تفسير سورة النحل

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
تفسير سورة سورة النحل من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم .
لمؤلفه الكَازَرُوني . المتوفي سنة 923 هـ

لمَّا منعهُ عن ضيق الصدر، استعجالاً للنصر وعذابهم الموعود قال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * أَتَىٰ ﴾: تحقَّق وقوعاً ﴿ أَمْرُ ٱللَّهِ ﴾: وعده من القيامة وغيرها.
﴿ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾: أيها المشركون، فإنه واقع.
﴿ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا ﴾ مشاركة ﴿ يُشْرِكُونَ * يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ ﴾: جبريل.
﴿ بِٱلْرُّوحِ ﴾: بالوحي المحي للقلوب.
﴿ مِنْ أَمْرِهِ ﴾: بأمره.
﴿ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ ﴾: بأن.
﴿ أَنْذِرُوۤاْ ﴾: اعلموا.
﴿ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ * خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ ﴾: بالحكمة.
﴿ تَعَالَىٰ عَمَّا ﴾ مشاركة ﴿ يُشْرِكُونَ ﴾ ﴿ خَلَقَ ٱلإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ ﴾: حين اسْتقلّ.
﴿ خَصِيمٌ ﴾ لربه ﴿ مُّبِينٌ ﴾: ظاهر الخصومة.
﴿ وَٱلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ ﴾: ما يُدَفّئُ ويقي من البرد.
﴿ وَمَنَافِعُ ﴾: بانسل وغيره.
﴿ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾: أفاد بالتقديم أن الأكل من الصيد والطير كالتَّفَكُّهِ مع مراعاة الفاصلة.
﴿ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ ﴾: زينة.
﴿ حِينَ تُرِيحُونَ ﴾: تردونها إلى مراحها ﴿ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ﴾: تخرجونها إلى المرعى، قدَّم الإراحة لأن الجمال فيها أظهر لملء بطنها، وَدَرَّ ضَرْعِهَا.
﴿ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ ﴾: أحمالكم.
﴿ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ ﴾: بلا أنعام.
﴿ إِلاَّ بِشِقِّ ﴾: بمشقة ﴿ ٱلأَنفُسِ ﴾: فضلاً عن أن تحملوها على ظهوركم إليه.
﴿ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾: برحمته خلقها لكم،﴿ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ ﴾[يونس: ٦٧] ﴿ وَزِينَةً ﴾: للزينة، غير الأسلوب لسعتها. * تنبيه: الاستدلال على حرمتها يترك ذكر أكلها في معرض الامتنان مع ذكر أدنى النعمتين مدفوع بأنها معظم منافعها عُرفاً لا أكلها بخلاف النعم، وذكر أغلب المنافع دَأب اختصارات القرآن، على أنه صَحَّ في الصحيحين حل الخيل وأن الآية مكية، وحرمة الحمير الأهلية عام خيبر.
﴿ وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَىٰ ٱللَّهِ قَصْدُ ﴾: بيان المستقيم من جنس.
﴿ ٱلسَّبِيلِ وَمِنْهَا ﴾: بعض السبيل ﴿ جَآئِرٌ ﴾: مائلٌ عن الحق.
﴿ وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾: إلى قصد السبيل.
﴿ هُوَ ٱلَّذِي أَنْزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَآءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ ﴾: إذ العيون منه.
﴿ وَمِنْهُ شَجَرٌ ﴾: قيل: هو كل نباتٍ ﴿ فِيهِ تُسِيمُونَ ﴾: ترعون أنعامكم، قدمه على الزيتون وما بعده ليصرورته غذاء حيوانيّاً، وهو أشرف الأغذية.
﴿ يُنبِتُ لَكُمْ بِهِ ﴾ بالماء.
﴿ ٱلزَّرْعَ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلأَعْنَابَ وَمِن ﴾: بعض.
﴿ كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ ﴾: إذ كلها إنما توجد في الجنة ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً ﴾: على كمال قدرته.
﴿ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ ﴾: هيَّأ لمنافعكم ﴿ ٱلَّيلَ وَٱلْنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلْنُّجُومُ ﴾: أي: نفعكم بها حال كونها ﴿ مُسَخَّرَاتٌ ﴾ أو تسخيرات أو أنواعا من التسخير.
﴿ بِأَمْرِهِ ﴾: بتقديره.
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾: ﴿ وَ ﴾ سخر لكم ﴿ مَا ذَرَأَ ﴾ خلق ﴿ لَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: من الحيوان والجماد ﴿ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ﴾: أشكاله.
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴾: أن اختلاف طباعه وأشكاله مع اتحاد مواده إنما هو بصنع حكيم عليم، أفرد آية هنا ليطابق ما ذرأ وإن كثر ما صدقه، وكذا في الأول لأن الاستدلال بإنبات الماء واحد، وجمع في الثاني لأن الاستدلال فيه متعدد، وجعل العقل فيه والفكر في الأول لأن دلالات العلويات ظاهرة.
﴿ وَهُوَ ٱلَّذِي سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً ﴾: السَّمك، خصه به لأنه أرطب اللحوم، واستدل به مالك على حنث من حلف لا يأكل اللحم فأكله، ورد بأن مبنى اليمين على العرف، وإطلاقه لا يفهمه فيه كركوب الكافر فيمن يحلف لا يركب دابة مع تسمية الله إياه بها.
﴿ وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً ﴾ اللؤلؤ والمرحان ﴿ تَلْبَسُونَهَا ﴾ تلبسها نساؤكم لكُمْ ﴿ وَتَرَى ٱلْفُلْكَ مَوَاخِرَ ﴾: تمخر الماء أي: تشقه بصدرها أو المخر صوت جريها أو مواقر ﴿ فِيهِ ﴾: أي: مثقلات فيه ﴿ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ ﴾: سعة رقزه، حيث تركبونها للتجارة.
﴿ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾: نعمه.
