تفسير سورة غافر

الموسوعة القرآنية
تفسير سورة سورة غافر من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية .
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٤٠ سورة غافر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة غافر (٤٠) : الآيات ١ الى ٥]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢) غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣) ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ (٤)
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ (٥)
١- حم:
حرفان من حروف الهجاء التي يتكون منها كلامهم، للاشارة إلى أن القرآن الذي حروفه حروف كلامهم أعجزهم الإتيان بمثله.
٢- تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ:
الْكِتابِ القرآن.
الْعَزِيزِ القوى الغالب.
الْعَلِيمِ المحيط علمه بكل شىء.
٣- غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ:
التَّوْبِ التوبة.
ذِي الطَّوْلِ صاحب الانعام.
الْمَصِيرُ المرجع.
٤- ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ:
ما يُجادِلُ ما يمارى.
فَلا يَغْرُرْكَ فلا يخدعك.
تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ تنقلهم فى البلاد بتيسير الله شئونهم مع كفرهم.
٥- كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ
بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ
وَالْأَحْزابُ من اجتمعوا على الرسل.
لِيَأْخُذُوهُ ليوقعوا به.
وَجادَلُوا بِالْباطِلِ أي جعلوا من الباطل حجتهم فى جدالهم.
لِيُدْحِضُوا ليدحروا.
[سورة غافر (٤٠) : الآيات ٦ الى ٨]
وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ (٦) الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (٧) رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٨)
٦- وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ:
حَقَّتْ وجبت.
٧- الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ
وَمَنْ حَوْلَهُ والمحيطون به، أي بالعرش.
يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ يلهجون بتنزيهه والثناء عليه.
وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ويطلبون المغفرة للذين آمنوا.
رَبَّنا قائلين ربنا.
وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وسعت رحمتك كل شىء.
وَعِلْماً وأحاط علمك بكل شىء.
فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا فاصفح عن سيئات الذين رجعوا إليك تائبين.
وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ واتبعوا طريقك.
وَقِهِمْ وجنبهم.
٨- رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ:
وَأَدْخِلْهُمْ أي الذين تابوا واتبعوا سبيلك.

[سورة غافر (٤٠) : آية ٩]

وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩)
٩- وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ:
وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وجنبهم السيئات.
وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ ومن جنبته جزاء السيئات يوم الجزاء.
[سورة غافر (٤٠) : الآيات ١٠ الى ١٤]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ (١٠) قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (١١) ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (١٢) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً وَما يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَنْ يُنِيبُ (١٣) فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (١٤)
١٠- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ:
لَمَقْتُ اللَّهِ لكراهة الله وبغضه لكم.
أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ أكبر من كراهتكم أنفسكم التي أوردتكم موارد العذاب.
١١- قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ:
أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ أي خلقتهم أمواتا أولا وإماتتهم عند انقضاء آجالهم.
وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ الإحياءة الأولى وإحياءة البعث.
إِلى خُرُوجٍ من النار.
مِنْ سَبِيلٍ من طريق للنجاة.
١٢- ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ:
فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الذي يجازى من كفر على كفره.
١٣- هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً وَما يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ:
آياتِهِ دلائل قدرته.
مَنْ يُنِيبُ من يرجع الى التدبر والتفكير فى آيات الله.
١٤- فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ:
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ مخلصين له العبادة.

[سورة غافر (٤٠) : الآيات ١٥ الى ١٨]

رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (١٥) يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (١٦) الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (١٧) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ (١٨)
١٥- رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ:
رَفِيعُ الدَّرَجاتِ عالى المقامات.
ذُو الْعَرْشِ صاحب العرش.
يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ ينزل الوحى من قضائه وأمره.
عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ على من اصطفاه من عباده.
لِيُنْذِرَ ليخوف الناس عاقبة مخالفة المرسلين.
يَوْمَ التَّلاقِ يوم الحساب حين يلتقى الخلق أجمعون.
١٦- يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ:
يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ يوم يبدو الناس.
لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لا يخفى على الله من أمرهم شىء.
لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ حيث ينادى: لمن الملك اليوم؟
لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ فيجاب: لله الواحد المتفرد بالحكم، البالغ القهر.
