تفسير سورة الدّخان

التفسير المظهري
تفسير سورة سورة الدخان من كتاب التفسير المظهري .
لمؤلفه المظهري . المتوفي سنة 1216 هـ
ببسورة الدخان
آياتها تسع وخمسون وهي مكية

﴿ حم { ١ ﴾ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿ ٢ ﴾ }. المظهر للحلال والحرام أي القرآن والواو للعطف إن كان حم مقسما به وإلا فللقسم والجواب.
قوله ﴿ إنا أنزلناه ﴾ ويعني القرآن ﴿ في ليلة مباركة ﴾ لما فيها نزول القرآن السبب للمنافع الدينية والدنيوية وفيها نزول الملائكة والرحمة وإجابة الدعاء وهي ليلة القدر كذا قال قتادة وابن زيد قالا أنزل الله القرآن في ليلة القدر من أم الكتاب إلى السماء الدنيا ثم نزل به جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم نحوما في عشرين سنة، وما قيل إنها ليلة النصف من شعبان فليس بشيء لقوله تعالى :﴿ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ﴾١ وقوله تعالى :﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر { ١ ﴾ }٢ وما روى عن القاسم بن محمد عن أبيه أو عمه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ينزل الله جل ثناؤه ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لكل نفس إلا إنسانا في قلبه شحناء أو مشركا بالله " ٣ رواه البغوي لا يدل على نزول القرآن في تلك الليلة ﴿ إنا كنا منذرين ﴾ الناس عن عذاب الله في القرآن جملة مستأنفة أو بدل اشتمال من قوله إنا أنزلناه.
١ سورة البقرة، الآية: ١٨٥..
٢ سورة القدر، الآية: ١..
٣ رواه ابن زنجويه والبزار وحسنه، والدارقطني والبيهقي في شعب الإيمان.
انظر: كنز العمال ﴿٧٤٦٢﴾..

﴿ فيها يفرق ﴾ أي يفعل ويقضى ﴿ كل أمر حكيم ﴾ أي محكم أو متلبس بالحكمة أو إسناده مجازي يعني حكيم صاحبه وجملة مستأنفة أو صفة ثانية لليلة وفيه تنبيه على أن كونها مفرق الأمور المحكمة يستدعي أن ينزل فيه القرآن الذي هو من عظمائها، قال البغوي قال ابن عباس يكتب من أم الكتب في ليلة القدر ما هو كائن في السنة من الخير والشر والأرزاق والآجال حتى الحجاج يحج فلان ويحج فلان وقال الحسن ومجاهد وقتادة يبرم في ليلة القدر في شهر رمضان كل أجل وعمل وخلق ورزق وما يكون في تلك السنة، وقال عكرمة هي ليلة النصف من شعبان يبرم فيه أمر السنة وينسخ الأحياء من الأموات فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أحد، روى البغوي عن محمد بن الميسرة بن الأخفش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى أن الرجل لينكح ويولد له ولقد أخرج اسمه في الموتى ) وروى أبو الضحى عن ابن عباس أن الله يقضي إلا قضية في ليلة النصف من شعبان ويسلمها إلى أربابها في ليلة القدر.
﴿ أمرا من عندنا ﴾ أي أعني بهذا الأمر أمرا حاصلا من عندنا على مقتضى حكمتنا وهو مزيد تفخيم الأمر ويجوز أن يكون حالا من كل أمر أو من ضمير المستكن في حكيم وجاز أن يكون مفعولا به ليفرق بدلا من كل أمر، وجاز أن يكون المراد بالأمر طلب الفعل على سبيل الاستعلاء وقع مصدرا ليفرق أو لفعله مضمرا من حيث أن الفرق به أو حالا من إحدى ضميري أنزلناه يعني أمرين أو مأمورا به ﴿ إنا كنا مرسلين ﴾ محمدا صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الرسل بدل اشتمال لقوله :﴿ إنا كنا منذرين ﴾ أي إنا أنزلنا القرآن لأن من عادتنا الإنذار وإرسال الرسل بالكتب إلى العباد.
﴿ رحمة من ربك ﴾ مفعول له للإرسال ولتفريق كل أمر حكيم أو مفعول به لمرسلين، قال ابن عباس رأفة مني بخلقي ونقمة عليهم بما بعثنا عليهم من الرسل ووضع المظهر موضع الضمير للإشعار بأن الربوبية اقتضت ذلك ﴿ إنه هو السميع العليم ﴾ أي يسمع أقوال العباد ويعلم أحوالهم وهو وما بعده تحقيق لربوبيته فإنها لا تحق إلا لمن له هذه الصفات.
