تفسير سورة سورة القمر من كتاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم
المعروف بـالمنتخب
.
لمؤلفه
مجموعة من المؤلفين
.
ﰡ
١ - دنت القيامة وسينشق القمر لا محالة.
٢ - وإن ير الكفار معجزة عظيمة يُعرضوا عن الإيمان بها، ويقولون: هى سحر دائم متتابع.
٣ - وكذَّبوا الرسل واتبعوا ما تزيِّنُهُ لهم أهواؤهم، وكل أمر منته إلى غاية يستقر عليها.
٤ - وأقسم لقد جاء الكفار من أخبار الأمم السابقة والحقائق الكونية ما فيه كفاية لزجرهم.
٥ - هذا الذى جاءهم حكمة عظيمة بالغة غايتها. فأى نفع تُفيد النُّذر من انصرف عنها؟.
٦ - فأعرض - يا محمد - عن هؤلاء الكفار، وانتظر يوم يدعو داعى الله إلى أمر شديد تنكره النفوس.
٧ - خاضعة أبصارهم من شدة الهول، يخرجون من القبور كأنهم - فى الكثرة والسرعة - جراد منتشر! {
٨ - مسرعين إلى الداع، ينظرون إليه فى ذل وخضوع، لا يتحول بصرهم عنه، يقول الكافرون يوم القيامة: هذا يوم صعب شديد.
٩ - كذَّبت قبل كفار مكة قوم نوح، فكذَّبوا نوحاً - عبدنا ورسولنا - ورموه بالجنون، وحالوا - بأنواع الأذى والتخويف - بينه وبين تبليغ الرسالة.
١٠ - فدعا نوح ربه إنى مغلوب من قومى، فانتقم لى منهم.
١١ -، ١٢ - ففتحنا أبواب السماء بماء منصب كثير متتابع، وشققنا الأرض عيوناً متفجرة بالماء. فالتقى ماء السماء وماء الأرض على إهلاكهم الذى قدَّره الله تعالى.
١٣ -، ١٤ - وحملنا نوحاً على سفينة من خشب، وخيوط من ليف تشد ألواحها، تجرى على الماء بحفظنا، جزاء لنوح الذى استمر قومه على تكذيب دعوته.
١٥ - ولقد تركنا حادثة إغراق الكافرين وإنجاء المؤمنين عظة، فهل من مُتَّعظ.
١٦ - فعلى أى حال كان عذابى وإنذارى للمخالفين؟} {
١٧ - وأقسم لقد سهَّلنا القرآن للتذكرة والاتعاظ، فهل من متعظ؟.
١٨ - كذبت عاد رسولهم - هوداً - فعلى أى حال كان عذابى وإنذارى للمخالفين؟} !
١٩ -، ٢٠ - إنا سلّطنا عليهم ريحاً باردة مدوية فى يوم شؤم دائم، تقلع الناس من أماكنهم، وترمى بهم على الأرض صرعى، كأنهم أصول نخل منقلع من مغارسه.
٢١ - فعلى أى حال كان عذابى وإنذارى للمخالفين! {
٢٢ - ولقد سهلنا القرآن للعظة والاعتبار، فهل من متعظ؟
٢٣ - كذَّبت ثمود بإنذارات نبيِّهم صالح.
٢٤ - فقالوا: أبشراً من عامتنا لا عصبية له نتبعه؟، إنا إذا اتبعناه لفى بُعْد عن الحق وجنون.
٢٥ - أَاُنْزِلَ الوحى عليه من بيننا وفينا من هو أحق منه؟ بل هو كثير الكذب، منكر للنعمة.
٢٦ - سيعلمون قريباً يوم ينزل بهم العذاب: مَنْ الكذَّاب المنكر للنعمة، أهم أم صالح رسولهم؟
٢٧ - إنا مرسلو الناقة آية لرسولنا - صالح - امتحاناً لهم، فانتظرهم وتبصَّر ما هم فاعلون، واصبر على أذاهم حتى يأتى أمر الله.
٢٨ - ونبئهم أن الماء مقسوم بينهم وبين الناقة، كل نصيب يحضره صاحبه فى يومه.
٢٩ -، ٣٠ - فنادوا صاحبهم، فتهيأ لعقر الناقة فعقروها. فعلى أى حال كان عذابى وإنذارى للمخالفين؟}
٣١ - إنا سلّطنا عليهم صيحة واحدةً فكانوا بها كشجر يابس يجمعه من يريد اتخاذ حظيرة!!
٣٢ - ولقد سهّلنا القرآن للعظة والاعتبار، فهل من متعظ؟.
٣٣ - كذبت قوم لوط بإنذارات رسولهم.
٣٤ -، ٣٥ - إنا أرسلنا عليهم ريحاً شديدة ترميهم بالحصى، إلا آل لوط المؤمنين نجَّيناهم من هذا العذاب آخر الليل، إنعاماً عليهم من عندنا، كذلك الإنعام العظيم نجزى به من شكر نعمتنا بالإيمان والطاعة.
٣٦ - ولقد خوَّف لوط قومه أخذتنا الشديدة، فشكوا فى إنذاراته تكذيباً له.
٣٧ - ولقد أرادوا منه تمكينهم من ضيفه، فمحونا أبصارهم جزاء ما أرادوا، فقل لهم - تهكماً -: تجرعوا عذابى وإنذاراتى.
٣٨ -، ٣٩ - ولقد فاجأهم فى الصباح الباكر عذاب ثابت دائم، فقيل لهم: تجرعوا عذابى وإنذاراتى.
٤٠ - ولقد سهَّلنا القرآن للعظة والاعتبار، فهل من متعظ؟
٤١ - ولقد جاء آل فرعون الإنذارات المتتابعة.
٤٢ - كذبوا بآياتنا ومعجزاتنا التى جاءت على يد رسلنا، فأهلكناهم إهلاك قوى لا يُغْلَب. عظيم القدرة.
٤٣ - أأنتم - أيها الكفار - أقوى من أولئكم الأقوام السابقين الذين أهلكوا؟. بل ألكم براءة من العذاب فيما نزل من الكتب السماوية؟
٤٤ - أيقول هؤلاء الكفار: نحن جمع مؤتلف ممتنع على أعدائه لا يغلب؟.
٤٥ - سيغلب هذا الجمع، ويفرون مولين الأدبار.
٤٦ - بل القيامة موْعد عذابهم، والقيامة أعظم داهية وأقسى مرارة.
٤٧ - إن المجرمين من هؤلاء وأولئك فى هلاك وجحيم مستعر.
٤٨ - يوم يُجَرُّون فى النار على وجوههم يقال لهم: قاسوا آلام جهنم وحرارتها.
٤٩ - إنا خلقنا كل شئ، خلقناه بتقدير على ما تقتضيه الحكمة.
٥٠ - وما أَمْرُنا لشئ أردناه إلا كلمة واحدة هى أن نقول له: «كن» فيكون فى سرعة الاستجابة كلمح البصر.
٥١ - ولقد أهلكنا أشباهكم فى الكفر، فهل من متعظ؟.
٥٢ - وكل شئ فعلوه فى الدنيا مكتوب فى الصحف. مقيد عليهم.
٥٣ - وكل صغير وكبير من الأعمال مكتوب لا يغيب منه شئ.
٥٤ - إن المتقين فى جنات عظيمة الشأن، وأنها متعددة الأنواع.
٥٥ - فى مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم عند مليك عظيم القدرة.