١٧- الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ:
بِما كَسَبَتْ بما عملت.
سَرِيعُ الْحِسابِ لا يؤخره عن وقته.
١٨- وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ:
وَأَنْذِرْهُمْ وخوفهم، والخطاب لرسول الله صلّى الله عليه وسلم.
يَوْمَ الْآزِفَةِ يوم القيامة، سميت بذلك لأزوفها، أي لقربها.
لَدَى الْحَناجِرِ من شدة الهلع.
كاظِمِينَ كابتين غيظهم لا يستطيعون التفريج عن أنفسهم.
مِنْ حَمِيمٍ من محب مشفق.
وَلا شَفِيعٍ يشفع لهم.
يُطاعُ يستجاب له.
[سورة غافر (٤٠) : الآيات ١٩ الى ٢٣]
يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ (١٩) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (٢٠) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ (٢١) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ (٢٢) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (٢٣)
١٩- يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ:
خائِنَةَ الْأَعْيُنِ استراق النظر إلى ما لا يحل.
٢٠- وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ:
يَقْضِي بِالْحَقِّ يحكم بالعدل.
وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ من يجعلونه شركاء الله.
لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ لعجزهم.
٢١- أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ
فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ فأهلكهم واستأصلهم.
بِذُنُوبِهِمْ بما أسلفوا من ذنوب.
مِنْ واقٍ من حافظ يحفظهم ويحميهم من عذابه.
٢٢- ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ:
بِالْبَيِّناتِ بالآيات الدالة على قدرة الله تعالى.
فَكَفَرُوا فجحدوا بها.
فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ فأهلكهم.
٢٣- وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ:
بِآياتِنا بمعجزاتنا.
وَسُلْطانٍ وحجة دامغة.
مُبِينٍ لا غموض فيها.
[سورة غافر (٤٠) : الآيات ٢٤ الى ٢٨]
إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ (٢٤) فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا اقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (٢٥) وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ (٢٦) وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ (٢٧) وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (٢٨)
٢٤- إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ:
كَذَّابٌ مبالغ فى الكذب.
٢٥- فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا اقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ:
وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ واتركوا نساءهم أحياء.
وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ وما مكر الكافرين.
إِلَّا فِي ضَلالٍ الا فى ضياع.
٢٦- وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ:
ذَرُونِي دعونى.
وَلْيَدْعُ رَبَّهُ لينقذه منى.
أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أن يغير دينكم.
الْفَسادَ الفتن.
٢٧- وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ:
إِنِّي عُذْتُ انى تحصنت.
بِرَبِّي بمالك أمرى.
وَرَبِّكُمْ ومالك أمركم.
مُتَكَبِّرٍ متغطرس متعال.
٢٨- وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ
وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ
يَكْتُمُ إِيمانَهُ يخفيه.
بِالْبَيِّناتِ بالأدلة الواضحات.
مُسْرِفٌ مجاوز الحد.
كَذَّابٌ مبالغ فى الكذب.
[سورة غافر (٤٠) : الآيات ٢٩ الى ٣٣]
يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جاءَنا قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلاَّ ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشادِ (٢٩) وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ (٣٠) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ (٣١) وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ (٣٢) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٣٣)
٢٩- يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جاءَنا قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلَّا ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ:
ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ عالين.
فَمَنْ يَنْصُرُنا فمن ينقذنا.
مِنْ بَأْسِ اللَّهِ من عذاب الله.
إِلَّا ما أَرى الا الذي أرى.
وَما أَهْدِيكُمْ بهذا الرأى الذي أراه.
٣٠- وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ:
الْأَحْزابِ الذين تحزبوا على رسلهم.
٣١- مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ:
مِثْلَ دَأْبِ مثل عادة.
٣٢- وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ:
يَوْمَ التَّنادِ يوم تصايح الخلق بعضهم على بعض، يعنى يوم القيامة.
٣٣- يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ:
مُدْبِرِينَ لا تلوون على شىء من الهلع.
مِنْ عاصِمٍ من مانع.
مِنْ هادٍ من مرشد.
[سورة غافر (٤٠) : الآيات ٣٤ الى ٣٧]
وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ (٣٤) الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (٣٥) وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (٣٦) أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبابٍ (٣٧)
٣٤- وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ:
بِالْبَيِّناتِ بالحجج الواضحة.
