ﰡ
أخبرنا أبو بكر الحارثي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن محمد بن حَيَّان، حدَّثنا أحمد بن جعفر بن نصر الجمال، حدَّثنا جرير بن يحيى، حسين بن عُلْوانَ الكوفي، حدَّثنا هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ، قالت:
ما كان أحدٌ أحسنَ خُلُقاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما دعاه أحد من الصحابة ولا من أهل بيته، إلا قال: لَبَّيْكَ، ولذلك أنزل الله عز وجل: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾.
نزلت حين أراد الكفار أن يَعينُوا رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم فيُصيبوه بالعَيْن، فنظر إليه قوم من قريش فقالوا: ما رأينا مثله ولا مِثل حُجَجِه، وكانت العَيْنُ في بني أسد حتى إنْ كانت الناقة السمينة والبقرةُ السمينة تمرُّ بأحدهم فيُعايِنُها ثم يقول: يا جاريةُ خذي المِكْتَل والدرهم فأْتينا بلحم من لحم هذه، فما تَبرَحْ حتى تقع بالموت، فَتُنْحَر.
وقال الكلبي:
كان رجل [من العرب] يمكث لا يأكل يومين أو ثلاثة، ثم يرفعُ جانبَ خبائه فتمرُّ به النَّعَمُ، فيقول: ما رُعِيَ اليومَ إبلٌ ولا غنمٌ أحسنُ من هذه، فما تذهبُ إلا قريباً حتى يسقط منها طائفةٌ وعِدَّة. فسال الكفارُ هذا الرجل أن يصيبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعين ويفعل به مثل ذلك، فعصم الله تعالى نبيه، وأنزل هذه الآية.