال فى معنى واحد.
قد أطعمتنى دقلا حوليا... مسوسا مدودا حجريا
قد كنت تفرين به الفريا
والحولي: الذي أتى عليه حول أي عام. والدقل: نوع من التمر ردىء. والحجر منسوب إلى حجر وهى قصبة اليمامة.
(٢) ا: «شديدا» وفى اللسان عقب إيراد الرجز: «أي كنت تكثرين فيه القول وتعظيمينه».
(٣) أي فى اللغة.
(٤) الآية ١٢ سورة الإنسان.
(٥) فى الآية ١٤.
(٦) فى الآية ١٣.
وقد قرأت القراء بالنصب «٤» (قَوْلَ الْحَقِّ) وهو كَثِير يريدون بِهِ: حقًّا. وإن نصبت القول وهو فِي النيَّة من نعت عيسى كَانَ صَوَابًا، كأنك قلت: هَذَا عبد الله أخاهُ بعينه. والعربُ تنصب «٥» الاسم المعرفة فِي هَذَا وَذَلِكَ وأخواتهما. فيقولون: هَذَا عبدُ الله الأسد عاديًا «٦» كما يقولون:
أسدًا عاديًا.
وقوله: مَا كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ [٣٥] (أن) فِي موضع رفع.
وقوله: وَإِنَّ اللَّهَ [٣٦] تقرأ (وَأَنَّ «٧» اللَّهَ) فمن فتح أراد: ذَلِكَ أنّ الله ربي وربكم. وتكون رفعًا وتكون (فِي تأويل «٨» ) خفض عَلَى: ولأن الله كما قَالَ (ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ «٩» مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ) ولو فتحت (أنّ) على قوله (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ. (وأن الله) كَانَ وجهًا. وَفِي قراءة أُبَيّ (إن الله ربي وربكم) بغير واو فهذا دليل على أنها مكسورة.
وقوله: وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ [٤١] اقصص قِصَة إِبْرَاهِيم: اتْلُ عليهم. وكذلك قوله فيمن ذكر من الأنبياء (أي) «١٠» اقصُصْ عليهم قصصهم.
(٢) الآية ١٦ سورة الأحقاف.
(٣) الآية ١٠٩ سورة يوسف.
(٤) النصب قراءة ابن عامر وعاصم ويعقوب وافقهم الحسن والشنبوذى والباقون قرءوا بالرفع.
(٥) هذا النصب عند الكوفيين على التقريب، وهو عندهم من العوامل. وانظر ص ١٢ من الجزء الأول.
(٦) ا: «غاديا».
(٧) الفتح لنافع وابن كثير وأبى عمرو وأبى جعفر ورويس وافقهم ابن محيصن واليزيدي. والكسر للباقين. [.....]
(٨) ا: «بتأويل».
(٩) الآية ١٣١ سورة الأنعام.
(١٠) سقط فى ا.
وقوله: لَأَرْجُمَنَّكَ [٤٦] لأسبّنّك.
وقوله: (وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا) طويلًا يُقال كنت عنده مَلْوةً من دهر ومُلْوةً ومِلْوةً ومُلَاوَةً من دهر وهذيل تَقُولُ: مِلاوة، وبعض العرب مَلاوة. وكله من الطول.
وقوله: كانَ بِي حَفِيًّا [٤٧] : كَانَ بي عالِمًا لطيفًا يُجيبُ دعائي إذا دعوته.
وقوله: عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا [٤٨] يقول: إن دعوته لَمْ أَشْقَ بِهِ.
وقوله: وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا [٥٠] : ثناء حسنا فى كلّ الأديان. حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرو بن أبي المقدام عَن الحكم بن عُتيبة عَن مُجاهد فِي قوله (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ «٢» صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) قَالَ: ثناء حَسَنًا.
وقوله: وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ [٥٢] (من «٣» الجبل) لَيْسَ للطور يمين ولا شِمال، إنَّما هُوَ الجانب الَّذِي يلي يمينك كما تقول: عن يمين القبلة وعن شمالها.
وقوله (وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا) (اسم لَيْسَ بِمصدر «٤» ولكنه) كقولك: مُجالس وجَليس. والنجيّ وَالنَّجْوَى قد يكونان اسمًا ومصدرًا.