مُسْرِفٌ مجاوز الحد.
مُرْتابٌ فى شك وحيرة من أمره.
٣٥- الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ:
بِغَيْرِ سُلْطانٍ بغير برهان يؤيدهم.
أَتاهُمْ حضرهم.
كَبُرَ مَقْتاً كرها وسخطا.
كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ مثل هذا الختم يختم الله.
مُتَكَبِّرٍ قد ملىء غطرسة.
جَبَّارٍ فيه قسوة وغلظة.
٣٦- وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ:
صَرْحاً بناء عاليا.
لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ مسالك السموات.
٣٧- أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ:
أَسْبابَ السَّماواتِ مسالكها ومنافذها.
فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى فأرقى الى إله موسى وأراه.
وَصُدَّ ومنع وحجب.
عَنِ السَّبِيلِ عن طريق الهدى.
وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ وما مكر فرعون.
إِلَّا فِي تَبابٍ الا فى خسار.
[سورة غافر (٤٠) : الآيات ٣٨ الى ٤٢]
وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ (٣٨) يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ (٣٩) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ (٤٠) وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (٤١) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (٤٢)
٣٨- وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ:
سَبِيلَ الرَّشادِ طريق الفلاح.
٣٩- يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ:
مَتاعٌ الى فناء وزوال.
دارُ الْقَرارِ الاستقرار والبقاء.
٤٠- مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ:
بِغَيْرِ حِسابٍ يفوت عد الحاسبين.
٤١- وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ:
إِلَى النَّجاةِ إلى ما يبلغكم النجاة من النار.
إِلَى النَّارِ الى ما يدخلنى النار.
٤٢- تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ:
وَأُشْرِكَ بِهِ وأجعل له شريكا.
ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ لا علم عنه يحملنى على الاعتقاد به.
الْعَزِيزِ الغالب الذي لا يغلب.
الْغَفَّارِ الكثير المغفرة.
[سورة غافر (٤٠) : الآيات ٤٣ الى ٤٦]
لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ (٤٣) فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (٤٤) فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ (٤٥) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ (٤٦)
٤٣- لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ:
لا جَرَمَ لا محالة.
أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ أن الذي تدعوننى إلى عبادته.
لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ إلى نفسه، أي من حق المعبود الحق أن يدعو العباد إلى طاعته، ثم يدعو العباد إليها إظهارا لدعوة ربهم، وما تدعون إليه وإلى عبادته، لا يدعو هو إلى ذلك، ولا يدعى الربوبية.
فِي الدُّنْيا أي انه جماد لا يستطيع شيئا من دعاء وغيره.
وَلا فِي الْآخِرَةِ يتبرأ من الدعاء إليه ومن عبادته.
وقيل: ليس له استجابة دعوة تنفع فى الدنيا ولا فى الآخرة.
٤٤- فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ:
فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ أي فستعلمون صدق ما أقول لكم.
وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ وأكل أمرى إلى الله.
٤٥- فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ:
فَوَقاهُ اللَّهُ فدفع الله عنه.
سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا شدائد مكرهم.
وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ وأحاط بآل فرعون.
سُوءُ الْعَذابِ العذاب السيء.
٤٦- النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ:
يُعْرَضُونَ عَلَيْها يدخلونها.
غُدُوًّا وَعَشِيًّا أي عذابا متتابعا تتابع الغدو والعشى.
[سورة غافر (٤٠) : الآيات ٤٧ الى ٥١]
وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ (٤٧) قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ (٤٨) وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ (٤٩) قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (٥٠) إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ (٥١)
٤٧- وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ:
وَإِذْ يَتَحاجُّونَ وإذ يتخاصمون.
فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ وهم الأتباع.
لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا للمتبوعين.
٤٨- قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ:
إِنَّا كُلٌّ فِيها انا وأنتم جميعا فى النار.
٤٩- وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ:
الَّذِينَ فِي النَّارِ من الكبراء والضعفاء.
لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ لحفظة جهنم.
٥٠- قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ:
بِالْبَيِّناتِ بالحجج الواضحة.
قالُوا بَلى أي جاءتنا الرسل فكذبناهم.
فَادْعُوا أنتم.
إِلَّا فِي ضَلالٍ الا فى ضياع.
