تفسير سورة الحشر

تذكرة الاريب في تفسير الغريب
تفسير سورة سورة الحشر من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب .
لمؤلفه ابن الجوزي . المتوفي سنة 597 هـ

أخرج الذين كفروا يعني يهود بني النضيرلأول الحشر وهذا كان أول حشرهم والحشر الثاني إلى أرض الحشر يوم القيامة يخربون بيوتهم حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقاتلوهم وكان المسلمون إذا ظهروا علي دار من دورهم هدموها ليتسع لهم مكان للقتال وكانوا ينقبون دورهم فيخرجون إلى ما يليها
الجلاء خروجهم من أوطانهملعذابهم بالقتل والسبي كما فعل بقريظة
ما قطعتم من لينة لما نزل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحصنوا أمر بقطع نخيلهم وإحراقها فجزعوا وقالوا أمن الصلاح عقر الشجر وقطع النخيل فوجد المسلمون في أنفسهم من ذلك فنزلت الاية واللينة ألوان النخل كلها إلا العجوة والبراني
فما أوجفتم الإيجاف الإيضاع وهو الإسراع في السير والركاب الإبل والمعنى لا شيء لكم في هذا إنما هو لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة
كيلا يكون يعني الفيء دولة المعنى لئلا يتداوله الأغنياء بينهم فيغلبون الفقراء عليه ثم وصف المستحقين للحق فقال للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا
والذين تبوءوا الدار يعني المدينة وهم الأنصار والإيمان أي وآثروا الإيمان من قبل هجرة المهاجرينحاجة أي حسدا مما أوتي المهاجرين من مال الفيء وقيل من الفضلويؤثرون يعني الأنصار آثروا المهاجرين والخصاصة الفقر
جاءوا من بعدهم يعني التابعين
يقولون لإخوانهم يعني اليهود لئن أخرجتم من المدينة
لأنتم يعني المؤمنينفي صدورهم يعني المنافقين وقيل اليهود
إلا في قرى محصنة المعنى لا يبرزون لحربكمبأسهم أي عداوة بعضهم لبعض شديدة
كمثل الذين من قبلهم قريبا وهم كفار قريش يوم بدر ويقال بنو قريظة
فأنساهم أنفسهم أي حظوظ أنفسهم
لو أنزلنا هذا القرآن المعنى لو جعلناه في جبل مع قساوته وصلابته تمييزا لتشقق من خشية الله والمتصدع المتشقق
القدوس الطاهر من العيوب والسلام السالم من كل عيب والمؤمن المجير والمهيمن الشاهدوالجبار العظيم البارئ الخالق
Icon