﴿ رب السماوات والأرض وما بينهما ﴾ قرأ أهل الكوفة رب بالجر على أنه بدل من قول ربك والباقون بالرفع على أنه خبر آخر لأن أو صفة للسميع العليم أو خبر مبتدأ محذوف أي هو ﴿ إن كنتم موقنين ﴾ شرط حذفت جزاؤه يعني إن كنتم من أهل الإيقان في العلم أو﴿ إن كنتم موقنين ﴾ في إقراركم إذا سئلتم من خلقها فقلتم الله علمتم أن الأمر كما قلنا أو إن كنتم مريدين اليقين فأيقنوا ذلك أو إن كنتم موقنين بأن الله رب السماوات والأرض فأيقنوا أن محمدا رسول الله.
﴿ لا إله إلا هو ﴾ أي لا يستحق العبادة غيره إذ لا خالق سواه جملة مقررة لقوله :﴿ رب السماوات والأرض ﴾ أو خبر آخر لأن ﴿ يحيي ويميت ﴾ كما تشاهدون خبر آخر لأن أو حال من هو ﴿ ربكم ورب آبائكم الأولين ﴾ خبر آخر لإن أو بدل من هو
﴿ بل هم في شك ﴾ من البعث أو من القرآن إضراب من الإيقان ﴿ يلعبون ﴾ حال من الضمير في الظرف أي يلهون بالقرآن ويستهزئون بك يا محمد فيه التفات من الخطاب إلى الغيبة.
﴿ فارتقب ﴾ يا محمد، الفاء للسببية
﴿ يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس ﴾ يوم مفعول به لارتقب. واختلفوا في هذا الدخان ؟ قال ابن عباس وابن عمر والحسن رضي الله عنهم أنه من أشراط الساعة، أخرج ابن جرير والثعلبي والبغوي من حديث حذيفة يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم أول الآيات الدخان ونزول عيسى بن مريم ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا قال حذيفة يا رسول الله ما الدخان ؟ فتلا هذه الآية يوم تأتي السماء بدخان مبين يملأها بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة فأما المؤمن فيصيبه كهيئة الزكمة وأما الكافر كمنزلة السكران تخرج من منخره وأذنيه ودبره.
وأخرج الطبراني بسند جيد عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن ربكم أنذركم ثلاث الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل سمع فيه والدابة والثالثة الدجال ) له شواهد قوله ﴿ هذا عذاب أليم ربنا أكشف عنا العذاب ﴾
﴿ يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس ﴾ يوم مفعول به لارتقب. واختلفوا في هذا الدخان ؟ قال ابن عباس وابن عمر والحسن رضي الله عنهم أنه من أشراط الساعة، أخرج ابن جرير والثعلبي والبغوي من حديث حذيفة يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم أول الآيات الدخان ونزول عيسى بن مريم ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا قال حذيفة يا رسول الله ما الدخان ؟ فتلا هذه الآية يوم تأتي السماء بدخان مبين يملأها بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة فأما المؤمن فيصيبه كهيئة الزكمة وأما الكافر كمنزلة السكران تخرج من منخره وأذنيه ودبره.
وأخرج الطبراني بسند جيد عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن ربكم أنذركم ثلاث الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل سمع فيه والدابة والثالثة الدجال ) له شواهد قوله ﴿ هذا عذاب أليم ربنا أكشف عنا العذاب ﴾
﴿ يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس ﴾ يوم مفعول به لارتقب. واختلفوا في هذا الدخان ؟ قال ابن عباس وابن عمر والحسن رضي الله عنهم أنه من أشراط الساعة، أخرج ابن جرير والثعلبي والبغوي من حديث حذيفة يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم أول الآيات الدخان ونزول عيسى بن مريم ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا قال حذيفة يا رسول الله ما الدخان ؟ فتلا هذه الآية يوم تأتي السماء بدخان مبين يملأها بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة فأما المؤمن فيصيبه كهيئة الزكمة وأما الكافر كمنزلة السكران تخرج من منخره وأذنيه ودبره.