وقوله: وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا [٥٥] ولو أتت: مرضَوّا كَانَ صَوَابًا لأن أصلها
(٢) الآية ٨٤ سورة الشعراء.
(٣ و ٤) سقط فى ا.
وقوله: وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا [٥٧] ذُكِرَ أن إدريس كَانَ حُبِّبَ إلى ملك الموت حَتَّى استأذنَ ربَّهُ فِي خُلّته. فسأل إدريس ملك الموت أن يريه النار فاستأذنَ ربه فأراها إياهُ ثُمَّ (استأذنَ «٢» ربَّه) فِي الجنّة فأراها إيّاه فدخلها. فقال له ملك الموت: اخرج فقال: والله لا أخرج منها أبدًا لأن الله قَالَ (وَإِنْ «٣» مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) فقد وردتها يعني النار وقال (وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ «٤» ) فلستُ بِخارج منها إلا بإذنه. فقال الله: بإذني دخلها فدعه. فذلك قوله (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا).
وقوله: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خلف: الخلف يُذهَب بِهِ إلى الذم. والخَلَف الصالِح. وقد يكون فى الرديء خلف وَفِي الصالِح خَلْف لأنهم قد يذهبون بالخلف إلى القرن بعد القرن.
وقوله: جَنَّاتِ عَدْنٍ [٦١] نَصْب. ولو رفعت عَلى الاستئناف كَانَ صوابًا.
وقوله (إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا) ولم يقل: آتيا. وكل ما أتاك فأنت تأتيه ألا ترى أنك تَقُولُ أتيت عَلَى خمسين سنة وأتت عَليّ خمسون سنة. وكل ذَلِكَ صواب.
وقوله: وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا [٦٢] ليس هنالك بكرة ولا عشي، ولكنهم يُؤتَون بالرزق عَلَى مقادير من «٥» الْغُدُوّ والعشيّ فِي الدُّنْيَا.
وقوله: وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ [٦٤] يعني الملائكة وقوله: لَهُ (مَا بَيْنَ أَيْدِينا) من أمر الدنيا (وَما خَلْفَنا) من أمر الآخرة (وَما بَيْنَ ذلِكَ) يُقال ما بين النفختين، وبينهما أربعون سنة.
(٢) ا: «استأذنه».
(٣) الآية ٧١ سورة مريم.
(٤) الآية ٤٨ سورة الحجر.
(٥) سقط فى ا.
وقوله: أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ [٦٧] وهي فِي قراءة أُبَيّ (يَتَذَكَّرُ) وقد قرأت القراء (يَذْكُرُ) عَاصِم وغيره «٢».
وقوله: خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا [٧٣] : مجلسًا. والندِيّ والنادي لغتان.
وقوله: أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً [٧٤] الأثاث: المتاع. والرِّئي: المنظر، والأثاث لا واحد لَهُ، كما أن المتاع لا واحد لَهُ. والعرب تجمع المتاع أمتعة وأماتيع ومُتُعًا. ولو جمعت الأثاث لقلت:
ثلاثة آثّة، وأثت لا غير. وأهل المدينة يقرءونها بغير همز (وَرِيًّا) وهو وجه جَيّد لأنه مع آيات لسن بِمهموزات الأواخر. وقد ذُكِرَ عَن بعضهم أَنَّهُ ذهب بالريِّ إلى رَويت «٣». وقد قرأ بعضهم (وَزِيًّا) بالزاي. والزِّيُّ: الهيئة والمنظر. والعربُ تَقُولُ: قد زَيَّيْت الجارية أي زَيَّنْتَها وهَيَّأتها.
وقوله: وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً [٧٦] بالناسخ والمنسوخ.
قرىء: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي [٧٧] بغير «٤» هَمز.
وقوله: وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ [٨٠] يعني ما يزعم الْعَاصي»
بن وائل أَنَّهُ لَهُ فِي الجنة فتجعله لغيره (وَيَأْتِينَا فَرْدًا: خاليًا من المال والولد.
وقوله: لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا [٨١] يقول: ليكونوا لهم شفعاء فى الآخرة.