﴿ وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: جبالاً ﴿ رَوَاسِيَ ﴾: ثوابت كراهة.
﴿ أَن تَمِيدَ ﴾ تميل ﴿ بِكُمْ ﴾ ﴿ وَ ﴾: جعل فيها.
﴿ أَنْهَاراً وَسُبُلاً ﴾: طُرُقاً.
﴿ لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾: إلى مقاصدكم.
﴿ وَعَلامَاتٍ ﴾: تستدل بها السابلة كالجبال والتلال.
﴿ وَبِٱلنَّجْمِ ﴾ بجنسه ﴿ هُمْ يَهْتَدُونَ ﴾: في البر والبحر.
﴿ أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ ﴾: من شركائكم، وأصله عكسه لكن شنع به على أن جعلوه تعالى كمخلوق عاجز ﴿ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ﴾: فتعروفن فساده.
﴿ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ ﴾: فكيف بشكرها؟ ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾: لا يعاقبكم بتقصيركم في شكرها ﴿ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴾.
﴿ وَ ﴾: الآلهة.
﴿ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ ﴾: تعبدون ﴿ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ ﴾: دفع بالوصف وهم المجاز والمآل إليه كالنطفة.
﴿ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾: وقت بعثهم، وإلالهة حيٌّ علام الغيوب ﴿ إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وَاحِدٌ ﴾: تنتجه الحُجج.
﴿ فَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ ﴾: لاتتأمل في الحجج ﴿ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ﴾: عن اتباع الرسل.
﴿ لاَ جَرَمَ ﴾: حقّاً.
﴿ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾: فيجازيهم.
﴿ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ ﴾: مُطلقاً فضلاً عنهم، ونزل في نضر بن الحارث.
﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ﴾ سألهم الحجاج الواردون: ﴿ مَّاذَآ أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ﴾: على محمدٍ ﴿ قَالُواْ ﴾: ما زعم نزوله.
﴿ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ ﴾: لا مُنزلٌ من اللهِ ﴿ لِيَحْمِلُواْ ﴾: اللام العاقبة.
﴿ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَمِنْ ﴾: بعض.
﴿ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ حال من المفعول أي: جاهلين بأنه ضلال، نبّه بالقيد على وجوب البحث والتمييز بين المحق والمبطل ثم الاقتداء به.
﴿ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ ﴾: فعلهم ﴿ قَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾: لهدم بناء دين الله ﴿ فَأَتَى ٱللَّهُ ﴾: أي: أمره ﴿ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ ﴾ جِهَةِ ﴿ ٱلْقَوَاعِدِ ﴾: التي بنوا عليها.
﴿ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ ٱلسَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾: هذا مثل لتدميرهم أو في صرح نمروذ وانهدامه عليهم عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ نمرُوذ إذ بنى الصرح ليصعد إلى السماء طولها خمسة آلاف ذراع، فألقت الريح رأسها في البحر وخر عليهم الباقي وهم تحته ﴿ ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ ﴾: بالنار.
﴿ وَيَقُولُ ﴾: توبيخاً.
﴿ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ ﴾: تخالفون المؤمنين.
﴿ فِيهِمْ ﴾: في سبيلهم.
﴿ قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ ﴾ ممن كان يدعوهم إلى الهدى شماتة.
﴿ إِنَّ ٱلْخِزْيَ ٱلْيَوْمَ وَٱلْسُّوۤءَ ﴾: العقاب ﴿ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ * ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ ﴾: انقادوا بملائكة العذاب قائلين.
﴿ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوۤءٍ ﴾: كفر، فتوق الملائكةُ: ﴿ بَلَىٰ ﴾: علمتم.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾: فيجازيكم.
﴿ فَٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ ﴾: كل صنف لبابه.
﴿ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى ﴾ منزل ﴿ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ ﴾: عن عبادته جهنم.
﴿ وَقِيلَ ﴾: القائل الحُجَّاح ﴿ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ ﴾: أنزل.
﴿ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هٰذِهِ ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةٌ ﴾: حياة طيبة.
﴿ وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ ﴾: لهم.
﴿ وَلَنِعْمَ دَارُ ٱلْمُتَّقِينَ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤونَ ﴾: ويشتهون.
﴿ كَذَلِكَ ﴾: الجزاء.
﴿ يَجْزِي ٱللَّهُ ٱلْمُتَّقِينَ * ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ طَيِّبِينَ ﴾: طاهرين من الظلم أو فرحين.
﴿ يَقُولُونَ ﴾: الملائكة.
﴿ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ﴾: لا يلحقكم بعد مكروه.
﴿ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ ﴾: حين تبعثون أو الآن، كذا صح في الحديث.
﴿ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * هَلْ يَنْظُرُونَ ﴾: ما ينتظر الكفار.
﴿ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ ﴾: لقبض أرواحهم.
﴿ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ ﴾: القيامة أو العذاب المستَأصل ﴿ كَذَلِكَ ﴾: الفعل من التكذيب.
﴿ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ ﴾: بتعذيبهم.
﴿ وَلـٰكِن ﴾: جزاء ما.
﴿ كَانُواْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ بعملهم ما استحقوه بهِ ﴿ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ ﴾ أي: وبالها ﴿ وَحَاقَ ﴾ أحاط ﴿ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * وَقَالَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ ﴾: استهزاءً لأنهم لم يعتقدوا قبح أعمالهم ﴿ لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ ﴾: أن لاّ نعبد غيره.
﴿ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلاۤ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ﴾: من نحو البحائر.
﴿ كَذٰلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ﴾: فُسِّرَ مرة في الأنعام.
﴿ فَهَلْ عَلَى ٱلرُّسُلِ إِلاَّ ٱلْبَلاغُ ٱلْمُبِينُ ﴾: الظاهر لاهتدائهم ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ ﴾: بأن.
﴿ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّاغُوتَ ﴾: الأوثان.
﴿ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى ٱللَّهُ ﴾: إلى الإيمان.
