تفسير سورة الصافات

تذكرة الاريب في تفسير الغريب
تفسير سورة سورة الصافات من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب .
لمؤلفه ابن الجوزي . المتوفي سنة 597 هـ

الصافات الملائكة وهي الزاجرات تزجر السحاب وهي التاليات ذكرا تتلو كلام الله عز وجل
والمشارق ثلاثمائة وستون مشرقا ومثلها المغارب وهي عدد أيام السنة
لا يسمعون أي لكيلا يسمعوا إلى الملأ الأعلى وهم الملائكة
دحورا أي طردا والواصب الدائم فهم يخرجون ويخبلون كلما قصدوا الاستماع
إلا من خطف أي اختلس الكلمة من كلام الملائكة مسارقة فأتبعه لحقه شهاب أي كوكب مضيء
فاستفتهم سلهمأم من خلقنا من الأمم قبلهم والمعنى قد أهلكنا أولئك وهم أقوىواللازب اللازم وهو الطين الحر اللازق
بل عجبت منهم يا محمد إذا لم يؤمنوا ويسخرون هم منك ومن ضم التاء فالمعنى عظم عندي تكذيبهم بتنزيلي واتخاذهم شريكا معي
ذكروا وعظوا
داخرون صاغرون
فإنما هي زجرة أي فإنما هي قصة البعث صيحة
وأزواجهم أمثالهم
وأقبل بعضهم يعني الأتباع على الرؤساء قالواأي الأتباع للمتبوعين إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين أي تقهروننا لكونكم أعزمنا وقال الضحاك تأتوننا من قبل الدين
إلا عباد الله المخلصين أي لا تؤاخذهم بسوء أعمالهم بل نغفر الغداة والعشي
رزق معلوم والرزق إطعامهم في الجنة يؤتون به على مقدار الغداة والعشي
والكأس الخمر والمعين الظاهر الجاري قال الحسن خمر الجنة أشد بياضا من اللبن
والغول أن تغتال عقولهم بشربها فتذهب بها أو يصيبهم منها وجع ومعنى ينزفون لا تذهب عقولهم بشربها ومن كسر الزاي أراد لا ينفذون شرابهم أبدا
والقاصرات الطرف نساء قد قصرن طرفهن على أزواجهن فلا ينظرن إلى غيرهم والعين كبار الأعين حسانها
كأنهن بيض النعام إذا كان مكنونا بريشها وقال السدي هو البيض حين يقشر قبل أن تمسه الأيدي
كان لي قرين وهما الأخوان المذكوران في الكهف يقول أي في الدنيا لمن المصدقين أي بالبعث
فقال أي المؤمن لإخوانه في الجنة هل أنتم مطلعون
وسواء الجحيم وسطها
من المحضرين معك في النار
أفما نحن بميتين إنما قال هذا المؤمن على وجه الفرح بما أنعم الله عليهم به على وجه الاستفهام
نزلا أي رزقا
فتنة أي عذابا
في أصل الجحيم أي قعر النار
طلعها ثمرها لما علم قبح الشياطين شبهها بها وإن لم يروا شيطانا قط وقيل أراد بالشياطين الحيات
والشوب الخلط لأنهم إذا شربوا الحميم صار شويا لهم
ثم إن مرجعهم وذلك أن الحميم خارج الجحيم فهم يردونه كما تورد الإبل الماء ثم يردون إلى الجحيم
ويهرعون في هود
والكرب العظيم الغرق
هم الباقين لأن نسل الناس انقرض إلا نسله
وتركنا عليه أي ذكرا جميلا وهو قوله سلام على نوح والمعنى أن يصلي عليه إلى يوم القيامة
من شيعته أي أهل دينه وملته
سليم من الشرك
فما ظنكم برب العالمين إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره
فنظر نظرة في النجوم أي اليها لا في علمها قال ابن المسيب رأى نجما طالعا فقال إني مريض غدا وكان القوم يتعاطون علم النجوم فعاملهم بما يعلمون ليتخلف عن عبد كان لهم ومعنى سقيم سأسقم وهذا من المعاريض
فراغ مال وكان بين يدي الأصنام طعام
يزفون يسرعون
فجعلناهم الأسفلين لعلوه عليهم بالحجة
ذاهب إلى ربي أي إلى حيث أمرني فهاجر عن قومه إلى الشام
والسعي العمل والمعنى بلغ أن ينصرف معه ويعينه وهذا الذبيح إسحق أم إسماعيل فيه قولان أصحهما إسحق
أسلما أي استسلما لأمر الله وجواب الفاء ناديناه والواو زائدة عن الفراء وتله صرعه على جنبه فصار جبينه على الأرض
صدقت عملت بما أمرت
والبلاء الاختبار
والذبح اسم ما يذبح وإما قيل لذلك الكبش عظيم لأنه كان قد رعي في الجنة أربعين سنة
وبشرناه بإسحاق أي بنبوته
والكرب العظيم استعباد فرعون أو الغرق
بعلا ربا
لمحضرون النار
محبحين وبالليل كانوا إذا سافروا إلى الشام مروا على قرى لوط
فساهم أي قارع والمدحض المغلوب
والمليم المذنب
كان من المسبحين أي من المصلين قبل التقام الحوت وقيل هو قوله في بطن الحوت لا إله إلا أنت
والعراء الأرض التي لا يتوارى فيها بشيء
وأرسلناه المعنى وكنا أرسلناه و أو بمعنى الواو
فأتوا بكتابكم الذي فيه حجتكم
وبين الجنة نسبا قال مجاهد الجنة صنف من الملائكة فما قالت قريش الملائكة بنات الله جعلت بينه وبينها نسبا وقال قتادة قالت اليهود تزوج الحق عز وجل إلى الجن فخرجت من بينهم الملائكة
إلا عباد الله تنزيه له عما وصف هؤلاء الحق تعالى به
فإنكم يعني المشركين
ما أنتم عليه أي على ما تعبدون بفاتنين أي بمضلين أحدا
ثم أخبر عن الملائكة وما منا إلا له مقام معلوم في السموات
وإن كانوا يعني المشركين
فكفروا أي فلما أتاهم كفروا
وكلمتنا الوعد بالنصر
حتى حين أي حين نأمرك بقتالهم
وأبصرهم إذا نزل بهم العذاب
رب العزة يعني عزة من يتعزز من الملوكعما يصفون من اتخاذ الأزواج والأولاد
Icon