٥١- إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ:
إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا أي نجعل النصر لهم.
وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ أي يوم القيامة يوم يشهد الشهود للرسل بتبليغ رسالتهم.

[سورة غافر (٤٠) : الآيات ٥٢ الى ٥٦]

يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (٥٢) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ (٥٣) هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (٥٤) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ (٥٥) إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (٥٦)
٥٢- يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ:
مَعْذِرَتُهُمْ اعتذارهم عما فرط منهم فى الدنيا.
وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ فى هذا اليوم، أي الطرد من رحمة الله.
وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ أي سوء الدار الآخرة، وهو عذابها.
٥٣- وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ:
الْهُدى ما يهتدى به الى الحق.
وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ وتركنا على بنى إسرائيل من بعده:
الْكِتابَ أي التوراة.
٥٤- هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ:
هُدىً وَذِكْرى إرشادا وتذكرة.
لِأُولِي الْأَلْبابِ لأصحاب العقول الواعية، وهم المؤمنون العاملون بما فيه.
٥٥- فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ:
فَاصْبِرْ على ما ينالك من أذى، والخطاب لرسول الله صلّى الله عليه وسلم.
إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ ما وعدك إياه من نصر.
حَقٌّ لا يتخلف.
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ واطلب المغفرة من ربك لما قد يعد ذنبا بالنسبة إليك.
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ونزه ربك عن النقائص تنزيها مقترنا بالثناء عليه.
بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ ثناء متتابعا تتابع العشى والإبكار، والعشى:
أواخر النهار، والإبكار: أوائله.
٥٦- إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ:
يُجادِلُونَ يمارون.
فِي آياتِ اللَّهِ فيما بين أيديهم من دلائل على وجوده.
بِغَيْرِ سُلْطانٍ من غير حجة ملزمة.
إِلَّا كِبْرٌ الا تعال عن اتباع الحق.
ما هُمْ بِبالِغِيهِ أي ما هم بالغي موجب الكبر. أي ليس تعاليهم بموصلهم الى غايتهم.
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ فاطلب الحفظ منه.
[سورة غافر (٤٠) : الآيات ٥٧ الى ٦١]
لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٥٧) وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ (٥٨) إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (٥٩) وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ (٦٠) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (٦١)
٥٧- لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ:
لا يَعْلَمُونَ أي سلبوا العلم فلم يؤمنوا بالبعث مع إقرارهم بأنه خالق السموات والأرض.
٥٨- وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا ما تَتَذَكَّرُونَ:
الْأَعْمى عن الحق.
وَالْبَصِيرُ العارف بالحق.
وَلَا الْمُسِيءُ فى عقيدته وعمله.
ما تَتَذَكَّرُونَ ما تتذكرون أيها الناس.
٥٩- إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ:
إِنَّ السَّاعَةَ أي يوم القيامة.
لا رَيْبَ فِيها لا شك فى مجيئها.
لا يُؤْمِنُونَ لا يصدقون.
٦٠- وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ:
داخِرِينَ صاغرين.
٦١- اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ:
لِتَسْكُنُوا فِيهِ لتهدءوا فيه وتستريحوا من العمل.
مُبْصِراً مضيئا لتعملوا فيه.
لا يَشْكُرُونَ نعمه.
[سورة غافر (٤٠) : الآيات ٦٢ الى ٦٦]
ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٦٢) كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (٦٣) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٦٤) هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٦٥) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (٦٦)
٦٢- ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ:
ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ المنعم بهذه النعم الجليلة.
خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا معبود بحق إلا هو.
فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ فإلى أي جهة تصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره.
٦٣- كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ:
يُؤْفَكُ يصرف عن الحق.
يَجْحَدُونَ ينكرون.
٦٤- اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ:
قَراراً مستقرة صالحة لحياتكم عليها.
بِناءً محكم الترابط.
فَتَبارَكَ اللَّهُ فتعالى الله.
٦٥- هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ:
هُوَ الْحَيُّ هو المنفرد بالحياة الدائمة.
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لا معبود بحق الا هو.
فَادْعُوهُ فتوجهوا بالدعاء اليه.
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ مخلصين له العبادة.
٦٦- قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ:
قُلْ الخطاب لرسول الله صلّى الله عليه وسلم.
لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ حين جاءتنى الحجج الواضحة من ربى.
أَنْ أُسْلِمَ أن أنقاد.
[سورة غافر (٤٠) : الآيات ٦٧ الى ٧٢]
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٦٧) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٦٨) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (٦٩) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ وَبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٧٠) إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ (٧١)
فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (٧٢)
٦٧- هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ:
ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ هى ماء الرجل.
ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثم حول هذه النطفة الى قطعة دم جامدة.
أَشُدَّكُمْ الكمال قوة وعقلا.
أَجَلًا مُسَمًّى هو يوم البعث.
وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ما فى هذه الأطوار من عبر.
٦٨- هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ:
فَإِذا قَضى أَمْراً أراد إبراز أمر الى الوجود.
٦٩- أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ:
أَلَمْ تَرَ ألم تنظر.
فِي آياتِ اللَّهِ الواضحة.
أَنَّى يُصْرَفُونَ كيف يصرفون عن النظر فيها ويصرون على ما هم فيه من خلال.
٧٠- الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ وَبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ:
بِالْكِتابِ بالقرآن.
فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ عاقبة تكذيبهم.
٧١- إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ:
يُسْحَبُونَ يجرون.
٧٢- فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ:
فِي الْحَمِيمِ فى الماء المتناهي فى الحرارة.
فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ يطرحون ليكونوا وقودا لها.
[سورة غافر (٤٠) : الآيات ٧٣ الى ٧٨]
ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٧٣) مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِينَ (٧٤) ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (٧٥) ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٦) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ (٧٧)
وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ (٧٨)
٧٣- ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ:
أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ أين معبوداتكم التي كنتم تعبدونها.
٧٤- مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِينَ:
ضَلُّوا عَنَّا غابوا عنا.
شَيْئاً يعتد به.
كَذلِكَ مثل هذا الضلال.
٧٥- ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ:
ذلِكُمْ العذاب.
بِما كُنْتُمْ بسبب ما كنتم.
بِغَيْرِ الْحَقِّ بغير ما يستحق الفرح.
وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ وبسبب أشركم وبطركم.
٧٦- ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ:
مَثْوَى مستقر.
٧٧- فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ:
إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ بعذاب الكافرين.
حَقٌّ لا ريب فيه.
فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ فى حياتك.
٧٨- وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ:
مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ من أوردنا أخبارهم عليك.
وَما كانَ لِرَسُولٍ منهم.
أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ بمعجزة.
إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ أي بمشيئته وإرادته لا من تلقاء نفسه.
فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللَّهِ أي يوم البعث والحساب.
هُنالِكَ فى ذلك الوقت.
الْمُبْطِلُونَ أهل الباطل.
[سورة غافر (٤٠) : الآيات ٧٩ الى ٨٣]
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٧٩) وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٨٠) وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (٨١) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٢) فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٨٣)
٧٩- اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ:
لِتَرْكَبُوا مِنْها أي بعضها.
٨٠- وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ:
وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كثيرة غير الركوب والأكل.
فِي صُدُورِكُمْ تهتمون بها فى أنفسكم.
٨١- يُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ
يُرِيكُمْ آياتِهِ
ويريكم الله دلائل قدرته.
َيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ
فأى دليل منها تنكرون.
٨٢- أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ:
فَما أَغْنى عَنْهُمْ فما دفع عنهم.
ما كانُوا يَكْسِبُونَ من قوة وجاه وسلطان.
٨٣- فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ:
بِالْبَيِّناتِ بالحجج الدامغة.
فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ آثروا عليها ما يملكون من علم دنيوى.
وَحاقَ بِهِمْ فنزل بهم.
ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ العذاب الذي سخروا من الرسل حين أنذروهم به.
[سورة غافر (٤٠) : الآيات ٨٤ الى ٨٥]
فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (٨٤) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ (٨٥)
٨٤- فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ:
بَأْسَنا شدة عذابنا.
وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ وأنكرنا الآلهة التي كنا بسببها مشركين.
٨٥- فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ:
سُنَّتَ اللَّهِ أن سن الله سنة.
قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ قد سبقت فى عباده ألا يقبل الايمان حين نزول العذاب.
هُنالِكَ وقت نزول العذاب.
Icon