﴿ وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ ٱلضَّلالَةُ ﴾: إن لم يوفقهم.
﴿ فَسِيرُواْ ﴾: يا قريش.
﴿ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ ﴾ ممَّن قبلكم ﴿ إِن تَحْرِصْ ﴾: يا محمد.
﴿ عَلَىٰ هُدَاهُمْ ﴾: فلا نفع فيه ﴿ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ ﴾: يريد ضلاله.
﴿ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ ﴾: بإنجائهم.
﴿ وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ ﴾: أغلظ.
﴿ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَىٰ ﴾: يبعثهم ﴿ وَعْداً عَلَيْهِ ﴾: إنجازه.
﴿ حَقّاً ﴾: مصدر إن مؤكد لنفسه ولغيره.
﴿ وَلـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلْنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾: أنهم يبعثون ببعثهم.
﴿ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ﴾: لمن يبعث.
﴿ ٱلَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ ﴾: وهو الحق.
﴿ وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ ﴾: في حلفهم: " لا بعث الله " ثم بين وضوح إمكانه بقوله.
﴿ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ ﴾: أي: إيجاده.
﴿ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ ﴾: احْدُثْ ﴿ فَيَكُونُ ﴾: فيحدث بلا حاجة إلى مادة ومدة، فكيف وله مادّة؟ ﴿ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي ٱللَّهِ ﴾: لوجهه.
﴿ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ ﴾: بالإيذاء وغيره.
﴿ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ ﴾: لننزلنهم ﴿ فِي ٱلدُّنْيَا ﴾: تبوئة.
﴿ حَسَنَةً ﴾: بتمكينهم في البلاد حاكمين على العباد ﴿ وَلأَجْرُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ ﴾: منه لهم ﴿ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ﴾: الكفار لوافقوهم ﴿ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ ﴾: على الأذى ﴿ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً ﴾: فكيف يقولون: اللهُ اكبر من أن يكون رسوله بشراً، وأفهم أنه لم يُبْعَثْ امرأة ولا ملك يوحى إليهم ﴿ فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ ﴾: الكتابين.
﴿ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ ﴾: دَلَّ على وجوب مراجعة العلماء فيما لا يعلم، أرسلناهم ﴿ بِٱلْبَيِّنَاتِ ﴾: المعجزات الظاهرات.
﴿ وَٱلزُّبُرِ ﴾: الكتب.
﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ ﴾: القُرآنَ ﴿ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾: فيه برسالتك ﴿ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾: فيه فيهتدوا.
﴿ أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ﴾ المكرات ﴿ ٱلسَّيِّئَاتِ ﴾: في صد الصحابة عن الإيمان ﴿ أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأَرْضَ ﴾: كقارون ﴿ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ ﴾: جهة.
﴿ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾: بمجيئه منه، كقتلهم في بدر.
﴿ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ ﴾: في المعاش ﴿ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ ﴾: الله.
﴿ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ ﴾: تَنقُّص، بأن ينقصهم شيئاً فشيئاً حتى يستأصلوا.
﴿ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾: لا يعاجلهم بعقوبته.
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ ﴾: بيان ما ﴿ يَتَفَيَّؤُاْ ﴾: يتميل ويدور ﴿ ظِلاَلُهُ عَنِ ٱلْيَمِينِ ﴾: يمين الفلك، أي: شرقية كما في أول النهار والتوحيد للفظ ما، والجمع لمعناه كتوحيد ضمير ظلاله والجمع في ﴿ وَٱلْشَّمَآئِلِ ﴾: وما بعده غربيه ويعني بها كما في آخر النهار، أو هما جانبا كل شيء استعارة من يمين الإنسان وشماله.
﴿ سُجَّداً ﴾: منقادين.
﴿ لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ ﴾: ذليلون تحت قدرته ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ﴾: ينقاد ﴿ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ ﴾: والدبيب: الحركة الجسمانية فيشملهما وغلب بما ما لا يعقل لكثرته.
﴿ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ ﴾: أسند بعطفه من يجعلهم مُجرَّدين، وردَّ بأنه خصهم تعظيماً.
﴿ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ﴾: عن عبادته ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ ﴾: أن ينزل عليهم عذاباً من فوقهم، أو وهو فوقهم بالقهر.
﴿ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾: به.
﴿ وَقَالَ ٱللَّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـٰهَيْنِ ٱثْنَيْنِ ﴾: وصفه به تنبيهاً على أن مساق النهي إليه أو أن الإثنينية تنافي الإلهية كما نبَّه بقوله: ﴿ إِنَّمَا هُوَ إِلـٰهٌ وَاحِدٌ ﴾: على أن المقصود إثبات وحدته أو أنَّ الوحدة من لوازمها وإنما الله الإله الواحد.
﴿ فَإيَّايَ فَٱرْهَبُونِ ﴾: لا غير.
﴿ وَلَهُ مَا فِي ٱلْسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَهُ ٱلدِّينُ ﴾: الطاعة.
﴿ وَاصِباً ﴾: دائما فإنه المستحق للعبادة.
﴿ أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَتَّقُونَ * وَمَا ﴾: أيّ شيء اتَّصل َ ﴿ بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾: ترفعون أصواتكم بالدعاء.
﴿ ثُمَّ إِذَا كَشَفَ ٱلضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُواْ ﴾: واللام للعاقبة أو أمر تهديد.
﴿ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ ﴾: من النِّعم ﴿ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ عاقبتكم ﴿ وَيَجْعَلُونَ لِمَا ﴾: لآلتهتهم الذين.
﴿ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾: لأنهم جماد.
﴿ نَصِيباً مِّمّا رَزَقْنَاهُمْ ﴾: فيقولون: هذا الله بزعمهم - إلى آخرِه كما مر.
﴿ تَٱللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ ﴾ توبيخاً ﴿ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ ﴾: من إشراكها.
﴿ وَيَجْعَلُونَ ﴾ يثبتون يعني: كنانة وخزاعة.