وأخرج الطبراني بسند جيد عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن ربكم أنذركم ثلاث الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل سمع فيه والدابة والثالثة الدجال ) له شواهد قوله ﴿ هذا عذاب أليم ربنا أكشف عنا العذاب ﴾
مقدر بالقول وقع حالا وقوله ﴿ إنا مؤمنون ﴾ وعد منهم بالإيمان إن كشف عنهم العذاب.
﴿ أنى لهم الذكرى ﴾ تقديره يقول الكافرون من الناس هذا القول أي من أين لهم التذكر والاتعاظ بهذه الحالة الاستفهام للإنكار والجملة مستأنفة قول من الله تعالى في جواب هل يتذكرون ﴿ وقد جاءهم ﴾ يعني والحال أنه قد جاء أمثالهم قبل ذلك ﴿ رسول ﴾ عظيم الشأن ظاهر البرهان ﴿ مبين ﴾ يظهر لهم ما هو أعظم منها في إيجاب الإدكار من الآيات والمعجزات
﴿ ثم تولوا وقالوا معلم مجنون١٤ ﴾ يعني قال بعضهم هو معلم علمه بشر وهو غلام أعجمي لبعض ثقيف وقال بعضهم هو مجنون
﴿ إنا كاشفوا العذاب ﴾ بقدر أربعين يوما جواب لقولهم ﴿ ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون { ١٢ ﴾ ﴿ قليلا ﴾ أي كشفا قليلا أو زمانا قليلا وهو ما بقى من أعمارهم أو ما بقي من عمر الدنيا ﴿ إنكم عائدون ﴾ إلى الكفر تعليل لقلة زمان الكشف.
﴿ يوم نبطش البطشة الكبرى ﴾ إلى يوم القيامة ظرف لما دل عليه قوله ﴿ إنا منتقمون ﴾ لا لمنتقمون لأن إن يحجز عنه وأنكر ابن مسعود هذا التفسير، روى البغوي عن أبي الضحى عن مسروق قال بينما رجل يحدث في كندة فقال يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ويأخذ المؤمنين كهيئة الزكام ففزعنا فأتيت ابن مسعود وكان متكئا فغضب فجلس فقال من علم فليقل ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم، فإن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم ﴿ قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين { ٨٦ ﴾ } وإن قريشا أبطؤا عن الإسلام فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال :( اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف ) فأخذتهم سنة حتى أهلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان فجاءه أبو سفيان فقال يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم وإن قومك قد أهلكوا فادع الله فقرا ﴿ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ﴾ إلى قوله ﴿ إنا كاشفوا العذاب قليلا ﴾ حتى استسقى لهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم عادوا إلى الكفر كما قال الله تعالى :﴿ إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى ﴾ أي يوم بدر ﴿ إنا منتقمون ﴾ وأخرج البغوي عن ابن مسعود قال خمس قد مضين اللزام والروم والبطشة والقمر والدخان، وروى البخاري في الصحيح عن ابن مسعود قال :( إن قريشا لما استعصوا على النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بنين كسنى يوسف فأصابهم قحط حتى أكلوا العظام فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد فأنزل الله ﴿ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ﴾ فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل يا رسول الله استسق لمصر فإنها قد هلكت فاستسقى فسقوا فنزلت ﴿ إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون { ١٥ ﴾ } فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى ما كانوا فأنزل الله ﴿ يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون { ١٦ ﴾ } يعني يوم بدر١.
١ أخرجه البخاري في كتاب: التفسير، باب: ﴿يغشى الناس هذا عذاب أليم {١١﴾ ﴿٤٨٢١﴾..
﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا ﴾ أي امتحنا وبلونا جواب قسم محذوف ﴿ قبلهم ﴾ أي قبل كفار مكة ﴿ قوم فرعون ﴾ معه ﴿ وجاءهم رسول ﴾ عظيم الشأن عطف أوحال ﴿ كريم ﴾ على الله أو على المؤمنين أو في نفسه لشرف نسبه وفضل حسبه وهو موسى عليه السلام
﴿ أن أدوا إلي عباد الله ﴾ أن مصدرية أي بأن أدوا إلي بني إسرائيل وأرسلوهم معي وأطلقوهم ولا تعذبوهم أو بأن أدوا إلي حق الله من الإيمان وقبول الدعوة يا عباد الله والمراد بعباد الله فرعون وقومه، وجاز أن يكون أن مفسرة لأن مجيء الرسول يكون برسالة ودعون ففيه معنى القول أو مخففة من الثقيلة ﴿ إني لكم رسول ﴾ من الله ﴿ آمين ﴾ على وحيه أو غير متهم لدلالة المعجزات على صدقي والجملة تعليل لأدوا
﴿ وأن لا تعلوا على الله ﴾ عطف على أدوا أي لا ترفعوا علي بالإمتهانة وترك الطاعة وإن كالأولى في وجوهها ﴿ إني ﴾ قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء والباقون بإسكانها ﴿ آتيكم بسلطان مبين ﴾ أي برهان بين على صدقي الجملة علة للنهي ولذكر الأمين مع الأداء وتعلي مع السلطان مناسبة بينه فلما قال ذلك توعدوه بالرجم فقال ﴿ وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ٢٠ ﴾.
﴿ وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ٢٠ ﴾ أي من أن ترجموني، قرأ ورش بالياء وصلا فقط والباقون بحذفها في الحالين، قال قتادة أن تقتلوني بالرجم، وقال ابن عباس تشتموني وتقولوا ساحر والظاهر هو الأول لأن موسى عليه السلام لو استعاذ من الشتم لما شتموه وقد قالوا ﴿ هذا سحر مبين ﴾
﴿ وإن لم تؤمنوا لي ﴾ قرأ ورش بفتح الياء والباقون بإسكانها أي إن لم تصدقوني ﴿ فاعتزلون ﴾ قرأ ورش بالياء والباقون بحذفها أي فكونوا بمعزل مني لا علي ولا لي ولا تتعرضوا إلي بسوء
﴿ فدعا ربه ﴾ بعدما كذبوه ولم يتركوه وأذوه ﴿ أن هؤلاء قوم مجرمون ﴾ أي مشركون تعريض بالدعاء عليهم بذكر ما استوجبوه به ولذلك سمى دعاء.
﴿ فأسر ﴾ الفاء جزائية والجملة مقدرة بالقول يعني فأجاب الله وقال إن كان الأمر كذلك فأسر، قرأ نافع وابن كثير يوصل الهمزة من سرى يسري والباقون بهمزة القطع من الإسراء ﴿ بعبادي ﴾ أي المؤمنين وهم بنو إسرائيل ﴿ ليلا إنكم متبعون ﴾ يتبعكم فرعون وقومه إذا علموا بخروجكم جملة مستأنفة
﴿ واترك البحر ﴾ إذا خرجت عنه وأصحابك ﴿ رهوا ﴾ حال من البحر أي مفتوحا ذا فجوة واسعة أو ساكنا على هيئته ولا تضربه بعصاك حتى يلتئم قال قتادة لما قطع موسى البحر عطف ليضرب البحر بعصاه حتى يلتئم وخاف أن يتبعه فرعون وجنوده فقيل له أترك البحر رهوا كما هو قيل رهوا مصدر بمعنى الفاعل ﴿ إنهم جند مغرقون ﴾ الجملة مستأنفة في مقام التعليل
جملة كم تركوا معترضة.
﴿ كم تركوا ﴾ أي تركوا كثيرا ﴿ من جنات وعيون ﴾
﴿ وزروع ومقام كريم { ٢٦ ﴾ أي محافل مزينة ومنازل حسنة
﴿ ونعمة كانوا فيها فاكهين { ٢٧ ﴾ } أي متنعمين.