(٢) هى نافع وابن عامر. وقرأ الباقون بالتشديد.
(٣) أي رويت أبدانهم وأجسامهم من التنعم والرفاهية. [.....]
(٤) هى قراءة الكسائي.
(٥) كتب بالياء. وهو أحد وجهين فيه. وانظر شرح القاري على الشفاء ١/ ٥٤.
وقوله: أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ [٨٣] (فى الدنيا) (تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) : تزعجهم إلى المعاصي وتغريهم بِهَا.
وقوله: إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا [٨٤] يُقال: الأيَّام «٢» والليالي والشهور والسنون. وقال بعضُ المفسرين: الأنفاس.
وقوله: نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً [٨٥] الوفد: الركبان.
وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً [٨٦] مشاة عطاشا.
وقوله: لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ [٨٧] : لا يملكون أن يشفعوا (إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) والعهد لا إله إلا الله. و (من) فِي موضع نصب عَلَى الاستثناء ولا تكون خفضًا بضمير اللام ولكنها تكون نصبًا عَلَى معنى الخفض كما تَقُولُ فِي الكلام: أردت المرور اليوم إلا العدوّ فإني لا أمُرّ بِهِ فتستثنيه من المعنى ولو أظهرت الباء فقلت: أردت المرور إلا بالعدو لخفضت. وكذلك لو قيل: «٣» لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعةَ إِلَّا لمن اتّخذ عند الرحمن [١١٠ ب] عهدا.
[قوله: لَأُوتَيَنَّ مالًا وَوَلَداً [٧٧]] حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ حَدَّثَنِي المغيرة عَن إِبْرَاهِيم أَنَّهُ كَانَ يقرأ (مَالُهُ «٤» وَوُلْدُهُ) وَفِي كهيعص (مالًا وَوَلَداً) قال الفراء وكذلك
(٢) أي الذي يعد الأيام...
(٣) فى الطبري أن هذا الكلام على هذا الوجه يكون متصلا بقوله: «يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا» أي لا يملك هؤلاء الشَّفَاعةَ إِلَّا لمن اتّخذ عند الرحمن عهدًا.
(٤) الآية ٢١ سورة نوح. وضم الواو فى (ولده) قراءة غير نافع وابن عامر وعاصم وأبى جعفر أما هؤلاء فعندهم فتح الواو واللام.
ولقد رأيت معاشرا... قد ثَمّروا مَالًا وَوُلْدًا
فخفف (وثَمروا) «٢» والوُلْد والوَلَد لغتان مثل (ما قالوا) «٣» : الْعَدمَ وَالْعُدْمُ (والوُلْد والولد) «٤» وهما واحد. (وليس «٥» بِجمع) ومن أمثال العرب وُلْدُكِ مَن دَمَّى عقبيك. وقال بعضُ الشعراء:
فليتَ فلانًا مات فِي بطن أمه... وليت فلانا كان وُلْدَ حمار
فهذا واحد. وقَيْس تَجعل الْوُلْد جَمْعًا وَالْوَلَدَ وَاحدًا.
وقوله: وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا [٩٠] : كسرا.
وقوله: أَنْ دَعَوْا [٩١] لأن دَعَوا، ومن أَن دَعَوا، وموضع (أن) نصب لاتصالِها. وَالْكِسَائي كَانَ يقول: (موضع أن) خفض.
وقوله: إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً [٩٣] ولو قلت: آتٍ الرحمن عبدًا كَانَ صوابًا. ولم أسمعهُ من قارئ.
وقوله: لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا [٨٩] قرأت القرَّاء بكسر الألف، إلا أبا عبد الرحمن السُّلَمِي فإنه قرأها بالفتح (أَدّا) ومن العرب من يقول: لقد جئت بشيء آدٍ مثل مادّ. وهو فِي الوجوه كلها:
بشيء عظيم.
(٢) سقط فى ش، ب وضبط فى ا: «ثمروا» فى النظم بالبناء للمعقول وهنا بالبناء للفاعل.
(٣) ا: «قولهم».
(٤) سقط فى ا.
(٥) سقط فى ا.