﴿ لِلَّهِ ٱلْبَنَاتِ ﴾: أي: الملائكة مع كراهتهم البنات.
﴿ سُبْحَانَهُ ﴾: تنزيهه منها.
﴿ وَلَهُمْ ﴾: خير.
﴿ مَّا يَشْتَهُونَ ﴾: أي: البنون أو تقديره: ويجعلون لهم لا يزلم ذكر النفس إذ الفعل ما وقع على الجاعلين نحو:﴿ وَهُزِّىۤ إِلَيْكِ ﴾[مريم: ٢٥]: و:﴿ وَٱضْمُمْ إِلَيْكَ ﴾[القصص: ٣٢] ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ ﴾: صار.
﴿ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً ﴾: كنايةً عن شدَّة الغمِّ ﴿ وَهُوَ كَظِيمٌ ﴾: مَمْلُوءٌ من الغيظ على المرأة ﴿ يَتَوَارَىٰ ﴾: يختفي.
﴿ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ﴾: مُحدثاً نفسه ﴿ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ ﴾: ذل.
﴿ أَمْ يَدُسُّهُ ﴾: يخفيه.
﴿ فِي ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾: في هذه النسبة إليه تعالى.
﴿ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ مَثَلُ ﴾: صفة ﴿ ٱلسَّوْءِ ﴾: النقص ﴿ وَلِلَّهِ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ ﴾: فهو المتعالي عن كل نقصٍ ﴿ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ﴾: المنفرد بكمال الحكمة والقدرة ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا ﴾: على الأرض بقرينة ﴿ مِن دَآبَّةٍ ﴾: بشؤمهم، أضاف ألظلم إليهم باعتبار الأكثر، فلا يلزم دخول الأنبياء ولا بُعْدَ في إهلاك البرئ مع الظالم بشؤمه كما وقع في كثيرٍ من الأمم، أو المراد: دابة ظلامة أو لأنه لو أهلك الآباء بكفرهم لم يكن الأبناء ﴿ وَلٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ ﴾: وقت موتهم ليتوالدوا ﴿ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ﴾: فسر مرة.
﴿ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ ﴾: لأنفسهم، كالبنات وشركاء الرئاسة.
﴿ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ ٱلْكَذِبَ ﴾: وهو ﴿ أَنَّ لَهُمُ ٱلْحُسْنَىٰ ﴾: الجنة هو قولهم:﴿ وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ ﴾[فصلت: ٥٠] ﴿ لاَ جَرَمَ ﴾: حقّاً.
﴿ أَنَّ لَهُمُ ٱلْنَّارَ وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ ﴾: مقدمون إليها.
﴿ تَٱللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ﴾: فأصرُّوا عليها.
﴿ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ﴾: ناصرهم.
﴿ ٱلْيَوْمَ ﴾: في الدنيا، أو يوم القيامة، لا نصار لهم.
﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾: في الآخرة.
﴿ وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ﴾: للناس.
﴿ ٱلَّذِي ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ ﴾: فترشدهم إلى الحق.
﴿ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * وَٱللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ ﴾: فسر مرَّةً.
﴿ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ﴾: سماع تدبر.
﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ﴾: اعتبارً.
﴿ نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهِ ﴾: ذكره وأفرده للفظه، فإنه اسمُ جمع وأنثه في المؤمنين للمعنى أي: جمع لصحة وقوع الجنس مقام الجمع.
﴿ مِن بَيْنِ فَرْثٍ ﴾ ثفلٌ في الكرش ﴿ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً ﴾: من لون الدم ورائحة الفرث.
﴿ سَآئِغاً ﴾: سهل المرور في الحلق.
﴿ لِلشَّارِبِينَ ﴾: والبينيَّة مجازيَّة لأنَّ ما في المعدةِ: ثفل الفرث وصفوه يَهْضِمهُ الكبد ثانياً فيحدث أخلاطاً أربعة معها: مَائِيَّة، فالقوة المميزة تدفعها بما زاد من المرتين إلى الكُلْيَةِ والمرارة والطحال، ثم توزع الباقي على الأعضاء بحسب حَصَصها وفي الأنثى تزيد أخلاطها على قدر غذائها لغلبة برودتها ورطوبتها فيندفع الزائد أولاً إلى الرحم للجنين فإذا انفصل انصب ذلك الزائد أو بعضه إلى الضروع، فيبيضُّ بمجاورة لحومها الغّددية البيض فتصير لبناً،﴿ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ ﴾[المؤمنون: ١٤] ﴿ وَمِن ﴾ أي: بعض.
﴿ ثَمَرَاتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ ﴾: من ذلك البعض أو من جنسها كما مر ﴿ سَكَراً ﴾: خَمْراً، وهذا نزل قبل تحريمها.
﴿ وَرِزْقاً حَسَناً ﴾: كالدبس، وقيل: السكر ما شربت، والرزق: ما أكلت.
﴿ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾: يستعملون عقولهم في النظر فيهما ﴿ وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ ﴾ إلْهاماً ﴿ أَنِ ٱتَّخِذِي ﴾: التأنيث لمعنى الجمع أو بلغة الحجاز.
﴿ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً ﴾: عجز عنها حُذّاقُ المهنسين إلا بآلات وأنظار دقيقة.
﴿ وَمِنَ ﴾: بعض.
﴿ ٱلشَّجَرِ ﴾: بيوتا ﴿ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ﴾: يبنون لها.
﴿ ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ ﴾: التي تشتهيها.
﴿ فَٱسْلُكِي ﴾: ادخلي.
﴿ سُبُلَ رَبِّكِ ﴾: التي ألهمك في عَمَل العَسَل، أو الرعي حَال الكمون السبل أو كونك.