﴿ كذلك ﴾ قال الكلبي معناه كذلك فعل بمن عصاني وقيل معناه الأمر كذلك ﴿ وأورثناها ﴾ عطف على المقدر تقديره سلبناها منهم وأورثناها ﴿ قوما آخرين ﴾ أي بني إسرائيل أو عطف على تركوا
﴿ فما بكت عليهم السماء والأرض ﴾ عطف على مضمون الكلام السابق أي أهلكوا كفارا فما بكت وهذا مجاز عن عدم الاكتراث بهلاكهم وعدم الاعتداد بوجودهم كقولهم في نقيض ذلك ﴿ بكت عليهم ﴾ السماء وكسفت عليهم الشمس وقيل هو على الحقيقة وذلك بخلاف المؤمن إذا مات تبكي عليه السماء والأرض، روى الترمذي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ما من عبد إلا وله في السماء بابان باب يصعد منه عمله وباب ينزل منه رزقه فإذا مات فقداه وبكيا عليه )١ وروى ابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس أنه سئل عن قوله تعالى ﴿ فما بكت عليهم السماء والأرض ﴾ قال نعم إنه ليس أحد من الخلائق إلا له باب في السماء ينزل منه رزقه ويصعد فيه عمله فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء فقد بكى عليه وإذا فقده مصلاه من الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله فيها بكى عليه، وأخرج البغوي وأبو يعلى وابن أبي حاتم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وحديث ابن عباس، رواه الترمذي وفي آخره وتلا ﴿ فما بكت عليهم السماء والأرض ﴾ أخرج ابن جرير عن شريح بن عيينة الحضرمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ما مات مؤمن غربة غابت عنه فيها مواكبه إلا بكت عليه السماء والأرض ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بكت عليهم السماء والأرض ثم قال إنهما لا يبكيان على كافر ) ﴿ وما كانوا منظرين ﴾ ممهلين إلى وقت أخر عطف على هلكوا.
١ أخرجه الترمذي في كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة الدخان ﴿٣٢٥٥﴾..
﴿ ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين ٣٠ ﴾
يعني قتل الأبناء واستبقاء النساء واستعباد الرجال واستعمالهم في الأعمال الشاقة
﴿ من فرعون ﴾ بدل اشتمال من العذاب أو جعله عذابا لإفراطه في التعذيب على المجاز أو على حذف المضاف أي من عذاب فرعون فهو بدل الكل أو حال من العذاب أي واقعا من جهتيه أو خبر مبتدأ محذوف أي هو ﴿ إنه كان عاليا ﴾ أي متكبرا ﴿ من المسرفين ﴾ في العتو والشرارة وهو خبر ثان أي كان متكبرا مسرفا أو حال من الضمير في عاليا أي كان رفيع الطبقة من بينهم والجملة معترضة أو مستأنفة
﴿ ولقد اخترناهم ﴾ يعني موسى وبني إسرائيل ﴿ على علم ﴾ حال أي عالمين بأنهم أحقاء بذلك أو اخترنا بني إسرائيل على علم منا بأنهم يزيغون في بعض الأحوال ﴿ على العالمين ﴾ أي على عالمي زمانهم
﴿ وآتيناهم من الآيات ﴾ كفلق البحر وتظليل الغمام وإنزال المن والسلوى ﴿ ما فيه بلاء مبين ﴾ قال قتادة نعمة بينه وقال ابن زيد ابتلاؤهم بالرخاء والشدة وقرأ ﴿ نبلوكم بالشر والخير فتنة ﴾١.
١ سورة الأنبياء، الآية: ٣٥..
﴿ إن هؤلاء ﴾ يعني كفار قريش إذا الكلام فيهم وقصة فرعون وقومه مسوقة للدلالة على أنهم مثلهم في الإصرار على الضلالة والإنذار عن مثل ما حل بهم
﴿ ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى ﴾ يعني ما العاقبة ونهاية الأمر إلا الموتة الأولى المزيلة للحياة الدنيوية ولا قصد فيه إلى إثبات موتة تعقبها كما في قولك حج زيد الحجة الأولى ومات، وقيل لما قيل لهم أنكم تموتون موتة تعقبها حياة كما تقدمتكم موتة كذلك قالوا إن هي أي الموتة التي تعقبها الحياة إلا الموتة الأولى دون الثانية