﴿ ذُلُلاً ﴾: مُنقادةً لك أو لأمره، جمع ذَلُوْل، ولذا يُقسِّمُ يعسوبها أعمالها بينها، فبعض يعمل الشَّمع، وبعض يعمل العس، وبعض يبني البيوت، وبعض يستقي الماء ويصبه في البيت، فسبحان من أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى ﴿ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ ﴾: على هذا يؤيد القول بأنه قيئه، وأما من قال إنه أجزاء طيلة تلتقطها بالفم وتدخرها فيؤول البطنُ بالفمِ ﴿ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ ﴾: بياضاً وغيره.
﴿ فِيهِ شِفَآءٌ ﴾: عظيم.
﴿ لِلنَّاسِ ﴾: في البلغمي بنفسه وفي غيره مع ضمِّه أو تنكيره للبعضية ﴿ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾: في صُنْع الله.
﴿ وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ ﴾ أخِر ﴿ ٱلْعُمُرِ ﴾: الهرم والخَرَف، روي أنّ قاريء القرآن لا يرد إليه، وقيل: هو في الكافر ويؤيده آخر التين.
﴿ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً ﴾: فيصير كالطفل في الفهم، أفهم أن تفاوت الآجال ليس إلا بتقدير [قادرٍ حكيم] ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ ﴾: بصنْعِه.
﴿ قَدِيرٌ ﴾: على مايشاء.
﴿ وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلْرِّزْقِ ﴾: لحكمة ﴿ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ ﴾: في الرزق.
﴿ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ﴾: أي: لايعطون رزقهم مماليكهم.
﴿ فَهُمْ ﴾: المماليك والموالي.
﴿ فِيهِ ﴾: في الرزق.
﴿ سَوَآءٌ أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴾: بإنكار أمثال هذه الحجج بعدما أنعم بإيضاحها.
﴿ وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ ﴾: جنس.
﴿ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ ﴾: تَركَ البنات لكراهتهم لها ولامقام للأمتنان.
﴿ وَحَفَدَةً ﴾: أولاد أولاد، أو البنات، وقيل: الربائب لسرعة خدمتهن، إذا الحافد المسرع في الخدمة.
﴿ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ ﴾: المستلذات.
﴿ أَفَبِٱلْبَاطِلِ ﴾: الأصنام.
﴿ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴾: بإضافتها إلى غيره.
﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ ﴾: تملكه، أفرد ثم جَمَ للفط والمعنى ﴿ فَلاَ تَضْرِبُواْ ﴾: لا تجعلوا.
﴿ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ ﴾ فتقيسوه عليها فإنّ ضرب المثل تشبيه حال بحال أو: لا تضربوا له ا لمثل بحَالٍ ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ ﴾: فساد ضربكم أو ضربها ﴿ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾: ذلك، وعلى الثاني: فيه إشارة إلى أن الأسماء توقيفية فضرب مثلاً لمن عبد دونه ومثلا لنفسه فقال.
﴿ ضَرَبَ ﴾: جعل.
﴿ ٱللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً ﴾: لآخَرَ ﴿ لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ ﴾: من التصرف، لا كالمأذون، هذا مثل الأصنام، وقيل: مثل كافر لم يقدم خيراً.
﴿ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً ﴾: مثلٌ له تعالى، وقيل: للمؤمن فإنه كالحر يعمل بنفسه لله تعالى.
﴿ هَلْ يَسْتَوُونَ ﴾: جنسها، أي: العبيد والأحرار.
﴿ ٱلْحَمْدُ ﴾ كلُّه ﴿ لِلَّهِ ﴾: فقط ﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾: ذلك فيعبدون غيره.
﴿ وَضَرَبَ ﴾: جعل.
﴿ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ ﴾: وُلِدَ أخرس.
﴿ لاَ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ ﴾: من الصنائع.
﴿ وَهُوَ كَلٌّ ﴾: ثقيل.
﴿ عَلَىٰ مَوْلاهُ ﴾: أفهم أنه مملوك.
﴿ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ ﴾: سيده.
﴿ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ ﴾: هذا مثل الأصنام أو الكفار.
﴿ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن ﴾ هو منطيقٌ رشيد.
﴿ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَهُوَ ﴾ نفسهُ ﴿ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾: أينما توجه بلَغَهُ، هذا مثله تعالى أو المؤمنين ﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ ﴾: عِلْمُ ما غَاب في ﴿ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَآ أَمْرُ ﴾: قيام.
﴿ ٱلسَّاعَةِ ﴾: سرعة وسهولة.
﴿ إِلاَّ ﴾: كما يقولون فيه هو.
﴿ كَلَمْحِ ٱلْبَصَرِ ﴾: كرجع الطرف من أعلى الحدقة إلى أسفله، ثم قال تعالى: ﴿ أَوْ ﴾ بل ﴿ هُوَ أَقْرَبُ ﴾ في السرعة، وعلى هذا لا يردُ أنَّ أو للشك، و " بل " للرجوع عن الإخبار وهما محال على الله تعالا، وكذا نظائر، نحو﴿ مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴾[الصافات: ١٤٧]﴿ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ﴾[البقرة: ٧٤] أي: كونوا فيها على هذا الظن ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾: ومنه بعثهم ﴿ وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ ﴾: أنشأ.
﴿ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ ﴾: أي: أدوات معارفكم الجزئية والكلية.
﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾: بصرفها في المعارف كما بينَّه بقوله: ﴿ أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ ٱلطَّيْرِ مُسَخَّرَٰتٍ ﴾: مُذلّلات للطيران بما خُلق له من الأجنحة.
﴿ فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ ﴾: هذا العلو.
﴿ مَا يُمْسِكُهُنَّ ﴾: فيه.
﴿ إِلاَّ ٱللَّهُ ﴾: فإن ثقلها بلا علاقة ودعامة يقتضى سقوطها.
﴿ إِنَّ فِي ذٰلِكَ ﴾: الخلق والتسخير والإمساك.
﴿ لأَيٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً ﴾: مسكوناً موضعاً تسكنونه ﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ مِّن جُلُودِ ٱلأَنْعَامِ ﴾: وما عليها من الشعر.
﴿ بُيُوتاً ﴾: كما لأكثر العرب.
﴿ تَسْتَخِفُّونَهَا ﴾: تجدونها خفيفة.
﴿ يَوْمَ ظَعْنِكُمْ ﴾: ترحالكم.
﴿ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ﴾: حَضَركم، أو وقت نزولكم ﴿ وَمِنْ أَصْوَافِهَا ﴾ للضَّأْن.
﴿ وَأَوْبَارِهَا ﴾: للإبل ﴿ وَأَشْعَارِهَآ ﴾: للمعز ﴿ أَثَاثاً ﴾: أمتعة لبيوتكم كالفُرش ﴿ وَمَتَاعاً ﴾: ما يتجر به: ﴿ إِلَىٰ حِينٍ ﴾: مُدَّةً مديدةً.
﴿ وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ﴾: من شجر ونحوه ﴿ ظِلاَلاً ﴾: تستظلون بها ﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْجِبَالِ أَكْنَاناً ﴾: جمع كِنٍّ، ما يستكنُّ فيه كالغار ﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ ﴾: ثياباً.
﴿ تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ ﴾: اكتفى بأحد الضِّدين لأهميته عندهم ﴿ وَسَرَابِيلَ ﴾: للحرب كالدروع.
﴿ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ﴾: حربكم من الطَّعْنِ ونحوه ﴿ كَذَلِكَ ﴾: الخلق.
﴿ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ ﴾: بخلق ما تحتاجون إليه.
﴿ لَعَلَّكُمْ ﴾: تنظرون فيها و ﴿ تُسْلِمُونَ ﴾: تناقدون لحكمه ﴿ فَإِن تَوَلَّوْاْ ﴾: عن الإسلام فـ أنت معذورٌ.
﴿ إِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ * يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ ٱللَّهِ ﴾: بأنها منه.
﴿ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا ﴾: بالاشراك.
﴿ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْكَافِرُونَ ﴾: وأقلهم الجاهلون بأنها منه.
﴿ وَ ﴾: اذكر ﴿ يَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ﴾: رَسُولها الشاهد عليهم.
﴿ ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾: في الاعتذار.
﴿ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ﴾: لا يُطلْلَبُ منهم إ رضاء الله لأنه ليس يوم عملٍ ﴿ وَإِذَا رَأى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلْعَذَابَ ﴾: في جهنم.
﴿ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ ﴾: يمهلونَ ﴿ وَإِذَا رَأى ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَآءَهُمْ قَالُواْ ﴾: غيْضاً على آلهتهم ودُنْيَاهُم ﴿ رَبَّنَا هَـٰؤُلآءِ شُرَكَآؤُنَا ٱلَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْا ﴾: نعبدهم ﴿ مِن دُونِكَ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ ٱلْقَوْلَ ﴾: أي: قالوا لهم: ﴿ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ بل عبدتم أهواءكم.
﴿ وَأَلْقَوْاْ ﴾: الكُفَّار ﴿ إِلَىٰ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ ٱلسَّلَمَ ﴾: استسلموا لحكمه.
﴿ وَضَلَّ ﴾: ضاع.
﴿ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴾: من نصرة آلهتهم.
﴿ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ ﴾: الناس.
﴿ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾: دينه.
﴿ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ ٱلْعَذَابِ ﴾: الذي استحقوه بكفرهم، وهو عقاربُ أنيابها كالنخل الطوال.
﴿ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ ﴾: بضلالهم وإضلالهم ﴿ وَ ﴾: واذكر ﴿ يَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِّنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾: نبيهم.
﴿ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً ﴾: يا محمدُ ﴿ عَلَىٰ هَـٰؤُلآءِ ﴾: أمتك.
﴿ وَ ﴾: قَدْ ﴿ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ تِبْيَاناً ﴾: بياناً بليغاً.
﴿ لِّكُلِّ شَيْءٍ ﴾: يحتاجون إ ليه في الدين ﴿ وَهُدًى وَرَحْمَةً ﴾: للجميع، وإنما يُحرم من فرّطَ ﴿ وَبُشْرَىٰ ﴾: بشارة.
﴿ لِلْمُسْلِمِينَ ﴾: فقط هذه الآية كبيان لكون القرآن تبياناً تفصيلً أو إجمالاً بالإحالة إلى السُّنَّة أو القياس ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ ﴾: بالتوسط في الاعتقاد، كالتوحيد لا التعطيل والتشريك في العم كالتعبد لا البطالة والترهب وفي الخلق كالجود لا البخل والتبذير.
﴿ وَٱلإحْسَانِ ﴾: في العمل، أو إ لى كلِّ الخلق.
﴿ وَإِيتَآءِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ ﴾: صلة الرَّحم ﴿ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاءِ ﴾: ما غلظ من المعاصي كالزنا والمكر شرعاً.
﴿ وَٱلْبَغْيِ ﴾: الظلم، خصه اهتماماً، أو الأول الإفراط في متابعة القوة الشهرية، والثاني: إثارة القوة الغضبية، والثالث، الاستعالاء على الناس، وهو مقتضى الوهمية ولا شرّ فيثها إلاَّ بواسطة أحد منها.
﴿ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾: تنتبهون.
﴿ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ ﴾: ببيعة الإسلام أو مطلقاً.
﴿ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ ٱلأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا ﴾: بذكر الله.
﴿ وَقَدْ جَعَلْتُمُ ٱللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً ﴾: شاهداً حيث حلفتهم به.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾: من النقض.
﴿ وَلاَ تَكُونُواْ ﴾: في نقضها.
﴿ كَٱلَّتِي نَقَضَتْ ﴾ أفسدت ﴿ غَزْلَهَا ﴾: ما غزلته.
﴿ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ﴾: إحكامها له وقيل: حال كون غزلها.
﴿ أَنكَاثاً ﴾: جمع نِكْث أي: طاقات من نكث أي: حل فتلها، وهي مكية حمقاء قيل: اسمها ربطة بنت سعد القرشية كانت تغزل طول يومها ثم تنقضه.