﴿ ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى ﴾ يعني ما العاقبة ونهاية الأمر إلا الموتة الأولى المزيلة للحياة الدنيوية ولا قصد فيه إلى إثبات موتة تعقبها كما في قولك حج زيد الحجة الأولى ومات، وقيل لما قيل لهم أنكم تموتون موتة تعقبها حياة كما تقدمتكم موتة كذلك قالوا إن هي أي الموتة التي تعقبها الحياة إلا الموتة الأولى دون الثانية
﴿ وما نحن بمنشرين ﴾ أي مبهوثين بعد الموت
﴿ فأتوا بآبائنا ﴾ الذين ماتوا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين جزاء شرط محذوف أي إن كان البعث بعد الموت ممكنا ﴿ فأتوا بآبائنا ﴾ ﴿ إن كنتم صادقين ﴾ في أنا نبعث بعد الموت، شرط مستغن عن الجزاء بما مضى
﴿ أهم خير ﴾ في القوة والشوكة والكثرة من قوم تبع ﴿ أم قوم تبع ﴾ خير منهم استفهام إنكار وتقرير يعني لستموا خيرا من قوم تبع وقوم تبع كانوا خيرا منهم، وتبع اسم رجل سمي تبع لكثرة أتباعه قيل كانت التبايعة رجالا كل واحد سمى تبعا لأنه يتبع صاحبه، ذكر محمد بن إسحاق وغيره عن ابن عباس وغيره قالوا كان آخر التبايعة هو أسعد أبو كرب بن مليك ذكر البغوي قصته في تفسير هذه الآية وذكرت القصة في تفسير سورة ق لأني قد سبق مني تفسير تلك السورة، ذم الله تعالى قومه ولم يذمه لأنه قد أسلم وكذبه قومه وقال محمد بن إسحاق في المبتدأ وابن هشام في التيحان أن بيت أبي أيوب الذي نزل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمة المدينة بناه تبع الأول إسمه تبان بن سعد وذكرت قصته في سورة الجمعة والله أعلم ﴿ والذين من قبلهم ﴾ من الأمم الكافرة كعاد وثمود ونحوهم عطف على قوله :﴿ أهلكناهم ﴾ إستئناف أوحال بإضمار قد أو خبر للموصول إن إستؤنف به ﴿ إنهم كانوا مجرمين ﴾ أي مشركين تعليل وبيان للجامع المقتضي للإهلاك.
﴿ وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما ﴾ أي بين الجنسين ﴿ لاعبين ﴾ أي لاهين فاعلين فعلا عبثا باطلا والجملة ما خلقنا السماوات الخ حال من مضمون الكلام السابق المتضمن لإنكار البعث تقديره أنكروا البعث والحال أنه ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين بل خلقنا هما للاستدلال بهما على وجودنا وصفات كمالنا والامتلاء
﴿ ما خلقناهما إلا بالحق ﴾ أي لإظهار الحق من التوحيد ووجوب الطاعة لنثيب المطيع ونعذب العاصي هذه الجملة تأكيد ومقرر لما سبق ﴿ ولكن أكثرهم لا يعلمون ﴾ أنها خلقت للاستدلال والابتلاء لقلة نظرهم وانهماكهم في الدنيا
﴿ إن يوم الفصل ﴾ أي يوم القيامة الذي يفصل فيها الحق من الباطل والمحق من المبطل بالجزاء ﴿ ميقاتهم ﴾ أي ميقات حشرهم وجزائهم ﴿ أجمعين ﴾ هذه الجملة مقررة لما سبق من أن خلقها للاستدلال والابتلاء
﴿ يوم لا يغني ﴾ بدل من يوم الفصل أو ظرف لما دل عليه الفصل لا له للفصل أي يوم لا ينفع ﴿ مولى ﴾ من قرابة أو غيره ﴿ عن مولى ﴾ أي مولى كان ﴿ شيئا ﴾ من الإغناء يجلب منفعة أو دفع مضرة ﴿ ولا هم ينصرون ﴾ أي يمنعون من العذاب. والضمير لمولى الأول باعتبار المعنى ؛ لأنه عام.
﴿ إلا من رحم الله ﴾ بالعفو وقبول الشفاعة وهم المؤمنون، فإنه يشفع بعضهم لبعض ويؤذن لهم في الشفاعة. ومحل المستثنى الرفع على البدل من المستتر في ينصرون أو النصب على الاستثناء ﴿ إنه هو العزيز ﴾ الغالب الذي لا يستطيع واحد أن ينصر من أراد تعذيبه ﴿ الرحيم ﴾.