﴿ تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً ﴾ دَغَلاً وغروراً ﴿ بَيْنَكُمْ ﴾: وأصله ما يدخل الشيء ولم يكن منه بسبب.
﴿ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ ﴾: جماعةً ﴿ هِيَ أَرْبَىٰ ﴾: أكثر عدداً.
﴿ مِنْ أُمَّةٍ ﴾: أُخْرى كانوا إذا حالفوا قبيلة أو وجدو قبيلة أخرى أقوى حالفوها وغدروا الإضعف.
﴿ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ ﴾: يختبركم.
﴿ ٱللَّهُ بِهِ ﴾: بالأمر بالإفاء أو بكونهم أربى لينظر: أَتفُوْن أم لا.
﴿ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾: في الدنيا بالمجازاة.
﴿ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾: متفقة في الدين.
﴿ وَلـٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ ﴾: لحكمة.
﴿ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾: للمُجَازاة.
﴿ وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً ﴾: مكراً.
﴿ بَيْنَكُمْ ﴾: في كل حال ﴿ فَتَزِلَّ قَدَمٌ ﴾: أي: أقدامكم عن محجة الإسلام.
﴿ بَعْدَ ثُبُوتِهَا ﴾: عليها، وَحَدَّ القدم ليدل على الأقدام من باب أولى.
﴿ وَتَذُوقُواْ ٱلْسُّوۤءَ ﴾: عذاب الدنيا.
﴿ بِمَا صَدَدتُّمْ ﴾: غيركم ﴿ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾: فإنَّ من نقضَ البيعَة وارتدّ جَعَلَ ذلكَ سُنّةً لغيرهِ ﴿ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾: في الآخرة.
﴿ وَلاَ تَشْتَرُواْ ﴾: لا تستبدلوا.
﴿ بِعَهْدِ ٱللَّهِ ﴾: كله ﴿ ثَمَناً ﴾: عرضاً من أعراض الدينا ﴿ قَلِيلاً إِنَّمَا عِنْدَ ٱللَّهِ ﴾: من الأجر.
﴿ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾: منه.
﴿ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * مَا عِندَكُمْ ﴾: من أعراض الدنيا.
﴿ يَنفَدُ ﴾: ينقضي.
﴿ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍ ﴾: دائم.
﴿ وَلَنَجْزِيَنَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُوۤاْ ﴾: على طاعته.
﴿ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ﴾: بجزَاْ أحسن مِن ﴿ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾: أو أرجى كالواجبات أو بمعنى حسن.
﴿ مَنْ عَمِلَ ﴾: عَمَلاً ﴿ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾: برزقٍ حلالٍ، أو قناعة، أو الجنة.
﴿ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ ﴾: لنعطينهم.
﴿ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾: كما مرَّ ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْآنَ ﴾ أَرَدْتَ قِرَاءَتَه ﴿ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ مِنَ ﴾: وسوسة ﴿ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ ﴾: أمْر ندْبٍ، يدل على استحباب تكرارها في الركعات، أي: قل: أعذو بالله من الشيطان الرجيم، بهذه الصغية، رَوَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل - عليه السلام عن القلم عن اللوح والمراد: فلم نسخ به من اللوح ونزل به جبريل إلى السماء الدنيا، فإنّ القلم الأعلى مقدم الرتبة على اللوح.
﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ ﴾: تسلط.
﴿ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ ﴾: يطعيونه.
﴿ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِ ﴾: بالله.
﴿ مُشْرِكُونَ * وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ﴾: بالنسخ ﴿ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ ﴾: من الصَّالح ﴿ قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ ﴾: على الله.
﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾: حُكْمَ الأحكام ﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ ٱلْقُدُسِ ﴾: جبريل.
﴿ مِن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ ﴾: بالحكمة.
﴿ لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾: على إيمانهم، فإنهم يعلمون أن في النسخ مصالحُ ﴿ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ * وَلَقَدْ ﴾: للتحقيق.
﴿ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ﴾: أي جَبْرٌ الرومي غُلامُ عامر بن الحضرمي.
﴿ لِّسَانُ ﴾: لغة.
﴿ ٱلَّذِي يُلْحِدُونَ ﴾: يميلون.
﴿ إِلَيْهِ ﴾: أنه يعلمه.
﴿ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا ﴾: القرآن.
﴿ لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ﴾: ذو بيان وفصاحة.
﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ ﴾ اي: في علمه ﴿ لاَ يَهْدِيهِمُ ٱللَّهُ ﴾: فيتفوهون بأمثاله.
﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾: في الآخرة.
﴿ إِنَّمَا يَفْتَرِي ٱلْكَذِبَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَأُوْلـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ ﴾: حقيقة أكد بالتكرار وإن وغيره مقابلة لـ " إنما أنت " ﴿ مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ ﴾: على كلمة الكفر ﴿ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِٱلإِيمَانِ ﴾: خبر من محذوف دلّ عليه ﴿ وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً ﴾: نَفْساً.
﴿ فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذٰلِكَ ﴾: الكفر أو الغضب.
﴿ بِأَنَّهُمُ ٱسْتَحَبُّواْ ﴾: اختاروا.
﴿ ٱلْحَيَاةَ ٱلْدُّنْيَا عَلَىٰ ٱلآخِرَةِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ ﴾: في علمه تعالى.
﴿ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ﴾: ختم.
﴿ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ﴾: عن فَهْم الحق وسماعه وإبصاره.
﴿ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْغَافِلُونَ ﴾: حقيقة.
﴿ لاَ جَرَمَ ﴾: حقاً.
﴿ أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلْخَاسِرونَ ﴾: لتضييعهم فطرتهم.
﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ ﴾: أي: لَهُم لا عليهم، أو خبره محذوف دلّ عليه خبر إنّ الثانية.
﴿ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ﴾: عُذِّبوا ليرتدوا كعمَّار.
﴿ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ ﴾: على المشاق لله.
﴿ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا ﴾: بعد الثلاثة.
﴿ لَغَفُورٌ ﴾: ذنوبهم.
﴿ رَّحِيمٌ ﴾: بهم.
﴿ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا ﴾: ذاتها لخلاصها، فالنفس الأولى لمجموع الذات وصاحبها.
﴿ وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ ﴾: جزاء.
﴿ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾: في أجرهم.
﴿ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً ﴾: جعلها مثلاً لمن أنعم عليه فكفر بنعمته فنزل به نقمة.
﴿ كَانَتْ آمِنَةً ﴾: كمكَّة.
﴿ مُّطْمَئِنَّةً ﴾: لا يزعج أهلها الخوف ﴿ يَأْتِيهَا رِزْقُهَا ﴾: قوتها.
﴿ رَغَداً ﴾: واسعاً ﴿ مِّن كُلِّ مَكَانٍ ﴾: من نواحيها.
﴿ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ ﴾: بترك طاعته.
﴿ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ ﴾: فقحطوا سبع سنين بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم.
﴿ وَٱلْخَوْفِ ﴾: من سطوة سرايا المسلمين، فالذوق مستعار لإدراك أثر الضرر واللباس لما غشيهم من الجوع والخوف وأوقع الإذاقة عليه بالنظر إلى المستعار له.
﴿ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ * وَلَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ ﴾: نسباً.
﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ ٱلْعَذَابُ ﴾: المذكور.
﴿ وَهُمْ ظَالِمُونَ * فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَـٰلاً طَيِّباً وَٱشْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾: تطيعون.
﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ﴾: أي: الآن ﴿ ٱلْمَيْتَةَ وَٱلْدَّمَ وَلَحْمَ ٱلْخَنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ ﴾: وبواقي المُحَرَّمات حرمت بعدها بالسنة.
﴿ فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾: بُيِّن مرَّةً.
﴿ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ ﴾: أي: لا تقولوا.
﴿ هَـٰذَا حَلاَلٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ ﴾: بقولكم:﴿ مَا فِي بُطُونِ هَـٰذِهِ ٱلأَنْعَٰمِ ﴾[الأنعام: ١٣٩].
.. إلخ، لوصف ألسنتكم الكذب، وهذا مبالغة في كذبهم، كأن حقيقة الكذب مجهولة توصف وتعرف بكلامهم.
﴿ لِّتَفْتَرُواْ ﴾: اللام للعاقبة.
﴿ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ﴾: لا ينجون.
﴿ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ﴾: في الدنيا.
﴿ وَلَهُمْ ﴾: في الآخرة.
﴿ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَعَلَىٰ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ ﴾: في الأنعام.
﴿ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ ﴾: بالتضييق يتريمه.
﴿ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾: فاستحقوه مَرَّ بيانه.
﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوۤاْ ﴾: حالهم.
﴿ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا ﴾: بعد التوبة.
﴿ لَغَفُورٌ ﴾: لذنوبهم.
﴿ رَّحِيمٌ ﴾: بهم.
﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ﴾: ماموراً مقصوداً للناس بالتحية مؤتمّاً أو لكثرة فضائله، كأنه أ مة.
﴿ قَانِتاً ﴾: مطيعاً.
﴿ لِلَّهِ حَنِيفاً ﴾: وإنما جاز اتباع الأفضل المفضُول لسبقه القول الحق والعمل به مائلاً عن الباطل.
﴿ وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ﴾: كما زعمت قريش.
﴿ شَاكِراً لأَنْعُمِهِ ﴾: القلائل فكيف بكثيرها.
﴿ ٱجْتَبَاهُ ﴾: بالنبوة.
﴿ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾: في الدعوة إليه.
﴿ وَآتَيْنَاهُ فِي ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةً ﴾: بنحو بنوة أولاده وتحبيبه إلى الخلق.
﴿ وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ ﴾: أي: الكاملين في الصَّلاح اعتناءً به في الصَّلاح ﴿ ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ﴾: بأن.
﴿ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ ﴾: في المناسك والعقائد، وأكثر الفروع كما هو حال كونه ﴿ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ﴾: كما زعمت قريش.
﴿ إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبْتُ ﴾: فَرْضُ تعظيمه.
﴿ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ ﴾: أي: اليهود، إذ أمروا بتعظيمم الجمعة كما هو ملة إبراهيم فقال أكثرهم: نريد السبت إذ فرغ الله فيه من الخلق وأطاع شرذمة منهم فلمَّا أمروا بالسبت ما أطاع إلاّ تلك الشِّرذمة ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾: بالمجازة.
﴿ ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ ﴾: دينه.
﴿ بِٱلْحِكْمَةِ ﴾: بالدليل الموضح للحق أو القرآن.
﴿ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ﴾: القول اللين، أو مواعظ القرآن.
﴿ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِي ﴾: بالطريقة التي ﴿ هِيَ أَحْسَنُ ﴾: رفْقاً، فالأول لخواص الأمة والثاني لعوامها، والثالث للمعاندين.
﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ ﴾: فما عليك إلا البلاغ، وهذا قبل أمر القتال.
﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ﴾: فإنه من الحكمة والمجادلة الحسنة.
﴿ وَلَئِن صَبَرْتُمْ ﴾: وعفوتم.
﴿ لَهُوَ ﴾: للصبر.
﴿ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ ﴾: من الانتقام.
﴿ وَٱصْبِرْ ﴾: يا محمد على المشاقِّ.
﴿ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِٱللَّهِ ﴾: بتوفيقه.
﴿ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ﴾: على الكفرة، أو على المؤمنين بما فعل بهم.
﴿ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ ﴾: ضيق صدر.
﴿ مِّمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ ٱللَّهَ ﴾: بالمعونة.
﴿ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ ﴾: المعاصي.
﴿ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ﴾: في أعمالهم معك - واللهُ أعْلَمُ ب الصّوابِ وإليه المرجعُ.
Icon