أخرج سعيد بن منصور عن أبي مالك قال إن أبا جهل كان يأتي بالتمر والزبد فيقول تزقموا فهذا الزقوم الذي يعدكم به محمد فنزلت ﴿ إن شجرة الزقوم ٤٣{ طعام الأثيم ٤٤ ﴾
﴿ طعام الأثيم ٤٤ ﴾ أي كثير الإثم وهو الكافر. هذه الجملة إلى آخرها وما بعدها، وهو قوله : إن المتقين إلى آخرها بيان لما سبق من ذكر الفصل، والفرق بين المحق والمبطل
﴿ كالمهل ﴾ خبر آخر لأن، وهو ما يذوب في النار من المعدنيات. وقيل دردى الزيت الأسود كذا في القاموس ﴿ يغلي ﴾ خبر آخر لأن. قرأ ابن كثير وحفص بالياء التحتية على أن الضمير للطعام أو الزقوم لا للمهل إذ الجملة حال من أحدهما، والباقون بالتاء الفوقانية على أن الضمير للشجرة ﴿ في البطون ﴾ أي بطون الكفار
﴿ كغلي الحميم ٤٦ ﴾ أي غليانا مثل غليانه، روى البغوي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أيها الناس اتقوا الله حق تقاته فلو أن قطرة من الزقوم قطرت على الأرض لأمرت على أهل الدنيا معيشتهم فكيف بمن هو طعامه ليس له طعام غيره )١ وأخرج الترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم والبيهقي نحوه وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وأبو نعيم عن أبي عمرو الخولاني في هذه الآية قال بلغنا أن ابن آدم لا تنهش منها نهشة إلا نهشت منه مثلها
١ أخرجه الترمذي في كتاب: صفة جهنم، باب: ما جاء في صفة شراب أهل النار ﴿٢٥٨٥﴾، وأخرجه ابن ماجه في كتاب الزهد، باب: ذكر الشفاعة ﴿٤٣٢٥﴾..
﴿ خذوه ﴾ أي يقال للزبانية خذوه أي الأثيم. وجملة يقال خبر آخر لأن ﴿ فاعتلوه ﴾ قرأ أهل الكوفة وأبو جعفر وأبو عمرو بكسر التاء والباقون بضمها وهما لغتان أي ادفعوه قهرا. والعتل الأخذ بمجامع الشيء وجره بقهر ﴿ إلى سواء الجحيم ﴾ أي وسطه
﴿ ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ٤٨ ﴾ فقيل صبوا فوق رأسه عذابا هو الحميم للمبالغة أضيف العذاب إلى الحميم للتخفيف وزيدت من للدلالة على أن المصبوب بعض هذا النوع
﴿ ذق ﴾ تقديره قائلين ذق هذا العذاب ﴿ إنك ﴾ قرأ الكسائي بفتح الهمزة أي لأنك والباقون بكسرها على الابتداء ﴿ أنت العزيز الكريم ﴾ في زعمك، قال البغوي قال مقاتل إن خازن النار يضرب على رأسه فينقب رأسه عن دماغه فيصب فيه ماء حميما قد انتهى حره ثم يقال ﴿ ذق إنك أنت العزيز الكريم ٤٩ ﴾ وذلك أن أبا جهل كان يقول أنا أعز أهل الوادي وأكرمهم، ويقول هذا خزنة النار على طريق الاستخفاف والتوبيخ، وأخرج الأموي في مغازيه عن عكرمة قال لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل فقال : إن الله أمرني أن أقول لك ﴿ أولى لك فأولى { ٣٤ ﴾ } قال فنزع ثوبه من يده، وقال ما يستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيء لقد علمت أني أمنع أهل البطحاء وأنا العزيز الكريم، فقتله الله يوم بدر وأذله وعيره وأنزل ﴿ ذق إنك أنت العزيز الكريم ٤٩ ﴾
وأخرج ابن جرير عن قتادة نحوه ﴿ إن هذا ﴾ العذاب ﴿ ما كنتم به تمترون ﴾ أي تشكون وتمارون فيه.
﴿ إن المتقين في مقام أمين ﴾ قرأ أهل المدينة والشام بضم الميم على أنه مصدر ميمي أي في إقامة والباقون بفتح الميم أي موضع إقامة ﴿ أمين ﴾ يأمن فيه صاحبه عن الآفات والانتقال
﴿ في جنات وعيون ﴾ بدل من مقام جيء به للدلالة على نزاهته واشتماله على ما يستلذ به المآكل والمشارب
﴿ يلبسون من سندس واستبرق ﴾ خبر ثان أو حال من الضمير في الجار والمجرور أو استئناف. السندس ما رق من الحرير والإستبرق ما غلظ منه، أخرج ابن أبي حاتم وابن أبي الدنيا عن كعب قال : لو أن ثوبا من ثياب الجنة ليس اليوم في الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم، وأخرج الصابوني في الماتين عن عكرمة قال إن الرجل من أهل الجنة ليلبس الحلة فتكون في ساعته سبعون لونا ﴿ متقابلين ﴾ في مجالسهم ليستأنس بعضهم ببعض.
﴿ كذلك ﴾ أي الأمر كذلك ﴿ وزوجناهم بحور عين ﴾ الجملة حال بتقدير قد أو عطف على خبر إن أي ألزمناهم وقرناهم بهن، ولذلك عدي بالياء وليس من عقد التزويج ؛ لأنه لا يقال زوجته بامرأة. قال أبو عبيدة جعلناهم أزواجا بهن كما تزوج النعل بالنعل أي جعلناهم اثنين اثنين. والحور النساء النقيات البياض يحار فيهم الطرف من بياضهن وصفاء لونهن جمع حوراء، والعين جمع العيناء وهي العظيم العينين. أخرج الطبراني عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( خلق الحور العين من الزعفران ) وأخرج البيهقي مثله عن أنس مرفوعا وعن ابن عباس موقوفا وعن مجاهد كذلك، وأخرج ابن المبارك عن زيد بن أسلم قال : إن الله تبارك وتعالى لا يخلق الحور العين من تراب إنما خلقهن من مسك وكافور وزعفران، وأخرج ابن أبي الدنيا عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لو أن حوراء بزقت في بحر لعذب ذلك البحر من عذوبة ريقها ) وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس قال ( لو أن حوراء أخرجت كفها بين السماء والأرض لافتتن الخلائق بحسنها، ولو أخرجت نصيفها لكان الشمس عند حسنه مثل الفتيلة في الشمس لا ضوء لها، ولو أخرجت وجهها لأضاء حسنها ما بين السماء والأرض ) وأخرج هناد عن حبان بن أحيلة قال ( إن نساء أهل الدنيا إذا أدخلن الجنة فضلن على الحور العين بأعمالهم في الدنيا ).
﴿ يدعون فيها بكل فاكهة ﴾ اشتهوها ﴿ آمنين ﴾ من نفاذها ومضرتها. الجملة حال آخر، أخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر في تفاسيرهما عن ابن عباس قال : ما في الدنيا تمرة حلوة ولا مرة إلا وهي في الجنة حتى الحنظل، وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير والبيهقي عن ابن عباس قال : ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء.
﴿ لا يذوقون فيها الموت ﴾ بل يحيون دائما حالا آخر ﴿ إلا الموتة الأولى ﴾ الاستثناء منقطع أو متصل والضمير للآخرة والموت أول أحوالها أو الجنة والميت يشارفها بالموت ويشاهدها عنده فكأنه فيها، أو أمكن ذوق الموت الأولى في المستقبل كقوله تعالى :﴿ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف ﴾١ ﴿ ووقاهم عذاب الجحيم ﴾ الجملة حال من فاعل لا يذوقون بتقدير قد أو عطف على إخبار إن
١ سورة النساء، الآية: ٢٢..
﴿ فضلا من ربك ﴾ مصدر لفعله المقدر أي فضلوا فضلا منه وأعطوا كل ذلك عطاء منه لا حقا على الله تعالى، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل أحدا منكم عمله الجنة ولا يجيره من النار ولا أنا إلا برحمة الله )١ رواه مسلم ﴿ ذلك هو الفوز العظيم ﴾ لأنه خلاص عن المكاره وفوز بالمطالب.
١ أخرجه مسلم في كتاب: صفة القيامة والجنة والنار، باب: لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى ﴿٢٨١٧﴾..
﴿ فإنما يسرناه ﴾ أي القرآن ﴿ بلسانك ﴾ حال من الضمير المنصوب أي متلبسا بلغتك ﴿ لعلهم يتذكرون ﴾ أي لكي يفهموا أو يتذكروا. والجملة متصلة بقوله :﴿ إنا أنزلناه في ليلة مباركة ﴾١ وهو فذلكة للسورة.
١ سورة الدخان، الآية: ٣..
﴿ فارتقب ﴾ جزاء شرط محذوف تقديره وإن لم يتذكروا، فارتقب أي فانتظر يا محمد ما يحل بهم ﴿ إنهم مرتقبون ﴾ ما يحل بك أو فانتظر نصرك إنهم منتظرون قهرك بزعمهم.
Icon